التسميات

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

مورفولوجية المدينة الجزائرية و تمثلات الهوية : الوجه الآخر لمدن الريف (دراسة ميدانية ببعض أحياء مدينة بسكرة) ...


مورفولوجية المدينة الجزائرية و تمثلات الهوية

الوجه الآخر لمدن الريف

(دراسة ميدانية ببعض أحياء مدينة بسكرة)


أ. ميدني شايب ذراع - جامعة بسكرة

أ. العمري وفاء - جامعة بسكرة

الصفحات 58 - 74


الملتقى الدولي الثاني حول : المجالات الاجتماعية التقليدية والحديثة وإنتاج الهوية 

الفردية والجماعية في المجتمع الجزائري


المحور الأول: إشكالية العلاقة بين الأسرة و الفرد في المجال العمراني

الملخص:

   لقد أثارت مسالة دراسة المدينة اهتمامات الدراسات السوسيولوجية والمعمارية، واتسع مجالها في البحوث و الدراسات الحضرية، باعتبارها - أي المدينة - تمثل نموذجاً للحياة الاجتماعية والإنسانية وتشكل المنتجات المعمارية إحدى نماذج هذه الحياة ، عاكسة بذلك إسقاطاتها الاجتماعية والحضرية والسياسية ... الخ مختلف مناحي حياة الشعوب و الأمم.

   ومع مرور الوقت شهدت المدينة صراعاً حاداً وحامي الوطيس- بين ثقافة وافدة (الثقافة الريفية) وأخرى نمطية حضرية بتعبير لويس ويرث - في منتجاتها المعمارية، سببته سياسة المخطط المحدودة ، وثقافة المواطن المفقودة . ما ادخل العمارة في اغتراب حضري ناتج عن النسيج العمراني الغير مستقر ، وبروز وظهور أحياء ومدن جديدة إلى الواجهة، فرضتها موجات النمو الحضري الناتج من حركية الهجرة الريفية المستمرة و عوامل النمو الديموغرافي المتواصل.

   هذا وقد ساهمت تعدد أصول ومشارب الوافدين (المهاجرين) إلى ضعف التجانس الاجتماعي والاقتصادي لهم ، ما أدى إلى تحطيم روابط الفضاءات التقليدية، وبروز التناقض في الأشكال العمرانية و المعمارية بين التقليدي و الريفي و الحديث المعاصر ، إضافة إلى المظاهر الاجتماعية الأخرى مثل البطالة و الجريمة و التشوه العمراني، وانعكاساته على مختلف مظاهر الحياة ، هذه المسائل و الظواهر أصبحت تطرح نفسها و بقوة على طاولة تفكير المخططين و المسيرين والمهتمين بالشأن الحضري.

   وبطبيعة الحال تشهد المدن الجزائرية ديناميكية سريعة وحركة نشطة في مختلف الانجازات والمشاريع ، نتجت عنها توسعات ميدانية. ما أعطى للمدن وجهاً أخر ومساراً مختلفاً من حيث الحركة و البناء، تاركة وراءها بصمات برزت بجلاء ووضوح في المجال الترابي للوطن عاكسة بذلك معالم وملامح الهوية من خلال افرازات المظاهر الثقافية و الاجتماعية وحتى السيكولوجية على تخطيك ومورفولوجية المدينة.

   وبذلك جاءت مداخلتنا هذه لتعالج بعدي الهوية و المدينة , متخذة من مدينة بسكرة نموذجا لذلك. من خلال طرح التساؤل الرئيس التالي:

- ماهي انعكاسات تخطيط المدينة على هوية مواطنيها, وكيف تجسدت معالمها على مورفولوجيتها؟

نص المداخلة: 

   لقد أثارت مسالة دراسة المدينة اهتمامات الدراسات السوسيولوجية والمعمارية، واتسع مجالها في البحوث و الدراسات الحضرية، باعتبارها- أي المدينة- تمثل نموذجا للحياة الاجتماعية والإنسانية وتشكل المنتجات المعمارية إحدى نماذج هذه الحياة ، عاكسة بذلك إسقاطاتها الاجتماعية والحضرية و السياسية ...الخ مختلف مناحي حياة الشعوب و الأمم. 

   ومع مرور الوقت شهدت المدينة صراعا حادا وحامي الوطيس- بين ثقافة وافدة (الثقافة الريفية) وأخرى نمطية حضرية بتعبير لويس ويرث - في منتجاتها المعمارية، سببته سياسة المخطط المحدودة ، وثقافة المواطن المفقودة . ما ادخل العمارة في اغتراب حضري ناتج عن النسيج العمراني الغير مستقر ، وبروز وظهور أحياء ومدن جديدة إلى الواجهة، فرضتها موجات النمو الحضري الناتج من حركية الهجرة الريفية المستمرة و عوامل النمو الديموغرافي المتواصل. 

  هذا وقد ساهمت تعدد أصول ومشارب الوافدين (المهاجرين) إلى ضعف التجانس الاجتماعي والاقتصادي لهم ، ما أدى إلى تحطيم روابط الفضاءات التقليدية، وبروز التناقض في الأشكال العمرانية و المعمارية بين التقليدي و الريفي و الحديث المعاصر ، إضافة إلى المظاهر الاجتماعية الأخرى مثل البطالة و الجريمة و التشوه العمراني، وانعكاساته على مختلف مظاهر الحياة ، هذه المسائل و الظواهر أصبحت تطرح نفسها و بقوة على طاولة تفكير المخططين و المسيرين والمهتمين بالشأن الحضري. 

    وبطبيعة الحال تشهد المدن الجزائرية ديناميكية سريعة وحركة نشطة في مختلف الانجازات والمشاريع ، نتجت عنها توسعات ميدانية. ما أعطى للمدن وجها أخر ومسارا مختلفا من حيث الحركة و البناء، تاركة وراءها بصمات برزت بجلاء ووضوح في المجال الترابي للوطن عاكسة بذلك معالم وملامح الهوية من خلال افرازات المظاهر الثقافية و الاجتماعية وحتى السيكولوجية على تخطيك ومورفولوجية المدينة. 

   هذا وقد لعبت السياسات المطبقة في الجزائر دورا كبيرا في تنامي درجة التحضر، فازدادت المستشفيات في ظل الإصلاحات الخاصة بالمجال الصحي. كما لعب التعليم وسياسات محاربة ظاهرة الأمية التي شملت شرائح مهمة في المجتمع الجزائري أيضا دورا كبيرا في ذلك. إضافة إلى التحول في النهج الاقتصادي بإتباع سياسة اقتصاد السوق وحرية التجارة في السنوات الأخيرة، بحيث طبعتها الفوضى مع تيار المعايير والمقاييس المعمول بها في هذا المجال، وتناقص أو انعدام الرقابة أحيانا على النشاط التجاري خاصة داخل المدن.(01)ومع إفرازات وسائل الاتصال الحديثة في فضاءات الإعلام المختلفة طور الكثير من العادات الاجتماعية التي تمس الإطار ألقيمي للمجتمع وللعائلة الجزائرية مم خلق أنماط حياتية جديدة وبالتالي أشكال ونماذج استقلالية أخرى، تعتبر إضافات وتغيرات للحياة الحضرية للمجتمع الجزائري. 

3-1-1 التغير ألقيمي للمجتمع الجزائري : يرى كارل مانهايم K.Manheim أن تغير القيم يحدث عندما يصبح المجتمع ديناميا، و يظهر صراع القيم عندما تكون جماعتين أو أكثر مختلفتين ، بحدوث بينهما توافق أو سيطرة واحدة على الأخرى.إذ أن التغير ألقيمي يكون نتيجة لتفاعل مستمر بين الفرد ومحيطه ، تبعا لعوامل ثقافية و اجتماعية ، بالإضافة لحراك اجتماعي ديناميكي و حراك فيزيقي. 

  والقارئ لصورة ملامح التغير القيمي في المجتمع الجزائري يراها إنها انعكاس عن تغير في مكونات البناء والنسق الاجتمـاعي و الثقافـي ، وتنوع الظروف المـادية و المعنوية ، واختلاف المراحل التاريخية التي يمر بها المجتمع الجزائري ، كلهـا عوامل ساعدت إلى ظهور أشكال قيمية متباينة تعكس الصراع القيمي الموجود . و المتمثلة في ثلاث أشكال متباينة : تقليدية ،عصرية ، دخيلـة . 

القيـم التقليديـة : يوضح التراث النظري المرتبط بموضـوع القيـم و البناء الاجتمـاعي الحضـري اتفاق أغلبية الدارسيـن و المحللين ، على إعطاء القيم دورا أساسيا في تفسير مختلف مظاهر الحياة في مجتمع المدينة . من خلال ما تحدثه القيم من تأثيرات على مختلف انساق الحضرية . و لعل ذلك كله يفرض على دراسته مكونــات البناء الايكولوجي و الاجتماعي للمدينة . وضرورة فهم ما يجري فيها في ضوء القيم التي يؤمن بها سكانـها القدامى و الجدد وتعزى ملامح التنظيم الحضري الجديد إلى عاملي النمو الديموغرافي و الهجرة الداخلية التي أفرزت مرفولوجية جديدة و مستحدثة في المدينة عكستها الذهنيات و الممارسات التي صارت تطغى وتطبع الحياة الحضرية داخل أوساط المجتمع و يبدو ذلك واضحا من (2)
   إن الحديث عن القيم التقليدية في المدينة سيكون حديثا حول الحياة الاجتماعيـة في الأحياء الشعبية في الحارة والقصبة، و الحومة. هذه الأخيرة التي تمثل النموذج المثالي للاندماج الحضري كمـا تعتبر معقلا محلـيا تسوده قيم التعايش، و التضامن، التسامح و التعاون، وصورة ترتسم فيها أهم معالم خصائص التنظيم الاجتماعي و ألمجالي للمدينة الجزائرية خلال عملية مساره التاريخي. 

   وأدى كذلك إلى تشكل المدينـة في شكـل متقطع مجاليا بسبب تضافر العوامل الأخرى (التهميش، البطالة، الفقر،الإقصاء الاجتماعي ...) . أمام هذا الواقع أصبح تحديد مفهوم المدينية آمرا صعبا ،في ظل اعتماد سكان المدينة على مرجعيات وخلفيات متناقضة و متعددة في شرعنة ممارساتهم القانونية وغير القانونية ، وفي نيل حقهم من العيش المدينة و استحقاق لقب المديني . 

   إن استمرارية قيم الريفية عند سكان المدينـة تعكس عدم قدرة هذه الأخيرة على التأثير بشكل ايجـابي في القادمين الجدد إليها ،وذلك لإدماجهم اجتماعيا و ثقافيا بشكل يحميها من التأثير السلبي عليها و على القادمين الجدد إليها . لتعرف عملية التمييز بعدا أخر في المجتمع الجزائري وكان المحك الرئيسي في تحديده هو الطبقة و المركز الاجتماعي أي بين الطبقة البرجوازية التي تسكن الأحياء الراقية و تحمل قيما عصرية، و الطبقة الفقيرة التي تسكن الأحياء الشعبية القصديرية الحاملة لقيم تقليدية. 

   كما تجدر الإشارة إلى أن عدم قدرة المستعملين من التكيف مع المجال الحضري الجديد، وعدم تحقيق التفاعل معهم أقصى الاندماج في الحياة الحضرية الجماعية للمستعملين.زيادة على التمدن الاجتماعي الباهض ، الذي يدفعه المجتمع من تراجع القيم واستفحال النزعة الفردية واللامبالاة إزاء المجال العمراني وازدياد في مستوى الهجرة...الخ.(3) 

ب- قيم عصرية : لقد شكـلت القيـم إحدى الاهتمامات الأساسية في تناول الباحثين للبناء الحضري و التنمية الحضرية ، التي عولجت في ضـوء متغيرات نسق القرابة ، والمتغيرات الديموغرافية والثقافية ، الترفيه ، السلطة و بناء قوة العلاقات الاجتماعية ،وحدة الجيرة ...، وقد اعتبرها علماء الاجتماع الكلاسكيين من أمثال دوركايم وكونت و فيبر مهمة في تماسك المجتمعات وقاعدة للسلامة الاجتماعية ومنبع للتعبير عن تكافل الأفراد وتفاعلهم ,كما أن الدراسات المعاصرة للقيم تؤكد على مسالة الصراع القيمي والتي تبرهن على ما يسمى مشكل القيم"،(4) 

   وبهذا أضحت المدينـة ساحة ومسرحا للصراع الرمزي و المادي بين التيارات المختلفة في المجتمع ، للهيمنة و السيطرة . وما التصادم الذي عرفته الجزائر منذ نهاية الثمانينـات. إلا دليلا على خطورة هذا اللاتجانس القيمــي . مع إمكانيـة تحول المديـنة إلى ساحـة للمواجهات و العنف بين الجماعـات الاجتماعيـة التي تتصـادم مصالحـها أو تتعارض أفكارها ، كلها عوامل أدت بشكل أو بآخر إلى اختراق قيمي في المجتمع الجزائري الذي أصبـح يعرف بالمجتمع المتأزم . 

3-1-2- الأحياء العشوائية: تتكون هذه الأحياء السكنية عادة من منازل قديمة متهدمة أو من أكواخ صنعت من الأخشاب والصفيح، و ذلك من خلال عرض خصائص كل نظـام قيمي بشكـل يساعدنا على فهم التعقيدات الموجودة في السلوك و الممارسات الاجتماعية في المجالات الحضرية ". ومنه فالتغيرات المتلاحقة التي مر بها المجتمع الجزائري فرضت علينا عدد من الحجرات الضيقة المتجاورة تسكن في كل حجرة منها عائلة بأكملها، وعادة ما يستخدمون دورة مياه واحدة، وبعض المساكن في هذه الأحياء جديد بناها أصحابها لأن دخلها مغر بالنسبة إلى تكلفتها.(5) 

   وقد شهدت الجزائر كمثيلاتها من البلدان العربية هذا النمط من المساكن والأحياء القصديرية، والتي شيدت ولا تزال بأطراف المدن خاصة الكبرى منها حيث اتضح أن نحو 6% من سكان الجزائر العاصمة يقيمون في أحياء عشوائية..وقد لعبت الهجرة الريفية نحو المدن سبيا وعاملا حاسما في ظهور ونمو هذا النمط الغير مخطط من الأحياء كما شهدت الجزائر تطورا مهما لظاهرة الهجرة الريفية تجاه المدن، وظهرت بقوة غداة الاستقلال، فقد مثلت نسبة سكان الحضر بـ42 % كما أخذت الهجرة الريفية تجاه المدن شكلين في العموم، الأول يعني الأفراد خاصة لغرض العمل، والآخر الأسر بغية الاستقرار طويل المدى أو الأبدي في إحدى التجمعات الحضرية بالمدن. (6) 

   وتؤكد إحدى الدراسات الميدانية بإحدى الأحياء الهامشية القريبة من مدينة سكيكدة، أن الهامشية كظاهرة اجتماعية تشكل إحدى أبرز الأعراض المتصلة ببنية اجتماعية اقتصادية متخلفة. وأشار إلى أن حل مشكلات الأحياء المتخلفة لا يمكن في تقدير السلطات المحلية لبعض الحلول الجزئية، وإنما في ضرورة تبني حلول جذرية تمس البنية الاجتماعية والاقتصادية تهدف إلى إرساء دعائم العدالة الاجتماعية، وتقليل الفوارق الطبقية في المجتمع، حتى لا يحرم البلد من فاعلية هذه الشرائح وطاقتها البشرية التي يمكن إن أحسن استغلالها أن تدعم جهود التنمية المتواصلة. 

   إن المقاربة السوسيولوجية لواقع المجتمعات المحلية في الجزائر يبرز لنا جليا طغيان مااصطلح عليه علماء الاجتماع الحضري بمصطلح "تريف المدن" على جل مظاهر الحياة الحضرية. 

* كما يلخص الباحث احمد بوذراع أهم مظاهر الأحياء العشوائية في : 

- زيادة شدة الازدحام السكاني . 

- كثرة تغيير محل السكن. 

- نقص الخدمات الاجتماعية و المرافق العامة. 

- تدهور الصحة العامة وتفشي الأمراض. 

- تدهور الحالة المعيشية وانخفاض الدخل. 

- انخفاض مستوى التعليم وانتشار الأمية. 

- انتشار المظاهر المرضية مثل التفكك الاجتماعي و الجريمة و السلوك المنحرف و العزلة.(7) 

3-1-3 ظاهرة تريف المدن: يعرف النزوح الريفي على أنه" تغيير لمكان الإقامة أي الانتقال من المنطقة الريفية التي تتصف بخصائص تميزها عن المنطقة الحضرية" ، وقد شهدت المدينة الكثير من المشكلات التي افرزها هذا الأخير، فأعطى الكثير من الباحثين الاجتماعيين اهتماما بها في شرح أبعادها وأسبابها ونتائجها، فمن بين المشكلات التي يتسبب فيها النزوح الريفي نجد المشاكل الديموغرافية حيث تحدث اختلالا في الكثافة والتركيب السكاني وتوزيعهم وخصائصهم، جعل تمركز السكان في بعض المناطق دون الأخرى. 

  إضافة إلى كون الكثير من النازحين لا يتخلون عن القيم الريفية التي تحرص على زيادة النسل وكبر حجم الأسرة، والحفاظ على العلاقات القرابية شأنها شأن ما هو موجود بالريف. ومن الواضح أن المهاجر يعيش في المدينة ولكنه في الواقع لا ينتمي إليها أي لا يندمج فيها اجتماعيا وثقافيا وأساليب الحياة الأخرى إلى درجة أن تكون علاقات المهاجر محدودة جدا،(8) فهو حيث يهاجر إلى المدينة يهاجر بعاداته وقيمه وقيم مجتمعه الأصلي وطموحاته ويبقى لمدة طويلة متمسك بها مما يعرقل عملية التحضر والتكيف مع القيم الحضرية الجديدة. 

   ومن نتائج النزوح الريفي ليس فقط تأثر النازحين بالنمط الحضري، بل أيضا بتأثير هؤلاء في نمط الحياة الحضرية، إذن ليس هناك تأثير يسير في اتجاه واحد وكثيرا ما يعتقد بعض الباحثين أن الجماعة المهاجرة هي التي تتأثر فقط بالمكان الحضري من خلال معيشتها بالمدينة، إلا أن الحقيقة أن أفراد هذه الجماعة يؤثرون أيضا في نمط الحياة الحضرية.(9) 

   ويرى "بورديو"أن استمرارية هاته الرواسب محدودة بزمن معين، ويؤكد اختفائها أو اندماجها في المستقبل فيقول: "إن الريفيين المتمسكين بدوام القيم الريفية يبدون تائهين، وحتى مثيرين للسخرية..." وأن القطيعة بالماضي وزوال العادات يعتبر أمر حتمي . وان عدد معتبر من المهاجرين وأسرهم يعني استقرارهم بالمدينة العيش فيها والانتماء إليها، ولكن ليس بالضرورة المشاركة في الحياة الحضرية العصرية بل قد يبقوا يحيون وفقا لاستجاباتهم وثقافاتهم الأصلية.(10) 

3-1-4 على مستوى الفضاء السكني: 

   إن المتأمل للمجال الحضري في الجزائر يلحظ و بلا شك الاختلالات و التغيرات الواضحة التي مست و بشكل ملموس كافة الجوانب المحيطة به، وا ثرت على أهم و مختلف الوظائف والأدوار التي كان يقوم بها في جل المجالات, وبخاصة المجال السيكولوجي (النفسي) و السوسيولوجي(الاجتماعي) و العمراني التخطيطي. 

  ونتيجة لنمو الحضري الحاصل نتيجة عاملي الهجرة الريفية من جهة والنمو الديموغرافي من جهة أخرى ، قد أدى إلى ارتفاع في عدد السكانن، هذا الارتفاع (ارتفاع الكثافة السكانية في الغرفة الواحدة ) و التحسن المستمر في دخل الأسرة، ساعد على العناية بموضوع إعداد الغرف بالأثاث و التجهيزات الاليكترونية بغية تسهيل الحياة المنزلية الشيء الذي زاد من ضيق المكان و صعوبة الحركة داخله مما دفع السكان إلى إفراغ بعض الوظائف خارج الغرفة كالطبخ مثلا في فضاء أخر أمام الباب و الرواق أو الفناء، ماجلب روح الاتكالية و الخمول و عدم النشاط بين أفراد العائلة ,وبهذا بدأت تترائ وتتجلى للعيان معالم الأدوار و الوظائف الاجتماعية المختلفة و المستحدثة على مستوى المجال الحضري. 

د- واجهة الدار: وتتميز بقلة نوافذها و ضيقها وبخاصة التي تطل على الشارع ، تشجيعا للحياة المنعزلة و المنغلقة وحفاظا على خصوصية الحياة داخل المبنى ، بحيث يحد و يفصل ما بين مايدور داخل الحرم المنزلي وما يدور خارجه بواسطة جدار عازل مرتفع بعض الشيء لتامين قدسية الحياة الخاصة و صونها و ممارسة أفراد العائلة نشاطاتهم في حرية كاملة. ولهذا كانت الغرف تفتح على وسط الدار حيث كان المتجول لايمكنه من خلال واجهة الدار التعرف على المكانة الاجتماعية(الطبقة الاجتماعية) لكونها بسيطة وغير مزخرفة مثلما نشاهده اليوم في طريقة تصميم البناء.(11) 

ه- الأزقة: وتتميز على العموم بالضيق و الالتواء و الانحناء والانغلاق، لا تسمح للمار بالوقوف عندها. وقد أولى لها التنظيم العمراني أهمية و عناية كبيرة بالراجلين و المراكب الحيوانية في مقابل مواصلات المسافرين.وما يميز هذه الأزقة أنها مليئة بالسكان (المارة) وطرقها نظيفة و جيدة مزودة بكل المرافق الضرورية كالإنارة ومكان الفضلات ...الخ.. 

* إضافة إلى هناك جزاءا من العمارة تغيرت وظائفها متأثرة هي الأخرى بالتحولات الشاخصة التي شهدها المجتمع على مختلف الأصعدة و المستويات، وتجلت في الوظائف التالية: 

ب- مدخل العمارة: ويستغل في كثير من الوظائف و النشاطات المختلفة و المتمثلة في: 

- فضاء للعب الأطفال: باعتبار أن الحالة الجيولوجية في الخارج صعبة ولا تقدم للأطفال ادني شروط الأمان و الراحة و الاطمئنان .وهروبا من الجو الخانق بداخل المسكن يلجا الطفل إلى مدخل العمارة ليحجز ويدخر مكانا للعب و التسلية في الصيف.(12) 

* - فضاء و ملتقى الأصدقاء و الجيران: باعتبار إن هذه الأحياء الجديدة لا تتوفر على المكنة وفناءات وفضاءات للالتقاء والاجتماع. 

* - فضاء ومجال للغسيل: حيث يستعمل لغسيل الزرابي الكبيرة و الصوف من اجل الأعراس و الأفراح...الخ. 

ج- سلالم العمارة : ولان معظم العمارات تفتقر لاماكن خاصة باللعب نتيجة الضيق يتخذ الأطفال السلالم مكانا للجلوس و التسلية .أما في الليل فبسبب ظلمتها باتت مرتعا و ملجأ للخمر و القمار لدى الشباب ، مما ساعد على الانحراف و التشرد .إضافة إلى الرقص و الموسيقى ما يؤثر ويفقد أهم مكونات عناصر الشخصية العربية والمتمثلة خصوصا في الحياء و الحشمة و الحرمة...الخ.(13) 

د- الواجهة : حيث يلحظ على الحائط مجموعة الفتوحات (الشرفات وغيرها) التي تمكن من ملاحظة الحياة الاجتماعية التي تدور بالداخل بصورة واضحة ، كما تشهد طلاء بعض النوافذ بألوان مختلفة و متعددة. 

* أما الناحية الجمالية فتكاد تكون مفقودة وشبه منعدمة نظرا لان الفضاءات قاحلة ومتدهورة تنعدم فيها المساحات الخضراء وانتشار الأوساخ و القمامة على نطاق واسع و كبير ، إضافة إلى أن المسكن من الداخل في بعض الأحيان تطل فيه النوافذ و الشرفات على مساكن أخرى."ميزها تدهور أحوالها العمرانية و المتمثلة في قدم أبنيتها وتداعيها ، وضيق مساحات أبنيتها وقلة عدد غرفها ، وانعدام المرافق الداخلية في اغلبها ,واكتظاظ و ازدحام سكانها ...الخ." وإجمالا لما جاء يمكن القول أن المساكن و العمارات تظل مجموعة من المكعبات المتناثرة هنا و هناك. 

   أما الفضاءات الخارجية فهي غير منظمة وغير محددة من قبل الهندسة الحضرية ، أين يخلق سكان العمارات بطريقة فوضوية مساحات صغيرة امتدادا لشرفات الأرضية ، وأحيانا أخرى يغرس مجموعة من السكان على المساحة آو الفضاء المحيط بالعمارة نباتات أو أشجار آو تستعمل حظيرة للسيارات ...الخ. حيث يعبر هذا السلوك عن حب الملكية ويشخص حب الناس ورغبتهم الجامحة في امتلاك الحيز و المجال الحضري. 

   ومن هنا يتبن لنا أن كل المخططات و السياسات التي سعت الدولة الجزائرية إلى استغلال المجال الحضري و تنظيمه وفق خصائص ونمط حياة الأسرة و المجتمع الجزائري قد أثبتت محدوديته، وذلك يعود لاختلاف الرؤى في كيفية استغلال هذا المجال. فإذا كانت بعض المجتمعات تولي للبعد المادي أهمية قصوى ( مواد البناء و التقنيات و شكل البناء),نجد في الاتجاه الأخر المعاكس أين يشكل البعد المادي متغيرا ثانويا أمام العوامل الاجتماعية و الثقافية و النفسية ...الخ. 

قراءة في بعض ملامح الهوية في تخطيط المساكن : 


صورة (1): مظاهر العنف والتلوث. المصدر:من إعداد الباحث 

* في هذه الصورة المبينة أعلاه نقرأ ملامح التريف وإفرازات الصدمة الحضرية التي تجسدت في الكتابات على الجدران ، والتي تهدف إلى ترسيخ من الناحية السوسيولوجية ثقافة العنف الرمزي المكبوتة بداخل أفراد المجتمع (الشباب خاصة)، إضافة إلى قهر السلطة البطريركية (الأبوية) المطلقة الممارسة عليه من طرف رب الأسرة. أما من الناحية البيئية فهو بعد من أبعاد التلوث البصري المشوه ، كما نلاحظ رمي النفايات الذي يعكس غياب الثقافة الحضرية في ظل ضعف مؤسسات الضبط الاجتماعي من الأسرة – القانون الدين..الخ، وهذه عموما مظاهر الحياة الحضرية التي تتميز باللاتجانس وطغيان العلاقات الثانوية السطحية و المنفعية و الفردانية، وشدة التنافس و الصراع، وضعف وارتفاع درجة التباين الاجتماعي، وهذا ما أشار إليه رواد الاتجاه الاجتماعي في دراستهم من أمثال لويس ورث. 


صورة (2): غياب الخصوصية في المسكن العمودي. المصدر:من إعداد الباحث 

   في هذه الصورة نقرا غياب الخصوصية الاجتماعية في هذه المساكن، باعتبار أن هناك مدخل واحد للكل العائلات، وهذا ما طرحه الباحث عبد الحميد دليمي في دراسته للعائلات القسنطينية في المساكن العمودية ،إضافة إلى الأبعاد الخفية التي أصبحت تؤديها هذه الفضاءات، فضلا عن دورها الأصلي وهذا ماذهب اليه العالم ادوارد هل في كتابه "الأبعاد الخفية" أو الوضائف الكامنة بتعبير باريتو. 

   فتعدد نشاطات الأسر وتنوعها ، يقابله غياب بعض الفضاءات التي تحتوي هذه النشاطات ،مما يجعل فضاءات أخرى تقوم بادوار غير أدوارها الفعلية ، فمثلا المدخل باعتباره ممرا ومدخلا خاصا للعائلات الساكنة ، فهو يلعب كذلك دور فضاءا للتجمع و الجلوس، ما يلغي ملامح الخصوصية في هذه المساكن وغياب روح المسكن التي تعتبر كما وصفها كل من العالمين التمان وسميث ايكومبي، بأنها فضاء يحقق لساكنه الأبعاد الفيزيولوجية و البسيكولوجية و السوسيولوجية...الخ.وهذا ما يتنافى مع خصوصية المجتمع البسكري المحافظ عموما. 


صورة (3): غياب الثقافة الحضرية. المصدر:من إعداد الباحث 


صورة (4): بيوت المراقد (غياب روح المسكن). المصدر:من إعداد الباحث 

   في هاتين الصورتين (03-04) نلحظ غياب روح المسكن التي تعتبر كما وصفها كل من العالمين التمان وسميث ايكومبي "بأنها فضاء يحقق لساكنه الأبعاد الفيزيولوجية و البسيكولوجية و السوسيولوجية...الخ." كم ذكرنا سالفا، ما جعل الباحثين في علم الاجتماع الحضري وبالشأن التنظيمي للمدينة وصفها "بمساكن المراقد" أي أنها تفتقد لكل معاني الحياة و التفاعلات الاجتماعية و الحضرية ،لان الغاية الاسمي من المسكن هو تحقيق الذات،التي بدورها ترتكز على توفير ثلاث أبعاد وهي: الخصوصية- الحماية – الاستقلالية. كما نقرأ من خلال هذه الصور بروز ظاهرة الاغتراب الحضري من خلال غياب مظاهر الحياة الحضرية (رداءة نوعية الطلاء- نقص الإضاءة و الصيانة )، وهذا يفسر من الناحية السوسيولوجية العلاقات الاجتماعية السائدة عند هؤلاء العائلات ،كسيطرة العلاقات السطحية الثانوية، والتضامن العضوي القائم على التفاعل المنفعي، وبروز الفردانية وغياب الضمير الجمعي ، وهي إحدى السمات البارزة في المجتمع العضوي بتعبير إميل دوركايم ، وخصائص الحضرية بمفهوم لويس ورث. 

** أما البعد البيئي فهو شاخص في مظاهر التلوث الأرضي (النفايات) و التلوث البصري(رداءة الألوان- وفوضى التنظيم..الخ).وهي إحدى سمات المجتمع الحضري بشكل عام ،ففوضى التصميم وضيق السلالم ورداءة نوعية الطلاء ونقص الإضاءة و الصيانة تؤشر على البيئة المرضية و الغير صحية التي تسود فضاء هؤلاء الآسر العائلات. 

ثانيا: الأحياء العشوائية (المساكن الأرضية): 


صورة (5): مظاهر الصدمة الحضرية. المصدر: من إعداد الباحث 


صورة (6): مظاهر التريف. المصدر:من إعداد الباحث 

.* في هذه الصور(05-06) نلاحظ تجسيد الثقافة الفرعية الهامشية التي تفتقر إلى التناسق و الانسجام العمراني وتنظيم الفضاءات ، فمن الناحية السوسيولوجية تتجلى ملامح ثقافة العنف المادي المجسد في استعمال الشبابيك لغياب الأمن في هذه الأحياء،إضافة إلى ثقافة الفقر الشاخصة من خلال انتشارورمي النفايات على مساحات واسعة من المساكن ، وغياب فلسفة وثقافة التصميم و التخطيط العمراني، وتدني المستوى الصحي الذي يعكس المنزلة المكانة الاجتماعية الفقيرة و الاقتصادية البائسة لهؤلاء، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بظواهر اجتماعية كثيرة منها البطالة ،الأمية ، الجريمة ...الخ، وكلها مميزات فقراء الحضر التي حللها وشخصها العالم في الانتربولوجيا الحضرية لويس اوسكار. 

* أما من الناحية البيئية فالصورتين تعكسان مظاهر التلوث الأرضي و البصري البارز من طريقة البناء والتصاميم وتناسق البناءات وكذلك مواد البناء. وباعتبار آن الصحة بمفهومها الحديث تعني الوقاية من الأمراض ،نجد أن هذا المفهوم أو هذه الثقافة غائبة في سلوكيات وتصرفات هذه الشريحة آو الطبقة من المجتمع ،وهذا يعود بشكل كبير إلى عامل الضعف الاقتصادي (الدخل،البطالة..الخ) ،القدرية واللامبالاة وهي خاصية فقراء الحضر،إضافة إلى نقص الخدمات الصحية و العلاجية والأماكن الترفيهية ...الخ.أي ما يعرف بمعيار التنمية المستدامة التجهيزات و الخدمات الجوارية. 

ثالثا: مقارنة بين المساكن الغير مشغولة، والمشغولة ذات النمط العمودي من جهة،وبينهما وبين المساكن الأرضية من جهة أخرى. 


صورة (07): مساكن غير مشغولة. المصدر:من إعداد الباحث 


صورة (08): مساكن مشغولة. المصدر:من إعداد الباحث 

   في هاتين الصورتين(07-08) نلمح مظاهر الاختلاف بين المساكن العمودية قبل و بعد شغلها امتلاكها من طرف ساكنيها ، بحيث أن في الصورة (07) يظهر المسكن ككائن فيزيقي تتجلى فيه كل معالم المسكن الصحي المستدام آو القياسي بمفهوم هيئة الأمم المتحدة ،من تناسق في عملية البناء و التصميم من حيث اختيار لنوع الألوان وأبعاد الطول والارتفاع للعمارات ، وطريقة تصاميم كلا من السلالم و النوافذ ..الخ إضافة إلى توفير وتهيئة كل المجالات، والى تدعيمها بكامل المرافق و التجهيزات الضرورية والجوارية. ، وكلها تصاميم تهدف إلى تحقيق فضاء ايكولوجي و اجتماعي ونفسي ملائم ومريح للإنسان. 

* غير أن الصورة (08) توضح لنا بشكل بارز كيفية إضفاء الطابع الشخصي و الاجتماعي والثقافي علي هندسة هذه المساكن ،من خلال طريقة اختيار الألوان ،وطرق تجهيز وتهيئة النوافذ وتدعيمها بالشبابيك الحديدية (مظاهر العنف)،استغلال بعض الفضاءات و استبدالها بفضاءات أخرى،كتحويل الشرفات وإدماجها مع غرفة الاستقبال (نوعية الأسرة الممتدة في هذه المساكن بدل الأسر النووية)، ألمراب الهوائيات المقعرة و القبب و التي تعكس الطبقات الاجتماعية السائدة في هذه الأسر(الفقيرة-الغنية-المحافظة...الخ.
  لأن المسيرة السكنية تتحدد من خلال العلاقة المتبادلة بين الإنسان أو السكان بشكل عام ، والمجال أو الفضاء الذين يشغلونه ،والذي يمر عبر عدة محددات أبرزها: إضفاء الصبغة الشخصية المركز الاجتماعي، الرموز و الإشارات، الثقافة، التصورات، الخصائص الشخصية.وهذا ما ذهب إليه أصحاب المدرسة الايكولوجية في محاولة تفسيرهم ودراسة ديناميكية تغير النظام الاجتماعي في المدينة وأثرها في التوزيع المساحي والجغرافي للجماعات فيها. 

صورة (9): إضفاء الطابع الشخصي على تخطيط المسكن. المصدر:من إعداد الباحث 


* من خلال الصورة (9) التي تبرز لنا مظهر للمسكن الأرضي، الذي يختلف في هندسته العمرانية عن المسكن العمودي (كما هو مبين في الصورتين 7-8) في كثيرا من الخصائص.حيث تعكس شساعة المساحة إلى تعدد الأسر الموجودة في هذه المساكن، وهي الأسر الممتدة أو العائلة. 

   وكذا اختلاف في نسق البناء، ما يعطي الانطباع إلى بروز الثقافات الفرعية داخل هذه الأسر.إضافة إلى بروز الخرسانة في نهاية السطوح ، ما يعكس مظاهر السلطة التي تتجلى في السلطة البطريكية الذكورية الأبوية داخل هذه الأسر الممتدة، وخاصة في حالة الزواج الاندوجامي الذي يغلب طابعه على مجتمعاتنا الاستاتيكية. 

* ونافلة القول هذه بعض ملامح التريف الذي يطبع منطقة بسكرة بشكل عام ، وتتجلى ملامحه في سلوكيات وثقافة المجتمع ، ما يجعل السلطات بمختلف هيئاتها الرسمية و الغير رسمية تكثف من عملها ومجهوداتها بغية ترشيد وتعديل هذه السلوكيات ، وجعلها تتوافق و معايير التنمية المستدامة.أي إعداد الإنسان أو المواطن المستدام،حتى يصبح رقما مهما في معادلة التهيئة العمرانية المستدامة ومحاولة منها الى ترسيخ وتثبيت اركان الهوية الوطنية المحلية و مراعاة كل ابعادها حتى تعطي لملامح التصميم العمراني بعدا ثقافيا يحمل معه هوية وشخصية المواطن وكذا توحيد النسق المعماري وفق نسق ثقافي و اجتماعي موحد. 

الهوامش: 

01التغير الاجتماعي. الأجيال و القيم في الجزائر www crask .dz .org/article-1026html- 

02- علي غربي إسماعيل قيرة: في سوسيولوجيا التنمية- ديوان المطبوعات الجامعية الساحة المركزية بن عكنون (الجزائر) ص130 

03- mostafa boutefnouchet –la societe algerienne ent transition-office des puplication universitaire ben aknoun alger p79. 

04- شريف رحماني:مرجع سابق ص65 

05- عبد العزيز بودن:مرجع سابق ص ص 163

06- سناء الخولي: أزمة السكن ومشاكل الشباب - دار المعرفة الجامعية الإسكندرية (مصر) 2002ص44

07- إبراهيم توهامي: الأحياء المتخلفة بين التهميش و الاندماج في البناء السوسيواقتصادي الحضري- مجلة الباحث الاجتماعي- عدد 5 جانفي - قسم علم الاجتماع جامعة قسنطينة (الجزائر)2004ص48

08- boutefnouchent mostafa-la famille algerienne son uvaluationes caractirstique recent –ed sned –alger1980p155 

09- أحمد بوذراع: التطوير الحضري و المناطق الحضرية المتخلفة في المدن دراسة نظرية في علم الاجتماع الحضري-المنشورات الجامعية جامعة باتنة 1997ص ص 27 -40 

10- بوقصاص عبد الحميد: النماذج الريفية الحضرية لمجتمع العالم الثالث في ضوء المتصل الريفي الحضري- ديوان المطبوعات الجامعية – (د-ت) قسنطينة (الجزائر)ص120 

11- محمود الكردي: التحضر- دار المعارف القاهرة (مصر) 1986ص166 

12- محمد قرزيز: الهجرة وتغير القيم الحضرية في الجزائر- مجلة العلوم الاجتماعية - عدد 8 - جامعة فرحات عباس(سطيف)الجزائر2009ص257 

13-عبد الحميد دليمي: دراسة في العمران السكن و الإسكان- مخبر الإنسان و المدينة (الجزائر)2007ص25 







للتحميل اضغط                 هنا

للقراءة والتحميل اضغط   هنا  أو هنا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا