التسميات

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

خرائط التوزيعات الجغرافية : ب- طريقة التوزيع المساحي بالرموز التصويرية - المحاضرة الخامسة ..


                                      المحاضرة الخامسة


ب- طريقة التوزيع المساحي بالرموز التصويرية

الطريقة الكوروسيكماتية

   تعتمد طريقة التوزيع المساحي بالرموز التصويرية أو الطريقة الكوروسيكماتية Choro schematic Map ، على ملأ إقليم الظاهرة برموز تصويرية صغيرة المقياس ،أي أننا سنقوم بتكرار الرمز التصويري على كل المساحة ، بدلا من استخدام أنماط التظليل أو الألوان في الطريقة السابقة ، وبذلك يمكن التغلب على مشكلة التداخل والاختلاط ، فمناطق الاختلاط ستبدو واضحة دون مشاكل ، حيث أن تداخل الرموز التصويرية الممثلة لأشجار الغابات المخروطية بالرموز الممثلة لأشجار الغابات النفضية في غرب أوروبا على سبيل المثال سيكون واضحاً تماماً .

أهم استخداماتها :
    تستخدم طريقة التوزيع بالطريقة الكوروسيكماتية بنجاح في حل مشكلة التداخل في خرائط استخدام الأرض الريفي وخرائط النباتات الطبيعية ، كما تستخدم أيضاً في خرائط العمران سواء المدني أو الريفي وفي خرائط التعدين .
   وفي الماضي كانت تواجه خرائط التوزيع المساحي بالرموز التصويرية (الكوروسيكماتية ) صعوبة تمثيل الرمز التصويري وتكرار تمثيله ، وصعوبة توقيع كل الظاهرات الجغرافية برموز تشبه الظاهرة الفعلية على الخريطة ، حيث كانت هذه الطريقة شائعة في الخرائط الزراعية والثروة الغابية في خرائط الأطالس ، أما اليوم فان مثل تلك الصعوبات لم تعد قائمة مع وجود البرامج الحاسوبية ، التي من خلالها يمكن تمثيل الرمز التصويري وتكراره بسرعة ودقة تامة .

   وقد وجد من الدراسات السابقة ، مدى سهولة التظليل المساحي في تمثيل البيانات الجغرافية غير الكمية ، وخاصة للظاهرات التي تنتشر على مساحة من الأرض ، وذكرنا أنها تستخدم بنجاح في توضيح العديد من الظاهرات .

   وهناك عدة أنواع من خرائط التوزيعات التي تستخدم هذه الطريقة لحل مشكلة التداخل بين الظاهرات مثل :

1 - خرائط التوزيعات الخاصة باستخدام الأرض ، سواء الريفي (الزراعي) أو الحضري.
2 - خرائط التوزيعات الاقتصادية ( نطاقات التعدين أو نطاقات الصناعة والثروات الغابية ) . 
3 - خرائط التربة .
4 - خرائط التوزيعات الاجتماعية مثل خرائط توزيع الأجناس أو الأديان أو اللغات .

    وسنحاول في الصفحات التالية أن نلقي الضوء على خرائط استخدام الأرض المدني ، باعتبار أن طريقة التظليل المساحي تعتبر أفضل وأحسن الطرق الكارتوجرافية المستخدمة في هذا النوع من الخرائط .

    مثال تطبيقي : خرائط استخدام الأرض الحضري :
   يعتبر استخدام خرائط التظليل المساحي غير الكمية ، من أفضل الطرق المستخدمة لإيضاح :
- نمط استخدام الأرض الحضري ( في المدينة ) .
- لوصف الامتداد العمراني للمدينة .
- أو لوصف التغير في نمط هذا الاستخدام بين فترتين زمنيتين . فاستخدام الأرض في المدينة يتأثر مباشرة بالتطور في أعداد السكان ، والتغيرات التي تحدث في خصائصهم الاجتماعية والثقافية و التعليمية وارتفاع أو انخفاض مستويات المعيشة ، كل هذه التغييرات تترك آثاراً واضحة على شكل المباني وعلى شكل الاستخدام داخل المدينة .

    والزيادة السكانية في المدينة سواء كانت بالهجرة أو الزيادة الطبيعية ، يتبعها حاجة إلى إضافة مساحات جديدة إلى رقعة المدينة Built - up area، أو لأغراض السكن أو لإقامة المنشآت الصناعية أو الخدمات العامة .
ومع الزيادة السكانية وزيادة الضغط السكاني قد يتحقق التغير في استخدام الأرض عن طريق ( أشكال التغير في استخدام الأرض ) :

أشكال التغير في استخدام الأرض :
1 - إضافة مناطق استخدام لم تكن موجودة على الخريطة من قبل من الأراضي المجاورة للمدينة ، كأن تتحول مناطق زراعية أو صحراوية إلى مناطق حضرية ( سكن - حدائق - مدارس - مراكز صحية - مطارات - مصانع - مقابر ... الخ)، أو قد تجفف مستنقعات أو أجزاء من البحيرات وتضاف إلى رقعة المدينة ،ومن هنا تتحول وظيفتها إلى وظيفة حضرية ، (تغير الاستخدام يؤدي لتغير الوظيفة ).
2 - تغيير نمط الاستخدام داخلياً وذلك : 
■ بإعادة بناء المناطق الخالية وتحويلها إلى الاستخدامات الحضرية . 
■ بالتوسع الرأسي وذلك بهدم المساكن ذات الطابق الواحد أو الطابقين وتحويلها إلى عمارات سكنية ذات ارتفاع كبير ، ويتنوع استخدامها من سكن إلى مكاتب وما شابه ذلك .

   وهناك دليل على أن استخدام الأرض في المدينة يتغير باستمرار ، إما بالتقدم والازدهار ، أو بالفقر والتخلف ، ويكون ذلك انعكاس لظروف السكان .
والخرائط التي تمثل هذه الخصائص نوعين هما :
أ - خريطة نمو المدينة 
ب - خريطة الاستخدام الأرضي المدني .
أ - - خريطة نمو المدينة
   وهي إحدى أنواع خرائط التظليل المساحي غير الكمي ، وتعتمد على سلسلة الخرائط القديمة التي توضح امتداد الششكتلة العمرانية للمدينة ، فمثلا عند دراسة نمو مدينة لندن في فترة زمنية محددة ، ينبغي أن نجمع مجموعة الخرائط التي توضح امتداد المدينة في فترات معينة ، وليكن في الأعوام 1800 ، 1850 ، 1914 ، 1955 ، على أن تكون جميع هذه الخرائط ذات مقياس رسم واحد ، لتسهيل المقارنة فيما بينها .
   ويمكن استعراض نمو المدينة بعرض الخرائط في صورة سلسلة لنمو المدينة ، كما يتضح من دراسة الشكل التالي لمدينة لندن . 
س) :أنسب أنواع خرائط التوزيعات غير الكمية التي يمكن استخدامها لنمو المدينة ،هي خرائط :
أ – التظليل النسبي ب – التظليل المساحي ج – الرموز التصويرية د – خطوط التساوي 
سلسلة خرائط نمو واتساع مدينة لندن للأعوام : 1800 و 1850 و 1880 و 1914 و 1939 و 1955

   وفي هذا النوع من خرائط السلسلة ينبغي أن نختار تظليل موحد لكل الخرائط خلال فترات النمو المختلفة ، حتى يسهل تتبع حركة نمو المدينة ، وفي هذه الحالة لسنا بحاجة إلى مفتاح للظلال ، حيث ان التظليل المستخدم موحد في كل الخرائط ، وهو لظاهرة واحدة وهي الموضحة في عنوان الخريطة . 
  
  والشكل التالي رقم ( 55 ) يبين خريطة مركبة لمراحل النمو العمراني لمدينة الدمام في المملكة العربية السعودية ، والتي نمت حول النواة الأصلية في حي الدواسر قبل اكتشاف النفط ، وكيف أن المدينة زاد نموها بسرعة كبيرة بعد عام 1950 .
وهذا النوع من خرائط النمو يمكن تمثيله بالظلال أو استخدام الألوان المتفاوتة كما هو في الشكل التالي (الأصل ملون) .

    ولكل من الطريقتين السابقتين مزاياها وعيوبها ، ففي خريطة السلسلة يلاحظ أن في كل خريطة يمكن كتابة كثير من التفاصيل الحيوية ، ويمكن إيضاح استخدام الأرض في كل فترة . أما في الخريطة الثانية " المركبة " فإن أهميتها تتضح في إيضاح دراسة مقارنة للنمو ، ولكنها لا توضح خصائص استخدام الأرض في كل فترة ، بل توضح الاستخدام الأحدث فقط .


ب - خريطة استخدام الأرض المدني (الحضري) 
   وهي من الخرائط الهامة والضرورية في مجال تخطيط المدن ، ونعتمد في رسم هذه الخريطة على مسح استخدام الأرض المدني ، وذلك بطريقة الدراسة الميدانية لكل منطقة في المدينة ، سواء كانت أرض فضاء ( خالية ) أو مستخدمة في الأراضي الحضرية، مثل المتنزهات والملاعب والمقابر والسكن والمناطق الصناعية والتجارية والمدارس والدوائر الحكومية والخاصة ... ، وقد تدرج الأراضي الفضاء والتي تمثلها الأراضي الزراعية داخل حدود المدينة أو حولها أو المسطحات المائية (بحيرة مثلا)، سواء كانت طبيعية أو صناعية فإنها لا تمثل استغلالا مدنيا ،إلا إذا كانت تستغل في أحد الوظائف مثل الوظيفة الترفيهية .

   وتقدم خرائط استخدام الأرض الحضري في صورتين من الخرائط :
1- خريطة مركبة لاستخدام الأرض وهي تمثل صورة لكل أنواع الاستخدامات في المدينة .
2- خريطة تفصيلية توضح استخداماً واحداً مثل طريقة السكن وخريطة الخدمات ، وخريطة المناطق الصناعية . 
    والخريطة المركبة تنقل إلينا صورة تفصيلية لكل الاستخدامات وعلاقاتها ببعضها البعض ، وتوضح اختلاط الاستخدامات والتباين بين أحياء المدينة وقطاعاتها ، في حين تنقل لنا الخرائط التفصيلية لتوزيع الاستخدام المدني ، صورة تفصيلية دقيقة لتوزيع الظاهرة ومدى توطنها أو تبعثرها .

س – ما الفرق بين الخريطة المركبة والخريطة تفصيلية ؟.

  أما عن كيفية رسم خريطة استخدام الأرض فتتم على ثلاث مراحل :

المرحلة الأولى : تحديد الهدف الأساسي :
    وهي مرحلة ما قبل الدراسة الميدانية ، وفيها نحدد الهدف الأساسي الذي من أجله سنرسم الخريطة :
◄ فإذا كنا في حاجة إلى تخطيط للإقليم ، سنرسم خريطة بها كافة تفاصيل الاستخدام ،أي خريطة مركبة لكل أنواع الاستخدامات .
◄ أما إذا كنا في حاجة إلى معرفة استخدام واحد فقط ، مثل توزيع المدارس على سبيل المثال ، فإننا سنرسم خريطة تفصيلية واحدة بسيطة لتوضيح هذه الظاهرة .
    وفي هذه المرحلة يتفق فريق العمل الميداني على أسلوب واحد للعمل ، سواء استخدمنا الأسلوب الوصفي أو أسلوب الترقيم أو الرموز ، ويجب أن نكون في منتهي الحذر والدقة عند استخدام نظام الرموز ، وخاصة إذا كنا سنتبع الأسلوب الآلي في الرسم ، ويفضل أن يكون استخدام الرموز محدداً وموحدا طبقاً لتصنيف الاستخدام الحضري على مستوى الدولة أو على المستوى الدولي حتى يسهل الاتصال بين المختصين .

المرحلة الثانية :
   وهي مرحلة إجراء المسح الميداني : وتعتبر أهم وأدق مراحل إجراء الخريطة ، وفيها يتم نقل كافة تفاصيل الاستخدام من الطبيعة ، لإعدادها وتوقيعها على الخريطة .
وقد تكون خريطة استخدام الأرض مركبة ، أي تشتمل على كافة الاستخدامات، أو قد تكون هناك خرائط لكل تصنيف على حدة ، كما يتضح من الخرائط الخمس التالية :

   ويجب أن نؤكد أيضاً أنه كلما كبر مقياس رسم الخريطة ، كلما أعطى الفرصة لإيضاح ظاهرات كثيرة وإبراز عناصر عديدة من الظاهرة الواحدة ، وأن خرائط استخدام الأرض يجب أن ترسم على أساس تصنيف ، موحد حتى تسهل مقارنة الدراسات الخاصة بالمدن المختلفة ، ويجب أن تحدد التعريفات الخاصة لكل نشاط بدقة حتى لا يحدث تداخل في استخدام النشاط .

   وجدير بالذكر أن عملية التصنيف ليست سهلة ، حيث لا يوجد تصنيف جامع شامل لا يخلو من العيوب ، وتختلف التصنيفات الموجودة في كتب جغرافية العمران حسب أسلوب المؤلف والغرض الذي من أجله أجرى دراسته .

  ويمكن تصور بعض أوجه الاستخدام المصنفة فيما يلي :

1 – المناطق السكنية : وهي تشمل كل المناطق المخصصة للسكن مثل العمارات والمساكن الخاصة سواء يقيم فيها الفرد بصفة دائمة ، أو ينتقل إليها للسكن لفترة من العام .

2 – المناطق الصناعية : وتشمل كافة أنواع الصناعات سواء خفيفة متوسطة أو ثقيلة أو ورش تصليح ، وما يرتبط بها من مخازن .

3 – المناطق التجارية : وتشمل المحلات التي تقوم بوظيفة التجارة متمثلة في محلات الجملة أو القطاعي . أو المكاتب التجارية أو مكاتب الاستيراد والتصدير والبنوك مهما كان نوع التجارة سواء مواد غذائية أو صناعية .

4 – أنشطة الخدمات الحكومية أو الخاصة : وهي تشمل الخدمات التي تقدمها الحكومات والمحليات للسكان ، متمثلة في مكاتب البرق والبريد والكهرباء والمياه والخدمات التعليمية في صورة جامعات – مدارس بأنواعها والخدمات الصحية في صورة مستشفيات سواء حكومية أو خاصة وعيادات أطباء " خاصة " وصيدليات .... والمكتبات والمتاحف والمعارض .

5 – أنشطة الترفيه والسياحة : وتتمثل في الفنادق والسينما والمسرح والقرى السياحية والملاعب بأنواعها والأندية بكافة أشكالها ، والأماكن التاريخية والحدائق والمنتزهات وأماكن الصيد البري والبحري والمعسكرات الكشفية والملاهي والمقاهي .... الخ .

6 – الأنشطة الدينية : وتشمل كل من يقوم بوظيفة تخص الأديان مثل المساجد والكنائس والزوايا والأضرحة والجمعيات الدينية " الشبان المسلمين وجمعيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بعض الدول الخليجية " والشبان المسيحيين وما شابه ذلك في البلدان المختلفة .

7 – المباني العامة : وتشمل أماكن الاجتماعات ومباني الشرطة والمطافئ ودور الحكم ، متمثلة في المجالس المحلية ومقار الأحزاب السياسية ومكاتب التسجيل المدني والشهر العقاري والمحاكم ومواقف السيارات ومكاتب إدارات الشركات ومكاتب المحاماة .

8 – المناطق المكشوفة : وتشمل مساحات من الأرض خالية أو تستغل لفترات مثل الأراضي الزراعية داخل المدن والمقابر والحدائق المرتبطة بالمساكن ، أو الأراضي الخالية المعدة للبناء أو التي تتوسط الكتل السكنية والمباني المهملة والآيلة للسقوط .

    وفي النهاية قد يجد الباحث نفسه مضطراً إلى عمل تصنيف خاص يتفق مع طبيعة دراسته ، فإن كان الدارس يهتم بالنشاط الترفيهي على سبيل المثال ، فإن التصنيف السابق ذكره قد لا يجدي معه ، وقد يستنبط أنواعاً مختلفة من الاستخدام الترفيهي طبقاً لتعريفات يضعها بنفسه وبدقة قبل إجراء دراسته .


منتديات انتساب جامعة الملك فيصل > أقسام الأداب - شيماء العجيلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا