التسميات

السبت، 1 نوفمبر 2014

"نقاط في تـاريخ أمريـكا الجنوبيـة وبعض المعـالم السياسيـة الكبـرى فيـها" ...


مشـروع دراســة

"نقاط في تـاريخ أمريـكا الجنوبيـة
وبعض المعـالم السياسيـة الكبـرى فيـها"

المنصــور جـعـفــر
LONDON 2007
مشروع دراسة

1- الموضوع:   قارة أمريكا الجنوبية هي أحد أعمدة جغرافية العالم الحديث في الأذهان، ويتناول مشروع الدراسة ماهية بعض العوامل المؤثرة في تكوين دول تلك القارة ومجتمعاتها الحاضرة ومعالمها السياسية الكبرى مهتماًً بظاهرة تحول أكثر هذه المجتمعات حاضراً، عن حالات التكالب والإستئثار والتنازع وتغيرها عنها إلى أحوال توشج بالتقدم الإجتماعي والسلم. ويحقق مشروع الدراسة في مدى وجود هذا التغير وفي بعض ملامح طبيعته، وفي صلة التغييرات المحركة لهذا التغير بقيام طلائع مجتمعات دول أمريكا الجنوبية بنهج سياسات مبدأها تأميم الموارد والتخطيط المركزي لإنتاج وتوزيع المنافع العامة، وبناء تلك الطلائع لجباه شعبية حول هذه الأهداف، إضافةً إلى تصعيد النضال الأممي لمقرطة العلاقات الدولية.

2- إسم الدراسة:   "نقاط في تاريخ أمريكا الجنوبية وبعض المعالم السياسية الكبرى فيها".

3- كاتب الدراسة:    المنصور جـعفـر

4- تفصيل نهج الدراسة:
1- تقديم.
2- بعض ملامح جغرافية أمريكا الجنوبية.
3- طبيعة العالم القديم وبناه.
4- تفاقم أزمات العالم القديم )الأفروأسيوية – الأوربية) بما فيه من عبودية وإقطاع، وبروز أحوال الإنتظار والرحيل.
5- محاولات حل (الأزمات) مع تقدم أدوات وتقنيات بناء السفن والإبحار وتطور حركة التجارة ومصالحها.
6- التشكيل الأوربي للأمريكتين:(كشف القارة، تداغم الوجود الأوربي بالقمع والإستغلال، الإستقلال، ثم مبدأ مورنو، الثورات في الدول الأوربية، فالحرب الأهلية الأمريكية آلة رأسمالية (أنجلوساكسونية) عدوة للاتين والهسبان والأفارقة)
7- ثورات العبيد (1700- 1864| 1964|2004) .
8- تأثير أمريكا الشمالية وأوربا في أمريكا ج ( الحرب الأهلية وصدامات المكسيك إلى الثورات البوليفارية).
9- توطيد العلاقات الأمريكية-البريطانية:(تأسيس البنك المركزي الأمريكي الحرب العالمية الأولى بنما والسويس).
10- بعض النقاط العنصرية العرقية والدينية وتمددها في الحروب الأهلية  الإسبانية والحرب العالمية الثانية.
11- التشكيل الريعي للإستخراج في (مناطق الهنود) والتشكيل التبعي للإنتاج في (مناطق الأوربيين): إقتصاد التبعية.
12- الحالة العامة لدول أمريكا الجنوبية وسياسات "الأمن القومي" فيها: ظواهر القمع، والفساد، والإستغلال.
13- المواجهة بين قوى الإقطاع والسوق في جهة، وقوى التقدم الإجتماعي والإشتراكية في جهة ضد.
14- الأزمة الإشتراكية (كيفية الثورة، وكيفية البناء) الخلاف السوفييتي، ثم السوفييتي الصيني وبعض أثاره.
15- الثورة في كوبا: ديكتاتورية [= سلطة أو حكم] الكادحين ضد العنف البنيوي والعنف الظاهري لرأس المال.
16- ديكتاتورية[= سلطة أو حكم] رأس المال والإقطاع في باقي دول أمريكا الجنوبية (القمع والديون).
17-     تفاقم الأزمة الرأسمالية في أكثر دول أمريكا الجنوبية والعالم.
18- "إتفاق ريكافيك" وأثره الموجب في فتح المجال الدولي والسياسي للتغييرات في أمريكا الجنوبية.
19- "إتفاق ريو دي جانيرو"  والتقييد البيئي لحرية رأس المال في القمع والإستغلال.
20- أمريكا الجديدة: بيل كيلنتون ونشاط بعض العوامل الدقيقة في التعامل الموجب مع بعض المصالح الأوربية.
21- النشاط الشيوعي والإشتراكي في دول البرتغال وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وتأثيره على سياساتها في أمريكا ج.
22- بعض آثار رأسمالية أمريكا الشمالية في التشكيل الأسري والقيمي لمجتمعات أمريكا الجنوبية (+)، (ــ).
23- بعض ملامح الوضع السياسي الراهن في أمريكا الجنوبية.
24- الإشتراكية هي الطريق.
25- تأثير بعض العوامل الإقتصادية الدولية والمحلية (تعارض حرية التجارة مع الإحتكارات المحلية).
26- تأثير بعض العوامل الإجتماعية الطبقية  (تناغم الحركات التحريرية القومية والعمالية ....إلخ).
27- النشاط الكوبي، والصيني، والروسي، والهندي، والإيراني، والجنوب أفريقي السياسي والإقتصادي الدولي
28- التنافس التجاري الأوربي الأمريكي ونشاط الإقتصاد الرمزي.
29- من التحول إلى اليسار إلى التحول إلى الإشتراكية. 
30- خلاصة.
31- أسئلة
32- تقدير عام لمشروع هذه الدراسة وبعض الإقتراحات.
33- قائمة بـ: رسوم الإيضاح المرفقة، والجداول، وثبت بالمراجع، وختام.

1- تقديم: في أهمية الموضوع وفي أهداف الدراسة وسمتها العامة:
أ- من ناحية عامة:
تمثل قارة أمريكا الجنوبية وتخومها ركيزة طبيعية وإجتماعية للعالم الحديث وتشكيلاته الإقتصادية السياسية والثقافية، لذا فإن محاولة دراسة تاريخ هذه القارة المهمشة وتحولات دولها ومجتمعاتها يمكن ان تفيد في شيئين: إما في معرفة أو علاج بعض مشكلات هذه الركيزة أو في إدراك بعض أبعاد مشكلات وآفاق مجتمعات ودول القارات الأخرى، والإسهام بالخبرة النظرية والعملية في  تحديد وحل أزماتها.

ب- من ناحية خاصة:
تتوخى محاولة درس هذا الموضوع، القيام بفتح منفذ معرفي في المجال الأفريقي والعربي للدراسات السياسية وغيرها يسهم في توسيع المعرفة السياسية ببعض النقاط الحيوية في الصراع الإجتماعي والدولي المتصلة  بأمريكا الجنوبية  أو اللاتينية[1] (على الفرق بينهما) لتجاوز النزعة المركزية الأوربية والأمريكية، والنزعة الإقليمية الضيقة، والنزعة القومية المغلقة والعصبية البارزة في الدراسات السياسية والدولية والحقوقية والقانونية في المناطق والعوالم الأفريقية والعربية. 

ج- الناحيتين العامة والخاصة والسمة الشمولية للدراسة:
لدراسة قارة ودول ومجتمعات بكاملها لامحيص في جوانب المعلومات والتحليلات والعلاجات التي يحاول مشروع الدراسة جمعها وعرضها وتقديمها من تناول درج ذرب لبعض أجزاء التاريخ العالمي نزولاً من أسماءه الكبرى إلى النقاط الدقيقة في بعض المجتمعات والمواقف الإجتماعية موضوع الدراسة بل النقاط الدقيقة لبعض الشخصيات الفريدة فيها ثم الإرتقاء نحو الأفق الإنساني  والعالمي الذي هو الأصل الحديث للحركة والمعرفة السياسية التاريخية.

وكأمر قد يكون معروفاً عن الدراسات ذات الطبيعة الشمولية المحصورة في نطاق عدد قليل من الأوراق، فإن هذا التناول الشمولي يضعف الكينونة التمحيصية للدراسة، وقد يقلل الكثافة المعرفية في الموضوع، ولكن بشكل عام، يمكن القول إن السمة الشمولية للدراسات تفتح بنية الموضوع والذهن لإدراك ومعرفة ودراسة جوانب أكبر من العناصر والحركات الكبرى في أي موضوع مما لا تتيحه الدراسة الدقيقة الميكروسكوبية لبعض أجزاءه، حيث تحجب الشجرة الغابة، ويقصي تناول الفرد في تلك الدراسات اللطيفة تناول المجتمع وعلاقاته، مثلما يقصي التناول المحلي الدقيق للمجتمعات الحالة الدولية لوجودها ووجود دولها بمنافعها وأزماتها، وقد يكون فهم وصنع أجزاء الساعة الدقيقة في التاريخ قد بدأ بالتعامل مع ساعات كبرى مثلما قد يكون إبن النفيس قد فهم من أدوار جريان الكواكب ودورات جريان المياه،دورة جريان الدم في جسم الإنسان.

ولكن في الطبيعة التراكمية السريعة للدراسات السياسية الدقيقة  والطبيعة العالمية للوجود السياسي، فإن فضل الدراسة السياسية الشمولية يتجاوز كونه تجميعاً مكبراً لأجزاء الدراسات الأصغر، بل يرسم في العالم لوحة جديدة كبرى بذات الألوان التي يراها الكثيرين محددة واضحة، وقد يبني من نفس النقاط والخطوط هندسة وعوالماً جديدة.  وهنا قد يكون الخيال ثورياً إن توخينا في مجالات الدراسات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والحقوقية والقانونية وفي مجالات الثقافة في العوالم الأفريقية والعربية أن نبني معرفة موضوعية عن قارة أمريكا الجنوبية وتحولات مجتمعاتها ودولها.
 د- في كينونة الموضوع وكينونة مشروع الدراسة:
الأشياء أوسع من تعييناتها: فمنذ عهود إدريس|هيرميز وفيثاغورث وسقراط وافلاطون وأرسطو وإخوان الصفا وديكارت وسبينوزا وإلى ماركس ولينين وصولاً إلى "التأثيل" فأن سعة الموضوع وطبيعته عادة ما تفوت سعة الدراسة وطبيعتها ولو جيئ بالبحر مداداً لكتابة أي دراسة عن أي  موضوع حيث تتعدد الأبعاد ووجهات النظر، لذا فإن كينونة هذا المشروع والتنظير لإدراك وفهم ودراسة موضوع: "لمحات في تاريخ أمريكا الجنوبية وبعض التحولات السياسية الكبرى فيها" يهدف فقط إلى:1- محاولة الإشارة إلى بعض نقاط الموضوع ولمحاته  و2- لمح أو عرض بعض الأدوات النظرية اللازمة للقيام بهذه المحاولة. وتشمل المحاولة والتلميح الحساب العام لعناصر الدراسة بما فيه من جمع وضرب طرح وقسمة للمعلومات والتحليلات وتجذير لها وتفاضل وتكامل، وما يواشج  هذا الحساب العام من حسابات نسبية خاصة لا يلغي وجودها وجود القوانين العامة، مثلما لا يلغي القانون العام نسبية الأشياء.  كذلك فمع إدراك قيم التحولات السياسية، في صورها التاريخية الطبيعية والإجتماعية، فإن مشروع الدراسة بحكم الطبيعة التاريخية للموضوع وتاريخية معرفة الذهن له وفلسفة الإنسان للأمور قد يفيد في"تأثيل"[2] مستقبلي لهذه التحولات في جزء من محاولة أكبر للقيام بتركيم وإضافة هذه القيم إلى "الوعي" لتجاوزه وبناء حال فكرية-حياتية جديدة.  

2-    بعض ملامح جغرافيـة أمريكا الجنوبيـة:
أ‌-       تحديد الموقع والتشكيلات العنصرية الإستعمارية لوجود وهوية القارة ومجتمعاتها:
الحالة الجغرافية لقارة أمريكا الجنوبية أو اللاتينية التي تبعد عن أفريقيا ثلاث ساعات بالطائرة وحالة أسمها ومحدداتها تذكر بما كتبه  موديمبي عن إسم "أفريقيا" والطبيعة الأجنبية له[3]، فكيانات الثقافة الأوربية اللاتينية ثم الأنجلوساكسونية معاً، الأولى بجهدها في نظم الإقطاع الدولي والثانية بتحولاتها الرأسمالية وبدفق ألاتها الكشفية والحربية والطباعية والمعرفية والإعلامية، حددتا وميزتا أمريكا الجنوبية  بمفردات ثقافة مختلفة بطبيعتها عن طبيعة ثقافة بلاد ومجتمعات أمريكا الجنوبية قبل هجوم هذا الإستعمار الأوربي عليها، لدرجة إن تعاريف كثيرة للقارة ودولها ومجتمعاتها تبدو مثيرة للإستغراب أكثر من كونها إشارات دالةً مُعرِفةً، موضِحةَ: إذ كيف يكون (الأمريكي الجنوبي) في عصرنا هذا هندياً أحمر؟ أيكون إسم الأوربي الآن سن-غالاً أبيض؟! ما الجرأة على تحديد القارة وفصلها عن إمتدادها الطبيعي في الشمال بخط طول أو بخط عرض أو بقناة بنما؟ [4]  من هذه المعلومات العامة يمكن نقاش نقطة واحدة أو أكثر تتعلق بإن الوجود العام لهذه (القارة) وكذا هوية مجتمعاتها ومعالمها وإحداثاتها الأولية قد تعرضت لتصرف ثقافي قسري فتت معالم وجودها وإمكانات معرفته. وفي هذا التفتت يحاول هذا المشروع الدراسي مع معرفة بعض الإحداثات العامة للقارة والتعريف بها، القيام بمحاولة لمعرفة بعض المجالات الطبيعية والمجتمعات التي إقتحمتها قسراً ثقافات أخرى ومعرفة بعض متغيراتها وأزماتها، وإدراك بعض إمكانات علاجها وإعادة تأهيلها ومضاعفة صحتها.

    ب- الإسم والصفة:  قيل إن إسم أمريكا موصول بتصحيح البرتغالي أمريكو فيسبوشي Vespucci Amerigo    لكشوفات كولومبوس وكورتيز، وإبانته الفلكية لكون المجال الجغرافي الذي كشفه الأوربيين هو عالم جديد وليس جزءاً جديداً من الهند، وهنا يبرز سؤال عن حقيقة إسم الفرد أو الهيئة  التي أطلقت إسم هذا الفرد على القارة وإن كان الإسم قد طبع في ألمانيا سنة 1507[5] ، أما كون القارة الأمريكية لاتينية صفةً، فقد رد ذلك لكون لغات دولـ(ها) و(ثقافتها) ذات أصل لاتيني!! وكذا كون أمريكا الجنوبية جنوبية، فذابالنظر إلى وقوع هيئتها في جهة الجنوب مقابلةً لهيئة إمتداد أراضيها شمالاً! ولكن لم تسمى البلاد بجهاتها؟ أو بإسماء المتأخرين الذين وصولوا إليها؟ وماهي مقومات إرادة إطلاق أو تغيير هذا الإسم أو ذاك ؟

ج‌-    مساحة القارة وعدد بلدانها وسكانها ولغاتها وعقائدها وتوزيع مواردها وترتيب نشاطها الرأسمالي غالباً في العالم:
تبلغ مساحة القارة حوالى 000، 840، 17 كم2 أو 000 ،890،6 م2 أي ستة ملايين وثمانمآئة وتسعون ألفا من الأميال المربعة تمثل رغم الصورة الضخمة لها في الأطالس حوالى 3.5 % ثلاثة ونصف من المآئة في المآئة من مساحة كوكب الأرض، بمياهه وتتوزع أغلب هذه المساحة 12 إثنى عشر دولة تمثل البلدان (الأساس) بإخراج بعض الدول والجزر الكاريبي(21).   وكذا دول امريكا (الوسطى) والبلدان الإثني عشر هي: البرازيل، والأرجنتين، وشيلي، وأوروجواي، وبارجواي، وأكوادور  وبوليفيا، وكولومبيا، وفنزويلا، وبيرو، وسورينام، وغُويانا (غير الفرنسية) وقد بلغ عدد سكان (القارة) في يوليو سنة 2005 حوالى 371،000،000 مليون نسمة أي ثلاثمآئة وواحد وسبعون مليون إنسان، يختلفون في ينوعهم إلى رقصات ستة وهي: السامبا والتانجو والكومبيا والشاشا والكونيكون والصلصة، إضافة للروك وبعض الصرعات الأوربية، وفي القارة إيقاعات عددا[6]، وفي غطش الناس وسمرهم في أمريكا الجنوبية تراهم معتقين بخمور خمسة هي "البهاية"  Bahiaالغرب أفريقي نار البرازيل الموقدة،  و"الواين" Wine الناعم الحامض والعسلي في الأرجنتين وشيلي، أما في بلاد الأراجواي والبارجواي وجنوب البرازيل وجنوب شيلي فالناس فيها يهيمون بـ"الماتِ"Mate وهو حلومر، إضافة إلى البيسكو  Pisco في بيرو، ويذكر أيضاً نبات "الكوكا" كقات وتمباك محلي.  وتضم سكان القارة بضعة أو ستة وعشرون جماعة إنسانلسانية، منها جماعة واحدة فقط تضم جميع (الأوربيين) أما باقي جماعات أمريكا الجنوبية فـهي عموماً جماعات (هندية) مثل جماعات الأورارينا Urarina والقيوشيواسQuechuas  والجوراني Guarani، والكالوفو Alcalufu وأتاكامينوس Atacamenos، وأيمارا Aymara، وأواAwa ، وبناواBanwa ، وسايبوس Caiapos، وشيبشا Chibcha، وكوكاماCocama  وديايجيوتاسDiagotas، والشايهويوتا Chayahuita، وإنكست Enxet، وجيGe ، وجيفاروانJivaroan  وخوريس Juris، ومابوخي Mapuche، وبيهونخي Pehuenche، وشيببو Shipbo، وخيسرو  Xucuru ، وياجواYagua ، وزابروس Zaparosوالـمِستيزو Mestizo وهم الخليط الهندي الأحمر والمولاتو Mollato وهم الخليط الأسود[7]ً . وجميعهم في حال نهضة وطنية[8].  والمسيحية هي الإعتقاد الظاهر، والناس بأعراقهم فيها كاثوليك، منقسمون طبقياً وسياسياً لدرجة الأزمة الدينية، وهناك أيضاً أرواحيون ويهود ومسلمون وعقائد أخرى في دول (كانت) جميعها دولاً ديكتاتورية رأسمالية تابعة. وقد تواشجت هذه الأوضاع والعناصر وتمحورت بجهة العمل والمعيشة بتوزيع نظام الإقتصاد[9] 60% ستون من المآئة في المآئة من الثروة العامة للقارة على ما قدره 20% عشرون من المائة في المآئة من السكان هم ملاك وسائل الإنتاج وشركاءهم، بينما يقوم نفس النظام الإقتصادي بتوزيع أقل من5%  خمسة من المآئة في المآئة من الثروة العامة على 20 % عشرون من المآئة في المآئة من السكان الكادحين في إنتاج المنافع العامة والمرتبطين بهذا الإنتاج والمهمشين به .وفي سنة 2002 كان أكثر من 10% من السكان بحرمان من العمل[= ضرر لـ(ثلث) السكان] بينما بلغت الديون لدول القارة تريليونات عددا.

ومع غنى أمريكا الجنوبية بالموارد الطبيعية والبشرية والإستثمارات الخارجية فرغماً عن ذلك فإن رتب الغالب في العدد من دولها الغنية بكل هذه الموارد جاءت في المراتب (الوسطى) في السجل -الرأسمالي- العالمي لنشاط الدول، أحسنها الأرجنتين في المرتبة 50 وشبه الأخيرة بوليفيا التي جاءت في الترتيب 125، وتفصيل ذلك في الجدول التالي:

جدول رقم 1
إيضاح بعض الأوضاع الجغرافية والسكانية لدول القارة وحجم إنتاجها وترتيبها العالمي بهذا الحجم سنة (2005)[10]

إسم الدولة
(بالصيغة اللاتينية)

مساحة الدولة
( كم2)

عدد السكان
(العدد بوحدة المليون)

الناتج المحلي العمومي
 سنة (2005)   GDP

الترتيب الرأسمالي للدولة حسب ناتجها
الأرجنتين
2،766،890
39،537،943
14،109
50
شيلي
756،950
15،980،912
11،937
56
أورجواي
176،220
3،415،920
10،028
65
البرازيل
8،511،965
186،112،794
8،584
68
كولومبيا
1،138،910
42،954،279
7،565
81
فينزويلا
912.050
25،375،281
6،186
96
بيرو
1،285،220
27،925،628
5،983
97
سورينام
163،270
438،144
5،683
99
غُيانا
214،970
765،238
4،612
105
بارجواي
406،750
6،347،884
4،555
107
إكوادور
283،560
13،363،593
4،316
113
بوليفيا
1،098،580
8،857،870
2،817
125
المصدر:                                     http:// www.en.wikapidia.org   تصميم المنصور جعفـر
بعض الملاحظات المعلوماتية والتمحيصيةالضرورة لشرح الجدول و لإجتناب بعض الأخطاء في التعامل مع بياناته:

1-   يضم الجدول خمس بيانات عامة تقليدية لـ12 إثني عشر دولة من (جملة) الدول الأمريكية اللاتينية الـ33.
2-   ثمانية من دول القارة الإثني عشر تقع في مراتب رأسمالية دنيا.
3-  تفاوت السكان والمساحة في الدول الأربعة الأولى  وتقارب الترتيب الدولي.
4-   إخفاء مؤشر الناتج المحلي لتركيبه النوعي والتقني والبيئي وإخفاء مؤشر السكان لطبيعة التركيب النوعي للسكان.
5-  لا يمكن بقراءة عدد السكان والمساحة فقط التوصل إلى الأسباب الرئيسة لتباين الناتج المحلي العام للبضائع والسلع والخدمات وإختلافه المريب بين الدول.

6- إيضاح إختلاف الناتج المحلي العام للبضائع والسلع والخدمات بين دول القارة يواشج إرتباطاتها الدولية بالنظام الراسمالي العالمي لتوزيع الموارد بمنظومة التجارة الدولية والمنظومات السياسية والعسكرية والديبلوماسية والمالية والتقنية التابعة لها.

7-  بكشف أو إنتاج معارف أو جداول تفصيلية لكل بيان عام من بيانات الجدول يمكن التوصل إلى معلومات أكثر دقة تساعد على فهم البيانات العامة، فمساحة شيلي مثلاً اغلبها جبال قاسية، وسورينام الصغيرة قد ترتبط بإنتاج المعادن بخفة اكثر من البرازيل الضخمة الحجم والموارد والتي عانت ببنيتها الإجتماعية السياسية مصائب مضاعفة للإستثمار الأجنبي والديون الدولية.

8-  من المفيد تخديم الجدول كمؤشر في عملية إدراك وتصنيف وتحليل وتقويم أوسع بدلاً عن الإكتفاء به كخلاصة نهائية.

3-  طبيعة الحياة في العالم القديم:
شكلت الدول الإستعبادية القائمة في بلاد السودان والموور وبلاد الصين علامات سياسية مهمة عن الحياة البشرية في ما سمى بإسم "العالم (القديم)"، إذ كان وجود ونشاط تلك الدول في العالم القديم يفيد بحال تطور وحضارة البشر في عملية راقية منظومة متكاملة للعيش، كان أساسها تحديد الموارد وتحديد الجهود وفرز الثمرات.  كما إشار وجود تلك الدول وبنيانها في الأذهان إشارة واضحة إلى إنذرار وهباء الحياة البدوية في الغابات والصحارى الرملية والصحارى الثلجية، وإلى فناء هذا الحال البدوي أو هذه الحالة البدوية لعيش الناس. وقد كانت هذه الدول والمجتمعات المواشجة لها تماثل في هيئتها ومضمونها الدول والمجتمعات القائمة في أمريكا الجنوبية.[11] ولكن وبشكل ثقافي عام يمكن القول بإن الحياة في العالم القديم كانت -ولم تزل- مواشجة لبعض الأوضاع الطبيعية والتصورات الذهنية عنها مثل:

1.  الإنفصال القائم بين عالم الأرض وعالم السماء وظواهرهما الطبيعية.
2.  تباين الطبيعة الجغرافية للأرض ورد الناس هذا التباين إلى أسباب غيبية.
3. الفصل النسبي والمفاضلة بين العالم الأعلى والعالم الأسفل، الذهن والجسم، والثمرة والغصن، والفكر والعمل.
4.  بروز فكرة الكائن العلوي  والحياة العلوية والأشخاص(ملوك أو أنبياء) والأسر والشعوب والأمم المقدسة.
5. إنتشار توقير الشمس Sion أو Zion كمركز\مصدر للحياة ومحوراً للتفكير والتعلم والجهـر بعناصر الحياة.
6.  إختلاف الليل والنهار وإزدواج الفهوم، وإزدواج القصص والتفاسير والنشاط الذهني والمادي الموصول بها، وتبلور رؤى منها تشمل نقط في الفن والعلم والعدل ومقدمات فكرة الدين [= الطريق] السماوي لإسعاد الإنسان.  
7. تبلور فهم عن قيام الإدارة والإرادة العليا بإرسال شخص أو شعب يقيم العدل في الأرض أو في اجزاء منها.
8. سيادة الملكية قيمة رأس في الحياة القديمة، وذل مفهومات التقاسم والإشتراك صنو العالم البدوي. إلا عند الضرورة.
9. تواشج عمليات السيطرة والكشوف والحروب والإستعباد وقهر النساء وفرض الضرائب وإتصالها بفهم قدسي لعملية التملك، محوره تحقيق رسالة العدل الإلهيـة ![12]
10. إنتشار الإعتقاد بقدسية المٌُلك وإسهامه في التخليص والعدل الإلهي في الحضارات القديمة الإستعبادية والإقطاعية[13] .


4- تفاقم أزمات العالم القديم)الأفرو أسيوية – الأوربية) بما فيه من عبودية وإقطاع وبروز أحوال الإنتظار والرحيل:
شكلت الأزمة العامة في تاريخ الإنتاج بين زيادة السكان والحاجات وقلة الموارد الملائمة لسد هذه الحاجات، شكلت مضمون أزمة التطور البشري، وشكلت في جانب منها أساساً لتغير طبيعة ونسق حياة المجتمعات المختلفة من البداوة إلى الحضارة.

 ولكن هذا التغيير لم يمنع حدوث ذات الأزمة في الدول التي شيدها مشروع الإنسان، بل بصورة أشد في بعض الأحيان، حيث توالت مع الدول الحضرية أحوال التملك والتنازع والحروب والإستعباد والإقطاع المغطاة بشعارات دينية.

وبهذا النسق التناحري وشعاراته تشكل الطابع العام للحياة المجتمعات وتبلورت العلاقات الدولية في العالم القديم مأزوما بتفاقم الصراع الأوربي الحضري اللاتيني والبدوي الجرماني،وضده تبلورالآسيويين والأفارقة في جبهة جديدة إسلامية للسيطرة والتجارة والضرائب، ألهاها التكاثر، وتعددت دولها وجباياتها ونزاعاتها الداخلية وغزواتها، وقد أدى هذا (النظام) الدولي إلى ضيق الحال على دول ومجتمعات الأفارقة والآسيويين (ثورات مصر والعراق على الحكم العربي) ثم ضيقه على  الأوربيين وتناحرهم، ولم يعد للناس، بزيادة حاجاتهم والتطور الوئيد لأدوات النظر والملاحة، والعجز الفكري عن تغيير بنية المجتمع، سوى الخروج من العالم القديم.

 ولم يكن أمام كثير من سكان هذا العالم سوى إنتظار من يقودهم إلى عالم جديد، وكذا لم يك أمام سكان أمريكا بشقيها، بحكم الظروف العامة والثقافية لنواقص مجتمعاتهم ومظالمها سوى إنتظار من يخلصهم ويمسح ألآمهم.
  
5- محاولات حل (الأزمات) مع تقدم أدوات وتقنيات بناء السفن والإبحار وتطور حركة التجارة ومصالحها:
مع توسع الإستعباد والحروب في العالم القديم جرت محاولات بدائية أخرى لتعديل وضع الأفراد والمجتمعات جغرافيةً وليس بتعديل نظام الإنتاج والعيش، وأهم تلك المحاولات ماذكره النروجي علم التاريخ القديم ثور هيردال Thor Herdal  من وصول الأفارقة القدماء إلى جارتهم أمريكا.  وكذا ما ذُكر عن وصول الفايكنج إلى أمريكا الشمالية، مما يؤشر إلى إن العناصر الطليعية في العالم القديم قد حاولت حل أزمات عالمها بكشف أراض (جديدة) والإستيلاء عليها أو على ثرواتها:

ا- من هذه المحاولات ما ذكره المسعودي  Al-Masudi  (871–957)في "مروج الذهب ومدائن الجوهر" إنه حدث في عهد عبدالله بن محمد [الأندلسي] (888912إن خشخاش بن سعيد بن أسود القرطبي عاد من رحلة إلى "الأراضي المجهولة" محملاً بالنفائس.  وهي الأراضي التي رسمها المسعودي في خريطته مسمياً إياها بنفس الإسم: "أرض مجهولة" !!،  كذلك ورد بسفر "نزهـة المشـتاق في إرتيـاد الأفـآق" للشريف الإدريسي (1099- 1166)  إن هناك بحارة شمال أفريقيين أبحروا في بحر الظلمات من لشبونة البرتغال لكشف حدود ذاك البحر وبعد أربع أيام من من الإبحار في لجج بحر الظلمات ذاك نزلوا بجزيرة يتكلم أهلها بلسان عربي!! وإن كان هذا شيء مما سجله القدماء فإن علماء محدثين عززوا ذلك، ومنهم فاينر  Leo Weiner أستاذ جامعة هارفارد الأمريكية بكتابه "أفريقيا وكشف أمريكاAfrica and the Discovery of America  المصدر سنة 1920 إإذ ذكر ن كولومبوس كان قلقاً  أو وجسا من ظهور الأفارقـة the Mandinkaفي الأراض الجديدة، ورغم غموض طبيعة هذا القلق والوجس، فلا شك بضئآلة ذا الظهور، إن وجد، لأن أفريقيا كانت قارة ثرية لا تحوج ساكنها لمغادرتها. إلا أن يكون البوعبدالله  Bobadilla بجزيرة كناري الكبرى الذين تقدم منهم كولومبوس إلى العالم الجديد هم الماندينكا الذين خشاهم، خاصة إن "البوعبدالله" نفسهم قاموا عام 1500  بالقبض على كولومبوس وترحيله سجيناً.  وفى نفس السياق فإن مؤرخ السودان الكبير ديوارا Gaoussou Diawara  سرد في"قطوف المصادر العربية البكر لتأريخ غرب أفريقيا  Corpus of Early Arabic Sources for West African History. إن اشهاب الدين العمري Al-Umari (1300-1384) في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار"  قام بشكل مفصل بتأريخ لأسفار ورحلات كنكان|سلطان السودان القديم (مالي)  أبوبكر الثاني Abubakar II عبر بحر الضباب والظلمات ووصوله عبر ذاك المحيط إلى بلاد جاء منها -دون أي حرب- بذهب كثير ذكر إنه أخسر سعر الذهب في القاهرة لسنوات.  وقد رجح ديوارا أن تكون تلك البلاد هي أمريكا الحالية. ولكن في ظل إنقطاع التواصل مع تلك البلاد يبدو إن الكنكان لم يستطع بنفسه أو بغيره، حفظ صلاته بتلك البلاد.  

وفي أمر شبيه يُذكر نجم الصين الساطع زينج هيZheng He  المعروف بإسم حجي محمود  Hajji Mahmud (1371-1433) وقد كان أمير بحر فخيم إذ كان ذاك الرجل بالإبحار نجماً وفلكاً وبوصلة ودفة وشراع، وبهذا نشأت له في السنوات المتوالية بين عام 1405 وعام 1433م سفارة وديبلوماسية للصين شرف بها مثلما شرفت به.  وقد كتبت أسفار زينج إلى المحيط الغربي في "Zheng He travels to the Western Ocean" "Eunuch Sanbao travels to the Western Ocean" وهو كتاب سكت عن ذكره التاريخ السائد  لكشف أمريكا[14].  وقد كان من أجيج الثورة على زيف التاريخ السائد قيام فِـلBarry Fell  الأستاذ في جامعة هارفرد في كتابه "قصـة أمريـكا Saga of America المصدر في سنة 1980 بتقديمه إشارات مادية على سبق وصول سكان شمال وغرب أفريقيا بمئات السنين إلى أمريكا قبل كولومبوس. ومن تلك الإشارات مواد حسابية ولغوية مكتوبة باللغة العربية بين السنوات (700-800) وأخرى بخط كوفي وهي إشارات ضعيفة، بالنظر أولاً إلى تاريخ السنوات ومستوى النشاط العربي حينها، وثانياً إلى طبيعة إنتشار الناس واللغة والخط وإرتباطها بدرجة نشاط وتجمع وإستقرار وتناسل بشري حضري وعمراني. مع معرفة إن إجتماعية الجغرافيا والتاريخ وأسماءهما والطبيعة السياسية لهما  لا تعد كل كشف أو تواصل جدير بالإعتداد به في مجالات العلم أو المعرفة، أو في مجال بلورة حكم بطبيعة عموم الأحوال بين الناس.

 ب- وفي تحليل عام فإن تواتر هذه المحاولات الكشفية يشيئ نوعاً ما بـ:إن العالم القديم كان في وضع زوج:
§    فتوالي الرحلات يشيئ بالضيق الإجتماعي السياسي ونشاط الحروب والمغامرات بنظام إستعبادي وإقطاعي تناحري.    
§    وفي جانب ثان يشير التوالي الزماني والفني للمحاولات إلى سعة جمع وإرتقاء أدوات الإبحار مثل المناظير والخرط وتطور أدوات وأساليب نجارة وإشراع السفن وتقدم فنون تحميلها وتوجيهها كما يشير إلى تراكم التطور التقني والمهاري لجملة الأعمال البحرية وإرتقاءها مع تطور الأوضاع والظروف الإقتصادية والسياسية والمجتمعية (مجالات العملة والضرائب والحكم) وتطور الأوضاع والظروف الثقافية للعيش (سباق المراكمة) وكل هذا يشير إلى تحول نوعي لمحاولات الكشف.

ت- يمكن إيضاً رصد جوانب لهذا التحول النوعي في طبيعة كشف الناس لأراض جديدة:  بداية من قيام بعض إيلافات أو بنوك البحر الأبيض المتوسط ثم الدولة ( الإسبانية) بالإسهام في تمويل رحلة كولومبوس وكذا حال تمويل الرحلة البرتغالية لفاسكو دي جاما، وليس نهاية بالنظم السياسي العنصري لحركة وعمليات الإستعمار والإستيطان وصهره وتشكيله ومرمرته مجتمعاً وثقافة بصور أوربيةً  ونصرانية، وبعمليات نزفية دموية كانت مبيدة وطاردة للسكان الأصل.

ث- وبالإمكان رصد بعض جوانب التحول النوعي لطبيعة التعامل مع الخيرات المنهوبة من القارة (المكتشفة) وتأثير هذه التعاملات في مجتمعات أوربا:  برصد أحوال إمتصاص تجار البحر المتوسط عبر ملوك إسبانيا والبرتغال الإقطاعيين ثم المرابين والتجار الهولانديين فالإنجليز وسلبهم ونزفهم لموارد القارة.  وتبدو بعض الإمكانات الموضوعية لمثل هذا الرصد وافرة بإعتبار وضع بعض البيوت المالية-التجارية مثل بنك آل مديسي Medici Bank البنك المدبر (لشؤون البابا) والدول التابعة له بالقسم الكاثوليكي من الديانة المسيحية (بعد عام1524 وهو الوضع الذي تشيئ بهيمنته بعض التسميات اللاتينية (الطيليانية) في أمريكا مثل أمريكا وكولومبيا وفينزويلا (فينيزيا |الزهرة الصغيرة) دون وجود قوات إيطالية إذ لم تك هناك إيطاليا، أو تشيئ به أعمال الرشالدةRothschilds    المالية والمنجمية والنفطية في أوربا وأفريقيا وأمريكا[15].


6- في التشكيل الأوربي للأمريكيتين:
ا- كشف القارة:
 إن كان كشف القارة الأمريكية بوسطها وجنوبها وشمالها عملاً أوربياً في شكله وجنسية دوله ومؤسساته الحربية والمالية ومن خلال دراسة الوضع الإقتصادي للقارة يمكن تصور إن ذلك الكشف كان في مضمونه عملاً سياسياً تجاريا إستعمارياً، مثل إنتقالاً من المراكمة البسيطة إلى المراكمة المعظمة بالسفن والمدافع والعبودية والإنتاج السلعي الضخم، كما إنه بمناظيره وخرطه وسفنه وكشوفه الجغرافية ومدافعه مثل منظاراً وخريطة وسفينة لكثير من الرؤى والأفكار والنظريات التي فتحت في ذهن البشر عوالم معرفة جديدة هادمة لأهرامات وقلاع وقصور العالم القديم وأغلاله ونظمه، مثلما فتحت في ذهن البشر أساليب جديدة للقهر والقمع والإستغلال والطغيان والمحق والإظلام.

ب-  تداغم الوجود الأوربي بالقمع والإستغلال[16]:
قيل إن كورتيز والعشرات الذين وصلوا معه إلى بر أمريكا الوسطى قد أستقبلوا بشكل كريم يتصل نوعاً بطبيعة الإعتقاد في وصول منقذ ومخلص ولكن (الكُشاف) سخروا هذا الإعتقاد ليمارسوا بعد أيام قليلة من وصولهم عمليات قتل وقهر وقمع وإستغلال وتهميش وإذلال دامت أكثر من خمسة قرون إلى أيامنا هذه مع بشائر إنكشافها وبوادر تحول المجتمعات عنها.

ت-  الإستقلال:
غير أشكال المقاومة القبيلية الهندية المحلية المشتتة فإن إستقلال "الدول المتحدة" الـ(13) و"إتحاد الدول" الـ (26) في أمريكا الشمالية عن السلطات الملكية البريطانية قد مثل نواة لقيام أمراء وحكام الإقطاعات الإسبانية والبرتغالية والفرنسية في باقي أنحاء أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية بالإستقلال عن الدول الأوربية، وقد كان لتلك الإستقلالات صلات إقتصادية وسياسية ومجتمعية بأوضاع الجمارك والضرائب، وبقواعد وأحوال الإنفاق العام، وبطبيعة الأزمة الإقطاعية في أوربا والعالم، وطبيعة تطور التنظيم التجاري والحرفي والتنظيم الحكومي ولها صلات ثقافية بأفكار الحرية والضبط المتعلقة بهم، وقد بدأت حركة الإستقلال الأمريكية الجنوبية تأخذ ملامحها منذ عام 1804  بإستقلال هاييتي.

ث‌-   مبدأ مورنو:
بإطار تشكيلة الواسبWASP العنصرية جاء "مبدأ مورنو"[17]  المنسوب لصاحبه رئيس "الولايات| الدول المتحدة" الكائنة  آنذاك في وسط شمال شرق أمريكا ( مقاطعات فلاديلفيا ونيويورك وشقيقاتهم الإحدى عشر) رفضاً لأي وجود أوربي يهدد مصالح الدول المتحدة في أمريكا الجنوبية، وهي المصالح التي تعلقت آنذاك بالأشكال الأولى للإستثمار الشمالي في القارة الجنوبية، وربما لحصر التعامل التجاري الزراعي لـ"إتحاد الدول" تمهيداً لإدخاله بالقوة في الإطار الإقتصادي السياسي الصناعي للدول|الولايات المتحدة وأشكاله المالية بإسم سياسة "إلـغاء الإستعباد". وقد إستمر ذلك المبدأ حاكماً في السياسة الدولية منذ إصداره في 2 ديسمبر سنة 1823 إلى شيء من إئتمار قمة الأرض الذي عقد في ريو دي جانيرو سنة 1987.

ج- الثورات في الدول الأوربية وفي أمريكا الجنوبية:
مثلت الثورات البرجوازية العنفية الدموية في أوربا والعالم بداية من ثورات الجرمان والهولانديين والثورة الإنكليزية ثم الثورة الأمريكية نقطة تحول في وضع العالم من حالة تضارب التنظيم الإقطاعي لعيش الناس وحياتهم، ناقلة العالم بقوة منظومة من تلك النقطة إلى مراحل ضرورة لتقدم التنظيم الرأسمالي للموارد والجهود والثمرات. وبتباين المصالح الإقطاعية في جهة والمصالح البرجوازية في جهة ضد، في الدول الأوربية القديمة، وتخديم كل واحد من الطرفين للإقطاعات الأمريكية إما كمخازن لإقتصادات ملوك أوربا وتوابعهم أو كرصيد منجمي وزراعي نقدي لبرجوازية أوربا ورأسماليتها المالية والتجارية والحرفية، أضحت أوضاع الإقطاعات الأوربية في أمريكا الجنوبية مجالاً لتناقض عنيف بين الإقطاعيين والبرجواز إمتد أجله في الزمان بتقلص إقطاعي ظاهر منذ القبض على كولومبوس سنة 1500 إلى مرحلة ثورات الإستقلال وسيمون بوليفار في القرن التاسع عشر وإنتهى بمراحل دموية في كوبا والمكسيك وبنما سبقت مرحلة الإستعمار الحديث[18]

  وفي المرحلة الحديثة للإستعمار فاتت التحولات الأمريكية من الإقطاع إلى الرأسمالية "مبدأ مورنو" وواشجت حرب "الدول المتحدة" ضد أسبانيا والحرب ضد المكسيك، كما واشج بعضها الحرب الأهلية في الدول المتحدة والتكوين الجديد (الفدرالي) للدول|الولايات المتحدة الأمريكية، وحروب التدخلات بداية من التعديات على كوبا في القرن التاسع عشر والعشرين وليس نهاية بمحاولة تصفية شافيز، ويمكن الإشارة إلى أثر شيء من التناقض الأمريكي-الأوربي وتأزيمه لأوضاع أمريكا الجنوبية، مما أثر في طبيعة تكوين الحركة الثورية فيها، خاصة مع تفاقم التناقضات البرجوازية والإقطاعية الاوربية داخل القارة.  وربما لشيء من هذا فاتت طبيعة بعض الثورات الأمريكية الجنوبية حالة البرجوازية المطالبة بحقوق الإنسان إلى المبادرة بتأسيس تنظيم (إشتـراكي)[19] بداية من كوبا ونيكاراجو، وبيرو وفنزويلا والبرازيل والأرجنتين وبوليفيا وأكوادور وكوستاريكا بتفاوت بين تلك الدول في الدرجة والطبيعة التحويلية للإقتصاد والسلطة والمجتمع والثقافة.

و‌-     الحرب الأهلية الأمريكية آلة رأسمالية (أنجلو ساكسونية) عدوة للاتين والهسبان والأفارقة:
في هذا الخضم يمكن لمح الدور الذي لعبته "الثـورة الأمريكية"[20] للإستقلال عن بريطانيا، وكذا"الحرب الأهليـة الأمريكية(1858- 1865) في أمريكا الشمالية وتأثيرهما على قارة أمريكا الجنوبية: فمثلما قامت"ثورة الإستقلال(1775-1784)" بتأجيج حس الحرية ضد حكم الأسبان، فقد نمت الحرب الأهلية الأمريكية الشمالية أيضاً الشعور الوطني في أمريكا الجنوبية للأسبان المتأمركين وما بقى حياً من الهنود والزنوج ضد "اليانكي": فبعد هجوم "الدول المتحدة"(الشمال الشرقي) على كيان "إتحاد الدول" (جنوب وغرب وشمال غرب  الولايات المتحدة الحالي) لأسباب إقتصادية سياسية، ورغم أو لسبب تزعم الجانبين بواسطة قوى الحداثة (الماسونية) المختلفة بالقيادة المالية للرشالدة، ولأسباب من قوة الصناعة والإنتاج الحربي وإنتظام جيوش الشمال هُزم الجنوب (الباسل) بعد مكائد، وقام الأنجلوساكسون من جنود الشمال بإذلال المهزومين وخاصة المهاجرين من إيرلاند الكاثوليكية، كما دمر الشمال بوحشية إقطاعات المستوطنين الاوربيين اللاتين الكاثوليك، مدمراً معها (النمط الهادئي) للعيش الذي كان قائماً على الزراعة والعمل المعيشي والعبودي. وبهذا التفوق الحربي للـ"واسبWASP وغطرستهم ضد الناس أصحاب الأصول اللاتينية ووسمهم بالعجرفة، وضد الأفارقة (المُحررين) بإعتبار إنهم جنس ملعونNigers ، ولسبب من كونهم كانوا خدماً للإقطاعيين!!، أدى هذه الحمق والغطراس العنصري للأنجلوساكسون في عامة أمريكا اللاتينية إلى بداية حالة كراهية فيها ضدهم ومقت حيث وسموا بلفظ الـ"يانكي"Yankee : الذي صيغ شعبياً وشُكل كرمز لغوي-عنصري للؤم والوقاحة والجشع والوُغد.

7-     في الإستعباد[21] وفي ثورات العبيد (1700- 1864| 1964|2004):
وشجت صلات الإستعباد الأوربي للأفارقة وأمريكا بإعتبارعقيدي كرس جانباً من الشعارات والفهوم الدينية للإستعمار الأوربي مفاده إن أمريكا هي أرض موهوبة من الله إلى شعبه المختار(الشعب الأوربي ناشر الحق) والمخلوق على صورته لذا كان وجود أفراد غير أوربيين بل حتى وجود طوائف معينة في أمريكا الجنوبية كان أمراً مُحرماً وممنُوعاً.  ولكن المصالح التي أباحت قتل السكان الأصليين، قامت بعد ما يفوق قرناً من الزمان من (خلو أمريكا من العمل المثمر) وزيادة حاجة رأس المال للتطور قامت بصيد البشر وبيعهم كأدوات عمل حية مثل البهم إلى النخاس وأصحاب السفن أو المشاريع[22]

ويورد المؤرخ فريجسونNiall Ferguson  بشكل مفصل بكتابه "إمبراطورية، كيف صنعت بريطانيا العالم الحديث"(2004) EMPIRE, How Britain Made The Modern World كيف إن الورادات|الصادرات الزراعية الصناعية الأعظم فى بريطانيا (السُكر) كانت تحوزها من أمريكا اللاتينية، وإن هذه الواردات كانت تمثل 20% من إستثماراتها العالمية التي كانت بجملتها تمثل نصف الإقتصاد العالمي تقريباً وأعظمها قائم على العمل العبودي. وقد ثبت فريجسون الزيادة في عدد المستعبدين الذين نقلتهم السفن البريطانية حسب سجلاتها[المعدة للضرائب] في الزمان بين السنوات 1662 و 1807  بأنهم كانوا حوالى 3.500000 ثلاثة ملايين ونصف مليون فرد، يمثلون فقط ثلث عدد المستعبدين المنقولين إلى أمريكا آنذاك، وإنه مع نفوذ إجراءات إلغاء العبودية في بريطانيا نقل حوالى 2000000 مليونان من المستعبدين معظمهم إلى أمريكا اللاتينية، في وقت رسمت فيه الإمبراطورية غير الرسمية لبريطانيا في الأرجنتين وشيلي والبرازيل دائرة سعد مرغدة للبريطانيين [23] .

ومقابل هذا الإستعباد كانت جزر أمريكا الوسطى وجنوب أمريكا الشمالية بما فيها من مزارع ونشاط تجاري محلاً لثورات كبرى متتالية قام بها العبيد ضد متملكيهم منذ حوالى عام 1700 وإلى عام 1864 مع نهاية "الحرب الأهلية الأمريكية"، حيث واجه الافارقة (المحررين) ما هو (أسوأ من العبودية) بين نهاية العمل الزراعي وبؤس الأعمال المفتوحة لهم وضئالة عددها وعائداتها في عالم أضحى يوفر ضرورات الحياة للبشر بصورة كَلّوب شكلها مبادلة جحمانة للسلع بالنقود[24].

 وقد دامت تلك الحالة في الأمريكيتين إلى أن فرض تقدم الحركة الثورية والشيوعية في أمريكا والخسائر الإمبريالية في حرب فيتنام على التنظيم الرأسمالي في الولايات المتحدة إصدار قوانين مساواة في سنة 1964 ومابعدها وهي القوانين التي لم تجد تطبيقها العملي حتى الآن مع تفاوت وضع أندرو يونج المؤقت، ووضع كولن باول (صبي الدكان والمعبد اليهودي في نيويورك) ووضع كولنديزا رايس في جهة رغدة، ووضع نيوأورليانز بكامل سكانها ومجموعاتهم في جهة إرهاق متصل.

 وبإجمال تأثير زحمة قسوة العبودية وقسوة التحرر في زمان قصير في ثقافة الناس نفترض وجود إحتمال تأثير ثورات العبيد في هاييتي وفي أمريكا الشمالية، وتأثير المصير المؤلم الذي واجهه كثير من المستعبدين بعد التحرير في تكوين وخبرة الحركات الثورية في أمريكا الجنوبية، وهناك إشارات قد تعزز جوانب لهذا الإفتراض ومنها مثالاً: تكون(أول) جيش تحرير شعبي منظم في هاييتي أوآخر القرن الثامن عشر لقرون مضت بعد جيش القرامطة وقوات الحشاشين في الشرق.
8- تأثير أمريكا الشمالية وأوربا في أمريكا الجنوبية[25] ( من النزاعات الرأسمالية الإقطاعية إلى الثورات البوليفارية):
تناولنا فيما سبق بعض تأثير أمريكا الشمالية وأوربا في أمريكا الجنوبية مما شمل الحرب الأهلية وصدامات المكسيك والثورات البوليفارية، وقد كانت هذه الحروب والصدامات على جوهرها الطبقي مجالاً أو شكلاً لنزاعات مصالح أوربية صميمة، من "الحروب(الإنجليزية)-اللاتينية"، و"الحروب البروتستانتية-الكاثوليكية"، وهي الحروب التي (أنتجت) فيما بعد الحروب الأمريكية-الإسبانية: وفيها مثلت "الدول المتحدة الأمريكية" الرأسمالية النزوع الأنجلوساكسوني البروتستانتي بينما شكلت التوترات بين الحكام الإقطاعيين وجيوشهم وعامة السكان مجالاً خصباً للثورات البوليفارية التي دعمها الأمريكيون الشماليون ضد دول ونظم الإقطاع اللاتيني. ليس فقط بحكم روابط الماسونية الجامعة قيادات الحداثة في أمريكا،  بل لحرمان تجمع  "إتحاد الدول" في جنوب امريكا الشمالية من الدعم الذي كانت تشكله لهم هذه الإقطاعات. ولفتح مناجم وأسواق جديدة أمام رأس المال (الأمريكي) الصناعي الحديث وهو رأس مال (يهودي) أوربي الأصل.  هنا يمكن القول إن جانباً من التدخل الرأسمالي الأمريكي الشمالي في شؤون أمريكا الجنوبية قد حوى حالاً إنسانياً صبغت به الظروف العامة أعمال حكومة الدول المتحدة (= الولايات المتحدة)، ومن جملة هذا الوضع نشأت أكثر مكونات الحالة الجمهورية في دول أمريكا الجنوبية، بمساطر ثلاث للحكم والإدارة [26] هي: 1- سيادة القانون على جميع الناس، و2- إستقلال وتكامل السلطات، وإنتخاب السلطة الإشتراعية وهيمنتها على السلطة التنفيذية، و3- تكوين بنوك مركزية ضابطة لأمور النقد والتعاملات المالية بما فيها من ذهب وتجارة، مساطراً تفاوتت الفوائد الشعبية بها عبر تاريخ أمريكا الجنوبية الحديث حسب أحوال تطبيقها.
 9- توطيد العلاقات الأمريكية-البريطانية: (تأسيس البنك المركزي الأمريكي ،الحرب العالمية الأولى، قناة بنما وقناة السويس):
أ- تنافرت العلاقات البريطانية الأمريكية بطبيعة ثقل الحركة الرأسمالية في بريطانيا وعلاقاتها وخفتها في "الدول المتحدة" وكان من ذلك تنافر النظام الضرائبي فالسياسي، ولكن بعد محاولتين فاشلتين حدثت الأولى بعد حرب الإستقلال، والثانية بزمان الحرب الأهلية الأمريكية، نجح رأس المال (العالمي) المتمركز في نيويورك في تكوين البنك المركزي الأمريكي بإسم"بنك الإحتياط الفدرالي" سنة 1913،[27] ومع مرور السنوات وحاجة المصالح المالية إلى التنظيم والإستقواء على اعداءها الداخليين والخارجيين نشأ "مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي"، و"لمعهد الملكي لبحوث العلاقات الدولية" في لندن و(مثيلهم في هولاند)، وكانت حالة التناغم والتداغم بين المؤسسات المالية والمؤسسات السياسية والديبلوماسية في البلدين تواشج تشابك العلاقات المالية والصناعية والسياسية الدولية[28] وذلك فيما سماه لينين في قمة صراعطبقية من قمم مجال دراسات الإمبريالية: "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية". 

ب- وقد زاد توائم العلاقات بين الدولتين خاصة مع نهاية الحرب العالمية الأولى حين دعمت -قوى أمريكا المالية والصناعية الخط البريطاني ضد ألمانيا مقابل إصدار وعد بلفور، كما لجمت الحلف الشيوعي الإسلامي قليلاً بعد ذلك بدعم الحركة القومية العربية والحركة القومية التركية وحركة الإخوان المسلمين.

 ت- ومع هذا التوائم السياسي زادت أيضاً سيطرة (المؤسسات) المالية في بريطانيا وامريكا على مشروعات عصب التجارة الدولية والأمريكية الجنوبية ضمنها وهي قناة السويس وقناة بنما والشحن البحري، وخطوط السكك الحديد والتلغراف، والتيلفون، والنفط إضافة إلى الذهب والفضة والمعادن والأراضي الزراعية الكبرى في العالم والمؤسسات التجارية والصناعية الكبرى. وفي جانب لهذه النتيجة العامة، وقعت دول أمريكا الجنوبية وإقتصاداتها الجمهورية في قبضة مؤسسات التمويل والإستثمار الأمريكية الشمالية [29] وصين ذلك الوضع بـ"مبدأ مورنو"، و بـ"مبدأ الأمن القومي"، ولم تبدأ مجتمعات أمريكا الجنوبية في الحرية منها إلا بتأميمات الثورة المكسيكية وتأميمات الثورة الكوبيـة ومتوالياتها الراهنة.

10- بعض النقاط العنصرية العرقية والدينية وتمددها في الحروب الأهلية الإسبانية والحرب العالمية الثانية.
إتصلت بعض نقاط الوضع في أمريكا ج ببعض نقاط الحروب الأهلية الأسبانية  والحرب العالمية الثانية، مع ملاحظة:
1- إنقسام الحالة المجتمعية الأوربية (عرقيةً) بالشكل السياسي لإستعمارهم أمريكا الجنوب إلى "لاتين" و"أنجلوساكسونز".
2- الإنقسام الأوربي المذهبي والقيمي بتعميماته [30]:((كاثوليك (ملكيين ومغدورين) وبروتستانت(جمهوريين غدارين+ عملاء لليهود) ))
3-  إستثمار الجمهوريين الأسبان لهزائم ملكية أسبانيا في حروبها الخارجية، وفي أمريكا أساساً، ومحاولتهم الخروج من ضغط الإقطاع الملكي في داخل أسبانيا  بالثورة عليه في أوائل ثم أوآخر القرن الثامن عشر في أسبانيا ثم في الثلث الأول من القرن العشرين، مما نمى صلة بين التيار الليبرالي في أسبانيا والتيار الليبرالي في أمريكا الجنوبية.  وإزاء هذه الصلة نمت صلة موازية بين حكام الملكية الإسبانية وأشهرهم الجنرال فرانكو(1936-1975) وحكام أمريكا الجنوبية، وكان القمع هو كنيسة السياسة العامة لإسبانيا ولدول أمريكا الجنوبية[31] ضد المطالب العامة للنقابات وضد المطالب العامة للجماهير.

4- بقدوم الحرب العالمية الثانية وقفت الدول الأمريكجنوبية بتمويه حياد في صفوف الفاشية والنازية لأسباب خارجية تتعلق بقوة التعامل الألماني الأمريكي في بداية الحرب (محاولة الغرب توجيه قوة هتلر ضد النقابات وضد الشيوعية) ولأسباب داخلية تتعلق بمفهوم "ضبط" المجتمع (الأوربي في أمريكا الجنوبية) وسلامة حالته المسيحية والثقافية من الخلط بالأفكار والتآمرات اليهودية!!.

 بنهاية الحرب وتحويل هذه الدول إلى ملجأ أمريكي للضباط والمسؤولين الأوربيين الفاشيست والنازيين (الكاثوليك) والمفيدين (للإستثمارات العالمية) في أمريكا الجنوبية أو وفاء لخدماتهم للولايات المتحدة، ومع تصاعد الضغوط والتوترات القومية والطبقية والجماهيرية والثقافية فيها أستن مبدأ "الأمن القومي" الذي بمقتضاه تحافظ الجيوش الأمريكية الجنوبية على سلامة أمن دولها من كافة أنواع (المخاطر السياسية) التي قد تعرض هذه البلاد إلى التدخل الخارجي أو التناحر القومي الداخلي!!.  وهو تصريح مفتوح لهذه الجيوش بالحكم المطلق، أضمر لسنوات طويلة بشعارات حماية الكنيسة وبلادها من الشيوعية حتى ضاق حال أكثر الناس وأنفجرت مقاومتهم وظهر "لاهوت التحرير"[32] ضد "الحروب القذرة" و"فرق الموت" الإقطاعية (المسيحية) - الأمريكية الشمالية، وكانت حماية وتأمين الإستثمارات هي الأساس الإقتصادي لمبدأ الأمن القومي، في تغييب كامل لمفاهيم الأمن الإجتماعي والإقتصادي لغالبية السكان .

11- التشكيل الريعي للإستخراج في (مناطق الهنود) والتشكيل التبعي للصناعة في (مناطق الأوربيين): إقتصاد التبعية:
 تواشجت هذه الحالة الأمنية مع تركز النشاط المنجمي الريعي في مناطقه الصعبة جغرافيةً، حيث أكثر الناس من (الهنود) ومع التشكيل التتبيعي للإنتاج ومصانعه ومعامله وورشه في مناطق الأوربيين المتداخلة تجارةً مع رأس المال العالمي بشكل مصانع ومعامل (وكيلة لرأس المال الأوربي) تعمل بشروط الديون والعقود القاسية بإختلاف كبير عن طبيعة تعاملات رأس المال وتساهيله المالية والتقنية والتجارية لصنائعه في تايوان وهونغ كونغ وسنغافورة وتايلاند وأندونيسيا[33].
 12-  الحالة العامة لدول أمريكا الجنوبية وسياسات "الأمن القومي" فيها: ظواهر القمع، والفساد، والإستغلال:
نتيجة لتداخل الديكتاتوريات الإقتصادية والقومية والحكومية والدولية، تمثل دول أمريكا الجنوبية وتواصل دوائرها المجتمعية الإقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية الحاكمة مجالاً عاماً لدراسة موضوعية عن ترابط وتداخل حالات الإستعمار والقمع والفساد والإستغلال ونزف البيئة. وهي حالات وقفت شعوب أمريكا الجنوبية ضدها مقاومة لها بأشكال مدنية وعسكرية، كما تضررت منها بعض القوى الاوربية والأمريكية.

وقد كان لنشاط القوى الديمقراطية الأمريكجنوبية ضد تداخل الديكتاتوريات آثار عدداً منها أثران مهمان:
§الأثر الأول: موصول بعملية كشف المفارقة المميتة بين حقوق السوق وحقوق الإنسان: وقد أججت هذه المفارقة النشاط الأممي ضد الرأسمالية العالمية والحالة القمع إستغلالية والمهلكة لنهبها المعولم لموارد المجتمعات وتخصيصها أو إهلاكها.
§ والأثر الثاني: موصول بمجالات الحقوق والقانون في العالم: إذ كان لتقدم النضال الوطني الديمقراطي في دول أمريكا الجنوبية أثر موجب في دعم عملية المناهضة الدولية لشروط المؤسسات المالية الدولية في جهة وفي جهة رديفة دعم النضال الأمريكي الجنوبي عملية تأسيس "المحكمة الجنائية الدولية" وتناولها بعض أمور القمع والفساد في الأرض.       

13- المواجهة بين قوى السوق والإقطاع في جهة، وقوى التقدم الإجتماعي والإشتراكية في جهة ضد:
-أ- تطور النضال الطبقي في خضم جدلية تأثير الطبقة في المجتمع وتاثير المجتمع في طبقاته:
 قامت قوى الإقطاع والسوق على قدسية وحرية الملكية الخاصة لموارد المجتمع، بتضارب كمي ونوعي بينهما، بينما قامت قوى التقدم الإجتماعي بدرجات مختلفة لعقلنة مفهوم الملكية وإجتماعية توزيع الموارد والجهود والثمرات، بلغ فهم بعضها نجم الإشتراكية العلمية في حشد الموارد والنفع بها، وبين مصالح القوى الإقطاعية والسوقية والقوى التقدمية فإن الأزمة التاريخية للتكوين الأوربي والهندي لمجتمعات أمريكا الجنوبية الراهنة بكافة طبقاتها أو التكوين الطبقي لها بكافة مجتمعاتها الثقافية مثلت في (الجانب الشعبي) مجالاً لتنوع وتراكم وتضافر النضال الطبقي بأشكاله النقابية والسياسية والقومية والثقافية الدينية في أكثر الأحوال أو  لتفكك وتباعد هذه النضالات وأشكالها في حالات أقل عدداً في نفس الجانب الشعبي[34].

ب‌-   القمع البنيوي تحت حماية القمع الظاهري محلياً ودولياً:
 وسط تشابك الدوائر العليا للدولة والجيش والإقطاع والرأسمالية والتعليم والإعلام مع دوائر رأس المال العالمي والمصالح الإمبريالية ومع إلكنيسة الرسمية نوعاً ما وتحالفهم في خضم ما يمكن أن نسميه الحرب العالمية ضد الشيوعية، وجدت أعمال القمع والحرب المباشرة ضد النقابيين والتقدميين والتحريريين القوميين، والشيوعيين مجالاً رحباً للتمادي فيها وحمايتها، بلداً بلداً وأمريكياً وعلى المستوى الدولي بإتفاقات الشراكة مع الولايات المتحدة ومع الأحلاف الدولية التابعة لها[35]

ت‌-   الحرب الشعبيـة وإنهيار دولة الرأسمالية التبعية:
ومنذ بدايات هذه الأعمال العدوانية والحروب لم يك للقوى التقدمية والقومية والشيوعية، سوى حق الدفاع عن النفس في ناحية بشكليه السالب والموجب، ومنذ الإنتفاضات الاولى الهندية في طول القارة وعرضها، ثم الثورات في هاييتي فالمكسيك وفي المناطق التي سطع فيها سيمون دي بوليفار كانبليون أمريكيجنوبي، بدأت مجموعات مختلفة من الثوريين الأمريكيجنوبيين منذ عشرينيات القرن العشرين وحتى إتفاقات ريكافيك في النضال المسلح ضد الطغيان الطبقي والقومي والدولي في بلادها. وكشف هذا النضال المسلح الذي لم يتجاوز مداه الحديث سوى خمسة عقود، ضعف الدولة الإستعمارية في امريكا الجنوبية والعالم، وعمق أزماتها [36] وكان ذلك بشكل مكن أليات السياسة الإجتماعية المحلية والدولية من التقدم داخل النظام القديم وتفتيت باقى مكوناته، ثم الحلول النسبي محله[37] بتغيير كادر جهاز الدولة والأسلوب السياسي لعملها.


14- الأزمة الإشتراكية (كيفية الثورة، وكيفية البناء) الخلاف السوفييتي، ثم السوفييتي الصيني وبعض أثاره.
أ- تمثلت أشكال الأزمة الإشتراكية الثالثة في العالم بشكل عام حول:
1- كيفية الثورة ومدى عنفوانها
2- كيفية بناء الإشتراكية؟ بإحتيار في القاعدة التي تبنى عليها هذه الفكرة الموضوعية الإشتراكية،
 أبالإستناد على مفهوم النقود والسوق أم بالإستغناء عن النظام السلعي النقودي لتبادل المنافع والسلع، والإعتماد بدلاً عنه  في توزيع الموارد والجهود والثمرات على التوزيع المعقلن إجتماعياً بحكم شعبي محلي مباشرترقى مؤسساته من الفريق والحي إلى الدولة بأسرها؟

ب- وقد إحتدمت الأزمة حول كيفية الثورة وكيفية البناء الإشتراكي في أمريكا الجنوبية باشكال عدداً خاصة مع تنوعها الطبقي والقومي وطبيعة توزع مجتمعاتها غابات وأرياف ومدن، وفي بعض الأحيان أسهمت مؤسسات القمع الأمريكية والإمبريالية في تغذية خلافات القوى الثورية في أمريكا الجنوبية مثل الخلافات بين الأحزاب الشيوعية في جهة المدن (الأوربية)، والحركات والجباه الشعبية والثورية في جهات الأرياف (الهندية)، أو داخل كل واحدة منها أحياناً[38]

 ج- ويمكن لدراسة متأنية لجملة التاريخ السياسي للحركة الثورية في أمريكا الجنوبية أو بعض تفاصيله توضيح بعض الأحوال والحالات الشبه بـ الخلاف (السوفييتي) بين "البلاشفة" و"المناشفة" أو بين لينين وتروتسكي، حول الضرورة الموضوعية للثورة في عملية التقدم الإجتماعي، والمستوي المصلحي والذاتي المطلوب في قواها، والطبيعة العامة عملية تنظيم الإطاحة الثورية بأعمدة النظام القديم ودى قوتها وشدتها وفنيات حربها في الهجوم والدفاع. وبصورة عمومية يمكن القول إنه بعد تخلي المؤتمرالعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي1956 عن سياسة البناء الثوري للإشتراكية وإتجاهه إلى إعتماد التبادل السلعي النقدي وسوقيته كمعيار للمنافع وحسابها وتبادلها، ربط بعض شيوعيو المدن الخراشفة جأشهم بالنضالات المدنية المحدودة، بينما سطع بعض الشيوعيين الصين بدعم خط النضال المسلح في الريف[39].

 د- وفي الفجوة النظرية والعملية بين الخرشوفية السوفييتية في المدن، واللينينية الستالينية الماوية في الريف وضواحي المدن، نبتت طروح إقطاعية دينية، بترك السياسة، وطروح رأسمالية ليبرالية إعتقد أخرها في الخلاص بأقانيم "العولمة".       

15-     الثورة في كوبا: ديكتاتورية [= سلطة أو حكم] الكادحين ضد العنف البنيوي والعنف الظاهري لرأس المال.:
أ – منذ بداية الخمسينيات قامت طلائع الكادحين الكوبيين بشكل منظم بقيادة نضال مسلح في جزيرة كوبا الصغيرة الفقيرة الطبيعة أدى لتشكيل نظام تقدمي إشتراكي فيها، بقيادة فيدل كاسترو وبداية تشكيل جديد للظاهرة الثورية في أمريكا الجنوبية وأفريقيـا وآسيـا[40].

ب- بعض ملامح التنمية الإشتراكية في كوبا:
في كوبا المحدودة المساحة والفقيرة في المعادن، قليلة السكان التي كانت مزرعة قصب وماخوراً لرأسماليي أمريكا، حققت الثورة في سنوات قلائل بمستوى بسيط من التكاليف أعلى مستوى في العالم في محو الأمية ثم في التعليم الذي يتمتع 80% من مواطني الجزيرة الآن بأعلى مستوياته العامة أي أن 80من المواطنين مؤهلين بمعرفة منظمة بمستوى الجامعة.  كما يتمتع سكان الجزيرة بأعلى مستوى خدمات صحية متكاملة عدداً ونوعاً في العالم بشهادة منظمة الصحة العالمية WHO.   وفي مستوى إنتظام المجتمع في جزيرة كوبا فلا يوجد أطفال شوارع أو مشردين أو متسولين، ولكل فرد سكنه، الذي توفره الدولة مجاناً ومعه خدمات المياه والكهرباء وخدمات النظافة، والمواصلات والترفيه والثقافة بصورة شبه مجانية. ولكل أسرة كافة الضمانات الإجتماعية- الإقتصادية ولكل طفل لترين من الحليب يومياً مجاناً.  وفي جانب الإقتصاد يتمتع الزراع في وجه الحصار الدولي وظروف الطبيعة المحلية بالدعم العيني والعلمي والنقدي، ووسط حروب السكر والتبغ حققت أعمال الزراعة وصناعاتها في كوبا أرقاماً بيئية معقولة، كذلك في تصنيع الكيماويات والأدوية. ولنجاح دولة المجتمع الكوبي التقدمية في هذا الشأن شهادة من برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDPوتوفر هذه الدولة | المجتمع لكل مواطن قدراً أساسياً من الغذاء والكساء بصورة شبه مجانية. بينما توفر مجاناً خدمات وأدوات التعلم والثقافة والترفيه أي في مجال الغذاء والكسوة العقلية مما قرظته تقارير (اليونسكو"منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافةUNESCO .

 وإضافة إلى هذا فإن الدولة|المجتمع يعنيان بالإنتاج الأدبي والفني والثقافي بصورة واسعة. وإعتداداً وفتوة يمتلك جل البالغين القدرات النظرية والعملية على الدفاع عن النفس وحمل السلاح وإستخدامه بينما يسجل المجتمع الكوبي في بلاده أدنى معدلات الجريمة في العالم.   وديمقراطيةً ينتخب الكوبيون مجالس تنظيم حياتهم حسب تواجدهم في الوحدات الجغرافية ودور العمل والوحدات العسكرية والإتحادات النقابية والجمعيات المهنية بصورة شعبية محلية متناسقة راقية، في ديمقراطية خالية لحد كبير من تأثيرات رأس المال على حقوق العمل وعائداته وظروف المعاش والخدمات وأسعارهما.  ووفقاً لهذا الوضع المحاصر عسكرياً وتجارياً ومالياً وسياسياً منذ 1958 حصاراً أمريكياً دولياً عدوانيا خانقاً يمكن القول بإن كوبا بإستخدامها الأسلوب الإشتراكي في السيطرة على موارد ووسائل الإنتاج والتوزيع المقسط لأعباءه وثمراته قد نجحت نجاحاً كبيراً في تحقيق مستوى معقول للحياة البشرية في مجتمعها وتحويله لمجتمع خال من القحط والإستغلال والأمراض والأمية بل وداعم لحركات التحرر في أفريقيا[41] وأمريكا الجنوبية وللطب والتعليم والفنون والأدآب في العالم[42].

ت- جوانب من الدور الكوبي في تحويل أمريكا الجنوبية إلى اليسـار:
تعبيراً عن هذا الإتجاه كتب كورنويل Rubert Cornwell في العدد المصدر بتأريخ2005-03-01  من الصحيفة البريطانية  الإندبندنت  THE INDEPENDENT   مقالاً تاريخياً ذي عنوان شجن هو: كيف تحولت أمريكا اللاتينية لليسار؟
? How Latin America Turn to the Left  وقد عدد كورنيل في المقال أسباب التحول الذي مثل سقوطاً ذريعاً للرأسمالية ولـصفاقة وظلم وعدوان "السياسة الخارجية الأمريكية وأورد المقال الذي تصدر الجريدة إن أهم سبب لتحول القارة يساراً كان هو بسالة كوبا ضد حصار الإمبريالية وقوة صدها تدخلات الولايات المتحدة، وهزمها عدوانها. وبمعنى موجب يمكن قرءآة نفس السبب بانه نجاح سياستها للتنمية الوطنية الشعبية المدارة بعقلانية التخطيط بعيداً عن عشواء وغطرسة السوق وعدوانيته وتأسيس كوبا بتلك السياسة بناءاً موضوعياً وظاهرياً متناسقاً ومتكاملاً للأمن والسلم المجتمعي والدولي.

ث- مواجهة العنـف البنيوي والظاهري للإقطاع ولرأس المال[43]:
مثل ضفر المكونات والقيم الإجتماعية والممارسات النضالية للثورة الكوبية مؤسسات ومفاعلات حال تقدمية ثورية شمولية في القارة ضد مؤسسات وأحوال القمع والفساد والإستغلال والتبعية وإرهاب الدولة ومليشياتها، وبتلك المواجهة والنضال الثوري ودعمه وطنياً وأممياً بفضل كوبا وضعت كثير من الأحوال السالبة في أمريكا الجنوبية في نطاق السيطرة الشعبية.


16- ديكتاتورية[= سلطة أو حكم] رأس المال والإقطاع في باقي دول أمريكا الجنوبية (لقمع والديون):
في (العصر) الحديث مثلت ديكتاتوريات أحلاف الإقطاع ورأس المال بدول أمريكا الجنوبية مجالاً لفهم العلاقة البنيوية رأسمالاً بين حالات القمع وحالات الديون الدولية، إذ جري قمع النقابات والمطالبات للإستمرار في بنية إقتصاد تبعي مخسر لمجتمعي "الهامش" و"المركز" بعملية دعم من الفقير إلى الغني بعملية إستغلال وتهميش عالمية، راكمت فيها ديكتاتوريات التبعية الخسائر على مجتمعاتها لصالح المراكز الإمبريالية، وزادتها بلةً بتركيم ديون دولية للإنفاق على بذخها.

17-  تفاقم الأزمة الرأسمالية في أكثر دول أمريكا الجنوبية والعالم:
من القمع والإستغلال والتهميش والديون: أضحت أمريكا الجنوبية، طرافةً، قارة لـ"التحولات الكبرى"[44] فقد صارت أكبر مدين في العالم،  من أزمات ديون المكسيك إلى أزمات ديون البرازيل فالأرجنتين فأورجواي إلخ  وبينما القارة أكبر مصدر معادن في العالم، ولكنها أيضاً بذات الإقتصاد أضحت صاحبة أكبر معدل للفقر البنيوي، وللتضخم كما صارت أيضاً إلى حد ما صاحبة أكبر معدل للتسرب في التعليم، وأكبر معدل للعطالة، وأكبر معدل لسوء التغذية وأمراضه وسط السكان الأصليين، وأكبر معدل للتفكك الأسري، وأكبر معدل للجريمة وأكبر معدل للفساد (معدل حديث) وأكبر معدل للإنقلابات والتوترات السياسية، وأكبر معدل للقتل السياسي في المدن والقرى، وأكبر معدل لإنتهاك الحقوق اليومية للمواطنين..وأكبر معدل لنزف البيئة وإستهلاكها، وأكبر معدل لبعض حالات الإدمان والجنون والإنتحار إن لم يكن بالمقارنة مع غيرها من القارات والدول فبالنظر إلى تاريخها إلخ ، ولو لم تكن بعض الدول في أفريقيا وآسيا أشد سجماً من بعض دول القارة الامريكية الجنوبية، لفازت الأخيرة بجائزة القارة الأسوأ في كل مجال، بيد إن سوء أحوالها يبين في الفرق الضخم بين حجم ثرواتها وإنتاجها وحجم ديونها والنواقص الإقتصادية والثقافية في حياة مجتمعاتها  ككل الأصلية منها والمستوطنة[45].


18-  "إتفاق ريكافيكوأثره الموجب في فتح المجال الدولي والسياسي للتغييرات في أمريكا الجنوبية:
أ‌- الخلفية الأمريكية لإتفاق ريكافيك:  
 إتصلت هذه الخلفية بأخذ دول أمريكا الجنوبية في الحساب السياسي الدولي القديم بإعتبار إنها –عدا كوبا- حديقة خلفية  )الولايات( المتحدة الأمريكية، مع نفوذ أوربي إمبريالي ساكن، سمحت به ضرورات التنظيم الرأسمالي للعالم ولتأمين مركز الرأسمالية المدني والعسكري بشكل إقتصادي سياسي والعكس في مرحلة ما بعد تأسيس وإندياح الدول الإشتراكية.

ث‌-   الإتفاق:
عقد إتفاق ريكافيك بين الدول|الولايات المتحدة و إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية في 11-10-1986 وبمقتضاه أشهر الوفاق على حلحلة النزاعات الإقليمية بإعتماد إجراءات معينة متزامنة في الدول المتأثرة والمرتبطة بهذه النزاعات وتشمل 1- بناء إجراءات ثقة (= إطلاق الأسرى والمعتقلين، والسماح بحرية نسبية في الإعلام والمجتمع المدني، وفي التنقل.والهجرة.إلخ، 2- ووقف إطلاق النار وإجراء إنتخابات) وقد أدى هذا الإتفاق المتبادل بين القوتين الأعظم في العالم مع موازين الصراع الداخلي إلى نشوء حالة سياسية تبدلت فيها الموازين السياسية في المجتمعات والدول (المتوترة إقليمياً) بين الإتجاه الليبرالي والإتجاه الإشتراكي، خاصة مع حل إتحاد السوفييت فيما بعد ، بيد إن الإتفاق كله مثل إشارة عالمية واضحة بضرورة زوال النظم الإستبدادية للإمبريالية في أمريكا الجنوبية[46]، وإمكان إنفتاح دولها الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والثقافي الديمقراطي على حقوق الإنسان وحقوق الشعوب وحقوق الدول، رافدة معززة لإمكانات التطور والتقدم المجتمعي.

ج‌-  أشكال التنفيذ:
ماطلت سلطات القمع في دول أمريكا الجنوبية في تنفيذ ما يتصل بها من جوانب الإتفاق، بل وقامت بتدمير بعض الأنشطة المدنية والإعلامية والجماهيرية الهامة المتصلة بالإتفاق وفي مرات عددا في جواتبمالا وكولومبيا وهندراوس وغيرها قتل كثير من المناضلين الحادبين سياسةً على الصيغ اللانقودية لتبادل المنافع في المجتمع. وإضافة للقتل فإن أسلحة التزوير والرشوة والتدليس والإغتيال المعنوي لم تزل تستخدم بقوة من قبل قوى الإقطاع والرأسمالية وقياداتها المهترئة التاريخ والمهترئة الأفق.  ورغم كل ذلك نجحت القوى التقدمية والتحريرية القومية والإشتراكية في تحقيق إنتصارات سياسية كبرى بل إن بعض الدعوم المحدودة من العالم الثالث من الصين وكوبا وسوريا والعراق وليبيا، وتنزانيا وزامبيا وغينيا بيساو وجزرالرأس الأخضر ثم جنوب أفريقيا وإشتراكيات جنوب أوربا (الكاثوليكية) ففنزويلا أثمرت بأشكال مختلفة في إفشال دعم اليانكي لديكتاتوريات أمريكا الجنوبية إذ هزمت وجوه الإقطاع والحكومات العسكرية و الحكومات الليبرالية لرأس المال


19- "إتفاق ريو دي جانيرو والتقييد البيئي لحرية رأس المال في القمع والإستغلال.
بعد قمة إستوكهلم 1972،  و"قمة الأرض"[47] في ريودي جانيرو عام 1987 وإرساءها المفاهيم والتطبيقات العملية لإصطلاح "التنمية المستدامةتبين للكافة عدا للولايات المتحدة وإسرائيل ودويلة كوستاريكا- إن إدامة التقدم الدولي والعالمي والوجود الحيوي لكوكب الأرض هي عملية متصلة الأطراف تتطلب التقييد البيئي والإغلال الديمقراطي لحرية رأس المال في القمع والإستغلال، بتنبيه خاص ومتنوع على أوضاع أمريكا الجنوبية من خلال موضوع ثقب الأوزون وتوسعه، وعلاقاته بمعدلات الإستثمار والديون وإتلاف الغابات وتلويث الأرض والمياه في الأمازون وعموم أمريكا الجنوبية والعالم.
  
20- أمريكا الجديدة: كيلنتون ونشاط بعض العوامل الدقيقة في التعامل الموجب مع بعض المصالح الأوربية:
أ- فرق وضع كلينتون عن الرؤساء السالفين له:
 مع وصول كلينتون بإتجاهاته الديمقراطية إلى رئاسة الولايات المتحدة بعد رئاسة جمهورية طويلة لها،أمضى المشاريع السابقة على قدومه للبيت الأبيض في مجال حلحلة النزاعات الإقليمية في العالم وتسريح أركان الحرب القذرة التي كانت تشنها جيوش الدول|الولايات المتحدة الرسمية والمحلية على قوى التقدم الإجتماعي والإشتراكية في أمريكا الجنوبية أولاً.

ب- ملامح مكوناته وإتجاهاته المختلفة:
 لعبت العوامل السياسية والثقافية الدقيقة لتكوين الرئيس كيلنتون وإتجاهات إدارته[48]، دوراً هاماً  في فوز المصالح الشعبية بمواقع أقوى تأثيراً في الصراع الطبقي والسياسي الثقافي في أمريكا الجنوبية، وتحاول هذه الفقرة بالضبط التلميح إلى إن وضع كلينتون الجنوبي الإيرلاندي الكاثوليكي القادم من (خارج) أواسط (الأرستقراطية) الأمريكية الأنجلوساكسونية (بوش،كينيدي) وتواشجه ببعض الجذور والتوجهات اللاتينية الكاثوليكية لإقتصادات جنوب أوربا في محاولة (جنوبية)  للفصل النسبي بين المصالح الأمريكية والصهيونية (ضد قضايا التجسس الإسرائيلي، وضد مبيعات السلاح والتكنولوجيا الإسرائيلية إلى الصين والهند، وضد عدوانية إسرائيل على الفلسطينيين، وضد "السياسات الإحتكارية" لشركات الخدمات والطاقة والتمويل أمريكياً وعالمياً وفق مبادئي (مثالية) لحرية التجارة).
 ومن عموم هذا الوضع ودقائقه يمكن القول بإن مواقف كيلنتون النابعة من أسس هذه السياسة المائزة لعبت دوراً في الصراع الطبقي والإجتماعي السياسي داخل إقتصادات امريكا الجنوبية حيث إن أقرار كيلنتون بعجز تلك الإقتصادات وفشلها وفسادها وخسارتها لعب دوراً هاماً في عملية تضافر بعض القوى الشعبية داخل هذه الإقتصادات، وفي نجاح بعض هذه القوى في تسنم أمورها[49].

ت- التفاعل الموجب مع الحركة الجديدة لرأس المال الأوربي في أمريكا الجنوبية:
بوجود عدد كبير من الشركات الأوربية ذات الجنسية الأمريكية، وبتضخم الإمكانات التقنية للإستثمار النقدي تولدت إمكانات رأسمالية وليبرالية جديدة للحركة في السوق اللاتيني المتكلس[50]، وقد كانت سياسة كيلنتون في (دعم الشركات الصغيرة) أمراً محفزاً لهذه القوى الوليدة، وأمراً مهدداً للإحتكارات الأمريكية والبريطانية الكبرى في أمريكا الجنوبية، وقد نال صاحبنا بإقدامه في هذا الإتجاه خسارة عنقودية، ولكنه بدعمه للقوى الجديدة، فاز لشعوب أمريكا الجنوبية بمكانه متقدمة في درب إنتقال البشرية من حالة نقص ضرورات العيش والتكالب عليها إلى أحوال العقلانية في توزيع الموارد والجهود والثمرات والإشتراكية في تقويم ومبادلة المنافع الإجتماعية وحكمها بصورة شعبية محلية راقية من القواعد الأدنى إلى القمم الدولية.
  
21- النشاط الشيوعي والإشتراكي في البرتغال و إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وتأثيره على سياساتها في أمريكا الجنوبية:
أ- ظروف هذا النشاط:
 مع تسبب سياسات الخصخصة والعولمة لخسارة كثير من المصالح الإجتماعية في أوربا، ومع وضوح تأثير هذه السياسات في قطاعات الأمن والسكن والصحة والتعليم والهجرة. في دول كانت إستثماراتها الخارجية تدعم عمليات الإيفاء بهذه الحقوق والإلتزامات الدولية جهة المواطنين، نمت بشكل وئيد قوة إنتخابية لصالح القوى التقدمية والإشتراكية في جنوب أوربا الغربي في إيطاليا وفرنسا وفي أسبانيا والبرتغال.

ب‌-  الإنعكاسات الأمريكجنوبية للنشاط التقدمي الشيوعي والإشتراكي في أوربا:
بزيادة الأنشطة الثورية والشيوعية المتطرفة، في مواجهة الزيوف الليبرالية والهمجيات والعنصريات الفاشية القاتلة، زاد الإتجاه إلى الأحزاب الإشتراكية الديمقراطية في الرأي العام الجنوب أوربي.وزاد الإتجاه إلى التخلص من جذور الأزمات الإقتصادية بدلاً عن معالجة قشورها ومظاهرها، وزاد الميل للإعتداد بالأوربية وتحدي النزوع الإمبريالي الأمريكي[51].

ت- النظرة العلمية للمصالح الأوربية الإستراتيجية وتطلبها إزالة الطفيليات الإقتصادية السياسية في أمريكا الجنوبية:
 لعل الإرتباط الإقتصادي السياسي التاريخي لدول أسبانيا والبرتغال، ومؤسساتها الظاهرة والخفية بأوضاع أمريكا الجنوبية قد أسهم مع تطور المصالح والنظرة العلمية لها في إزاحة بعض التصلبات الرجعية الأمريكجنوبية من أمام الحراك الشعبي فيها، فخلاصات إقتصادات التبعية والديون شكلت أزمة عنقودية ليس فقط لدول امريكا الجنوبية الظاهرة بل لدول إيبريا  ومجتمعاتها سواء كانت المجتمعات المحلية القارة في دولها جنوب أوربا أو مجتمعاتها المهاجرة المستوطنة أمريكا الجنوبية.                                                


22- بعض آثار رأسمالية أمريكا الشمالية في التشكيل الأسري والقيمي لمجتمعات أمريكا الجنوبية:
أ‌-  أزمات الهوية[52]  في سياق تأسيس الأسر والحريات الجنسية والقمع العام:
شكل تمايز أشكال الثقافات الهندية واللاتينية والأنجلوساكسونية[53] تناقضاً ثقافيا مضافاً في بلاد أمريكا الجنوبية إلى تناقض حالة الإملاق والفقر وحالة "الحلم الأمريكي" المبث بوسائط الإعلام، مما كون مجالات تمايز قيمي عددا، منها ما هو في صلب العلاقات الإجتماعية والجنسية في أكثر مجتمعات أمريكا الجنوبية: فإذ يشترط العرف والدين والعادات والتقاليد الزواج والإقتران بين طرفي العلاقة الجنسية فإن الظروف الإقتصادية بما فيها من فقر وهجرة وساعات عمل طويلة، ومخاطر صحية، وغلاء أسعار وبخس للأجور وإستشراء ثقافة التحرر الامريكية الشمالية بين الشباب الأمريكي الجنوبي فرضت عليه حصول النقص في عدد الزيجات والأسـر وتفكك  أكثر ما ينشأ منها وشجعته على رفض هذا النمط من العيش والتمرد عليه وعصيانه، وبرزت ظواهر إدمان وأمراض نفسية، ولكن وحدة أمراض العصر لم تخف الفروق بين القيم الأمريكية الجنوبية والقيم الأمريكية الشمالية وتفاوت إحترامها لـ"حق الحياة" بالنسبة للأجنة المتكونين بعلاقة غير زواجية.  ففي شمال أمريكا الشمالية يعد الحمل والإجهاض أمراً يقدر بين الحوامل والأطباء في ظروف مجتمع سلعي نقدي هرمي، بينما نفس الحمل أو الإجهاض يعد محرماً في أمريكا الجنوبية أياً كان الوضع الصحي أو القانوني لأطرافه .

أزمة الفقر وإنهيار الأسر وظواهر أطفال الشوارع والجريمة المبكرة:
نتيجة نقص الإمكانات والموارد المتاحة للسكان عن إجابة حاجات عيشهم زاد إضطهاد النساء وحرمانهم من الموارد  وزاد إنهيار الأسر وتفاقم، ومن هذا مثل"الأطفال المشردين" نتيجة كبرى لتناقض المجتمع بـ: ضعفه عن توفير مقومات تكوين الأسر وبزيادة قدراته وحاجاته الجنسية في آن معاً، ويأتي أكثر هؤلاء الأطفال المنبوذين وأمهاتهم محرومين من وسائل التربية والتعليم والعيش[54]، إلاما توفره المصادفات وعوالم الإجرام والتغرير.  لذا فإن زيادة عدد هؤلاء الشماسة وإنتشارهم قد تمثل دالة على فشل النظام العام بكل قيمه الدينية في الحد من الخراب المجتمعي الذي يشكله أساساً النظام الإقتصادي والمالي لنفس المتدينين النافرين من زيادة عدد الشماسة.  ويتأثر هؤلاء أجمعين بقيم التدخين والجنس والعنف التلفزيوني والسينمائي (التجاري) القائم على تصور فردي للقضايا وحلولها، وهو غي يعمه في تناول أحدي لشخصية الإنسان أو الأطراف المحيطة بها ضمن بعد وسطح واحد منها، بينما كليات الحياة وأحآدها حال ثراء شمسية-أرضية متفاعلة.

ت- حرب الأفيون الجديدة،  المصادر النباتية للنقود في مواجهة  دمار ونقص المصادر الذهبية والصناعية:
مع توالى عناصر القمع والإفقار والهجرات والحروب والإستغلال والتهميش والفساد في النسيج الإجتماعي الثقافي لبنى الإقتصاد والسياسة في دول أمريكا الجنوبية، ووجود طلب دولي كبير نشطت تجارة نباتات الكوكا والأفيون بمعدلات قيل بإتساعها لإن تلك النباتات التي تمثل الثقافة المحلية رخيصة، وتحتاج لأغراض الكيف الأوربي إلى معالجات كيماوية غالية فصارت مادة ثرية لتجارة المخدرات (الدولية) التي تتمركز في أمريكا الشمالية وأوربا، بيد أن الأرصدة العامة لأموال هذه المخدرات على علاتها عادة ما تستقر في أول الأمر وآخره في الجنات الضريبية والبنوك الخاصة فيها في جزر الكاريبي وغيرها وأكثرها ملكية بريطانية، وبذا تتحول المخدرات من مخففة للألآم إلى قوة رأسمالية نزفية مسببة للألآم ومهيمنة.

ث- الرأسمالية الجديدة والجريمة المنظمة:
  إعلاماً، وضعت الإدارات الأمريكية[55] منذ عهد ريجان نفسها بحالة حرب دولية ضد تجارة المخدرات، قبل أن تتناول بعض الإضاءات الحديثة الدور القديم المتصل للمخابرات الأمريكية في توجيه أقسام من هذه التجارة، ضد الشباب الهيبي المتمرد، وضد إنتظامات الأفارقة الأمريكيين، وضد التجمعات العمالية والنقابية، وضد العناصر الوقيدة في الطبقة الوسطى. وبعد ذلك ظهرت "فضيحة إيران-إسرائيل- كونترا جيت" بقيادة نيجوربونتي، وأوليفر نورث، ثم ظهر بزماننا الحاضر إن إنتاج أفغانستان من الأفيون يتضاعف في ظل ما سمي (الحماية) الأمريكية البريطانية لذلك البلد من عناصر القاعدة!!  كذلك فإن الحرب القذرة ضد الشيوعية في كولومبيا مثلاً تمثل مجالاً لدراسة العلاقة بين وجود جيوش وفرق الموت في جانب تجار المخدرات وشيعهم ضد الحكومة في حين، وفي حين أخر تقف إلى جانب الحكومة ضد الثوار الماركسيين FARAC .  ويبدو إن إلغاء التقعيد الذهبي للنقود أول السبعينيات سمح بإمكان حصول تقعيد جديد نباتي لإيجاد نقود كثيرة وجمعها.  ولكن رغم جمع حرب المخدرات و(توليدها) لنقود ورقية وثروات مهولة فإن الحرب نفسها التي تتكون جيوشها المحلية في مدن أمريكا الجنوبية وقراها من خليط عنصري سمته أبناء الشمس، لم تزل تأكل قدراً كبيراً من الموارد والجهود والثمرات الأمريكية الجنوبية، ومن موارد وجهود وثمرات دول ومجتمعات العالم، بل يمكن القول إن زراعة المخدرات وتجارتها وحربها وغسيل أموالها، أضحت محركاً رئيساً للإقتصاد الرأسمالي العالمي وتمولاته في ظروف سمتها التفاقم البنيوي العالمي لأزمة  التنظيم الرأسمالي لجهود الإنتاج وموارده وثمراته، إذ تتعارض أقانيم رأس المال التقنية الألية والسياسية لزيادة الإنتاج والأرباح وإرتفاع تكاليفها، وتضاد نزح رأس المال نفسه للمنتجين وإفقاره جيوبهم وتقليله الفعلي المالي لطلبهم للسلع والخدمات، وبالتالي تقليله لمشترواتهم أي تقليله لأرباحه مثالاً لنول صحة الخيوط بنقض الغزول!!؟؟.
  
23-  بعض ملامح الوضع السياسي الراهن في امريكا الجنوبية:
  1- حرية،  وحدة ، إشتراكية:
 أ-  في الحرية:
 بشكل تاريخي حديث يمكن فحص حقيقة الإرتباط بين تعدد وتضافر وتنوع النضالات الثورية العسكرية والمدنية في أنحاء دول امريكا الجنوبية ونشوء مناطق محررة واسعة في البلاد وفي الأذهان خالية بدرجات متنوعة من صنوف القمع والإستغلال والتهميش، خاصة بتمثيل هذا الخلاء وكونه نقاطاً مضيئة (بتعبير أيديولوجيا الحرب الشعبية) مجالاً رحباً للقوى الإجتماعية المختلفة للإنطلاق السياسي والإقتصادي والمجتمعي والثقافي بشكل منظوم تحريري ضد قوى وعوامل القمع والإستغلال والتهميش[56]. ومن هذه القواعد المناطقية والجماهيرية والثقافية الواسعة، تقدمت أفكار وتنظيمات ومهمات الطلائع الثورية والتقدمية الإشتراكية فاتحة لعهد سياسي جديد لحرية أمريكا الجنوبية في العصر الحديث عقب عهد الإستعمار وعهد الإستقلال، وقد تزامن ذلك مع إنهيار التنظيم الرأسمالي فيها، وفي العالم، لموارد وجهود الإنتاج وثمراته مثلما تزامن تشكيل هذه الحرية مع بعض الظروف الدولية  السوفييتية والصينية والأوربية والأمريكية.

ب- في الوحدة والإنفتاح:
1- أدى الهجوم والإحتلال والقمع وضغط الإستعمار والإستيطان الاوربي على المجتمعات الأصل في أمريكا الجنوبية ، قهراً لها لتشكيل عامل تقسيم وميز لمجتمعاتها الحاضرة حيث لعبت الأصول العرقيـة والثقافية وما إتصل بها من إمكانات وحقوق الفتح والتملك وملكية أدوات ووسائل الإنتاج دوراً مهما في تشكيل الكيانات والصراعات الطبقية، مثلما تدفع الصراعات الطبقية بدورها أقساماً هامة من عاملي القطاع الحديث إلى التلاحم الموضوعي مع قضايا ومكونات مجتمعات القطاع التقليدي. فنتيجة لعامل الإستعمار وتواشج الصراع القومي والوطني والطبقي تعددت أقسام المجتمع وحركتها بشكل تراتبي عنصري الشكل وتناحري المضمون. 2- نقيض ذلك إن الصراع الطبقي والوطني والقومي ضد الإستغلال والقمع، والإستعمار، والإمبريالية أسهم في تشكيل معالم جديدة للوحدة الشعبية والوحدة الوطنية في دول امريكا الجنوبية حيث ذابت النزعات الإنفصالية إلى حد كبير وزادت وجوه التعاون والتضافر الثوري بين كثير من الشرائح الطبقية العمالية والوسطى وفئات الكادحين والمهمشين والمعزولين عن التنمية كما تقاربت نضالياً مجتمعات المدن ومجتمعات الريف في كل دولة، وكذا زادت عمليات التنسيق والتقارب والتعاون بين الدول الأمريكية الجنوبية، وبينها جملة وجملة دول أفريقيـا [57] مع إنفتاح  تفاعلي مدهش بإعتداده نحو العوالم الصينية والروسية والتقدمية الأوربية[58].

ج - الإشتراكية:
1- مع حل إتحاد السوفييت خفت صوت الحركة الإشتراكية في العالم عدا في أمريكا الجنوبية، لا لمجرد (الطابع الصيني) لإتجاه نضالات بعض قواها الثورية من الريف الأكثر رهقاً إلى المدينة الأكثر إسرافاً وترفاً، بل وبشكل دقيق بقيت الشعارات والرايات والأسماء والبرامج الإشتراكية العامة خفاقة في دول أمريكا الجنوبية زائدة للنشاطات والنضالات الثورية المدنية بفضل ما حققته قوى الثورة الأمريكجنوبية في المجال العسكري وعلى خلفية إنهيار الوضع الرأسمالي بالديون والتضخم وإحاقة الدمار بمجتمعات القمع والتبعية والتهميش والبؤس في المدن والأرياف[59].
 2- كانت المرحلة السابقة مرحلة تخلص من الديكتاتوريات وبعض مؤسساتها القاعدية والفوقية، وصدور شهادات إفلاس الدول القديمة ونظمها، وقد كونت  إشارات لإعتبار تلك المرحلة قاعدة سياسية جديدة لإنطلاق نضالات ديمقراطية شعبية تبرئي مجتمعات امريكا الجنوبية من أثار حقب المراقبة والقمع والتعذيب والقتل ومن آثار النضال المسلح نفسه.
 3- من هلاك الوضع القديم نشأ إصطفاف سياسي جديد في القارة خفت فيه دور الإقطاع والشركات والمخابرات والجيوش الإمبريالية وأحزاب الحكام المصطنعة، مع تناغم القوى الثورية المتنوعة والقوى المجتمعية والقوى السياسية التقدمية الإشتراكية والليبرالية  في ضفيرة سياسية[60] ، [61].  وقد شكلت الخيارات الإشتراكية في برامج القوى الحاكمة في الزمن الحاضر أفقاً قصير المدى تهدف القوى التقدمية الأمريكية الجنوبية إلى الوصول إليه في فترات زمنية-سياسية محددة في بيرو وفينزويلا وبوليفيا وإكوادور والبرازيل والأرجنتين وبرامج (المعارضة) في المكسيك.

د- التقويم الأمريكي للوضع السياسي في أمريكا الجنوبية:
1-لمحات سريعة من سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في أمريكا الجنوبية:
 إرتبط الوجود الإمبريالي في أمريكا الجنوبية بـالسياسة الخارجية العدوانية للولايات المتحدة والمكنية هراءاً بـ"سياسة حسن الجوار" Policy Good Neighbour إذ إرتبطت مصالح الولايات المتحدة بإحداث ـإنقلابات حماية الأمن القومي وحكوماتها الدموية وحصنت تدخلاتها بما سمي بـ"مبداً مورنو"Monroe Doctorian الذي أصدره الرئيس الامريكي مورنو عام 1823 (في نوع من إعلان النصر في حرب الرأسمالية (البروتستانتية) المتعددة الأشكال ضد أسبانيا الإقطاع (الكاثوليكية)) بأن لاتتدخل أمريكا في شؤون أوربا [الكاثوليكية]  طالما لم تمس مصالح تابعي الولايات المتحدة وممثليها في أمريكا اللاتينية.
   و قد سبكت سياسة اليانكي ضد شعوب أمريكا الجنوبية في أتون الحالة المعروفة بإسم الكساد الكبيرGreat  Depression   في عهد الرئيس روزفلت Franklin Roosevelt في ثلاثينيات القرن العشرين بجهد الدهقين ويلزSunner Welles  مستشار روزفلت لشوؤن أمريكا اللاتينية بمبدأ "الردع". كذلك ولغ المغدور كيندي Kennedy .J.F في التدخل ضد شعوب أمريكا الجنوبية، قبل أن يتيسر ناحيتها بتأثيرات: نشاط الحركة التقدمية، والمقاومة المدنية داخل الولايات المتحدة. وبتأثيرات أخرى منها تأثير رفيق همنجواي في كوبا الكاتب آرثر ميللر  Arthur Miller صاحب الرواية العظيمة "وفاة بائع متجول" ومعه أثر رفيقته البديعة مارلين مونرووكذا أثر قيام الكوبيين بتدمير وسحق هجوم ألآف الغزاة في خليج الخنازير في زمن يترابط فيه الحق مع القوة، وكذلك بسالة نضال شعوب فيتنام وكمبوديا ولاوس وزيادة مقاومتها للإستعمار الأمريكي. ونفاذ السوفييت من أقطار الأرض إلى أقطار السموات وإثبات إشارات "سبوتنكمن الفضاء لنجاح الإشتراكية العلمية في إخراج الشعوب من التخلف في زمن قصير(+) والتفوق في التقنيات مع تأثير إسقاطهم  طائرة التجسس الأمريكيةU2 التي كانت تعد قمة تكنولوجية في أوآنها (-).  كذلك كان هناك تأثير كبير لأوج حركة التحرر الوطني وموج الإستقلالات في العالم وزخمها النضالي في داخل الولايات المتحدة بالمطالبة بـثلاثة مسائل هي:  
  1   فض لجنة ماكارثي لإضطهاد الشيوعيين وحلها ،  -2تشريع الحقوق المدنية،  3الإعتراف بإرادة الشعب في فيتنام .
  وقد ربط كل هذا بتورع الرئيس كينيدي عن دعم إنقلابات متصلة بالـCIA في أمريكا الجنوبية بل وعُقد ذلك مع قيام كينيدي بالإنفتاح على السوفييت وترحيبه بـالتعايش السلمي مع الدول (الستالينية) مثل يوغوسلافيا ورومانيا وتشيكوسلفاكيا والمجر والصين التي كانت دولاً رافضة قيادة خروتشيف والمنشفيك لإتحاد السوفييت، كذلك قد ُيدل على لين كينيدي يساراً مثابرته لإصدارالسندات العامة بدلاً عن السندات التي ترهن الدولة الأمريكية لبنوك نيويورك ودوائرها (الأوربية)، وكذا إتجاهه إلى"السلم العالمي" وتعميقه في أمريكا الجنوبية بتكوين "التجمع التقدمي"Alianza Para El-Progresso الذي جمع بعض القيادات العمالية وممثلين للمزارعين والرأسمالية "الوطنية"، إضافةً لإطلاق الحركة الشبابية لدعاة السلام لأخضر) في دول العالم. ولكن بعد إغتيال كينيدي أُهمل ذاك التجمع وهذه الحركة بل خُربا من الداخل ومن الخارج .

2- النضالات الأمريكية الجنوبية كسبيل للحرية،...والفهم السوقي الأمريكي لها :
أ- مدير إستشارية الشؤون الهسبنية في واشنطون Council on Hemispheric Affairs لاري بيرنسLarry Birns   صرح إلى صاحبنا كورنويل بالآتي:(( الحقيقة هي ان أمريكا اللاتينية لم تعد الخادم المطيع أو حوش خلفي لأمريكا)). وبهذا السياق نفسه تحدث حينها روجر نورييجا Roger Noriega  رئيس قسم علاقات العالم الغربي [الإسباني] في الخارجية الأمريكية. Western Hemisphere Affairs in State Department والرجل كمقاول باطن لأيديولوجيا اليمين المحافظ تصور إمكان إخضاع أمريكا الجنوبية مرة اخرى بواسطة الولايات المتحدة.  إذ أومأ نرويجا بعين خائنة لتوطد علاقة الإتحاد الأوربي آنذاك مع دول البرازيل والأرجنتين وفنزويلا والأورجواي والبارغواي والإكوادور وكوبا، حيث عد نورييجا تكتـلها  والإتحاد الأوربي EU بديلاً لهذه الدول عن "منطقة التجارة الحرة للأمريكات" (FTAA) ، وهي المنطقة التي تتمركز بها الدول أو الولايات المتحدة الأمريكية بقوة دولها الإثنيخمسينية وبقوة الشروط المصرفية والتجارية والدبلوماسية والإعلامية والإستخباراتية والعسكرية التي تصيغ بها التجارة الدولية[62]  كيفما تحدد بها مستوى صادرات وورادات وإنتاج دول أمريكا اللاتينية أي مستوى تقدم مجتمعاتها في تلبية حاجاتها الضرورة وفي الإرتقاء بمستوى تناسق تلبيتها لهذه الحاجات والوفرة المادية منها، أو على مستوى التناسق الثقافي لبناها الإجتماعية والسياسية كمؤسسات ونظم ومدى إعمارها لأحوال الناس[63].  وحسب "مبدأ مورنو" فإن تصور نورييجا نفسه يشيئ بحرب أمريكية باردة جداً ضد أوربا.
 ويسمح هذان التصريحان القانع منهما والمهدد بفهم أدق للعلاقة بين إندحار الإمبريالية وتغطرسها العسكري في أمريكا الجنوبية في ناحية وفشل سيطرة الولايات المتحدة على هذه الدول الغنية المجاورة لها وعجزها بالشكل الرأسمالي بمختلف أشكاله ولحوالى قرنين من الزمان عن إنجاح تنميتها أو تلبية الحاجات الأولية لشعوبها في ناحية[64].

24- الإشتـراكيـة هي الطريق:
كان طبر فسكويز Tabar Vazquez رئيس أورجواي هو أول رئيس خلال 170 عاماً تكونت فيها تلك الدولة يتولى منصبه بمنافسة قانونية تسمح فقط لكتلة اليسار بمنازلة كتلتي اليمين اللتين كانتا تنتصبان البلاد طوال تاريخها بأثر الكهنوت والعسكر والإقطاع، وبأثر اليمين الحاكم في أسبانيا والبرتغال ومواليه في الولايات المتحدة.   وقد أم حفل إعتلاء اليسار السلطة في تلك البلاد مع الجماهير التي ملأت شوارع العاصمة وميادينها رؤساء البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وكوبا، وكلهم متصلون بمناهضة الإمبريالية؟، وألقى كل منهم خطبة ثناء وتمنيات، وكانت مكبرات الصوت التي أقامتها القوى الشعبية تردد كلمات شافيز Chavez  Hugoرئيس فنزويلا في خطبة له سابقة قال فيها: ((أكاذيب أكاذيبلقد جربنا الرأسمالية مأئة عام واكثر فلم نحصد إلا الجوع والفقر والديون والأمراض والتفسخ والمخدرات، والحل المنطقي لكل هذه المشاكل هو الإشتراكية لابد أن نحسن التقدم بها، فبالإشتراكية وحدها يمكن أن تحيا كافة مجتمعات أمريكا اللاتينية بكرامة وعدل)) وقد كانت الجماهير المحتشدة تصدح بالأعلام الحمراء والأناشيد الثورية وصور الأبطال في ذاك الحفل التاريخي الذي ملأ الشوارع فرحاً بعدما كانت ملأى بآثار البارود والغاز المسيل والسياط والدم والدموع. وفي 2006-01-09 قال المناضل الرئيس شافيز في قسم فوزه برئاسة مجتمع ودولة فينزويلا أن يدافع عن هذا الإتجاه إلى الإشتراكية بكل جهده وبحياته.

 25- تأثير بعض العوامل الإقتصادية الدولية والمحلية (تعارض حرية التجارة مع الإحتكارات المحلية):
أ- في  التناقض المحلي والدولي لأليات رأس المال[65]:
لعبت الفهوم "الليبرالية الجديدة Neoliberalismلحرية التجارة دوراً خاصاً في زيادة التناقض بين الإحتكارات الإمبريالية الجاثمة لعشرات السنوات بالحديد والدم والزيف في إقتصادات أميركا الجنوبية، والحركة الإقتصادية التجارية الجديدة القادمة من أوربا والصين، وقد أدى الجثوم الإقطاعي والديكتاتوري البشع لتلك الإحتكارات إلى فقدها إمتيازاتها مع زيادة ضغوط الإنهيار الإقتصادي وشدة النضال ضد حكامها.  وقد أدى هذا الضعف إلى تكوين حالة إقتصادية سياسية أوجبت مقتضياتها في الوقت الحاضر الإتجاه إلى إرساء وترسيخ عمليات التخطيط والتأميم وتأسيس البنى الأساسية التقنية والخدمية الإجتماعية والرفع المنظوم لمستويات الإنتاج والإستهلاك، وقد تمثلت جل هذه المتطلبات وتحققت في التغييرات والبرامج االسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية التنموية الشاملة بداية من تغيير الدساتير وطبيعة تركيب مجالس الحكم وليس نهاية ً بتأميم الكثير من الشركات والبنوك والمصالح الإمبريالية الأوربية منها والأمريكية، وهو ما صدم مفاهيم وممارسات "المحافظين الجدد"Neoconservativism  وفجّرها[66].


26- تأثير بعض العوامل الإجتماعية الطبقية  (تناغم الحركات التحريرية القومية والعمالية ....إلخ).
أ- التركيب العام:
تأثرت التحولات الكبرى في أمريكا الجنوبية السالفة والمعاصرة بالجدل المادي التاريخي لأحوال"الطبقة والعرق والسلطة والثقافة" Class, Race, Power and Culture [67] وهو الجدل الراق الذي سطع بأعمال كثير من المثقفين والأدباء التقدميين والشيوعيين في أمريكا الجنوبية مثل نيرودا، وأمادو، وماركيز وكويلو وإيزابيل الليندي الذي لم ولن ينته. وفي هذه الأحوال وجدلها يمكن الإكتفاء بإشارة خافتة إلى إن أول رئيس دولة (لاتينية) ينتم لسكانها الأصليين كان قد تولى منصبه في بيرو في مطلع القرن الـ21 بعد خمسة قرون من السيطرة الخشنة والسياسية لـ"ذوي الأصول الأوربيـة"[68].

ب- التحول:
 بالطبيعة الصراعية  الضامة والفارزة لـجدل أحوال"الطبقة والعرق والسلطة والثقافةنشأ تركيب إجتماعي وسياسي جديد في القاعدة المجتمعية به سمات إختلاط واضح ببين عناصر السكان الوافدين وعناصر السكان الأحدث إستقراراً وثقافاتهم ونظرتهم للحياة ولوجودهم ومستقبلهم في دول أمريكا الجنوبية، بينما ظلت الفئات الأوربية المتملكة طاغية في قمة هرم التراتب الطبقي والعرقي والثقافي والسياسي، ومع تفكيك بعض علاقات بناء هذا الهرم الظالم [69]، أصبحت إمكانات التشاكل السياسي بين الحركات القومية والعمالية والبيئية والمجتمعية في اطر ثورية متنوعة أحد وجوه الوضع الجديد في أمريكا الجنوبيـة وملمح بارز في ملامح تغيراته.  

 27- النشاط الكوبي، والصيني، والروسي، والهندي، والإيراني، والجنوب أفريقي السياسي والإقتصادي الدولي:
إتصلت حركة التغيير الشامل في أمريكا الجنوبية بدول شتى ومن نواحي موجبة وأخرى سالبة، ومن هذه الدول المتنوعة كوبا والصين الماوية ومابعدها[70]، والإتحاد السوفييتي ثم روسيا، وأيضاً الهند وكل من  إيران في عهديها وجنوب افريقيا في عهديها، وقد شملت الإتصالات المختلفة لهذه الدول مع دول أمريكا الجنوبية مجالات إستراتيجية وتكتيكية في أمور النفط والمعادن وفي أمور التصنيع المدني والحربي، والطاقة الذرية[71]، وقد قدمت دول تنزانيا وزامبيا وليبيا والجزائر[72] والعراق ويوغسلافيا في السبعينيات والثمانينيات إسهامات مادية ومعنوية شتى: بعضها إسهام في تقدم الحركة الثورية داخل دول أمريكا الجنوبية، وبعضها إسهام لجانب الدولة والأعمال التجارية والعلمية المتعلقة بأمور الصناعة المدنية والعسكرية.
  

28- التنافس التجاري الأوربي الأمريكي ونشاط الإقتصاد الرمزي:
مثلت زيادة التنافس التجاري الأوربي الأمريكي ونشاط الإقتصاد الرمزي  مقدمات خارجية منطقية لفناء الإقتصاد الريعي التبعي القديم الذي كان ولم يزل جاثماً في أنحاء أمريكا الجنوبية، ولكن ما كان لهذا التنافس أن يتجسد كتغيير سياسي في حاضر أمريكا الجنوبية دون ان يحتاج وجود أصوله ومقوماته المادية والسياسية في أمريكا الجنوبية إلى تجديد جذري، سواء في أشكال تملك الأصول الإنتاجية ووجوه الإستثمار أو في طبيعة المجال الإقتصادي نفسه والإتجاه إليه، وقد لعب الإقتصاد الرقمي وأعماله الرمزية في الهاتف والمعولمات والعروض الألكترونية والإنترنتية دوراً في هذا.


29- من التحول إلى اليسار إلى التحول إلى الإشتراكية:
على المستوى العالمي: كانت الأوضاع القائمة لوجود الدول الأمريكجنوبية وإنتاج التبعية فيها كانت تعبر عن إحتكارات إمبريالية [73]  بينما كانت نفس الأوضاع تعبر في المستوى الداخلي لوجود مجتمعات تلك الدول عن ديكتاتوريات إستعمارية قمعية لحلف لقوى شبه الإقطاع وقوى رأس المال، وكان التملك الخاص لوسائل الإنتاج والعيش، والإنتاج الريعي والتبعي وتعامل الدولة عسكريةً مع المجتمع [74] هو ميسم أحوال الرأسمالية العالمية ونشاطها في هذه القارة من ضواحيها المهمشة.

 وإذ يكون التحول عن هذا الوضع الرأسمالي الطرفي المهمش وفق التعبير العام تحولاً يسارياً [75]  فهو تحول يختلف بخامية مادته السياسية والثقافية الحاضرة عن الطبيعة الإقتصادية التنموية التصنيعية والزراعية والخدمية والثقافية والبيئية المواشجة للقيام بتحويل مجتمعات أمريكا الجنوبية بشكل ثوري من الحال العيشي والتبعي للإقتصاد وتفعيل شعبي منظوم لأليآت الإنقلاب الثوري الوطنى ديمقراطي على ما في التنظيم الرأسمالي للموارد والجهود والثمرات من مظالم سمتها إنفراد بعض الأفراد والمصالح الإمبريالية بتكالب وتملك إستئثاري للموارد العامة للمجتمع ومنافعه، وهو الإنقلاب الثوري  الذي يوجب الإنتقال من هذه الحالة التكالبية بقوة عقلانية منظومة، إلى حال فعالية متبادلة يشترك فيها الناس بشكل شعبي محلي راق وصاعد في أمور وموارد وجهود عيشهم وثمراته أي حال بديل لأحوال النقص والتكالب والتناحر على الموارد والثمرات، وهو حال إشتراكية وسلام حيث تسهم إدارة تناقضات المجتمع الإشتراكي في الرقي به إلى حال تشيع فيها بشكل عقلاني | منساب الخيرات المادية والثقافية لوجود الإنسان في الأرض، شيوعيـةً تختفي مع تمثل بعض أسسها ومقوماتها النظرية والعملية بعض مفاهيم وثقافات القهر والقمع والإستغلال والإستلاب والتجهيل والتمزيق المادي والوجداني والفكري.  وهي شيوعية يمتلك فيها الإنسان بحكم بنيتها وكينونتها الثقافية بعض المقومات الضرورة للسيادة على مصيره.


30- خلاصة:
1- إن مفهوم الأوضاع والتغييرات في أمريكا الجنوبية ومحاولة دراستها تشمل الجوانب التاريخية للأمور الإقتصادية الإجتماعية السياسية وثقافتها. والعوامل الدولية المواشجة لها.

2- إن أساليب ووتائر تكون الأوضاع وحركة التغييرات العامة في القارة متنوعة في كمها وفي أنواعها.

3- إتصال الأوضاع والتغييرات في أمريكا الجنوبية بطبيعة ومستويات "صراع المصالح" الدولي والمحلي وأنساقه

4- الدور المركزي للحركة الثورية لأجل الإعتداد والتغيير الإجتماعي في تشكيل الأوضاع والتغييرات العامة  وتطور هذا الدور مذ محاولات صد الغز وإلى تشكيل الجيوش والإذاعات الثورية والجمعيات، والأحزاب، والأحلافالإنتخابية.

5- إتساع إمكانات دراسة ومعرفة أوضاع دول أمريكا الجنوبية والتغييرات العامة في تلك الدول ومكوناتها وإتجاهاتها، وإمكان الإسهام فيها إفادة وإستفادة بدلاً عن الإنغلاق والعزلة عنها. وبالتالي توفير مادة ذهنية وعملية أفضل لعلاج بعض أزمات الوجود البشري في بعض أشكاله واحواله الطبقية والقومية والدولية.


31 – أسئلة:
أ- على المستوى العام لموضوع الدراسة:

1- ما الإمكانات الدولية والأممية لمعرفة وتنمية موارد وجهود حركات التغيير الإجتماعي المحلية وثمراتها والإفادة بها؟
2- كيف يمكن إحداث تنظيم معين في مستوى محدد  أو إنتظامات متنوعة لتحقيق هذهالمعرفة والتنمية والإفادة؟

ب- على المستوى الخاص لموضوع  الدراسة:

1- ماهي الآفاق القصيرة والمتوسطة للتناقض بين طبيعة المشروعات القائمة على التبادل السلعي النقدي بما فيها من سوق وقيمة وأرباح وإستغلال، والمشروعات القائمة على إشتراك الناس الفعلي في الموارد العامة والتبادل العملي للمنافع والتوزيع العقلاني لموارد وجهود إنتاجها وفق شكل مباشر لمعادلة الحاجة والقدرة؟
2- مما هو ماثل في التاريخ السياسي لحركات التغيير الإجتماعي، هل بالإمكان نقاش جدوى مسألة "تركيز أو تنوع" الإعمال السياسية (حالة الطريق الواحد البرلماني أو العسكري أو التكنوقراطي) وتبين إمكانات تنوع وتعدد طرق النضال من جهة وأهمية تنسيقها وجمعها  لإحداث تغييرات كبرى؟

32- تقدير عام لمشروع هذه الدراسة وبعض الإقتراحات:
1- الدراسة هي من الدراسات الأولية في الثقافة السياسية السودانية لمجال أمريكا الجنوبية وأوضاعها وتغييراتها، مما قد يكون سبباً لبعض موجباتها مثل زيادة الإهتمام بمعرفة الموضوع، ولبعض سلبياتها مثل الطابع العمومي لها.
2-  بساطة مشروع الدراسة وهدفه الرئيس: (معرفة بعض المعالم الأساسية).
3- التركيبة الشمولية لمشروع الدراسة،وتواشجها بنهج جدلي لفهم الطبيعة الإجتماعية بقوانين الطبيعة العامة وتاريخيتها.
4- إمكانية إنماء المشروع بدراسات أدق أو أعم، وبإحصاءات ورسوم وبيانات إيضاحية، وبعروض ونقاشات شتى.


33-  رسوم الإيضاح، والجداول، والمراجع وختام  إضافة إلى صو رة  و Videos :
أ- الرسوم:
1- تاريخ أمريكا الجنوبية الحضارة الإستعمار (الأوربي) الإستقلال الحرية من الإستعمار الحديث (الأمريكي)، فالإنفتاح.
2- المعالم الرئيسة للحالة الإقتصادية في أمريكا الجنوبية 1800-2000 تصدير بخس، وإستيراد باهظ.
3- المجتمع الطبقي: الهرم الإجتماعي السياسي في أمريكا الجنوبية 1505-2005 قلة مسيطرة، وسط مخاتل، وجماهير.
4- تبانات قطاعات المجتمع (تبادل مباشر للمنافع) ،وقطاع السوق (تبادل سلع - نقود) وإمكان تأثيرهما على الدولة.
5- في إختلاف إصطلاح "أمريكا الجنوبية" وإصطلاح "أمريكا اللاتينية" الوحدة العامة والتقطيع السياسي الحديث.


ب- الجداول:
1- الجدول رقم (1) إيضاح لبعض جوانب التركيبة الجغرافية والإقتصادية لمعظم دول القارة.
2- الجدول رقم (2) الدول التي شاركت في إستعمار أمريكا الجنوبية.
3-    الجدول رقم (3) أشهر تدخلات الدول| الولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية.
رسم إيضاح رقم (2)

المعالم الرئيسة للحالة الإقتصادية الرأسمالية في أمريكا الجنوبية 1800-2000



(1) إنتاج للتصدير بأسعار مبخسة دولياً
60%-80% من السكان يحوزون 5%-20% من الموارد والعائدات

ملكيات إقطاعية وتوكيلات رأسمالية أجنبية$£ تقوم بإستغلال كادحين ومهمشين وعمال



إنتاج مواد مصنعة وأليآت لدول أوربا وامريكا الشمالية


إنتاج خامات زراعية وصناعية للتصدير
إلى الولايات المتحدة وإلى الدول الأوربية


(2) استهلاك وإستيراد كمالات وديون بأسعار غالية
1%-5%  من السكان  يسيطرون على 80%-95% من الموارد والعائدات

الملكيات الإقطاعية و توكيلات الرأسمالية الأجنبية + الدولة والجيش


قطاع
المخدرات
والتهريب وغسيل الأموال





إنتاج وإستيراد مواد إستهلاكية ثانوية وكمالية
بالنسبة لأكثر عدد من الناس وضرورة لرأس المال الأجنبي
معدات ومصروفات عسكرية
ديون دولية
تصميم المنـصور جـعـفـر




  رسم إيضاح رقم(3):

المجتمع الطبقي: الهرم الإجتماعي السياسي في أمريكا الجنوبية 1505-2005




تصميم المنـصور جعـفـر


  رسم إيضاح رقم 4

تباينات قطاعات المجتمع وقطاعات السوق وإمكان تأثيرها على الدولة




   رسم إيضاح رقم (5)

في إختلاف إصطلاح "أمريكا الجنـوبيــة"  و إصطلاح  "أمريـكـا اللاتينيـة"
الوحدة العامة والتقطيع السياسي الحديث



خريطة (أ): أمريكا الجنوبية  تصميم المنـصور جـعـفـر
خريطة (ب): أمريكا اللاتينية

جدول رقم 2:

النشاط الإستعماري لبعض الدول في أمريكا الجنوبية (1500- 2007)



سنواته الرئيسة

من | إلى

الإستعمار منسوباً إلى دولـة، بإخفاء لتمولاته


الرقم


1898|1502

Spanish Coloni)z(ation الإستعمار    الإسباني          
          

1


1822| 1500

Portuguese Colonization    الإستعمار    البرتغالي    


2


-|1670

Danish Colonization     الإستعمار    الدينماركي         
      

3


1975|1600

Dutch Colonization      الإستعمار    الهولاندي           


4



|1983 1659

Swedish Colonization   الإستعمار    السويدي         
  

5


| ـــــ 1586

British Colonization الإستعمار (البريطاني       


7


ـــــ    1524

French Colonization  الإستعمار    الفرنسي            
    

8
  
1601|-----ــــــ
1840| ـــــــــــ
1898|  ــــــــــ 
      
        إستعمار (الدول) الولايات المتحدة  

9

تصميم  المنصور جعفر



     جدول رقم( 3)

بعض أحداث تدخـل الـدول المتـحدة في أمريـكا الجنوبيـة

Time Line of US-Latin American Relations for HI 453/553 Students of Prof Richard W. Slatta   NC State Uni  المصدر:   
الحدث
السنة
رقم
الدول المتحدة تتمدد جنوباً وتستولى على مناطق فلوريدا من إسبانيا
1819-1822
1
إعلان مبدأ مورنو في الإستحواز والإقصاء بإطلاق نفوذ الولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية وإخلاءها من النفوذ الأوربي (الكاثوليكي)
1823

2

بداية حرب الإستيلاء على تكساس ثم نزعها من المكسيك وضمها إلى الولايات المتحدة
1835-1845
3
إنتشار الإعتقاد بأقانيم أرض الميعاد وشعب الله المختار المفضل على العالمين
1820-1880
4
الدول المتحدة تشن حرباً جديدة للإستيلاء على المكسيك وتغنم نصفها. 
-1846- 1849
5
إتفاق "كلايتون Clayton - Bulwer بولر" بين الدول المتحدة وبريطانيا لتأسيس قناة (بنما)
1850
6
مد خط سكك حديد لغزو مناطق  أريزونا ونيومكسيكو
1853
7
(أوستيند مانفستو) Ostend Manifesto  التأهب للإستيلاء على كوبا
1854
8
إحتلال نيكاراجوا ، وغزو أورجواي لقمع الثورة فيها
1855
9
طرد حاكم نيكاراجوا الأمريكي وليام ولكر William Walker  وإعدامه بواسطة البريطان
1860
10
 نهاية الحرب الأهلية وضم"الدول المتحدة" لجملة مناطق "إتحاد الدول" في جنوب أمريكا الشمالية وبدء حركات عسكرية هجومية على حدود ما بقي  من المكسيك
1865

11
الدول المتحدة تفرض نفوذها المالي والسياسي حاكماً للقارة بمؤتمر لدول أمريكا
1889
12
إرسال المدمرة البحرية USS Wachusett لإخضاع جواتيمالا (ديبلوماسية القوارب الحربية)
1895
13
غزو كوبا  وبورتريكو وجزر غوام والفيليبين
1898
14
عهد هاي بايونسفوت Hay Pauncefote لتأسيس بريطانيا لقناة بنما بواسطة الدول المتحدة
1901
15
الوصاية على كوبا Platt Amendment
1901
16
الدول المتحدة وبنوك بريطانية تفصل بناما عن كولومبيا ثم تفصل منطقة القناة 10م عن بناما
1903
17
الدول المتحدة تضع الدومنيكان تحت نطاق سلطات الامن والجمارك الأمريكية
1904
18
الدول المتحدة تحتل هندراوس
1905
19
الدول المتحدة تحتل كوبا
1906-1910
21
ديبلوماسية الدولار
-19121909
22
United Fruit Company الشركة المتحدة للفواكه تستلم هندراوس وجل أمريكا الوسطى 
1912
23
إحتلال نيكاراجوا
1912-1925
24
فتح قناة بنما  مع قوة إقتصادية وسياسية لنفوذ السفن الأمريكية والبريطانية  بأسعار تفضيلية
1914
25
إحتلال قطاع  Vera Cruz فيرا كروز  النفطي من المكسيك.
1914
26
هجمات على إمريكية على المكسيك، والمكسيك يدحرون الغزاة
1916
27
الدول المتحدة تحتل الدومنيكان
1916-1924
28
التدخل الأمريكي في المكسيك يستدعي فيها تدخلاً ألمانياً آخر بواسطة مصالح شركة زيمرمان للتلغراف Zimmermann Telegram 

1917

29
قوات أمريكية ضخمة تنزل في بناما وتبدأ حملة قمع لحماية مصالح شركة الفواكه
1918
30
القوات الدول المتحدة الأمريكية  تعين حاكماً لجواتيمالا
1920-1921
31
قوات الدول المتحدة تتعرض لهزائم القوات الوطنية بقيادة أوستو سيزر ساندينيو
1926-1933
32
"سياسة حسن الجوار"  تحول الدول المتحدة من حالة العنف المجرد  إلى حالة عنف وسياسة
1933
33
تدخل أمريكي لضبط الأمور ضد (الثوار) في السلفادور
1933
34
الدول المتحدة تدعم ثلاثة حكام على التوالى من أسرة سوموزالحكم نيكاراجوا
1936-1979
35
الدول المتحدة تتوعد المكسيك بعد قيام المكسيك بتأميم مصالح الدول المتحدة  النفطية فيها
1938
36
الدول المتحدة تقود المنطقة في الحرب الباردة ضد الشيوعية بطريقة من ليس معي فهو ضدي
1945--1989
37
الدول المتحدة تصك إتفاق ريو 1947 بين دول القارة ضد (النشاطات الشيوعية)
1947
38
تأسيس منظمة الدول الأمريكية
1948
39
الـCIA  تدمر الحكم الشعبي الجديد في جواتيمالا بقيادة "أربينز"  بإنقلاب عسكري
1954
40
بابا دوك وولده بيبي يحكمان هاييتي لصالح المخابرات الأمريكية
1957-1986
41
نيكسون بجولة نوايا حسنة يجدد الدعم للحكومات العسكرية في امريكا الجنوبية
1958
42
نصر الثورة في كوبا  والقضاء على حكم باتيستا  Fulgencio Bastista الإقطاعي التبعي
1959يناير
43
الـCIA تحاول إغتيال فيدل كاسترو  بعملية  منجوزي   Operation Mongoose.
1960
44
 وضع كوبا تحت الحصار في شهر يناير وغزوها بالآف الجنود في شهر أبريل (خ الخنازير)
1961
45
الدول المتحدة تبارك إغتيال ديكتاتور الدومنيكان رفائيل تورجيلو Rafael Trujillo
1961
46
السياسية الأمريكية تشهد تغيرات موجبة منذ عهد كينيدي (التجمع التقدمي)
1961-1964
47
إنقلاب مبرمج في واشنطن يقتل النظام الديمقراطي في البرازيل برئاسة جولارت Goulart
1964
48
قوات واشنطن تصفي الحكومة الشيوعية المنتخبة في الدومنيكان
1965
49
قوات وشركات الدول المتحدة تخرب وتقضي على حكم الجبهة الشعبية في شيلي بقيادة سلفادور الليندي بإنقلاب دموي بشع قاده من الجيش الجنرال بينوشيه في 1973-سبتمبر-11  
1970-1973
50
الدول المتحدة تركز على حلفاءها الكبار وتشهر عصا حقوق الإنسان في وجه الصغار 
1977-1980
51
ريجان يدعم الثورة المضادة والمقاتلين لأجل الحرية بأموال المخدرات وإسرائيل وإيران
1980-1986
52
الدول المتحدة تشارك حكم السلفادور في ضرب حركة الثورة الشعبية
1981-1988
53
الدول المتحدة والمملكة المتحدة يغزوان الأرجنتين في جزر المالوين (الفولكلاندز)
1982
54
الدول المتحدة تغزو جرانادا
1983
55
الدول المتحدة تغزو باناما وتقبض على عميلها رئيس الدولة نورييجا وتعرضه بقفص طائر
1989
56
الدول المتحدة تفرض إتفاق النافتا NAFTA North American Free Trade Agreement والتظاهرات وأعمال المقاومة الشعبية تتصاعد
1992
57
الدول المتحدة تهدد بإحتلال هاييتي، وقمة في ميامي
1994
58
تصعيد الحصار على كوبا بقانون من الكونغرس الجمهوريHelms-Burton Law"
1996
59
كيلينتون يستخدم "حرية التجارة" لإخراج الأمور اللاتينية من عنق الزجاجة
1997
60
الدول المتحدة تواجه نتائج سياساتها في امريكا الجنوبية وهي النتائج الماثلة في التبعية الإقتصادية، والديون، والهجرة، والجريمة  ودمار البيئة

1990-1999

61
بداية بعض التغييرات السياسية الحاضرة الآن في القارة ، في فينزويلا
1999
62
باناما تستعيد بعض حقوقها كدولة في منطقة القناة
1999
63
الإنهيار الإقتصادي في بوليفيا والأرجنتين والبرازيل والأورجواي وشيلي
2001
64
الدول المتحدة تدعم محاولة إنقلاب على النظام الديمقراطي في فينزويلا وتبوء بفشل ذريع
2002
67
الدول المتحدة تبدأ في سحب لجانب من قواتها غير الرسمية من دول أمريكا الجنوبية بتخديمها لتعداد قدره حوالى (مآئة الف جندي إلى ربع مليون جندي) من قوات فرق الموت وما شابه في عملية غزو أفغانستان والعراق بتعشيمات وترهيبات مختلفة.
2003
68
توالي فوز المرشحين الإشتراكيين والوطنيين الديمقراط والتقدميين بأغلبيات ديمقراطية في برلمانات ورئاسات بلادهم ومجتمعاتهم
2003
69
مثلت قوى وقضايا التأميم والتخطيط المركزي لحيازة وتوزيع الجهود والموارد والثمرات وقوى وقضايا العمال والزراع والكادحين والسكان الأصليين والنساء والشباب وحقوق الإنسان والبيئة وإمكانات التمازج الداخلي والإنفتاح الدولي مثلت جميعها مع خفق الأعلام الحمراء وصور جيفارا وغيره من الأبطال الشعبيين والنقابيين والإشتراكيين والشيوعيين وعموم الثوريين مثلوا علامات مهمة في حركة التحولات السياسية في قارة أمريكا الجنوبية بعد 500 سنة من إستعمارها.
2005
70
إحتجاجاً على آثار إفلاس الشركات وويلات الحرب والفساد وعجز الإدارة عن حل مشكلات الإسكان والتعليم والصحة التظاهرات تزيد عددا في الجزء الجنوبي من الدول المتحدة.
2006
71
تصميم المنصور جـعـفـر

الحوار المتمدن حمله من هنا
مراجـع في موضوع الدراسة


[1] Martin Howard Sable, Latin-American Studies in the Non-Western World and Eastern Europe:
 A Bibliography on Latin..., Scarecrow Press, 1970, ISBN 0810803445

 [2]موضوع: المنصور جعفر، الحوار المتمدن، 2006  المنصور جعفر ،  في www.rezgar.com   مادة  "تأثيل"  في  
"التأثيل": شجرة في الكلام ولكن بذورها وفروعها تتمثل في الضبط والإحكام، كما إن التأثيل تحرك في مجال التفكير عامة والتفكير السياسي )خاصة( يقارب بكونه، حال و عملية تكثيف للوعي. يحاول فيها التأثيل السمو عن "الوعي" وتجاوزه بعملية ثنائية تتمثل في:
1- عملية ضبط وإحكام ومضاعفة العناصر الأولية المبلورة للوعي، الفلسفية منها والعلمية المادية التاريخية في طبيعيتها وإجتماعيتها.
2- إحكام وتوسيع الجغرفة الطبقية والزمانية لتاريخ وجود وحركة العناصر الإجتماعية المواشجة للفلسفة والعلم وتراتباتها بفن ثوري.
وفي هذا الإحكام والإفساح المتحرك في كل شق يتموضع التأثيل كمحاولة نظرية عملية لتجاوز "الوعي"بشكل شامل بتخديم جدلي لـعناصر:
 1- الثقافة التاريخية في تكونها وتراكمها وتغيرها،  و2- لعناصر تاريخ الثقافة الحديثة للمجتمع المعني بالخطاب بما فيها من حوادث ومعان. 
وتنظُم عناصر ورتوش هذا الكيان الفكري الجديد وتبلوره، كتابةً جديدة: تختلف بشكل جدلي بنيوي وكروي كالمجرة، عن الأسلوب النمطي الخطي المستقيم في المعرفة والكتابة.   وقد يفيـد "التأثيل" في تحرير بعض الأذهان من بعض حالات التكلس الإقتصادوي، ومن بعض حالات الإنبهام الفلسفي. وقد يسهم التأثيل أيضاً في إخراج بعض الأذهان من فرعونية ومحدودية وهشاشة العروض الخطية النمطية للموضوعات النظرية والعملية، وتفتيت مركزياتها المقيتة والغلب بالشمول على جزئيتها الزمانية والموضوعية، خروجاً من العنت واليباس إلى وضع كوني مفاعل بكينونته لحيوية الموضوعات محل التأثيل ولحيوية الأذهان القائمة بالتأثيل.

[3] V.Y. Mudimbe, the Idea of Africa, Indiana University Press. Indiana.1995

§  .Rust, Dance in Society, Routledge and Kegan Paul, London, 1969

[11]  http://World History Archive / The History of Latin America, 
§ Herring Hubert, A History of Latin America: from the Beginnings to the Present, 1955. ISBN 0-07-553562-9
§ وول ديورانت قصــة العـلـم، تـاريــخ الحضارة ترجمة : محمد بدران وزكي نجيب محمود.  لجنة التأليف والترجمة والنشر القاهرة1984
[12] علي حسين الجابري، الحوار الفلسفي بين حضارات الشرق القديمة وحضارة اليونان. آفآق عربية. بغداد1985

[13] فاروق الدملوجي ، تاريـخ الأديـان، الأهلية للنشر والتوزيع. بيروت.2003

[14] Economist: China beat Columbus to it, Isuue’s date 12-01- 2006
§ Edward L Dreyer,  Zheng He: China and the Oceans in the Early Ming (1405–1433), Longman. 2006.
§ Robert Finlay, How (not) to Rewrite World History. Gavin Menzies and the Chinese Discovery of America, Journal of World History, Vol. 15.  No. 2 , 2004, (pp229–242)
§ Louise Levathes, When China Ruled the Seas: The Treasure Fleet of the Dragon Throne (1405–1433), OUP, Oxford 1997
§ Huan Ma, Ying-yai Sheng-lan, The Overall Survey of the Ocean's Shores (1433), Translated from Chinese text. Edited by Feng Ch'eng Chun with introduction, notes and appendices by J.V.G.Mills. White Lotus Press. London., 1970,  1997  ISBN 974-8496-78-3.

[15] The Cambridge Economic History of Latin America ,  Edited by; Victor Bulmer-Thomas Royal Institute of International Affairs John H. Coatsworth, Harvard University, Massachusetts, Roberto Cortés Conde Universidad de San Andrés,
[16] Jonathan. C. Brown,. Latin America: A Social History of the Colonial Period, Wandsworth, 2004

[17] Roger Scruton, A Dictionary of Political Thought, “Monroe Doctorian”, Macmillan,.London.1996 (p. 357)

[18] D. K. AdamsUS Politics and Socity1900-12, the Progressive Movement, History of the 20th  Century. Purnell, 2000.

[19] إنتقلت الحالة الثورية في أمريكا الجنوبية إلى طلب الإشتراكية والإتجاه إليها بتجاوز جدلي لشكلين إقتصاديين سياسيين إجتماعيين ثقافيين قديمين هما: الشكل (أ) القائم على تأسيس الحكومات وبناء مؤسسات دولة في  القرن التاسع عشر،  و الشكل (ب) الماثل في حال أو حالة (الـبر) "التوفيق"Synarchism القائمة على التفاهم بين القوى المؤثرة في المجتمع، وكان "الوفاق" حينذاك صيغة حداثية (رأسمالية) يُقاد فيها المجتمع ويُخرج من حالات الإستعباد والإقطاع بواسطة (تفاهم) و(توافق) طلائع قواه (الحديثة)!!. ومن جدل الشكل الحكومي والشكل التوافقي برزت في قارة أمريكا الجنوبية مفاهيم التعاضد Egalitarianismوالإشتراك والإشتراكية وتطورت فيها بجدليات عددا محلية ودولية عسكرية ومدنية. وفي توسم بعض معالم هذا الجدل يمكن الإطلاع على بعض نصوص خطابات سيمون بوليفار (1819) وخطابات شافيز(2006) ومقارنتها.

[20] Pall Johnson, A History of the American People, Weidenfeld & Nicholson. London.1997
[21] THE SUNDAY TIMES Issue Date;  26-09-1999;  The slavery in Britain’s blood 
§ http:// Royal Africa Company and Guinea Company. (1660)
§ http:// Sean Mac Mathuna, John Heathcote, Themistocles Hoetis, Allan Hougland;  Blackheath and Slavery
§ http://Timeline; the Atlantic Slave Trade
§ J. Orbell, Baring Brothers & Co. Limited; a History to 1939, Private Print. London 1985
§ F. Bring , Observations on the Stablishment of the Bank of England.London.  1797

[22] Hugh Thomas, The Slave Trade: The History of the Atlantic Slave Trade 1440-1870, Picador, London, 1997

[23]Nill Ferguson, Empire, How Britain Made the Modern world, Penguin, London 2004 (pp72,74,244,118)
§ Norman Cantor, the Sacred Chain, A History of Jews, Harper Collins, London,1995 (pp269,312)

[24] http:// Independence & Change in 19th Century Latin America Frontiers in North and Latin America4-08-4

[25] The New Cambridge Modern History (VIII), Ed. by: A Goodwin, The American and French Revolutions 1763-93, Cambridge University Press, Cambridge. 1968

[26] Simon Bolivar, To the Congress of Angostura, 15-02-1819. Reprint and Edited by B.S. Adams 1919 in Washington D.C then Scanned & Edit by J.S. Arkenberg. Dep. of History California State Fullerton (2005?)

[27] http://The Federal Reserve System’s Founding Fathers and Allied Finances in the First World War.
§ Robert BlakeD’Israali, The English Historical Review, Vol. 83, No. 327.London . 1968
§ Niall Ferguson,The House of Rothschild: The World's Banker, 1849-1998(ISBN 0140240845)
§ http:// royaldutchshell1913 Venzeula. Pdf

[28] Fred Rippy / Bailey W. Diffie , British Investments in Latin America, 1822-1949, Journal of Economic History, Vol. 20, No. 1 Mar., 1960,  (pp. 140-141)
§ KIM Dong-Woon , The British multinational Enterprise in Latin America before 1945: The case of J. & P. Coats , Department of Economics at Dong-Eui University, Republique de Coree
§ British investment in Latin America estimates for the stock of British capital in the region in 1913 range between GBP 630 million (Davis & Huttenback, excluding Mexico) and GBP 1179 million (Stone) ]after 1913[anyfigures which measure direct investment using Stock Exchange figures alone miss out an increasing amount of direct investment that came through multinationals' own resources, the most important of which was probably Royal Dutch Shell's in Mexico and VenezuelaRory Miller ,Director, Institute of Latin American Studies, School of History, University of Liverpool http://www.liv.ac.uk/~rory/homepage.htm

[29]  Francisco Garcia Calderon, Latin America. Its Rise and Progress, T.F. Unwin  London 1913 (PP. 392-393)
[30] Michael Burleigh, Earthly Powers: The Conflict between Religion and Politics from French Revolution to the Great War, Haper Collins, London. 2005

[31] Iniquis Afflictisque - Encyclical of Pope Pius XI on the persecution of the Church in Mexico .1926-11-18
§ Jean Meyer, Cristero Rebellion: Mexican People between Church and State)1926-1929Cambridge, 1976.
§ Jim Tuck. The Holy War in Los Altos: A Regional Analysis of Mexico's Cristero Rebellion. University of Arizona Press. 1982.

[32] Penny Lernoux, The struggle for human rights in Latin America and the Catholic Church in conflict with US policy, Penguin Books, 1980

[33] ج. تيمونز روبيرتس، إيمي هايت ، من الحداثة إلى العولمة، ترجمة: سمر الشيشكلي، مراجعة: محمود ماجد عمر،
كتاب 310  عالم المعرفة ،  المجلس الوطني للثقافة والفنون الأدآب، الكويت.2004
[34] Contesting State Multiculturalisms: Indigenous Land Struggles in Eastern Panama
Journal of Latin American StudiesVolume 38Issue 04, November 2006 ( pp 829-858)
doi: 10.1017/S0022216X06001623, Published online by Cambridge University Press 24 -10- 2006

[35] Noam Chomsky and Edward S. Herman, The Nazi Parallel: The National Security State and the Churches in the book: The Washington Connection  and Third World Fascism, South End Press, 1979

§ Edt:H.B. Hansen and M.TwaddleChristian Missionaries and The State in The Third World, Ohaio University Press. Ohaio. 2000

[36] Kurt Gerhard; Newlibralism and Democracy in Latin America; A Mixed Record, Latin America Politics & Socity, Vol 46. No1.Spring 2004 (pp135-157)

[37] The Decolonisation of Present-Day Relations among Europe, Africa and Latin America.  La Havana and Matanzas 20-26 November 1998
§ The Seizure of Power and the Forms of Struggle

[38] Independence & Change in 19th Century Latin America Frontiers in North And Latin America (4/08/2005)

[39] William R. Garner , The Sino-Soviet Ideological Struggle in Latin America Journal of Inter-American
Studies, Vol. 10, No. 2 Apr 1968 (pp. 244-255)

[40]  Conner Gorry, Cuba, Lonely Planet Pty Ltd,  3ed  edition 2004 (pp.23-38)

[41] Ahmed ben Bella, Che GuevaraCuba and Algerian Revolution, / Le Monde 10-1997/ the Militant 02-1998
§ C.L.R. James, From Toussaint L'Ouverture to Fidel Castro, an Appendix to The Black Jacobins. Second edition, Vintage Books, New York, 1963 (pp. 391-418)
§ C.L.R. James, A History of Pan-African Revolt, Drum and Spear WashingtonD.C., 1969

[42] Conner Gorry, Cuba, Lonely Planet Pty Ltd, 3ed  edition 2004 (pp.23-38)*
§  J. Halcro Ferguson ,The Cuban Revolution and Latin America, Royal Institute of International Affairs
Jurnal RIIA, Vol. 37, No. 3 , London , Jul. 1961  (pp. 285-292) doi:10.2307/2610923 http://links.jstor.org/sici?sici=0020-5850%28196107%2937%3A3%3C285%3ATCRALA%3E2.0.CO%3B2-4&size=LARGE

[43] Ernesto Laclau, Feudalism and Capitalism in Latin America,New Left Review I/67, May-June 1971


[44] Karl Polanyi, The Great Transformation: The Political and Economic Origins of Our Time, 1944, (pp13, 305) in Anne Mayhew’s essay; Market Capitalism Society in front of Socialism or Democracy, University of Tennessee.

[45] Green Duncan, Silent Revolution: The Rise and Crisis of Market Economics in Latin America, New York University Press 2003.

[46] Garthoff, Raymond L. The Great Transition: American-Soviet Relations and the End of the Cold War. WashingtonD.C.: Brookings Institution, 1994
[47] Earth Summit Report, Our Common Future.  Roe de Janeiro, 1987 or  Brundtland Report
Our Common Future (1987), OxfordOxford University Press. ISBN 0-19-282080-X
§ United Nations Conference on Environment and Development (UNCED), Rio de Janeiro, 3-14 June 1992
§ UN Briefing Papers/The World Conferences: Developing Priorities for the 21st Century, 1997,( p.112), ISBN 92-1-100631-7

48President Clinton Announces New Steps to Improve Nutrition and Education for Children in Developing Countries .,December 28, 2000

[49] Clinton Speaks on Poverty and Politics in Latin America,  August 07, 2006 - 14:00IDB America http://www.iadb.org/idbamerica/index.cfm?thisid=4137

[50] Paul Craig Roberts and Karen LaFollette Araujo With a foreword by Peter Bauer
The Capitalist Revolution in Latin America, CA.1997 ISBN 0-19-511176-1

§ Paz Estrella Tolentino, Review of Globalisation, Foreign Direct Investment and Technology Transfer: Impacts on and Prospects for Developing Countries, UN Library on Transnational Corporations, Vol. 8, No1 Routledge. London. 1993

[51] Fred Halliday The socialist “king” of Portugal29 - 4 - 2005 Social Democracy refracted through the career of Portugal’s senior statesman of the left, Mario Soares (Dom Mario).
§ Wiarda J Howard, the Transition to Democracy in Spain and Portugal ,Richard Gunther, The American Political Science Review, Vol. 84, No. 1, Mar 1990 ( pp 352-354 ) doi:10.2307/1963709

[52] المنصور جعفر، هوية الأزمة في موضوع  أزمة الهوية، الحوار المتمدن 2006 | www.rezgar.com  

[53] http:// Simon Bolivar, To the Congress of Angostura

[54] Sarah Hamilton 1946 Empowering Women: Land and Property Rights in Latin America (review)"
The Americas - Vol 60, No 4, April 2004 (pp. 644-645)  
 Indigenous Women and Sustainable Development, Economic Justice and Women's Human Rights
http://www.madre.org/articles/lac/violence.html 121 West 27th Street, #301New YorkNY 10001

[55] Lars Schoultz, Beneath the United States: A History of U.S. Policy Toward Latin America, Harvard University Press 1998

[56] III Seminar of the Euroafrican and Eurolatinamerican Comparative Studies Group:                                         “The Decolonisation of Present-Day Relations among Europe, Africa and Latin America"

  "Problems of the Revolution in Latin America" La Havana and Matanzas, 20-26-11.1998

Participating Universities ofAngersAthensBarcelona, La HavanaLas Palmas, Lleida, MatanzasParis III-Sorbonne Nouvelle-, Paris IV -Sorbonne, Paris X -NanterreParis XII -Créteil, Pompeu Fabra and Venice.


[57] The Economist, The Americas (The World According to Chavez), 30-09-2006 (p.47)

[58] The European Union and Latin America: a new partnership for a new century ,
Speech by The Rt Hon Chris Patten, Madrid2 November 2000

[59] Penny Lernoux, Cry of the People: The struggle for human rights in Latin America and the Catholic Church in conflict with US policy, Penguin Books, 1980 (pp;156, 160, 168,169,172, 176,179,180,185, 187, 189, 191, 202)


[60] The 5th International Seminar: Problems of the Revolution in Latin America: The Seizure of Power and the Forms of Struggle. QuitoEcuador. 27, July 2001 (P. 1-7)                                                                                                 *http:// Time line of US Interventions in Latin America

[61] الفصيـل الشيوعي العالمي. أطـروحــات التوجيــه البرنــامجي  بروكسل، 1989

[62] Doug Stokes, Counterinsurgency, Coups and Coercion: History and the US Empire in Latin America, Z net. 02-04-2003
§ UN Human Rights High Commissioner’s Report (Latin America 2000) Feb 2001.

[63] Noam ChomskyYear 50 1, Ch7th 1/17 (Old World Orders and New Latin America), South End, 1993,      in the "The Colossus of the South",  Evans, Dependent Development,(p51)  the Washington Post Issue’s date; 06-05, 1929, The New York Herald Tribune, Issue’s date 23-12- 1926, the Christian Science Monitor Issue’s date 22-12-1928,  the New York Post Issue’s date 21,12 1928Wall  Street Journal, Issue’s date; 10 .09.1924,  cited by Smith: Unequal Giants, pp18, 82,135.  Krenn, US Policy 122, Green ……..


[64] Thomas E Skidmore and Peter H Smith., Modern Latin America, Oxford University Press 2005

[65] Green Duncan, Silent Revolution: The Rise and Crisis of Market Economics in Latin America, New York
University Press 2003.

66Ernesto Herrera, the Neolibral Disorder.  International Viewpoint 17-10-1999

راجع هذه النقطة بكتابين: كناب "الطبقات الإجتماعية والسلطة السياسة" لنيكوس بولازانتيس،  و"كتاب الثقافة والإمبريالية"  لإدوارد سعيد67      

68http; Javier Couso, Indigence, Inequality and Democracy in Latin-America Context: or the Restrictions of the Liberation Argument Law, SocioeconomicsCulture and Human Rights[

69Independence & Change in 19th Century Latin America Frontiers in North And Latin America (4/08/2005)

70 Inter-American Dialogue, China Relation with China, Shared Gaines and Asymmetric Hopes,
 Edit by; Jeorge I.  Dominquez, Harvard University, June 2006

71Ahmed ben Bella, Che GuevaraCuba, and the Algerian Revolution, Le Monde Oct1997/ The Militant1998

72Frank O MoraSino-Latin American relations: Sources and consequences, (1977-1997),
§ Dr. Mohan Malik Sino-Latin American economic, trade co-op perfectly justified, The Power and Interest News Report (PINR) trade exchange going to US $150 bn http://www.pinr.com/report.php?ac=view_report&report_id=508&language_id=1
§ kamlabhatt, 11-06-2006http://commerce.nic.in/flac/flac3.htm, India in Latin AmericaIndia’s imports from the Latin American region have increased from US$ 593.71million in 1996-97 to US$ 2409.43million in 2005-05 registering a growth of 305%,

§ allAfrica.com: Latin America and AfricaTop News, Latin America and Africa Latest News, more ... South Africa: Gov't Signs Missile Deal with Brazil. A government-to-government agreement between SA ...

§ Should Africa look to Latin America?  http://news.bbc.co.uk/2/hi/africa/4765419.stm Last Updated: Friday, 19 May 200612:56 GMT 13:56 UK
§ Pan African and formation of the Industria and Commercial Workers' Union of South Africa (ICU) 1919


§ Iran explores trade opportunities with Latin American,Tehran, Jan 7, IRNA , Iran-Trade-Latin America http://www.irna.ir/index2.php?option=com_news&task=popup&code=0701072421194927&pindex=&pfrom=0&no_html=1&lang=en  A conference on 'Exploring Trade and Investment Opportunities in Latin American Countries' will begin here on February 26, Head of Iran's Export Development Center Mehdi Ghazanfari said on Sunday.

§ ASIA, AFRICA, AND LATIN AMERICA IN THE PRESENT-DAY WORLD

Fuwa Tetsuzo, Japanese Communist Party Central Committee Chair Speech marking the 50th Anniversary of the Bandung Conference and of the founding of the Japan AALA, April 9, 2005,Tokyo:www.jcp.or.jp/english

73Zbigniew M. Kowalewski, Socialist Revolution and Latin American Unity, IV366-April 2005

74 The Military in Latin America , Proceso,  Issue No: 684, Editorial, 01-11-1995
Proceso is published weekly  by the Center for Information, Documentation and Research Support (CIDAI) of the Central American University (UCA) of El Salvador

§ William Blum, Killing Hope: US Military and CIA Intervention since World War II, Common Courage Press 1986.

75 Jorge G. CastanedaLatin America's Left Turn, Foreign AffairsMay/June 2006
§  Peter H. SmithDemocracy in Latin America: Political Change in Comparative PerspectiveOxford University Press, 2005.
§ Zbigniew Marcin Kowalewski, Socialist Revolution and Latin American Unity, Online magazine: IV366 - April 2005

§  On many Latin America states presdential electoral programes you can get main elements and consepts of “Socialism” as; 1-Full State International Right for Independence and Sovergintiy, 2-Nationalisation 3- Land Reform, 4-Central 5-Planning, 6-Progressive Tax, 7-Social Security, 8-Public Service, 9-Youth & Women Empowerment, 10-Tradeunion Movement, 11-Country-side sustainable development and 12- Education and Cultural revolution. 


ختام هذا المشروع الموجز لدراسة "نقاط في تاريخ أمريكا الجنوبية وبعض المعالم السياسية الكبرى فيها" :

 

1- في الموضوعية العامة لمشروع هذه المحاولة الدراسية في مجالات التاريخ ومعرفة الإنسانيات والعلوم السياسية:

بتجنب تناقض المنطق وتناقض المعلومات فرداً وجمعاً تأتي محاولة هذا المشروع االدراسي المتواضع الجهد لمعرفة أحوال أمريكا الجنوبية | اللاتينية حالاً ومستقبلاً بقيامه بإيضاح التواشج والتشاكل المحلي والدولي لبعض النقاط الرئيسة فيها  السياسية والإقتصادية الإجتماعية والثقافية ومحاولته فهم حركتها ضمن مجرى عام لحركة المجتمعات في العالم وتقدمها بأشكال عامة وأخرى متنوعة من حالة نقص ضرورات العيش والتكالب عليها إلى أحوال تقارب مثالات الكفاية والعدل والسلام في قضاء الناس لإحتياجات حياتهم المادية والثقافية.

 

2- في إسهام المشروع:

حاول هذا المشروع الدراسي بتواضع موضوعي الإسهام في العملية التاريخية لتقدم المجتمعات من حالة الحاجة إلى ضرورات العيش والتكالب عليها إلى الحرية من هذا النقص والسلام من هذا التكالب بإتباع خطوات علمية أولية أهمها:

 أ- تحديد الظاهرة وعناصرها وتناقضاتها الرئيسة بشكل عام،

ب- جمع المعلومات عنها وحشدها ونظمها موضوعياً في سياق تساؤلات قائدة أو تقريرات إجمالية ملخصة

ت- تقديم بعض الشروح والإيضاحات والتفاصيل عن المعلومات الموردة بحساب عقلي  (+)،( ـــ) ،( / (% )، (X)  إلخ .

ث- توثيق بعض النقاط الرئيسة في كل ناحية بما يجعل الموضوع جزءاً من اللوحة العالمية للتفكير والمعرفة، وبما يساعد جملةً على تكوين أو زيادة معرفة تقريبية عن موضوع الدراسة.

 

وبكل هذا الجهد وجملته بكتابة منظومة مباشرة في أوراق هذا المشروع وتجهزه للعرض في الزمن الحاضر أو مستقبلاً يكون المشروع قد حاول إسهاماً بسيطاً في تنمية السبيل العلمي النظري-التطبيقي الضروري لقيام الناس بتجاوز موضوعي لتناقضات حياتهم والسمو عن حالة نقص ضرورات عيشهم والتكالب عليها والإنتقال منها إلى أحوال تيسر بنياتها إمكانات موضوعية لتحقيق عناصر وعلاقات وحركات هامة في بنى العدل والسلام

 

 3- في النتيجة العامة للمشروع :

بحكم التبلور العام والخاص لنقاط هذا المشروع الدراسي، فإن إجمال نقاطه يؤشر في نتيجة عامة إلى: إرتباط مفاهيم وعمليات التقدم الإجتماعي بفهوم وعمليات متناسقة وشمولية للديمقراطية لا ينفصل فيها جزء إقتصادي إجتماعي عن جزء سياسي أو ثقافي، وذلك بقيام الناس بقسطسة تملكهم موارد عيشهم ونفعهم بها ومسطرتهم الميزانية لجهود إنتاجهم وتوزيعهم منافع وخيرات وجودهم، وإرتباط هذه المسطرة والقسطسة بتخطيط شعبي محلي أو وطني ديمقراطي متتال ومستدام لطبيعة وعناصر تفردهم أو إشتراكهم جماعة في تنظيم وجودهم وفي نفعهم بموارد حياتهم وإنباتها وتصنيعها وتوزيع خيراتها، إشتراكيةً علمية متقدمة بتقدم نفعهم بثمراتهم وبإثمار الحالة الإجتماعية الإشتراكية لهم في تلبية متناسقة لضرورات حياتهم المادية والثقافية وتفتحها.

 

ولكن مشروع الدراسة لا يصل إلى هذه النتيجة العمومية بتلقاء النشاط الذهني أو العملي أو لذي النونية وضع القائم به، بل أيضاً بتأثير القرآءة التاريخية الجدلية للمراحل والتطورات العامة في القارة الأمريكية الجنوبية | اللاتينية وثقافاتها، والحساب التاريخي الحي لموضوعية القوى والأهداف الحيوية في معيشة الغالب في العدد من الناس في مجتمعات القارة، والتضحيات الجسام التي قدمتها جموعهم وأعصابهم وطلائعهم لأجل تحقيق تلك الأهداف، وفهم طبيعة الزمن الشمسي والسياسي الذي بلور هذه القوى والأهداف ونقائضها وشكل إنتظامها وصراعها ونضالها وإنتصارها. وأعتقد إن مشروع هذه الدراسة قام من هذه القرآءة لبعض معالم تاريخ وتحولات أمريكا الجنوبية، بمجرد محاولة أولية لإدراك طبيعة بعض العناصر الضرورة للتحول العام في المجتمعات وإنتقالها بشكل عام من حال إلى حال:

 

 فقد حاول مشروع الدراسة من طبيعة موضوعه (معالم وتحولات أمريكا الجنوبية) ومقتضياته القيام بسبر لتحول مجتمعات أمريكا الجنوبية وفهم أنساق إنتقالها من نقطة النصر الإجتماعي الإقتصادي السياسي الثقافي التاريخية الحاضرة في دول أمريكا الجنوبية وتطور هذه النقطة النصركجملة سياسية لقوى وتناظير وأعمال إتساق وإيفاء وعدل وإحسان عناصر وقيم وعمليات وجدليات العدالة والحرية والسلام، وإنتقال المجتمعات في أمريكا الجنوبية من هذا الطور البدائي الأولي للنصر الإجتماعي اليسير إلى حال جديد أكثر تعقيداً قد يعزز هذه القيم لحين من الدهر أو ينجح في توكيدها يساراً ثم ينجح أيضاً في تجاوزها مستقبلاً إلى ما هو أكثر عدلاً وإحساناً. وقد إعتمد المشروع في الإنجاح الموضوعي لهذا السبر على تحقيق التناسق بين أولياته المنطقية والمعلوماتية.وبين أشكال تحاليله ومضمونات وجهات تكونها وتراكمها وتنميتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا