الشواهد الجيومورفولوجيه
لعمليات التنشيط التكتوني الحديث لمنطقة الجزيرة
الدكتور بـاســم الـقيــم
أستاذ الجيولوجيا قسم الجغرافيه جامعة بغداد سابقا, وقسم الجيولوجيا جامعة السليمانيه حالياً
مجلة كلية الآداب
مجلة كلية الآداب
الملخص :
يتعرض إقليم الجزيرة والذي يشغل الجزء الشمالي الغربي من العراق ومنذ
عصور جيولوجيه قديمه الى حركات تكتونية متتابعة حولته إلى كتلة تكتونية غير
مستقره تعرف باسم "كتلة الخليصية", كما ساهمت بتشكيل معظم مظاهر سطحه. هذا الإقليم استقر في العصور الجيولوجية ألحديثه ولكن بشكل نسبي بحيث
يتعرض إلى تنشيطات تكتونية حديثة أمكن توثيقها من خلال تحليل شبكة الوديان النهرية
في الجزيرة وتحديد بعض الشواهد الجيمورفولوجية الغير اعتيادية وذلك باستعمال
الخرائط الطوبوغرافية والجيولوجية والجيومورفولوجية إضافه إلى الصور الجوية والفضائية
للإقليم.
لقد تم ثشخيص
مجموعة من الشواهد الجيورفولوجية النهرية لوديان الجزيرة وخاصة وادي الثرثار
ووادي العجيج تمثل انحراف أو تغير في مسار المجاري النهرية او تباين في اتساع
السهل الفيضي على جانبي الوادي أو تغير في نمط الشبكة النهرية والتي تؤشر كلها نوع
معين من أنواع التنشيط التكتوني حيث تم رصدها وتحليلها وربطها
بالتراكيب الجيولوجية للمنطقة. هذه الشواهد تقع في مجموعتين:
الأولى ترتبط
بنمو ونهوض الجزء الوسطي لإقليم الجزيرة حديثا وما رافق ذلك من تغيرات في مظهر الشبكة
والوديان النهرية, و المجموعة الثانية تتعلق بالتغيرات الحاصلة للوديان النهرية نتيجة
نمو وحركة وإزاحة بعض التراكيب الجيولوجية الدفينة كالطيات والصدوع القديمة.
المقدمة
تعرف عمليات التنشيط التكتوني (NEOTECTONISM) بأنها الحركات الأرضية الحديثة والتشويهات المرافقة لها و التي تحدث
بشكل بطيء وغير محسوس بشكل مباشر وخلال
العصور الجيولوجية الحديثة. ولكونها قصيرة الأمد وحديثه في تكونها فهي يصعب تمييزها بالملاحظة المباشرة
ولكن يمكن تقييمها وتسجيلها من خلال الآثار السطحية و التغيرات الحاصلة للمظاهر
الجيمورفورلوجية التي تنتج عنها و تتركها على سطح الأرض. والتنشيطات هذي قد تكون تنشيط
لمظاهر تكتونية سابقه مثل نمو وتصاعد القباب والطيات المحدبة أو تنشيط انخفاض
الطيات المقعرة أو نمو التراكيب التحتسطحية أو زحزحه أو إزاحة عرضية
على الصدوع بحيث يترك نموها آثار سطحيه بسيطة و قد يشمل التنشيط أيضا إعادة تحريك
الكتل على جوانب الفوالق القديمة وما يسببه ذلك من تغيرات على السطح.
ولعل الأنهار وشبكاتها السطحية خير من يعكس هذه التغيرات بسبب
ديناميكيتها المستمرة وتأثر جريانها بأبسط التغيرات والمؤثرات السطحية مثل
التغير البسيط في الانحدار والتغير المفاجئ بالطبوبوغرافية نتيجة اعتراض
المجرى النهري فالق مدفون يظهر على السطح نتيجة التنشيط التكتوني الحديث.
وفي أدناه إيجاز للمظاهر الجيومورفولوجية السطحية المهمة التي
تؤشر وجود تنشيط تكتوني معين في منطقة ما :
- الانحراف الحاد في مجرى الأنهار الكبيرة أو ذوات المراتب العالية
- تغيير حاد أو ملفت للنظر في نمط الشبكة النهرية
- التناسق أو التناظر في تغيرات أو انحرافات مجموعه من الأنهار المتجاورة
- النمو الغير متناظر لنطاق الإلتوائات النهرية
- الاتساع الغير متناظر للسهل الفيضي على جانبي المجرى النهري
- التباين في ارتفاع أزواج المصاطب النهرية على جانبي المجرى
- استمرار انحراف المجرى النهري باتجاه واحد دون الآخر
- هجران الأنهار الكبيرة لمجاريها واختيار مجاري جديدة بخلا ف نظام الانحدار
العام أو نظام الجريان السائد
- استمرار انتشار الاهوار والمستنقعات في أسافل المجاري النهرية ولآلاف
السنين دون أن تمتلئ أو تنطمر
- التغير البسيط في ارتفاع بعض الحافات الصخرية دون سواها من المظاهر المجاورة
- ارتفاع الرواسب الساحلية وانحسارها عن منطقة الساحل
وقد ينشأ جدال بين الجيولوجين والجيومورفولوجيين حول معنى تنشيط حديث
والى اي مدى يمكن ان يمتد التنشيط التكتوني الحديث في التاريخ الجيولوجي. لقد وضع العالم بافلايد
س ( Pavlides,1989) توضيح لهذا الجدال عندما وضع حدا فاصلا بين عمليات التنشيط
التكتوني الحديث والعمليات التكتونية القديمة, حيث ذكر " ان كل النشاطات التكتونية التي تلي الحركات التكتونية الكبرى و الأخيرة
و البانية للجبال تعود الى التنشيط التكتوني الحديث, وهي عادة تحدث خلال العصر الرباعي (Quaternary
Period) "
وعلى هذا الأساس فغن التنشيطات التكتونية الحديثة التي نتكلم عنها في
هذه الدراسة هي الحركات الحديثة التي حدثت خلال المليوني سنه الأخيرة (فترة العصر الرباعي) والتي أعقبت
الحركات التكتونية الكبرى و المكونة لجبال زاجروس في شمال العراق والمنطقة.
دراسات التنشيط التكتوني في العراق :
لقد ناقش تأثير التنشيط التكتوني على مظاهر سطح العراق الكثير من
الدارسين في بحوث ودراسات متفرقة وعلى مناطق مختلفة من العراق مثل دراسة Lees and Falcon (1952) حول آثار التنشيط التكتوني الحديث في جنوب العراق والذي تسبب
باستمرار وجود الاهوار لفترة طويلة من الزمن دون أن تمتلئ بالغرين والرواسب الطموية
لنهري دجله والفرات.
وقدم Mitchle (1957) سردا عن تأثير الحركات التكتونية الحديثة على
منطقة السهل الرسوبي ومنها ارتفاع المصاطب البحيرة لهور أبي دبس (بحيرة الرزازه) وبحيرة الحبانية, وتغيير مصب الثرثار في بحيرة
ملح الثرثار (بحيرة
الثرثار, وكذلك
انحراف مجرى الثرثار عن مساره القديم بمحاذاة الحافة الصخرية لكهوف طار
السيد (كهوف الطار) شرقا نحو مساره الحالي. وقدم Voute (1957) شرحا تفصيليا عن تأثير
الحركات التكتونية الحديثة على تطور بحيرة الرزازة وعلاقة ذلك بتغير مجرى الفرات القديم.
أما الدراسات الحديثة
فتقف على رأسها أبحاث ودراسات الأستاذ جعفر الساكني, الخبير في شركة النفط الوطنية والمهتم بموضوع الربط بين نظم الشبكات النهرية
السطحية الحديثة وتطور التراكيب الجيولوجية التحتسطحية وعلاقة ذلك باحتمالات تواجد
المصائد النفطية (انظر
الساكني 1975,1984و 1986و 1989, و1993) . ثم أعقبتها دراسة القيم (1995) حول تموضع مدينة الحلة وعلاقته بتطور مجرى شط الحلة. أما دراسة القيم (2006) فقد تناولت التأثيرات
التكتونية الحديثة على تطور مجرى نهر ديالى وانعكاس ذالك على
الخصائص الهايدروجيومورفولوجية المصاحبة للمجرى النهري.
أما الدراسة الحالية
فتشكل استمرار لهذا المنهج وتهدف الى تحليل وتقييم تأثير التنشيطات التكتونية الحديثة وتحديد
طبيعتها وأنواعها ومواقعها وعلاقته بالتراكيب الجيولوجية القديمة المرتبطة
بها وذلك من خلال ملاحظة وتحليل سلوك ونمط الشبكات النهرية الجارية والجافة
للمنطقة وتحديد طبيعة الشذوذ في مظاهر هذه الأنهار ورواسبها.
تركز الدراسة
الحالية على منطقة الجزيرة والتي تقع في الطرف الشمالي الغربي للعراق والتي تمثل إقليم
صحراوي – صخري
متهضب قليلا. والإقليم محدد
بمرتفعات سنجار- تلعفر-شيخ إبراهيم شمالا ونهر دجله شرقا
ونهر الفرات جنوبا والحدود العراقية السورية غربا. الإقليم يشكل امتداد طبيعي لما يعرف ببادية الشام والذي يمتد فوق الأراضي
السورية. تخترق ارض
الجزيرة شبكه من الوديان الجافة التي تنبع من المرتفعات الجبلية الشمالية ثم تنحدر
تدريجيا وتتوحد في واديين رئيسيين تجري باتجاه الانحدار الجنوبي العام (شكل رقم 1).
الوادي الأول هو
وادي الثرثار والذي يمتد في الجانب الشرقي لإقليم الجزيرة بينما يشغل الوادي
الثاني وهو وادي العجيج الجزء الشمالي الغربي لإقليم الجزيرة.
تقوم الدراسة على
تحليل وتقييم الانحرافات والتغيرات في مظهر الشبكة النهرية لكلا الواديين وذلك من
خلال المشاهدات الحقلية وتحليل الخرائط الطوبوغرافية والجيومورفولوجية والجيولوجية
مع الاعتماد على الصور الفضائية المستخدمة من برنامج (GOOGLE EARTH) بهدف إيجاد علاقة
بين هذه التغيرات وبعض ملامح التنشيط التكتوني الحديث لبعض التراكيب والمظاهر التكتونية لإقليم الجزيرة.
و قبل الدخول في
تحليل هذه المظاهر ودلالاتها لابد من توفير صوره أوضح عن الوضع الطبيعي لإقليم الجزيرة
من خلال استعراض الخصاثص الجيومورفولوجية والبنية ألجيولوجيه للمنطقة .
شكل (1) خارطة عامه
لمنطقة الجزيرة موضح عليها الشبكة النهرية لوادي الثرثار ووادي العجيج.
إقليم الجزيرة وخصائصه الطبيعية
يقع إقليم الجزيرة في الجزء الشمالي الغربي للعراق , وتقع 80% من أراضيه ضمن محافظة
نينوى. وبسبب شحة
المارد المائية فان الإقليم قليل السكان ومن أهم مدنه القيروان, البعاج, تل عبطه, والحضر.
سطح الإقليم قليل التضرس وينحدر بشكل عام من الشمال نحو الجنوب حيث
يبلغ ارتفاع أجزائه الشمالية بين 100-400 متر فوق مستوى سطح البحر وبمحاذاة جبل
سنجار, بينما يبلغ ارتفاع الأجزاء الجنوبية
بين 200-300 متر فوق مستوى سطح البحر وتبلغ أخفض نقطة
على سطح المنطقة حوالي 40 مترا فوق مستوى سطح البحر عند حافات بحيرة الثرثار. تتخلل السطح وخاصة في الأجزاء
الشمالية تلال منفصلة تعلو من السطح بحدود 30متر. كذلك يتقطع سطح المنطقة وسهولها حافات صخريه تمتد لعشرات الكيلومترات
وترتفع عن ما حولها بين 5-6 متر وتفصل بين سهول صحراويه واسعة.
مناخ الإقليم الحالي جاف الى شبه جاف كما يستدل على ذلك من انتشار
الترب الصحراوية والتجمعات المائية المختلفة في أغلب أجزاء المنطقة. درجات الحرارة تتراوح
بين 8.6 -35.5 ومعدلات تساقط الأمطار السنوية منخفضة وتتراوح بين 130-207 مم بينما تزداد شمالا لتصل معدلاته سنويا
بين 250-300 مم (Ma’ala, 2009).
نظام التصريف الماثي ضمن المنطقة داخلي وغالبية المياه السطحية
تتغلغل تحت السطح خلال الطبقات النفاذة أو من خلال الشقوق والتكهفات مما يساهم
بتغذية خزانات المياه الجوفية في المنطقة .
كافة الوديان الموجودة في المنطقة تكون موسميه وتشكل بعض التجمعات المائية
المتمثلة بالممالح ( السبخات). تنصرف مياه الجزيرة ضمن واديين رئيسيين هما:
وادي الثرثار:- الذي يبلغ طوله حوالي 300 كم واتساع مجراه بين 0.5 – 2 كم وينبع من المرتفعات الجبلية الشمالية
وباتجاه الانحدار العام نحو الجنوب حتى مصبه في منخفض الثرثار. يتصف الوادي بنمط شجري من التفرع وتظم منابعه الفروع الرئيسية التالية: العبرة, عيدان, الثريثر, متياهه, الأحمر, الصفا (القيم وعلي,1993). ينحرف المجرى
بشكل ملحوظ قرب الحضر نحو الشرق ويستمر كذلك حتى يصل الى نقطه تقابل بيجي على نهر
دجله فيعتدل مجراه بشكل عام نحو الجنوب حتى مصبه في منخفض الثرثار. وتدل الدراسات أن وادي
الثرثار كان يتفرع بالقرب من النقطة المذكورة أعلاه الى فرعين: فرع رئيسي يستمر نحو الشرق
ويصب في دجله جنوب تكريت, وفرع ثانوي يستمر جنوبا ويمثل المجرى الحالي حيث كان يستمر جريانه
جنوبا حتى مصبه في الفرات, إلا أن المجرى الرثيسي الشرقي قد أندرس وتحول المجرى بكامله نحو
المجرى الجنوبي الحالي (انظر سوسه, 1965 و الساكني,1993).
وادي العجيج :- هو الوادي
الثاني وينبع أيضا من المرتفعات الشمالية لجبل سنجار وبمجموعه من
الروافد الشبه متوازية والتي تشمل حمال, الخزرجية, بديع, والتي تتوحد في نقطه جنوب البعاج بحوالي 30 كم في وادي رئيسي
هو وادي العجبج. ينحرف
مجرى الوادي بشكل ملحوظ ومفاجئ نحو الغرب ويستمر بهذا الاتجاه بعد دخوله الأراضي
السورية حتى يصب في سبخة الروضة في سوريا (شكل رقم 1). يبلغ طول الوادي حوالي 180 كم ويتصف بحوض دائري إلى مستطيل الشكل.
أما بقية أجزاء الجزيرة وخاصة الوسطى منها فهي تكاد تكون خالية من أية
وديان رئيسية بسبب جفافها والارتفاع النسبي لأراضيها عن ما يحيطها.
جيولوجية منطقة الجزيرة
تمثل منطقة الجزيرة جزء من الرصيف المستقر للصفيحة العربية وهي تمثل
وحده تكتونية مستقلة وتتصف باستقرار تكتوني عام (Buday
and Jassim, 1987 ). يشتمل الإقليم على استطالات وخطوم تكتونية وصدوع تمتد باتجاه ش غ - ج ش . إضافة الى وجود طيات طوليه سطحيه وتحت سطحيه معتدلة الالتواء وتمتد
بنفس الاتجاه مثل طية ابو راسين وطية الطيارات (Fouad
and Nasir, 2006). كذلك يتناثر الإقليم بنظام من الصدوع الاعتيادية والخسفات التركيبية
التي تمتد باتجاه شمال شرق – جنوب غرب معظمها تحت سطحي
وقسم منها يمتد بعمق إلى صخور القاعدة العميقة , منها خسفة عانه وخسفة الطيارات وخسفة الخليصيه .
(.(Buday and Jassm,1987, and Fouad and
Nasir, 2009
تساهم هذه التراكيب بشكل أو آخر بالتأثير على امتداد المكاشف الطبقية
الصخرية العليا بحيث تبدو على السطح بشكل حافات صخريه لطبقات أفقيه أو قليلة
الميل (شكل رقم 2).
تتكشف في سطح المنطقة طبقات صخرية رسوبية تعود للعصر الثلاثي
وتعود بشكل رئيسي الى (من الأقدم إلى الأحدث):
شكل (2) الخارطة الجيولوجية لمنطقة الجزيرة(عن Sissakian, 2000).
1) تكوين الفرات (Early Miocene)
وهي طبقات سميكة
من الحجر الجيري المتحجراتي البحري الأصل والتي يصل سمكها لغاية 110 متر. تمتد مكاشف التكوين بشكل حزام ضيق عند أسفل المنطقة بمحاذاة وادي نهر
الفرات ( شكل رقم 2).
2) تكوين الفتحة (الفارس الاسفل) ( Middle Miocene )
يتألف
تكوين الفتحة من تعاقب دوري متكرر لطبقات الطينية, الجيرية وصخور المتبخرات الجبسية وأحيانا الغرينية. يصل سمك هذه الطبقات الى 650 متر (Parason, 1955 ). تتكشف طبقات التكوين في الجزء الأسفل والأوسط لمنطقة الجزيرة (شكل رقم2), وتقسم إلى عضوين
صخريين رئيسيين علوي وسفلي (Ma’ala and Al-Kubaysi, 2009)
.
3) تكوين انجانة ( الفارس الأعلى) (Late
Miocene)
تمثل طبقات هذا
التكوين الأحدث عمرا والأعلى تتابعا وتتألف من تعاقب للطبقات الحمراء للحجر الرملي
مع طبقات من الحجر الطيني الغريني ويتراوح سمكها بين 100-300 متر ((Parason,1955 . تتخلل التكوين
طبقات نارة الوجود من الحجر الجيري للمياه العذبة والصخور الملحية (Ma’ala
and Al-Kubaysi, 2009).
تتكشف صخور التكوين في الأجزاء الشمالية م منطقة الجزيرة إضافة الى
حزام ضيق يحاذي وادي دجله إلى الجهة الشرقية (شكل رقم 2).
الوحدات الجيومورفولوجية
ينسب سطح منطقة الجزيرة الى ما يعرف بالهضبة المتجددة والتي نشا من تأثير
عمليات الهدم والبناء خلال طورين قاريين مختلفين , حيث تعرضت المنطقة الى عمليات جيومورفولوجية متباينة على مر العصور
شملت: حركات عموديه وإزاحات جانبيه,وعمليات تعريه وترسيب كيمياوي ,إضافة إلى عمليات التعرية المائية والهوائية الأخيرة بسبب تعاقب
الدورات المناخية لعصر البلايستوسين بين المناخ شبه الجاف الى المناخ الرطب Ma’ala, 2009)). هذا التاريخ الطويل انتح مجموعه من التضاريس والأشكال الأرضية تنتشر
على سطح الجزيرة وتنتمي إلى سبعة وحدات جيمورفولوجية تم تحديدها من قبل Ma’ala, 2009)) على أساس الاختلاف بالأصل والنشأة (شكل رقم 3), وفيما يلي وصف
مختصر لهذه الوحدات:
شكل (3) الخارطة
الجيومورفولوجية لمنطقة الجزيرة (عن Ma’ala, 2009).
1) وحدة الأشكال ذات الأصل التعروي- التركيبي
وتشمل مجموعتين من الأشكال: الهضاب الصخرية. وهي أراضي منبسطة مرتفعه عما حولها ومكسوة بالصخور الرملية لتكوين انجانة, تحيط بها حافات صخريه طوليه
وحادة الانحدار مثل حافة الاشكر في الأجزاء الشرقية للجزيرة. النوع الثاني من الأشكال هو
المنحدرات المتقطعة: وهي منحدرات عميقة تحيط بوادي الفرات من جانبيه وتتشكل في الغالب من
صخور جيرية.
2) وحدة الأشكال التعروية الأصل
تشمل هذه المجموعة الأشكال التالية: رواسب أقدام المرتفعات وهي أراضي رسوبية قليلة الانحدار تنتشر في الأجزاء
الشمالية للمنطقة شمال سهل البعاج والحضر عند أقدام مرتفعات سنجار وشيخ إبراهيم. ألأراضي الرديئة وهي أراضي منبسطة
ومتقطعة بمجموعه من الأخاديد والوديان كالتي تنتشر على جانبي وادي
الثرثار والعجيج بسبب كثرة الروافد. حافات التعرية وهي الحافات المحيطة بالمنخفضات مثل الحافة المحيطة
بسبخة الصنيصله وتعرف باسم "حافة تل ابطح" التي تشكل الحدود الجنوبية لسهل البعاج. سهول التعرية وهي سهول منخفضة نسبيا نتيجة التعرية للطبقات الهشة بين
طبقات تكوين انجانة العلوي وتكوين الفتحة أسفله. مثل سهل البعاج وسهل الحضر.
3) وحدة أشكال الإذابة
وهي الأشكال الناتجة من تأثير المياه والمحاليل على الصخور. ومن أهم هذه الأشكال: الحفر البالوعية (Sinkholes) وهي حفر الإذابة المدفونة أو المكشوفة في الصخور الجيرية لتكوين
الفرات وتكوين الفتحة. الفتحات السطحية لهذه الحفر دائرية وقد يصل قطر بعضها الى 50 متر وبعمق قد يصل
لعشرة أمتار. المنخفضات
الملحيه Salt Depression)): وهي منخفضات تدريجية سطحيه تعلو الحفر البالوعية المدفونة وتتجمع فيها
المياه التي تتحول إلى الممالح في موسم الجفاف. الأشكال الأخرى تشمل الوديان العمياء و الترب الحمراء
وتجاويف الإذابة .
4) وحدة الأشكال النهرية
وهي الأشكال الناتجة من تأثير الأنهار والوديان والمياه الجارية.
هذه المجموعة تشمل الأشكال المرتبطة بالوديان الرئيسية كالثرثار
والعجيج و تشمل السهل الفيضي وخاصة حول مجرى وادي الفرات, و المصاطب النهرية وهي مميزه لنهر الفرات ووادي الثرثار الذي
يضم أربعة مستويات ترتفع فوق قعر الوادي,ووادي العجيج الذي يضم ثلاثة مستويات رئيسيه فوق قعر الوادي ويعتقد
ان المستوى الرابع فد تطور داخل الأراضي السورية. الأشكال الأخرى رسوبية نهرية و تشمل: رواسب الوديان, رواسب المنخفضات, المراوح الغرينية والتي تميز بقاياها الرسوبية عند تل ابطح.
5)وحدة الأشكال التبخرية الأصل
وهي المظاهر والأشكال الناتجة من عمليات التبخير وما يرافق ذلك
من ترسيب ملحي بين الرواسب. وتشمل القشرة الكلسية : وهي تنتج من ترسيب أملاح الكلس بين الترب, وتنتشر بشكل رئيسي شمال سهل الحضر, والقشرة الجبسيه نتيجة ترسيب أملاح الجبس وتنتشر حول حافات
السبخات والممالح, القشرة الملحية نتيجة ترسيب ملح الطعام خلال الترب وتتواجد عند
حافات منخفض الثرثار.
6) وحدة الإشكال
ذات الأصل الهوائي
وهي أشكال أرضيه ناتجة عن تأثير حركة الرياح وتشمل: الكثبان الرملية وهي محدودة
الانتشار وواطئة الارتفاع ولكنها تمتد لعدة كيلومترات وبشكل مستعرض(ش ش - ج غ ) على اتجاه الرياح
السائدة في المنطقة , والمظاهر الأخرى هي كثبان النبكة وهي كثبان واطئه ( ارتفاعها أقل من متر) ويتحكم بوجودها انتشار أشجار
النبكة.
7) وحدة إشكال من صنع الإنسان
وهي الإشكال التي يساهم الإنسان في تشكيلها مثل التلال الأثرية التي
تنتشر في سهل الحضر وسهل البعاج وتمثل بقايا المستوطنات السكانية القديمة في المنطقة, والتي تعرضت للتعرية ثم الدفن
برواسب الفيضانات. في اغلب الأحيان تكون هذه التلال مكسوة بترب هوائية مخلوطة بقطع
وكسارة الفخار والأواني التي كانت تستعمل من قبل سكان هذه المستوطنات.
المؤشرات الجيمورفولوجية لعمليات التنشيط التكتوني
لقد بينت الدراسة الحالية أن إقليم الجزيرة لا زال يتعرض إلى تأثيرات
العمليات التكتونية والتي تسببت في تشكيل البنية التكتونية الحالية للإقليم
والعراق بشكل عام. الإطار التكتوني العام للعراق تطور من خلال سلسلة من العمليات التكتونية
التي تعاقبت على العراق خلال الحقبة المتوسطة والحديثة من التاريخ الجيولوجي للمنطقة (Jassim and Goff, 2006). آخر هذه العمليات وأشدها تأثيرا هي الحركة الألبية التي نتجت من خلال
تصادم الصفيحة العربية مع الكتل القارية الإيرانية وظهور سلسلة جبال زاكروس على
امتداد منطقة التصادم. هذا التصادم وأثاره انتقلت إلى بقية أجزاء العراق بشكل متدرج مما جعل
الأجزاء الغربية ومنطقة الجزيرة منها أقل تأثرا بهذا الحدث التكتوني الكبير. الى أن المنطقة وبسبب وقوعها
بمحاذاة حزام زاكروس تعرضت وتتعرض إلى تنشيطات تكتونية تنعكس على السطح بشكل مظاهر
أو مؤشرات أو تغيرات جيومورفولوجية تسجل درجة واتجاه وآثار تلك التنشيطات.
لقد وضح التحليل الجيومورفوغرافي لواديي الثرثار
والعجيج ( القيم وعلي, 1993) وتدقيق وتحليل الخرائط الطبوغرافية والصور الجوية والصور الفضائية مع
التدقيق الميداني لبعض الظواهر الجيومورفولوجية أن المنطقة قد تعرضت السلسلة من
التنشيطات التكتونية شملت أجزاء مختلفة وتراكيب معينه تركت آثارها على المظاهر
الجيومورفولوجية لإقليم الجزيرة. والمناقشة أدناه تسجل بعض من هذه الآثار وتقييم دلالاتها التكتونية
والجيومورفولوجية في محاوله لتقييم التنشيطات التكتونية للمنطقة والعراق بشكل عام.تنقسم هذه المؤشرات
الجيورفولوجية إلى مجموعتين كل منهما تمثل نمط معين من التنشيطات التكتونية وكم
يلي.
1) التقبب او التحدب المستمر لوسط منطقة الجزيرة
تتعرض منطقة الجزيرة
الى عمليات نهوض وتحدب نتيجة تأثير عمليات الضغط والتصادم للكتل القارية (Buday and Jassim, 1987 ), ويبدو إن هذه العملية لم تتوقف وإنما تباطأ معدلها بحيث أصبحت تتمثل
بتنشيطات تكتونية متقطعة لا يمكن تقييمها إلا من خلال التحليل الجيومورفولوجي للمنطقة وتوثيق بعض الدلائل و المؤشرات الجيومورفولوجية والتي تشمل:
1) النمط الشعاعي لشبكة الوديان النهرية لوسط منطقة الجزيرة (شكل رقم 4), والذي يعكس تقبب
وسط الجزيرة المستمر وتأثيره على نمط الجريان المائي الذي يختلف عن بقية أجزاء الجزيرة
الذي يتصف بالنمط الشجري وشبه المتوازي.
2) تركز انتشار السبخات الرئيسية في المنطقة ( اشكر, كزيز, وصنيصله) فوق منطقة التقبب نتيجة وجود خشفات وكسور نشأت من تعرض صخور مركز
التقبب الى التكسر وتحولها بعمليات الإذابة الخسفات مدفونة تطهر على السطح بشكل
منخفضات وسبخات (شكل
رقم 4).
شكل (4) صوره فضائيه لوسط منطقة الجزيرة يوضح انعكاس تقبب هذا الجزء على نمط الشبكة
النهرية الشعاعي وانتشار السبخات والمنخفضات فيه نتيج النهوض والتكسر.
3) الانحراف المفاجئ في مجرى وادي الثرثار ووادي العجيج وابتعادهما عن
بعض عند محور التقبب الوسطي لمنطقة الجزيرة( شكل رقم 5). هذا الانحراف
يخالف القواعد ألطبيعيه بجريان الوديان نحو المنحدرات باختيار اقصر طريق باتجاه
المنحدر. توافق هذا الانحراف لكلا الواديين عن نفس النقطة وبعكس الاتجاه يعكس
استمرارية تهضب منطقة وسط الجزيرة.
شكل (5) صوره فضائيه لمنطقة وسط الجزيرة توضح ابتعاد واديي الثرثار والعجيج
عن بعضهما وعن مركز الجزيرة نتيجة عملية التقبب التكتوني.
4) هذا الانحراف لمجرى وادي الثرثار يتماهى معه وبنفس الاتجاه ولكن
بمقدار اقل انحراف عام لمجرى نهر دجله وعلى نفس المحور نحو اليمين مؤكد تأثير حركة
ونهوض وسط الجزيرة وتأثيره على مجاري الأنهار في المنطقة (شكل رقم 1).
5) عدم تناظر السهل الفيضي لوادي الثرثار وبخلاف القواعد الطبيعية التي
تفترض تناظر في اتساع السهل الفيضي على جانبي النهر. بعض أجزاء السهل الفيضي المحيطة بوادي الثرثار غير متناظرة وتتسع في
جهة اليسار (شكل رقم 6) مما يترافق ذلك
مع انتقال دائم لمجرى النهر نحو اليمين ويبدو ذلك نتيجة تأثر جهة اليسار
بارتفاع (وسط الجزيرة) نتجة التقبب التدريجي.
6) عدم تناظر للسهل الفيضي لوادي العجيج ولكن بعكس الاتجاه (شكل رقم 7) أي الجزء الواسع
يقع على الجزء الأيسر من الوادي, مما يؤشر انتقال جانبي
دائم لمجرى الوادي بالاتجاه المعاكس اي بالابتعاد عن مركز التقبب ووسط الجزيرة.
2) نمو بعض التراكيب الجيولوجية
تنتشر في منطقة الجزيرة
تراكيب جيولوجيه (طيات وصدوع) قسم منها سطحي وظاهر والقسم الآخر تحت سطحي , ويتعرض النوعين الى نمو والحركة البطيئة كجزء من التنشيط التكتوني الذي
تتعرض له منطقة الجزيرة, ومن هذه المظاهر التي تم
تحديدها من الخارطة التكتونية المُعدة من قبل الكاظمي وآخرون (1996) نورد الشواهد التالية:
1) إزاحة جانيه لفالق بخمه المستعرض والذي يمر محوره جنوب الحضر حتى
شمال الشرقاط (شكل رقم 8). تسببت هذه الإزاحة
أو الحركة تباين في انحدار مجرى النهر وتسبب في قطع مجرى وادي الثرثار القديم الذي
كان يصب في دجله جنوب تكريت ويمثل نهر واسع وكبير تجري فيه السفن وذلك قبل
حوالي 1000سنه (ابن سيراليون و ياقوت الحموي 738 هجري, في سوسه,
1965) وحول مساره نحو الجنوب في مساره
الحالي اللذي يصب في منخفض الثرثار.
شكل (6) يوضح عدم تناظر في اتساع السهل الفيضي حول وادي الثرثار مما يؤشر
انحراف دائم للمجرى نحو اليسار (بسبب تقبب
وسط الجزيرة)
شكل (7) يوضح عدم تناظر في اتساع السهل الفيضي حول وادي العجيج مما يؤشر
انحراف دائم للمجرى نحو اليمين (بسبب تقبب
وسط الجزيرة)
2) الحضر مدينة تاريخية قديمة وشهيرة وتقع الى الشمال الشرقي من إقليم الجزيرة
وكانت مدينه حاضره مزدهرة عامره بالسكان والنشاط الاقتصادي والزراعي
والتجاري في القرون الأولى للميلاد وكان يمر بها نهر الثرثار وكان يومها نهر
عظيم وواسع ويبلغ عرض مجراه عند الحضر حوالي 300 متر وعمقه حوالي 9 أمتار وتسير فيه السفن لنقل
البضائع وتامين المواصلات بين الحضر وسنجار (سوسه,
1965). ان وادي الثرثار كما هو معروف الآن
يمر إلى الشرق من الحضر بحوالي 3 كم وبشكل تقوس يحيط بمنطقة الحضر وبخلاف مساره الطبيعي من الشمال الى
الجنوب (شكل رقم 8). هذا الانحراف
الغريب في مسار الوادي وبالمقارنة مع الخارطة التكتونية للعراق ( الكاظمي وآخرون, 1996) يبدو أنه متأثر
بنمو طية الحضر المحدبة والتي تمتد الى الشمال الشرقي من الحضر, وارتفاع سطح الأرض نتيجة لذلك تسبب في انحراف المجرى حول خشم الطيه
وابتعاده عن مدينة الحضر ممتسبب بانحسار أهمية المدينة التارخية واندثارها حضاريا.
3) الانحراف المتناظر لروافد وادي العجيج.
تتعرض روافد وادي
العجيج والتي تنبع من السفح الجنوبي لجبل سنجار الى انحرافات شرقية أحيانا وغربية أحيان
أخرى وبشكل يتطابق في نقاط عديدة مع مسار فالق رئيسي مستعرض يمر بالمنطقة (شمال الخط الواصل بين البعاج وتلعفر) ويعرف با "فالق بعاج- موصل– راوندوز" حسب خارطة الكاظمي(1996) (شكل رقم 8). هذا التطابق في الانحراف المفاجئ لأكثر من رافد مع مسار الفالق
يوحي بوجود بعلاقة بين تنشيط الحركة عليه وتأثر المجاري النهرية للروافد بذلك عن
طريق التغير بمسارها.
شكل (8) شبكة الوديان الجافة لمنطقة الجزيرة وتأثرها بنمو وحركة التراكيب الجيولوجية للمنطقة. (1) فالق بخمه, (2) طية الحضر, (3) فالق بعاج- موصل– راوندوز.
المصادر
Al-Sakini, J. (1975). The usage of drainage characteristics in interpretation of subsurface structures in plains around
Buday,
T., Buday, T. , (1980). The regional geology of Iraq , Vol. 1, Stratigraphy
and paleogeography, Dar AL-Kuttib Pub. House. University of Mosul , Iraq .
445p..
Buday,
T., and Jassim, S. (1984) NIMCO Publication.
Buday,
T. and Jassim, S. Z., 1987. The Regional geology of Iraq : Vol. 2 tectonism, magmatism
and metamorphism., S. E. Geol. Survey. Min. Invest., Baghdad , Iraq ,
352p.
Fouad,
S., and Nasir, W.,(2009). Tectonic and structural evolution of Al- Jazira Area.
Bulletin of geology and Mining, special issue, pp. 33-48.
Jassim,
S. Z. and Goff, T., 2006. Phanerozoic development of the northern Arabian
Plate, In: Jassim S.Z., Goff, J. C., Geology of Iraq, publication of Dolin,
Prague and Moravian Museum, Brno, 341p.
Leeder,
M., and Alexander, J. (1987). The origin and tectonic significance of
asymmetrical meander belts. Sedimentology, V. 34, pp. 217-226.
Lees,
G. and Falcon, N. (1952). The Geographic history of the Mespotamian
plains. Geographical Journal. V. 118, pp. 176-188.
Ma’ala,
K. (2009). Geomorphology of Al- Jazira Area. Bulletin of geology and Mining,
special issue, pp. 5-32.
Ma’ala,
K. and Al-Kubaysi, K.,(2009). Stratigraphy of Al- Jazira Area. Bulletin
of geology and Mining, special issue, pp. 49-70.
Mitchle,
R., (1957). Recent tectonic movement in the Mesopotamian Plain.
Geographical Journal, V. 122, pp. 45 -51.
Parsons,
S., M., R.,(1955). Ground water resources of Iraq : Baiji-Samarra area, V. 3,
155p.
Sissakian,
V. (2000).Geologic Map of Iraq< scale 1:1000000< 3rd edition, GEOSURV, Baghdad , Iraq .
Voute,
C., (1957). Prehistoric finds near Razzaza- Karbala Liwa. Summer, V. 14,
pp. 98-109.
القيم ,باسم. و احمد, علي (1993). الخصائص
الجيومورفوغرافية لوديان الجزيرة الجافة, منشورات
المؤتمر الأول للأراضي الصحراوية. جامعة الانبار, الرمادي, ص 79 – 93.
القيم باسم (1995). العوامل
الجيولوجية الجيومورفولوجية في تموضع وتوسع مدينة الحلة ، وقائع الندوة العلمية
حول موضع وموقع المدينة أهميته في التصاميم الأساسية ، مجلة معهد التخطيط الحضري والإقليمي
، جامعة بغداد ، العدد ( 4 ) ، ص112-127.
القيم باسم (2006). مورفوتكتونية
نهر ديالى – العراق. مجلة كلية الآداب, جامعة
بغداد ,العدد, 78, ص 230-250.
الكاضمي جاسم وآخرون,(1996) خارطة العراق
البنيوية (مقياس 1/1000000 ), المنشأة العامة
للمسح الجيولوجي والتحري المعدني, بغداد.
الساكني ,جعفر(1986). تأثير التنشيط
التكتوني الحديث للتراكيب التحت سطحيه على مجاري نهر الفرات القديم في المنطقة الواقعة
بين هيت والنجف. مجلة ألجمعية الجيولوجية العراقية, مجلد 19, ص 99-112.
الساكني , جعفر (1989). جفاف وانقطاع أنهار
البصرة : في الري عند العرب. منشورات مركز أحياء
التراث العلمي العربي, ص 27-64.
الساكني , جعفر (1993). نافذة جديدة
على تاريخ الفراتين, دار الشوؤن الثقافية
العامة,بغداد, 93ص.
الشماع
ايسر (1986).
سوسه, أحمد (1995). فيضانات بغداد في التاريخ, القسم الثالث, مطبعة الأديب, ص 679-717.
حمله من هنا [PDF]
حمله من هنا [DOC]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق