التسميات

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

العواصف الترابية Dust storms ...

العواصف الترابية Dust storms


جريدة الإتحاد - الأربعاء - 08  يوليو 2005 : 
    يشهد العراق والمنطقة بصورة متكررة ولاسيما في الآونة الأخيرة العواصف الترابية التي باتت سمة بارزة للمناخ في العراق بعد ان كانت تحدث في السابق مرة أو مرتين خلال الموسم الواحد . هذه العواصف لابد من دراسة أسبابها بصورة علمية من قبل الجامعات والجهات ذات العلاقة للوقوف على أسبابها الحقيقية ووضع الحلول لها ،وطالما أنها تشمل رقعة واسعة لابد من التعاون الدولي أو بمعنى آخر بين الدول القريبة بعضها من البعض الآخر ،لحماية الثروة البشرية أولا وقبل كل شيء ومن ثم حماية البيئة من الأضرار التي تسببها هذه العواصف ، وبغية اطلاع القراء على الأسباب التي تؤدي الى العواصف المتكررة والأضرار التي تسببها والحلول للقضاء عليها ( الاتحاد) تضع هذا الملف المستقاة من مواقع الكترونية متعددة أمام أنظار قرائها الأعزاء رغم أن الموضوع بحاجة إلى ملفات عديدة لأهميته .

المحرر
العواصف الترابية وآثارها غير المتوخاة : 
    بادية الجزيرة تلتقي ببادية الشام في ارض العراق غرباً بدءً من الشمال وإلى أقاصي الجنوب مشتركة مع كل من سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت ، هذا الامتداد الجغرافي له دور كبير في المناخ على مدى التاريخ ..
    ولا مجال للدخول في تفاصيل الأنواء الجوية وحالات الطقس بقدر ما يتعلق الموضوع بتفاقم التغيرات المناخية في غضون العقدين الماضيين. فقبل ثمانينيات القرن الماضي لم تكن هبوب الرياح الترابية على معظم البلدان المحاذية لباديتي الجزيرة والشام إلا بضعة مرات سنويا وفي أيام معدودة لأشهر آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر خلال السنة وفيما عدا ذلك لم تكن الأجواء إلا حر الصيف الشديد والبرد شتاءً .
      من البديهي أن تصاعد الأتربة والغبار في الصحراء يحدث بهبوب الرياح التي تحرك الطبقات العلوية غير المستقرة من الرمال ، وتعتمد كميات الرمال المتصاعدة على ثباتها بالإضافة إلى شدة الرياح التي توصلها أحيانا إلى المدن البعيدة .
    كما و أن المزروعات التي تحيط بهذه المدن لها دور كبير في صد تلك العواصف الترابية . وتعزى ثباتية أو استقرار الطبقات الرملية السطحية إلى سقوط الأمطار رغم قلتها و إلى عدم وجود مسببات الحركة . ومن المعروف أن وسائط النقل في الصحراء لم تكن إلا قوافل الإبل على مدار التاريخ وكذلك بضعة سيارات لمفارز شرطة الكمارك تجوب البوادي ولأيام معدودة من السنة والقادمة من المناطق الحضرية وهذين العاملين لم يحركا رمال البوادي المستقرة منذ آلاف السنين إلا بشيء بسيط وبخط مستقيم كما نعرفه لحركة قافلة الجمال السفينة الصحراوية المعروفة بعمق التاريخ .
    هذه العواصف المعدودة لبضعة أيام في السنة أمتدت اليوم باتجاهات مختلفة ومخيفة باتت تهدد الحياة البرية بشكل واضح دون ان يتمكن احد من تحديد الأسباب ولا التفكير بإيجاد حلول مما ستسبب في تحول البيئة الخصبة لبلاد الرافدين إلى صحراء قاحلة بعد بضعة سنوات ، أنها محنة جديدة مضافة على العراق ليست باليسيرة .
هذه المشكلة تفاقمت للأسباب التالية في غضون العقدين الماضيين :
 1. في الثمانينيات وبعد الحرب العراقية الإيرانية امتد البناء العسكري في العراق إلى أعماق البادية بتأسيس المنشآت العسكرية والقواعد الجوية وشبكة إطلاق الصواريخ . فقد تسبب هذا النشاط في تحريك مساحات رملية ليست بالقليلة بالإضافة إلى تجفيف الاهوار والقضاء على مناطق شاسعة لغابات النخيل في جنوب البلاد ضمن مقتضيات الآلة الحربية .
 2. في التسعينيات وبعد غزو دولة الكويت وأثناء عمليات عاصفة الصحراء من قبل القوات الدولية تحت قيادة الولايات المتحدة فان المساحات الرملية التي تعرضت للحركة تضاعفت بشكل كبير . بالإضافة إلى قيام الحكومة العراقية بتفجيرات الصواريخ البالستية ضمن تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة والتي تجاوزت إلى تدمير أضخم منشأتين للتصنيع العسكري وهي الأثير والحكم في عمق الصحراء الغربية ..
3. بعد عام 2003 بلغت حركة القطعات العسكرية براً وجواً درجة لا يمكن إطلاقا مقارنتها مع أي وقت مضى . فيكفي أن تقدمت قطعات الجيش الأمريكي التي زحفت نحو بغداد بعشرات الألوف من الأفراد ومعهم أعقد أنواع الدروع والدبابات بالإضافة إلى أعمال إنشاء معسكرات ومطارات مرحلية ومتنقلة لا تزال مستمرة ليومنا هذا .
    منذ تسعينيات القرن الماضي بدأت العواصف الترابية تتعدى مدينة بغداد نحو الشمال ولكن اليوم فقد بلغت المناطق الحدودية لإيران وتركيا وسوريا والأردن بالإضافة للمملكة ودول الخليج وهناك رصد جوي لوكالة ناسا لإحدى العواصف من الأقمار الصناعية في 15/3/2009 ببلوغها بحر قزوين بعد تغطية العراق بالكامل .
     هذه العواصف كانت تظهر في نهاية الصيف فقط ولكنها اليوم تطرق أبواب المدن جميع أيام السنة قبل سقوط الأمطار وأحيانا حتى بعد سقوطها .. أما المخاطر فهي :
 1. تستقر كميات من الأتربة الناعمة على أوراق الأشجار وتختلط بالإفرازات النباتية مشكلة طبقة صعبة الإزالة معوقة عملية التركيب الضوئي لصنع الغذاء مما تسبب في تردي المحاصيل الزراعية وموت البعض منها .
 2. تتفاقم الأوضاع الصحية لدى السكان المصابين بأمراض مزمنة كالربو والتهابات القصبات الهوائية بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على صحة الأطفال وخصوصا الرضع .
 3. انتشار بعض الإمراض السرطانية بفعل حمل تلك الرياح آثار اليورانيوم المنضب وبقية مخلفات الأعتدة المتنوعة التي استخدمت في الصحراء وظهرت ولادات مشوهة كثيرة في مدن العراق .
 4. تغيير التركيب الطبيعي لتربة الأراضي الزراعية وتحويلها إلى أرض غير صالحة للزراعة بمرور الزمن .
     تقع مسؤولية هذه المشكلة على جانبين أساسيين وهما أولا أصحاب إستراتيجيات الحروب وهذا الجانب له مخطط بعيد المدى والجانب الثاني سكان المنطقة فلولا ضعفهم الشديد لما تغلبت عليهم هذه السيناريوهات وهم منهمكون بأمور تبعدهم كثيراً عن المشكلة .
    ربما توضح الآن سبب تفاقم هذه المشكلة الكبيرة التي تجابه بعض دول المنطقة وخصوصا العراق الذي يكاد لا يمر يوم إلا وأجواء مدنه مملوءة بالعواصف الترابية التي تهدد صحة السكان والمحاصيل الزراعية ومواردها الطبيعية .
     بجانب ذلك تتناقص المساحات الزراعية واليوم يكاد العراق يستورد أغلب غذاءه بالإضافة لمحروقاته.
كيف تؤثر العواصف الترابية على الجهاز التنفسي؟ 
       ذرات الغبار وما تحمله من مواد عضوية وغير عضوية بتركيز عال تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي العلوي والسفلي مما قد يزيد من أعراض التنفس لدى المرضى المصابين بأمراض الصدر المزمنة كما أن الأعراض قد تظهر عند الأصحاء وتظهر أعراض التحسس في الأبحاث بعد يومين من التعرض للغبار. ونلاحظ في هذا الوقت من العام زيادة أعراض الحساسية لدى مرضى الحساسية المزمنين «الربو» كما أن بعض الأشخاص يصابون بحساسية موسمية تحدث في هذا الوقت من كل عام.
     فقد وثِّق علميا ازدياد حالات الربو في عدد من المدن في الدول الغربية بصورة كبيرة أثناء العواصف. فهناك تغيرات جوية وتغيرات في مستوى حبوب اللقاح في الجو وتغيرات في مستوى ملوثات الجو. مما سبق يمكن لنا أن نخلص إلى أن العواصف الرملية والغبار الشديد قد تسبب آثارا صحية سيئة على اكثر من جهاز في الجسم لذلك وجب تقليل التعرض لذرات الغبار بقدر الإمكان كما يجب البحث عن طرق تقلل من حودث هذه العواصف.
     كما أظهرت الأبحاث التي أجريت في الصين وتايوان أن زيارة غرف الإسعاف والمستشفيات بسبب أمراض الرئة والأنف والقلب والتهاب العينين الرمدي أرتفعت بنسب كبيرة خلال العواصف الترابية.
   هل يمكن أن تنقل العواصف الترابية الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي؟.
    حددت منظمة الصحة العالمية أن العواصف الترابية التي حدثت في مناطق الصحراء في أفريقيا عام 1996 تسببت في انتشار وبائي للالتهاب السحايا أصاب 250 الف شخص بالمرض ونتج عنه وفاة 25 الف شخص. علما بأن المرض ينتقل عن طريق استنشاق البكتيريا.
     وسبب انتشار المرض المعدي هو حمل ذرات الغبار للبكتيريا المسببة لالتهاب السحايا لمسافات طويلة وحين يستنشق الإنسان هذه البكتيريا بكميات كافية فإن احتمالية إصابته بالمرض تزداد.
     فقد استطاع الباحثون عزل البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا من ذرات الغبار. الأخطر، أن ذرات الغبار الصغيرة (2.5PM) والتي يمكن أن ينقلها الهواء لآلاف الكيلومترات تستطيع حمل البكتيريا إلى مسافات بعيدة جدا.
      كما أظهرت الأبحاث أن ذرات الغبار تستطيع حمل بقايا الخلايا والفطريات كذلك. وأظهرت الأبحاث الحديثة أن ذرات الغبار تستطيع نقل أنواع خطيرة من البكتيريا أكثر من 40% منها يتم نقله بواسطة ذرات الغبار الصغيرة التي يمكن أن تصل إلى داخل رئة الإنسان عند استنشاقها.
     نظريا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابة الإنسان بالالتهابات الرئوية الحادة. وحين تم دراسة تأثير هذه الجزيئات (2.5PM) على خلايا الرئة في فئران التجارب وجد الباحثون تأثيرات غير صحية على عدد من الخلايا مثل الخلايا البلعمية النخروبية المناعية (Alveolar macrophages) كما أظهرت النتائج الأولية لأبحاث أخرى أن تعريض خلايا الرئة والقلب والكبد لجزيئات الغبار الصغيرة (2.5PM) بتركيز عال قد يزيد من أكسدة الخلايا. 
ماهي النصائح التي توجه للمرضى عند العواصف الترابية؟. 
- ننصح الجميع وخاصة المرضى المصابين بالحساسية وأمراض الصدر المزمنة خلال العواصف الرملية بتجنب البقاء في الأماكن المفتوحة المعرضة للأغبرة وإغلاق النوافذ، والانتظام على علاج الحساسية الموصوف لهم من الطبيب والتواصل مع الطبيب خلال هذه الفترة لتعديل جرعة العلاج اذا تطلب الأمر وبالذات الأطفال. وقد يساعد استخدام الأقنعة الطبية. 
لماذا الغبار المتكرر؟ وما الحلول؟. 
    من الملاحظ تكرار حدوث العواصف الترابية خلال السنوات الأخيرة بدرجة أكبر مما كانت عليه في الماضي القريب. و هي سمة من سمات المناطق الجافة والصحراوية. فتغطي العواصف الغبارية بعض الدول مثل السعودية و الكويت والعراق وأجزاء من الأردن، إلى جانب الدول المجاورة للصحراء الكبرى. تؤدي هذه العواصف الترابية إلى كثير من المشكلات الصحية، خاصة للأنف والعيون والجهاز التنفسي، وقد تكون وراء حدوث بعض حوادث الطرق وطمر النباتات والمزارع والطرقات، إضافة إلى عرقلتها لكثير من الأنشطة البشرية سواء اقتصادية أو ترفيهية،لا شك أن قلة الأمطار والجفاف المتكرر من أسباب العواصف الرملية والترابية، ولكن لا يمكن تبرئة الإنسان من المسؤولية.
 أولاً : أدى الرعي الجائر إلى تدمير الغطاء النباتي وتفكيك التربة.
ثانياً : أسهم الاحتطاب واقتلاع الأشجار إلى سهولة تحريك التربة ونقلها من قبل الرياح العاتية.
ثالثاً : تسبب السير العشوائي بالسيارات في الصحاري إلى دهس النباتات وتفكيك التربة وإثارة الأتربة، ما جعلها عرضة للتحريك والنقل من قبل الرياح. وتحسن الإشارة في هذا السياق إلى أن بعض الدول تتبنى سياسات مثيرة للإعجاب. فالأنظمة في النرويج – على سبيل المثال - لا تسمح للسيارات والمركبات بالخروج من الطرق الممهدة أو المسفلتة والدخول في الغابات والمناطق البرية. وقد ساعد تطبيق هذه الأنظمة بصرامة إلى المحافظة على البيئة والحياة الفطرية والحد من تلوثها في تلك الدولة.
رابعاً : لا تكترث كثير من الشركات العاملة في مشاريع الطرق أو المنشآت السكنية والتنموية بالبيئة عند تحديد مواقع أنشطتها، ما يسهم في تدمير البيئة وإثارة الأتربة. 
خامساً : تسهم بعض المحاجر والصناعات، مثل "الكسارات" في إثارة الأتربة، لعدم مراعاة البيئة وسلامتها.
سادساً : تسهم الأنشطة العسكرية وحركة المعدات العسكرية الثقيلة في المناطق الصحراوية، وخاصة في صحاري العراق في تفكيك التربة وتدمير النباتات.
سابعاً : عدم وجود جهة واحدة مسؤولة عن البيئة، ما يسهم في تفاقم الوضع وتعرض البيئة للتلوث والتدمير.
ما الحل إذن؟ نظراً للأضرار الناتجة عن العواصف الترابية على الإنسان والأنشطة الاقتصادية والترفيهية، يمكن الإشارة إلى بعض المقترحات، ومنها:
أولاً : لا بد من القول إن الجهات المسؤولة عن البيئة لم تحرك ساكناً فيما يتعلق بدراسة هذه الظاهرة ورصد أسبابها بدقة، واقتراح السبل للحد منها أو تخفيف آثارها.
فقد أصبح من الضروري إجراء دراسات علمية جادة عن خصائص العواصف الترابية، وأسبابها، وخصائصها، والتغير في تكرار حدوثها الـ 30 عاما الماضية. 
ثانياً : الحد من الرعي الجائر وإدارة المراعي بطريقة منظمة تتلاءم مع البيئة الصحراوية الهشة.
ثالثاً : تفعيل الأنظمة البيئية المتعلقة بأنشطة التحجير والصناعة وتطبيقها بصرامة. 
رابعاً : لا توجد جهة واحدة مسؤولة عن البيئة، ما يحد من إمكانية التنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة، ومتابعة الالتزام بالأنظمة ذات الصلة بالبيئة.
خامساً : هناك حاجة ماسة لبذل المزيد في مجال التوعية بضرورة المحافظة على البيئة. وأخيراً لا يمكن لدولة واحدة حل المشكلة بالكامل، فالمسؤولية مشتركة بين دولة المنطقة، وخاصة العراق والكويت والسعودية، ما يتطلب تنسيق الجهود البيئية الفاعلة لمصلحة الجميع. 
العواصف الترابية "العجاج"... وأثرها على البيئة والإنسان : 
    العواصف الترابية أو الغبارية أو “العجاج” الشهير.. ظاهرة طبيعية يتكرر حدوثها بشكل مستمر ويختلف لون العاصفة بحسب قوتها، فهي تبدأ بيضاء، ثم صفراء، ثم برتقالية، ثم سوداء في بعض الحالات، ولكن هذا لا يعني أن الألوان الأربعة تتدرج في كل عاصفة، فبعضها تبقى بيضاء وتنجلي أو تبدأ بأحد الألوان السابقة وتنجلي ولا أحد يستطيع التكهن بالفترة الزمنية التي تستمر خلالها العاصفة.
    تعتبر العواصف الترابية المستمرة من أكبر الكوارث المهددة للمجتمعات البشرية، وتحدث نتيجة للخلل ما بين العناصر المختلفة المكونة للنظم البيئية، وبالتالي تصبح هذه العناصر غير قادرة على توفير متطلبات الحياة الضرورية للإنسان والحيوان. إن الإفراط في استغلال هذه العناصر بمعدل يفوق القدرة العامة على التعويض، وعدم ملاءمة أساليب الإدارة لطبيعة النظام البيئي القائم أديا إلى تغير وتدهور في الغطاء النباتي وبالتالي تغير في المناخ المحلي، ونتيجة لذلك، تولدت ظروف جديدة هشة وأكثر حساسية، مما أتاح الفرصة للعوامل البيئية الأخرى غير الملائمة لمضاعفة تأثيراتها السلبية، ولأن الأنظمة البيئية في المنطقة الجافة وشبه الجافة تعتبر حرجة وأكثر حساسية من الأنظمة الأخرى، تزداد ظاهرة العواصف الترابية وتأثيراتها أن تكرار هذه المشكلة خطير، وإن لم تتخذ الإجراءات الجادة والعلمية للحد منها، فإن المنطقة ستواجه مستقبلاً مشاكل حقيقية في تأمين غذائها، أما الأسباب الرئيسية للمشكلة، فمردها سوء تخطيط العامل البشري وممارساته المختلفة في الاستغلال المكثف للموارد الطبيعية بمعدلات تزيد كثيراً على قدرتها على التعويض، وبالتالي ستخرج مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية من الاستثمار، وكذلك، فإن التغيرات المناخية وتفاعلاتها مع العوامل البيئية الأخرى كارتفاع درجة حرارة الهواء وقصر فصل هطول الأمطار وارتفاع معدلات التبخر وإهمال مشروعات التنمية المتكاملة، تعمل منسجمة على تفكيك الطبقة السطحية للتربة وجعلها هشة وخاصة في المناطق الهامشية.
   تبعاً لهذه المتغيرات، على الجهات المسؤولة أن تولي اهتماماً مضاعفاً بتنفيذ مشاريع التنوع الإحيائي، وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة، وإقامة المحميات الطبيعية.
    كذلك بالإمكان تعزيز حماية الموارد الأرضية بتوعية وإرشاد الإنسان وهو العنصر الأساسي في تدهور التربة، فإن لم تتوفر البرامج الإرشادية حول أهمية المحافظة على البيئة وحماية الموارد الأرضية والمائية من التلوث، فإن كل الجهود الأخرى ستنتهي بالفشل، وهذا الأمر يتطلب توفر كوادر علمية مؤهلة في هذا المجال لضمان تنفيذ مشاريع التنمية الزراعية وفق أسس علمية مدروسة لتحقيق الحماية الكاملة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا