إبراز دور التخطيط لتنمية سياحية مستدامة في محافظة كربلاء
م.م. أنيس زيارة محي الإزيرجاوي
وزار ة التعليم العالي والبحث العلمي
م.م. هديل موفق محمود
الجامعة التكنلوجية - قسم الهندسة المعمارية
ملخص البحث
إنبثق مفهوم السياحة في البدء من التنقل و الترحال ثم أصبح بعد ذلك نشاطاً إنسانياً اجتماعياً مبنياً على المعرفة والاستكشاف والتعلم اقتصادياً لا يستهان به كونها وأصبحت السياحة اليوم في بعض الدول من القطاعات القائدة كونها مورداً تلعب دوراً هاماً في زيادة الدخل القومي وتحسين ميزان المدفوعات التجاري وكبوابة للحصول على العملات الأجنية الصعبة , ومن وجهة نظر اجتماعية وثقافية فأنها ترتبط بالجوانب السلوكية والحضارية للإنسان وهي جسر للتواصل بين الثقافات والمعارف الإنسانية .
وفيما يخص القطاع السياحي لمنطقة الدراسة (مدينة كربلاء) فأنها تمتلك مقومات متكاملة لقيام السياحة فهي تجمع بين مختلف أنواع السياحة (دينية ,ترفيهية ,علاجية والأثارية ...الخ( إلا أن الإهمال وغياب الرؤية والخطط التنموية الموجهة لهذا القطاع من قبل القائمين على رسم السياسات بوضع اللمسات الإخيرة إلى جانب ما متوفر من مقومات أشرنا إليها لكان القطاع السياحي اليوم القطاع الثاني بعد القطاع النفطي في العراق , وفي هذا البحث سنحاول إبراز دور السياحة المستدامة والوقوف على أهم المقومات التي يمكن استغلالها في مدينة كربلاء علنا نوفق في إشعار الجهات التخطيطية على المستوى الوطني أو المستوى المحلي المتمثل بمجلس محافظة كربلاء المقدسة بضرورة إدراج التخطيط للقطاع السياحي ضمن الخطط القومية أو المحلية الشاملة .
مشكلة البحث:
بالرغم من توافر عوامل ومقومات إنجاح القطاع السياحي في محافظة كربلاء ، إلا أن هذا القطاع لازال يعاني من الإهمال ولم يحضى بالدعم الكافي ،ما يؤدي إلى ضياع مورد اقتصادي مهم من شأنه يساهم مع بقية القطاعات الأخرى في دعم الموارد المالية فيما لو توافرت له الأرضية التي يرتكز عليها (بنى تحيتة ,مرافق عامة , دعاية إعلامية كبيرة) مدعومة من قبل الجهات الحكومية وبالإشتراك مع القطاع الخاص المتمثلة بالشركات المتخصصة بإدارة المرافق السياحية .
فرضية البحث :
ينطلق البحث من الفرضية مفادها أن عملية الربط بين تطوير القطاع السياحي وفهم دوره في دعم التنمية سيساهم بإشعار راسمي السياسات التنموية بمستوياتهم المختلفة بضرورة توجيه الدعم لهذا القطاع الحيوي, بتوفير أساليب تعمل على تنميته واستدامته لصالح المجتمع .
هدف البحث:
يهدف البحث إلى تحقيق جملة من الأهداف والتي يمكن تلخيصها بالنقاط الآتية:ـ
1ـ دراسة معمقة للمقومات والإمكانات الطبيعية منها والبشرية الموجودة في مدينة كربلاء وتفعيل دور التنمية السياحية المستدامة فيها .
2ـ إبراز دور القطاع السياحي كمورد اقتصادي مهم يمكن أن يساهم بالكثير في مجال تحقيق التنمية المستدامة.
3ـ تسليط الضوء على المعالم السياحية الأخرى الأثارية والترفيهية والعلاجية في مدينة كربلاء إلى جانب السياحة الدينية المتمثلة بوجود العتبتين المقدستين للإلمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السالم) إضافة إلى المواقع الدينية الأخرى.
4ـ محاولة تفعيل الجوانب السياحية الأخرى واستغلالها كون أن الكثير يتصور بأن مدينة كربلاء هي مدينة للسياحة الدينية فقط و إهمال المواقع السياحية الأخرى .
5ـ ضرورة إيلاء الدعم المادي والمعنوي للقطاع السياحي من خلال إدراجه في الخطط الإستراتيجية و المحلية .
الاستنتاجات والتوصيات
الاستنتاجات
1ـ تتوفر في مدينة كربلاء المقدسة موارد سياحية تتمثل في وجود المراقد المقدسة للإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام، كذلك الموارد الطبيعية والبشرية والتي يمكن أن تساهم في عملية الجذب السياحي .
2ـ يواجه القطاع السياحي في كربلاء بعض المشكلات التي تتعلق بتوفير الكوادر المتخصصة في مجال السياحة كالمترجمين والمرشدين والعمال.
3ـ يلعب الاستقرار الأمني والسياسي دوراً في تفسير الطلب على الخدمات والسياحة الدينية ثم تليها التسهيلات الإدارية .
4ـ عدم وجود خطة إستراتيجية معدة للقطاع السياحي وفي كافة المستويات التخطيطية القومية والإقليمية والمحلية وفقدان حلقة التواصل فيما بين هذه المستويات وأن أغلب الخطط الموضوعة لتطوير للقطاع السياحي لا تمتلك رؤية واقعية .
5ـ غياب واضح لدور الحكومة المحلية المتمثلة بمجلس المحافظة والبلديات فدورهم كبير للغاية في إحداث النهضة السياحية المطلوبة في أي إستراتيجية جديدة يمكن أن توضع لتطوير القطاع السياحي في المحافظة خاصة أن الأماكن السياحية المختلفة الموجودة تقع مباشرة تحت إدارة الحكومة المحلية، ومن الضروري أن تكون لها الأولوية في طرح المقترحات والآراء الضرورية لإحداث النهضة السياحية المطلوبة.
6ـ عدم إظهار الإهتمام بالأنواع الأخرى من السياحة كالعلاجية والترفيهية والأثارية في مدينة كربلاء واقتصار الإهتمام على السياحة الدينية على الرغم من أن الإهتمام يجب يصب على إبراز الأنواع الأخرى لتحقيق التكامل فيما بينها وهو ما يؤشر أن عملية ثنائية التنمية السياحية في كربلاء .
7ـ إن ما يبرر عدم الاستمتاع لدى الكثير من السواح هو عدم إمتلاك الكثير من الكوادر السياحية لرؤية علمية متطورة تساهم في دمج شعور السائح مع الموقع السياحي وخصوصاً في مجال السياحة الترفيهية والأثارية .
التوصيات
1ـ التركيز من قبل وزارة السياحة والأثار على جذب الكوادر المتخصصة وخصوصاً من المخرجات العلمية كأقسام السياحة قي كليات الإدارة والاقتصاد أو في مجال الأثار كونهم الأقدر على إدارة هذا القطاع وهذا سيحقق اتجاهين مهمين هما سحب جزء كبير من البطالة . التي يعاني منها خريجوا هذه الاختصاصات والاتجاه الثاني تحقيق مبدأ الكفاءة في إدارة القطاع السياحي مدينة كربلاء خصوصاً
2ـ نوصي بدراسة إمكانية إنشاء صندوق لتمويل التنمية السياحية المستدامة على غرار صناديق التنمية الأخرى، على أن يتم ذلك ضمن منظومة الشروط اللازمة لتحقيق النمو المستدام لها.
3ـ ضرورة تحقيق التكامل مابين السياحة الدينية والترفيهية واستغلال السياحة الدينية في تطوير أنواع السياحة الأخرى (الترفيهية العلاجية والأثرية ) والاستفادة من ميزة وجودها معاً في محافظة كربلاء .
4ـ خلق الوعي السياحي في مراحل مبكرة وتضمينها في مراحل الدراسة الابتدائية وتدعيمها من خلال إجراء سفرات سياحية مجانية بالتعاون بين وازرة التربية ووازرة النقل إلى هذه المواقع السياحية خصوصاً في السياحة الأثارية ومن شأن ذلك أن يساهم خلق قاعدة سياحية في المستقبل .
5ـ تحقيق مبدأ المناورة في عملية جذب الطلب السياحي الخارجي من خلال تخفيض الرسوم المفروضة عليهم وتسهيل إجراءات دخولهم في المنافذ الحدودية وتعويضها من خلال توفير مرافق أخرى من شأنها تعويض المبالغ المتوخاة من عملية التخفيض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق