التسميات

الخميس، 7 يناير 2016

الإبداع والتميز في تخطيط المدن : التوظيف الأمثل للمحددات الطبيعية لتخطيط بيئة عمرانية صحية ومتوازنة في دول الخليج العربي - د. م. علي مهران هشام


الإبداع والتميز في تخطيط المدن 

التوظيف الأمثل للمحددات الطبيعية لتخطيط بيئة عمرانية 

صحية ومتوازنة في دول الخليج العربي 

الشبكة الإستراتيجية - قسم البحوث - د. م. علي مهران هشام - المؤسسة العامة للرعاية السكنية - دولة الكويت -  

الملخص : 

   إن نمط التحضر العمراني السريع الذي شهدته دول الخليج العربي في النصف الأخير من القرن العشرين انعكس مباشرة على الظروف الطبيعية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعمرانية للأسرة الخليجية. إن العلاقات المتبادلة والقوية بين معطيات المكان (الأرض – مواد البناء – الأشجار والنباتات - المناخ والبيئة – الموارد الكامنة والمكتسبة) وضرورة الامتداد العمراني لتلبية حاجات وتطلعات السكان أدى إلى أهمية إيجاد وسائل وأسس تخطيطية وتصميميه في الأعمال العمرانية لتحقيق التوافق بين المحددات الطبيعية والبيئية لتوفير بيئة حضرية متوازنة ومتجانسة. ولتحقيق هذه الأهداف يتعرض هذا البحث بإيجـاز إلى النقاط التالية: 

- مظاهر وسلبيات عدم الاتزان بين معطيات البيئة والتنمية العمرانية. 

- عوامل تحقيق التوافق بين المعطيات الطبيعية والعمران (بيئيا – اجتماعيا– وظيفيا وجمالياً). 

- الأسس والمحددات اللازمة لتحقيق بيئة عمرانية متوازنة وصحية. 

- نماذج تطبيقية للتميز العمراني بالمملكة العربية السعودية. 


1 – المقدمة 

  تشكل العوامل الطبيعية (المناخية – الجغرافية – الطبوغرافية – الجيولوجية – مواد البناء) إطار البيئة الخارجية للإنسان والتي تتغير ظروفها من موقع إلى آخر، فعندما يحدث اختلال بين هذه العوامل المترابطة وتظهر أنماط غير مناسبة لمعيشة وتطور الإنسان يلزم التدخل لمعالجة هذه الظروف عن طريق التخطيط والتصميم الملائم لمعطيات واحتياجات المكان والإنسان. وتجسد البيئة الحضرية بما تشمله من تنظيم وتحسين للوضع العمراني القائم أو استنباط أنماط وهياكل إنشائية جديدة ووظائف عمرانية متطورة في البناء والتشييد سواء داخل حدود المدينة أو في ضواحيها المتعددة، المستوي الحضاري لنهضة الشعوب والمجتمعات في الحيز المكاني Spatial والتي تراعي المحددات الطبيعية والاجتماعية (سكان– عادات وتقاليد – سمات تاريخية – قيم ثقافية) والاقتصادية (أنشطة اقتصادية – دخل الفرد – المستوي الحضاري). [1]، [2] 

  إن الإفراط في عملية استخدام الموارد الطبيعية المتاحة والاستهلاك الغير رشيد الذي يصل إلى حد الاستنزاف للعناصر البيئية يؤدي إلى قيام مجتمعات عمرانية غير صحية وغير متجانسة. [3] 

  إن مراعاة الظروف الطبيعية والبيئية للموقع Location والموضع Situation وخصائصهما ومميزاتهما وكذلك الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان وخاصة في دول الخليج العربي يمثل ضرورة حيوية لخلق مجتمعات عمرانية متوازنة، فمنظومة البيئة والعمران ذات علاقات متشابكة ووثيقة الصلة فيما يخص التنمية بأبعادها الشاملة. [4] 

2 – الأهداف والإطار العام للبحث 

  إن أحد أهداف هذه الدراسة هو الوصول إلى استحداث قيم فنية ومحددات تخطيطية للتنمية العمرانية المتوازنة بحيث تحقق الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبيئية المتاحة والكامنة في دولة الخليج العربي من أجل تخطيط وتصميم وتشييد مجتمعات عمرانية صحية متجانسة وظيفيا وجمالياً. 

  أما الإطار العام للبحث فيدور حول محور رئيسي وهو كيفية توظيف العناصر الطبيعية مثل الأرض والمناخ ومواد البناء في أعمال التخطيط والتصميم العمراني كوسائل لتحقيق أهداف البحث. 

3 – مظاهر وسلبيات عدم الاتزان بين البيئة والتنمية العمرانية 

3- 1- الموارد الطبيعية في دول الخليج العربي 

   تشترك دول الخليج العربي بخصائص متشابهة في الموارد الطبيعية والمعطيات البيئية مثل الشواطئ المائيـة والأودية والسهول التي تغطيها رواسب الحصى والرمال ويتميز السطح بأشكال مختلفة الأحجام والألوان وبموجات وانحدارات متدرجة ومتباعدة في بعض المناطق، كما يوجد الكثير من آبار المياه العذبة والمنتشرة في الصحراء والتي تغذي المناطق المجاورة بالحياة وتساهم في النهضة والتنمية الاقتصادية والعمرانية لهذه البلاد. أما المناخ فيمتاز بفصلين رئيسيين هما الصيف الطويل والجاف والشتاء القصير الدافئ والممطر والتي تنمو وتزدهر الأعشاب فيه وتهب الرياح بانتظام في بعض البلاد مثل الكويت وتتفاوت في بلاد أخرى وقد تكون محملة بالعواصف الترابية وتحد من مدى الرؤية كما أن الرطوبة النسبية تكون مرتفعة وخاصة في المناطق الساحلية ويحمل باطن الأرض في دول الخليج العربي كنوزا طبيعية مثل مناجم النفط والغاز والمعادن والذهب ومواد البناء وغيرها من العناصر الطبيعية الغنية إضافة إلى وجود ثروة من الطيور والحيوانات البيئية النادرة. وكل هذه العناصر تمثل موارد متاحة وكامنة للتنمية المستقبلية مع مراعاة تحقيق التوازن بين هذه التنمية وصيانة وحماية هذه المكونات من التدهور والاستنزاف. 

3 – 2 – تأثير العوامل الطبيعية 

   تؤثر العناصر البيئية بشكل مباشر وغير مباشر على الإنسان فمن الواضح أن اللون الأخضر يخلق مناخاً مريحاً وبيئة معيشية أفضل للسكان حيث التناغم بين طبيعية الأرض والأشجار. فالنباتات تقلل من عوامل التلوث وتساعد على تنقية الأجواء من الروائح الغير مستحبة كما أن لبعض الأشجار والزهور روائح جميلة وعطرة تجعل من السير في الطرقات متعة كما هو في الحدائق والمتنزهات إضافة إلى أن للألوان والنباتات وأشكالها المتعددة والمشوقة انعكاسات إيجابية على النفس البشرية ومن ثم على نمط المعيشة والسلوك العام والمجتمع. على الطرق الآخر، فإن المناطق المزدحمة بالسكان والعمران المتهالك والطرقات والشوارع الضيقة والمباني السكنية التي تفتقر إلى المساحات المفتوحة والخضرة والأزهار والشجيرات تصيب السكان بالقلق والانقباض وعدم الراحة وقد يقود ذلك إلى الكثير من الأمراض النفسية والاختلالات الاجتماعية وتقل الكفاءة والمهارة بين الأفراد مما ينعكس بالسلب على اقتصاد وتقدم المجتمع. [5] إن الشعور بالإحباط والتوتر وعدم الاهتمام واللامبالاة والتي قد تظهر في بعض المناطق العمرانية وخاصة في المجتمعات التي تقتصر إلى أساليب التخطيط العمراني وخطط التنمية الشاملة هي نتاج متوقع لعدم الاتزان بين البيئة والعمران، فالتغير والنمو يجب أن يكون طبيعياً ويتوافق مع النمو الفطري للبيئة ، فعندما يعود الإنسان إلى موقع عمله ليجد مبنى ضخم مكانه فإن هذا الحدث المفاجئ يعكس إزعاجا وعلاقة غير صحية كما أن تغيير المرور في الشوارع من اتجاهين إلى اتجاه واحد يجب أن يسبقه توافق بين المكان والبيئة المادية والاجتماعية المحيطة، إن ظهور تكنولوجيا جديدة وخاصة في مجال البناء والتشييد يصاحبها دائماً تغيرات اجتماعية واقتصادية وسلوكيات قد تؤدي إلى تدني البيئية والمجال الحيوي العام إذا لم يصاحبها وعي وثقافة تواكب هذه التطورات الحديثة. [6] 

3-3 – سلبيات عدم الاتزان بين العمران والبيئة 

- الرتابة والتكرار والشعور بالملل 

- عدم تناغم الكتل البنائية مع الفراغات 

- التناقض والتضاد في أساليب المعالجة المعمارية 

- جدب البيئة المحيطة 

- الشعور بعدم الوضوح والضياع 

- الشعور بعدم الخصوصية والأمان 

- حدوث إضافات وتغيرات على الوحدات السكنية تفتقر إلى الترابط والتناغم في النسيج العمراني[7] 

- تهالك المنشآت ونقص عمرها الافتراضي 

- يساعد على اندثار التراث العربي وتقاليده الأصلية 

- شيوع عوامل الفردية وعدم الالتزام بالمخطط الهيكلي العمراني والذي ينظم استعمالات الأراضي 

- انتشار أنماط معمارية في الشكل والمضمون غريبة عن المجتمع العربي والخليجي وتتنافر مع تقاليده الدينية والتراثية والاجتماعية ولا تتوافق مع البيئة الطبيعية المحيطة 

4 – عوامل تحقيق التوافق بين المعطيات الطبيعية والعمران 

4- 1- الناحية الوظيفية 

 - التأكيد على سلامة تصميم كل عنصر وكل مبنى لكي يتلاءم مع طبيعة استخدامه. [8] 

- السيطرة وحل وسائل الحركة والمرور والوصول إلى نظام عملي يلبي الاستخدام والتحرك اليومي وخاصة خلال ساعات النهار المختلفة. 

- احترام حركة المشاة وتخصيص مسارات آمنة تصل بين المجموعات السكنية والمباني العامة. 

- اختيار مواد بناء وأشكال اقتصادية ومناسبة في التشغيل والصيانة. 

- اختيار تصاميم وتكوينات معمارية تساعد على إمكانية إجراء بعض الإضافات والتعديلات السهلة والآمنة في المستقبل لمنع الفوضى والتداخل العمراني. 

4- 2 - الناحية الاجتماعية 

1-2-4 الناحية الاجتماعية والعمران 

يمكن إيجاز هذه العلاقة في النقاط التالية: 

- استحداث مباني سكنية مناسبة لعادات وطباع معيشة العائلات العربية وخاصة في دول الخليج العربي. 

- التأكيد على إحياء الروح الاجتماعية للوحدة وللمجموعة السكنية وللمجتمع ككل داخل المنطقة. 

- تكوين تشكيلات جذابة للمجموعة السكنية وبحيث تلبي المتطلبات الحياتية اليومية للساكن. 

- الاحترام والتجاوب بحس مع العادات الاجتماعية الموروثة والقيم الثقافية للمنطقة. [9] 

1-2-4- العادات والتقاليد في دول الخليج العربي 

   تتميز العادات والتقاليد في دول الخليج العربي بسمات خاصة تنعكس على النواحي العمرانية. إن وجود الديوانية في دولة الكويت على سبيل المثال كمكان يلتقي فيه الكبار والصغار يمثل عادة متأصلة وأصيلة وهو إحدى السمات الرئيسية والمهمة في أي بناء لأي مسكن جديد كما يخصص مكان كبير في معظم بيوت شعوب دول الخليج العربي لالتقاء الرجال وتدور فيه المناقشات والحوارات الثقافية والدينية وهو ملتقى لاستقبال وإكرام الضيوف وتبادل السمر والترفيه مثل الاستماع إلى الأدب العربي والشعر النبطي وتاريخ الأمم وفيه يستقي الشباب والصغار خبرات وتجارب الكبار. كما أن من العادات القديمة المتوارثة في المنطقة المركزية حول الحرم بمدينة مكة المكرمة قيام أهل المنزل بتأجير جزء من مسكنهم لحجاج بيت الله الحرام أو المعتمرين لذلك فيتوافق تصميم المسكن مع هذه التقاليد حيث ينقسم المنزل إلى جزئين منفصلين يحتوي كل جزء على الخدمات الأساسية للمعيشة ويساعد ذلك على تسهيل عملية التأجير مع المحافظة على خصوصية الأسرة وتوفير الراحة للمستأجرين. كما تمثل الأسر النووية بعداً اجتماعياً واضحاً في دول الخليج العربي حيث يصل حجم الأسر الممتدة إلى 31% في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية مما ينعكس على الفكر التخطيطي والتصميمي للعمران. [6] 

4 – 3 – الناحية البيئية 

- التجاوب بإبداع وبطريقة مباشرة مع متطلبات المناخ المحلي والاتجاهات المناسبة لكل مبنى مع الأخذ في الاعتبار أشعة الشمس وميولها ودرجة الحرارة والرياح والعواصف الرملية. 

- الحماية من الأشعة المباشرة للشمس بالنسبة للفتحات الزجاجية وخاصة المعرضة لمدة طويلة. 

- استخدام عناصر كاسرات الشمس المستوحاة من التراث المعماري للمنطقة العربية والخليجية. [10] 

- توظيف الارتفاعات الطبوغرافية بالموقع للحصول على مستويات مختلفة تساعد على تحسين التكويـن التخطيطي العام باختيار أماكن مناسبة للأبنية العامة لتحديد خط الأفق Sky Line. [11] 

- مراعاة العوامل المناخية بدراسة حركة الهواء وتخلخله بين الأبنية أفقيا ورأسياً. 

- مراعاة نوعية المساحات المحيطة بالمبنى وألوانها لما لها من تأثير فعال على كمية الحرارة المشعة فالمسطحات الإسفلتية السوداء تشع حرارة تزيد من حدة الأجواء المحيطة بعكس المناطق الخضراء. 

- الاهتمام بالأشجار والنباتات والمناطق الخضراء والتي تساعد على تقليل كمية الحرارة حول الأبنية، وتوفير النواحي الجمالية. [11]، [12] 

4 –4- التكوينات العمرانية 

- استحداث تعبير قوي صادق لعمارة البيت من خلال مجموعة سكنية متناسقة وبالتالي إنشاء تكوين عام مترابط للمنطقة ككل. 

- التأكيد على إعطاء كل مجموعة سكنية شخصية اعتبارية خاصة بها وذلك بإعطائها طابع التمييز، سواء بالألوان أو مواد البناء أو الارتفاعات. 

- احترام مقياس الإنسان بالنسبة لزوايا الرؤية والنتائج المترتبة عليها. [13] 

4 – 5 الناحية التصميمية 

- إثراء الإحساس بالترابط الاجتماعي والانتماء السكني من خلال التوظيف الأمثل لاستعمالات الأراضي. 

- المحافظة على التعبير الشخصي الكتلوي لكل منشأ وتزويده بالاستقلال الضمني ليعطي للتصميم دلالة التعريف مع ضمان وحدة المشروع المعمارية. [14] 

4 – 6 توافق التنمية العمرانية في الخليج العربي مع البيئة المحيطة 

   تتسم التنمية العمرانية في معظم دول الخليج العربي بالاتزان والتناغم مع المعطيات والمحددات البيئية المحيطة ويمكن إيجاز أهم هذه الملامح في التالي:- 

- يتميز التخطيط العام للمباني بالتلاصق وذلك لتوفير التظليل المتبادل بين المجموعات العمرانية وتقليل المساحات المعرضة لأشعة الشمس والتي قد تزيد عن خمسين درجة مئوية في فصل الصيف. 

- التصميم يكون متوجها إلى داخل المبنى للاستفادة من المناخ وتتدرج الفراغات من فراغ خاص بالأسرة داخل المنزل وهو غير قابل للكشف من المباني المحيطة كما يوجد الفراغ الخلفي خارج المبنى والذي تستخدم فيه كاسرات بصرية لتوفير الخصوصية للأسرة أما الفراغ العام فهو مكشوف من الشارع والجيران. 

- توصيل الغرف بالفناء ويتم عزل دورات المياه والمطابخ وفصلها بتهوية خاصة. 

- الإكثار من النباتات والمسطحات المائية لتلطيف المناخ الحار وتحقيق التناغم العمراني. 

- النوافذ وفتحات التهوية صغيرة في الحوائط الخارجية ومحمية من أشعة الشمس الساقطة والتهوية أقل ما يمكن خلال النهار واستخدام الحوائط السميكة التقليدية أو استخدام المواد العازلة والعاكسة للحرارة عند استخدام مواد البناء الحديثة. 

- استخدام الأسقف الصلبة التي تختزن الحرارة وذات الأسطح العلوية العاكسة وقد يستخدم سقفان بينهما فراغ بسيط للتهوية كما تطلى الأسطح باللون الأبيض الذي يساعد على انعكاس الحرارة وعدم تخزينها. 

5 – المحددات والمعايير التخطيطية اللازمة لتحقيق التوازن بين العمران والبيئة 

5 – 1 أتباع أسلوب التدرج في التصميم العمراني 

  يعتبر التدرج العمراني أحد السمات لتحقيق تجانس البيئية السكنية في مشروعات التنمية العمرانية والذي يشمل العناصر الرئيسية التالية: 

 - الوحدة السكنية PLOT 

 - المجموعة السكنية (CLUSTER) 

- وحدة رياض الأطفال (K C U ) KINDERGARTEN COMMUNITY UNIT ) 

وحدة المدرسة الابتدائية (P C U ) PRIMARY SCHOOL COMMUNITY UNIT 

- وحدة الضاحية (N C U ) NEIGHBOURHOOD COMMUNITY UNIT 

- براحة المسجد 

5 – 2 حماية المنشآت من العوامل البيئية المتغيرة 

   يمثل العزل الحراري أحد عناصر المحافظة على الطاقة في تصميم المنشآت وتشمل التالي: 

- استخدام مواد إنشاء غير مبددة للطاقة ومراعاة ذلك في التصميم المعماري للمنشآت وخاصة الحوائط الخارجيـة والنوافذ والفتحات. 

- استخدام الإضاءة الطبيعية ونظم استعادة الحرارة ومراعاة تكاليف التشغيل والصيانة. 

- مراعاة استخدام أقل مساحة ممكنة من السطوح المكشوفة وإيجاد تظليل ذاتي للمنشأ ذاته وتنظيم علاقة المباني مع بعضها البعض. [15] 

- ترشيد السلوك البشري في استخدام الطاقة الاصطناعية. 

- التوظيف الأمثل للطاقة الشمسية المتوفرة في الدول العربية والأقل تلوثاً للبيئة والتي تصل إلى حوالي 6500 ساعة سطوع شمسية في السنة في دول الخليج العربي إضافة إلى طاقة الرياح والطاقة الجيوحرارية. [6] 

- استخدام مواد عازلة ذات خصائص خاصة مثل مقاومة الحرارة وقوة التحمل الإنشائي ومقاومة الرطوبة وتوفير الصحة والسلامة ومقاومة الحريق وسهولة صيانتها وتوفرها في الأسواق. 

3-5 المحددات والأسس الفنية 

- أن يمثل المسجد الرئيسي نقطة إشعاع روحية وبصرية للمنطقة بحيث تنطلق منها معظم الخدمات الأخرى. 

- أن تشكل المجموعة السكنية الموديول التخطيطي الأصغر مع ملاحظة تجانس أبعاده الأفقية والرأسية لتحقيق المتطلبات الوظيفية والجمالية للسكان والأرض. 

- مراعاة فصل الحركة الآلية في شبكة الطرق عن ممرات المشاة Foot Path (عرض ممر المشاة -ر4م) 

- أن تكون شبكة الطرق وممرات المشاة ذات اتجاهات وظيفية واضحة مع توظيف المنحنيات والمناطق المفتوحة المحيطة كعلامات مميزة Land Mark ونقاط جذب بصري واجتماعي للسكان. 

- مراعاة تأثير العوامل المناخية والبيئية القاسية في دول الخليج العربي على توجيه الطرق والشوارع والقسائم والبيوت للحصول على أكبر كمية من الظلال وتفادي الرياح والعواصف المحملة بالأتربة. [16] 

- مراعاة ظروف الموقع عند توجيه الطرق والشوارع والبيوت لاستحداث بعض التيارات الهوائية عن طريق توظيف الفراغات والمناطق الخضراء كفلا تر طبيعية لتنقية الأجواء الحارة. 

- مراعاة التقاليد والعادات الاجتماعية السائدة في المجتمعات الخليجية عند تخطيط وتصميم المشروعات العمرانية (مثل الفصل بين الرجال والنساء – الخصوصية العائلية – الأسرة المركبة – الراحة والأمان – مراكز تجمع الأطفال – الخدمات العامة ومسافات السير – ممرات المشاة). 

- تأكيد التدرج الهرمي للعناصر التخطيطية وخاصة شبكة الطرق لتحقيق الانسيابية المرورية وتوفير الأمان. 

أن يعكس التخطيط والتصميم العمراني الأصالة والقيم الثقافية وتقاليد المجتمع العربي مع مراعاة مبادئ ونظريات التخطيط التي تنظم عمليات توظيف استعمالات الأراضي. 

- توفير حد المرونة في التصميم مما يدعم من العناصر الوظيفية مع الإبقاء على روح التصميم في حالة الامتداد أو الانكماش طبقاً لمتطلبات المكان والزمان لتأكيد ديناميكية الفكر التخطيطي. 

- تجسيد الإحساس المادي (كتلة) والروحي (عناصر خدمية وبصرية) بالمكان. 

- الحفاظ على المقياس الإنساني بحيث لا يحس السكان بالضياع وذلك عن طريق توزيع العناصر الوظيفية للتخطيط (سكنية - مباني عامة – حدائق) بشكل متجانس وأن تكون في مواقع سهلة الوصول وأمنه. 

- العناية باختيار مواد البناء وطرق الإنشاء المناسبة لظروف الموقع (بيئيا – طبيعياً – طبوغرافياً) والسكان (اقتصادياً – اجتماعياً) مع توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة العمران والبيئة. [17] 

- مراعاة تجنب الملل والرتابة في التشكيلات العمرانية عند التخطيط والتصميم. 

- مراعاة خط الأفق Sky Line للنسيج العمراني والحضري عن طريق التوظيف الأمثل للخطوط الكنتورية ومناسيب الأرض المتفاوتة ( مثل الاستفادة بمآذن المساجد - العناصر الطبيعية المتوفرة). 

- المنظور البيئي للمجتمع الصحي يعني تحقيق حالة من التوازن بين الإنسان والمحيط العام ويتحقق هذا التوازن من خلال المحافظة على بيئة عمرانية سليمة بحيث يتيح الوسط مستوى من التجديد والنمو الشامل في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والترشيد العاقل للأنماط الاستهلاكية، ويلزم أن تكون التشريعات واللوائح المنظمة للتنمية تراعي الشروط الصحية لحماية البيئة والمحيط الحيوي. 

- التخلص الأمثل من النفايات (الترشيد من المصدر وإعادة تدويرها). وتوفير مواقع سهلة وصحية لتجميعها. 

6- نماذج تطبيقية للتميز العمراني بالمملكة العربية السعودية 

   شهدت المملكة العربية السعودية في المائة عام الماضية نهضة شاملة في جميع عناصر الحياة والقطاعات المختلفة (اقتصادياً – اجتماعيا – سكانياً - تكنولوجياً) وقد جسدت تنمية المشروعات العمرانية في جميع مدن وأطراف المملكة هذه القفزة الحضارية وظهر بوضوح تأثير الخطط الخمسية والسياسات والبرامج التنفيذية على المستوى المعيشي للفرد والنسيج العمراني للمجتمع (وظيفياً وجمالياً) والمشروعات التطبيقية للتطور العمراني في المملكة كثيرة ومتنوعة ونذكر هنا بعض الأمثلة التي نرى أنها تتميز بأبعاد إبداعية في التخطيط والتصميم والتنفيذ وتحقق عنصري التوافق بين الاحتياجات والتطلعات الحضارية للمجتمع والمحافظة على المكونات والموارد الطبيعية والبيئية. 

1-6 مشروع تطوير منطقة قصر الحكم بالرياض 

  تبلغ مساحة المشروع حوالي 45 هكتار والعناصر التصميمية تتمثل في المركز الثقافي والمسجد الجامع والمرافق الإدارية والدينية والتجارية والساحات المكشوفة وممرات المشاة والخدمات العامة وقد قامت فكرة المشروع على اعتبار المسجد الجامع بؤرة بصرية مميزة وصممت جميع ممرات المشاة بحيث ترتكز على منارتيه بصرياً وتؤدي إلى الساحات والمناطق المفتوحة المنتشرة في المشروع بحيث تتوزع معظم الأنشطة التجارية على جوانبها. والطابع العمراني والمعماري لمنطقة قصر الحكم يعطي شخصية متجانسة في الشكل والتكوين واللون للعمارة السائدة في منطقة نجد وقد صممت الكتل البنائية ككتلة مستمرة ذات فتحات محددة بحيث تتوافق مع العوامل البيئية للمنطقة كما روعي التدرج في الارتفاعات والارتدادات على جانبي طرق المشاة والميادين وتوفير الإضاءة والتهوية الطبيعية المناسبة لجميع عناصر المشروع العمرانية، كما أن مواد البناء المستخدمة تحقق التناغم بين معطيات البيئة المحيطة وآخر مراحل التطور في تكنولوجيا مواد البناء والتشييد. [10] 

2-6 التنمية السياحية لمنطقة العقير: 

   يقع المشروع على الساحل الشرقي للمملكة على الخليج العربي وتتميز العقير بشاطئ ذي تعاريج وتشكيلات جميلة من المياه وأشباه الجزر والخلجان والبحيرات والكثبان الرملية وعيون المياه وأشجار النخيل التي تنمو طبيعياً ويبلغ طول الساحل حوالي 100 كيلو متر من الأراضي القابلة للتشجير والزراعة والعقير منطقة تاريخية وأثرية وهي قريبة من مناطق الجذب السياحي في الهفوف كالعيون الكبريتية ومغارات جبل قارة وسوق الجمال ومراكز الأسواق والحرف الشعبية. وتقوم فلسفة تخطيط المشروع على أسلوب التخطيط المتعدد النويات والذي يسمح بالامتداد والنمو الطولي وتصل المسافة بين النويات وبعضها حوالي 10 كيلو متراً. والطريق الرئيسي الذي يربط عناصر المشروع محاذيا للشاطئ وعلى بعد حوالي كيلو متر واحد منه لتوفير إمكانية الاستثمار والترويح السياحي والطريق متعرج ليلائم طبيعة الأرض ويحقق عنصري الهدوء والأمان وليوفر رؤية مناظر البحر والتلال الرملية الجميلة ولتحقيق عوامل التنوع والجمال الوظيفي والبصري. 

   ويمكن التمتع بجمال الطبيعية من زوايا مختلفة كما يوجد مجموعة من منازل العطلات والمخيمات والفنادق الصغيرة، وهناك ممرات خاصة مشجرة لممرات المشاة ومستخدمي الدراجات، أما منطقة الخدمات المركزية والأحياء السكنية فتؤكد التجانس بين معطيات الموقع البيئية والطبيعية والبعد الإنساني والسياحي للمشروع. 

3-6 قرية التراث الشعبي بالرياض 

   يقع المشروع في منطقة الجنادرية على بعد 60 كيلو متراً من مدينة الرياض وتصل مساحته حوالي 40000 متر مربع ويهدف إلى إيجاد معرض ومتحف للتراث والتقاليد العربية للمملكة. 

   وتقوم فكرة تصميم المشروع على تحقيق الطابع التقليدي المميز للمنطقة معمارياً وإنشائياً بحيث يتحقق التناغم والتوافق (جمالياً ووظيفياً) بين مواد الإنشاء والملامح التراثية والتاريخية لعناصر التصميم والبيئة المحيطة. 

   والمشروع يمثل متحف حي للعادات والتقاليد وأنماط الحياة والأساليب القديمة في كافة الأنشطة ويحاكي المشروع في الشكل مدينة الرياض القديمة وقد اقتصر استخدام الأساليب الحديثة على الخدمات الصحية والتمديدات الكهربائية وحماية المباني الطينية من تأثير الأمطار والعواصف والمشروع مثال لجماليات العمارة التقليدية العضوية التي تتلاءم مع البيئة السائدة قديماً في منطقة نجد. ويضم المشروع مجموعة من العناصر المعمارية مثل المصمك والمسجد وقصر الحكم وساحة العرضة والأسواق ومناطق الرعي والفلاحة وزراعة النخيل ومياه البادية وبيوت الضيافة والخيام وغيرها. [10] 

ويبين شكل رقم (1) منظومة التنمية العمرانية المتوازنة 

   أما الملاحق أرقام (1،2،3،4،5،6) فتوضع النماذج التطبيقية للتخطيط والتصميم العمراني للمشروعات المتناغمة مع الموارد الطبيعية والتراثية في دول الخليج العربي. 

7- الخلاصة 

   رغم أن نمو المدن والتمدد الحضري حقيقة من حقائق التوسع المستقبلي لاستمرار العمران فإن مراعاة عوامـل التوافق والتوازن بين هذا النمو ومحددات البيئة المحيطة يمثل حاجة ضرورية لتوفير الراحة والأمان والخصوصية واستمرار التنمية المتناغمة للإنسان والمكان. لذلك فإن التوظيف الأمثل للموارد والإمكانيات الطبيعية المتاحة والكامنة في دول الخليج العربي والأخذ بالأساليب الحديثة المتوازنة وتوافق البيئة والعمران يمثل ضرورة لازمة لتحقيق المنظومة العمرانية المتجانسة والتي يمكن أن تحقق العناصر التالية: 

- تطوير نمط البناء والتشييد ( إسكان حكومي – إسكان خاص – إسكان استثماري – مباني عامة – مرافق وخدمات – بناء تقليدي – Precast ) بما يتوافق مع معطيات البيئة المحيطة. 

- تحسين أساليب العمران بما يتكيف مع البيئة الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات العمرانية (مواد الإنشاء والتقنية البنائية – تشكيل الفراغات والتجانس بين الكتلة والفراغ Harmony والوظيفة والجمال Function Form وأعمال التنسيق العام Landscaping). 

- مراعاة عاملي التكلفة والزمن مع الجودة العالية Low Cost With High Quality وانعكاساتها على البيئة والتوازن بين متطلبات المكان والزمان والإمكانيات المتاحة الحالية والمستقبلية لكل موقع تنموي. 

- تبنى برامج تنفيذية للبناء والعمران في إطار سياسة ثابتة للتوظيف الحضري والعمراني الأمثل بحيث تتكيف أولوياتها مع الظروف المتغيرة للمجتمع الخليجي والعربي. 

- مراعاة العمق البيئي والاجتماعي والظروف المحلية والإقليمية لكل موقع والترابط بين هذه العناصر عند الاضطلاع بأعمال التنمية والتخطيط العمراني والحضري. 

- دعم وتعزيز الاتجاه نحو العمارة الخضراء والتي تتجانس مع متطلبات البيئة وتحقق الأمان والراحة المعيشية للإنسان. 

- مراعاة الأخذ بأسلوب التخطيط الإقليمي الذي يتعلق بدراسة الموارد الطبيعية والبشرية للوقوف على الإمكانيات المتاحة والكامنة لكل إقليم مما يقود إلى تحقيق التوازن بين البيئة والعمران. 

- استحداث تشريعات وقوانين ملزمة تنظم حركة التطور العمراني بما يتناسب مع البيئة المحيطة وإيجاد معايير وأسس فنية موحدة للتخطيط والتصميم البيئي في دول الخليج العربي. 

المراجع 

[1] اندرو، ماك فرانسيس ت، خليف، عبد الطيف محمد، يوسف، جمعة سيد (مترجمان)، "علم النفس البيئي"، لجنة التأليف والتعريب والنشر – جامعة الكويت – دولة الكويت-1998م. 

[2] برنيري، ماديا لويزا، ابو السعود، عطيات، مكاوي، عبد الغفار (مترجمان)، "المدينة الفاضلة عبر التاريخ"، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – عالم المعرفة رقم 225، دولة الكويت - سبتمبر 1997م. 

[3] هشام، علي مهران، "العمارة الخضراء ومدن البيئة الصحية"، مجلة العلم" – باب عالم البيئة-العدد 263، القاهرة-جمهورية مصر العربية-أغسطس 1998م. 

[4] خوري، بولا، الخرستاني، ربيع، "العمارة متعددة الوظائف"، دار قابس للطباعة والنشر- دمشق – سوريا-1992م. 

[5] لاو، مارسيا د.، عفت، إيناس (مترجم) "تخطيط المدن والأبعاد البيئية والإنسانية" معهد مراقبة البيئة العالمية، الدار الدولية للنشر والتوزيع – القاهرة – جمهورية مصر العربية – 1993م. 

[6] هشام، علي مهران، "البيئة العمرانية والهوية المنشودة"، الحلقة الخامسة، مجلة الإسكان، المؤسسة العامة للرعاية السكنية-دولة الكويت-أكتوبر 1998م- ص21 : ص26 . 

[7] العليم، طارق أحمد، "مستشارك في بناء بيتك"، بيت التمويل الكويتي-دولة الكويت-الطبعة الأولى-1998م. 

[8] ريمشا، اناتولي، المنير، داود سليمان (مترجم)، "تخطيط وبناء المدن في المناطق الحارة"، دار مير للطباعة والنشر، موسكو – روسيا – 1977م. 

[9] اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (ألا سكوا)، "الواقع البيئي للمدينة العربية ووضع الفرد والأسرة في ظل التحضر"، ندوة الأسرة والمدينة والخدمات الاجتماعية – المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشئون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية – الكويت 21-23/2/1998م ص1:ص81. 

[10] البيئة، الحصيني والشعبي، "التجربة المعمارية"، مطابع الوفاء – الدمام-المملكة العربية السعودية-1410هـ-1989م. 

[11] هشام، علي مهران، "تطوير وتخطيط منطقة النعيم بالجهراء"، الهيئة العامة للإسكان – دولة الكويت – 1993م. 

[12] عبد المقصود، زين الدين، "التخطيط البيئي مفاهيمه ومجالاته"، جمعية حماية البيئة- دولة الكويت- أبريل 1982 م. 

[13] Crane, David A. and Keyes, “Developing New Communities”, U.S. Department of Housing and Urban Development”, Washington – U. S. A., December, 1968. 

[14] Aculair, Christine, “ Researchers Needed for Global Urban Database”, Urban Age, The International Bank for Reconstruction and Development the World Bank-Washington, U.S.A. Vol-5, No.4, Spring, 1998. 

[15] الهيئة العامة للإسكان، " الاتجاه نحو المحافظة على الطاقة"، لجنة العزل الحراري – دولة الكويت – 1980 م. 

[16] الحمد، رشيد، حباريتي، محمد سعيد، "البيئة ومشكلاتها"، مكتبة الفلاح-دولة الكويت-1986م. 

[17] هشام، علي مهران، "المعايير التخطيطية والتصميمية اللازمة لتوفير الأمان في الإسكان الحضري"، المؤتمر الدولي الخامس للبناء والتشييد- انتربيلد 98-القاهرة-جمهورية مصر العربية- 18-22/6/1998م ص173 : ص183. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا