التسميات

الثلاثاء، 15 مارس 2016

دراسة التنمية الحضرية من خلال تطبيقات نظم المعلومات الجغرافيه وتقنيات الاستشعار عن بعد (مدينة الفلوجة كحالة دراسية) ...


دراسة التنمية الحضرية من خلال تطبيقات

نظم المعلومات الجغرافيه وتقنيات الاستشعار عن بعد

 (مدينة الفلوجة كحالة دراسية)

STUDY OF URBAN DEVELOPMENT BY APPLYING GEOGRAPHIC INFORMATION SYSTEMS AND REMOTE SENSING TECHNIQUES
(FALLUJA CITY AS A CASE STUDY)

خميس نبع صايل - جامعة الأنبار - كلية الهندسة - قسم هندسة السدود والموارد المائية

Khamis N. Sayle - Dams and Water Resources Engineering - University of Anbar 

مجلة الأنبار للعلوم الھندسیة © AJES ،المجلد (١)، العدد٢ (٢٠٠٨ ) ص ١٤٣ - ١٦٢:

الخلاصة

   أدى التقدم التكنولوجي في مجال مراقبة الأرض واستخدام بيانات الأقمار الاصطناعية وتطور برامجيات الحاسوب إلى التطور في مجال مراقبة التغير في استعمالات الأرض بوقت وجهـد قليـل وخصوصا بعد زيادة دقة التمييز الأرضي للبيانات الصورية للأقمار الاصطناعية. وفي هذا البحث تم دراسة التنمية الحضرية لمدينة الفلوجه منذ النشؤ بالاعتماد على واقع حـال الاسـتعمالات الحقيقيـة للمدينة ودراسة التوجهات المستقبلية لنمو ألمدينه لما لهذين الاتجاهين من أهمية كبيرة في دعم واتخـاذ القرار في المحافظات والبلديات والإدارات الحكومية في مجال إدارة المدن والـتحكم بـالعمران مـن خلال استخدام تقنيات جديدة تستطيع التعامل مع البيانات والخرائط ألمستخدمة. وقد توصل البحث إلى أهمية استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية والنماذج الرياضية فـي مجـال إعداد التصاميم الأساسية للمدن بكفاءة عالية. 

ABSTRACT :

  The progress in technological earth observation field , using of satellite data and the development of computer software, lead to reduce effort and time to control the change in land uses especially after the increases in both accuracy and resolution of image data. This paper studies the urban development of falluja city since its construction (depending on the fact of land uses) and future directions for the development of the city. The above two trends are very important in supporting decisions of governorates, municipalities and government departments in the land uses management and control of building by using a new technique which treated with data and uses maps. The present study concluded that the use of remote sensing, geographic information system and mathematical models are very important to prepare master plan of cities with high efficiency.

كلمات رئيسية: التنميه الحضرية ،الاستشعار عن بعد ، نظم المعلومات الجغرافية 

المقدمة :

   يعد تخطيط استعمالات الأرض ووضع المخططات لها من المتطلبات الأساسية في التخطـيط الحضري لحل المشكلات البيئية والعمرانية الناجمة وذلك من خـلال تحليـل الواقـع الحـالي لهـذه الاستعمالات ومستقبلها، ولهذه المخططات اثر كبير على متخـذي القـرارات التخطيطيـة والتنميـة الاقتصادية في المدن والأقاليم المختلفة. إذ يمثل التوسع الجديد مجرد حشد استعمالات متنوعة سـكنية وصناعية من غير معرفة الأسباب والدوافع التي من شانها إن تؤخذ بنظر الاعتبـار لتنظـيم المدينـة وتحويل التوسع الحالي من مشكلة تعاني منه إلى وسيلة لتطوير المدينة وزيادة تنظيمها ووضـع حـد لتوسعها العشوائي واختيار محاور التوسع الأكثر ملائمة من الناحيـة التخطيطيـة والاقتـصادية. إن مشكلة زيادة السكن وكذلك الموارد الطبيعية الناضبة والتي تجابه كل الدول المتطورة منهـا والناميـة تحتاج إلى أساليب سريعة التعامل مع التوسع العمراني الكبير للمدن بأقل وقت وجهد. 

   إن التطور الكبير الذي حصل في مجال مراقبة الأرض جعل إمكانية الحصول على البيانـات المتعلقة بسطح الأرض ومتابعة التغيرات التي تحدث في أي بقعه على سـطح الأرض أمـراً يـسيرا وبكلفة قليلة وذات استمرارية تناسب متطلبات هذه المراقبة. ولقد أصبح مفهـوم المعلومـات معروفـاً ومقبولاً بين المخططين الذين يواجهون مهمة تقييم حجوم متعاظمة من المعلومات المستحـصلة مـن مصادر مختلفة بضمنها أجهزة الاستشعار عن بعد وكذلك لكي يكون خزنها بشكل فاعل واسـترجاعها والتداول بها وتحليلها وعرضها حسب المواصفات التي يريدها المستخدم. 

  ومن هنا تكمن أهمية هذا البحث في استخدام تقنيات وأساليب حديثة تقرر الأخـذ بهـا مثـل تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافية في دراسة التنمية الحضرية واختيـرت مدينـة الفلوجه منطقة للدراسة لأهميتها إضافة إلى أنها تحمل صفات المدن ذات الحجم المناسب لمـا تحتويـه من استعمالات ارض ووحدات معمارية مختلفة كما يأتي ذلك لحاجه المدينة الماسة إلى دراسات معمقة ومسوحات شاملة أيضا بهدف تقدير الاحتياجات المستقبلية الفعلية ويوفر إطار يمكن الاستفادة منه فـي تطوير مدن أخرى وسوف يتم في هذا البحث دراسة التطور التاريخي لمدينة الفلوجـه منـذ النـشوء وتقسيمها إلى أربعة مراحل وكذلك تحليل ودراسة التغير الحضري فـي هـذه المراحـل و دراسـة التوجهات المستقبليه للمدينه بالاعتماد على واقع الحال من خلال استعمالات الأرض علـى ألـصوره الفضائية واستخدام معادلتي النمو المركب والتنبؤ إضافة إلى استخدام معادلات الانحدار التـي تعتمـد على العلاقة بين السكان والمساحة ومن ثم مقارنتها مع المخططات الاساسيه ألمعـده للمدينـة، وقـد توصل البحث الى مجموعه من الاستنتاجات والتوصيات .


١. موقع مدينة الفلوجة :

  تقع مدينة الفلوجه بين دائرتي عرض ("33° 21' 9"-33° 17' 47) شـمالا وخطـي طول ( "43° 49' 33"-43° 44' 58) شرقا وهي بذلك تمثل موقعاً مركزياً بالنسبة لعموم العراق وتقع على الجانب الأيسر من نهر الفرات يحدها من الشرق خط المرور السريع ومن الـشمال سـكة الحديد فلوجه _ القائم ومن الغرب أراضٍ زراعية هي سهل نهر الفرات أمـا مـن الجنـوب فناحيـة العامرية . انظر الخارطة خارطة رقم(1). 

شكل رقم(1): یوضح حدود منطقة الدراسة من صورة فضائیة

٢. الاستشعار عن بعد :

يعد الاستشعار عن بعد أحد فروع العلوم ألتطبيقيه ويعرف بأنه علم الحصول على المعلومات حول الأهداف والظواهر من خلال تحليل البيانات المكتسبة بواسطة أجهزة تحـسس ليـست بتمـاس مباشر مع الهدف أو الظاهرة تحت الدراسة [1]. 

٣. نظام المعلومات الجغرافية :

  هي طريقه أو أسلوب لتنظيم المعلومات الجغرافية وغير الجغرافية بواسطة الحاسوب وربطها بمواقعها الجغرافية اعتمادا على إحداثيات معينه .

   ونظم المعلومات الجغرافية مكونه من ثلاثة أجزاء هي نظم ( System) والتي هي عبارة عن تكنولوجيا الحاسوب والبرمجيات المرتبطة به.و المعلومات ( Information) وهي عبارة عن البيانات التي تتكون منها هذه النظم وطرق إدارتها وتنظيمها واستخدامها والجزء الثالث هو الجغرافية (Geographic) وهي تمثل العنصر المكاني في هذه النظم والتي هي عبارة عن الأرض والعالم الحقیقي الذي توجد فیھ تلك المعلومات [3]. 

٤ . برنامج Arc View – GIS :

   هو أحد برامج نظام المعلومات الجغرافي ،وهو نظام مكتبي مزود بواجهة رسوميه سهلة الاستخدام يسمح بتسجيل البيانات ألمكانيه ( Spatial) و الجدولية (Tabular) مما يسمح بعرض البيانات كخرائط وجداول ومخططات بيانية . يأتي برنامج ArcView من شركة ( ESRI) وهي شركه تقوم بتطوير برامج نظام معلومات جغرافيه تغطي كافة المجالات بدا بالمهام المكتبيه لإعداد الخرائط وإنتهاء بالتطبيقات الكبيرة المستعملو في الأبحاث العلمية. والذي يتميز بإنشاء وتحرير الخرائط الموضوعية وإنشاء وتحرير البيانات والتحليل المكاني والتشفير الجغرافي(Geocoding) للعناوين [4].

٥. مراحل نمو المدینة :

   إن دراسة استعمالات الأرض لكل من المراحل الحضارية التي مرت عليها المدينة تكشف عن هيكلها العام، ويعرف بالعوامل التي أسهمت في تشكيل تركيبها الداخلي،[2] إذ تؤثر المساحة كأبرز متغير وكذلك نمط الشوارع وأنظمتها وطراز الأبنية فضلا عن نمط استعمالات الأرض والتبدلات التي طرأت عليها ولكي يتم فهم الواقع الحالي للمدينة لا بد من متابعة هذه التبدلات والتغيرات في تركيبها الداخلي خلال الفترات المتعاقبة للمنطقة وقد تم تقسيم مراحل النمو للمدينه في هذا البحث إلى أربعة مراحل بالاعتماد على البيانات الجدولية والخرائط التي تم الحصول عليها من دراسات سابقة للمدينة ومن الدوائر الحكومية التابعه للمدينة للمراحل الثلاثة الأولى وذلك لعدم توفر الصور الفضائية للمدينة في المراحل السابقة أما المرحلة الرابعة فقد أدخلت تقنيات الاستشعار عن بعد في فهم وتحليل مرحلة النمو الأخيرة. 


1-5 - مرحلة النشوء (1870 - 1934) : 

  إن النواة الأولى لمدينة الفلوجه تم اختياره تحت تاثير عامل التضاريس، [5] فقد نشأت عند موضع بمنسوب (46) م فوق مستوى سطح البحر على الضفة الشرقية لنهر الفرات للتخلص من اخطار الفيضانات وأخذت المدينة تتوسع بعد أن تم السيطرة على الفيضانات بوصفها محطة لقوافل التجار، إذ أنشأ الوالي (مدحت باشا) مركز للجندرمة عند بداية الجسر الذي أنشأ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وفي سنة ( 1870) أنشأ خان عويد صمو على غرار الخانات التي انتـشرت في تلك المدة. 

  وفي سنة (1897) أنشأ ( جامع الفلوجه الكبيـر حاليـاً ) وأخـذت المدينـة تتوسـع وخصوصاً بعد إنشاء الجسر الخشبي من قبل المحتلين الإنكليز في سنة (1918) ثم أعقبه فتح طريـق بغداد – دمشق في سنة (1923) الذي يمر بالمدينة والذي ساهم في نموها وتوسعها، فما أن حل عـام (1926) حتى أصبحت مدينة الفلوجو المركز الحضري الأول في الإقليم بعـد أن إكتـسبت الـصفة الإدارية كمركز للقضاء بموجب الإدارة الملكية ( 15 ).

   وقد توسع طريق بغـداد- الفلوجـه القـديم وأستبدل الجسر الخشبي بجسر حديدي سنة (1932) وبلغت مساحة المدينة حتى نهاية هـذه المرحلـة (92.6 هكتاراً ) انظر الجدول ( 1)،وفيه نجد إن الاستخدام السكني أخذ نسبة (22.6% مـن المـساحه الكلية) أما الاستعمال المخصص لأغراض النقل مثل بنـسبة (13.7%مـن المـساحه الكليـة ) أمـا الاستخدام الخدمي فقد مثل بنسبة (2.1%) من المساحه الكليـة وقـد إتـصفت اسـتعمالات الأرض التجارية والصناعية بصغر مساحتها وتداخلها وقد اعتمد في هذا المرحلة على نظام الحارات .

  وقـد استمر التوسع ببطيء في الاتجاه الشمالي (الجزء الغربي من حي المعتصم حاليا ) انظر الخارطة رقم (2)، وتتميز هذه المرحلة بغياب الممارسات التخطيطية المقدمه من جهات رسمية مختـصة بتخطـيط المدن مما أسهم في أن تصبح قطع الأراضي غير منتظمة في شكلها ومساحتها فضلا عـن تـداخلها تحت تاثير نظام الشوارع العضوي أما الأبنية فقد أتبع النمط التقليدي الشرقي في التـصميم وطـراز العمارة [6]. 

2-5 - المرحلة الثانية (1935- 1967) :

   نجد في هذه المرحلة إن محاور التوسع أشتملت ثلاث محاور وهي الاتجاه الشمالي الذي يتمثل في الجزء الجنوبي من حي الجولان والاتجاه الشرقي الذي يمثل التوسع في الجزء الشرقي من حي المعتصم والرصافي والجمهوري وجزء من حي الوحده وفي الاتجاه الجنوبي يتمثل في استحداث حي الأندلس والجزء الشمالي من حي الرسالة . ولقد ساهم الطريق الدولي في نمو المدينة من خلال زيادة الاهتمام بالشبكة الداخلية للشوراع داخل المدينة إضافه إلى تشييد جسر من الكونكريت سنة (1963) . بلغت المساحه الكلية في نهاية هذه المرحلة (483هكتاراً )، أما المساحه المعمورة فهي (476هكتاراً ) ومن سمات هذه المرحلة ظاهرة الخلط الوظيفي تحت تأثير النمو العشوائي لاستعمالات الأرض[5]. نجد إن استعمالات الأرض السكينة قلت بنسبة (34.7%) من المساحة الكلية، أما الأرض التجارية فإنها تحتل مركز المنطقة التجارية القديمة أخذت تتوسع على بداية الشوارع الرئيسية وبعض واجهات الشارع العام القديم وقد مثلت نسبة (1.2% ) من المساحة الكلية. أما الاستعمالات الصناعية فقد استمرت الصناعه الحرفية تشارك استعمالات الأرض التجارية[7]، كما برزت في هذه المرحلة نمو الصناعات المتعلقة بخدمة السيارات على الشوارع الرئيسية إذ مثلت بنسبة (1.5%) من المساحة الكلية.

  أما استعمالات الأرض المخططة لإغراض النقل فكانـت نتاجـا لأنمـاط البنـاء العمراني داخل المدينة إلا إن التطور حصل مع ظهور الشوراع الواسعة ذات النمط الشبكي في نهاية هذه المرحلة بلغت نسبة هذه الاستعمال (26.8%)، أما الاستعمالات الإدارية والتعليمية والـذي فقـد شغلت نسبة (7.8%) من المساحة الكلية[9] (انظر جدول رقم (1)).

  تميزت هذه المرحلة ظهور بوادر تنظيمية ووضعت وزارة البلديات تقسيما قطاعيـا لمنطقـة السوق وتميزت هذه المرحلة بتوسيع الشوارع إلى النظام الشبكي لتنسجم مع زيادة استعمال الـسيارات وكذلك ظهور البيوت العربية المحورة [8]. 

3-5 - المرحلة الثالثة (1968- 1990) :

  تميزت هذه المرحلة باتساع رقعة الحيز الحضري توسعاً كبيراً إذ شهدت استحداث أحياء جديدة كحي (المعلمين، الظباط، الشرطة، القادسية، البعث، التأميم ، الخظراء ، اليرموك والحي الصناعي) هذا فضلاً عن استكمال حي ( الوحده ، الجولان و الرسالة ) انظر خارطة رقم (2).

   تميزت هذه المرحلة بالتوسع العامودي الذي دخل بشكل كبير وخصوصاً مع واجهات الشوارع الرئيسية ومنطقة الأعمال المركزية وإن لإقامة المشاريع الصناعية الكبيرة في إقليم الفلوجه مع بداية السبعينات دوراً مهما في زيادة أعداد الهجرة إلى المدينة مما يساعد في زيادة رقعة الحيز الحضري[7] وذلك من خلال زيادة فرز و توزيع قطع الأراضي من الجهات البلدية وتوفير المنح والقروض لأغراض البناء وكذلك نشاط جمعيات بناء المساكن في هذه المرحلة جميعها ساهمت في إتساع رقعة الحيز الحضري للمدينة إذ بلغت مساحة الأرض المعمورة (1597.4هكتاراً) مثلت نسبة (53.2%) من مساحة المدينة الكلية والبالغة (3000 هكتاراً ) في هذه المرحلة شهدت حركة تبدل وظيفي في استقطاب استعمالات الأرض التجارية والصناعية بدلاً من استعمالات الأرض السكنية التي تخلت عن مواقها وإنتقلت إلى الأحياء السكنية الجديدة كما شهدت الشوارع الرئيسية ومنطقة الأعمال المركزية ظهور مبانٍ متعددة الطوابق تتداخل فيها استعمالات الأرض التجارية والصناعيه والخدمية وذلك لارتفاع قيمة الأرض. وإن استعمالات الأرض المخصصة لأغراض النقل شهدت تطوراً ملحوضاً نتيجة لانتشار الشوارع الواسعه وإيصال هذه الخدمات إلى الأحياء الجديدة إذ تصدرت حد الاستعمال بنسبة (25% ) من المساحه الكلية انظر الجدول (1) . لقد ظهرت في هذه المرحلة مخططات أساسية أخذت بنظر الاعتبار حاجه المدينة لاستعمالات الأرض لتوجيه نمو المدينة عمرانياً إذا قدمت الجهات التخطيطية على إعداد المخططات الأساسية تتناسب مع التطورات الحضارية التي أفرزتها المرحلة. لقد أحدثت هذه التصاميم تغيرات جوهرية في النسيج المعماري للمنطقة القديمة كما سجلت أنماط قطع الأراضي خلال هذه المرحلة تطور ملحوظاً من حيث المساحة والانتظام التي تنسجم مع تخطيط الشوارع ذات النمط الشبكي كما شهدت أنماط الأبنية انتـشاراً واسـعاً للوحـدات المعمارية ذات الطراز العربي المحور[8]. 

4-5 - المرحلة الرابعة (1990- 2004) :

شكل رقم (3) : یمثل صوره فضائیھ لمدینة الفلوجة التقطت عام  2004



  تم الاعتماد على الصورة الفضائية شكل (3) والتي هي صورة رقمية (مصححة) ومن خـلال استخدام برنامج (ArcView 3.2) وبعد تحديد كل استعمال تم حساب المساحات الخاصة بكل استخدام والمبينة في الجدول رقم (2).

  في هذه المرحلة نجد أن محاور التوسع مثلت باتجاهين هما الشرقي الجنوبي فضلاً من التوسع الضمني في الأرض غير المعمور داخل الأحياء القديمه ، أما الاتجاهين الشمالي والغربي فقـد توقـف التوسع الحضري باتجاهما لوجود عوائق متمثله بوجود سكة حديد بغداد عكاشات في الجانب الشمالي ونهر الفرات في الجانب الغربي وقد شهدت هذه المرحلة استحداث أحياء جديدة في الجـزء الجنـوبي الشرقي لمدينة الفلوجة هي حي الأمين والمامون والسلام والمنصور. تميزت هذه المرحلة عن سابقتها بوجود ظرف سياسي وهو الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي والعدوان الأمريكي الـذي أثـر بدوره على النشاطات الاقتصادية والخدمية.

  بلغت مساحة استعمال الأرض الكلية (3089.8) هكتـاراً احتل فيها الاستعمال السكني نسبة (43.5%) أما الاستعمال التجـاري احتـل نـسبة (1.4%)، أمـا الصناعي فكان (4.2%)، في حين إن نسبة استعمال النقل (19.1%)،أما الخدمات ألعامة فقد احتلـت نسبة (3.3%)، وتمثلت بالخدمات التعليمية وخدمات سكنية عامه وخدمات صحية.

  أما الجوامع فهـي كثيره لهذا السبب إنها تسمى بمدينة المساجد إذا يوجد (54 جامعاً ) وهي جميعها مشغلة، كما توجـد مقبرة أبو حلبوس وهي ممتلئة ومقبرة أبو نوشه في حي الجولان وفي حصار وحرب الفلوجة تم فتح مقبرة لشهداء الفلوجة وهي في ملعب الفلوجة الرياضي وجميعها شغلت نسبة(0.43%) مـع مقبـرة الشهداء.

  أما دوائر ومؤسسات الدولة فقد شغلت نسبة(0.12%) وجزء منها متجمعة وبعضها مبعثـر لذلك فهي تعطي مرونه تقديم الخدمات. أما البنية الارتكازيه والتي تمثل الماء والمجـاري والكهربـاء والهاتف فقد شغلت نسبة (0.15%) . أما الاستعمال المختلط فقد شغل نسبة(0.27%) وهذا ناجم مـن كثافة الاستعمال وارتفاع قيمة الأرض إذا يوجد أكثر من استعمال في مكان واحد ( صناعي ، تجاري و إداري). أما استعمالات الأرض الزراعية فقد شغلت نسبة( 2.23 %) بعد أن تـم التجـاوز علـى غلب أراضي بساتين البوعريم وتحولت الى استعمال سكني وتجاري وكذلك ضفاف الانهار اليمنـى فقد جرفتها القوات المحتلة[10].

شكل رقم (4) : یمثل التصمیم الاساسي لمدینة الفلوجة لعام 2004 مقیاس الرسم 50000/1

   أما المناطق المفتوحة فشغلت بنسبة (25.6%) وبعد مقارنة ألصوره الفضائية شكل رقم (3) مع مخطط التصميم الأساسي لمدينة الفلوجة لعام 2004 (شكل رقم 4)، وجـد إن (14%)هي أراضي سكنيه والباقي هي ابنيه خدمية وخدمات عامه ومناطق خضراء. 

٦. الجانب التطبيقي :

   تم تمثيل كل مرحلة من مراحل النمو باستخدام برنـامج (ArcView 3.2 ) علـى ألـصورة الفضائية وإدخال البيانات الخاصة بكل مرحلة من المراحل متمثله بعدد السكان والمساحة التي يغطيها كل استخدام والنسبة التي يشغلها ذلك الاستخدام من المساحة الكلية كقاعدة بيانات وكمـا مبـين فـي الإشكال (7)، (6)، (5) و (8) يمكن عرضها والرجوع إليها وتحليلها وتحديثها في أي وقت، أضـافه إلى استخدامها كأساس لدراسة التوجه المستقبلي للمدينة، كما تم تمثيل مراحل النمو الاربعـه للمدينـة وكما موضحه في الشكل رقم (9).

٧. التوجهات المستقبلية لمدينة الفلوجة :

  يعتمد التخطيط السكاني أساساً على تقدير نمو عدد السكان في سنوات محدده لتقدير حجـم الـسكان خلال مدة الخطة المستقبلية وترجع أهمية هذا التقدير إلى تأثير عدد السكان في التخطيط العمراني بكل أبعاده في مجال استعمالات الأرض والعمارة والمخطط مما يتطلب ذلك إلماماً دقيقا بالمتغيرات المتداخلة التي تسهم في التغيرات الجغرافية في منطقة الدراسة لذا يعد متغير السكان من أهم المتغيرات التي تساعد في استكشاف التوجه المستقبلي لاستعمالات الأرض في مدينة الفلوجه وتوسعها . 

  أتضح من خلال استعمال معادلة النمـو المركب ومعادلة التنبؤ* في تقدير حجم السكان لمدينة الفلوجه الذين بلغ عددهم عام 1997 هو (210000 ) نسمه وارتفع عام 2003 ليصل إلى (247000) نسمة وبذلك يمكن أن ندرك ما سوف يصل إليه حجم المدينة عام 2014 ليصبح (338272) نسمة بنسبة نمو بلغت 2.9% بالقياس إلى عام 2003 وبحلول عـام 2024 ليصل حجم مدينة الفلوجه إلى ( 450215) نسمة وتبعاً لذلك فإن النمو في أعداد سكان مدينة الفلوجة يتجـه نحو الزيادة الأمر الذي يبين توسع في الاستعمالات المستقبلية في المدينـة لا سـميا الـسكنية والـصناعية والتجارية وغيرها لسد متطلبات ذلك العدد المتزايد من ناحية مواد البناء وتوفير الخدمات اللازمة. 

  وعلى أساس توقعات سكان مدينة الفلوجه عام (2024) فإن هذا يملي على المختصين تهيئـة المستلزمات الضرورية لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة لكافة الاستعمالات في مدينة الفلوجة.

   لقد اعتمد أغلب الباحثين على استعمال المعيار التخطيطي (100 م لكل شخ ) المعتمد فـي هيئـة التخطـيط العمراني [11] واستخدام معادلتي النمو المركب والتنبؤ أساساً في توقعات الاستعمالات المختلفة للمدن وقد استخدم هذا الأسلوب في التنبؤ المـستقبلي لاسـتخدامات الأرض لمدينـة الفلوجـه عـام 2014 وعام 2024 وكما مبين في الجدول رقم (3). إن ما يتميز به هذا الأسلوب من صعوبة التعامـل معـه وفق الأساليب ألحديثه في دراسة التوجهات المستقبلية المتمثلة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية لذلك تم استخدام طريقة معادلات الانحدار الخطي في توقع استعمالات الأرض لأنها مبنية أساساً على العلاقة بين السكان والمساحة وبسبب كونها معتمده على طبيعة نمو هذه الاستعمالات خلال المراحـل الماضية[11].

   إن الغرض من بناء نماذج الانحدار الخطي هو ليس قياس مدى العلاقة بين المتغيرات فقط بل إن الغرض الرئيسي منه هو تقييس هذه العلاقة وفق معادلة رياضية ثابتة لكي تـسهل عمليـة استخدامها في التنبؤ المستقبلي والتوقع لأي من المتغيرين التابع والمستقل. 

9. تحليل النتائج :

   من النظر إلى الجدولين(1) و (2) يتبين زيادة نسبة الاستعمال الصناعي إلى ما كان عليه قبل عام 1990 بسبب ظرف الحصار الاقتصادي الذي أثر على مستوى الفـرد المعاشـي. وإن تطـور الوظيفة الصناعية لها أثر واضح في الجانب الاقتصادي للمدينه فالصناعة في المدينـة تحقـق زيـادة ملحوظة في متوسط نصيب الفرد كما تنعكس أثارها أيضا على نمو المدينه الداخلي وزيادة علاقاتهـا الإقليميه وهذا واضحاً عن طريق التاثير على الجوانب الاقتصادية كالنقل لتشغيل الأيدي العاملة الفائضة عن العمل في المدينة وعلى نمو غيرها من الوضائف كالاستعمال التجاري.

   أما زيادة نسبة الأراضي غير المعمورة في سنة 1990 فيعود ذلك إلى التخصيص العشوائي للأراضي من قبل الدوله بـدون الأخـذ بنظر الاعتبار الحاجة الفعلية للسكان وما يشكل ذلك من أعباء على الدوائر الخدمية في المدينة مقارنـة مع إمكانياتها الفنية والاقتصادية. إضافه إلى أنه نجد إن نسبة الاستخدام الـسكني للمراحـل الأربعـه لاتتجاوز 43.5 % وهذا لا يتوافق مع المعايير العالمية التي تحـدد الاسـتعمال الـسكني مـن ( 50- 60)%  إضافه إلى أنه لا يتوافق مع ما مخطط فعلاً في التصاميم الأساسيه المعدة للمدينـة ممـا يعطـي مؤشر على ضعف تقديم الخدمات للمدينة. 

   من خلال الجدول رقم (3) ،نلاحظ إن استخدام معادلتي النمو المركب والتنبـؤ فـي التنبـؤ المستقبلي ممكن استخدامها إذا تم الاعتماد في الحسابات على المساحات التي يغطيها التصميم الأساسي وليس الواقع الفعلي وذلك لوجود نسبة كبيرة من المساحات المفتوحة والتي تشكل نسبه 51.5 % لعـام 1990 و 25.1% لعام 2004 إلا إذا تم معرفة نوع استخدام هذه الأراضي المفتوحة والـذي يجـب الرجوع في هذه الحالة إلى التصاميم الأساسية والتي من المفترض تكون معدة إلى فترة زمنية تتراوح بين ( 30-20) عام يمكن على أساسها الاعتماد عليها في التوقع المستقبلي . على الرغم من إن هـذه التصاميم أخذت بالاعتبار بعض المعايير العالمية في توزيع النسب إلا إنها لم تكن متوافقة مع الحاجة الفعلية وإنما كانت رهينة لسياسة الدوله في هذا المجال وهذا ما أكده مدير التخطـيط العمرانـي فـي المحافظة.

  ويظهر من الجدولين (1)و(2) إن نسبة المناطق الخضراء قلت وذلك بسبب إن الدولـه قـد وزعت المناطق المخصصة كمناطق خضراء كأراضي سكنية. ويظهر من الجدول رقم (3) إن وجود نسب الأراضي غير المعمورة قد أثر على التوقع المستقبلي لبقية الاستعمالات لذلك إن هذا الأسـلوب لا يفضل استخدامه مع الوسائل الحديثة المتمثلة بوسائل الاستشعار عن بعد والتي تمثل الواقـع الفعلـي لاستعمالات الأرض ويظهر ذلك من خلال المقارنة بين الجدولين رقم (3 ) ورقم (4 ) فـي التوقـع المستقبلي للمدينة لعام 2024 . ومن خلال النظر إلى الجدول رقم (6) يتبين أن الفروقات الموجـودة قليلة وأن أسلوب استخدام معادلات الانحدار أقرب إلى الواقع عما هي عليه فـي الأسـلوب الآخـر. إضافة إلى أن التصميم الأساسي المعد لعام 2004 يمكن أن يستوعب الزيادة في السكان المتوقعة لسنة الهدف (2024 )، وكذلك لا يتماشى مع المعيار التخطيطي المعد في الهيئة العامة للتخطيط العمرانـي إلا في سنة الهدف. 

١٠. الاستنتاجات والتوصيات :


  لقد أدت دراسة التنمية الحضرية لمدينة الفلوجة من خلال تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد الى عدة استنتاجات وتوصيات هي : 

١- أنها تؤثر في دعم وتطوير عملية اتخاذ القرار بالبلديات والإدارات الحكومية في مجـال إدارة المدن والتحكم في العمران من خلال استخدام تقنية متطورة تستطيع التعامـل مـع البيانـات والخرائط المستخدمة في عملية التخطيط والتنمية بكفاءة وسرعة عالية. 

٢- ضرورة تشجيع استخدام بيانات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومـات الجغرافيـة والنمـاذج الرياضية بشكل مكمل لبعضها البعض للمدن العراقية لما تمتاز به من سرعه وشموليه وكلفـة واطئة مقارنة بالطرق التقليدية . 

٣- إن تخصيص قطع الأراضي للمواطنين لم يتم وفق ما مخطط ومدروس في التصاميم الأساسية المعدة للمدينة ولم يكن يتلائم مع الحاجة الفعلية للتوسع السكاني. 

٤- إن التصاميم الأساسية المعدة للمدينة قد أخذت بنظر الاعتبار بعض المعايير العالمية في توزيع نسب استعمالات الأرض. 

٥- المساحة التي تشغلها الأبنية العامة أقل من القياسية مما يبين ضعف الخدمات في المدينة. 

٦- ضرورة بناء قاعده بيانات واسعه فيما يتعلق بالمواقع السكنية ومواقع قـوى العمـل وملكيـة السيارات ونمط الرحلات وبالإمكان تجميع هذه البيانات عن طريق التعدادات العامه للـسكان وهذه المعلومات تشجع الباحثين في دراستهم عن بناء نماذج رياضية دقيقـة وشـاملة وغيـر مكلفة .

٧- حماية المناطق الخضراء والحد من التوسع غير المرشد للعمران. 

٨- إن دراسة التنمية الحضرية باستخدام الوسائل الحديثه توفير عدة بـدائل لمخططـات التنميـة والاستثمار وبالسرعة التي تناسب مسيرة التطور. 

٩- إعداد خرائط تصنيف موحده لعموم القطر وتحديثها بشكل دوري وخزنها بشكل رقمي. 

المصادر 

References

[1] Lillesand T.M and R.W kifer '' Remote Sensing and Image Interpretation '' fourth ed. By John wily and Sons , Inc., 2000. 

[2] Bourny S. Larry, Interred Structure of the city Oxford University Press,London,1971. 

[٣] الدويكات قاسم " أنظمة المعلومات الجغرافية " الطبعة الأولى عمان ،2000 م. 

[٤] مجلة التصمیم بالحاسوب ،الانترنیت ، 2004 م. 

[٥] أحمد فاضل صالح" دور الفلوجة في عملية التحضر" رسالة ماجستير ( غير منشورة ) مركز التخطـيط الحضري والإقليمي جامعة بغداد 1980م. 

[٦] المحمدي أحمد فياض صالح" مدينة الفلوجه وظائفها وعلاقاتها الإقليمية " رسالة ماجستير ( غير منشورة ) كلية الآداب ، جامعة بغداد 1990م.

[٧] الكبيسي أمجد رحيم محمد" الوظيفة الصناعية في مدينة الفلوجة" رسالة ماجستير ( غير منشورة ) كليـة الآداب جامعة بغداد 2004م . 

[٨] ألفلاحي أحمد سلمان حمادي" استعمالات الأرض الحضرية لمدينة الفلوجه دراسة كارتوكرافيـة "رسـالة دكتوراه ( غير منشورة ) كلية التربية الجامعة المستنصرية 2005م. 

[٩] الدليمي ضياء خميس علي " التوزيع السكاني للخدمات التعليمية في مدينة الفلوجة" رسالة ماجستير ( غير منشورة ) كلية التربية ابن رشد جامعة بغداد ،1999 م. 

[١٠] الجريصي عبد الرزاق محمد صبار " تقويم المساحات الخضراء ضمن المخطط الأساسي لمدينة الفلوجة "رسالة ماجستير ( غير منشورة ) ومعهد التخطيط الإقليمي والحضري جامعة بغداد 2005م . 

[١١] الطائي إياد عاشور حمزة " تخطيط استعمالات الأرض للمدن باستخدام تقنيات التحسس النائي " رسالة دكتوراه ( غير منشورة ) مركز التخطيط الإقليمي والحضري ، جامعة بغداد 2000م. 

[١٢] مديرية التخطيط العمراني،الصورة الفضائية لعام 2004 م. 

[١٣] مديرية بلدية الفلوجة ، الشعبة الفنية خريطة التصميم الأساسي لعام 1992م. 

[١٤] مديرية بلدية الفلوجة ، الشعبة الفنية خريطة التصميم الأساسي لعام 2004م. 

[١٥] وزارة الداخلية محافظة الأنبار قضاء الفلوجه الدليل التعريفي لقضاء الفلوجة ( غير منشور ) 1999م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا