النظرية النقدية
من أفلاطون إلى بوكاشيو
د. عيد الدحيّات
المؤسسة الوطنية للدراسات والنشر - بيروت - لبنان
الطبعة الأولى
2007 م
يعالج هذا الكتاب مسيرة النقد الأوروبي منذ بداياته الأولى من عند اليونان إلى نهاية العصور الوسطى، مما يوفر للقارئ منظوراً تاريخياً يمكنه من فهم تطور النظرية النقدية عند الغرب خلال فترة تناهز الألفي العام ويجعله في الوقت نفسه مدركاً للقوة المحركة من أراء وأفكار.
نبذة المؤلف
يبحث هذا الكتاب في تطور النظرية النقدية الأوروبية منذ القرن الرابع قبل الميلاد إلى نهاية العصور الوسطى وانبثاق عصر النهضة الأوروبية في القرن السادس عشر· والرجوع إلى الأعمال النقدية الأولية التي طُرحت فيها القضايا الرئيسية في النقد يذكرنا بالمنطلقات والأساسيات في خضم الآراء النقدية المتضاربة هذه الأيام، ويمنعنا من الذهاب بعيداً في افتراضاتنا· فهنالك تراث نقدي نجح في امتحان الزمن حيث استمر قوياً متدفقاً على الرغم من تعاقب الأزمان والأذواق والنظريات· فالأعمال النقدية العظيمة التي تركها أرسطو وهوراس ولونجاينوس تمتاز بهيبة و جلال تجعلها ترفض أن تفرض عليها أساليبنا وعصبياتنا النقدية الجاهزة· ولهذا رأيت أن من الأجدى أن أدع النصوص تقدم نفسها للقارئ بشكل عادل وواضح؛ فليس هنالك أفضل من تركها تقدم ذاتها وتكشف عن مدلولاتها· وقد جعلت العلاقة بيني كقارئ وبينها كنصوص علاقة قائمة على احترام حقها في أن تُشرح لا أن تُشرَّح، وأن توصف لا أن تُصَنّف ولهذا السبب عينه، يجد القارئ أنني أكثرت من الاقتباسات المأخوذة من هذه النصوص للحفاظ على حضورها أمام القارئ· ولعل مقولة أرتشيبولد ماكليش Archibald MacLeish من أن القصيدة وجود حي، هو ما هو، وليست معنى فحسب، تنطبق أيضاً على النص النقدي· ففي عمل أرسطو النقدي الخالد صناعة الشعر يشارك النصُ الناقدَ في عملية التفسير، ويتفاعل مع الفكر أحياناً، ويتحدى التحليلَ أحياناً أخرى؛ ولكنه، في كل مرة يتعامل القارئ معه، يكشف عن معنى جديد وعن بعد مستجد، ولسان حاله يقول : إن عظمة النص تكمن في عصيانه على الفهم السريع المتعجل، وإصراره على أن يجهد الشارح ويتعب للكشف عن مكنوناته ومعانيه
أو
أو
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق