الجغرافيا في عصر التطرفات : صورة لجغرافية
العدالة [1]
دون متشيل ، جامعة سيراكوس
خلال المائة
عام الماضية كان هناك تقدما علميا كبيرا ، رافقه تقدم تقني جعل الإبادة الجماعية
ممكنة وأدى إلى اتساع الهوة بين الغنى
والفقير بكلفة تدمير البيئة و
المناخ والحياة . لقد كانت هناك تطرفات حادة . وألان تكون عالم جديد مستندا على
العنف و خنق الحرية المدنية و النزعات الدينية المتطرفة . لقد أصبح القتل سياسة عالمية حيث يكون الاقتصاد و
الأمور الشخصية و الطعام أو الصحة بعيدة عن الأكثرية من سكان العالم . في بيئة مثل هذه ، ليس أمام الجغرافيا إلا
خياران : التعاون مع العالم المرعب ، القاسي
، الظالم ، والفوضوي ، أو أن تقاوم وتتبنى سياسية تشكيل بدائل جديدة تكون
أكثر حيوية من مجرد دراسة المظهر الأرضي .
مستقبل
الجغرافيا
في عام 1985 قال مايكل اليوت هيرست بان
الجغرافيا لا مستقبل لها ، وذلك لأنه لا وجود حقيقي لها . حسب رأيه فأن الجغرافيا
قد تطورت نتيجة تقسيم العمل مع ما يتناسب والصيغ الرأسمالية و الاجتماعية .
والجغرافيون هم مساعدون تقنيون للقوى التجارية و الاستعمارية و العسكرية . وبشكل عام فان الجغرافيا كعلم قد ولدت في الفترة الزمنية نفسها التي
تكونت بها العلوم الأخرى ، وليس هناك أسس مبررة لوجود للجغرافيا غير تقسيم العمل .
لذا حسب رأي هيرست فان الجغرافيا ليس لها وجود ولهذا ليس لها مستقبل ، إنها جزء صغير من علم كلي للمجتمع (والطبيعة) .
واليوت
هيرست محق في العديد من تشخيصاته و وصفه هذا ، ولكنه قد وقع في خطأ بافتراضه أن
الجغرافيا لا تستطيع تجاوز محدداتها ، وان موقعها في تقسيم العمل ليس مهما وان
الميدان التخصصي بغض النظر عن دوره الاقتصادي والجغرافي فانه يمتلك إمكانات ذاتية
حرجة عالية . انه لم يستوعب أن يكون لها مستقبل ، وان عليها خلقه . إن الارتباط
المعقد للجغرافيا مع القوى الاستعمارية و العسكرية و التجارية ، ومع أنواع العمليات الجغرافيا السياسية
والاقتصادية بالذات قد انتج ما عبر عنه
بيرلن ((التاريخ الأكثر رعبا في العالم الغربي)) ، وهذا موثق بشكل جيد . ولكن وفي
الوقت نفسه فان تاريخ الجغرافيا هو تاريخ تبدل فكري وسياسي كبير، ومعه مقاومة
فكرية و سياسية كبيرة لهذا التاريخ بالذات .
ففي عملية التحول هذه فان الجغرافيا قد انتقلت في رحلة عجيبة ، فكرية
وسياسية ، مرت عبر طرق وعرة ، وانخرطت في
منعطفات خاطئة ، وسلكت طرقا رئيسة و شوارع فرعية . فظهرت فيها مذاهب و أفكار
الماركسية ، والنسوية ، ونظريات شاذة ، والبيئية و مختلف المناحي الإنسانية ،
لتطور بالتالي جسما معرفيا وتبتدع تقنيات
و بؤرا بحثية مستندة على أسس موضوعية . و في الوقت نفسه ، ارتباط بعمق ليس بالتوسع الاستعماري و الطبقة الرأسمالية
الحاكمة و مشاريع الدول ، ولكن في العدالة الاجتماعية أيضا .
وليس
للجغرافية اتجاهات تكنوقراطية في الماضي أو لم توجد معارضة لهذه التحولات ، ولا
يمكن القول بان الجغرافيا في موقفها المعارض هذا قوية . ولكن إن إعادة التوجه
الميداني للجغرافيا وقبولها لأن تكون جزء
من تقسيم العمل يجعلها اكثر قوة للانتماء إلى العدالة الاجتماعية، وهذا شيء مهم
جدا . وان إعادة التوجه هذه توفر ميدانا ذي أسس في المعرفة و لمجموعة من الأدوات البحثية ، وبهذا لا تبقى الجغرافيا بحاجة إلى مساعدة التاريخ في عصر التطرفات ، ولكنها تشكل
قوة متميزة في تحديد المستقبل و إيجاد عصر العدالة والتحرر .
في الأربعين
سنة الماضية كان الجغرافيون قد أنتجوا معرفة هائلة عن الحياة المتبدلة ، عن كل شيء
من كيفية عمل المناخ إلى تسلل النظام الأبوي في مجال السكن والعمل ، من التنمية
الرأسمالية غير المتوازنة إلى المستدامة ، ومن النظام البيئي المعقد الذي يمر
بفترة نقاهة من الحرائق والنيران إلى التعقد الحضاري ، ومن الجغرافيا الاستعمارية
على مستوى كبير إلى مستوى جغرافية الفيضانات . إن نتاجات هذه المرحلة الموثقة تعكس
المعرفة الجغرافية عن التبدلات الحياتية ، وفيها مكامن تساعد على تحديد مكان
الجغرافيا في الحياة وبين العلوم ، وكما عبر عنها بل بونج ب(جغرافية بقاء الإنسان)
.
وقد
قيل بأنه يمكن التوقع للمستقبل عندما نكون جزء من الماكنة التي تصنعه ، وان الفكرة
هي دحض رأي اليوت هيرتس ليس لأن الجغرافيا يجب أن توجد ولكن لأن المعرفة الجغرافية
كأداة في الصراع الاجتماعي من اجل العدالة ضرورة جوهرية . والسؤال هو : كيف نثبت
ذلك ؟ ولهذا السؤال إجابات عديدة ، وكل واحد منها يمثل ميدانا للتقصي في جغرافية
العدالة .
الأساس
: تحرير التعليم والتعليم الحر
أولا
، وقد يبدو هذا معارضا لما ذكر آنفا ، ولكن كجامعيين وفي مؤسسة تعليمية بحاجة إلى
أن نعزز التعليم الحر و نقويه . وفي الجزء نفسه الذي كتب هيرتس رأيه عن وجود
الجغرافيا ، كتب بيتر كولد مقالا معارضا مشيرا إلى أن التعليم الحر هو (أو يجب أن
يكون) تحريرا للتعليم ، وهو الذي يجعل العقل حرا من خلال تعزيز التفكير النقدي .
وكما أشار كولد فان التفكير هو ما يهدف التدريب إلى تنميته . فالتدريب (في
الرياضيات ، اللغات ، تقنيات محددة) هو جوهري لعملية التعلم والتفكير، انه حجر
الزاوية وليس هدفا بحد ذاته .
إن
الضغط لجعل الجامعات مدارس تقنية حيث يكون التدريب هو أسمى شيء فيها (ومن الأمثلة
: تحويلها إلى مؤسسات بحثية استثمارية ، التركيز العالي على العلاقات مع المجتمع
أو الخبرة العالمية إلى الطلب من الإداريين و القانونيين للمحاسبة) ، ولكن عليهم
المقاومة . فالتفكير الحقيقي في بعض الأحيان ، ومن المحتمل في الغالب ، بدون فائدة
بأية وسيلة كانت . إنها تبدو ، وفي بعض الأحيان تحس بأنها مضيعة للوقت . لانه لا
يمكن قياسها ، خاصة في مجال الإنتاجية التي يفرضها الإداريون على الكلية و الطلبة
. إنها لا تعطي مردودا مباشرا ، ولكن هذا ما علينا كأفراد وجمعيات أن نناضل من
اجله . إن حرية التعلم و التعليم الحر ضرب من المستحيل بدون مجال واسع من التفكير
"غير المقيد" .
لذا
فان البحث الأساسي ، الذي هو الناتج النهائي ، ليس اكثر من ضياع وقت في التفكير
المجرد ولهذا يبدو بدون فائدة . وفي الغالب فانه من المستحيل معرفة فيما إذا كان
البحث ذي صلة أم لا . ولكن التعليم الحر و
تحرير التعليم يتطلبان استمرارية في جلب العمليات الجيمورفولوجية تحت الأضواء ،
فنحن بحاجة إلى معرفة كيف تعمل البيئة ، وليس ذلك لأنها قد تقود إلى تبدلات
اقتصادية مهمة ، ولكن لأننا بشر نعيش فيها . وان التحرر ليس ممكنا فقط عند العتق
من العبودية ولكن هذا يتطلب دوما إنتاج معرفة جديدة . والمعرفة الجديدة تتطلب في
الأساس أبحاثا بدون فائدة، فليس ضروريا أن يكون النتاج بأكمله مفيدا .
من
الضروري القول بان الجغرافيا علم سياسي أردنا ذلك أم لا ، فكل ما نتوصل إليه من
حقائق و معرفة فإنها ستؤدي إلى جدل سياسي . وفي الوقت الذي سوف لن نتفق به حول
السياسات وما يجب أن تكون عليه ، فإننا بحاجة إلى الاعتراف بان أبحاثنا مستحيلة
بدون السياسيين وإننا كأفراد ذوي معرفة
عالية ، علينا استخدام معرفتنا لتغيير العالم . فالصراع من اجل الأفكار يتداخل مع
الصراع من اجل المصادر والسلطة .
الهيكل التركيبي : النظرية
لقد
أصبحت الجغرافيا قائدة في عملية الاستقصاء الحدية ، و قائدة ليس في مجال التنمية
و الخرائط المتقدمة وأدوات تحليل البيانات (مثل GIS) ولكن في استخدامها في إنتاج معرفة حرجة أيضا . ولكن ولعله الأكثر أهمية ، الدرجة التي تحولت بها الميادين لتستخدم ليس كأداة ولا كطرائق ، ولكن للتعمق النظري . في الوقت الذي يزدري فيه عدد من رؤساء الجمعية السابقين بمصطلح "نظرية" ويدعوها "الهرطقة" ويقللون من أهمية العمل ، نجد أن الباحثين في علم البيئة، الإنكليزية والنقد الأدبي ، الدراسات النسوية ، دراسات حضارية ، جيوبولوتيكا ، (العلوم السياسية)، الاقتصاد السياسي ، التاريخ البيئي والاجتماعي ، دراسات العمل والعلاقات الصناعية الهوية القومية و الذاكرة الاجتماعية ، علم الأوبئة ، علم الإجرام ، التبدلات المناخية العالمية ، الهايدرولوجيا ، والعديد غيرها تنظر إلى الجغرافيا ليس كأداة أو بيانات بل كنظريات . نظريات عن المقياس ، تطورت ضمن بيئة جدلية كثيفة في الجغرافيا ، وهي الآن محور نقاش من قبل عدد في التخصصات العلمية الأخرى . فعند الحديث عن الاقتصاد السياسي فان الحديث يكون عن المجال الاقتصادي . ويتطلب فهم التحولات الحضارية استيعاب جغرافية الحضارة .
و الخرائط المتقدمة وأدوات تحليل البيانات (مثل GIS) ولكن في استخدامها في إنتاج معرفة حرجة أيضا . ولكن ولعله الأكثر أهمية ، الدرجة التي تحولت بها الميادين لتستخدم ليس كأداة ولا كطرائق ، ولكن للتعمق النظري . في الوقت الذي يزدري فيه عدد من رؤساء الجمعية السابقين بمصطلح "نظرية" ويدعوها "الهرطقة" ويقللون من أهمية العمل ، نجد أن الباحثين في علم البيئة، الإنكليزية والنقد الأدبي ، الدراسات النسوية ، دراسات حضارية ، جيوبولوتيكا ، (العلوم السياسية)، الاقتصاد السياسي ، التاريخ البيئي والاجتماعي ، دراسات العمل والعلاقات الصناعية الهوية القومية و الذاكرة الاجتماعية ، علم الأوبئة ، علم الإجرام ، التبدلات المناخية العالمية ، الهايدرولوجيا ، والعديد غيرها تنظر إلى الجغرافيا ليس كأداة أو بيانات بل كنظريات . نظريات عن المقياس ، تطورت ضمن بيئة جدلية كثيفة في الجغرافيا ، وهي الآن محور نقاش من قبل عدد في التخصصات العلمية الأخرى . فعند الحديث عن الاقتصاد السياسي فان الحديث يكون عن المجال الاقتصادي . ويتطلب فهم التحولات الحضارية استيعاب جغرافية الحضارة .
إن
النظرية الجغرافية (المعرفة الجغرافية) هي حيوية وأن الأوان قد حان لتعزيز وتطوير
التنظيرات بالطريقة التي اعتمدت في الفيزياء والاقتصاد ، متابعة منتظمة للمهم من
المتحقق في الجانب العلمي و نشرها و تخصيص مصادر لها و لجعلها معروفة وشرحها كما
فعل الاقتصاديون والفيزيائيون .
البنية التحتية : معهد للعدالة
الاجتماعية
النظرية
الجغرافية هي المفتاح لتنمية عالم عادل اجتماعيا . وكما أشار العديد من الجغرافيين
فان الجغرافيا ليست مجرد نظريات معقدة وممارسات للعدالة ، إنها تحولها إلى تطبيق.
فالعدالة الاجتماعية مستحيلة ، بدون إنتاج ظهير اجتماعي عادل . ولكن ما يتحدد به
مثل هذا الإنتاج هو تعدد المظهر وتعقده الذي بحاجة إلى تنظير مكثف وتجريب بحثي .
المجموعة
الثالثة من الخطوط المطلوبة ، استحداث معهدا خاصا بالعدالة الاجتماعية يكون أما في
واشنطن أو إحدى الجامعات التي تتولى رعايته ماديا ، يخصص لتطوير معرفة جديدة عن
جغرافية العدالة . وفي الوقت الذي يعزز هذا المعهد الأبحاث الأساسية عن جغرافية
العدالة فانه ينظم حلقات نقاشية و دروس صيفية و يقدم نشرات تعريفية وأبحاثا ،
وغيرها . وعليه الاتصال بالجهات البحثية الأخرى ذات العلاقة و مع الدوريات العلمية
والتنسيق معها. كذلك من الضروري استحداث مؤسسات تعنى بالعدالة البيئية ، و في
أبحاث الجغرافيا الطبيعية .
وعلى
المعهد الخاص بالعدالة الاجتماعية تطوير جدولة بحثية نظامية سنوية وإعلانها ، على
سبيل المثال خلال أعوام 2007 – 2009 يكون التركيز على تحديد ما نعرفه و ما نحتاج
أن نعرفه وما علينا التركيز عليه أولا لفهم جغرافية الجوع (على المستوى المحلي ،
الإقليمي
و العالمي) . بعدها تخصص المصادر لدراسات تقويمية . وفي المدة 2009 – 2011 يكون التركيز على جغرافية العمل في الاقتصاد العالمي و الاستثمار . وبين عامي2011 – 2013 يمكن التركيز على الأشكال الجديدة من الاستعمار و التركيب العالمي واستمرارية المشكلة العرقية .
و العالمي) . بعدها تخصص المصادر لدراسات تقويمية . وفي المدة 2009 – 2011 يكون التركيز على جغرافية العمل في الاقتصاد العالمي و الاستثمار . وبين عامي2011 – 2013 يمكن التركيز على الأشكال الجديدة من الاستعمار و التركيب العالمي واستمرارية المشكلة العرقية .
مثل هذا
البرنامج بحاجة إلى تخطيط عملية التفرغ الجامعي ولمدد طويلة ، خاصة في المجالات
البحثية المحددة ، و تجمع الأموال و ترتبط المشاريع المشتركة بشبكة تتابع تنفيذ
الستراتيج البحثي . ويتم حث الجامعيين
لتطوير الأبحاث و الحلقات النقاشية و الكورسات عن موضوعات العدالة الاجتماعية في
مؤسساتهم . ومثل هذه المحاولات لا تتعارض مع ما ذكر آنفا ، بل تكمله . وان نتائج
هذه الأبحاث من الضروري أن تنشر بشكل واسع من خلال المؤتمرات ، الدوريات ، الكتب ،
الخرائط ، مواقع الانترنيت ، وغيرها ، وإنها يجب أن تشكل أسسا لرسم سياسة مجلس
الجمعية الجغرافية .
الصلات بين
العلوم
المجموعة
الرابعة من الخطوط في ملامح الجغرافيا تتطلب التفصيل فيها . إن أية مبادرة بحثية
جغرافية يجب أن تكون متعددة التخصصات . فهناك جغرافيا للعدالة الاجتماعية
واللاعدالة، ولكن الجغرافيا في الغالب تتحدد بالعمليات التي يمتلك الآخرون عنها
معرفة اكثر و أدوات اكثر . ويتضاعف إدراك أن المبادرات التي تربط بين التخصصات هي
حاسمة لفهم المشاكل المعقدة الاجتماعية ، البيئية ، و الطبيعية . فالجغرافيون
بحاجة إلى تقبل ذلك حتى وان كان ذلك يدمج هوية الاختصاص .
إن العزل
يفرض رسوما ثقيلة مقارنة مع عملية الدمج الثانوي submerge . ولكن وبقوة التدريب وبحقيقة
الانتقال إلى علم مكاني حرج لا يبقى لمثل هذه الاختزالات خطرا حقيقيا . وقد لا
نتفق مع هارمون وقوله أن الأنماط البحثية و التعليمية هي ناتج عن سيادة تأثير
السوق ، ولكنه بالتأكيد محق بان السيادة الاجتماعية هي محدد حرج . ومن الواضح أن
المجتمع بحاجة إلى تحليل مكاني وهناك حاجة لفهم المجال و المكان و البيئة التي يعمل
بها المجتمع . ولكن هذه الحاجة مرتبطة بطيف واسع من أنواع المعرفة الأخرى . فنحن
في موقف قوي وبحاجة إلى الاستفادة منه. فمعهد العدالة الاجتماعية يجب أن يهدف إلى
الاستفادة من افضل الباحثين في الميادين الأخرى
و يضمهم إليه . والجغرافيا لا يمكن أن تكون بمعزل عن العلوم الأخرى ، وليس هناك ما يدعوا إليه . ولا حاجة لأن تكون وراء جدران عازلة ، فجغرافية العالم مهمة جدا بحيث لا يجوز أن تترك للجغرافيين وحدهم .
و يضمهم إليه . والجغرافيا لا يمكن أن تكون بمعزل عن العلوم الأخرى ، وليس هناك ما يدعوا إليه . ولا حاجة لأن تكون وراء جدران عازلة ، فجغرافية العالم مهمة جدا بحيث لا يجوز أن تترك للجغرافيين وحدهم .
المعمار
الجديد : جغرافية العدالة الاجتماعية
في
الذكرى الخمسين لتأسيس الجمعية انشغل الجغرافيون بمناقشة هل أن الجغرافيا علم رمزي
ideographic أم انه يسعى إلى النظريات كأساس لوجوده nomothetic
. وبعد خمس وعشرون عاما تغير حقل الجغرافيا جوهريا بوجود نظريات أساسية
ومهمة وتبدل في طرائق التحليل وتقدم عبر الحدود التخصصية . ففي الجغرافيا البشرية حصل انتقال كبير . فقد
شهدت السنوات الخمس والعشرون الماضية مناقشات حادة ، حساسة ، وانفجار عنيد في
الأفكار والنظريات والفلسفات و المجادلات . لقد أصبحت الجغرافيا حقلا متميزا . وفي
الوقت نفسه ، كان العالم يعيش حالة من العنف ، والكوارث والمصاعب العصية لتجعل
الحياة اليومية لسكان العالم صعبة ، كذلك المناخ ازداد دفئا وأصبح غير مستقرا ، و
النظام البيئي برمته في كف عفريت .
وما
زلنا نعيش في عصر التطرفات ، العنف والبؤس متلازمان ، وعلى الرغم من إننا دوما
ننتظر أزمة اقتصادية عالمية ، فالثروة تنتج بكميات لم تشهدها من قبل ، والمادة
أصبحت الكأس المقدس لدى الكثيرين . في هذا العالم أمامنا مجموعة خيارات : هل
نتعاون مع واللاعدالة لنكون ثرواتنا ، وسلامنا النسبي ، وصحتنا الجيدة نسبيا تصبح
حالة ممكنة ؟ أو أن نسعى إلى تحويل العالم إلى حالة تكون العدالة فيه سائدة ،
وتصبح جغرافية العالم اكثر عدالة (توازنا) ، عالم
و جغرافيا تكون فيهنا الفرص متكافئة ؟
و جغرافيا تكون فيهنا الفرص متكافئة ؟
أني أرى أن
لا نتعاون ، بل نقاوم . نعود إلى عصر التناقضات ، نعود إلى جغرافية عالم العنف و
المعارضات . ونحن كجامعيين و كأناس نعيش هذا العالم ، لنا سلطة محدودة ، ولكنها
سلطة مهمة . إنها فاعلة عند استثمارها بشكل صحيح لتطوير و تعزيز التعليم الحر و
تحرير التعليم ، ليكون التعليم للجميع . وتضم هذه السلطة جميع الخبرات ، والمصادر
و الأسس المعرفية الضرورية للتدخل (فكريا وسياسيا وهما لم ولن ينفصلان عن بعض) في
العالم لمساعدة الأسس
و المعرفة ولاتخاذ موقف .
و المعرفة ولاتخاذ موقف .
[1] Annals of the Association of American Geographers, 94(4), 2004, pp. 764–770 r 2004 by Association of American Geographers
Published
by Blackwell Publishing, 350 Main
Street , Malden , MA
02148 , and 9600 Garsington Road , Oxford OX4 2DQ ,
U.K.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق