التسميات

الثلاثاء، 3 يناير 2017

التحليل المكاني لتوزيع خدمة إطفاء الحريق في مدينة المنصورة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية ...


التحليل المكاني لتوزيع خدمة إطفاء الحريق

في مدينة المنصورة 

باستخدام نظم المعلومات الجغرافية 

إعداد

د. شوهدي عبدالحميد عبدالقادر الخواجة

مدرس الجغرافيا الاقتصادية

كلية الآداب – جامعة المنصورة

الندوة السادسة

الإنسان والبيئة ….. إلى أين؟

الخميس 22 يوليو عام 2004

الإسكندرية


المقدمة

  يُعد الموقع الجغرافي من أهم العوامل المؤثرة في دراسة أنشطة الإنسان وعلاقته بالبيئة، وهو المحصلة الجغرافية لشبكة متطورة أو غير متطورة من العلاقات والقيم المكانية والوضعيات الإقليمية ( جمال حمدان ، 1980، ص 260) وعلى الرغم من ثبات الموقع فإن أهميته نسبية تأثرا ببعض الظواهر الجغرافية أهمها الذي يطرأ على وسائل النقل، وما يترتب على ذلك من تقصير للمسافات، والتغير الذي قد يطرأ على النشاط الاقتصادي، أو التغير الذي قد يطرأ على إدراك المسئولين لأهمية الموقع النسبية، وما يتبعه من زيادة للقيمة الفعلية التي تبرز قيمته.

  وقد تزايد الاهتمام في الفترات الأخيرة بالخدمات التي تُقدم في مراكز الاستقرار البشرى بالبيئة الحضرية لقيامها بالتسهيلات الحياتية لكافة الشرائح الاجتماعية، وتحديد نوعيه الحياة إلى حد كبير، اعتماداً على مدى كفاية وكفاءة الخدمات التي تُعين الفرد والجماعة على الحياة في بيئته (فتحي محمد مصيلحى،2001،ص ص19 – 37 ). 

  ويهتم التخطيط الحضري الحديث بتوزيع مراكز الخدمات الرئيسة في المدن توزيعاً منسقاً ومنتظماً، وذلك لتحسين وتنمية المنفعة العامة لسكان المدن، وتُعد الخدمات الأمنية من أهم الخدمات التي يتطلب توزيعها عناية ودقة، وذلك بما يتلاءم مع دورها المحلي في حماية أرواح السكان وضمان سلامة ممتلكاتهم الخاصة، ودورها الإقليمي في حماية ممتلكات الدولة ومؤسساتها ومنشأتها، ودورها الدولي في حماية منشأت ومؤسسات وهيئات الدول والمنظمات العالمية الموجودة على أرض الدولة، وهذه الحماية توفر الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي داخل المدن وفى نطاق إقليمها الجغرافي .

  وتمثل خدمة إطفاء الحرائق واحدة من أهم الخدمات الأمنية (Safety Services) الرئيسة التي يجب أن تتوافر داخل المدن، وتتوزع على جميع نطاقاتها بما يتناسب مع أحجام ووظائف تلك النطاقات، وهذه الخدمة توفرها الدولة ممثلة في إدارة الدفاع المدني والحريق التابعة لوزارة الداخلية لمكافحة الحرائق والتقليل قدر الإمكان من الأضرار والمخاطر الناتجة عنها، ويتطلب ذلك سرعة وصول مركبات الإطفاء إلى موقع الحادث، ومهارة ودقة رجال الإطفاء في الميدان، ونوعية مركبات الإطفاء ووسائل الإطفاء المزودة بها للسيطرة الكاملة على الحريق التي قد ينجم عنها الكثير من الخسائر ليس في أرواح السكان، لكن أيضا في المباني والمنشآت المختلفة. ولذلك تعد عمليات الإطفاء والحماية من الحرائق من أهم الخدمات ذات الصفة الجماعية (Collect iviged public Services) التي لاقت اهتماماً كبيراً وحظيت بتطور واضح في مجال جغرافيا الحضر خلال النصف الثاني من القرن العشرين (Pinch,S.,1981,P.I.) .

   ويتأثر توزيع نقاط إطفاء الحريق بمجموعة من المتغيرات الجغرافية في نطاقات المدينة أهمها شبكه الطرق، وحجم وكثافة حركه النقل في النطاق الإقليمي وشبكه الشوارع Street System الداخلية وخصائصها العامة تبعاً لمعايير اتساع الشوارع، وعدد مساراتها، واتجاهاتها، والإشارات الضوئية، وإشارات الوقوف، وحالة أسطح الشوارع من حيث جوده الرصف والسرعة القصوى المحددة عليها، والعقد المرورية والميادين والتقاطعات الرئيسة لخطوط السكك الحديدية (المزلقانات Surface Crossing ) وغيرها من الخصائص التي توثر في حركة سير مركبات الإطفاء وسرعتها وإمكانية وصولها إلى موقع الحادث في زمن أقل، خاصة مع ازدحام الشوارع بالحركة المرورية التي تعوق مركبات الإطفاء عن الوصول في أقل وقت .

   وقد استفاد التخطيط لتوزيع مواقع الخدمات داخل المدن بالتقنيات الحديثة، وأهمها تقنيه نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information Systems "GIS" والتي تتميز بقدرتها على إدخال وحفظ جميع المتغيرات الجغرافية التي توثر في نوع الخدمة ومعالجتها وتحليلها إحصائيا ومكانيا، وقد ساعد على ذلك التقدم الهائل في تقنية الحاسبات الآليةHardware وذلك بهدف تحديد أفضل المواقع التي تتلاءم مع طبيعة وحجم تلك المتغيرات والعلاقات المتبادلة بينها. كما أن التقنيات الحديثة تزيد بصورة أكيدة من فاعلية تدخل فرق الإطفاء. 

تحديد منطقة الدراسة :

   تعد مدينة المنصورة من أهم مدن إقليم شرقيّ الدلتا، وتقع على الضفة الشرقية للنيل (فرع دمياط) عند تقاطع دائرة العرض 3َ، 31ْ شمالا مع خط الطول 23َ، 31ْ شرقا، وتبعد عن مدينه القاهرة بنحو 124 كم، وعن مدينه دمياط بنحو 66 كم، وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة 7,29 كم2، حيث يبلغ طولها 5,6 كم بين أبعد نقطتين من حدها الشرقي عند شياخة قولنجيل وحدها الغربي عند قرية ميت خميس، ويبلغ عرضها 57,4 كم بين أبعد نقطتين في حدها الشماليّ عند فرع دمياط وحدها الجنوبيّ عند قرية منية سندوب، وتنقسم المدينة إلى قسمين إداريين هما : حي شرق ويضم سبع شياخات (صيام، ميت حدر، البحر الصغير، المنصورية، كفر البدماص، جديلة، قولنجيل ) وحى غرب و يضم خمس شياخات (ميت طلخا، الحوار، ريحان، النجار، سندوب ) شكل (1) .

  وتُعد مدينه المنصورة من أهم المراكز الحضرية في إقليم شرقيِّ الدلتا، حيث تأتى على قمة الهرم الحضريّ من حيث الحجم، حيث يبلــغ عدد سكانها نحو 369409 نسمه عام 1996 وهو ما يوازى 6,46٪ من سكان مركز المنصورة و7,29٪ من سكان حضر محافظة الدقهلية و31٪ من إجمالي سكان حضر إقليم شرقيِّ الدلتا، (الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 1996) وتبرز أهميتها النسبية في تركز المنشآت والدواوين الحكومية الهامة بها سواء على مستوى المحافظة أو على مستوى شرقيِّ الدلتا . بالإضافة إلى أجهزه القضاء ومجمع المحاكم ومراكز الحكم والإدارة، ومنشآت جامعه المنصورة التعليمية والصحية وغيرها، ويضاف إلى ذلك أهميتها النسبية كمركز صناعي في الوجه البحريّ كمدينة ترانزيت، حيث يقصدها السائقون للراحة والتزود بالوقود في رحلاتهم المزدوجة ما بين القاهرة وبنها وطنطا، إلى دمياط ورأس البر وجمصة. ونظراً لتلك الأهمية تحتاج المدينة إلى خدمات أمنية متعددة وكافية، فمن المتوقع أن يتوافق توزيع نقاط إطفاء الحريق بالمدينة مع الأهمية الكبرى للمدينة وثقل مركزها، وتعدد وظائفها لتحقيق أفضل وأسرع مستوى لأداء الخدمة.

  وتتنوع صور استخدامات الأرض بمنطقه الدراسة، حيث تضم أحد أهم مناطق الصناعة في محافظة الدقهلية، والمتمثل في مجمع الصناعات بشياخة سندوب والذي يضم مصانع : الغزل والنسيج، والملابس الجاهزة دقهلتكس، والزيوت والصابون، والخشب الحبيبي والراتنجات، بالإضافة إلى المضارب والمطاحن والشون والمجامع والمصانع الأهلية والورش الخاصة بأطراف المدينة، وتضم مدينة المنصورة مجموعة كبيرة من المنشأت التعليمية قبل الجامعية حكومية وخاصة وأزهرية فضلا عن منشأت جامعة المنصورة والأزهر، حيث تمثل منطقة الدراسة المركز الرئيسي للتعليم الجامعي في محافظه الدقهلية كما تضم بين جنباتها مستشفيات طبية متميزة على مستوى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، وتضم كذلك أهم مناطق الخدمات الترفيهية والثقافية بالمحافظة، ويتوزع فيها عدد كبير من خدمات مرافق المياه والصرف الصحي والكهرباء والغاز الطبيعي، وكذلك شبكة الطـرق والشوارع .


حمله       من هنا    أو     من هنا

قراءة مباشرة              من هنا

للقراءة والتحميل   اضغط هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا