الزيادة السكانية سبب أزمة مياه عسير
أكد المهندس هاني بن فؤاد أبو غزالة مدير عام
فرع وزارة المياه بمنطقة عسير أن الأمن المائي يشغل تفكير المسئولين بمنطقة عسير
وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير الذي أعطى هذا
الجانب من التنمية أكبر اهتماماته فحظيت المنطقة منذ مدة طويلة بمشروع تحلية
المياه بعسير الذي كان اللبنة الأساسية للتنمية في المنطقة كان ذلك ردا على سؤال (اليوم)
حول وضع المياه في منطقة عسير وأضاف ان مدن المنطقة نمت نموا كبيرا وتضاعف السكان
في منطقة أبها الحضرية خلال عقد واحد ولا تزال نسبة النمو التي تصل إلى 10% وفق
دراسات وزارة البلديات زيادة سنوية تشكل تحديا كبيرا للجهات المسئولة عن التنمية
والخدمات.
وبدون شك فإن قطاع المياه استطاع في البداية مواكبة النهضة التي كانت
مقبلة عليها المنطقة وذلك عن طريق إنشاء مشروع تحلية المياه بعسير أما الآن فانه
يواجه تحديا كبيرا بسبب العجز المستمر في المياه والنمو المتواصل للمدن ويزداد الأمر
سوءا بندرة المياه في أبها الحضرية (أبها, الخميس, احد رفيدة) وبالتالي اعتمادها
الكلي على التحلية علما بإن محطة التحلية القائمة حاليا مضى عليها أكثر من خمسة
عشر عاما تنتج نفس الكمية اليومية بل قد تتقلص بفعل التقادم والصيانة الدورية
للمحطة وملحقاتها كل عام كما تتسبب أعمال الصيانة في تقليص ضخ المياه المنتجة
يوميا الى النصف تقريبا ويتم غلق الشبكات خلال هذه الفترة مما يتسبب في تكدس
وازدحام عند محطات التوزيع وينتج عنه تذمر وانزعاج من المواطنين .
ولقد توقف فرع
وزارة المياه بمنطقة عسير عن أي توسع في شبكات المياه نتيجة عدم كفاية المياه كما
تتعرض المنطقة إلى قلق دائم بسبب هذا المصدر الوحيد ولذا فلقد دأب الفرع على البحث
عن إيجاد مصادر أخرى بنظرة إستراتيجية تهدف لتوفير المياه بالقدر الكافي وفي جميع
الظروف وقد بذل الأمير خالد جهودا كبيرة بالاتصال المباشر بولاة الأمر ـ أيدهم
الله ـ وبمتابعة حثيثة بعد ذلك وبمقابلاته الشخصية مع الوزراء المعنيين فقد تم
بحمد الله اعتماد سدي وادي عقود ووادي مربة بمبلغ إجمالي 150.000.000 وهذان السدان
سيوفران 30.000.000 طن من المياه في الوقت الذي يصلنا فيه من التحلية حاليا ما لا يتجاوز
ثلاثين مليون طن سنويا وهكذا سيمكن مضاعفة كمية المياه التي تصل الى منطقة أبها
الحضرية كما سيشكل هذا المصدر رديفا وبديلا جيدا للتحلية في حالة حدوث أي عطل أو
توقف لها كما يقوم الفرع حاليا بتشغيل محطة التنقية بمدينة سلطان بطاقة 5000 طن
يوميا وسيتم تطويرها الى 10000 طن يوميا ويجري العمل في إيصال هذه المياه الى
المطار والفرعاء وستستفيد من هذه المياه المتنزهات والمناطق الزراعية في آل سرمان
والمحارث والفرعاء.
وهذا المشروع حقيقة جاء مبادرة من الفرع للاستفادة من المياه المهدرة
في وادي بيشة للاستفادة منها لأغراض السياحة والنشاطات الزراعية التي هي في أمس
الحاجة لها.
وحول
وضع المياه في محافظة محايل عسير أوضح المهندس هاني أبو غزالة انه توجد محطة توزيع
للمياه في المحافظة بها ثمانية اشياب وتستقبل جميع الناقلات ويباع الطن بريال واحد
فقط. وتبلغ أطوال الشبكات في محافظة محايل عسير أكثر من 61 كيلو مترا بها أكثر من 1700
توصيلة وتم إنشاء وحدتين لتنقية مياه الشرب ملحقة بالخزان الرئيسي بحبل الحيلة
وبلغت كميات المياه المنتجة من وادي حلي لعام 1422هـ مليونا ومائة وأربعة وثمانين ألفا
ومائة وعشرة أمتار مكعبة من المياه.
وأضاف
انه يوجد الآن مشروع للاستفادة من المياه بوادي حلي في محايل حيث تم حفر مجموعة
آبار ووضع مضخات لرفع المياه الى محطة التنقية بحبل الحيلة والتي تنتج ما يزيد على
5 آلاف طن يوميا من المياه يتم توزيعها عبر الشبكات التي تخدم عدة أحياء في
المحافظة كما يوزع جزء منها بواسطة توزيع المياه بالحيلة كما قام فرع الوزارة بعمل
الدراسات للاستفادة من المياه الجارية بوادي حلي وذلك بإنشاء سد بجوار حديقة
الحيلة لخدمة المحافظة ومحافظة رجال المع القريبة من محايل وفي حال إنشاء هذا السد
فانه سيوفر كميات كبيرة من المياه للمحافظة وسيكون بأقل التكاليف الممكنة بحكم
قربه من المدينة ولا يزال الفرع يواصل البحث عن المصادر المائية الذاتية في الدرجة
الأولى خاصة إذا كانت هذه المصادر ثابتة أو شبه ثابتة .
ويعد وادي حلي الذي يمر
بمحافظة محايل عسير من أكبر الأودية في منطقة تهامة عسير وأكثرها تعرضا للسيول
ودائم الجريان بالإضافة إلى أن طبوغرافية الموقع تساعد بشكل كبير على إقامة سد بها
وإن إقامة سد هناك بهذه الظروف سيكون بأقل تكلفة وسيشكل عنصرا رئيسيا وجذابا في
تكوينها كما أن تكلفة إيصال المياه للمحافظة تكاد لا تكون شيئا يذكر بحكم قرب السد
منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق