التسميات

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

مرتفعات الأهنوم وظُليمة : اليمن دراسة جيومورفولوجية ...

مرتفعات الأهنوم وظُليمة : اليمن دراسة جيومورفولوجية

أ/ محمد ناصر قاسم البكري  - ماجستير - 2005 م
الملخص :
    1- المقدمة :- 
  تقع الأراضي اليمنية في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية . وتعد من أكثر دول شبه الجزيرة تنوعاً في التضاريس ؛ إذ تظهر جبال عالية ، تتخللها أحواض داخلية منبسطة ، وتتجاور السهول الساحلية الفسيحة الغربية والجنوبية مع الوديان السحيقة وهضاب مرتفعة واسعة في شمالها  وشرقها . تتكشف الصخور القديمة إلى جانب الحديثة ، وتظهر الجروف الانكسارية متجاورة مع المخاريط البركانية والسفوح شديدة الانحدار ، لهذا تزخر الأرض اليمنية بالأشكال الجيومورفولوجية المتنوعة ، لذا فاليمن تحتاج إلى دراسات متخصصة في مجالات كثيرة لكي تتمكن من استغلال ثرواتها والدراسات الجيومورفولوجية من الدراسات التي تفتقر  لها اليمن ، حيث إن علم الجيومورفولوجيا يقوم بدراسة شكل سطح الأرض ، وذلك بدراسة العوامل والعمليات الجيومورفولوجية التي تؤثر على تشكيل السطوح الخارجية والباطنية ، أو التي تطرأ على هذا السطح وتطوره ، وما يؤول عليه في المستقبل ؛  حيث أن العوامل والعمليات الجيومورفولوجية الخارجية التي تؤثر على سطح الأرض كالمناخ القديم والمعاصر ، والنبات ، وطبيعة الانحدار متغيرة في أثرها من زمن لآخر ، ومن مكان لآخر ، لذا أصبحت الجيومورفولوجيا مهمة ، لعلاقتها الواسعة بكثير من العلوم الأخرى ،  وفي تقديم استشاراتها في عدة مجالات ، فأصبح يستعان بها في الكشف عن الثروات الطبيعية ، وفي مجال الإنشاءات الهندسية والعمرانية ، وفي المياه الجوفية ، وفي تقدير وتقييم أخطار الفيضانات ، وغيرها من الأخطار الأرضية ، مثل الانهيارات الأرضية وتساقط الصخور وزحفها ، وانجراف التربة وغيرها لهذا تعد الدراسات الجيومورفولوجية مهمة .

    ومرتفعات الأهنوم وظليمة تعد أحد النماذج التي يمكن تطبيق هذا النوع من الدراسات فيها وذلك للتنوع الصخري بها ، وغناها بالأشكال الجيومورفولوجية المتنوعة ، وحدوث العديد من الأخطار الأرضية مثل : الانهيارات الصخرية ، والتساقط الصخري ، وطبيعة الانحدار الشديد بها ،  ولأهمية موقعهـا حيث تعد جزءًا من المرتفعات الشمالية الغربية لليمن ولإمكاناتها الطبيعية المتنوعة التي لم تستغل ، ولو تم استغلالها لحققت عائداً اقتصادياً لأبناء المنطقة  ، إضافة إلى أهميتها كموطن للاستقرار البشري ؛ لذا فقد سعت هذه الدراسة إلى معرفة العوامل والعمليات التي أثرت على شكل السطح والتكوين الصخري للمنطقة ودراسة السفوح والأشكال الجيومورفولوجية بها مع التطرق إلى العلاقة بين تلك الأشكال والموارد الأرضية .  
2- منطقة الدراسة وحدودها :
   تقع مرتفعات الأهنوم وظليمة شمال غرب العاصمة صنعاء ، بين دائرتي عرض (00  16ْ – 18َ 16ْ)  شمالاً ، وبين خطي طول(36َ 43ْ – 47َ 43ْ) شرقاً . (خارطة 1) ، وتعد جزءًا من المرتفعات الشمالية الغربية لليمن ، ويصل ارتفاع أعلى قمة فيها إلى (2620م ) فوق مستوى سطح البحر.
    وتقدر مساحتها بحوالي( 307.73كم2 *) ، موزعة على أربع مديريات ، هي : مديرية المدان ، ومديرية شهارة ،ومديرية ظليمة ، ومديرية القفلة . (خارطة 2) . وتتبع إدارياً محافظة عمران** . وتم تحديد حدود منطقة البحث من ارتفاع (1400م) فوق سطح البحر فما فوق ، بحيث يمثل هذا الارتفاع بداية تكون المرتفعات عن السطح المحيط بها ، وهي تتمثل في جبل المدان ( مديرية المدان) وجبال شهارة ، وذري ، وسيران الغربي، وسيران الشرقي ( مديرية شهارة ) ، وتسمى جميعها جبال الأهنوم . وجبال حبور ، وحاشف ، والشيخ في ( مديرية ظليمة) ، وجبلي صوبي وعيشان في ( مديرية القفلة ) . ( موزاييك صورة 1 ) .
وترتفع المنطقة وسط منخفضين ، إذ يحيط بها من الشمال والشرق منخفض سوق الأحد، ومن الغرب منخفض صوير ، ومن الجنوب وادي أخرف الذي يصل بين المنخفضين .  
خارطة رقم ( 1 )
خارطة رقم (2)
صورة الموزاييك 
 
3-مشكلة البحث وأهدافه :-
    تعرضت مرتفعات الأهنوم وظليمة خلال مراحل تطورها لظروف بيئية متباينة ، نتج عنها عدد من الأشكال الجيومورفولوجية ؛ إذ تعرضت لحركات تكتونية أسفرت عن حدوث صدوع أدت إلى  زيادة الانحدار وخاصة على جوانب المرتفعات ، كما تعرضت إلى اندفاعات بركانية أدت إلى رفع المنطقة ، مما أدى إلى زيادة التضرس ونشاط العديد من العمليات الجيومورفولوجية التي انعكست آثارها على الأشكال الجيومورفولوجية ، واستقرار السفوح والمواد الصخرية ، والأخطار الجيومورفولوجية الناتجة عنها هذا ما سيحاول البحث توضيحه.
ولهذا فقد هدف البحث إلى :
1- تكوين أرضية علمية وخرائطية لهذه المنطقة التي تشكل أساساً للأبحاث البيئية ودراسات الوسط الطبيعي للمنطقة .
2- القيام بدراسة جيومورفولوجية للمنطقة ، وذلك باستخدام الصور الجوية والفضائية وتحليل الخرائط لمعرفة الوحدات الجيومورفولوجية الرئيسة ، وتثبيت مظاهرها على الخارطة الجيومورفولوجية المعدة للمنطقة الخاصة بهذا الغرض .
3- توضيح أثر الأشكال الجيومورفولوجية على استعمالات الأرض في المنطقة ، والمواد التي يمكن الاستفادة منها لو تم استغلالها .
4- تقديم مقترحات وتوصيات تساعد على معالجة المشكلات التي تواجه سكان المنطقة وتساعدهم على الاستفادة من مواردها.  
4- مبررات البحث :-
تتمثل مبررات البحث في :-
1- ندرة الدراسات الجيومورفولوجية وغيرها من الدراسات الطبيعية المتعلقة بالمنطقة ولدت الحاجة للقيام بمثل هذه الدراسة.
2-انتشار عدد من الأشكال الجيومورفولوجية في المنطقة ، وهي بحاجة إلى تفسير لما لذلك من أهمية تتعلق باستعمالات الأرض.
3- حدوث العديد من الأخطار الجيومورفولوجية ؛ كالانهيارات الأرضية ، وانجراف التربة والتي تحد من الأنشطة البشرية المختلفة كالزراعة والبناء ، وهي بحاجة إلى دراسة. 
5- منهجية البحث :-
    يدرس البحث المنطقة دراسة جيومورفولوجية ، ويقسمها إلى وحدات جيومورفولوجية ويتطرق إلى الشبكة المائية ، والسفوح ، واستخدام الأرض ،وكل هذا تطلب استخدام المنهج التاريخي وذلك لأجل التعرف على نشأة الأشكال الجيومورفولوجية وتطورها خلال مختلف العصور ، كما تطلب استخدام المنهج الوصفي الذي يتمثل في وصف الأشكال الجيومورفولوجية وتصنيفها وذلك من خلال العمل الميداني ، وتفسير الصور الجوية والفضائية ، والخرائط الطبوغرافية ، كما استخدم في وصف الانحدارات ، فيما تم استخدام المنهج التحليلي في تحليل الشبكات المائية وتحليل قطاعات المنحدرات ، ومعرفة كيفية تطور المنحدرات والأشكال الجيومورفولوجية والعمليات التي أسهمت في تشكيلها ، والتنبوء بها مستقبلاً .
وقد تطلبت هذه المنهجية القيام بمسح جيومورفولوجي لمنطقة الدراسة ؛ حيث تم التركيز على معرفة التكوينات الصخرية ، ومعرفة الشكل الخارجي ، وأصل تطور السطح ، والعوامل والعمليات الجيومورفولوجية التي أسهمت في تشكيله والتعرف على الشبكة المائية ، والرواسب السطحية ، والمنحدرات ، وعلى استغلال الإنسان لها . وقد تطلب البحث اتباع المراحل الآتية :- 
6- إجراءات البحث :-
لقد مر البحث بعدة مراحل يمكن ترتيبها تصاعدياً كما يلي :-  
6-1- مرحلة جمع المعلومات .
بعد تحديد منطقة الدراسة تم جمع المعلومات الأولية كالمعلومات المناخية والجيولوجية والتقارير الرسمية ، والخرائط ( طبوغرافية ، وجيولوجية ، ونبات ، وتربة ، والصور الجوية ) وذلك من خلال زيارة الوزارات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة بالموضوع ، مثل وزارة النفط والثروات المعدنية ، ووزارة الزراعة ، والهيئة العامة للموارد المائية ، والهيئة العامة لتطوير المناطق الشمالية ، ومصلحة المساحة والسجل العقاري ، والهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد الجوي ( قطاع الأرصاد ) ، ومجلس حماية البيئة ، والجهاز المركزي للإحصاء .
كما تم الاطلاع على المكتبات العامة لجمع المراجع ذات الصلة بالموضوع ، وهي:
المكتبة المركزية بجامعة صنعاء ، ومكتبة كلية الآداب ، ومكتبة كلية العلوم ، ومكتبة مركز الدراسات والبحوث اليمني ، ومكتبة وزارة النفط ، ومكتبة الجهاز المركزي للإحصاء ، وتم زيارة منظمة GTZ الألمانية . أما الخرائط والصور الجوية التي تم جمعها والمغطية لمنطقة الدراسة فهي:- 

- الخرائط الطبوغرافية  المقياس       صحفة                      طبعت
خارطة شهارة      1643D3     1: 50000                 لعام 1987م
خارطة القفلة       1643D1         1: 50000               لعام 1987م
خارطة العشة       1643D2         : 50000                  لعام 1990م
خارطة حوث        1643D4        1: 50000            لعام 1988م
خارطة جيولوجية لوحة صعدة  6G    250000              لعام 1991م
عشرون صورة جوية    1: 60000                                 لعام 1972م
لوحة القمر الصناعي   LAND SAT     1: 50000          لعام 1972م
الخريطة النباتية للجزء الغربي من الجمهورية اليمنية1: 250000 لعام 1990 م  
6-2- مرحلة إعداد الخرائط الأولية :-
1- تم إعداد الخرائط الأولية الخاصة بمنطقة الدراسة من الخرائط الطبوغرافية ، والخريطة الجيولوجية ، والصور الجوية ، والخريطة النباتية . وأهم الخرائط التي تم إعدادها هي :
1- خارطة الشبكة المائية ،وتم إعدادها من الخرائط الطبوغرافية 1 : 50000 لمعرفة الخصائص المساحية والشكلية للأودية ، والخصائص التضاريسية،  والخصائص الموروفولوجية ، وأنماط التصريف المائي . وتم قياس أطوال الأودية ، والطول الحوضي ، والمحيط الحوضي بعجلة القياس ، أما مساحة الأحواض فتم حسابها باستخدام جهاز البلانيمتر وبطريقة المربعات .
2- خارطة التضرس بمنطقة الدراسة .وتم إعدادها من الخرائط الطبوغرافية 1 : 50000 ، وذلك بتقسيم الخارطة إلى مربعات ( 2 سم X 2سم ) يمثل المربع  ( 1 كم2 ) وتم بعد ذلك حساب الفرق بين أعلى ارتفاع وأدنى ارتفاع داخل المربع كما تم تقسيم التضرس إلى الفئات الآتية :
أ-0-200م/كم2            ب-201-400م/كم2
ج-401-600 م/كم2       د-601-900 م / كم2 .
3- خارطة كثافة تصريف الشبكة المائية : وتم إعدادها من الخرائط الطبوغرافية   
1 : 50000 ؛ وذلك بتقسيم الخارطة إلى مربعات ، طول أضلاع المربع ( 2سم
X 2سم) بحيث يمثل المربع ( 1 كم2 ) وقياس أطوال الأودية داخل كل مربع باستخدام عجلة القياس ، بعدها تم تقسيم النتائج إلى خمس فئات هي :-
أ-  أقل من 150م /كم2    ب- 150-1500م / كم2      ج- 1500-3000م/كم2
د- 3000-4500م/كم2     هـ- 4500-6600م/كم2
4- خارطة فئات الانحدار : وتعد من الخرائط ذات الأهمية في الدراسات الجيومورفولوجية ، إذ تعكس طبيعة ونوع العمليات الجيومورفولوجية من تعرية مائية ، وانهيارات أرضية (البقور، 1999م ، ص 8) وتم عملها من الخرائط الطبوغرافية 1: 50000 حيث قسمت الخريطة إلى مربعات ، طول أضـلاع المربع( 1سـم × 1سم )  بحيث يمثل المربع(     كم2 ) وإذا حصل تغير في الانحدار داخل المربع يتم تقسيم المربع بحيث لم يعد يمثل المربع إلا(    كم2 )، وبعد ذلك تم تحديد أعلى ارتفاع وأدنى ارتفاع داخل المربع ، وحساب المسافة وفرق الارتفاع بينهما، ثم تم استخدام المعادلة الآتية:

   ظا درجة الانحدار =      المسافة الرأسية                                                                     المسافة الأفقية × مقياس الرسم  
وصنفت المنحدرات وفقاً للفئات الآتية . حسب تصنيف (young ,1972,p.173.)
1-0- انحدار مستوى              2- 2 –5ْ انحدار يغلب عليه الاستواء
3 – 5 –10ْ انحدار متوسط         4- 10 – 18ْ انحدار متوسط الشدة
5- 18 – 30ْ انحدار شديد          6- 30 – 45ْ انحدار شديد جداً
7- أكثر من 45ْ انحدار جرفي . 
5- خارطة جيومورفولوجية منطقة الدراسة . تم إعدادها من الخرائط الطبوغرافية ، والخريطة الجيولوجية ، والعمل الميداني ، والصور الجوية . وتعد أساس الدراسة ، إذ توضح الأشكال الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة .
6- خارطة استخدامات الأرض : تم إعدادها من الخرائط الطبوغرافية 1 : 50000 ، والصور الجوية ، وهي تحتوي على الاستخدام الحالي للأرض ( استيطان ، زراعة ، رعي واحتطاب ، تحجير).
2-تحليل الصور الجوية :  تم تحليل الصور الجوية باستخدام جهاز الاستريوسكوب ذي المرايا وذلك بعمل موزاييك ، وتوقيع الوحدات الجيومورفولوجية الرئيسية.  
6-3- مرحلة العمل الميداني والمخبري.
اشتملت هذه المرحلة على ما يلي :
أ- تجهيز الأدوات والمواد المستخدمة في البحث وهي:
1- شريط قياس .  2-كاميرا تصوير.    3- بوصلة سلفا وبوصلة ركتا لقياس اتجاه وميلان مناطق الضعف (أي الصدوع والمفاصل ) ، واتجاه وميلان الطبقات الصخرية. 4-جهاز قياس الانحدار . Abny  level)  5-الأوفرهول)  6- عمود قياس عمق التربة. 7- مطرقة جيولوجية .  8-حمض الهيدروكلوريك.        
9-الاستريوسكوب الجيبي.
ب- الأعمال التي تم عملها في الميدان هي :
1-دراسة أنواع التربة في المنطقة ؛ وذلك بأخذ (14) عينة تربة من مختلف المواقع ، حيث تم أخذ العينات باستخدام الأوفرهول ، وقياس عمق التربة وذلك بعمود قياس عمق التربة.
2-مطابقة الخرائط الأولية التي تم إعدادها وتفسير الصور الجوية ميدانياً ؛ ليتم اعتمادها ، وتثبيت الأسماء المحلية لبعض الظواهر مثل القرى ، والقمم ، والوديان ، والتلال ، والمواقع الأثرية وتصحيح أسماء بعض الظواهر التي تتظمن أسماء غير صحيحة على الخرائط الطبوغرافية.
3-قياس اتجاه وزاوية الميل للصدوع والمفاصل والطبقات الصخرية باستخدام البوصلة ، وقياس حجم ومساحات الكتل المتساقطة ، والفتات الصخري الذي يغطي السفوح ، ومخاريط السفوح باستخدام شريط القياس ، وقياس مخاريط السفوح وانحدارها ، وانحدار السفوح باستخدام جهاز   ( Abny level ) وأخذ عينات من المكاشف الصخرية للتعرف على أنواعها ، وقياس سمك السدود النارية ، والتعرف على أنواع النباتات.
4-رسم قطاعات طولية للأودية الرئيسة وقطاعات الحافات ، والتعرف على أنواع الانحدارات ودرجة انحدارها .
5-التعرف على الأشكال الجيومورفولوجية الدقيقة التي لم تشملها الخرائط ، وقياس أبعادها ، مثل الشواهد ، والكهوف ، وحفر التجوية ، وتحديد الوحدات الجيومورفولوجية ، والتعرف على مواقع عيون الماء والبرك والحواجز القديمة .
6-التعرف على الأنشطة التي يمارسها السكان بالمنطقة مثل السكن ، والزراعة ، والرعي والاحتطاب ، والتعرف على بعض المعادن الموجودة بالمنطقة ،التي لم تستغل ، وقياس عينات من المدرجات الزراعية . والتعرف على المواقع التي تم بها حفر آبار ارتوازية ، والتعرف - من الأهالي - على عددها ، وعمق  الحفر التي كانت عليه ، ووصلت إليه الآن. وتم إجراء العمل الميداني في العامين 2002/2003 م وذلك من خلال القيام بعدة زيارات ميدانية. 
جـ- الأعمال المختبرية:
تم تحليل مفصولات التربة في معمل الكلية ، وللتأكد أعيد تحليلها في مختبر وزارة النفط. أما الحموظة والموصلة الكهربائية فقد تم تحليلها في مختبر كلية الزراعة.
أما عينات الصخور فتم التعرف عليها في مختبر وزارة النفط والثروات المعدنية ، وكذلك بعض أنواع المعادن الموجودة بمنطقة الدراسة .  
6-4- مرحلة إعداد الخرائط والأشكال النهائية :
   بعد التأكد ميدانياً من الخرائط وتوقيع الملاحظات عليها تم إجراء العمل النهائي لإعداد الخرائط التي وصل عددها إلى ( 25) خارطة ، وبعد ذلك تم إدخالها إلى الحاسب الآلي وإخراجها بشكلها النهائي . كما تم إعداد الأشكال والتي تمثل رسوماً بيانية ، وردات اتجاه ، مجسم طبوغرافي ، وقطاعات طولية للأودية ، وقطاعات مورفولوجية للمنحدرات ، وأهمها ما يأتي :
1- مجسم طبوغرافية المنطقة : وتم عمله من الخرائط الطبوغرافية ( 1 : 50000) حيث قسمت الخارطة إلى مربعات كيلومترية ، وأخذت بيانات الأبعاد الثلاثة لكل من النقاط الأربع المكونة لكل مربع على حدة . وتمثل كل نقطة من نقاط المربع منطقة تقاطع خطوط طول المربع مع عرضه ، وتتمثل بالإحداثي التشميلي والتشريقي وارتفاعهما عن سطح البحر ، بعدها تم إدخال جميع القراءات - التي بلغ عددها ( 1267) قراءة - إلى الحاسوب عبر برنامـج (surfer) وإخراجها في شكلها الحالي .
2- قطاعات الحافات : تم رسم (40) قطاعاً للحافات من الخرائط الطبوغرافية ، ثم قيست أطوال القطاعات بواسطة عجلة القياس ، بعدها قسم القطاع إلى عناصر انحدارية ( محدب ، ومقعر ، ومستقيم ) ، وتم التأكد منها ميدانياً ،ثم قيست أطوال العناصر الانحدارية في كل قطاع وحُسب الانحدار العام للقطاع كاملاً ، ثم أخيراً تحليل بيانات القطاعات . 
6-5- مرحلة الكتابة :
    بعد إجراء المراحل السابقة تم كتابة البحث عن طريق ما توافر من معلومات نظرية وأعمال ميدانية ومخبرية ، حيث تم تنظيم المعلومات وتوزيعها على الفصول ، ثم صياغتها . وقد تضمن البحث خمسة فصول بعد مقدمة الدراسة التي تحتوي على مقدمة ، وحدود منطقة الدراسة ، وأهداف البحث ، ومنهجيته ، وإجراءات البحث ، والدراسات السابقة ، وأخيراً الفكر الجيومورفولجي ومدارسه. جاء الفصل الأول تحت عنوان الخصائص الجغرافية لمرتفعات الأهنوم وظليمة ، وقد تناول الخصائص الطبيعية والخصائص البشرية للمنطقة ، تناولت الخصائص الطبيعية جيولوجية المنطقة ، وطوبوغرافية المنطقة ، ومناخها ، والنبات ، والخصائص البشرية تناولت : الاستيطان ، والزراعة والري ، والرعي والاحتطاب ، وجاء الفصل الثاني بعنوان الخصائص المورفومترية في مرتفعات الأهنوم وظليمة ، وتطرق إلى الخصائص الشكلية والتضاريسية ، وخصائص الشبكة المائية وصولاً إلى أنماط التصريف المائي.
    وركز الفصل الثالث -الذي يحمل عنوان الخصائص المورفولوجية للسفوح في مرتفعات الأهنوم وظليمة - على خصائص المنحدرات ، وتحليل القطاعات ، والخطوط المورفولوجية ، ثم توزيع زوايا الانحدار ، واتجاهات السفوح وتطورها. أما الفصل الرابع الذي كان بعنوان الأشكال الجيومورفولوجية في مرتفعات الأهنوم وظليمة ، فقد تطرق إلى الأشكال الجيومورفولوجية الموجودة بالمنطقة ، وأيضاً القوى التي أدت إلى تكون المنطقة ، والتطور الجيومورفولوجي للمنطقة .
وأخيراً جاء الفصل الخامس - الذي يحمل عنوان أثر الأشكال الجيومورفولوجية على الموارد الأرضية في منطقة الدراسة .   
7- الصعوبات التي واجهت البحث :-
   واجه الباحث عدداً من الصعوبات ، سواءً في مرحلة جمع المعلومات أو خلال مرحلة العمل الميداني ، وتتمثل في الآتي :-
1- انعدام محطات الرصد المناخية داخل منطقة الدراسة ، وتم الاعتماد على محطة الرصد بصعدة لتسلسل الرصد بها ، وكذلك محطة الرصد بحجة لاعتبار المحطتين هما الأقرب إلى المنطقة رغم صعوبة الحصول على المعلومات من جهة الاختصاص ، وعلى محطات مطرية هي محطة شهارة ، ومحطة حوث ، ومحطة خمر.
2- وعورة منطقة الدراسة وصعوبة التنقل بها ؛ لشدة الارتفاع والانحدار الشديد ، وانعدام وسائل النقل الحديثة في بعض المواقع ، ووجود مشاكل قبلية أعاقت الباحث عن الوصول إلى بعض المواقع .
3- عدم وجود صور جوية حديثة ليتم مقارنتها مع القديمة ؛ حتى يتم التعرف على التغير الذي حدث في بعض الأشكال الجيومورفولوجية ، وعدم وجود خارطة جيولوجية خاصة بمنطقة الدراسة كبيرة المقياس مثل مقياس 1 : 50000 .  
8- الدراسات السابقة :-
      لم يتم إجراء أي دراسة جيومورفولوجية لمنطقة الدراسة حتى الآن في حين تطرقت  بعض الكتب وبعض التقارير العامة إلى ا لمنطقة وهي :-
1- صفة جزيرة العرب ( الهمداني ، 1990م ، ص 310-311) وقد وصف الجبل والناس والزراعة * .
2- مجموع بلدان اليمن وقبائلها ( الحجري اليماني ، 1984م ، صـ 95-98 ) ذكر المسافة بينها وبين صنعاء ، ووصف شهارة ، وذكر اتجاه أوديتها** .
3- اليمن الكبرى كتاب جغرافي جيولوجي تاريخي ( الويسي، 1962م ، صـ 107-141) وقد ذكر أسماء جبالها ، وتكوينها الصخري ، وذكر حصن شهارة***
4- دراسة قامت بها وكالة التعاون العالمية اليابانية وهي بعنوان ( تقرير عن دراسة خطة محكمة خاصة بالتنمية الريفية الشاملة لمحافظة حجة ( مارس 1980م) وقد تناولت الدراسة جيولوجية المحافظة ، ومناخها ، والتربة ، والزراعة ، وأعدت خارطة جيولوجية ، وخارطة التربة واستعمالات الأرض في المحافظة ، وهي دراسة عامة .
5- دراسة قامت بها المنظمة العربية للتنمية الزراعية التي مقرها الخرطوم بعنوان (مشروع التنمية الريفية المتكاملة لمحافظة حجة ( اكتوبر 1985 م) وقد تناولت جيولوجية المحافظة والتربة والزراعة ، وهي دراسة عامة. وقد تطرقت الدراستان إلى منطقة الدراسة بصورة عامة .
6- رسالة دكتوراه مقدمة من محمد عبدالباري عثمان القدسي بعنوان ( التطور الزمني والمكاني للطفوح البركانية السفلى لمجموعة بركانيات اليمن 1994م ) .
وقد تطرق إلى حقل شهارة ، وذكر أن الطفوح البركانية تنتمي إلى العصر الثلاثي ، وأنها متطبقة فوق تكوين وجيد ، وعمل مقطعاً جيولوجياً .
7- دراسة قامت بها شركة المناجم العربية وهي بعنوان ( تقرير البحث عن استخراج معدن الذهب ، 1992م ). وقد تناول التقرير منطقة شهارة ، حيث ذكر أنها تتكون من صخر الرولايت والتراكيت والبازلت واتجاهات الصدوع ، وتم تحليل عدد من العينات الصخرية تحليلاً كيميائياً ، وأظهرت نتائج التحليلات وجود عدد من المعادن الفلزية في المنطقة .
8- الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف أعدت تقريراً بعنوان ( التقرير التفصيلي لعملية المسح الشامل لمديرية شهارة 2003 م ) ، وقد تناول التقرير التكوينات الصخرية ، وذكر أنها تكوينات الحين الثلاثي ، وتناول الإرسابات الرباعية ، وذكر أن سمكها يتراوح ما بين ( 20 – 30م).
    وهذا بالإضافة إلى دراسات عن مناطق أخرى من اليمن وتتضمن دراسات في الجيولوجيا والمناخ والتربة والمياه والنبات ، وقد تم الاستعانة بهذه الدراسات لغرض المقارنة.


* تم تحديد مساحة المنطقة باستخدام جهاز البلانيمتر ، وطريقة المربعات .
** حيث كانت من قبل تابعة لمحافظة حجة عدا مديرية القفلة كانت تابعة لمحافظة صنعاء ، وبموجب القرار الجمهوري رقم (23) لسنة (1998م) الذي تضمن استحداث محافظة عمران فقد ضمت هذه المديريات إليها .
* الهمداني ذكر جبل الأهنوم فقال في وصفه: " من جبال السراه وهو أحصن وأوسع واتلع ، وقعدته على بلد غير ذي أودية، فهو يكون أكثر دهره صاحياً إلا في أيام الأمطار ، وهو متقطع الطرق ، وليس له غير طريقين لا يطلعهما سوى الرجال ، ولا تطلعه دابة لوعورة طريقه . وفي رأسه عيون غزيرة ، وقرن مرتفع ، عليه مسجد ،وتحته غيل" ( وهو ما يسمى اليوم قرن جمع يخرج من باب شهاره ثم يتجه غرباً قليلاً ويطلع هذا المكان وفيه الماء والقات والمسجد ) ( المحقق ) . كما ذكر الهمداني أنواع المزروعات فقال :" يزرع على رأسه العنب والخوخ والرمان والتين، ويزرع البر والذرة والشعير وغير ذلك ، وفيه نبات شبيه بالصندل الأبيض يقاربه في الرائحة ، وقد يدخل الصندل الهندي" .
** الحجري اليماني ذكر الأهنوم فقال :" ناحية معروفة في الشمال الغربي من صنعاء ، على مسافة أربع مراحل ، فيها قرى كثيرة ، وجبال شامخة ، وحصون منيعة ، ومدارس علمية ، ومساجد عامرة ، ومزارع طيبة ، وكانت شهارة تعرف قديماً بجبل معتق ، وهي من أمنع حصون اليمن . ولشهارة طرق محكمة بين الجبال وأبواب لكل طريق ، منها باب النصر وباب النحر وباب السرو ، وفي رأس جبل الأهنوم قمة عالية تسمى قرن جمع،  فيها مسجد قديم ، وجميع مياه بلاد الأهنوم تفضي إلى وادي مور من تهامة ، وتصب في البحر الأحمر ، وترتفع جبال الأهنوم عن سطح البحر نحو الفي متر وثلثمائة متر تقريباً ، وقرن جمع يزيد ارتفاعه عن ذلك ".
*** الويسي تحت عنوان سلسلة جبال الأهنوم قال :" تشمل جبال الأهنوم شهارة الفيش ، وشهارة الأمير ، وبه المركز الرئيسي ( شهارة ) وهو حصن منيع صعب المنال ، يرتفع عن سطح البحر بحوالي 3000م ، ويعتبر =معقلاً من معاقل اليمن ، ومن جبال الأهنوم سيران الغربي والشرقي ، وجبل المدان ، ثم جبال ظليمة وبني سوط ، وهي فرع من جبال الأهنوم ،، وفي معرض حديثه عن جيولوجية اليمن قال :" أما جبال الأهنوم فبركانية ، وجبال حبور معدنية ، ويوجد الجبس في حبور" .
 المركز الوطني للمعلومات - اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا