التسميات

آخر المواضيع

الاثنين، 20 مارس 2017

الصناعات الحرفية في مدينة الحلة العراقية : دراسة في الجغرافيا الصناعية ...


الصناعات الحرفية في مدينة الحلة العراقية 

 دراسة في الجغرافيا الصناعية

حنان عبد الكريم عمران
(مدرس مساعد)
كلية التربية الأساسية - قسم الجغرافيا

مجلة العلوم الإنسانية - جامعة بابل - حزيران 2015 - المجلد 2 - العدد 22 - الصفحات: 658-671 :

المستخلص 

   الصناعات الحرفية في مدينة الحلة - دراسة في جغرافية الصناعة تعد الصناعة عصب الحياة وشريانها الاقتصادي وبها تقاس مدى تقدم الأمم ورقيها، وما الصناعات الحرفية إلا جزءاً من تلك الصناعات .

  يتضمن هذا البحث الصناعات الحرفية في مدينة الحلة حيث تطرقنا في المبحث الأول عن نشوء وتطور الصناعات الحرفية في مدينة الحلة حيث تختص مدينة الحلة منذ فترة طويلة بالصناعات الحرفية وتميزت الكثير من عوائلها بإنتاج العديد من الحرف الصناعية وقد توارثها الأبناء عن الأباء وقد بدأت الصناعات الحرفية في مدينة الحلة منذ حوالي 200 سنة تقريباً ، وأن تطور الصناعات الحرفية يرتبط بعوامل عدة منها توفير المواد الأولية واليد العاملة الماهرة وغير الماهرة والنقل والسوق ورأس المال والطاقة والسياسات الحكومية وقد وضحنا هذه العوامل في المبحث الثاني من البحث وأيضا بينا أنواع الصناعات الحرفية القائمة في مدينة الحلة والعوائل التي تشتهر بها ومناطق تركزها في المدينة وكيفية توزيعها وقد وضعنا شرحا مفصلاً عنها في المبحث الرابع وبما أن الصناعات لها عدة عوامل لقيامها في منطقة معينة إلا أن هناك بعض المشكلات التي تواجهها في المدينة منها مشاكل ترتبط بالإنتاج ومشاكل تتعلق بالأيدي العاملة ومشاكل تتعلق بالمواد الأولية والتمويل والطاقة والتسويق وغيرها وقد أشرنا لهذه المشاكل بشكل توضيحي في المبحث الرابع وقد اخترنا هذا الموضوع للدراسة لما لهذه الصناعة من أهمية في المجال الاقتصادي والاجتماعي من الحياة.


Abstract


Craft in the city of Hilla - the study of geography in the industry Industry is the backbone of life and economic lifeline and is measured by the extent of the progress of nations and advancement, and crafts Alajzea of those industries. This includes research craft industries in the city of Hilla, where we dealt with in the First research for Nchoauttor craft industries in the city of Hilla, where the competent city of Hilla longtime craftsmanship and characterized many of their hosts produces many of the crafts industry has been inherited by children from their parents have begun to craft in the city of Hilla Since about 200 years ago, and that the development of craft industries linked to several factors, including the provision of raw materials and skilled labor and unskilled, transport, market, capital, energy and government policies have we explained these factors in the second section of the research and also Pena types of craft industries existing in the city of Hilla, and the families that famous by areas concentrated in the city and how they are distributed we have developed a detailed explanation of them in the fourth section and as industries have several factors for doing in a particular area, but there are some problems faced by the city, including the problems associated with production problems related to manpower and problems related to raw materials, finance, energy, marketing and other We have referred to these problems in a demonstration in the fourth section we have chosen this topic to study because of the importance of this industry in the field of economic and social life.

المقدمة
   تعتبر الصناعة عصب الحياة وشريانها الاقتصادي ،وبها يقاس مدى تقدم الأمم ورقيها، وما الصناعات الحرفية إلا جزءاً من تلك الصناعات بل وأساسها في حقيقة الأمر فهي موروث حضاري وثقافي واجتماعي عريق تتوارثه الأجيال المتعاقبة لذا كان من الأهمية بمكان أن تحظى الصناعات الحرفية بقدر وافر من الأهمية والتي هي انعكاس لإبداعاته الجميلة إستوحاه التي إستوحاها من واقع حاجاته اليومية والمعيشية.


مشكلة البحث
تدور مشكلة البحث حول السؤال الأتي:
  ماهي الصناعات الحرفية وماهي أنواعها وكيف تتوزع في مدينة الحلة؟.

فرضية البحث
  أن الصناعات الحرفية في مدينة الحلة تتوزع بالقرب من مناطق التسويق الرئيسية لها وبالقرب من موادها الأولية.

هدف البحث
  يهدف البحث إلى دراسة الصناعات الحرفية في مدينة الحلة والتعرف على أهم أنواعها وخصائصها توزيعها الجغرافي كذلك يهدف إلى التعرف على أهم المشاكل التي تواجهه هذه الصناعة في مدينة الحلة.             

حدود البحث:
  الحدود المكانية يتحدد بالحدود البلدية لمدينة الحلة التي تقع على جانبي شط الحلة في الموضع الذي يتقاطع فيه خط الطول  44،66ْ شرقاً مع قوس العرض  32،9 شمالاً ويتوسط موضع المدينة عدداً كبيراً من المراكز الحضرية المتوسطة الحجم والصغيرة في إقليم بابل مثل الإسكندرية، المسيب، المحاويل، القاسم، الهاشمية ، الشوملي، المدحتية، الكفل، والحصوة، وترتبط مع هذه المستقرات بشبكة من الطرق جعلت منها مركزاً رئيساً للشبكة الحضرية في محافظة بابل.خارطة(1).
  أما البعد النوعي فقد حدد بدراسة الصناعات الحرفية في مدينة وتشمل حرفة النجارة وصناعة السجاد اليدوي وصناعة الرباب ( الصفار) والعباءة الرجالية والحلي الذهبية وتنور الطين.

منهجية البحث
اعتمدت الباحثة على العمل المكتبي والميداني وقد جاء البحث مقسما إلى:

المبحث الأول: نشوء وتطور الصناعات الحرفية في مدينة الحلة.
المبحث الثاني: عوامل التوطن الصناعي في مدينة الحلة.
المبحث الثالث: أنواع الصناعات الحرفية وتوزيعها الجغرافي في مدينة الحلة.
المبحث الرابع: المشاكل والمعوقات التي تواجهة الصناعات الحرفية في مدينة الحلة.
كما ختم البحث بجملة من الاستنتاجات والتوصيات.



                                 خارطة (1)
                   موقع مدينة الحلة من محافظة بابل

الهيأة العامة للطرق والجسور ، خارطة طرق محافظة بابل بمقياس 250000:1 ، بغداد ، 2005 .

                            المبحث الأول


  تختص مدينة الحلة منذ فترة طويلة بالصناعات الحرفية , حيث تميزت الكثير من العوائل بمهارتها وإبداعاتها الفنية وتخصصها بانتاج العديد من الحرف الصناعية والتي أخذ يتوارثها الأبناء عن الأباء .
  وهذه الصناعة تكثر وتتنوع من منطقة إلى أخرى تبعا للظروف الطبيعية والاجتماعية والحالة الاقتصادية  لهذه المجموعة أو تلك .(1)
  وأن تطور الصناعة الحرفية يرتبط بعوامل عدة منها توفر المواد الأولية , واليد العاملة ذات الخبرة الفنية إضافة إلى السوق الذي يستوعب هذه الصناعة وعوامل أخرى .(2)
   بدأت الصناعات  الحرفية في مدينة الحلة منذ حوالي (200) سنة تقريبا ،وكانت هذه الصناعات في بداية الأمر بدائية حيث كانت الأدوات التي يستعملونها بسيطة وبدائية إضافة إلى قلة الأشخاص الذين يزاولون هذه الصناعات ثم تطورت بصورة تدريجية حتى عام 1930حيث تطورت الأدوات التي يستعملونها وزداد عدد الأفراد الذي يزاولون هذه الصناعات وزداد الإنتاج.
   توسعت الصناعات الحرفية وأصبحت لها أسواق خاصة بها مثل سوق الصفارين وسوق النجارين وأصبحت هذه الصناعات المصدر الرئيسي للعديد من الأسر والعاملين فيها بل وجدنا بأن العديد من العوائل الكبيرة في المدينة ارتبط اسمها بهذه الحرف مثل عائلة (النجار،الصفار )،ولكن بعد التطور الحاصل في العراق بشكل عام ومدينة الحلة بشكل خاص وأنفتاح السوق على الاستيراد الخارجي تدهورت بعض الصناعات الحرفية في المدينة وأدى ذلك إلى تواجد هذه الصناعات على نطاق ضيق وهي في طريقها إلى الإنقراض.( 3)

المبحث الثاني
(عوامل التوطن الصناعي)

  برزت مجموعة من العوامل التي كان لها التأثير المباشر في نشأة هذه الصناعات الحرفية في مدينة الحلة ومن أبرز هذه العوامل هي:
أولا:الماده الأولية
  وهي المواد التي تصنع منها السلع المختلفة التي يستخدمها الانسان وهذه تكون نباتية أو حيوانية أو معدنية أوقد تكون من منتجات الحرف الأولية كالقمح الذي يصنع منه الطحين والحيوانات التي يتم تحويلها إلى لحوم وجلود بعد ذبحها ،أو يمكن أن تكون مواد نصف مصنعة من إنتاج الصناعات التحويلة المختلفة كالحبيبات البلاستيكية التي تستخدم في صناعات عديدة نهائية يستخدمها الإنسان مباشرة(4).
  تسخدم الصناعات الحرفية مجموعة من المواد الأولية وتتباين هذه الصناعات فيما بينها في منطقة الدراسة من حيث نوعية المواد الأولية فبالنسبة لصناعة الأثاث المنزلية الخشبية فتعتمد على مادة الخشب حيث أن أغلب محلات النجارة تعتمد في حصولها على الأخشاب من عدد من التجار لبيع الخشب بالجملة في مدينة الحلة أما صناعة البسط فتعتمد على المواد الأولية المتوفرة في السوق المحلية سواء الموجودة في مركز المدينة أو القرى المجاورة لها.

ثانيا :السوق.
  مكان لبيع وشراء المواد الأولية والمواد نصف المصنوعة والمنتجات جاهزة الصنع(5).
   يعد السوق أحد المستلزمات الهامه لقيام ونجاح الصناعة ولا فرق في ذلك أن كان السوق داخليا أو خارجيا وصحيح أن صناعات كثيره يمكن  أن تحصد النجاح المطلوب معتمدة على أسواق خارجية ألا إن السوق المحلي تظل المدخل الأول للصناعة نحو ولوج الأسواق الخارجية وضمانة لها عند حصول تغيرات هامه في مستويات الطلب ،كما أنه ليس بوسع جميع الصناعات دائما الحصول على أسواق خارجية لأسباب شتى. (6)
  أما بالنسبة للصناعات الحرفية فيعد السوق من أهم عوامل التوطن الصناعي لما له دور كبير في توطن هذه الصناعات وما تزال هذه الصناعات قائمة حتى الوقت الحاضر ويمكن أن يعدّ سوق الحلة من أهم الاسواق باعتبار عدد سكانه وقدرتهم الشرائية عالية جدا، كان ذلك حافزاً لإقامة مزيد من الأنشطة الصناعية المختلفة، وتتصف معظم الانشطة الصناعية في القضاء بأنها ذات طابع استهلاكي، مثل صناعات المواد الغذائية والإنشائية والنسيجية، وتستخدم منتجاته لسدّ حاجة السوق المحلية بالدرجة الأساس، وتعدّ مدينة الحلة من المناطق الجاذبة للسكان بسبب مكانتها الحضارية والتاريخية، ممّا ساعد على اتساع السوق المحلية، وعلى زيادة الطلب على المنتجات، فبالنسبة إلى الصناعات الحرفية مثل الأثاث  فيتم تسويقها إلى داخل مدينة الحلة والأقضية التابعة لها أما بالنسبة للصناعات النسيجة فيتم تسوقيها داخل المحافظة وبقية المحافظات المجاورة لها.

3-اليد العاملة
   تعتبر اليد العاملة احد المتطلبات الرئيسية للعملية الصناعية وتشكل عقبة أساسية أمام التطور الصناعي الذي تشهده الدول النامية ويتجلى أثر القوى العاملة في الإنتاج الصناعي بعدد العمال ومستوى كفاءتهم ويعتمد عدد العاملين على حجم السكان في الدولة أو المدينة , أما مستوى الكفاءة فيعتمد على درجة التدريب العقلي لليد العاملة ومهارتهم والبيئة الصناعية المتاحة .(7)
   ألا أن دور هذا  العنصر في اختيار موقع الصناعة يختلف من صناعة إلى أخرى ومن مصنع إلى آخر (8).
  يتمثل هذا الاختلاف بعدد العماله ونوعها فمن ناحية العدد بعض الصناعات مثل صناعة الغزل والنسيج تستخدم عددا كبيرا من العماله بينما البعض الآخر يستخدم عددا قليلا مثل صناعة المنتجات الورقية ، أما من ناحية النوعية فبعض الصناعات تتطلب عماله ماهره مثل صناعة المكائن والآلات الزراعية بينما بعض الصناعات لا تتطلب أي قدر من المهاره مثل صناعة الطابوق إضافة إلى عدد العمالة ونوعهم هنالك جانب آخر هو جنس  معين من العمالة فبعض الصناعات مثل صناعة الغزل والنسيج تترتفع فيها نسبة العمالة من الإناث بينما صناعة مواد البناء نسبة العمالة من الذكور عن الإناث (9)
  أما بالنسبة للصناعات الحرفية في منطقة الدراسة تختلف في حاجتها إلى الأيدي العاملة بحسب نوع الحرفة فمثلا صناعة السجاد والنجارة تحتاج إلى أعداد كبيرة من الأيدي العاملة وأيضا تحتاج إلى مهارة وخبرة فنية لمزاولة هذه الحرفة أما بقية الصناعات الحرفية لا تحتاج إلى أيدي عاملة بقدر ما تحتاج إلى الخبرة السابقة المكتسبة في مزاولة هذه الحرف.

4- النَّقل
  النَّقل  من أبرز العوامل الاقتصادية المؤثرة في التوزيع الجغرافي للمؤسسات الصناعية، وتبرز أهمية هذا العامل في تحديد مواقع الصناعة، وإيجاد نوع من التخصّص في الإنتاج، والانتفاع من مزايا الإنتاج الكبير، وأصبح تحديد الطاقات الإنتاجية يُبنى على هذا العامل، ويؤِّدي النقل خدمة عاّمة، ويساعد الصناعات القائمة على النمو، كما يساعد على قيام صناعات جديدة، بفتح مداخل لها إلى مصادر المواد الأولية، أو إلى مصادرالطاقة والاسواق.(10)
  ويظهر أثر النقل في التوطن الصناعي في مدينة الحلة الكبرى من خلال ما يأتي:
1- صناعات تنتج منتجات تتطلب عناية خاصة عند نقلها ومنها صناعة صناعات المشروبات الغازية.
2- صناعات أتخذت من ضواحي المدينة موقعا اعتمادا على التسهيلات التي يقدمها عامل النقل لأمثال هذه الصناعات ومنها صناعة طحن الحبوب ومصانع النسيج التي أتخذت من الحي الصناعي من المدينة موقعا لها(11)
  أنّ مدينة الحلة تتمتع بوجود شبكة نقل رئيسة جيدة، تربط مدينة الحلة بمحافظات القطر، فضلاً عن ربط الوحدات الإدارية مع مركز المدينة، الذي يمثّل مركزاً لالتقاء طرق المواصلات المختلفة ، ومن هذه الطرق هي طرق النقل البري (السيارات وسكك الحديد) فضلاً عن وجود نقل مائي (نهري) المتمثل بشط الحلة ولو استغلَّ بالشكل الصحيح لكانت له فائدة كبيرة في انخفاض الازدحام المروري في المدينة، وللإستفادة منه كذلك في عمليات نقل المواد الأولية المستخدمة في الصناعة، ممّا يسهم في انخفاض تكاليف النقل، والتي تشكل جزءَّ من التكاليف الكلَّية للإنتاج.

5- رأس المال
  يعد توفر رأس المال  أبرز مقومات التنمية الاقتصادية بشكل عام والتنمية الصناعية بشكل خاص وهذا نابع من حاجة الصناعة إلى رؤؤس  أموال ضخمة لتلبية إحتياجاتها من الآلات والمكائن والمواد الخام اللازمة للتصنيع .
  كذلك تحتاج الصناعة إلى التعاقد مع خبراء وفنيين يشرفون على العملية الصناعية ،فضلاً عن أجور العمال ورواتب الموظفين ،أن كل ذلك يستلزم رؤؤس أموال قبل التفكير بإقامة الصناعة ألا أن هذا لا يعني ضرورة إقامة الصناعة في المراكز المالية من حيث توفر رأس المال لأن هذا العنصر يعد من أكثر عناصر التوطن الصناعي إنتقالاً(12 )
  أما في مدينة الحلة، فقد توافرت للقطاع الصناعي مصادر رؤوس أموال متنوعة، أسهمت في دعم النشاط الصناعي وتطويره في المدينة، وذلك من خلال ارتفاع نسبة التخصيصات الاستثمارية للقطاع الصناعي، وإقامة مشاريع صناعية جديدة فيه، أمّا القروض الممنوحة من المصرف الصناعي  فقد شكَّلت أهمية كبيرة لمؤسسات القطاع الخاص، والتي تعتمد بالدرجة الأولى على التمويل الذاتي وقروض المصرف الصناعي، إذ تتمتع المدينة بإمكانيات جيدة من حيث الثروة المالية، وأنّ رأس المال لم يشكل أي عائق أمام حركة التوطن الصناعي في المدينة، لتنوع مصادر التمويل فيه.(13 )

6- مصادر الطاقة
   الطاقة هي القابلية الكامنة في أي مادة على أداء عمل ،وهي لا ترى ولكن أثارها تبدو في شكل أو آخر وتكون على شكل حرارة بالحرق المباشر لمصادرها ، وتكون على شكل قدرة محركة عند تحويل تلك المصادر إلى طاقة بخارية ،وتكون على شكل قدره حرارية وقدرة محركة في أن واحد عند تحويلها إلى طاقة كهربائية.(14)
  أن مصادر الطاقة للصناعة العراقية هي بالدرجة الأولى الوقود والكهرباء ثم الغاز الطبيعي والطاقة أما تستخدم لتوليد الحرارة (أفران الصهر) وهناك تكون الطاقة على شكل (وقود)،وأما تستخدم قوة دافعة لدفع المكائن ولتحريك المواد والمنتجات وهناك تكون الطاقة على شكل قوة كهربائية.(15)
  أن توافر الوقود ومصادر الطاقة تعد من المقومات بالضرورية لتطور الصناعة في البلد وفي مدينة الحلة يعتبر توفر مصادر الطاقة الكهربائية والنفطية أمر أساسي في تنمية الصناعات الحرفية وذلك لاستخدامها في عملية تحريك المكائن وكذلك النفط ومشتقاتة في تشغيل معامل الطابوق وصهر بعض المعادن.

7- السياسة الحكومية
  برزت  فكرة التدخل الحكومي في النشاط الاقتصادي كنتيجة للدعوه المتزايدة لضرورة تدخل الدولة بدرجة أكبر في توجية النشاط الاقتصادي.(16)
   ويرجع  تدخل الدولة في توطن الصناعة لأسباب اقتصادية واجتماعية وغيرها من الأسباب ،وتؤدي السياسة الحكومية دورا كبيرا في إنشاء صناعة معينة وتوطنها في منطقة حتى وأن لم تتوافر مقوماتها هناك وهذا التأثير يكون واضحا من خلال تقييد حرية اختيار المشروع الصناعي في منطقة ما وتشجيعة في منطقة أخرى ويتم ذلك عن طريق السياسة التي تمارسها الدولة والتي تتمثل بمنح المساعدات المالية والأعفاءات الضريبية وإعطاء الأرض من أجل الإنشاء(17)
   أدركت الدولة من واقع الصناعات الحرفية بأهمية وضع الخطط والبرامج للرقي بالصناعات الحرفية حيث قامت الدولة بإعطاء القروض والتسهيلات الكمركية لإستيراد المواد الأولية التي تدخل في العمليات الصناعية ،كذلك أعطت بعض التسهيلات لأصحاب بعض الحرف للسفر خارج القطر لمعرفة الموديلات الحديثة التي تطرأ على الصناعة كالنجارة وصياغة الذهب.

       المبحث الثالث
       أنواع الصناعات الحرفية وتوزيعها الجغرافي في مدينة الحلة

  تختلف الصناعات الحرفية فيما بينها من حيث مسمياتها وأنواعها من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى وذلك تبعاً للخصائص الجغرافية التي يتميز بها ذلك البلد أو المنطقة من جهة والغرض من قيام الصناعات الحرفية من جهة أخرى ، لقد تعددت الصناعات الحرفية في مدينة الحلة وأصبحت تمثل جزءاً أساسياً ومهماً في القطاع الصناعي في المدينة وخاصة إذا توفرت مقومات هذه الصناعات كالمادة الأولية والتسويق والأيدي العاملة وغيرها .

  توجد العديد من الصناعات الحرفيه في منطقة الدراسه ومن أهم هذه الصناعات هي.

1-حرفة النجارة
   النجارة  مهنة قديمة وتعتمد على الأخشاب التي تؤخذ من بعض الأشجار وتؤكد المصادر التاريخية أن أول معرفة للإنسان بها كانت في وادي الرافدين(18)
  وتعد هذه الصناعة من ضروريات العمران، ومادتها الخشب. والخشب ينتفع به  البدو والحضر، فأما أهل البدو فيتخذون منها العُمُد والأوتاد لخيامهم والخروج لظعائنهم، والرّماح والقسيَّ والسهام لسلاحهم، وأما أهل الحضر، فيتخذون منه السقف لبيوتهم والإغلاق لأبوابهم، والكراسي لجلوسهم، فالخشبة مادة ذلك كله، ولا تصير إلى الصورة الخاصة بها إلا بالصناعة أي النجارة.(19)
   وقد أشتهرت مدينة الحلة بهذه الحرفة وهي أحد الحرف اليدوية الموجودة في المدينة وقد مارسها بعض سكانها منذ عام 1930 تقريبا ويمكن أن نقسم حرفة النجارة في منطقة الدراسة بحسب طبيعة العمل ونوعية الإنتاج النهائي مثل صناعة الأثاث المنزلية الخشبية(الأبواب ،غرف النوم،المعارض) فيما تختص صناعات أخرى برفد النشاط الزراعي بالأدوات الخاصة به مثل(المسحاة ،المنجل).
   أما عدد الأشخاص الذين يمارسون هذه الحرفة من 8-10 أشخاص في المعمل الكبير ومن 4-5 أشخاص في المعمل الصغير.                                     
  أما موادها الأولية : تتكون من خشب ،معاكس،غرة،بسامير ويتم الحصول على المواد الأولية من داخل المدينة.
العمليات الصناعية التي تمر بها حرفه النجارة:
   رسم الموديل ثم يقوم النجار بعملية تفصال الخشب وبعدها يتم كبس الخشب وبعد ذلك يتم تصفية الخشب وتجميعة وأخيرا تربيع القطعة ليكون العمل جاهز( 20)

2- الصناعات النسيجية:
   حرفة النسيج من أقدم الحرف الموجودة في مدينة الحلة وكانت محلة الجامعيين مركزا لهذه الحرفة فنادرا ماتخلوا بيوتهم من (الجومه) أو (النول) النسيج التي بواسطتها يتم العمل في عملية نسيج الأقمشة ويرجع تاريخ هذه الحرفة إلى عام 1920تقريبا .
   أما عدد الاشخاص الذين يزاولون هذه الحرفة في الزمن الماضي من 3-4 أشخاص في المعمل الكبير ومن 2-3  في المعمل الصغير وبعدها تطور العمل فقد تم إنشاء معمل نسيج الحلة الذي يقع جنوب مدينة الحلة عند تقاطع الطريقان الرئيسيان ( حلة - ديوانية ) مع ( حلة - نجف ) ، فضلا عن موقعه إلى مسافة قريبة من مجرى شط الحلة الذي يعد المصدر الرئيسي للمياه التي يستخدمها المصنع وكذلك لتصريف الفضلات الملوثة من المصنع بعد معالجتها.(21)
   وتعد الأقمشة القطنية والمخلوطة والحريرية هو الإنتاج الرئيس للمصنع الذي بدأ الإنتاج الفعلي في عام 1970 ونتيجة للتوسع الكبير في الإنتاج وزيادة الطلب عليه إرتأت الحاجة إلى إنشاء مصنع آخر لإنتاج القديفة والجاكارد داخل الشركة وبدأ الإنتاج الفعلي عام 1980 حتى أصبحت معامل هذه الشركة تعمل بطاقات تصل إلى (15) مليون متر سنوياً من الأقمشة المختلفة .(22)
موادها الأولية: الصوف ،القطن، الخيوط يتم الحصول على المواد الأولية من المحافظات القريبة وخاصة (النجف).

المراحل الصناعية:
  بواسطة الجومة يتم العمل حيث تسدى الخيوط يدويا ثم توضع على الجومة وبواسطة الحائك الذي يحرك الماكوك يدويا من اليمين إلى اليسار وبالعكس وينسج القماش المطلوب عمله.

3- صناعة العباءة الرجالية:
  صناعة العباءة الرجالية هي أحد الصناعات الشعبية اليدوية التي مارسها بعض سكان مدينة الحلة حيث كانوا يمارسوها في البيوت وكان الإنتاج قليلا ثم تطورت بعد ذلك وأصبحت هناك محلات خاصة لهذه الصناعة ويرجع تاريخ هذه الصناعة إلى عام  1925 تقريبا.
  أما عدد الأشخاص الذين يمارسون هذه الحرفة من 2-3 أشخاص في المعمل الكبير وعامل واحد في المعمل الصغير.
موادها الأولية: الصوف +الخيوط ويتم الحصول على المواد الأولية من محافظة النجف.
المراحل الصناعية: تمر صناعة العباءة الرجالية مراحل هي:
1- مرحلة المشاطة والثانية مرحلة الغزالة والثالثة مرحلة الحياكة ثم النوالة ليصبح العمل جاهزا(23).

4-حرفة صناعة الأسِرَّة من جريد النخل
   تعد هذه الصناعة من الصناعات اليدوية وقد أشتهرت  مدينة الحلة بهذه الصناعة قبل حوالي عام 1930 وتشمل هذه الصناعة الأسِرَّة والكراسي والعمارية(السقيفة للحماية من أشعة الشمس)
  كانت وما تزال هذه الحرفة  لها أهمية كبيرة وتستعمل منتجات هذه الصناعة في الحياة اليومية مثل صناعة بعض الأثاث المنزلية وصناعة أقفاص الدواجن والطيور وصناعة الحصران والمراوح اليدوية وبعض الصناديق والسلال الخاصة بنقل المنتجات الزراعية إلى الأسواق  وبرغم من التطور المدني والتكنلوجي لم تبطل هذه المهنة بل حافظت على مسيرتها ومن أسباب إنتعاش هذه الحرفة هو قرب المدينة من بساتين النخيل المحيطة بالحلة والتي تعد مصدرا للجريد.
موادها الأولية: سعف النخيل الأخضر مع السعف اليابس ويتم الحصول على المواد الأولية من البساتين المجاوره للمدينة.
أما المراحل الصناعية التي تمربها هذه الصناعة:
  تمر هذه الصناعة بعدة مراحل حيث يقوم العامل بمرحلة التفصيل ثم الجرد مع النيثان ثم التثقيب بعدها تنصب وتصبح جاهزة.(24)

5- صناعة الحلي الذهبية:
  وهي من الصناعات القديمة والتي مارسها بعض سكان المدينة منذ زمن بعيد وقاموا بتطويرها وتوسيعها حتى أصبحت ماهي علية الآن من الشهرة.
 والحلي كما يصنفها ابن سِيده: هي ما يُتزَّين به من مصوغ المعدنيات والحجارة. والحلُّي عامة من ضروب الزينة التي عرفت المرأة استعمالها منذ أقدم العصور، بل وأصبحت من مهمات الزينة عندها ، وكلّ امرأة تأخذ قسطاً منها خاصة ولا سيّما في المناسبات والأفراح. من صفات الذهب أنّه طروق، وسحوب، ويذوب في الماء الملكي ( H2Co4 ) وينصهر في درجة (1062ْ) مئوية، ومن خصائصه، أنّه ليّن، ويصلب بإضافة الفضة أو النحاس إليه بنسبٍ مختلفة. ويرمز للذهب بالرمز (Au) المتخذ من الاسم اللاتيني للذهب (Aurum) وهو الاسم العلمي له.(25)
  أما عدد الاشخاص الذين يزاولون حرفة الصناعة هي من 2-3 أشخاص في المحل الكبير و1-2 في المحل الصغير.
موادها الأولية:
الذهب،الفضة ،الأحجار الكريمة المستخدمة في صناعة المحابس ،البلاتين ،حامض الكبريتيك ،حامض النتريك ، ويتم الحصول على المواد الأولية من محافظة بغداد.
العمليات الصناعية
  يتم صهر الذهب ثم بعد ذلك يصب في قالب السباكة ثم يتم تفصالة ثم السحب في مكينة التفصال بعد ذلك يلحم ويصبح هيكل ثم يصفى الهيكل في  المبرد بعدذلك يتم جلي الهيكل في حامض الهيدروكلوريك ثم ينقش الهيكل بواسطة مكينة النقش ثم التلميع بواسطة مكينة التلميع عند ذلك يصبح العمل جاهزا(  26).

6- الرباب (الصفار)
   تعد من الصناعات الحرفية القديمة التي مارسها سكان المدينة قبل حوالي (200)سنة ،حيث كانت الأواني المستعملة بالطبخ مصنوعة من مادة النحاس والتي يطلق عليها (الصفر) ثم تطلى هذه الأدوات بداخلها بمادة القصدير الأبيض لمنع التسمم ونتيجة للاستعمال المتكرر يفقد هذا الطلاء لونه ولهذا يذهب الناس إلى الرباب الصفار لإعادة تبيض أدواتهم ،أما في الوقت الحاضر فقد تلاشت حرفة طلاء أدوات المنزل نتيجة لما شهدتة الأسواق المحلية من دخول للبضائع المنزلية المستوردة فضلا عن استعمال الصفائح المعدنية التي دخلت كمادة أولية لغرض صناعة بعض المستلزمات المنزلية مثل (خزانات المياه،ومداخن المطاعم والأفران).
  عدد الاشخاص الذين يمارسون هذه الحرفة: من 4-5 في المعمل الكبير ومن 2-3 في المعمل الصغير.             
موادها الأولية : النحاس (الصفر)،الحديد ،يتم الحصول على المواد الأولية من داخل المدينة ومن محافظة بغداد.
  العمليات الصناعية التي تمربها: نضع لوحة الصفر على الأرض ثم تفصال الموديل بعد ذلك نقوم بعملية اللحام حتى يصبح هيكل بعد ذلك نقوم بعملية الطرق حتى يصبح العمل جاهزا.(27)

7- صناعة تنور الطين
  تعد من الحرف البدائية القديمة والتي لا تزال موجودة حتى وقتنا الحاضر ولكنها تقتصر على المناطق الريفية في منطقة الدراسة وتمارس هذه الحرفة عادة النساء تحتاج صناعتها إلى نوع خاص من الترب خالي من الأملاح ثم يضاف إليها المواد كالرماد والسماد الحيواني ثم يترك لفترة معينة ليتم تخميره وبعدها يصنع تنور الطين التي تستخدمه العوائل لإنتاج الخبز.

8صناعة السجاد اليدوي في الحلة
  يقع هذا المصنع في مركز قضاء الحلة على الطريق الرئيس ( حلة - نجف ) ، تأسس وبدأ الإنتاج فيه عام 1993. تتميز هذه الصناعة بأنها يدوية إذ يبلغ عدد العاملين فيها حوالي (180) عامل جميعهم من الإناث ، ويحصل هذا المصنع على مواده الأولية المتمثلة بالقطن والصوف من الشركة العامة للصناعات الصوفية والقطنية في محافظة بغداد ، في حين أن خيوط البولستر والحرير تستورد من خارط القطر ( من يوغسلافيا والصين وغيرها من دول أخرى ) إذ تتراوح كمياتها من الحرير المستورد (2-4) طن سنوياً إذ تستخدم هذه المادة في إنتاج أنواع مختلفة من السجاد الحريري الفاخر بأشكال وأحجام مختلفة منها ( الكاشاني والمغربي والبلجيكي ) وتكون أحجامها (1×3) و (2×3) ويتم تسويق الإنتاج شهرياً والبالغ من (20 - 100 م2) إلى مقر الشركة في العاصمة بغداد لغرض البيع أو التوزيع.
  ولعل من أهم العوامل التي ساعدت على قيام هذه الصناعة في هذا الموقع هو توفير أيدي عاملة ماهرة نتيجة لعراقة هذه الصناعة وقدم ممارستها وشهرة المكان بها.
  ولا بد من الإشارة إلى أن إنفراد الإناث في استحواذها على هذا المصنع فرض عليه أن يكون قريب من مراكز السكان ( الأحياء السكنية).                                                   


           ثانيا: التوزيع الجغرافي للصناعات الحرفية في مدينة الحلة

  أتضح من خلال الدراسة الميدانية بأن أغلب الصناعات الحرفية تتركز ضمن المنطقة التجارية المركزية ومن هذه الحرف.
1- النجارة
  تتوزع  هذه الحرفة في معظم أحياء المدينة حيث توجد معامل خاصة بهذه الصناعة وأن هذه الصناعة تتركز بشكل كبير في المناطق القريبة من توفر موادها الأولية مثل (سوق هرج،شارع الامام علي ،شارع أبو القاسم  ،باب المشهد ،شارع الجبل 2.

2- صناعة النسيج
  وكانت هذه الحرفة سابقا تتركز في محلة الجامعيين وكان العمل فيها بالبيوت وبعدها تم إنشاء معمل نسيج الحلة الواقع في حي نادر ويعتمد في إنتاجة على الغزول التي تنتج من معمل حرير السدة.
3- صناعة تنور الطين
  تتركز هذه الصناعة في منطقة إبراهيم الخليل (ع).

4- صناعة العباءة الرجالية:
  برزت هذه الحرفه في بداية الأمر في بيوت المنطقة القديمة من المدينة وفي التحديد في منطقة الجامعيين حيث توجد هناك ورش صغيرة في البيوت أما في الوقت الحاضر تتركز هذه الصناعة في سوق العبي الرجالية مجاور سوق هرج .

5- صناعة الاسرة من جريد النخل
   تتركز هذه الصناعة في مناطق محدودة من المدينة وعلى نطاق ضيق جدا حيث يوجد محل واحد لهذه الصناعة مجاور مدرسة الجمهورية قرب مديرية إحصاء بابل ويوجد أيضا تركز لهذه الصناعة قرب مشهد الشمس وكذلك محل واحد في حي العسكري (الوسية).

6- صناعة الحلي الذهبية
   تتركز هذه الصناعة في سوق خاص يدعى سوق الصياغ مجاور سوق الحلة الكبير وتتركز أيضا في سوق وحودي شعلية في شارع أبو القاسم.

7- الرباب (الصفار)
  تتركز هذه الحرفه في سوق خاص يدعى سوق الصفارين في منطقة جبران ويوجد كذلك داخل السوق الكبير عدة ورش تمارس هذه الصناعة.

8السجاد اليدوي في الحلة
 يوجد هذا المعمل في مركز قضاء الحلة على الطريق الرئيس ( حلة  نجف).                     
                                   المبحث الرابع
المشاكل والمعوقات التي تواجهة الصناعات الحرفية في مدينة الحلة:

    تواجه الصناعات الحرفية في مدينة الحلة شأنها في ذلك شأن المدن والمحافظات الأخرى من العراق جملة من المشكلات تؤثر على تقدم هذه الصناعات وتطورها ومن أهم هذه المشكلات هي :
  1 ـ مشاكل ترتبط بالإتاج ومستلزماته:
(أ) لا تعمل المعامل بكافة طاقتها الإنتاجية بسبب  النقص في المواد الأولية غير المحلية مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وقلة الأرباح.
(ب) المشاكل الفنية التي تحدث في العمليات الإنتاجية  والتي تؤثر في سير العمليات وتعرض أغلب المعامل ولا سيما النسيجية إلى توقفات فنية في المكائن والآلات بسبب الخلل الفني والنقص في الأدوات الاحتياطية الأصلية.
(ج) زيادة أسعار المنتج المحلي  جعل المواطن يلجأ إلى شراء السلع الأجنبية لرخص ثمنها مقارنة بالسلع المحلية مما أدى إلى تكدس البضائع المحلية في السوق العراقية.

2- مشاكل تتعلق بالأيدي العاملة:
  تواجهة الصناعات الحرفية في منطقة الدراسة من مشكلة العزوف عن ممارسة هذه الحرف والإبتعاد عن الاستمرار في العمل بهذه الصناعات أو عدم اكتساب الخبرات الفنية الحرفية وخاصة عند الأبناء بسبب التطور الاقتصادي في نواحي الحياة المختلفة أو لقلة المردود المادي لهذه الصناعات مما يلجأ العاملين بهذه الحرف إلى تركها واللجوء إلى حرف أخرى وقد يؤدي ذلك إلى اندثار بعض هذه الصناعات.

3-مشكلة تتعلق بالمواد الأولية:
  تواجهة الصناعات الحرفية في منطقة الدراسة من نقص في المواد الأولية (القطن ،الصوف،الخشب) لذا يلجأ أصحاب هذه الحرف الاعتماد على أسواق المحافظات الأخرى لذا ترتفع أسعار المنتجات نتيجة إلى ارتفاع تكلفة النقل.

4- مشاكل تتعلق بالتمويل:
   تواجهه الصناعات الحرفية إلى عديد من المشاكل منها غياب الدعم المصرفي الصناعي ومصاعب في التمويل عند الحصول على القروض ، وأغلب المصارف أو الدوائر التي تقدم التسهيلات المالية هي مصارف تجارية الهدف منها هو الفائدة والربح ، ولهذا فأن أغلب الصناعات الحرفية في منطقة الدراسة تعتمد  على التمويل الذاتي.

5- مشاكل تتعلق بمصادر الطاقة:
  تحتاج بعض الصناعات الحرفية إلى طاقة كهربائية مستمرة لتشغيل المكائن وكذلك تحتاج إلى مشتقات نفطية خاصة أفران الصمون والمعجنات ولعدم توفر الطاقة الكهربائية فيعتمد أصحاب الحرف على المولدات الأهلية وكذلك الحال بالنسبة للمشتقات النفطية إذ يتم تزويد الأفران بحصة شهرية لكنها لا تكفي لسد الحاجة مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات في الأسواق المحلية.

6- مشاكل تتعلق بالتسويق:
   تعاني الصناعات الحرفية شأنها شأن الصناعات الأخرى بمشاكل تتعلق بالتسويق حيث أن إنفتاح السوق على الإستيراد الخارجي جعل المستهلك يفضل المنتجات المستوردة على المنتجات المحلية مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج بسبب تكدس المنتجات المحلية.

7- مشاكل تتعلق بالخدمات
 تواجهه الصناعات الحرفية مشاكل تتعلق بالخدمات الضرورية (الماء،الكهرباء،النقل) وكل هذه الخدمات أصبحت ضرورية للنهوض بالصناعات الحرفية.

8- ومن المشاكل التي تواجهه أصحاب الحرف هو مشكلة الإيجار إذ يشكو هذا القطاع من الإيجارات المرتفعة وللمحلات والورش التي تقوم فيها هذه الصناعات مما يؤدي إلى زيادة كلفة الإنتاج.

الاستنتاجات
1- تتميز منطقة الدراسة بوجود العديد من الصناعات الحرفية والتي تمتد إلى الآلاف السنين مثل صناعة البسط والسجاد اليدوي .
2- تتميز منطقة الدراسة ببيئة جغرافية متميزة إذ تمثلت بالأراضي الزراعية الواسعة والبساتين أدت إلى قيام صناعات حرفية يقوم بصناعتها تلك المناطق.
3- تعاني منطقة الدراسة من مشاكل كثيرة بعضها يتعلق بطبيعة الحصول على المواد الأولية ومنها ما يتعلق بمصادر الطاقة والخدمات الضرورية التي تحتاجهاهذه الصناعة .

التوصيات
1- دعم الصناعات الحرفية في كافة المجالات (التمويل ،التسويق ، تنمية المهارات الحرفية لكون هذه الصناعات تعتبر أحد المقومات التي تحرك القطاع الاقتصادي من خلال توفير فرض للعاطلين وبالتالي الحد من مشكلة البطالة .
2- البحث عن الجودة ومجالات جديدة للابتكار والإبداع من أجل تحسين المنتجات كما ونوعا ورفع كفاءة الحرفيين العاملين في تلك الصناعات.

المصادر
1- كريم عكلم الكعبي ،الصناعات الشعبية في مدن العراق الجنوبية ،مجلة التراث الشعبي ،وزارة الثقافة والفنون،دار الجاحظ للنشر ،العدد2،الطبعة العاشرة ،1979،ص71.
2- وليد الجادر ،الحرف والصناعات اليدوية في العصر الإسلامي المتأخر،مطبعة الأديب ،بغداد ،1972،ص239.
3- الدراسة الميدانية بتاريخ 1/9/2012.
4- عبدالزهرة علي الجنابي،الجغرافيا الصناعية،ط1،دار الصفاء للنشروالتوزيع ،عمان ،2013،ص90.
5- أحمد حبيب رسول ،جغرافية الصناعة،دار النهضة العربية للطباعة والنشر،ص65.
6- عبد الزهرة علي الجنابي،الجغرافيا الصناعية،مصدر سابق،ص95.
7- محمد أزهر السماك،أسس جغرافية الصناعة وتطبيقاتها،الموصل،جامعة الموصل،1987،ص114.             
8- أحمد حبيب رسول،مبادئ الجغرافية الصناعية،الجزء الأول ،مطبعة دار السلام ،بغداد ،1976،ص76.
9- سميرة كاظم الشماع،مناطق الصناعة في العراق،ط2،دار الرشد للنشر، لبنان ، 1980،ص282.
10- عبد الزهرة علي الجنابي،دور النقل في تحديد مواقع  صناعة الأسمنت ،مركز التخطيط الحضري والإقليمي،العدد10،ص65.
11- حسين موسى الأوسي،تقييم المواقع الصناعية في محافظة بابل،مجلة جامعة بابل،العدد الخامس ،2000،ص92.
12-أحمد حبيب رسول ،مبادئ الجغرافية الصناعية،مصدر سابق،ص69.
13-الدراسة الميدانية بتاريخ 1/9/2012.
14- عبد الزهرة علي الجنابي،الجغرافيا الصناعية ،مصدر سابق،ص100.
15- سميرة كاظم الشماع،مصدر سابق،ص285-286.
16- أحمدحبيب رسول ،جغرافية الصناعة،مصدر سابق،ص74.
17- انتصار حسون رضا،الحرف الصناعية في قضاء الكاظمية ،رسالة ماجستير (غير منشورة)،كلية التربية/ابن رشد،جامعة بغداد،2003،ص71-72.
18- عبد الرضا عوض،تاريخ الصناعات والحرف الشعبية في الحلة،سلسلة تراث الحلة،2005،ص64.
19- انتصار حسون، مصدر سابق،ص36.
20- الدراسة الميدانية مع صاحب الحرفة حسين خضير محسن بتاريخ 13/12/2012.
21- الدراسة الميدانية مع صاحب الحرفة عدي محمد المعموري بتاريخ 13/12/2012.
22- أمين عواد كاظم الخزاعي تمثيل العلاقات المكانية للصناعات الكبيرة في محافظة بابل دراسة كارتوكرافية باستعمال نظم المعلومات الجغرافية ( GISرسالة ماجستير((غير منشورة)) كلية التربية صفي الدين الحلي / جامعة بابل 2010.
23- الدراسة الميدانية مع صاحب الحرفة، ، حسن العبايجي،بتاريخ 7/1/2013.
24- الدراسة الميدانية مع صاحب الحرفة، سليم محمد علي(أبو أزهر)بتاريخ 7/1/2013.
25-. انتصار حسون رضا، مصدر سابق،ص50.             
26- الدراسة الميدانية مع صاحب الحرفة، ، محمد حبيب عبد الائمة،بتاريخ 7/2/2013.
27- الدراسة الميدانية مع صاحب الحرفة، ، حامد الصفار،بتاريخ7/2/2013.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا