التسميات

الاثنين، 2 يناير 2017

أﻫﻤﻴﺔ ﻗﻁﺎﻋﻲ ﺍﻟﻨﻘل ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺘﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺩﻤﺸﻕ ﻭﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺯﺒﺩﺍﻨﻲ ...


أﻫﻤﻴﺔ ﻗﻁﺎﻋﻲ ﺍﻟﻨﻘل ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﻭﺩﻭﺭﻫﻤﺎ

ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ

ﻭﺘﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺩﻤﺸﻕ ﻭﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﺯﺒﺩﺍﻨﻲ  

د. ﻫﻴﺜﻡ ﻨﺎﻋﺱ



مجلة جامعة دمشق - للآداب والعلوم الإنسانية - المجلد 26 - العدد الأول +الثاني 2009 - ص ص 638-589

الملخص

  يشكل قطاعا النقل والسياحة إحدى دعائم قطاعات الإنتـاج المـادي والخـدمي، اللذين يهدفان لرفع الكفاءة الاقتصادية وتحقيق التنمية البشرية عبر الاستثمار المكثـف للإمكانيات الاقتصادية والحضارية والتوظيف الأمثل لليد العاملة الوطنية.

  ويحاول الاقتصاد السوري إثبات مكانته والسعي لمتابعة خطواته التنموية مستفيداً من نقاط القوة التي يتمتع بها والتي يشار إليها، من خلال المحافظة علـى الاسـتقرار الاقتصادي الكلي، وتكثيف الجهود الرسمية والشعبية الداعمة لتلك المجالات الحيويـة، وتفعيل دورهما سعياً لتحقيق النمو المستدام والاستقرار الاقتصادي المتوازن؛ هذا ما يؤدي إلى رفع سوية الدخل العام، وتخفيض معدلات البطالة، وذلك من خـلال خلـق أكبر عدد ممكن من فرص العمل، إلى جانب وضع آلية متكاملة للتطور، لإبراز الوجه الحضاري لسورية وإظهار مكانتها الاستراتيجية وأهميتها السياحية علـى المـستوى العربي والدولي .

مخطط البحث

- مقدمة 
أهمية البحث .
- الهدف والغاية .
- فرضيات البحث .
- منهجية البحث .
- مقومات السياحة في محافظة مدينة دمشق ومنطقة الزبداني وآفاق تطويرها .
آ – المقومات الطبيعية .
ب– المقومات البشرية والاقتصادية .
- معوقات تطوير السياحة في منطقة الدراسة .
آ– المعوقات الاجتماعية والسياسية .
ب – المعوقات الاقتصادية .
ج – المعوقات الخدمية .
د – المعوقات التنظيمية والإدارية .
هـ - المعوقات البيئية .
- دور الطرق ووسائط النقل في تخديم النشاطات السياحية في منطقة الدراسة .
آ – النقل البري وأهميته في تخديم حركة السياحة في المنطقة .
ب – أهمية وسائط النقل الأخرى في تخديم حركة السياحة في منطقة الدراسة.
- الآثار البيئة والاقتصادية والاجتماعية لقطاعي النقل والسياحة في منطقة الدراسة.
- أهمية قطاعي النقل والسياحة في استثمار الموارد البشرية والاقتصادية وتنميتها في منطقة الدراسة. 
- نتائج ومقترحات. 
- الخاتمة. 
- قائمة المراجع.

مقدمة:

   تعد السياحة بأشكالها المختلفة ركيزة أساسية من الركائز الاقتـصادية التـي تـزداد أهميتها مع ارتفاع مردودها المادي، والذي بات يشكل مصدراً مهماً من مـصادر الـدخل الوطني. ويسهم قطاعا النقل والسياحة، بشكل فعال في دعـم مجـالات الإنتـاج المـادي والخدمي للمجتمع، ويسهمان في دفع عجلة التنمية، لتلك المصادر الحيويـة، إلـى جانـب الاستفادة من مقومات السياحة، التي تمتلكها سورية، عموماً ومنطقة الدراسة خصوصاً. 

  تشكل طرق المواصلات ووسائط النقل، داعماً أساسياً ومحركاً فاعلاً للنـشاطات السياحية، إِذْ إنّها تعمل على تأمين مختلف متطلبات الحركة، وعمليات التبادل المكاني للموارد والأشخاص، ضمن قطاع الدراسة، فهي بذلك تحقق المنفعة الماديـة، لهـذا المجال الحيوي، وتغزز من أهميته وترفع من سويته الاستثمارية. 

أهمية البحث:

  مع التوجه الفعلي لاعتماد السياحة، كصناعة استراتيجية، ذات مردود اقتصادي، وكأحد محركات الاقتصاد الوطني، الداعمة لعملية التنمية بأشكالها المختلفة في القطر، هذا ما زاد من أهميتها العملية، من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، مما دعا للاهتمام والتركيز، بهذا المجال الحيوي، وإظهار ارتباطه الوثيق بالفروع الاقتصادية الإنتاجية والخدمية، ولاسيما النقل الذي يشكل أحد أهم، مقومات التكامل مع هذا القطاع. وتتمثل أهمية البحث كذلك، من خلال إظهار دور قطاعي النقـل والـسياحة ، في استثمار الموارد البشرية والاقتصادية وتنميتها، في مدينة دمشق ومنطقة الزبداني. 

الهدف والغاية من الدراسة :

   يسعى البحث في إظهار، أهمية السياحة، وعلاقتها بقطاع النقل، وتحديد الصلة القائمة بينهما، ضمن الإطهذا إلى جانب، تعزيز النتائج العلمية والموضوعية للبحث، من خـلال الدراسـة والبحث الميداني التطبيقي، والمشاهدات والملاحظة الشخصية .ار، الجغرافي لمدينة دمشق ومنطقة الزبداني، مع تأكيـد القـدرات والإمكانات المتاحة، لقطاعي النقل والسياحة، وآفاق تطويرهمـا وإبـراز دورهمـا، الاستراتيجي والحيوي في تعزيز الخطط التنموية، ورفع الكفاءة الإنتاجية، للمـشاريع ذات الصلة، وتنمية القدرات والطاقات التشغيلية لليد العاملة الوطنية، إلى جانب تحديد المعوقات العامة، والآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعيـة، للـسياحة فـي منطقـة الدراسة، بشكل خاص، وسورية بشكل عام . 

فرضيات البحث:

   تتمثل الفرضيات الأساسية للبحث في التحقق والعمل على تحديد:

1- هل للمقومات السياحية التي تملكها المنطقة، دور في تفعيـل حركـة الـسياحة، الداخلية والخارجية .

2- ما مدى مساهمة، الطرق ووسائط النقل، في تخديم حركـة الـسياحة، والجـذب السياحي للمنطقة.

3- ما الانعكاسات التنموية لقطاعي النقل والسياحة، وأثرهما فـي اسـتثمار، اليـد العاملة الوطنية وتشغيلها، وزيادة الدخل المادي للسكان، ضمن منطقة الدراسة .

4- ما المؤثرات الإيجابية والسلبية للسياحة، وانعكاساتها البيئية والاجتماعيـة، علـى منطقة الدراسة .

منهجية البحث:

   اعتمد البحث على المنهج النظري، الوصفي الذي تم من خلاله، دراسة مختلـف الظواهر والعوامل التي أثرت في معطيات البحث وفرضياته. كما تم الاعتماد، على المنهج التحليلي والاستقرائي الكمـي، لتحديـد العلاقـات القائمة بين قطاعي النقل والسياحة، وأهميتهما في استثمار الإمكانات المتوافرة لتحقيق التنمية، وذلك من خلال تحليل البيانات والمعطيات الرقمية، التي تم الاعتماد عليها في هذا البحث . 

نتائج ومقترحات:

  تمتاز منطقة الدراسة، بخصائص طبيعية وبشرية، تجعلها تحتل مكاناً،متميزاً في مجال السياحة والاصطياف التي إذا ما تم استغلالها بالشكل الأمثل، فإن ذلك يمكن أن يضعها بين المناطق السياحية المهمة، على المستوى الداخلي أو الإقليمي والدولي. ومن خلال الجوانب التي تطرق إليها البحث يمكن الخروج بالنتائج الآتية:

1 – يتم الاعتماد الكبير على السياحة الموسمية المتركزة، خلال فصل الصيف، إِذْ إن أكثر من 90% من حركة السياحة للمنطقة، تتركز خلال تلك المدة من السنة، في حين تعاني الأشهر الأخرى من السنة ولاسيما فصل الشتاء، من تراجع واضـح في تلك الحركة وهذا ما ينعكس على ارتفاع كبير في أجور الإقامـة والخـدمات الأخرى خلال الموسم السياحي القصير نسبياً. " حيـث تـصل أجـور الـشقة المفروشة في دمشق ما بين(25-15) ألف ليرة في الأوقات العادية من الـسنة، ولكنها ترتفع لتصل إلى (50-25) ألف ل.س وأكثر في موسم الاصطياف. فـي حين أنها تصل خلال هذا الموسم في بلودان والزبداني إلى 100-60 ألف ل.س والفيلا من 150-80ألف ل.س ( أبو قاسم، جميلة . مرجع سابق، ص 205 )، إلى جانب ارتفاع كبير في أسـعار الـسلع والمواد الغذائية خلال تلك الأشهر من السنة، وهذا ما يمكن تفسيره بأن القـائمين على هذه الاستثمارات يحاولون الحصول على أكبر عائد مادي لنشاطاتهم خـلال أيام الموسم السياحي، للتعويض عن توقف العمل كلياً أو جزئيـاً، فـي الأشـهر الأخرى من السنة، ومن ثم تراجع دخلهم المادي بشكل ملحوظ، هذا ما يدعو إلى ضرورة العمل على توزيع المنتج السياحي المحلي وتطوير أنماط سياحية جديدة تتوافق والمقومات الطبيعية المتوافرة في المنطقة، وذلك مـن خـلال الاهتمـام بأنواع محددة من السياحة الشتوية، أو سياحة الاستشفاء والعلاج، من خلال إقامة المشافي والمصحات ومراكز الراحة والاستجمام، التي تعمل على تأمين متطلبات تلك النشاطات .

  إلى جانب الاهتمام ببعض النشاطات الترفيهية والرياضية، كتلك المتعلقة برياضة ركوب الخيل وسباقها وبعض أنواع الصيد المرغوب فيها (كالصيد بالصقور) من قبل السياح ولاسيما أهل الخليج منهم (دليل المستثمر، مرجع سابق 28 و30).

  هذا ما يمكنه أن يسهم في تنشيط حركة السياحة في معظم أوقات السنة، ومن ثم استثمار مختلف الإمكانات السياحية واستمرار الفعاليات البـشرية والاقتـصادية دون المرور بفترات من الركود والتوقف . 

2- عدم التناسب ما بين الموارد السياحية المتوافرة في المنطقة والإمكانات التخديمية والاستثمارية المتاحة ويتمثل ذلك في الجوانب الآتية:

آ- تراجع حركة الاستثمار، وتوظيف رؤوس الأموال، السورية والعربية والأجنبيـة، في قطاع السياحة وذلك بسبب الإجراءات، وبعض القيود الإدارية والقانونية التي لا تزال غير مشجعة تماماً لجلب المستثمرين من مختلـف فئـاتهم وجنـسياتهم، واستثمار أموالهم في مشاريع استثمارية، في سورية عموماً ومنطقـة الدراسـة خصوصاً، ولاسيما ما يتعلق بشروط التمويل المادي وتحويـل الأربـاح وقيمـة الضرائب المفروضة على الاستثمارات، إلى ما هناك من تعقيدات، رغم محاولة الدولة والجهات المختصة، تذليل معظم الصعوبات المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية السياحية، التي تطرق إليها البحث . لذلك لا بد من إعادة الثقة بشكل عملـي مـا بين المستثمرين والجهات الرسمية المشرفة على تلك المشاريع.

ب- تركز السياحة وخدمات النقل، في منطقة الدراسة علـى الاسـتثمارات الفرديـة الخاصة المحلية، التي لا تسهم كثيراً في دعم الاقتصاد الوطني للقطر وتنميتـه، لأن فوائدها المادية، تعود بشكل رئيسي على المستثمرين أنفسهم أكثر مما تعـود على الجهات العامة والمواطنين، كما أنها لا تسهم بتشغيل اليد العاملة، بالمستوى والحجم المطلوب، لأنها تحاول العمل على تقليل الحاجـة لليـد العاملـة، قـدر المستطاع، وذلك لتخفيض التكاليف المترتبة على ذلك، لتحقيق أعلى قدر ممكـن من الأرباح، لذلك يتم الاعتماد على تشغيل اليد العاملة القليلة الأجر ذات الخبـرة المتدنية، في معظم الأحيان . 

  فهذا ما يدعو إلى فتح أبواب الاستثمار للمشاريع النفعية العاملة، التي تسهم فـي رفع سوية الدخل الوطني، وتشغيل العدد الأكبر، من اليد العاملة الوطنية، بالمستويات والخبرات المطلوبة . 

ج- اقتصار النسبة الكبرى من السياحة المحلية على الأسواق التقليدية، كبعض الدول العربية والأوربية، فهذا ما يحد من الإمكانات السياحية، ويجعلها تتـأثر بـشكل مباشر بتقلبات العرض السياحي، للمناطق الأخرى مما يؤدي إلى تحـول نـسبة كبيرة من تلك السياحة إلى أقاليم سياحة أخرى، فهذا ما يتطلب السعي للتوجه إلى أسواق جديدة للسياحة كالصين ومنطقة جنوب شرق آسية وأمريكيـا اللاتينيـة، والتركيز على المغتربين السوريين والعرب، ودول شمال أفريقية التي لا تـزال بعيدة عن الاهتمام، وتحتاج إلى مزيد من التركيز الدعائي والإعلانـي. وتفعيـل حركة النقل الجوي والبحري، إلى تلك المناطق لمزيد مـن الانفتـاح والجـذب السياحي إليها. د – اختلاف توزع السياح وإقامتهم على المناطق السياحية تبعاً لجنسيتهم وتـركيبهم العمري والنوعي. إِذْ تتركز إقامة معظم السياح الأجانب في فنادق مدينة دمـشق التي هي من الدرجة الممتازة خمس نجوم بمعدل 30% مـنهم والأربـع نجـوم 20% منهم والثلاث نجوم 14% والنجمتين 13% والنجمة الواحدة 22% والدور المفروشة أقل من 1% . بينما تتركز إقامة نحو 60-55% من إجمالي الـسياح العرب في فنادق النجمة الواحدة والنجمتين. في حين نجد أن نحـو 93% مـن السياح المصطافين العرب والسوريين، في منطقة حـوض الزبـداني يفـضلون * الإقامة في شقق مفروشة، وتقل نسبة السياح الأجانب في منطقة الزبداني عـن 1% الذين تتركز إقامتهم في فندقي الفيصل وبلودان .(تم الحصول على النسب من النشرة الإحصائية السنوية التي تصدرها وزارة السياحة عبر الـشبكة (الإنترنت) لعام 2005)

  وأكدت الإحصائيات المعتمدة من قبل المكاتب السياحية، التابعة لوزارة السياحة، أن معظم السياح الأجانب يأتون على شكل أفواج أو مجموعات سياحية عبر شـركات سياحة متخصصة تعتمد على برامج وجولات سياحية محددة ومخطـط لهـا بـشكل مسبق، تتركز في معظمها على زيادة المعالم التاريخية والأثرية والمتاحف والأسـواق الشعبية والحارات القديمة ومراكز الصناعات اليدوية والتقليدية ضمن مدينة دمشق.

   توضح تلك الإحصائيات كذلك، أن أكثر من 80% من سياح دمـشق وريفهـا، تتجاوز أعمارهم 25سنة. ونسبة ممن تقل أعمارهم عن 18سنة لا تزيد علـى 15% وهؤلاء يكادون يقتصرون على السياح العرب والسوريون، الـذين تكثـر ضـمنهم السياحة الترفيهية والعائلية.

  كما أن نسبة الذكور بين السياح العرب تفوق نسبة الإناث بشكل واضح، وهـذا مرده إلى بروز ظاهرة السياحة الفردية وتتراوح أعمار هؤلاء بـين 40-20 سـنة، الذين يشكلون نسبة كبرى من سياح هذه الفئة العمرية التي تشكل نحـو 50% مـن مجموع السياح العرب. وهؤلاء يقصدون دمشق وريفها بغية الترفيه والتـرويح عـن النفس، متخذين الشقق المفروشة مكاناً لإقامتهم وأماكن الترفيه مقصداً لهم، في حـين تزداد نسبة الإناث بشكل ملحوظ ضمن السياح الإيرانيين (31% ذكور، 69% إناث) وذلك بسب ازدياد نسبة المرافقات للذكور من أقاربهم لتعذر مجيء الإناث بمفـردهم دون المرافق. 

  هذا ما يدعو إلى الاهتمام والتركيز على بناء الفنادق الشعبية من فئة النجمتـين أو الثلاث نجوم والنجمة الواحدة، و العمل على تأمين الشقق المفروشة المناسبة التـي تستأثر بالنسبة العظمى لإقامة الغالبية العظمى من السياح . 

و- تدني سوية الخبرات والخدمات العامة، المتوافرة حالياً، لقطاعي النقل والـسياحة في منطقة الدراسة . فما تزال الخبرات المتوافرة، من الأطر البشرية العاملة في تلك المجالات متواضعة، لا تتناسب مع المتطلبات التي ترقـى إليهـا الـسياحة السورية، من حيث المكانة والإعداد . كذلك فإن القطاع الخدمي للبنـى التحتيـة مؤثرة في قطاعي النقل والسياحة، لايتناسب بشكل عملي، مع حجـم الطلـب السياحي المتصاعد للمنطقة، ولاسيما ما يخص كفاءة شبكة الطرق التـي تخـدم المنطقة، فما زال معظمها دون السوية المطلوبة، التي يمكنها أن تلبي متطلبـات الحركة المتزايدة عليها. كما هو الحال في طريق وادي بردى الضيق الذي يمتـد من دمشق عبر قرى وادي بردى، المكتظة بالسكان، التي تمتاز بأهميتها كمناطق للاصطياف الداخلي وصولاً إلى منطقة الزبداني. كذلك من الأهمية إعادة تشغيل الخط الحديدي الذي يربط دمشق بالمنطقة، وتحديثه ليسهم فـي تنـشيط حركـة السياحة والاصطياف، ليس على مستوى القطر فحسب بل يمكن أن يربط المنطقة كذلك مع القطر اللبناني الشقيق. مع الاهتمام كذلك بزيادة فاعلية النقـل الجـوي عبر مطار دمشق الدولي، وذلك من خلال زيادة أعداد المقاعد الجويـة المتاحـة للوصول إلى سورية، اعتماد سياسة الأجواء المفتوحة، والتـرخيص للـشركات الخاصة، باستخدام الطائرات المملوكة والمستأجرة لتخديم حركة القـادمين إلـى القطر عموماً، والقادمين كذلك لأغراض السياحية خصوصاً. 

- وتتمثل أهمية البنى التحتية الأخرى، في تفعيل حركة السياحة ضمن منطقـة الدراسة، وذلك من خلال تحسين مواصفاتها ورفع سويتها التخدمية. فإن تأمين الطاقة الكهربائية ومياه الشرب إلى مختلف المناطق والأحياء دون انقطاع، ولاسيما خـلال فصل الصيف، يعد أمراً ضرورياً وبالغ الأهمية للسكان والمصطافين المقيمين لمـدة طويلة في تلك المناطق، فنحو 15% من السياح العرب في منطقة الزبداني، ينظرون إلى الخدمات السياحية على أنها غير كافية، وفيها نقص كبير. فـي حـين تتراجـع الشكوى من تلك النواحي للمقيمين والسواح في مدينة دمشق، وذلك كونها العاصـمة التي تتركز فيها معظم الخدمات المهمة التي يمكنها أن تلبي، القسم الأكبر مما يحتاجه السائح. هذا أيضاً يقال عن الخدمات الأخرى المتعلقة بالخـدمات الـصحية والطبيـة والمصرفية التي تعاني في كثير من الأحيان من تدني السوية التخديمية لها؛ إلى جانب ملاحظة سوء توزعها الجغرافي بين المناطق، حيث يوجد في مدينة الزبداني مـشفى حكومي واحد وثلاثة مستشفيات خاصة وعـدد مـن العيـادات الطبيـة المتنوعـة والصيدليات، ولكن و جودها ينحصر ضمن مركز المدينة، ولاسيما المحطة. في حين لا نجد أي مشفى في بلودان أو بقين ومضايا، ويقتصر الأمر علـى وجـود مركـز صحي وبعض العيادات الخاصة والصيدليات. مما تدعو الحاجة للعمل على رفع سوية مختلف الخدمات ونشرها في شتى الأحياء دون تركزها في مكان واحد، مـن وسـط المدينة، ومحاولة تعزيز كفاءتها التشغيلية لتلبية حاجات ومتطلبات الـسكان والـسياح بآن واحد.

3- زيادة مظاهر التعدي على مكونات البيئة الطبيعية للسياحية في منطقة الدراسـة. وذلك من خلال التلوث الذي تتعرض له مكونات البيئة الطبيعية، من الهواء والمياه والتربة والغطاء النباتي، وذلك من خلال النشاطات البشرية والاقتصادية المتزايدة، والفعاليات الأخرى المرتبطة بالنشاطات السياحية . هذا ما يدعو إلى تكثيف الجهود من قبل الهيئات العامة، والشعبية الخاصة، للحد -قدر المستطاع- مـن الأضـرار التي تلحق بتلك المظاهر البيئية التي تعد أساساً مهماً في حركة الجـذب الـسياحي للمنطقة

خاتمة:

يشهد مناخ الاستثمار الاقتصادي في سورية، خلال السنوات الأخيرة، ولاسـيما مجالات النقل والسياحة نمواً متسارعاً، وذلك من خلال عملية الإصـلاح والتحـديث التي تتجلى في جملة الأنظمة والقوانين والتشريعات الجديدة التي ترتبط عملياً بالمسألة التنموية في البلاد .

   وتسعى الإصلاحات المنشودة إلى تعبئة الطاقات والموارد الوطنيـة المتاحـة، لمواجهة التحديات التنموية الداخلية والخارجية، لرفع قدرة سـورية علـى مواجهـة تحديات العولمة الإقليمية والعالمية، والتوجه إلى بناء اقتصاد يواكب متطلبات القـرن الحادي والعشرين، وذلك من خلال تحقيق نمو اقتصادي أعلى وبمعـدلات مـستقرة ومستدامة، وتحديث البنية الهيكلية للاقتصاد، وإيجاد فرص عمل كافيـة، لاسـتيعاب العمالة السنوية المتزايدة، وتشجيع القطاع الخاص، للمـشاركة بفعاليـة فـي عمليـة التنمية، ليكون شريكاً كاملاً واستراتيجياً فيه، من خلال خلق بنية اسـتثمارية مناسـبة وتوفير البنى الأساسية التي تشكل الركيزة المهمة لدعم النشاطات المرتبطة بـصناعة السياحة، بالشكل الذي يغطي حجم الطلب المتوقع قياساً بنسبة زيادة الـسياح البالغـة 15% سنوياً، إلى جانب رفع سوية تلك الصناعة والمجالات الأخرى المرتبطة بهـا، وفق الأسس الحديثة التي تتوافق مع المتطلبات والتوجهات العالمية للاستغلال الأمثـل للمقومات الطبيعية والثقافية المتوافرة، وتقديم المنطقة كمنتج سياحي متكامل، والترويج للسياحة المحلية والعربية، والسعي لاستعادة القدوم الأوروبـي مـن خـلال تـأمين الظروف المناسبة لذلك. 

  وهذا ما يتطلب العمل على تكثيف الجهود لإبراز أهم المقومات المميزة للقطـر؛ لإظهار وجهه الحضاري واستغلال موارده الماديـة والبـشرية وتـسخيرها لخدمـة الاقتصاد ومجالات التنمية بأشكالها المختلفة. 

المراجع

- أبوقاسم، جميلة، واقع السياحة في مدينة دمشق والمحافظات الجنوبية من سـورية وآفاقها المستقبلية،رسالة دكتوراه، جامعة دمشق، قسم الجغرافية، 1999 .

- البلخي، محمد خير، وآخرون . تحسين نظام النقل الداخلي في مدينة دمشق، جامعة دمشق، 1991.

- توفيق، ماهر، صناعة السياحة، دار زهران، عمان 1996 .

- الجلاد، أحمد، جغرافية السياحة، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1991 .

- خربوطلي، صلاح الدين، السياحة صناعة العصر، دار حازم، دمشق 2002.

- خير، صفوح، مدينة دمشق، وزارة الثقافة، دمشق، 1980.

- دبس، ممدوح، جغرافية الخدمات، جامعة دمشق، دمشق، 2005 .

- دليل المستثمر، وزارة السياحة، دمشق، 2005 .

- دليل المشاريع المعروضة في ملتقى سـوق الاسـتثمار الـسياحي الثـاني، وزارة السياحة، دمشق، 2006 .

- دياب، علي محمد، جلال بدر، خضرة، جغرافيـة الـسياحة والخـدمات، جامعـة تشرين، 2006 .

- القرارات الناظمة للاستثمار السياحي في الجمهوريـة العربيـة الـسورية، وزارة السياحة، 2006.

- كيال، منير، دمشق ياسمينة التاريخ، دمشق، 2004.

- المجموعة الإحصائية، المكتب المركزي للإحصاء، دمشق، 2005.

- موسى، علي حسن، دمشق مصايفها ومنتزهاتها، دار البشائر، دمشق، 1999.

- موسى، علي حسن، البيئة والتلوث، مطبعة دار حيان، دمشق 1988.

- موسى، علي حسن، السياحة في سورية، نينوى، دمشق، دون تاريخ.

- ناعس، هيثم، جغرافية النقل، جامعة دمشق، دمشق، 2006.

- وهبي، صالح، الإنسان والبيئة والتلوث البيئي، دمشق، دار الفكر، 2001. 





حمله من هنا أو حمله من هنا

أو


أو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا