التسميات

الاثنين، 6 أكتوبر 2014

جيولوجية مصر .. جزء من كتاب جيومورفولوجية مصر ...

 جزء من كتاب جيومورفولوجية مصر
 أ . د . محمد صبري محسوب سليم - أستاذ ورئيس قسم الجغرافيا الطبيعية 
 كلية الآداب ـ جامعة القاهرة

 الفصل الاول
جيولوجية مصر
جيولوجية مصر:
تعد الأراضي المصرية بمساحتها التي تزيد فليلاً على المليون كيلومتر مربع جزءاً من الكتلة العربية النوبية التي بدورها تمثل جزءاً من الدرع الجندوانى الأركى القديم.
وقد كان النمو الجيولوجي للأراضي المصرية نتاجاً للعلاقة بين الأساس الأركى القديم الثابت أو المستقر نسبياً والبحر الممتد التاريخ الجيولوجي بعدم استقرار منسوبة. إلى جانب ذلك فإنه رغم ما تميزت به الأراضي المصرية من ثبات نسبى طوال تاريخها إلا أنها لم تسلم في كثير من الأحيان من التأثر بالحركات التكتونية، خاصة في هوامشها الشرقية والشمالية، فإلى الشرق يعد صدع البحر الأحمر وتوابعه من الصدوع الممتدة في اتجاهات مختلفة خاصة بسيناء والصحراء الشرقية أوضح أمثلة لعمليات التصدع التي تعرضت لها أرض مصر، كما تعد الطيات القبابية أمثلة للتأثر بعمليات الطي والتي نتجت كرد فعل لحركات أرضية قادمة من الشمال الشرقي خلال عصر الميوسين. ولعلنا نجد فيها يتبعثر من بقع لافيه فوق أرض مصر دليلاً على حدوث حركات بركنه وتداخلات نارية خلال فترات تاريخية مختلفة.

وقد تطورات أرض مصر خلال الأزمة والعصور الجيولوجية ونمت نمواً بطيئاً، وإن كان مضطرداً فازدادت مساحة وعلت منسوباً وكان اتجاه النمو دائماً نحو الشمال باتجاه وعلى حساب بحر تثس، وقد بلغت أرض مصر مساحتها الحالية عند نهاية الزمن الثالث واتضحت ملامحها وتبلورت صورها المورفولوجية خلال فترات البلايستوسين  لذي شهدت مصر خلاله تغيرات مناخية ارتبطت بها عمليات التشكيل الخارجية.
وسوف نوضح هنا في إيجاز أنواع التكوينات الجيولوجية التي تظهر على سطح مصر وذلك تبعاً لعصور تكونها، مع توضيح مختصر للعلاقة بين اليابس المصري وبحر تثس، بداية من العصر الفحمي (العصر الخامس من الزمن الأول ) وحتى البلايستوسين وهو العصر الأخير الذي شهدت الهوامش الشمالية خلال بعض فتراته تذبذبات بين الغمر والانحسار.
أولاً: التكوينات الجيولوجية:
أ- تكوينات الزمن الأركى:
تمثل الأساس القاعدي الذي ترتكز عليه كل الصخور التي تكونت خلال العصور الجيولوجية التالية ( وهى صخور رسوبية أساساً ). وتظهر الصخور الأركية بارزة فوق أكثر من مائة ألف كيلو متر مربع من سطح مصر بنسبة 10% من جملة مساحته وتمثل في الوقت ذاته أكثر مناطق مصر وعورة وتضرساً وارتفاعاً، وذلك بسبب ما تعرضت له خلال تاريخها الطويل من حركات أرضية من تصدع وتداخلات نارية وتحول إقليمي Regional metamorphism  على نطاق واسع.
ومع صغر المساحة التي تشغلها تلك التكوينات فإنها تتوزع في كل الوحدات الجيومورفولوجية في مصر، أكبرها تلك التي تظهر كحاجز جبلي مرتفع يمتد كمثلث طولي بالصحراء الشرقية ترتكز قاعدته. على خط الحدود مع السودان وتنتهي قمته شمالاً عند خط عرض 30َ 28ْ شمالاً شاغلاً مساحة كبيرة منها تبلغ نحو 30%. يليه مقلوب قمته في اتجاه الجنوب وقاعدته ممتدة على خط عرض 30َ 29ْ باتجاه الشمال وهى قاعدة غير منتظمة تتميز بتقطعها وتوغل الصخور الكريتاسية بقسميها الرملي والطباشيري داخلها. أما ضلعه الشرقي على طول خط الساحل السابق. وإذا كانت الضلع الشرقي يلاصق خليج العقبة فإن الضلع الغربي يبتعد عن الساحل الشرقي لخليج السويس تاركاً سهلاً طويلاً ومتسعاً تمتد فوقه حافات طولية من صخور نارية ورسوبية. (شكل رقم 1)
شكل رقم (1) مناطق التكوينات الاركية والزمن الاول في مصر
باستثناء النطاقين الأركيين سابقي الذكر توجد الصخور الأركية المعقدة في مواضع محدودة بوادي النيل مثل موضع خانق كلابشة جنوب أسوان والذي أصبح الآن مغموراً بمياه بحيرة السد، وكذلك في موضع الجندل الأول، وتوجد بالصحراء الغربية في شكل جزيرات نارية ومتحولة تبرز وسط خضم من الصخور الرملية النوبية في الهضبة الجنوبية عند خط عرض 23ْ شمالاً. وتظهر بشكل أكبر وأوضح وأكثر ارتفاعاً في منطقة جبل العوينات أقصى جنوب غرب مصر.
بالنسبة للخصائص الجيولوجية لهذه التكوينات الأركية، فإنها بشكل عام عبارة عن خليط شديد التعقيد من أنواع متعددة ومتباينة الخصائص من صخور نارية ومتحولة،والأخيرة غالباً ما تكون من أصل ناري ونادراً ما تكون ذات أصل رسوبي. ومن أهم أنواع الصخور الأركية النايس والشست وهى من الصخور المتحولة والجرانيت والجرانوديويت والسمحاق وغيرها مما تعرض خلال التاريخ الجيولوجي لضغوط شديدة واندفاعات وتداخلات نارية والتواءات عنيفة أدت إلى شدة تعقيدها وتضرسها بالصورة التي نجدها عليها الآن ( شكل رقم 2).
ب- تكوينات الزمن الأول:
تقتصر تكوينات الزمن الأول في مصر على صخور العصر الفحمي وهو العصر الخامس من هذا الزمن، بينما لم يكشف النقاب بعد عن أية تكوينات أخرى تنتمي للعصور الأربعة السابقة له والتي ربما تكون قابعة تحت تكوينات أحدث أو ربما تكون قد أزيلت بفعل عوامل التعرية التي تعرضت لها خلال التاريخ الموغل في القدم، أو ربما وهذا احتمال وارد، أن كانت أرض مصر خلال عصور الكمبرى والأردوفيشى والسيلورى أرضا مرتفعة ومن ثم لم تتعرض أصلاً لأي طغيان مائي.
أما عن تكوينات العصر الفحمي فتوجد في مواضع ثلاثة في صحارى مصر الثلاث مجمل مساحتها محدود للغاية لا يتعدى 1% الموضع الأول يوجد غربي شبه جزيرة سيناء في قطاع أم بجمة أبو زنيمة وتوجد به مرتكزة فوق الأساس الأركى القاعدة وتحت صهور الرملي الكريتاسي ( شطا ، 1960 ، ص ص 126 131 ) وتوجد في صورة طبقتين من الصخور الرملية تفصلهما طبقة من الحجر الجيري سمكها جميعاً 320 متراً، العليا ويبلغ سمكها 150 متراً والسلفي 130، بينما يبلغ سمك الطبقة الجيرية الوسطى 40 متراً فقط. والموضع الثاني في وادى عربة والجوانب الشرقية لهضبة الجلالة الشمالية (البحرية) وهى هنا عبارة عن طبقة من الحجر الجيري تحتوى على حفريات لنباتات كربونية وتتخلل طبقات من الحجر الرملي والمارل. أما الموضع الثالث فيوجد في أقصى جنوب غرب الصحراء الغربية بمنطقة جبل العوينات حيث وجدت صخور رملية تحتوى على نباتات من العصر الكربوني. مما يعطى مؤشراً على احتمال وجود تكوينات العصر الفحمي أو الكربوني مختبئة تحت تكوينات الحجر الرملي الكريتاسي.
والواقع أن الصور التوزيعية للتكوينات الفحمية كما نراها من الخريطة الجيولوجية بالشكل رقم (1) تثير الاهتمام وتضع علامة استفهام أمام الجيولوجيين، حيث أنها تدل بأن البحر الجيولوجي القديم قد وصل بأي شكل كان إلى الأجزاء الجنوبية من الأراضي المصرية وربما يكون مغطياً لها أي أرض مصر تغطية كاملة وأن ما يوجد من رواسب كربونية في الوقت الحاضر ما هي إلا البقية المتبقية بعد تعرض السطح عند انحسار البحر لعمليات التعرية ومرور أكثر من دورة جيولوجية عليه خلال العصور العديدة التي توالت عليه. وربما أيضا تكون رواسب البحر الكربوني مازالت قابعة كما ذكرنا تحت الرواسب السمكية لتلك العصور اللاحقة. والاحتمال الأخير ربما كانت صورة الغمر البحري الكربوني عبارة عن غمر هامشي شمالي اقتصر على أطراف مصر الشمالية حتى خط عرض الجلالة البحرية مع امتداد أحد الخلجان الطولية متغلغلاً في الأراضي المصرية، والتي كانت أصلاً مرتفعة حتى ذلك العصر الموغل في التقدم باتجاه الجنوب الغربي.
وبعد انتهاء العصر الكربوني لم تتعرض أرض مصر لأية عمليات غمر بحرية طوال العصر البرمى وذلك بسبب استمرار ارتفاع منسوبها حقبة زمنية طويلة شغلت ما تبقى من الزمن الأول وفترة طويلة من الزمن الثاني.
ج- تكوينات الزمن الثاني في مصر:
لم تتعرض أرض مصر طوال العصريين الأوليين من الزمن الثانى الترياسى والجوراسى إلا لعمليات غمر هامشى محدود لم يتعد الحد الشمالى لهضبة الجلالة البحرية.
وتظهر تكوينات العصر الترياسى في بقع محدودة للغاية، أهمها جبل عرايف الناقة شمالي شرقي سيناء والتي تتكون كتلته من نواه من الحجر الرملي تتخللها تكوينات من المارل والحجر الجيري تحتوى على حفريات تجع إلى ذلك العصر.
أما تكوينات العصر الجوراسى فإنها تشغل مساحة أكبر بكثير من تكوينات الترياسى، وتظهر في شبة جزيرة سيناء في جبل المغارة وجبل المنشرح، بينما تكاد تختفي من بقية الأراضي المصرية باستثناء بقع صغيرة المساحة في منطقة خشم الجلالة (الطرف الشمالي الشرقي منها)، وكذلك في سفوحها الجنوبية الشرقية. ويبلغ سمك رواسب الجوراسى نحو 500 متر وهى عبارة عن صخور رملية ومارلية تحتوى على رقائق طفليه تختفي شمال دائرة عرض 20َ 24ْ شمالاً.
بالنسبة لتكوينات العصر الكريتاسي فإن توزيعها بقسميها السفلى والعلوي في الأراضي المصرية يدل على أن البحر الكريتاسي قد غطى أكبر مساحة من أرض مصر، حيث تظهر منها فوق السطح نحو 410 آلاف كيلومتر مربع بينما يتغطى بالتكوينات الأحداث نحو 500 ألف، ومعنى ذلك أن تكوينات الكريتاسي المكشوفة والمغطاة الجذور القاعدية الأركية التي كما نعرف تمثل الأساس  الذي بنيت فوقه أرض مصر طوال التاريخ الجيولوجي (شكل رقم 3).
الخرسان التوبى ( الحجر الرملي النوبي ):
عبارة عن صخور رملية متلاحمة بالأكسيد أو السليكات أو الكالسيت ترجع طبقاتها التحتية إلى ما قبل عصر الكريتاسي الأسفل، بينما تكونت طبقاتها العلوية خلاله، ويبلغ سمكها إجمالاً نحو 1400 متر، وهى عبارة عن رواسب متراكمة فوق أرصفة بحرية أو ربما تكون قد ترسبت فوق سطح تحاتى وهى مشتقة أصلاً من صخور القاعدة الأركية التي تعرضت للتفتيت طوال فترات زمنية طويلة بفعل عمليات التجوية والنحت المختلفة.
وبالنسبة لخصائصها الليثولوجية فهي صخور ضعيفة التماسك من السهل تفككها إلى رمال سائبة Unconsolidated sands س ناعمة أو خشنة تبدو فى شكل طبقات تتعدد ألوانها بسبب احتوائها أكاسيد متعددة وتتخلل طبقاتها راقات من الطفل والكوارتزيت، وكثير ما تقطعها الجدد النارية والقواطع الناتجة عن اندساسات بركانية تعرضت لها في مراحل لاحقة.
ومن أهم ما يميز هذه الصخور ليثولوجيا ما تتميز به من مسامية عالية جعلتها قادرة على اختزان المياه الجوفية، ساعدها على ذلك امتداد صخور الأساس الأركى تحتها والتي منعت تسرب المياه من خزاناتها الجوفية باعتبارها صخور كتيمة aqueclude  غير مسامية، وكانت الصخور الرملية النوبية بذلك مصدر المياه الجوفية الرئيسي بواحات الصحراء الغربية. كما أنها تحتوى على خامات الحديد بمنطقة أسوان ومنخفض الواحات البحرية.
وتشغل تلك التكوينات الرملية النوبية أكثر من 28% من جملة مساحة مصر، تتوزع في كل من سيناء والصحراء الشرقية والصحراء الغربية على النحو على النحو التالي:
ففي شبه جزيرة سيناء تظهر كشريط عرضي يحف بقاعدة المثلث الأركى السيناوى من الشمال، وفى الصحراء الشرقية يقتصر وجودها على الجزء منها الواقع جنوب ثنية قناة والمحصور ما بين الصخور الأركية في الشرق ووادي النيل في الغرب والممتد حتى خط الحدود جنوباً. أما في الصحراء الغربية فإنها تظهر في معظم مساحة الهضبة الجنوبية ممتدة ما بين خط الحدود جنوباً ( دائرة عرض 22ْ شمالاً ) حتى دائرة عرض 30َ 25ْ في الشمال. كما أنها تظهر منكشفة داخل المنخفضات بالهضبة الجيرية الوسطى، البحرية والفرافرة وداخل منخفضي الخارجة والداخلة في الجنوب ( شكل رقم 3).
تكوينات الطباشير:
ترجع إلى الكريتاسي الأعلى، ومن ثم نجدها مرتكزة على تكوينات الحجر الرملي النوبي تعلوها طفلة الداخلة، خاصة في القسم الأوسط من الصحراء الغربية وتتكون أساساً من طبقات جيرية وطباشيرية ثم تكوينات صلصالية تتميز بوفرة حفرياتها الحيوانية، حث تميز الجير الكريتاسي الأعلى بغناه بالحيوانات البحرية الضخمة.
وقد ترسبت تكوينات الطباشير في شكل طبقات في قاع بحر جيولوجي عميق يدل على عمقه سمكها الكبير الذي يتجاوز الخمسمائة متر، وقد كان هذا البحر متعمقاً داخل الأراضي المصرية إلى أقصى حد باتجاه الجنوب، وربما كان يغطى منطقة الهضبة الجنوبية ( هضبة الجلف الكبير ).
ونظراً لظروف الترسيب في بحر جيولوجي عميق مع تعرض قاعة للهبوط التدريجي البطئ فقد انعكس ذلك على زيادة سمكها بالصورة التي ذكرناها آنفاً.
وتوجد تكوينات الطباشير في مناطق مختلفة من الأراضي المصرية، فتوجد في أجزاء من هضبة التيه وسط سيناء، وتظهر بصحراء مصر الشرقية في مواضع بشرقي ثنية قنا وفيما بين سفاحة والقصير خاصة في سلسلة " جبل ضوى " إلى الغرب والشمال الغربي من القصير، وهى هنا تحتوى على خامات الفوسفات ( شكل رقم 4) والتا توجد أيضا في منطقة جبل عطشان وجبل حمادات جنوبي غرب القصير بنحو عشرين كيلومتر. أما في الصحراء الغربية فنجد تكوينات الطباشير في شكل نطاق صخري في الوسط فيما بين منخفض البحرية والداخلة، يتسع في جزئه الأوسط ويضيق عند طرفية في الشرق والغرب ، إلى جانب امتداده على طول الحافة الشرقية لمنفض الخارجة، مرتكزاً على الصخور الرملية النوبية مباشرة، ويظهر في منطقة هضبة أو طرطور محتوياً على خامات الفوسفات التي تظهر هنا في طبقات سمكها عشرة أمتار، كذلك تظهر على طول الحافة الشمالية لمنخفض الداخلة، وتظهر في منخفض الفرافرة والبحرية، وفى شكل بقايا فريدة في منطقة أو رواش وسط الصخور الجيرية الأيوسينية الأحداث.

د- تكوينات الزمن الثالث:
1- تكوينات الأيوسين:
تتكون من الحجر الجيري يبلغ سمكها نحو 700 متر مما يدل على عمق البحر الأيوسينى، وقد تكونت طبقات الحجر الجيري فوق سطح مصر في ثلاث مراحل: أولها  - صخور الإيوسين الأسفل وتتميز بتجانسها وهى من صخور الحجر الجيري والمارل وراقات من الشرت. وثانيها صخور الإيوسين الأوسط وهى من نفس الأنواع السابقة وتتميز هنا بغناها بحفريات قروش الملائكة وهى أقل انتشاراً من صخور الإيوسين الأسفل حيث تختفي إلى الجنوب من خط عرض 30َ 26ْ. أما المرحلة الثالثة والأخيرة من الأيوسين فقد ترسبت خلالها طبقات من الحجر الجيري بني اللون وتعرف في مصر بطبقات المقطم العلوي، يدل لونها وخصائصها الطبقية على سرعة تراجع البحر شمالاً وانحساره عن اليابس. وتتميز تكوينات الحجر الجيري بشكل عام باحتوائها على العديد من الحفريات وبوضعها في شكل طبقات تميل شمالاً باتجاه الانحدار العام لسطح مصر، وارتكازها على طبقات الطباشير الكريتاسي في الجنوب ووجودها تحت طبقات الجر الجيري الميوسينى في الشمال، وفى الغالب يزداد سمكها بالاتجاه نحو الشمال، وقد تظهر أسفلها تكوينات من راقات طين إسنا التي تعود إلى مرحلة ترسيب انتقالية تعرف بالباليوسين.
أما عن التوزيع الجغرافي لتكوينات عصر الأيوسين فإن مساحتها التي تبلغ نحو مائتي ألف كيلومتر مربع تتوزع في مناطق مختلفة من الصحارى المصرية وتمثل 20% تقريباً من جملة مساحة مصر.
   شكل رقم(5)التكوينات الجيولوجية بشبة جزيرة سيناء
بالنظر للشكل رقم (5) نجدها تتمثل في شبة جزيرة سيناء في مساحات واسعة من هضبة العجمة، يصل سمكها عند الحافة الجنوبية لهذه الهضبة 240 متراً، وتعد صخور الإيوسين الأسفل أكثر أنواع الصخور الإيوسينية انتشاراً، وذلك في هضبتي العجمة والتيه، وتظهر كذلك في مناطق القباب الشمالية وفى منطقة أبو زنيمة غربا سيناء وغيرها من المناطق الأخرى بشبه الجزيرة.
أما في الصحراء الشرقية فتظهر في هضبة المعازة بين وادى قنا في الشرق ووادي النيل غرباً وفيما بين ثنية قنا جنوباً ووادي الطميلات في الشمال. وفى الصحراء الغربية تمتد صخور الحجر الجيري الإيوسينى على مساحة واسعة من خط عرض 29ْ شمالاً مع توغل جنوبي يصل إلى حدودنا مع السودان في الجزء الواقع بين وادى النيل شرقاً ومنخفض الواحات الخارجة في الغرب (شكل رقم3) وتمتد في الوسط باتجاه الغرب حتى خط طول 25ْ شرقاً في الغرب.
وتطل صخور الحجر الجيري الإيوسينى على جانبا وادى النيل في قطاعه الممتد من ثنية قنا حتى القاهرة بحافات مرتفعة تحدد الوادي من الجانبين، تقطعها بعض الأودية الصحراوية المتجهة نحو النيل خاصة بالصحراء الشرقية.

وتبدو كذلك كحوائط تحيط بالمنخفضات الصحراوية وتنحدر نحو قيعانها بانحدارات شديدة فئ أغلب الحالات كما سيتضح ذلك تفصيلاً فيما بعد.
ويتضح من الشكل رقم (6) أن البحر الإيوسينى العميق كان يتوغل باتجاه الجنوب لمسافات بعيدة وذلك حتى قرب خط عرض 23ْ شمالاً على الأقل.
وتعد صخور الحجر الجيري الإيوسينى مصدراً رئيسياً لمواد البناء من حجر جيري ورخام والباستر تنتشر محاجرها في مناطق مختلفة في السباعية والمقطم وبني سويف وطره وغيرها.
2- تكوينات الأوليجوسين في مصر:
تظهر أساساً في مصر بالصحراء الغربية وذلك في جزئها الشمالي والأوسط كما توجد في بقاع متقطعة على طول الطريق الصحراوي ما بين القاهرة والسويس.
وتشغل تكوينات الأوليجوسين بأنواعها المختلفة مساحة محدودة من أرض مصر لا تزيد على عشرين ألف كيلومتر مربع، وقد كانت مصر في هذا العصر ذات مناخ يختلف تماماً عن مناخها الحالي وذلك بحكم موقعها الفلكي في الأوليجوسين الذي كان أقرب إلى خط الاستواء بنحو 15 درجة عن موقعها الحالي. كذلك كان سطحها أعلى منسوباً وبعيداً عن أي غمر بحري وسبب ارتفاعه آنذاك تعرضه لحركات أرضية نشطه.
تنقسم تكوينات الأوليجوسين إلى صخور رسوبية وصخور طفحية بازلتية لكل منها خصائصها ومناطق توزيعها.
بالنسبة للتكوينات الرسوبية. نجدها تظهر فوق السطح في نطاق يمتد من شمال غرب الفيوم حتى واحة " مغرة " عند الطرف الشمالي الشرقي لمنخفض القطارة، وتتكون من صخور رملية مع حجر جيري ومارل ومفتتات حطامية من صوان وحصى وحصباء وغيرها وتتميز باحتوائها على بقايا حفريات لحيوانات فقارية مثل التماسيح والسلحفاة وفرس النهر، يدل وجوده بهذه الصورة على حدوث عمليات ترسيب فى منطقة سهل دلتاوى Deltaic plain   للنهر الذي افترض وجوده الألماني بلانكنهورن وأطلق عليه اسم النيل القديم Ur Nil ، وتتبع تطوره خلال عصر الأوليجوسين وما بعدها حين انتقل إلى مصبه قرب منخفض النطرون، ونظرا لعدم وجود مفتتات أو صخور من أصل نارى أو متحول فمعنى هذا أن ذلك النهر المحتمل لم يكن له منابع بجبال البحر الأحمر حيث إن معظم التكوينات مشتقة من صخور الحجر الرملى النوبى ( حمدان، ص 89). ورغم ما وجه من نقد لرأى بلانكنهون فلابد أن يكون وراء ترسيب مثل هذه التكوينات نهر ما أتى بها إلى مرفضه بتلك المنطقة الدلتاوية الواسعة فى نطاق ممتد لنحو مائتى كيلومتر وسمك الرواسب به نحو خمسمائة متر.
أما عن التكوينات البازلتية فتتمثل فى طفوح البازلت بمنطقة جبل قطرانى وفى القواطع والطفوح البازلتية المكشوفة إلى الجنوب الغربى من منخفض الواحات البحرية وفى منطقة النوبة المصرية، وفى مناطق متفرقة من هضبة الجلف الكبير، وتتميز هذه التكوينات بتشابهها فى جوانبها البتروجرافية والطباقية فجميعاً تنتمى لحركات تكتونية تعرضت لها تلك المواضع من الأراضى المصرية.
وقد ارتبط بالخروج اللافى اندفاع المياه الحارة التى تحتوى على محاليل سليكية علت على تحجر جذوع الأشجار التى ازدهر نموها فى تلك الفترة التى تميزت بالمناخ الحار المطير. وصخور عصر الأوليجوسين فى منطقة جبل قطرانى عبارة عن رمال وطفلة مترسبة بواسطة المياه الجارية تكثر بها الأشجار المتحفرة وحفريات لفقاريات عديدة عاشت فى ذلك العصر. ويبلغ سمك الرواسب الأوليجوسينية 250 متراً بحبل قطرانى الذى تغطية فرشات بازلتية بسمك يصل إلى 35 متراً يمتد باتجاه الشمال الشرقى حتى جبل الشيب وغرب هضبة الهرم.
3- تكوينات عصر الميوسين:
تغطى نحو 113 ألف كيلومتر مربع بنسبة 11% من جملة مساحة الأراضى المصرية.
تمتد الصخور الميوسينية فى شكل طبقات من الحجر الجيرى الصلب، وذلك فى هضبة مارمريكا الجيرية التى تبدو فى شكل مثلث قمته شمالى غربى القاهرة وقاعدته ممتدة على طول القطاع الشمالى من خط الحدود بين مصر وليبيا.
يبلغ متوسط سمك الطبقات الجيرية الميوسينية 80 متراً مع زيادة مطردة بالاتجاه نحو الغرب واحتوائها على حفريات لأحياء كنت تعيش فى البحر الميوسينى. وترتكز هذه الطبقات الصلبة على تكوينات طفلية هشه تعرف بطين مغرة يمكن تتبعها بشكل واضح على طول الحد الشمالى لواحة مغرة ، ويبلغ سمكها هنا نحو مائتى متر تعلوها طبقات قليلة السمك من تكوينات الحجر الجيرى الصلب.
وجدير بالذكر أن هذا النسق الجيولوجى قد لعب دوراً هاماً فى حفر منخفض القطارة.
وتظهر تكوينات الميوسين كذلك فى منطقة جبل خشب محتوية هنا على بقايا جذوع أشجار متحجرة، وهذه الرواسب تدل على أصول دلتاوية ربما تكونت كمرفض متقدم نحو الشمال للنهر الأوليجوسينى الأقدام. ومن مناطق وجود الصخور الميوسينية طريق القاهرة السويس حيث تظهر فى مناطق متفرقة، وتوجد كذلك على جوانب خليج السويس وهى هنا عادة ما ترتبط بالنشأة الأخدودية والملامح الطبوغرافية التى ارتبط بها ونتجت عنها. وتتمثل فى تلك الأجزاء فى أربع مجموعات، المجموعة السفلى تليها إلى أعلى مجموعة الجبس، ثم مجموعة المارل والجير التى ترسبت فى مناطق المياه الأسنة، وآخر المجموعات الأربع مجموعة الميوسين الأعلى وهى من صخور رملية مكشوفة.
وتظهر تكوينات الجبس ممتدة على طول الساحل لمئات الكيلومترات فى صورة إرسابات ضخمة من الجبس ترجع فى تكونها إلى ما بين الميوسين الأوسط والبلايوسين، يبلغ سمكها فى منطقة جمسه إلى نحو 600 متر، وتختلط هذه التكوينات بالمتبخرات evaporates  والملح الصخرى، ويختلف سمكها من منطقة إلى أخرى على طل الساحل، ويرجع ذلك إلى أن هذه التكوينات ترسبت فى مياه هادئة عميقة ويبدو الجبس أبيض اللون ويظهر فى خط من التلال ذات القمم المستديرة مع ميل لونه للاصفرار، ففى المنطقة القريبة من وادى حمراوين توجد منطقة من تكوينات الجبس يبلغ طولها سبعة كيلومترات ونصف وأعرض أجزاءها 3.5 كيلومتر تبدو فى شكل قمم مرتفعة وسط رواسب الشاطئ تتوجها صخور جبسيه.س ويرجع ارتفاع التلال الجبسية إلى قدرة الجبس على مقاومة عمليات التعرية بدرجة تفوق قدرة الحجر الجيرى على المقاومة. كذلك تظهر تكوينات الجبس فى القطاع من الساحل الممتد ما بين القصير ورأس بناس كتلال مخروطية معزولة.
ويمكن القول أن الجبس يتكون عادة فى البيئات المحمية بعيداً عن المجارى المائية فى مواضع اللاجونات.
أما مجموعة المارل والجير المترسبة فى مواضع المياه الأسنة، فتظهر قرب وادى غدير جنوب القصير بنحو 40 كيلومتر وتبدو فى شكل حافات ترتكز على تكوينات الجبس وهى خالية من الحفريات ( العقاد ودردير، 1966 ). بالنسبة لمجموعة الميوسين الأعلى فهى تشبه المجموعة السابقة يمكن تتبعها السهولة فى أجزاء من الساحل وتتكون من الجر الرملى المحبب عند القاع بسمك 30 متراً تليه إلى أعلى تكوينات من الرمال والحجر الرملى الجيرى تظهر بها حفريات وحصر ودماليك، ومن مناطقها جبل حمرة ووادى عجلى. والمنطقة الساحلية ما بين القصير ووادى عسل وفى وادى شرم القبلى ووادى وزه ووادى وعرة، وكذلك قرب بئر أبو غصن فى الجنوب.
وإذا كان بحر تثس قد طغى فى أوائل وأواسط الميوسين، فإن أواخر الميوسين قد شهدت فيه الأراضى المصرية ارتفاعاً تكتونيا ارتبط بنشاط من التصدع والالتواء خاصة فى الجوانب الشرقية من مصر مما أدى إلى انحسار الخليج الميوسينى وظهور برزخ السويس وانحسار بحر تثس شمالاً بعد ارتفاع سطح مصر فى نهاية هذا العصر وبدأ النيل الوليد يشكل مجراه بالتعمق والإطالة والتوسيع.
وتكمن أهمية عصر الميوسين فى وجود مكامن البترول فى صخوره بحوض خليج السويس وفى صخور بالصحراء الغربية.
4- تكوينات البلايوسين:
تغطى مساحة محدودة من الأراضى المصرية لا تزيد كثيراً على سبعة آلاف كيلومتر مربع كما تعد آخر مراحل الغمر البحرى فى الزمن الثالث. ورغم أن هذا الغمر لا يعد غمراً غطائياً أو غمراً نطاقياً، إلا أن أهم ما ترتب عنه، تلك الرواسب التى تظهر على جوانب وادى النيل والتى ترسبت نتيجة لارتفاع منسوب بحر تثس البلايوسينى لنحو 180 متراً فوق مستوى البحر الحالى، ومن ثم غمره للخليج النيلى عرض مدينة إسنا، وإن كان كل من ساندفورد وآركل يعتبرانه قد وصل إلى كون أمبو دليلهما على ذلك اكتشافها لكتل بلايوسينية قرب " منيحة " بسهل كوم امبو.
وقد تحول وادى النيل خلال هذا العصر إلى خليج ترسبت على جوانبه ترسبات من الدماليك والحصى والرمال مختلفة بتكوينات بحرية فى الشمال، وقد قدمت الرواسب الحصوية والرملية عن طريق الأودية الصحراوية من الشرق. وقد شق نهر النيل مجراه بعد انحساره البحر أواخر البلايوسين وتشكلت مجموعة من المدرجات التى تظهر الآن على هوامش السهل الفيضى للنيل فى شكل تلال ورفع رسوبية متقطعة.
أما بالنسبة للرواسب البلايوسينية الأخرى فهى عبارة عن تكوينات ذات أصل قارى مثل الرواسب الدلتاوية الرملية بمنخفض النطرون وهى ذات أصل نهرى يدل على ذلك ما بها من بقايا لحيوانات فقارية، وتتكون هذه الرواسب من رمال وصلصال وصخور جيرية متماسكة. ويعتقد الكثيرون أن منخفض وادى النطرون كان مرفضاً لنهر بلايوسينى أتى برواسبه وألقاها فى تلك المنطقة المنخفضة عندما كان البحر فى ذلك العصر يصل إليها وهذا النهر فى الواقع استمرار للنهر الميوسينى السابق له.
ومن الصخور البلايوسينية كذلك رواسب الطوفا بمنخفض القطارة والرواسب الرقيقة التى تغطى أجزاء من سطح هضبة مارمريكا وهضبة السلوم وكذلك الرواسب الحصوية المنتشرة على جانبى الطريق ما بين القاهرة والسويس.
وعلى ساحل البحر الأحمر تتمثل الصخور البلايوسينية فى منطقة السهل الساحلى فى الشواطئ المرتفعة والشعاب المرجانية التى تمتد على طول الساحل فى مناطق معينة فى شكل مدرجات مرتفعة مثل تلك الموجودة جنوب وادى مبارك ووادى شونى، حيث تظهر هنا فى شكل طبقات يتراوح سمكها ما بين 50 60 متراً من التكوينات المرجانية والجير بجانب الحصى والدماليك، ويصل ارتفاعها إلى 66 متراً فوق مستوى سطح البحر وذلك فى شكل مدرجات تظهر بها بوضوح أسطح الطبقية. كما تظهر أيضا فى وادى عجلى وغيرها من المواضع.
وما يميز هذه الرواسب احتواءها على حفريات لحيوانات كانت تعيش فى بحر تثس والمحيط الهندى مما يعطى دليلاً على اتصالهما فى ذلك الوقت عبر مضيق باب المندب.
5- تكوينات البلايستوسين والهولوسين :
يعد البلايستوسين ( الزمن الرابع ) رغم كونه أقصر الأزمنة الجيولوجية، الزمن الذى ترك بصماته بوضوح على سطح مصر كغيره من مناطق العالم المختلفة، ويرجع ذلك أساساً إلى حداثته ، حيث لا يزيد طوله على مليون سنة وكذلك لكونه آخر العصور التى مرت أحداثه بأرض مصر، خاصة تلك التى ارتبطت بالتغيرات المناخية والتطورات البيئية التى حدثت خلاله، فهو كما يقول حمدان زمن اللمسات النهائية لسطح الأرض فى تشكيل سطحى غير متعمق، ومن ثم تبرز أهميته القصوى بالنسبة لدارسى الجغرافيا.
وتغطى تكويناته رغم قصر عمره مساحة واسعة من أرض مصر تزيد على 165 ألف كيلومتر مربع، وهى تكوينات كما ذكرنا سطحية وقليلة السمك تعود فى نشأتها إلى ظروف مختلفة، ومن أصول متنوعة كما يتضح ذلك ما يلى:
- رواسب بلايستوسينية ذات أصول قارية:
تنقسم بدورها إلى رواسب ذات أصل هوائى وتتمثل فى الرواسب الرملية التى تعد أكثر رواسب هذا الزمن انتشاراً، خاصة بصحراء مصر الغربية، متمثلة فى الغرود الرملية وبحر الرمال العظيم وتلك الرمال المنتشرة فى بطون الأودية أو التى تظهر عند أقدام الحافة الغربية لوادى النيل خاصة فى منطقة سوهاج.
وتوجد رواسب قارية من أصل مائى متمثلة فى الرواسب البحيرية الطينية التى تظهر فى بقاع منتشرة فى صحارى مصر خاصة بالهضبة الجنوبية مثلماً الحال قرب بئر طرفاوى وبئر صحراء، غالباً ما تتكون فى شكل طبقات من الغرين يتراوح سمكها ما بين 10 و 20 متراً. وقد وجدت فيها أدوات حجرية صوانية ترجع إلى العصر الحجرى الحديث Neolithic age.
ومن الرواسب البحيرية كذل رواسب السبخات الداخلية مثل تلك التى توجد فوق قاع وادى النطرون ومنخفض القطارة. وتوجد كذل رواسب قارية ذات أصل نهرى وهى التى تتكون منها المدرجات البلايستوسينية التى تحف بوادى النيل من كلا جانبية فى مناسيب مختلفة ارتبطت فى تكوينها بالعلاقة بين نهر النيل وتذبذب مستوى القاعدة خلال فترات البلايستوسين المختلفة.
أما عن الرواسب البحرية النهرية فتظهر بدورها فى شكل مدرجات حصوية ورملية على جوانب منخفض الفيوم وعلى جانبى فتحة الهوارة. وتمثل خطوطاً لشواطئ بحيرة " مويرس " القديمة المنكمشة حاليا فى بحيرة أو بركة قارون والتى كانت تستمد مياهها من نهر النيل وتظهر رواسب فيضية فى بطون الأودية والمنخفضات تتكون من رواسب خشنه فى أ‘ليها ودقيقة فى أجزائها السفلى، وترجع إلى حدوث نشاط متزايد للجريان المائى السطحى خلال الفترات المطيرة فى البلايستوسين، وتظهر أكثر وضوحاً فى بطون أودية الصحراء الشرقية.
- رواسب بحرية بلايستوسينية:
تتمثل أساساً فى رواسب سبخات ساحلية تتاخم خط الشاطئ البحرى وكذلك فى رواسب التلال الجيرية البويضية بالساحل الشمالى بالصحراء الغربية. وتظهر كذلك على ساحل البحر الأحمر وساحل خليج السويس.
بالنسبة لرواسب السبخات والتلال الجيرية البويضية فى الصحراء الغربية نجد أنها تنتشر فى بقاع واسعة على طول الساحل الشمالى من غرب الإسكندرية حتى السلوم، وتعد التلال الجيرية الساحلية من أهم الملامح المورفولوجية بالساحل الشمالى حيث تمتد فى شكل سلاسل طولية ممتدة فى موازاة خط الشاطئ، تفصلها عن بعضها أحواض طولية منخفضة تظهر فى بطونها سبخات ورواسب طينية مختلفة بالأملاح. أما عن الرواسب الجيرية فهى عبارة عن حبيبات من كربونات الكلسيوم والقليل من السيليكا.
وبالنسبة لرواسب البلايستوسين البحرية على طول ساحل البحر الأحمر فإنها تظهر فى شكل تكوينات شاطئية مرتفعة فى مواضع كثيرة من السهل الساحلى. مثلما الحال على الجانب الشمالى لوادى عمبجة، حيث يظهر تل من الجبس بارتفاع 158 متراً تغطى قمته تكوينات مرجانية بلايستوسينية بسمك ثلاثة أمتار، كما تظهر قرب القصير تلال من الشعاب المرجانية ترتفع عن مستوى سطح البحر بأربعة أمتار.
ومن مناطقها أيضا، قرب مصب وادى حمراوين حيث تظهر تلال مرجانية على بعد كيلومتر واحد من الساحل بارتفاعات تتراوح ما بين 73 109 مترا تمتد باتجاه سفاجة شمالاً لتقرب من تكوينات مرجانية بلايستوسينية أخرى قرب وادى البارود. وقد يصل سمك الشعاب المرجانية أكثر من 43 متراً.
أما رواسب الهولوسين فتتمثل فى رواسب الأودية والمدرجات الحصوية والشعاب المرجانية الحديثة التى تظهر فى أماكن عديدة على طول ساحل البحر الأحمر فى طبقات شبه أفقية ترتكز عادة على مصاطب رملية على بعد أقل من كيلومتر من خط الشاطئ الحالى.
ثانيا: بنية الأراضي المصرية:
تبسيطاً لدراسة الصور البنائية الحركات الأرضية التى تعرضت لها أرض مصر خلال تاريخها الجيولوجى، فسوف نسترشد بالأقاليم التركيبية الثلاثة التى حددها رشدى سعيد ( Said, R, 1960 ) والتى تتمثل فى الكتلة الأركية أو ما تعرف بكتلة النواة  وفى الرف الثابت Stabl shelf  والرف المقلقل Unstable shelf  ، ونحدد خلالها الخصائص البنائية ( التركيبية ) ونوضح آثار الحركات التكتونية التى تعرض لها كل إقليم من الأقاليم الثلاثة خاصة مع الإدراك الكامل لخصائص والملامح الجيومورفولوجية لسطح مصر انعكاسات واضحة وصريحة لتكوينه الجيولوجى وتراكيبه البنائية، ومع فهمنا للدور الكبير أيضا الذى لعبته الظروف المناخية التى سادت مصر خاصة تلك التى ارتبطت بالعصور الجيولوجية الثلاثة الأخيرة من الزمن الثالث تتوجها التأثيرات المناخية للزمن الرابع ( البلايستوسين ) والتى نتجت عن تعاقب ظروف المطر والجفاف وما ترتب على ذلك من تبادل التعرية المائية (خلال فترات المطر ) بنشاطها المتزايد فى تشكيل سطح الأرض مع التعرية الريحية أثناء فترات الجفاف والتى تركت بصماتها واضحة على سطح مصر حتى الوقت الحاضر وأكثر هذه البصمات وضوحاً تلك الأشكال الإرسابية الرملية المتنوعة فوق الأسطح الهضبية، خاصة بصحراء مصر العربية.
وفى الصفحات التالية معالجة مختصرة للخصائص والآثار التكتونية الناجمة عن الحركات الأرضية داخل الأقاليم التركيبية الثلاثة سابقة الذكر.
أ- النواة الأركية (كتلة النواة):
تتمثل فى مصر فى نطاق جبال البحر الأحمر بالصحراء الشرقية وفى المثلث الأركى الجبلى جنوبى شبه جزيرة سيناء، وتعد هذه النواة كما ذكرنا من قبل من أكثر مناطق مصر وعورة وتضرساً، وتمثل فى مجملها جزءاً من الكتلة العربية النوبية، تتكون من صخور شديدة الصلابة بالغة التعقيد، ورغم قدم الحركات الأرضية التى بدأت منذ الزمن الأركى واستمرت تتعرض لها المنطقة فى فترات متقطعة من الأزمنة الجيولوجية التالية، فإن أهم هذه الحركات وأكثرها تأثيراً تلك التى ارتبطت بنشأة البحر الأحمر كقطاع رئيسى فى الأخدود الإفريقى منذ منتصف الميزوزوى.
ونتيجة لشدة صلابة النواة الأركية، فقد اقتصرت آثار هذه الحركات على وجود صدوع بأبعاد واتجاهات مختلفة بينما تكاد تختفى الإلتواءات، وقد لعبت الصدوع دورها فى تقطيع السلاسل الجبلية النارية إلى مجموعات من الكتل الجبلية، تمتد على طول محاورها، إلى جانب التصدع فقد تأثرت المنطقة ككل بعمليات واسعة النطاق من التحول الإقليمى regional metamorphism  والتداخلات النارية فى كثير من المواضع مما زاد كثيراً من تعقيدها وتنوع صخورها كما اتضح ذلك فى الشكل رقم (2). تتمثل سأهم الصدوع بمنطقة جبال البحر الأحمر فى الصدع الممتد من قرب رأس قولان شمالى خط عرض 24ْ شمالاً والمستمر فى امتداده باتجاه الشمال الغربى حتى وادى نتش ثم يتجه شرقى ثنية قنا ومنها حتى أسيوط، ويمثل هذا الصداع الحد الميكانيكى بين الإطار الغورى للأخدود متضمناً الجبال من جهة أخرى، ويوجد صدع آخر رئيسى يمتد من الشمال الشرقى باتجاه الجنوب الغربى حيث يتقاطع مع الصدع الأول فى منطقة وادى نتش، كما تمتد خطوط صدعية متصلة تحد الكتلة الأركية مباشرة من الشرق، تكاد تمتد فى موازاة خط الساحل خاصة فيما بين سفاجة ورأس بناس، وخلاف ما سبق من صدوع توجد خطوط صدعية عديدة جداً تمتد فى اتجاهات مختلفة مما جعلها ذات أهمية بالغة فى التأثير على الكثير من الملامح والظاهرات الجيوموروفولوجية للمنطقة الجبلية، حيث من المعروف أن هذا الجزء قد تعرض فى بداية عصر الأوليجوسين لحركات تصدع والتواء أسفرت عن تكون البحر الأحمر خاصة فى الفترة الأخيرة منه، كما تكونت خلاله أغلب الصدوع الممتدة بالمنطقة، وكذلك حدثت حركات اندفاع وخروج لافى وتداخلات نارية فى الصخور الأقدم، مما أدى إلى صعوبة تحديد الكثير من الخطوط الصدعية التفصيلية الكثيفة خاصة بالجوانب الشرقية لجبال البحر الأحمر المواجهة لساحل البحر الأحمر.
وجدير بالذكر أن الأركية تضم معها الساحل الأخدودى الضيق وهو بدوره ساحل صدعى فى معظم قطاعاته، فخليج السويس يحدد من الغرب بصدع يمتد فى موازاة محوره كما تمتد على سواحله الشرقية والغربية أنواع عديدة من الصدوع الثانوية العادية يرجعها البعض إلى الفترة الممتدة ما بين عصر الميوسين الأسفل والبلايوسين، ومن الصدوع أيضاً صدع سلسلة ملاحة العش الذى يمتد قرب رأس أبو شعر حتى حدود الصخور النارية، كما يوجد صدع ممتد من القصير حتى سفاجة يكاد يلاصق خط الشاطئ. وكذلك صدع خانق البارود الممتد عبر سلسلة مرتفعات نقارة.
وفى الجزء السيناوى ( كتلة النواة الأركية ) يبدو النطاق النارى كما عرفنا فى شكل ضهر تقطعه العديد من الصدوع متباينة الاتجاهات والأبعاد والأعمار يرجع بعضها إلى الزمن الثالث وأكثرها قد ارتبط فى تكونه بفترة تكون خليجى العقبة والسويس، كما تظهر هنا قواطع متداخلة intrusive dykes    من البازلت، سعادة ما تأخذ فى امتداداتها نفس اتجاهات الصدوع القلزمية، وبعضها يتخذ اتجاهات موازية لمحور خليج العقبة شمالية شرقية جنوبية غربية. ومعظم الصدوع نتجت عن حركات أفقية وحركات رأسية epeirogenic  كما أصيب بحركات عنيفة تعرف بالحركات البانية للصدوع taphrogenic  (شكل رقم 7)
ب- الرف المقلقل  Unstable shelf
تمثله المنطقة الشمالية من مصر الممتدة فيما بين ساحل البحر المتوسط شمالاً والخط المنحنى الممتد من خط عرض منخفض سيوه باتجاه منخفض الواحات البحرية لينحرف بعد ذلك باتجاه الشمال الشرقى حتى القاهرة ومنها يتجه نحو الطرف الشمالى لخليج السويس، ثم يستمر مخترقاً شبه جزيرة سيناء حتى خط الحدود شرقاً. وهو أقل مساحة بكثير من الرف الثابت جنوباً.
أهم ما يميز هذا النطاق جيولوجيا وتكتونيا أنه يمثل الجبهة الأمامية التى غمرت بمياه بحر تثس طوال التاريخ من عصور الزمن الأول.
كما أن رواسبه أكثر سمكاً بشكل عام من الرف الثابت، وهى أساس من أصل بحرى، كلسية فى معظمها ( حجر جيرى ومارل )، يزداد السمك بالاتجاه نحو الشمال ويزداد أيضا حداثة، فيصل سمك العمود الجيولوجى عند الحدود الجنوبية 2640 متراً بينما يزداد قرب مطروح فى أقصى الشمال إلى أكثر من 4570 ( حمدان، ص 108). تتابع الطبقات الصخرية من الأحدث أعلى العمود الجيولوجى إلى الأقدام مع ميلها بشكل عام نحو الشمال.
تظهر فوق سطح الأرض بمنطقة الرف المقلقل أعداد كبيرة من الخطوط الصدعية أهمها الخط الصدعى الممتد من قرب أسيوط باتجاه الطرف الشمالى لقبو البحرية، وهناك خطوط صدعية أخرى مثل تلك الممتدة بين قبو البحرية ووادى النيل. كما تظهر بالأطراف الشمالية للصحراء الشرقية، مثل تلك الممتدة على طول الطريق الصحراوى بين القاهرة والسويس متخذه فى امتداداتها اتجاهات عرضية واتجاهات طولية، كذلك تكثر الصدوع فى هضبتى الجلالة الشمالية ( البحرية ) والجلالة الجنوبية ( القبلية ) وهذه الصدوع قد ارتبطت فى نشأتها بغور خليج السويس وقد حدثت نتيجة للحركات الأرضية القوية التى تعرضت لها الأراضى المصرية فى منتصف عصر الأوليجوسين.
وفى شبه جزيرة سيناء تظهر الصدوع بكثافة فى المنطقة المفصلية وهى من الأنواع الكبيرة، تمتد محاورها باتجاه الشمال الشرقى، وقد لعبت هذه الصدوع أدوارها فى عمليات الترسيب خلال العصور الجيولوجية، وتعد المنطقة الممتدة ما بين جبل عرايف الناقة على الحدود وجبل المنشرح من أكثر المناطق تعرضاً للتصدع ، حيث ترجع الصدوع بها إلى فترة تكون البنيات القبابية المعروفة بالأقواس السورية، أما عن الطيات فى نطاق الرف المقلقل، فتظهر بأبعاد ومناسيب مختلفة فى صحارى مصر الثلاث، ففى الصحراء الغربية تظهر قباب ومناسيب مختلفة فى صحارى مصر الثلاث، ففى الصحراء الغربية تظهر قباب متسعة تمتد محاوره باتجاه الشمال الشرقى منها طية أبو رواش وقبو الواحات البحرية الذى تحول إلى منخفض البحرية حالياً مع تعرضه لعمليات التعرية المختلفة، وقد نتجت هذه الطيات كرد فعل للحركات الأوروجينية التى حدثت فى الميوسين الأعلى ضمن ما أسماه كرنكل Krenkel  بالأقواس السورية التى تظهر فى كل من صحراء سيناء والصحراء الغربية، وبعضها يوجد بالصحراء الشرقية، ففى شبه جزيرة سيناء تتمثل القباب فى تلك التلال التى تظهر بشكل مفاجئ وسط سهول مستوية تنتظم فى خطوط متوازية محصورة فى النطاق ما بين خط كنتور 200 متر شمالاً وخط كنتور 500 متر فى الجنوب فى مساحة تبلع نحو 13 ألف كيلومتر مربع، وهى قباب من صخور الحجر الجيرى والطفل والرمال، تتخذ فى امتداداتها اتجاهاً عاماً من الشمال الشرقى إلى الجنوب الغربى كل واحد منها يبدو فى شكل بيضاوى غير منتظم تنحدر جوانبها الشمالية الغربية انحدارات خفيفة، بينما تشتد انحدارات الجوانب الشرقية والجنوبية الشرقية، تكثر بها الصدوع العرضية بينما تندر الصدوع الطولية والتى توجد فقط فى قبو المغارة كما سيتضح ذلك بالتفصيل فيما بعد  (شكل رقم 8).
وتتعدد التلال القبابية فى سيناء وتتباين أحجامها من تلال قزمية للغاية مثل جبل الحسنة والبروك وتلال ضخمة مثل يعلق والحلال.
ويلاحظ من الشكل رقم (8) أن البنيات القبابية فى سيناء تمتد فى خطين رئيسيين يحدد أولهما قبو جبل الغارة وريسان العنيزة وحميرة يعد الأول منها أبزرها وأكبرها حجماً، وبنيته شديدة التعقيد بسبب ما تعرضت له من صدوع وما تعرض له من عمليات تعرية مختلفة، وثانيهما فتمثله سلسلة من التلال الكبيرة والتى تعد أهم الكتل الجبلية فى نطاق القباب وهو محور الجدى يعلق حلال وغيرها.
ومن القباب الموجودة بصحراء مصر الغربية مجموعة الأقواس الشمالية مثل قوس مطروح وقوس الضبعة وغيرها تقطعها فى كثير من مواضعها خطوط صدعية تمتد فى موازاة محاورها من الشمال الشرقى إلى الجنوب الغربى وتظهر الطيات بالصحراء الشرقية مثل طية جبل عتاقة بارتفاع 870 متراً، متخذاً الشكل الهلالى تقطعه الصدوع ذات الاتجاهات المختلفة ويتكون من صخور جيرية إيوسينية. وطية جبل المقطم وهو عبارة عن طية محدبة تعرضت للعديد من الصدوع التى ترجع إلى الإوليجوسين والميوسين. ومن الطيات الواضحة بالصحراء الشرقية طية هضبتى الجلالة الشمالية والجنوبية وقد كانت قبل تكون وادى عربة طية واحدة.
إلى جانب الصدوع والطيات التى ذكرت فإن منطقة الرف المقلقل قد تعرضت كذلك لعمليات بركنة خاصة فى الأجزاء الشرقية منها والتى تعرضت بعض مواضعها لطفوح بازلتية خرجت لتغطى الصخور الأقدم فى سيناء مثل منطقة جبل مغارة التى تظهر بها قواطع بازلتية تمتد متعامدة على محاور التراكيب والصدوع مثلها فى ذلك منطقة جبل يعلق قرب وادى الحسنة والمنطقة المنخفضة التى تبدو كطية مقعرة فيما بين يعلق والمعارة التى يجرى خلالها وادى الإثيلى ( صبرى محسوب ، 1989 ، ص 53 ). وفى الصحراء الشرقية تظهر على طول طريق القاهرة السويس الصحراوى مواضع متفرقة من الطفوح البازلتية، وتظهر كذلك فى منطقة أو زعبل شمال شرق القاهرة. وفى منطقة الواحات البحرية وقرب منفلوط ( منطقة قارة السودة ). وتغطى طفوح البازلت كتلة جبل قطرانى فى شكل فرشات داكنة، وتظهر كذلك فى جبل الخشب، يبلغ سمك الغطاءات البازلتية بجبل قطرانى نحو 35 متراً وتمتد هذه الغطاءات باتجاه الشمال الشرقى حتى جبل الشيب وغرب هضبة أهرامات الجيزة. والواقع أن هذه الطفوح البازلتية بمنطقة جبل قطرانى قد ارتبطت بعمليات تصدع تظهر آثارها فى ذلك الصدع الممتدة باتجاه الشمال الغربى وله رميه حوالى 350 متراً باتجاه جبل قطرانى إلى الجنوب الغربى ويمتدة منه لمسافة 30 كيلومتر باتجاه الجنوب الشرقى حتى كوم أوشيم قاطعاً صخور الأيوسين العلوى والإوليجوسين وهو من الصدوع العادية.
وجدير بالذكر أن مركز الزلزال الذى تعرضت له أرض مصر فى عام 1992 يقع داخل هذه المنطقة ( دهشور جبل قطرانى ) حيث لوحظ العديد من الظواهر المرتبطة بالزلزال من قبل مبعوثى الهيئة المصرية العامة للمساحة الجيولوجية تمثلت فيما يلى:
وجود شقوق ( تشققات ) بالرواسب البحيرية القديمة جنوب وشرق جبل الصاغة وكذلك بمنطقة كوم أوشيم بلغ اتساعها عشرة سنتميرات بأطوال تتراوح ما بين 40 60 سنتمتر وإن كان بعضها بلغ طوله عشرات الأمتار، كما اتسعت الفواصل الموجودة بصخور الحجر الجيرى الإيوسينى العلوى بجبل الصاغة وصورة رقم (1) تبين التشققات بالرواسب الهوائية شرق قصر الصاغة شمال الفيوم.
وجود شق شمال هرم أمنحتب الثالث وإلى الشرق من هرم دهشور ممتداً لمسافة 1000 متر مع وجود شقوق أخرى موازية له، يتراوح اتساعه ما بين 15 40 سم ويقع هذا الشق قرب مركز الزلزال وذلك تبعاً لما حدده المعهد القومى للدراسات الفلكية والجيوفيزيقية.
هبوط فى الطريق البرى لمسافة كيلو مترين قرب البليدة جنوب القاهرة بنحو 54 كيلومتر، وكذلك هبوط الخط الحديدى بنحو مترين لمسافة مترين أيضا مع اندفاع المياه من باطن الأرض محملة بالرمال الناعمة كما يظهر من الصورة التالية رقم (2) التى تبين موقع هبوط الأرض تحت الخط الحديدى بمتر ونصف، وذلك عند بلدة البليدة.
3) الرف المستقر: Stable shelf :
يقع إلى الجنوب من الخط الفاصل بينه وبين الرف المقلقل فى الشمال، وتتمثل أراضية فى كل الوحدات الجيومورفولوجية بمصر بما فيها شبه جزيرة سيناء التى يتمثل فيها فى مساحة محدود من الأرض تحف بالمثلث الأركى النارى من الشمال، ويتمثل فى الصحراء الشرقية فى معظم الهضبة الجيرية الإيوسينية ( هضبة المعازة ) وفى هضبة العبابدة الرملية النوبية فى الجنوب وفى النطاق شديد التقطع الفاصل بينهما والممتد شرقى ثنية قنا. أما فى الصحراء الغربية فيتمثل الرف المستقر فى معظم الهضبة الوسطى الجيرية وكل الهضبة الرملية النوبية فى الجنوب (شكل 3).
بالنسبة لخصائصه الجيولوجية، فيتميز هذا النطاق التكتونى بصخوره الرسوبية التى تم ترسيبها خلال عصور الأزمنة الجيولوجية الثلاثة الأولى إلى جانب انتشار الغطاءات والأشكال الرملية التابعة للزمن الرابع (البلايستوسين).
والجزء الأكبر من الصخور الرسوبية بالرف الثابت أو المستقر قد اشتق من الصخور الأركية القديمة النارية والمتحولة شديدة التعقيد ليعاد ترسيبه خلال عمليات ترسيب بحرية أو قارية فى العصر التالية. يتكون العمود الجيولوجى هنا من تكوينات منت الصخور الرملية النوبية ترتكز عليها طبقات طفلي ومارلية تغطى بدورها بطبقات سمكية من الحجر الجيرى الإيوسينى وهو بطبيعة الحال العمود الجيولوجى أقل سمكاً من نظيرة فى الرف المقلقل بالشمال حيث يصل فى منخفض الواحات الخارجة 1086 متراً ينتهى أسفله بصخور الأساس الأركى الذى بنيت فوقه الأراضى المصرية.
بالنسبة لأثر الحركات الأرضية التكتونية هنا فهو أثر محدود، ذلك نتيجة لبعده عن مراكز الاضطراب فى الشرق والشمال، إلى جانب صلابته لكونه جزءاً من الدرع الجندوانى الصلب، ولذلك اقتصرت الآثار التكتونية على بعض الخطوط الصدعية والانبعاجات أو الطيات الخفيفة ومواضع للطفوح البازلتية.
أما عن الصدوع فهى أكثر وضوحاً من الطيات وأكثر كثافة وانتشاراً. أهمها بمنطقة الرف الثابت بالصحراء الغربية صدع طولى يمتد على طول المحور الأوسط لمنخفض الخارجة يستمر نحو الجنوب بانحدار محدود نحو الجنوب الغربى ويقتصر وجود خطوط الصدوع المختلفة الاتجاهات على الهضبة الجيرية الواقعة فيما بين حافة منخفض الخارجة ووادى النيل النوبى جنوب ثنية قنا، أغلبها من الصدوع العرضية وبعضها يقطع الجزء الجنوبى من الخارجة إلى الجنوب من جبل أبو بيان البحرى، تمتد محاورها من الشرق إلى الغرب يبلغ عددها أكثر من عشرة خطوط صدعية وتوجد أنواع من صدوع الشد نتجت عن حركات رأسية فى منطقة هضبة أبوة طرطور حدثت أواخر الكريتاسى وأوائل عصر الإيوسين. أما فى الجزء الأوسط من الصحراء الغربية فيمتد صدع يمثل حداً تكتونيا بفصل قبو البحرية عن إقليم الطيات بمنطقة الرف المقلقل فى الشمال ، وهذا الخط الصدعى يمتد كما ذكرنا من أسيوط باتجاه الشمال الغربى حتى الطرف الشمالى لمنخفض البحرية ( صفى الدين ن ص 87). كذلك تنتشر الصدوع فى المنطقة ما بين الفرافرة والبحرية وفى هضيبة القس سعيد.
وفى الصحراء الشرقية يظهر العدد من الصدوع فى نطاق الرف المستقر منها صدع وادى قنا الطولى الذى لعب دوره فى تشكيل الوادى وامتداده باتجاه الجنوب لمسافة 300 كيلومتر. ومن الصدوع الرئيسية الصدع الممتد من خليج فول باتجاه الشمال الغربى نحو ثنية قنا ومنها إلى أسيوط. وتنتشر قرب ثنية قنا مجموعة من الصدوع مثل تلك الموجودة عن مصب وادى قنا.
وفى سيناء تتميز منطقة الرف المستقر بكثرة صدوعها التى تحدها من جانبيها الشرقى والغربى، كما تقطعه العديد من الصدوع التى قد تمتد فى موازاة محور خليج السويس أو تلك الصدوع التى تمتد من الشمال إلى الجنوب. وقد لعبت الصدوع هنا دورها فى تيسير عمليات النحت المائى وتشكيل قطاعات الأودية مثل تلك الصدوع التى تحدد مجرى وادى وتير ورافده وادى العين وغيره من أودته.
أما عن الطيات فى الرف المستقر فإنها كما ذكرنا طيات  خفيفة تبدو فى شكل انبعاجات فوق السطح أو فى شكل مقعرات خفيفة متسعة وباهته، ربما تكونت خلال عصر الميوسين الأعلى، ومنها فى الصحراء الغربية الطية القبابية التى حفر بها منخفض الواحات البحرية، والطية التى حفر بها منخفض الفرافرة، وغير ذلك من الطيات التى تكون معظمها فى صخور الحجر الجيرى الإيوسينى، وقد تعرف هيوم W. F. Hune   على طية محدبة حفر خلالها منخفض الواحات الخارجة، يرى أنه تناظر طية محدبة أخرى فى الصحراء الشرقية حفر وادى قنا مجراه خلالها ( Hune , W. F. 1929, P 2-90 ) كذلك تعرف كل من يللوز وكنتش على ثلاثة محاور لتحديات فيما بين وادى النيل فى الشرق وهضبة الجلف الكبير.
بالإضافة إلى الصدوع والطيات فإن هناك طفوحاً بركانية تتراوح أعمارها تراوحاً كبيراً سمنها ما حدث فى الزمن الأول مثل تلك البقع والفوهات البركانية الموجودة فى أقصى جنوب غرب مصر قرب جبل العوينات ومعظمها طفوح من الريوليت، إلى جانب ذلك تظهر تداخلات نارية أحدث تعرضت لها الهضبة الجنوبية فى العصر الكريتاسى والتى تظهر فى شك راقات من اللافا والرماد البركانى تتخلل طبقات الحجر الرملى النوبى مثل تلك الموجودة إلى الشرق من كوم أمبو والمناطق القريبة منها بالصحراء الشرقية وكذلك فى الهضبة الرملية الجنوبية بالصحراء الغربية.




هناك تعليق واحد:

  1. كويس جدا بس لو كان فى رسم يوضح المتكونات كلما كان افضل

    ردحذف

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا