التسميات

الثلاثاء، 17 يناير 2017

الاستمارة أو الاستبانة والمقابلة في البحث الجغرافي ...



الاستمارة أو الاستبانة والمقابلة في البحث الجغرافي 
    
 


الاستمارة أو الاستبانة والمقابلة في البحث الجغرافي

1- الاعتـبـارات العـامـة

 1 – 1المقدمة:

  البحث الجغرافي هو مسعى هدفه الإجابة عن تساؤلات محددة لتوضيح واقع حال منطقة أو موضوع أو مشكلة محددة. ويصعب تصميم بحث جيد أو انجازه عندما يكون الهدف غامضاً أو واسعاً .

   فالهدف الواضح والدقيق يساعد في كتابة أسئلة واضحة ودقيقة ، وحينها فقط يمكن تحديد مجتمع الدراسة وأفراد العينة بموضوعية ، وصياغة فرضيات البحث بدقة .

  تمثل صياغة الفرضيات الخطوة الأولى باتجاه تحقيق الهدف . أنها الأرضية التي يستند عليها الباحث في عملية التقصي عن الكتابات ذات العلاقة ومصادر المعلومات الثانوية (الخرائط، النشرات الرسمية، الإحصاءات، الكتابات … الخ) للتحقق من توفر المعلومات المطلوبة. وفي حالة عدم توفرها، أو ليست بالصيغة المناسبة عندما يبحث عن وسائل توفيرها ميدانـياً.


  المسح الميداني هو طرح الأسئلة على ذوي العلاقة من الطرق الشائعة لجمع المعلومات. فإذا كانت البيانات المطلوبة كمية ، وهدف البحث اشتقاق عمومية منها حينها يجب أن تكون الأسئلة معيارية standarized ، وأن يكون اختيار العينة أو من تطلب إجابته بعناية وبطريقة علمية تؤدي الغرض.

  وقد يبدو للوهلة الأولى أنه بإمكان أي شخص تصميم مسح ميداني وتنفيذه وذلك لأننا جميعا نطرح الأسئلة ونطلب الإجابة عنها . وعلى الرغم من إن معظم الأسئلة تتم الإجابة عنها إلى أنه ليس سهلاً التأكد من أن المستجيب (العينة) قد استوعب الأسئلة . 

  وقد تكون بعض الأسئلة غير ضرورية ، أو بعيدة عن موضوع الدراسة أو عن مشكلة البحث . وبالتخطيط الجيد واعتماد الاختبار الأولى وإعادة النظر بالأسئلة وإجراءات أخذ العينة تتقلص المشاكل التي يواجهها البحث . كذلك، من خلال اختبار موضوع بحث مناسب لقدرات الباحث والمتاح إليه من وقت ومصادر مالية وغيرها يتم تجاوز الكثير من المشاكل.

 2 – 1صياغة الأسئلة وتنظيمها مسبقاً:

   قد توفر المقابلات interviewing غير المنظمة معلومات مفيدة (طرح أسئلة غير مكتوبة و منظمة مسبقا )، وفهما جيدا لموضوع البحث ، إلا أنه من الضروري التأكيد على أن المقابلات وطرح الأسئلة المنضمة مسبقا وغير المنضمة مسبقاً لا تشكلان بدائل عن بعض ، بل تكملان بعض ، فالباحث قد يجد فائدة كبيرة من التحاور غير المنظم مسبقاً مع عدد قليل من المبحوثين أو ذوي العلاقة بموضوع الدراسة في بداية تصميم مشروع البحث وقبيل تنظيم استمارة الاستبانة بشكلها الأخير . فعلى سبيل المثال لا الحصر، أراد باحث القيام باستبيان عن الكيفية التي يجد الأشخاص فيها طريقهم في المناطق التي ينتقلون إليها حديثاً. فقد يصمم استبياناً يضم أسئلة عن شراء خارطة تفصيلية للمنطقة أو كيفية معرفة مواقع التسهيلات والمرافق الخدمية . ولكن من خلال المناقشات الجماعية والمقابلات المطولة التي قد توحي بالطرق المتبعة في اكتشاف الأماكن الجديدة. ومن خلال هذه المقابلات والنقاشات يمكن تطوير الأسئلة لمسح ذي قياسات كمية . بهذه الطريقة يتم تجاوز الكثير من النهايات غير المرغوبة أو المعوقات والمشاكل التي قد يجابهها الباحث بطرح أسئلة غير المنظمة مسبقاً .

  في المسح الاستبياني يجب أن تطرح الأسئلة ذاتها على كل مبحوث (عينة) بدون إهمال شيء منها أو إضافة كي لا يؤثر ذلك على تفسير النتائج . وأن يكون التوجه للمبحوثين بالطريقة ذاتها وأن تكون المناقشات موجهة ومسيطر عليها من قبل الباحث وليس المبحوث . وقد يتطلب البحث جمع معلومات محددة من عدد معين من المبحوثين مع معلومات تفصيلية من عدد آخر، أو أن تناقش موضوعات الدراسة بشيء من التفصيل معهم. في مثل هذه الحالة، يفضل استخدام جدول للمناقشة شبه منظم تسجل فيه الموضوعات المطلوب تغطيتها كي يتسنى مقارنة الإجابات لاحقاً. ولا يشترط أن تكون الأسئلة نسقية ، ولكن دون إهمال أي منها . تستخدم هذه الطريقة مع مجتمعات الدراسة الصغيرة الحجم مثل أصحاب صناعة معينة أو مزارع منطقة محددة.

   يشكل تسجيل المعلومات في مقابلات غير منظمة مشكلة يتم تجاوزها من خلال كتابتها مباشرة أو بأقصر وقت ممكن بعد المقابلة تلافياً لنسيان بعضها، أو اعتماد طريقة الاختزال في الكتابة shorthand. أو استخدام أجهزة التسجيل السمعية أو أن يشترك أكثر من شخص واحد في توثيق الإجابات وكتابة الملاحظات. ومن الضروري التأكد من تشغيل جهاز التسجيل وتوحيد طريقة تسجيل الإجابات وترميزها .

   تعتمد كلتا الطريقتين، المقابلات منظمة الأسئلة وغير المنظمة، على الخبرة الذاتية وتكامل معرفة الباحث أو جامع المعلومات. وفقط عندما تعتمد الطرائق ذاتها في جمع المعلومات و توجيه الأسئلة نفسها تحدد نقاط الضعف والقوة في البحث بشكل دقيق ويقيم موضوعياً. ولا يمكن الاعتماد على الاستبيان المنظم لوحده باعتباره المصدر الوحيد لجمع المعلومات بل من الضروري اعتماد مصادر أخرى مكملة.

 3 – 1ملاحظات عن تصميم المسح الاستبياني:

   أن تصميم المسح الاستبياني وتنفيذه يجب أن يتم بشكل مدروس . ففي المرحلة الأولى ، من الضروري أن تدرس جميع الأفكار و الفرضيات و طرائق التحليل وأسلوب الكتابة ، كذلك حساب الزمن المستغرق والكلفة المادية لانجاز كل مرحلة من مراحل المسح . ويتحدد مجال  scopeالمشروع بالمتوفر من مصادر (وقت، أموال و أيدي عاملة) و بالقرارات المتخذة ذات علاقة بمنطقة الدراسة و موضوعها. وبنسبة التباين في خصائص مجتمع العينة يتحدد حجم العينة، وعلى أساس هذا الحجم يتحدد الوقت المخصص للمقابلات وطبيعة الاستبيان وأسئلته.

   بتحديد مجتمع الدراسة والأسئلة التي توجه للعينة حينها يمكن اتخاذ القرارات لاختيار الطرائق المناسبة للمسح . وقد يتنبه الباحث إلى أن المصادر المتوفرة غير كافية، وأن عليه إعادة النظر في العديد من قراراته السابقة المتعلقة بمفردات البحث. إن العمل البحثي هو حالة مواءمة بين الطموح الذاتي للباحث والعمليات المحددة ، ويفضل انجاز مسح جيد لموضوع صغير بدلاً من القيام ببحث كبير دون شمولية وعمق .

   من الضروري أن يصاغ كل سؤال من أسئلة الاستبيان للحصول على إجابة ذات علاقة بموضوع البحث وليس طلباً لمعلومات قد تبدو ذات أهمية. ومهما كان الباحث دقيقا فأنه يترك بيانات مهمة غير مستغلة أو لم يتم جمعها، أو يطرح أسئلة يهمل إجاباتها لاحقاً. ومن المفيد أن يرى المبحوث (العينة) الصلة بين الأسئلة المطروحة عليه والموضوع المركزي للدراسة، الذي يتم شرحه قبل الإجابة لضمان التعاون والاستجابة للمسح.

  كذلك يجب دراسة ترميز الإجابات عند صياغة الأسئلة، ومناقشة طريقة تحليلها. وحجم العينة الذي يقل عن المائة يمكن إسقاط إجاباتها يدوياً ، ولكن مع المسوحات الكبيرة يزداد الحاجة إلى حاسبات آلية ، وتزداد الحاجة إلى استشارة ذوي الخبرة والدراية في هذا المضمار .

  أن الوقت المستغرق في تحديد حدود البحث وتصميمها ومراجعة الكتابات ذات العلاقة والقيام بمسح تجريبي واختبار صياغة الأسئلة وترتيبها ليس وقتاً وجهداً ضائعين ، فقد يتم إجراء المسح بعجالة تفقده الكثير من ايجابياته . فالتخطيط الجيد يعجل انجاز عمليات المسح جميعها من البداية وحتى النهاية ، ويقلل الجهود الضائعة . أنه توفير وليس تبذير في الوقت والجهد والمال .

 4 – 1ملاحظات عمليـة :

    قد يحتار الباحث في أي التقنيتين يستخدم لجمع المعلومات: المقابلة أم الاستبيان المكتوب ؟ أدناه بعض الملاحظات الأساسية الناتجة عن الممارسة والخبرة العملية تساعده في الاختيار. بعض هذه الملاحظات تنطبق على التقنيتين .

 (1)أسئلة الاستبيان بسيطة بالضرورة لا تحتاج إلى توضيحات وتعليمات للإجابة عنها ، وبوجود مثل هذه التعليمات يفضل اعتماد المقابلة لضمان تتابع الإجابة.

 (2)في الاستبيان المكتوب قد يقرأ المبحوث الأسئلة جميعها قبل الإجابة ، لذا ليس هناك إجابات عفوية.

 (3)ليس هناك فرصة للتحقق من الإجابة بسؤال آخر ، ولا لمدى فهم المبحوث السؤال في الاستبيان الذي يملكه شخصياً.

 (4)قد تتردد العينة في مناقشة مواضيع تعدها شخصية ، أو يصعب إقناعها بإعطاء معلومات حساسة إلا من خلال المقابلة والحوار المباشر بين الباحث والعينة وإعطائها ضمانات بسرية المعلومات وعدم كشف قائلها. فالاستبيان مناسب للموضوعات غير الشخصية ولبعض المعلومات ولأشخاص معينين.

 (5)وعندما يكون الاستبيان معني بشريحة من المجتمع غير متعلمة أو تعاني من مشاكل فإن الاستمارات قد تهمل ما لم يكن هناك تشجيع شخصي ووجود مؤثر للباحث. أي ، أما إجراء مقابلة أو حضور الباحث ليملأ الاستمارة بنفسه .

 (6)لملاحظات الباحث الشخصية أهمية في تفسير النتائج. توفر المقابلة الفرصة لهذه الملاحظات ، أما عندما يملأ الباحث استمارة الاستبانة بنفسه ، فالأمر يختلف .

 (7)وفي المقابلة تضمن الإجابة عن جميع الأسئلة على غير الحال عند ترك الاستمارة مع المبحوث للإجابة عن الأسئلة بنفسه.

 (8)بوجود عدد من الأسئلة المكملة لبعضها والمعتمدة على إجابة سؤال معين تصبح المقابلة هي التقنية المناسبة.

 (9)عندما يكون الاستبيان موجه إلى فرد معين من أفراد العائلة فإن الاستبيان المكتوب لا يضمن أن الإجابة تعود إليه مثلما هو في المقابلة.

 (10)في المناطق التي تعاني من تغيير كبير في السكان فإن الاستبيان البريدي لا يحقق النتائج المرجوة وذلك لأنه قد يعنون إلى أشخاص غير موجودين ، أو أن يعنون إلى الدار وليس ساكنه.

 (11)عندما يكون اللقاء مع العينة في الشارع أو عند استخدام تسهيل معين حينها تفضل المقابلة على الاستبانة.

 (12)المقابلة أكثر كلفة مادياً لحاجتها إلى السفر مرات عديدة والى أماكن مختلفة ، ولاستغراقها وقتاً أطول.

 (13)المقابلة أكثر حاجة إلى الخبرة والأمانة ، فالشخص القائم بالمقابلة ذي الخبرة القليلة قد يواجه عدم استجابة أو قد ينحاز في تسجيل الإجابات وتوجيهها ،وقد تفتقد الإجابات التفاصيل المطلوبة.

 (14)عندما يعتمد الباحث على نفسه أو عدد قليل من المساعدين لجمع المعلومات فأن هذا يستغرق وقتاً يفصل بين عينة وأخرى ، وقد توحي الإجابات بوجود تأثيرات موسمية غير مرغوب فيها ، أو قد تتحدث العينات السابقة مع اللاحقة ، خاصة في المناطق الصغيرة مما يؤثر على استجاباتها أو إجاباتها .

 (15)نادراً ما يستطيع الباحث لوحده توزيع عدد كبير من الاستمارات الاستبيانية والقيام بالمقابلات قبل أن ينحاز لا شعورياً إلى الإجابات المتوقعة والى استعجال إنهاء المقابلات.

 (16)يدل تكرار الاستجابات غير المرضية على وجود خطة في الأسئلة أو الاستبيان بحد ذاته ،أو موضوعة أو في اختيار العينة.

 -2الاستمارات التي تملأ من قبل العينة:

  تتمثل الصعوبة الرئيسية عند اعتماد طريقة الاستمارات التي تملأ من قبل المبحوث نفسه باحتمالية انخفاض نسبة الاستجابة وكيفية إقناع العينة بالتعاون والإجابة عن الأسئلة الواردة في استمارة الاستبانة جميعها . فالاستبيان يجب أن لا يستغرق وقتاً يزيد عن النصف ساعة، وأن يحتوي أسئلة تهم المبحوث وتبدو له ذات أهمية. وأن يكون تقديمها مشوقاً وتكون صياغة الأسئلة سهلة الفهم مقبولة من المعظم أن لم يكن من الجميع.

 وقد يتأثر بعض المبحوثين بالجهة الممولة أو المسؤلة عن الدراسة . ومن الضروري الإشارة في الرسالة المرفقة إلى أهمية الإجابة عن جميع الأسئلة وجميع الفقرات، والتأكيد على كتمان المعلومات الخاصة بالمبحوثين. ويمكن أن تتبع إحدى الصيغ الآتية في إيصال استمارات الاستبانة إلى المبحوثين .

 1 – 2الاستبانة البريدية:

   قد يضطر الباحث لإرسال استمارات الاستبانة إلى المبحوثين بريدياً وذلك لانتشارهم على رقعة جغرافية واسعة وعدم تركزهم في منطقة واحدة . ولهذه الصيغة في جمع المعلومات مشاكلها ، ولها إجراءاتها أيضا . فنسبة عالية من المبحوثين تجيب على الاستبانة مباشرة وخلال أيام قليلة . أما أولئك المتأخرون فرسائل التذكير قد لا تنفع معهم ، وقد تثير شكوكهم . ترتبط هذه الحالة بطبيعة المعلومات المطلوبة والجهة المسؤولة عن البحث .

   ترسل استمارة الاستبانة مع رسالة توضيحية وظرف به طابع لتسهيل عملية الإجابة دون تكليف المبعوث أية مصاريف . وعند الحاجة إلى التذكير فمن الضروري أن لا يزيد عدد الاتصالات عن ثلاثة ، والفترة الفاصلة بين رسالة و أخرى أسبوعاً على الأقل ، وقبل أن يصبح موضوع الاستبانة منسياً ، وحسب نسبة الاستجابة . ويتوقع أن يترك البعض المستجدات والأمور العرضية إلى عطلة نهاية الأسبوع لانجازها . ولا يتوقع أن ترد إجابات بعد مرور (4 – 5) أسابيع من الإرسال الأول. وعلى الباحث أن يقرر مسبقاً متى يتوقف عن انتظار الإجابات ليبدأ بإسقاط المعلومات. ومن الضروري أن تحتوي رسائل التذكير شيئاً يؤكد سرية المعلومات وأهمية البحث وتوضيح لأهدافه وضرورة الاستجابة لأهمية رأي العينة في الموضوع .

 2 – 2توزيع الاستبانة ثم جمعها:

   تساعد عملية توزيع الاستمارة وتسليمها باليد على التحقق من العناوين، ومن وجود المبحوثين فيها ومن معرفة طبيعة المنطقة والمستجدات فيها. كذلك تساعد في تأشير الاستمارات التي لم تسلم باليد أو شخصياً لتحليلها منفصلة . وقد أكدت البراهين على أن التوزيع الشخصي للاستبيانات وما يرافقه من للقاء مباشر مع المبحوثين يشجع كثيراً على الاستجابة، خاصة وإن الاستمارات ستجمع لاحقاً. وقد تحتاج العينة إلى تأكيد ضمانة سرية المعلومات أو طبيعة الجهة المسؤولة عن الدراسة ، أو توضيح صيغة الإجابة . بتوزيع الاستمارات باليد يمكن الحصول على معلومات إضافية عن السكن والحالة العامة وعن المواضيع الأكثر تعقيداً. وقد يحدث نقص في نسبة الاستجابة عندما لا تسلم الاستمارة إلى الشخص المطلوب إجابته شخصياً، أو لم تسلم إلى رب الأسرة مباشرة. يعتقد البعض أن بإمكان شخص واحد توزيع (200) مائتي استمارة خلال يومين (قبل عطلة نهاية الأسبوع) وجمعها في الأسبوع التالي . أو أنها توزع في أيام العطل لزيادة فرصة الاتصال مع من يعنيهم الأمر. ولما كانت نسبة الاستجابة وفق هذه الطريقة عالية لذا فإنها تعتمد في المناطق الصغيرة، ولتقليل كلف النقل.

 3 – 2الاستبيان متعدد المراحل:

  عندما تكون هناك ضرورة لجمع كمية محدودة لعدد كبير من الأشخاص أو العوائل ، وتفاصيل أكثر من مجموعة صغيرة منهم حينها توزع الاستمارة باليد لمعرفة العينة المطلوبة لبحث التفاصيل معها ، كذلك عند عدم توفر هيكل للعينة .

   تأخذ هذه الصيغة مرحلتين في جمع المعلومات، وترتبط الاستجابة في المرحلتين ببعض. فعندما تكون نسبة الاستجابة واطئة في المرحلة الأولى فلا يركن إليها في المرحلة الثانية لأنها غير ممثلة لمجتمعها، والعكس صحيح.

  أن طريقة توزيع الاستبيانات وجمعها مناسبة جداً لعملية المشاهدة وتمييز العينات، ولأجراء عمليتي الاستبيان والمقابلة في آنٍ واحد، أو لتحديد موعد لاحق في وقت مناسب.

 -3المقابلـة:

 1 – 3ملاحظات أساسية:

  تبدو المقابلة، ظاهرياً، كمحاورة بين العينة والقائم بالمقابلة، وأن نتائجها مسيطر عليها من خلال عملية طويلة من التصميم والتهيئة. أنها ليست بهذه البساطة. فمن الضروري التذكير دوماً بأن الأسئلة يجب أن توجه بصورة مباشرة وبصيغة واضحة وموحدة لجميع المبحوثين. وأن لا تختار عينة معينة لإجراء المقابلة ولتمثل مجتمعها، أو أن تضاع أسئلة مختلفة حسب نوع العينة. إن هذا انحياز واضح بعيد عن العلمية المطلوبة .

  ومن الضروري، أيضاً، الانتباه إلى صياغة الأسئلة أو إعادة صياغتها بحيث تحول دون توجيه الإجابات أو تغيير معانيها. وفي مشاريع البحوث الكبيرة توضع تعليمات صارمة وملاحظات لكل سؤال. وهذا ضروري حتى في البحوث الأخرى .

  إن الإجابة بـ (( لا اعرف )) يجب أن تؤشر وأن يتم التحاور حولها حتى لا تكون مجالا للتهرب من كثير من الأسئلة أو التي قد يعدها البعض شخصية . ولا يجوز قراءة نماذج من إجابات المبحوثين الأخرى أمام العينة.

  قد يحاول بعض المبحوثين إرضاء الباحث بالإجابة بما هو مرغوب فيه، أو قد تكون الإجابات غير مكتملة أو مقتضبة. لذا من الواجب الانتباه إلى ذلك، فالخبرة مطلوبة في معرفة طبيعة الإجابة أو اكتمالها أو كيفية التوسع للحصول على معلومات أكثر دقة وموضوعية دون إثارة المستجيب.

  إن إجراء المقابلة مهمة فريدة وشاقة، وقد تولد كآبة، خاصة عندما يتطلب الأمر تكرار محاولات الاتصال مع الأشخاص أنفسهم. هنا يجب أن يتخذ قرار بعدد مرات الاتصال الدُّنْيِا ، وأن تكون هذه الاتصالات في أوقات مختلفة .

  في مشاريع البحوث الكبيرة هناك إشراف مباشر ومناقشة مستمرة للمشاكل التي يواجهها القائمون بإجراء المقابلات. ويستطيع فريق العمل أن يتناقش حول الأمر دورياً لتجاوز السلبيات والنواقص والمستجدات. وكل قائم بالمقابلة عليه أن يكتب تقريراً بعد الانتهاء من كل مقابلة مباشرة وتوثيق الملاحظات التي قد تساعد لاحقاً في التحليل والتفسير وكتابة البحث . مثل هذه الإجراءات ضرورية حتى في مشاريع البحوث الصغيرة .

  عندما يكون هناك أكثر من شخص واحد يقوم بإجراءات المقابلات ، يفضل الاشتراك في تدقيق الإجابات والفروقات بينها باستمرار ، ففي مرحلة التحليل يصعب التفريق بين انحياز تسجيلات القائمين عن الفروقات الحقيقية في الإجابات .

 2 – 3وقت المقابلة:

   قد تتم المقابلة في مواقع مختلفة ، في الشارع أو المنزل أو مكان العمل ، ولكل منها متطلباته . فعندما تجري المقابلة في الشارع حينها يجب أن لا تأخذ وقتاً يزيد عن (10) دقائق . و في المنزل تستغرق المقابلة بين (20) و (30) دقيقة متباينة مع طبيعة العينة و استعدادها للمقابلة . و المقابلات التي تتطلب وقتاً طويلاً من الضروري أن تجزأ .

   من الضروري أن ترتبط جميع الأسئلة بفرضية البحث والغرض منه. ومن المهم أن تكون الأسئلة متصلة ببعضها، وأن تكون الجمل والأسئلة واضحة وملائمة للحوار الهادف. فالباحث الجيد يبقي العينة دون الابتعاد عن الموضوع ودون الإطالة متجنباً إبداء رأيه بالموضوع. وعند السؤال عن ((الحالات)) فعليه أن يكون صريحاً موضحاً أن رأي كل عينة وحالتها هو المطلوب.

 3 – 3البدء بالمقابلة:

    يحتاج البحث بطاقة تعريف يقدمها لكل عينة ليكسب ثقتها ويضمن حصوله على المعلومات منها. ومن الضروري أن تكون معه رسالة ( كتاب رسمي ) صادر عن الجهة المسؤولة عن البحث توضح فيها أهداف البحث ويذكر فيها اسم الشخص المخول بإجراء المقابلة ، مع توجيه الشكر للاستجابة والتعاون . تتيح هذه الرسالة للعينة معرفة الجهة المسؤولة عن مشروع البحث والاتصال بمن هو معني بالمسح الميداني عندما يتطلب الأمر ذلك . ومن الضروري أن تكون الرسالة قصيرة ووافية في الوقت نفسه .

   قد تعتمد المشاريع البحثية الكبيرة الصحف المحلية للإعلام عن المشروع وتوضيح طبيعته. وعند إجراء المقابلات في الشارع يجب تحديد العينة وتوضيح المشروع باختصار و الوقت الذي تستغرقه المقابلة . ومن الضروري توضيح أهمية تمثيل العينة لمجتمعها وأن اختيارها قد جاء بالعشوائية أو أن الاختيار قد تم للتحدث مع الشخص المناسب دون غيره، خاصة عندما تكون المقابلة مع أشخاص بأسمائهم. ومن المهم أن يوضح ذلك بطريقة لا تؤدي إلى رد فعل عكسي .

 4 – 3القائمين بالمقابلة:

   بصورة عامة ، لا يصلح الأفراد المتحمسين جداً للموضوع لإجراء المقابلات حتى وإن كانت الأسئلة تبدوا حقائقية . فالطبلة الذين يدرسون مواضيع تهمهم (( ازدحام النقل في منطقة سكنهم )) قد ينحازون لا شعورياً فيها . ولا يجوز استبيان الباحث نفسه في موضوع البحث الذي يعمل به لأنه ومن خلال البحث وجمع المعلومات قد تتبلور عنده أفكار معينة تتداخل مع نتائج البحث، أو أنه قد يعيد تعريف المفردات والمفاهيم على ضوء رأيه. لهذه الأسباب ولقلة عدد الأشخاص الذين يمكن أن يقابلهم الشخص بمفرده ، لذا يعتمد عدد في فريق عمل للقيام بالمسح وإجراء المقابلات وقد يقوم الباحث نفسه بإجراء المقابلات التجريبية إلا أن النهائية منها يجب أن يقوم بها الأشخاص المكلفين بالمقابلات والمدربين عليها .

   في البحوث الجامعية ( الأكاديمية ) يقوم الطلبة في الغالب بإجراء المقابلات، وهم لا يجيدونها. وفي معظم الحالات فإن النساء المتزوجات بعمر (25-45) سنة من الطبقة الموسطة هي أفضل من يجري المقابلات، وأن مؤسسات المسح الرسمية ترفض استخدام الطلبة. قد يحصل الطلبة على استجابات محدودة بسبب أعمارهم التي توحي بضعف الثقة ولأن معظمهم من الذكور، بينما يتوقع أن تكون الإناث مستمعات جيدات لذا فالاستجابات معهن أكثر، خاصة وإنهن يعطين مظهرهن اهتماماً أكثر وتصرفهن أكثر حشمة وتقبلاً. أن الشكوك التي قد يحسها الشخص عند إجراء المقابلة معه طبيعية، تزداد عند لبس المقابل نظارة بعدسات سوداء.

 -4تصميم المقابلة:

   حتى بالنسبة للقائم بالمقابلة المتخصص من ذوي الخبرة والدراية فإنه لا مناص من وضع جميع التعليمات الضرورية في صفحة واحدة تكون تحت اليد للعودة إليها عند الحاجة وذلك لأنه يقوم بأعمال عدة تلقائياً في وقت واحد : توجيه الأسئلة ، تسجيل الإجابات ، إدامة الحوار واتخاذ قراراً في كفاية الإجابة ، أنه في حالة استعداد وتحفز لكل شيء .

   يجب الانتباه إلى كل ما يمكن أن يجعل المقابلة سهلة ، من مستلزمات القرطاسية ( الدبابيس ، أوراق ، لوحات كتابة) . ومن الضروري الكتابة على وجه واحد من الورقة وأن يكتب السؤال قبل الإجابة مباشرة . كذلك من الضروري ترك مجالاً ( حواشي ) لتسجيل الملاحظات والإشارات عن رفض المبحوث الإجابة عن السؤال أو عندما يبدو غير مستوعباً السؤال أو يتجنب الإجابة عن عند.

  على القائم بالمقابلة مليء صفحة إضافية يسجل فيها معلومات عن المنطقة ، اليوم ، الشهر ، الوقت ، المكان الذي جرت فيه المقابلة ، وعدد مرات المراجعة مع تواريخها ووقتها ودون أن ينسى كتابة اسمه على الورقة مع ملاحظاته العامة عن المبنى مع تعليقاته وتقييماته للمبحوث وسير المقابلة .

  بالإمكان استخدام أنواع مختلفة من الأقلام لكتابة الأسئلة تختلف عن تلك المعتمدة لكتابة الإجابات وعن تلك للتعليقات والهوامش . ويجب تدقيق جميع المقابلات ومشاريعها بعد التنفيذ مباشرة لتقليل عدد المقابلات الناقصة ، وتوضيح الغامض أو التعليقات غير الضرورية . وقد توحي الجداول الأولية للنتائج لبعض الأخطاء التي قد تزداد مع وجود أكثر من جامع للمعلومات.

 -5توجيـه الأسئلة:

   ليس هناك موجب لجمع معلومات لا يمتلكها المبحوث (العينة) أو يمتلك جزء منها ، أو يعطيها بصيغة خاطئة . وإذا ضغط على البعض أو احرج فإنه قد يعطي إجابات لإرضاء الباحث . وقد برهنت التجربة العملية أن العديد من الأشخاص يبدو معرفة أو أراء عندما يسألون بطريقة توحي بأنهم يجب أن يكونوا عارفين شيء عنها.

  إن سؤال شخص ما في المنزل عن معلومات تتعلق بشخص آخر ، وتوجيه أسئلة تفصيلية عن الوضع المالي ، والسؤال عن حقائق معقدة قد لا يعرفها الشخص أو قد نسيها ، جميع هذه ستؤدي إلى تردد المبحوث في التعاون . في مثل هذه الحالات من الضروري ترك المجال مفتوحاً للإجابة بـ (لا اعرف). قد تساعد معرفة العينة من البداية المطلوب منها والوقت المستغرق، ونوع المعلومات، وبشيء من حسن التصرف والتكتيك فقد يتعاون البعض ويسمح حتى بالاطلاع على حساباته الشخصية .

   المشكلة المستديمة في المسح البياني هي في معرفة الباحث إلى أي درجة يعتمد على المستجيب وقوله الحقيقة. يعتمد هذا بدرجة كبيرة على موضوع البحث وهدفه ، ومدى استيعاب المستجيب لهذا . وللرسالة التي توجه له وللباحث دور متميز في المقابلة والاستبيان. وبالتأكيد، من العوامل المساعدة في حل هذه المشكلة هي صياغة كلمات المقابلة وأسئلة الاستبيان وتسلسلها، والرغبة الجادة في توضيح أسباب الدراسة وهدفها.

   وتبرز المشكلة الأخرى عندما يقول المبحوث الحقيقة ولكنه قد عدل سلوكه. يجب أن تصاغ مفردات الاستبيان والمقابلة بحيث يسهم كل جزء منها في اختيار فرضية البحث. 
 
 يقترح البعض وضع جداول أولية للإجابات ، والبعض الآخر قد يناقش مبدئياً التقسيمات العامة التي سيعتمدها في التحليل .

 -6السؤال عن متغيرات الدراسـة:

   المشكلة الرئيسية المصاحبة لجمع المعلومات ميدانياً هي تحديد وتعريف مفردات الدراسة ومتغيراتها . ويفضل اعتماد التعاريف المعتمدة رسمياً أو في دراسات أخرى ، وبذلك يمكن مقارنة النتائج . وليس سهلاً معرفة جميع المشاكل التي تواجه التعريف، وقد يستوضح بعضها من خلال الاستبيان التجريبي. وعندما تشترك مجموعة من الباحثين في عمل فإن المناقشات اليومية خلال المرحلة التجريبية ذات فائدة عظيمة في هذا المجال. تبرز مشكلة جغرافية عند تحديد بعض المصطلحات المكانية مثل: المحلة، الإقليم، المنطقة. فتعريف هذه المصطلحات ضروري خاصة على الخارطة مع وصف واضح لها .

  يعد موضوع الدخل حساساً والسؤال عنه أمراً صعباً، وتتباين الإجابة عنه فهي غير قياسية في أغلب الأحيان. ومن الضروري تحديد نوعه : إجمالي ، الصافي ، وهل يشمل الساعات الإضافية وموارد الأسرة الأخرى أم لا .

  من المستحيل الحصول (وحتى في حالة التعاون الكامل) على معلومات تفصيلية عن الوضع المالي، لذلك تميل الدراسات إلى تقسيم المجتمع إلى فئات قليلة على أساس الدخل. ويضم مسح الحالة الاجتماعية – الاقتصادية البريطاني المعلومات الآتية : جميع المدخولات ، الساعات الإضافية ، المكافآت والإكراميات ، الربح ، رواتب العمل ، جميع أنواع الاستقطاعات (التقاعدية ، المرض ، العطالة ) ، المساعدات العائلية ، مردود الاستثمارات والإيجارات والمصادر المالية لغير العاملين القاطنين في الوحدة السكنية .

  تجمع بيانات الدخل على أساس الأسبوع، الشهر، السنة وحيث يكون الشخص عارف بها دون الحاجة لتحويلها من فئة إلى أخرى. ومن الضروري تحديد هل يقصد بالدخل الفردي أم للعائلة بأكملها. الأخير يشكل مشكلة خاصة عندما يكون هناك أكثر من شخص واحد يعمل في الأسرة أو السكن.

  تتجنب العديد من الدراسات توجيه أسئلة عن الدخل لأنها حساسة جداً وقد تؤثر على إجابة الأسئلة الأخرى ، ولكنها مهمة وذات علاقة بالكثير من المتغيرات قيد الدرس . ومن الضروري إقناع العينة بأن المطلوب معلومات عن الفئة وليس الأشخاص بحد ذاتهم. وتستخدم المهنة كأساس لتصنيف السكان إلى مجاميع .

  وعند السؤال عن تكرار وقوع فعل معين فمن الضروري تحديد المدة (اليوم، الأسبوع، الشهر المنصرم مثلاً). كذلك المقصود بعدد الغرف في الوحدة السكنية : إجمالي أم المستخدمة للنوم فقط .

   في بعض الحالات يتطلب البحث الاستفسار عن حوادث أو حالات أو سلوك حصل في الماضي. وليست الذاكرة جهاز تسجيل آلي يسترجع كل شيء بسهولة ودقة فإنها عرضة للتداعي ولا يبقى فيها إلا الحوادث الاستثنائية، ولكنها تكون غير كاملة. لذا، للتذكير بالتواريخ والأحداث السالفة يفضل ربطها بأعمار الأطفال أو أحداث سياسية معينة. ومن المهم جداً تجنب الأسئلة التي توحي وكأنها اختبار للذكاء . وقد يطلب من العينة تسجيل سلوكيات أو أحداث معينة لمدة محددة. هنا فإن سلوك العينة قد يختلف عن الواقع لإحساسها بأنها مراقبة .

 -7تصميم الاسـتبيان:

  بعد أن يشرح الباحث هدف الدراسة، وبعد تقديم الرسالة التوضيحية يجب أن تكون الأسئلة الأولى مباشرة وبأسلوب هادئ. ويجب أن تكون واضحة العلاقة بأهداف البحث ، من الضروري أن تؤجل الأسئلة المعقدة أو الحساسة إلى فترة لاحقة دون تأخيرها كثيراً .

 ولكن، توجه الأسئلة المتعلقة عن العمر والمهنة وغيرها في البداية، مع توضيح أن معرفتها تفيد في تحديد مواقف الفئات التي تشكلها وإجاباتها. ولكن ، توجيه الأسئلة الشخصية التفصيلية في البداية قد لا يشجع المبحوث على الرد على الأسئلة اللاحقة . توجه هذه الأسئلة في البداية لمعرفة هل العينة مناسبة لموضوع الدراسة أم لا.

   يجب أن يكون تتابع الأسئلة منطقياً، وقد يتطلب الأمر الانتقال من نوع من الأسئلة أو المواضيع إلى أخرى لأغراض التفسير والتوضيح، سواء في المقابلة أو الاستبيان. والعديد من الأسئلة تتطلب الإجابة من بعض المبحوثين وليس جميعهم، لذا لا داعي لذكرها للآخرين حفظاً على الوقت وعدم ضجر العينة. وأيضاً يجب تجنب الأسئلة المكررة والمطولة .

  السمة الجوهرية للمسوحات القياسية هي أن توجه مجموعة الأسئلة ذاتها ، وبالترتيب نفسه لجميع أفراد العينة . ولهذا صعب ضمان اختيار مفردات مناسبة للجميع ، وتعرض بدقة ما يريده الباحث . على الرغم من وجود بدائل قد تكون متباينة في جودتها ، ولكن ليس هناك حل واحد لمشكلة صياغة الأسئلة وما يرد هنا مجرد أدلة عامة .

  يفضل استخدام الأسئلة القصيرة الخالية من الغموض أو المصطلحات الفنية. مع هذا ، فما يبدو قصيراً وواضحاً للباحث قد لا يكون كذلك للعينة . إجمالاً، مجموعة من الأسئلة القصيرة الواضحة أفضل من سؤال واحد طويل، أو سؤال واحد في واقعه يضم سؤالين.

   ومن المهم الانتباه إلى الفروقات الإقليمية ، الطبقية والعمرية وأثرها على استخدام المفردات . هناك العديد من المصطلحات القابلة للتباين في التفسير (العطلة ، مثلاً) ويمكن كتابة تعريفها ضمن السؤال أو بعده ضماناً لصحة الإجابة .

  ومن الضروري تجنب صياغة الأسئلة التي توحي بطلب نوع من الإجابة (هل تفضل أن يكون …). كذلك تجنب تلك التي توحي نتيجة تتابعها بطلب نوع معين من الإجابة ( مثل السؤال عن حركة المرور ثم السؤال عن المشاكل التي تواجهها المنطقة). أيضاً يجب تجنب نفي النفي في الأسئلة. الافتراض أن المبحوث سيجيب عن جمع الأسئلة، لذا يجب تجنب الإيحاء أو الترجي للإجابة عن أسئلة معينة. ومن الضروري عند إجراء المقابلات عدم تأجيل بعض الأسئلة إلى المقابلة الثانية لأن هذا سيؤثر على بقية الإجابات أو تنتهي المقابلة دون الإجابة عن هذه الأسئلة . يفضل في فترة الاستبيان التجريبي السؤال عن معاني الأسئلة وليس الإجابة عنها .

 -8طـباعة الاسـتبيان:

  تلعب طباعة الاستبيان دوراً بارزاً في زيادة الاستجابة، عكس ما تفعله النوعية الرديئة من الورق، ومن المهم وضع الأوراق المرتبطة ببعضها بدبوس مع ترقيم الصفحات. ويمكن الطباعة على وجهي الورقة إذا كانت بنوعية جيدة كذلك يجب ترك فراغ بين الأسطر وترك مجالاً للترميز.

   من الضروري أن تكون التعليمات واضحة وأن يشار إلى الإجابة عن جميع الأسئلة. ومن المهم تجنب الإشارة إلى ملاحظات أو تعليمات وردت في صفحات سابقة. ويجب أن تكون الأسئلة حاوية لذاتها شارحة ومكتفية بنفسها .

  إجمالاً، يفضل المزج بين الأسئلة المعلقة والأسئلة المفتوحة، مع ترك مجال كاف للإجابة عن الأسئلة المفتوحة. تكون الإجابة عن الأسئلة المغلقة بمربعات تسبقها لتسهيل الترميز والتحقق منها، أو يطلب وضع دائرة حول الإجابة .

   من الضروري أن لا يكون هناك تداخل في الإجابة تجنباً لإرباك العينة، مثل: ( 1 – 2 يوم ) و (2 – 3 يوم ) أو أقل من (25) وأكثر من (25). وفي المسح التجريبي تتوضح الكثير من الإجابات المفتوحة ، وكلما زاد تكرار الإجابة ((غيرها)) دل هذا على نقص في المسح التجريبي . ومن الضروري أن يسجل جامع المعلومات ملاحظات ميدانية وتعليقاته عن العينة لتساعد لاحقاً عند التحليل والكتابة.

  –9 ملاحظات عن توجيه الأسئلة:

  يجب عدم الانحياز عن النص المكتوب في الأسئلة، خاصة عندما يطلب التوضيح عند إجراء المقابلة أو عند جمع استمارات الاستبيان. يقضي هذا أن تكون جميع التعاريف والتوضيحات والأمثلة محددة لجميع القائمين بالمقابلة وجمع المعلومات .
   
    ثلاثة حالات يجب أن يتخذ جامع المعلومات فيها قراراً ويستخدم كلمات مناسبة ، هي :

 (1)الأسئلة المتعلقة بالمهنة أو عن الساكنين لتكملة المعلومات.

 (2)عندما تكون المفردات أو المصطلحات في الاستبيان غير واضحة أو عدم وجود تعريف لها ، ويجب أن تؤشر هذه الحالة. وفي الأسئلة التي يطلب فيها رأي أو موقف يجب عدم الإجابة.

 (3)قد يحتاج جامع المعلومات إلى توضيح بعض الأشياء ، وتوضيحاته هذه يجب أن تكون حيادية. والأفضل تكرار قراءة السؤال إذ قد يكون المبحوث لم يسمعه أول الأمر بصورة صحيحة.

المصدر: الجغرافيا التطبيقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا