التسميات

السبت، 2 يوليو 2016

النمو السكاني والتنمية الحضرية في العراق 1987-2007 ...

;

النمو السكاني والتنمية الحضرية

في العراق 1987-2007

أ.م.د.حسين جعاز ناصر 

كلية التربية للبنات/جامعة الكوفة 

الخلاصة:

و قد توصل البحث إلى النتائج التالية:

1- الانخفاض التدريجي لمعدلات النمو السكاني في القطر خلال المدة 1987-2007 إذ يتراوح بين (3.1- 2.9%) خلال المدة المشار إليها على التوالي.

2- تباين معدل النمو السكاني على المستوى البيئي إذ شهد ارتفاعاً ملحوظاً لمعدل نمو السكان الحضر إلى 4.30% عام 1987 وإلى 3.7% عام 1997 وإلى 3.2% عام 2007.وانخفاضه في الريف للمدة المشار اليها من 1.9 عام1987 وإلى 2.4 عام 2007 وهذا يعكس الهجرة المستمرة في الريف إلى الحضر وعلاقة ذلك بالتأثير على مستويات التنمية.

3- اتضح من خلال خطوات البحث أن عدد المحافظات التي زاد عدد سكانها عن مليون / نسمة بلغت 12 محافظة من أصل 18 محافظة وهذا ما يزيد من مشاكل التنمية الحضرية.

4- اختلاف تأثير العناصر المسببة للتحضر بين تأثير الهجرة الداخلية والدولية والقرارات الإدارية مما انعكس على مستويات التنمية الحضرية.

5- تباين نسبة سكان الريف للمدة 1977-2007 وأشارت إلى انخفاضها المستمر إذ بلغت 35.5% عام 2007 وهذا دليل على استمرار تيارات الهجرة من الريف إلى الحضر وزيادة ويعتمد مشاكل التنمية الحضرية.

ولمعالجة ذلك ينبغي اتخاذ الخطوات الأتية:

1- زيادة وتأثير مستويات التنمية بشقيها الحضري والريفي لخلق حالة من الاستقرار السكاني والوظيفي المختلف.

2-  توفير متطلبات المدن المليونية من سكن مناسب وتعليم متطور وخدمات نوعية لتحقيق حالة في التوازن بين القطاعات المختلفة .

3- تحقيق حالة التوازن بين معدلات النمو السكاني للحضر والريف لتحقيق تيارات الهجرة من الريف إلى الحضر .

4-  تحقيق تنمية شاملة للريف العراقي لخلق حالة من الاستقرار وعدم الانتقال .

5-  دعم اللامركزية من خلال تقسيم المدن المليونية إلى مناطق إدارية وإعطاء صلاحيات اتخاذ القرار إلى الجهات الإدارية المشرفة على تلك المناطق .

6-   تجديد محاور التنمية في اتجاهات المدن الرئيسة وهذه المحاور عبارة عن مناطق حضرية على شكل محوري تتوسطها مراكز للأنشطة على امتداد الطرق الرئيسة القائمة .

7-  القدرة على استيعاب عدد سكان المدن التي ستصل إلى المليون / نسمة والمدن المليونية على حد سواء حسب التوقعات السكانية من مختلف المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية والخ.

المقدمة:

أولاً: النمو السكاني

ثانياً: العلاقة بين تزايد السكان ومستويات التحضر

ثالثاً: التحضر العناصر المسببة له
النمو الطبيعي للسكان
الهجرة الداخلية والخارجية
التغيرات الإدارية

رابعاً: مستقبل النمو السكاني وعلاقته بمستويات التنمية

   إن العلاقة بين النمو السكاني وتأثيراتها في التنمية هي علاقة متبادلة ذات اتجاهين. واذا كان النمو السكاني تفسره متغيرات الخصوبة والوفيات والهجرة، فهذه المتغيرات ذاتها تفسرها عملية التنمية، ولكن يمكن النظر الى السكان كمستهلك من جانب وكمنتج من جانب آخر، وزيادتهم تعني زيادة الطلب على السلع والخدمات من جهة وزيادة الأيدي القادرة على العمل من جهة أخرى .

  وعلى الرغم من اهتمام المنظمات الدولية المتخصصة وكثيراً من دول العالم يمثل هذه الدراسات، الا ان البحث العلمي في هذا المجال على مستوى القطر خاصة والوطن العربي بشكل عام يعد محدداً للغاية. وبهدف تفادي التكرار في نقص الجوانب ، فأن هذا البحث يسعى الى تحديد طبيعة العلاقة بين النمو السكاني والتنمية الحضرية في العراق ومدى اختلاف هذه العلاقة عما توصلت اليه دراسات اخرى في العراق او في الدول العربية، وحيث أن النمو السكاني وتأثيراته لا تظهر الا على المنظور البعيد، فإن الدراسة ستتولى تحديد مدى تأثير النمو السكاني لسكان العراق على التنمية وستحاول الدراسة الإجابة على السؤال الذي يتمثل في:-

  هل سيكون النمو السكاني في العراق عائقاً أم ميسراً لمسيرة التنمية على المدى الطويل. وتتمثل منهجية البحث بما يتعلق بالعلاقة بين النمو السكاني والتنمية باعتماد المعلومات والبيانات المتوافرة عن السكان والتنمية في العراق للمدة 1987- 2007 وسيحاول البحث التعرف على العلاقة بين معدلات النمو السكاني ومدى تنفيذ مشاريع التنمية من خلال تحليل البيانات المتاحة عن النمو السكاني والتنمية ومن خلال الفرضيات الآتية:

1- اختلاف معدلات النمو السكاني للقطر من مدة لأخرى. ومن الصعب إخضاع آثارها على التنمية الحضرية لاختلاف معدلاتها .

2- كفاءة استغلال العنصر البشري وأثره في تحديد مستويات التنمية.

3- إصلاح الخلل في الهياكل الاقتصادية وأساليب استغلال الموارد التي تحدد نوعية تأثير النمو السكاني على مستويات التنمية وقد اقتصرت هذه الدراسة على تناول النمو السكاني في العراق والعلاقة بين تزايد السكان ومستويات التحضر فضلا عن تناول التحضر والعناصر المسببة له والله تعالى الموفق .

أولاً : النمو السكاني في العراق

  بغض النظر عن طبيعة البيانات الديموغرافية في العراق من حيث قصورها وعدم دقتها أحياناً فأن كافة المؤشرات تشير إلى استمرار نمو السكان بمعدلات مرتفعة و بمستوى يقرب من الثبات (1). وتبعاً لسنوات التعداد التي جرت في العراق من 1987- 1997 التي يوضحها الجدول رقم (1) فأن عدد السكان في تزايد مستمر من 16.335.199 نسمة عام 1987 إلى 22.046.244 نسمة عام 1997 والى 29.682.081 نسمة عام 2007 وبمعدلات نمو مرتفعة بلغت 3.0 سنوياً خلال المدة 1987- 1997 وهذا الارتفاع ناجم عن ارتفاع معدل الخصوبة العام البالغ 146.3 عام 1997 (2).

جدول رقم (1)
معدلات النمو السكاني في العراق بحسب النوع للمدة 1987- 2007
سنة التعداد
عدد السكان الكلي
معدل النمو السنوي %
ذكور
إناث
مجموع
1987
16.335.199
3.1
3.2
3.1
1997
22.046.244
2.7
3.4
3.0
2007
29.682.081
2.8
3.1
2.9
المصدر(1)وزارة التخطيط، الجهاز المركزي للإحصاء ، نتائج التعداد السكاني للإعلام 1987، 1997، جدول (24)، ص75-76 (2)، وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي، الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات تقديرات السكان عام 2007 جدول رقم (1) ص 9.


  أما المدة من 1997- 2007 فقد أنخفض معدل النمو قليلاً قياساً بالمدة السابقة فبلغ نمو 2.9% وهو يعكس تناقص السكان بسبب الوفيات أو الهجرة إلى الخارج خلال العدوان الثلاثيني وما رافقها من حصار اقتصادي.

  ويوضح الجدول رقم (1) أن معدل نمو السكان الذكور ينحدر بشكل واضح عامي 1997، 2007 وهذا الانخفاض يرجع الى الهجرة الخارجية للذكور والحصار الاقتصادي والحرب الثلاثينية ساهمت جميعها في انخفاض معدل نموهم قياساً بمعدل نمو الاناث .

  في حين يتباين نمو السكان بحسب البيئة فإن معدلاتهم تشير الى ارتفاع مستوياتها في المناطق الحضرية إلى 4.3% مقابل 1.9% لسكان الريف للمدة 1977-1987 جدول رقم (2) وهذا يعكس الهجرة المستمرة من الريف الى الحضر وانخفض المعدل إلى 3.7 مقابل انخفاض نظيره في المناطق الريفية الى 2.7% للمدة 1987-1997 كما انخفض أيضا خلال المدة 1997-2007 الى 3.2% للحضر مقابل 2.4% للريف وقد تؤشر ايضا حالة الهجرة المستمرة إلى الحضر وعلاقة ذلك في التأثير على مستويات التنمية الحضرية بشكل خاص ، والآثار المترتبة على العلاقة بين النمو السكاني والتنمية قد تكون سلبية او ايجابية .


معدلات نمو السكان في العراق بحسب البيئة للمدة 1987-2007
نسبة التعداد
العدد الكلي للسكان
عدد السكان بحسب البيئة
معدل النمو السنوي %

حضر
ريف
حضر
ريف

1987
16.335.199
11.468.969
4.866.230
4.3
1.9
1977-1987
1997
22.046.244
15.069.048
6.977.196
3.7
2.7
1987-1997
2007*
29.682.081
19.147.723
10.534.358
3.2
2.4
1997-2007
المصدر حسب المعدلات اعتماداً على تعدادات السكان من 1987- 2007 أعتماداً على  
1- وزارة التخطيطالجهاز المركزي للإحصاءنتائج التعداد السكاني لعام 1987, جدول 22, ص75.                                      2- وزارة التخطيط,الجهاز المركزي للإحصاءنتائج التعداد السكاني لعام 1997, جدول 22 ص76.                                      3- وزارة التخطيط والتعاون الإنمائيالجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات,ز تقديرات السكان عام 2007 جدول ص9. 

  وعلى هذا فأن النمو السكاني في الحضر يؤشر حالة الارتفاع وهذا يشكل بطبيعته عقبة أمام مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال المشاكل الكثيرة التي ترافق ذلك ومن خلال شكل رقم (1) نلاحظ ايضا ارتفاع معدلات نمو السكان الحضر. وفي ليبيا على سبيل المثال ارتفع معدل نمو السكان الحضر الى 3.6% عام 1996 بسبب هجرة السكان من الريف الى المدن الليبية(3).



شكل رقم (1)


معدل النمو السنوي (%) في العراق بحسب البيئة للمدة 1987 – 2007.

  المصدر جدول رقم (2).

ثانياًالعلاقة بين تزايد السكان ومستويات التحضر في العراق للمدة 1987- 2007

  يقصد بمستويات التحضر نسبة سكان المراكز الحضرية إلى مجموع السكان، ولا شك أن العلاقة بين النمو السكاني من ناحية ونمو المراكز الحضرية من ناحية اخرى علاقة معقدة ومن خلال دراسات عديدة أوضحت تلك العلاقة تناولت ديناميكية النمو السكاني وديناميكية التحضر والعوامل المؤثرة بها. وللاستدلال على ديناميكية العلاقة بين السكان والتنمية على مستوى الاقاليم والمدن ومدى تعقد هذه العلاقة فقد أشار ( والتراسارد W. lsard) (4) أنه مع ولادة كل طفل في مدينة تزداد حاجة تلك المدينة الى خدمات العاملين في القطاع الصحي، ومع هجرة عامل واسرته من مدينة الى اخرى فكلا المدينتين تتأثران بذلك. فيزداد حجم الانفاق في مدينة الوصول بفعل هذا العامل واسرته ويزداد معه إنفاق المدينة على الخدمات المطلوبة .

  ويوضح الجدول رقم (3) معدلات النمو السكاني في المناطق الحضرية في القطر ومنه يتضح تزايد عدد السكان الحضر من عام 1987 البالغ 11.468.969 نسمة ووصل عددهم الى 15.069.048 نسمة عام 1997 حتى وصل الى 19.147.723 نسمة عام 2007 وهذا التزايد الملحوظ له الاثر الواضح في مختلف خصائص التنمية البشرية الاقتصادية منها على سبيل المثال القوى العاملة. وتوفير المؤسسات التعليمية المختلفة لكوادرها المختلفة والصحية المختلفة ويتطلب ذلك مواكبة التطور في عدد السكان لتحقيق نوع من الكفاءة بين عدد السكان ومستويات التنمية التي تلبي حاجة تلك الأعداد. اذ بلغ عدد المحافظات التي تجاوز عدد سكانها المليون/ نسمة عام 2007 نحو 12محافظة من أصل 18 محافظة أي أن نسبة المحافظات بلغت نحو 66.6% خارطة(1) وملحق رقم (1), كما أوضح أستخدام التصنيف المرتبي للمدن أن محافظات نينوى والبصرة أرتفع عدد سكانهما عن المليون نسمة, إذ بلغ نحو(2811091 مليون نسمة) (1912533 مليون نسمة) على التوالي في حين أنفردت محافظة بغداد بحجمها السكاني الذي تجاوز السبعة ملايين نسمة(2) أو ما يطلق عليه أسم Metropolis وهذا بدوره سيزيد مشاكل التنمية والتحضر والخدمات المختلفة 

خريطة رقم (1)

خارطة التوزيع النسبي لسكان العراق بحسب المحافظات عام 2007


المصدر: ملحق رقم (1).


جدول رقم (3)

معدلات نمو السكان الحضر في العراق للمدة 1987- 2007
السنوات
العدد الكلي للسكان
عدد السكان الحضر
%
معدل النمو
1977-1987
16.335.199
11.468.969
70.2
4.3
1987-1977
22.046.244
15.069.048
68.3
3.7
1997-2007
29.682.081
19.147.723
64.5
3.2
المصدرحسب المعدلات اعتمادا على تعدادات السكان 1987-1997 وتوقعات السكان عام 2007 .

  ومن جهة أخرى يُلاحظ تباين نسبة السكان الحضر للمدة المدروسة من 70.2% عام 1987 الى 64.5% عام 2007 ومعها أيضاً تباين معدلات لنمو السكان الحضر اذ انخفضت الى 3.2 بالالف للمدة 1997-2007 وهذا دليل على تأثر ذلك المعدل بمتغيرات اقتصادية واجتماعية ساهمت في تباين تلك المعدلات.

  ومن خلال تناول الاسباب الرئيسة المسببة للتصحر يُمكن التعرف على واقع النمو السكاني وأثره في خصائص التنمية .

ثالثاً: العناصر المسببة للتحضر:

  مما لا شك فيه أن التزايد المستمر في نسبة سكان المناطق الحضرية الى جملة السكان يستمد مصادره في أربع عناصر:

1- النمو السكاني.

2- الهجرة الداخلية- الخارجية.

3- ضم القرى الى المدن.

4- القرارات الادارية والتي بواسطتها نصف التجمعات السكانية الريفية بأنها حضرية.

  تختلف أهمية كل من العناصر الاربعة مع إختلاف مراحل التحضر فعندما تكون مستويات التحضر منخفضة نسبياً خاصة عندما يكون الفرق ضئيل بين معدلات الخصوبة لسكان الريف مقارنة بالمناطق الحضرية يكون عامل الهجرة أحد اسباب اختلاف معدلات النمو فقد بلغ معدل الخصوبة في الحضر 29.4 بالألف عام 1997 مقابل 33.6 بالإلف لنفس العام وهذا بالحقيقة ناجم عن ظروف الحصار الاقتصادي التي مر بها القطر مما ساهم في زيادة حجم الهجرة الخارجية فقد قدر عدد المهاجرين خارج العراق نحو 4.650 مليون نسمة(5)عام 2005نتيجة الأوضاع التي يعيشها القطر. وقد انخفضت معدلات الخصوبة في العراق في أواخر القرن العشرين و اوائل القرن الحادي والعشرين.

  انعكست اثار هذه الانخفاض على معدل نمو السكان الحضر البالغ 3.2%للمدة 1997-2007 (جدول رقم3) .

2- الهجرة الداخلية والدولية:

  يعد تغير حجم السكان ونموهم من بين أبرز النتائج الديموغرافية للهجرة (6) لكون المجتمع السكاني يتصف بطبيعة ديناميكية بسبب التزايد أو النقص العددي للسكان.

  وقد أشارت دراسات عديدة الى هذه الآثار، منها دراسة عن أحدى محافظات القطر، أذ أظهرت دور الهجرة من الريف الى المراكز الحضرية التابعة لمحافظة السليمانية في ارتفاع معدلات النمو السكاني للمراكز الحضرية، ففي مدينة السليمانية بلغ معدل النمو 7% في حين يقل عن 4% لسكان الريف عام 1987 مما أدى الى انخفاض حجوم القرى في العديد من نواحي واقضية المحافظة ولاسيما نواحي خورمال وسيول وقلعة دزه وقضاء جمجمال (7). اذ ساعدت سهولة المواصلات وخدمات النقل الحديثة على زيادة الاتصال بين المناطق وخاصة بين الريف ومراكز المدن وقد شجع ذلك الكثير للانتقال والعمل في هذه المراكز (الحضرية) وخاصة المدن المقدسة مثل النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء (8) في حين تركت الهجرة الدولية اثاراً قليلة ومحدودة على الوضع الديموغرافي في العراق، ومع ذلك فأن نسبة المهاجرين الى الخارج قد إزدادت في فترتي الستينات والتسعينات بشكل مفاجئ ففي عام 1965 مثلاً بلغت نسبة العراقيين المقيمين في الخارج 0.6% في حين زادت هذه النسبة الى 1.2% عام 1977 (9) فضلاً عن آثار الحرب العراقية الايرانية على معدلات النمو السكاني وبعد العدوان الثلاثي تغيرت الظروف وفرض الحصار الاقتصادي على العراق ومحدودية فرص العمل مما إضطر الى مغادرة اعداد كبيرة من العراقيين ولاسيما أصحاب الشهادات العليا، إذ أشارت بيانات منظمة (الاسكو) الى ان الهجرة الصافية السنوية خلال المدة 1987- 1997، حسب فئات العمر والجنس كانت سالبة لجميع الفئات العمرية، أي أن عدد المغادرين كان أكثر من الداخلين ومعدلاتها كانت عند الذكور أعلى مما هي عليه عند الاناث وبلغ عدد طالبي اللجوء من العراقيين في اوربا 1.91040 نسمة للمدة 1990- 1999 (10) وقد افرزت هذه الهجرة نتائج عدة منها استنزاف الفئات العمرية الشابة بين (15-44) نسمة مقابل انخفاض نسبة النوع الى 100 عام 1997 في مدينة بغداد على سبيل المثال وهذا الاختلال ناتج الحروب التي حصدت أرواح الألوف من الشباب والهجرة الخارجية المستمرة فضلاً عن تباين معدلات الخصوبة للمرأة العراقية في الخارج وأثاره على النمو السكاني للقطر وكما ساهمت تلك الهجرة في التأثير على النسيج الاجتماعي من خلال تمزيق وحدة العائلة العراقية اذ لا تستطيع العائلات الكبيرة من الهجرة او اللجوء بكاملها (11).

3- القرارات الادارية التي تصنف التجمعات السكانية الريفية بأنها حضرية:

  هنالك العديد من القرارات الادارية التي تنص على فك ارتباط بعض الوحدات الادارية والحاقها بوحدات ادارية اخرى.

  وللتعرف على حجم سكان الريف العراقي ونسبته من مجموع السكان يوضح الجدول رقم (4) تلك الخصائص .

نسبة السكان الريف من إجمالي سكان محافظات القطر للمدة 1977- 2007
السنة
مجموع سكان المحافظات
سكان الريف
نسبة سكان الريف من مجموع سكانالمحافظات%
1977
12000497
4.354.443
36.2
1987
16335199
4.866.230
29.7
1997
220.462.44
6.977.196
31.6
2007
29.682.081
10.534.358
35.5
المصدر:
1- وزارة التخطيط، الجهاز المركزي للاحصاء، المجاميع الاحصائية لمحافظات القطر لعام 1973، جدول 22، ص75.
2- وزارة التخطيط، الجهاز المركزي للاحصاء، المجاميع الاحصائية .
3- هيئة التخطيط، الجهاز المركزي للاحصاء،المجاميع الاحصائية لمحافظات القطر عام 1997، جدول 22، ص76.
4- وزارة التخطيط والتعاون الاتحادي، الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات، مديرية الاحصاء السكاني، تقديرات السكان عام 2005- 2012.



حيث نلاحظ تباين نسبة سكان الريف وهذا دليل واضح على ضم اجزاء منه الى المدن اذ تراوحت النسبة بين (29.7- 36.2) للسنوات 1977, 1987, 1997, 2007.

وقد صدرت قرارات عدة في عهد النظام السابق صنفت بعض مناطق الارياف كمراكز حضرية منها الغاء بعض النواحي والحاق مقاطعاتها الى مراكز اقضية كما في محافظة صلاح الدين على سبيل المثال (12). فضلاً عن اضافة نواحي الطارمية والتاجي الى بغداد بعد اقتطاعها من محافظة صلاح الدين (13) بالاضافة الى فك ارتباط ناحية التاجي بكافة حدودها الادارية من قضاء الدجيل والحاقها بقضاء الكاظمية بمحافظة بغداد (14).

وهناك عدد اخر من القرارات التي صدرت سابقاً والتي ساهمت في زيادة حجم المراكز الحضرية المضاف اليها تلك المقتطعات والامثلة على ذلك كثيرة ومنها على سبيل الاختصار والتوضيح فضلا عما سبق إلغاء ناحية الحيرة والحاقها بقضاء المناذرة التابع لمحافظة النجف (15) .

رابعاً: مستقبل النمو السكاني وعلاقته بمستويات التنمية

  إن السؤال الذي يطرح نفسه ويتطلب الإجابة عليه هو إلى أي مدى ستمثل الزيادة السكانية مستقبلاً في العراق وأثاره على مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء وسيقتصر تحليلنا في هذا الجزء على الخدمات الصحية والتعليمة كمتغيرات اجتماعية لأن تناولها جميعاً يتطلب سعة في البحث والوقت والذي لا يمكن فعله ومن خلال الجدول رقم (5) الذي يوضح توزيع المؤسسات الصحية (المستشفيات) إذ تتباين في توزيعها حيث تحتل محافظة بغداد المرتبة الأولى في عدد المستشفيات البالغة 78 مستشفى عام 2003 وبنسبة 35.9% تأتي بعدها محافظة نينوى بعدد 18 مستشفى وبنسبة 8.2% ثُم محافظة البصرة وبنسبة 6.9 ومن الجدول يتضح باقي المحافظات حيث يتباين توزيع المدارس الثانوية إذ تحتل محافظة بغداد المرتبة الأولى في عدد المدارس الثانوية البالغة 799 مدرسة ثانوية وبنسبة 18.7% تأتي بعدها محافظة دهوك وبنسبة 7.6% مدرسة ثم محافظة البصرة كما يتباين توزيع السكان أيضاً حيث تحتل بغداد المركز الأول في عدد السكان البالغ (7083322) نسمة عام 2007 تأتي بعدها محافظة نينوى بعدد (2811091) نسمة لنفس العام ومن الجدول السابق تتضح نسب سكان كل محافظة إذ يرتفع في محافظة بغداد إلى مستوى 23.8% وتنخفض إلى 1.7% في محافظة دهوك ومن الجدول أيضاً تتضح نسب سكان كل محافظة عام 2007 وتوضح الخريطة رقم (2) أثار النمو السكاني الذي يرتفع إلى 3.8% في محافظة بابل وينخفض إلى 1.7% في محافظة كركوك في مستويات التنمية الاجتماعية المتمثلة بالمدارس الثانوية والتي لا يتناسب توزيعها مع أعداد السكان في كل محافظة وهذا يتطلب أعادة توزيعها بشكل يتناسب وأعداد السكان في المحافظات لتحقيق نوع من التوازن بين معدلات النمو السكاني ومستويات التنمية المختلفة. 

جدول رقم (5)

التوزيع الجغرافي للمستشفيات والمدارس الثانوية وعدد السكان ونسبتهم ومعدل النمو لعام 2007(*)
المحافظة
عدد المستشفيات%
عدد المدارس الثانوية%
عدد السكان/نسمة
معدل النمو السكاني1997-2007
%
نينوى
18
8.2
297
6.9
2811091
3.1
9.4
كركوك
8
3.6
186
4.3
902019
1.7
3.03
ديالى
12
5.5
287
6.7
1560621
3.1
5.2
الأنبار
13
5.9
274
6.4
1431621
3.4
4.8
بغداد
78
35.9
799
18.7
7083322
1.3
23.8
بابل
10
4.6
191
4.4
1651565
3.8
5.5
كربلاء
6
2.7
110
2.5
887858
3.5
2.9
واسط
11
5.06
129
3.02
1064950
3.0
3.5
صلاح الدين
9
4.1
269
6.3
1253522
3.7
4.2
النجف
7
3.2
135
3.1
1081203
3.2
3.6
القادسية
9
4.1
110
2.5
990483
2.7
3.3
المثنى
6
2.7
61
1.4
614997
2.8
2.07
ذي قار
8
3.6
264
6.1
1616226
3.0
5.4
ميسان
7
3.2
82
1.9
824147
2.5
2.7
البصرة
15
6.9
320
7.5
1912533
2.05
6.4
السليمانية(**)
_
_
170
3.9
1893533
3.2
6.3
اربيل
_
_
258
6.04
1542421
3.2
5.2
دهوك
_
_
327
7.6
505491
2.2
1.7
المجموع
217
100
4269
100
29682081
2.9
100
المصدروزارة التخطيط والتعاون الإنمائيالجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلوماتالمجموعة الإحصائية السنوية 2004, جدول 10/3, ص203, جدول 11/9, ص225.
(*)وزارة التخطيط والتعاون الإنمائيالجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلوماتتقديرات سكان العراق عام 2007, جدول 35 ص39-49.
(**) لا تتوفر بيانات عن المحافظات الثلاث (السليمانيةاربيلدهوك).
المصدر :جدول رقم (5)
ملحق رقم (1 )
محافظات القطر التي يبلغ عدد سكانها اكثر من مليوننسمة عام 2007
المحافظة
عدد السكان
%
نينوى
2.811.091
9.4
السليمانية
1.893.617
6.3
اربيل
1.542.421
5.1
ديالى
1.560.621
5.2
الانبار
1.431.717
4.8
بغداد
6.902.842
23.2
بابل
1.651.565
5.5
واسط
1.064.950
3.5
صلاح الدين
1.253.552
4.1
النجف
1.081.203
3.6
ذي قار
1.616.226
5.4
البصرة
1.912.533
6.4
القطر
29.682.081
100
المصدروزارة التخطيط والتعاون الإنمائي، الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات، مديرية الإحصاء السكاني، تقديرات سكان العراق لعام 2005.

المصادر
(1).   السعديعباس فاضلواقع نمو السكان ومستقبلهُ في العراقمجلة كلية الآدابجامعة بغدادالعدد 52, 2001.
(2).   السعديرياض إبراهيمالهجرة الداخلية للسكان في العراق, 1947-1965, ساعدت جامعة بغداد على نشرهالطبعة الأولىمطبعة دار السلامبغداد, 1976.
(3).   مرزامحمد عليالنمو السكاني وتطور أحجام المراكز الحضرية في الجماهيرية الليبية, 1954-1996,مجلة كلية الآدابجامعة بغدادالعدد 55, 2001.
(4).   محمدخليل إسماعيلالخصائص الديموغرافية لمدينة السليمانيةمجلة أبحاث صلاح الدين للعلوم الإنسانيةجامعة صلاح الدينمطبعة التعليم العالياربيلالعدد الأول, 1989.
(5).   الموسويهاشم نعمةهجرة العراقيين الخارجية وتأثيراتتها على البنية السكانيةمجلة الثقافة الجديدة العدد 202, 307, 308, أمستردام, 2005.
(6).   الموسويهاشم نعمةهل من سياسة سكانية في العراقشبكة الانترنيت, 2006.
(7).   المرسوم الجمهوري المرقم 312 في 29/6/1989.
(8).   المرسوم الجمهوري المرقم 321 في 11/6/1987 والمرسوم الجمهوري المرقم 911.
(9).   المرسوم الجمهوري المرقم 463 في 27/7/1987.
(10).   الهذلولصالح بن عليالنمو السكاني ومستقبل التنمية الحضرية بدول مجلس التعاون الخليجيمجلة دراسات الخليج في الجزيرة العربيةالعدد 109, 2003.
(11).   وزارة الداخليةمديرية محافظة صلاح الدينقسم التخطيط والمتابعةقرار رقم 173 في 9/6/1991, بغداد, 1997.
(12).   ناصرحسين جعازالتحليل المكاني لحركة الهجرة الداخلية وأتجاهاتها في محافظات الفرات الأوسطأطروحة دكتوراه (غ ممقدمة إلى كلية الآدابجامعة بغداد, 2003.
(13).   ناصرحسين جعازتحليل جغرافي لمستويات الخصوبة السكانية في محافظة النجفعام 1997, مجلة آداب البصرةالعدد 48, 2008.
الهوامش:
(1).  عباس فاضل السعدي، واقع نمو السكان ومستقبله في العراق، مجلة كلية الآدابجامعة بغداد، العدد 52، 2001، ص150.
(2).  حسين جعاز ناصر، تحليل جغرافي لمستويات الخصوبة السكانية في محافظة النجف عام 1997، مجلة آداب البصرة العدد 48  ، 2008 ، ص234.
(3).  محمد علي مرزا ، النمو السكاني و تطور أحجام المراكز الحضرية في الجماهيرية الليبية 1954-1996 ، مجلة الآدابالصادرة من كلية الآدابجامعة بغداد، العدد 55، 2001 ، ص 363.
(4).  صالح بن علي الهذلول، النمو السكاني ومستقبل التنمية الحضرية بدول مجلس التعاون الخليجي، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، العدد 109، 2003، ص51.                          
(5).  وزارة التخطيط والتعاون الإنمائيالجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلوماتتقديرات السكان عام 2007 جدول 23 ص 35-49.    
(6).  هاشم نعمة، هل من سياسة سكانية في العراق، شبكة الانترنيت، 2006.
(7).  حسين جعاز ناصر، التحليل المكاني لحركة الهجرة الداخلية واتجاهاتها في محافظات الفرات الاوسط، اطروحة دكتوراه (غ.ممقدمة الى كلية الادابجامعة بغداد، 2003، ص168.
(8).  خليل اسماعيل محمد، الخصائص الديموغرافية لمدينة السليمانية، مجلة ابحاث صلاح الدين للعلوم الانسانية جامعة صلاح الدين مطبعة التعليم العالي، اربيل، العدد الاول، 1989، ص195.
(9).  رياض ابراهيم السعدي، الهجرة الداخلية للسكان في العراق 1947  1965، ساعدت جامعة بغداد على نشره، الطبعة الاولى ، مطبعة دار السلام ، بغداد، 1976، ص 78
(10). عباس فاضل السعدي، واقع نمو السكان ومستقبله في العراق، مصدر سابق، ص163.
(11). هاشم نعمة الموسوي، هجرة العراقيين وتأثيراتها على البيئة السكانية، مجلة الثقافة الجديدة ، العدد 307، 308،202، ص134، امستردام.
(12). المصدر نفسه، ص136 .
(13). المرسوم الجمهوري المرقم 321 في 11/6/ 1987 والمرسوم الجمهوري المرقم 911.
(14). المرسوم الجمهوري المرقم 463 في 27/ 7/1987.
(15). وزارة الداخلية، مديرية محافظة صلاح الدين، قسم التخطيط والمتابعة، قرار رقم (173) في 9/ 6/ 1991، بغداد، 1997.
(16). المرسوم الجمهوري المرقم 312 في 29/ 6/ 1989.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا