جامعة الزقازيق
كلية الآداب
قسم الجغرافيا
بحث مقدم لنيل درجة الماجستير
من كلية الآداب - قسم الجغرافيا
جامعة الزقازيق
مقدم من رهام وسيم عبد الحميد
إشراف أ.د. أحمد سالم صالح
أستاذ الجغرافيا الطبيعية
كليــة الآداب جامعــة الزقازيـق
الموضــــوع
- شكر وتقدير
- تقديم
- المقدمة
أولا: الملامح الجغرافية
ثانيا: اختيار الموضوع وأهداف الدراسة
ثالثا: خطة الدراسة
الفصل الأول: جيولوجية هضبة المقطم
- مقدمه
أولا: التكوينات الجيولوجية
1-الصخور الرسوبية
2-تكوين الغابات المتحجرة
3-الغرين
4-رواسب الإيوسين الأعلى
5- رواسب الأيوسين الأوسط
ثانيا: رواسب الأودية
ثالثا: البنية الجيولوجية
1- التراكيب التكتونية
2- التراكيب الغير تكتونية
رابعا: التطور الجيولوجى
- الخلاصة
الفصل الثانى: العمليات المؤثرة على سطح الهضبة
- مقدمه
أولا: أشكال السطح المرتبطة بالعمليات الداخلية
1- سطح الهضبة
- خريطة كروبلث الانحدار للهضبة
2- ظاهرات السطح المميزة
ثانيا: أشكال السطح المرتبطة بالعمليات الخارجية
1- ظاهرات الكارست
2- أشكال السطح المرتبطة بالتجوية
أ- أشكال السطح المرتبطة بالتجوية الكيميائية
ب- أشكال السطح المرتبطة بالتجوية الميكانيكية
3- أشكال السطح المرتبطة بالنحت
أ- أشكال السطح المرتبطة بالنحت المائى
أشكال السطح المرتبطة بنحت الرياح
4- أشكال السطح المرتبطة بالإرساب
أ- أشكال السطح المرتبطة بالإرساب المائى
ب- أشكال السطح المرتبطة بإرساب الرياح
- الخلاصة
الفصل الثالث: التحليل المورفومترى لشبكة التصريف السطحى على هضبة المقطم
- مقدمه:-
أولا: مساحات أحواض التصريف
ثانيا: أبعاد أحواض التصريف
ثالثا: أشكال الأحواض
معامل الاستطالة
معامل الاستدارة
معامل شكل الحوض
معامل الاندماج
معامل الانبعاج
رابعا: خصائص سطح الحوض
أ-نسبة التضرس
2-التضاريس النسبية
3-التكامل الهبسومترى
4-المنحنى الهبسومترى
5-درجة الدعورة
6-الرقم الجيومترى
7-معدل النسيج للحوض (نسبة التقطع)
8-معدل النسيج الإقليمى
خامسا: خصائص شبكة التصريف
1-الرتب
2-أعداد المجارى
3-معدل التفرع ومعدل التشعب المرجح
4-أطوال المجارى
5-المسافة بين المجارى
6-اتجاهات المجارى
7-انحدارات المجارى
8-كثافة التصريف
9-معدل بقاء المجرى
10-تكرار المجارى
11-أنماط التصريف
سادسا: أنماط المجارى المائية
1-النمط المستقيم
2-النمط المتعرج
3-النمط المنعطف أو المنحنى
سابعا: العلاقة بين الخصائص المورفومترية فى شبكة التصريف السطحى
ثامنا: العوامل المؤثرة فى خصائص الأحواض
تاسعا: الظاهرات الصغيرة داخل شبكة التصريف
- الخلاصة
18-الفصل الرابع: حواف هضبة المقطم
-مقدمة
أولا: حواف الهضبة
-السمات العامة لقطاعات المنحدرات
-تحليل القطاعات
ثانيا: خصائص قطاعات الحواف
1-قطاعات منحدرات الحواف الشمالية
أ-قطاعات الحافة الشمالية الغربية
ب- قطاعات الحافة الشمالية الشرقية
ج- قطاعات الحافة الشمالية
2-قطاعات الحواف الغربية
أ-قطاعات الحافة الغربية
ب-قطاعات الحافة الجنوبية الغربية
3-قطاعات الحافة الجنوبية للهضبة العليا الجنوبية
4-قطاعات الحافة الجنوبية للهضبة الوسطى
ثالثا: التحليل المورفومترى للمنحدرات
1-تحليل زوايا الانحدار
2-التحليل المورفولوجى للمنحدرات
رابعا: أشكال المنحدرات
1-أشكال المنحدرات الكبيرة
2-أشكال المنحدرات الصغيرة
خامسا: الخريطة الجيومورفولوجية لهضبة المقطم
-الخلاصة
الفصل الخامس: العوامل المؤثرة على تشكيل سطح وجوانب الهضبة
أولا: العوامل الطبيعية المؤثرة على سطح وجوانب الهضبة
1-تأثير العوامل الجيولوجية
2-تأثير عوامل التجوية
3-تأثير عوامل المناخ
4-تأثير الزلازل
5-تأثير المياه الجوفية
ثانيا: العوامل البشرية المؤثرة على تشكيل سطح وجوانب الهضبة
1-تأثير التحجير
2-تأثير مياه الصرف الصحى
3-تأثير التلوث
-الخلاصة
الفصل السادس: الانهيارات الأرضية
-مقدمة
أولا: مصدر وخصائص المواد المفككة
-ثبات المنحدر
ثانيا: العوامل المؤثرة على إنفصال الكتل الصخرية من الحواف
1-الصدوع والفواصل
2-المياه
3-المناخ
4-النشاط البشرى
5-اختلاف الضغط
6-الغطاء النباتى
ثالثا: العوامل المؤثرة فى حركة المواد على المنحدرات
1-معدل الانحدار
2-الجاذبية وانحدار السطح
3-الماء
رابعا: الانهيارات الأرضية
1-الحركات السريعة
2-الحركات البطيئة
خامسا: الظاهرات الناتجة عن الانهيارات الأرضية
سادسا: تطور المنحدرات
- الخلاصة
الفصل السابع: الجيومورفولوجية التطبيقية لهضبة المقطم
-مقدمة
أولا: الأخطار التى تهدد الهضبة
1- الأخطار البشرية
2-الأخطار الطبيعية
ثانيا: درجات الخطورة على الهضبة
- درجة الخطورة الأولى
- درجة الخطورة الثانية
- درجة الخطورة الثالثة
ثالثا: الحلول المقترحة لمواجهة الأخطار
رابعا: التنمية الاقتصادية لهضبة المقطم
الخلاصة
الخاتمة
الملاحق
المراجع
مقدمة :-
تناولت المنطقة الكثير من الدراسات الجيولوجية أهمها دراسة Soliman عام 1980 , و Abdel Tawab عام 1986, و Diab عام 1986 Said عام 1990 ,و Swedan عام 1991و Gingerich عام 1992, إلى جانب دراسات هيئة الإستشعار عن بعد منذ عام 1994 إلى عام 1997 وقد تم الاستعانة بخرائط مقياس رسم 1: 5000 ,1: 100.000 .
ولأهمية الخصائص الصخرية للطبقات فى مقاومتها لعوامل التجوية , والتأثيرات البيئية على الهضبة ركز الجيولوجيون دراساتهم فقط على الهضبة العليا والهضبة الوسطى إذ يزداد الإمتداد العمرانى لمدينة القاهرة وضوحاَ .
أولا:- التكوينات الجيولوجية:-
يمكن تقسيم الوحدات الصخرية ، والتكوينات الجيولوجية ، التى تشكل سطح هضبة المقطم ، والمناطق المحيطة بها تبعا لزمن تكوينها من الأحدث إلى الأقدم ، ويوضح الشكل (1-1) القطاع الجيولوجى لهضبة المقطم , وما تحويه من طبقات رسوبية وخصائص كلا منها , وعليه تتكون الهضبة من الصخور التالية :-
1- الصخور الرسوبية :-
تغطى المنطقة العديد من السحنات الرسوبية , المتباينة نوعا ولثيولوجيا وعمراَ جيولوجيا , إلى جانب اختلافها فى خصائصها الأخرى ، فنجد الحجر الجيرى , والحجر الرملى , والحجر الطينى , والحجر الجيرى الدولوميتى .
أ - صخور الحجر الرملى :-
وينتمى الحجر الرملى إلى عصر الإليجوسين والإيوسين الأعلى , ويتبع عدة تكوينات هى تكوين الجبل الأحمر* , وتكوين العنقابية .
ويقع تكوين الجبل الأحمر ضمن تكوينات الأوليجوسين خريطة رقم (1-1) ويشغل , نسبة (9.1 % ) من إجمالى مساحة سطح الهضبة , ويحتوى على الحصى والرمال الخشنة والناعمة , الغير متماسكة , الزاهية الألوان , ويغلب عليها اللون الأحمر فى المناطق المحيطة بالفوالق , حيث تتركز أكاسيد الحديد الناتجة من المحاليل المترسبة من الفوالق , ويصل السمك الظاهر من التكوين إلى (40 متر) ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ,1997 , ص ص 54, 64 ) .
و تنتمى رمال وحصى الجبل الأحمر إلى الرواسب النهرية أو الفيضية Fluvial Sedmints ، والحصى فى حجم البلور الصخرى, وسطح المكون مستوى السطح, ونطاق الحصى دائم التعرض للتعرية ( Said R., 1990, P.465 ) .
وقد تعرضت الرمال للتعرية , وغطى الحصى الأسطح التى فقدت رمالها ، ويبلغ سمك الحصى فى جبل الخشب - الواقع إلى شرق الهضبة - (1.50 متر) ويكون الحصى طبقة بسمك( 6 متر) ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد , 1997، ص 66) .
ويدخل الحجر الرملى ضمن تكوين طبقة عين موسى - التابعة لتكوين العنقابية - التى تم عليها بناء مدينة المقطم , ومن الخريطة رقم (1-1) يشغل هذا المكون من مساحة سطح الهضبة نسبة بلغت ( 23 % ) من إجمالى مساحة هضبة المقطم .
وتظهر طبقات الحجر الرملى متبادلة مع الطفل والغرين والجبس بسمك (20متر) متتالية خمس مرات , تليه طبقة من الحجر الرملى الناعم إلى متوسط الخشونة , متوسط الصلابة بسمك ( 1 متر) ( نفس المرجع السابق, ص 98 ) .
وكذلك تتضح طبقة الحجر الرملى الغرينى فى نفس المكان بسمك (50 متر) , وطبقة من الحجر الرملى الدقيق التحبب (0.10 متر) ( المرجع السابق, ص99) ، إلى جانب تواجده ضمن وحدة الصخور الفتاتية العليا , بحبيبات خشنة وسمك (1.50متر ) وراق بسمك ( 0.25 متر ) من الحجر الرملى المتغير إلى مارل , وطبقة من الحجر الرملى الدقيق التحبب , الأبيض المصفر- تكثر به الكهوف- ويزداد تتابع رقائق صغيرة من الحجر الرملى التى يتراوح سمكها ما بين (0.25 و0.30متر)( المرجع السابق , ص 97 ).
فى منطقة ( طبقة عين موسى ) توجد طبقة من الرمل دقيق التحبب , مترسب على شكل متموج , سمكها متغير , كما أن الجزء العلوى تكثر به الشقوق والفواصل الطينية بسمك (0.40متر ) ( المرجع السابق ,ص 106 ) ويصل سمك طبقة الحصى فى تكوين الجبل الأحمر إلى ( 6 متر ) , وسمك طبقة الرمال الدقيقة إلى الخشنة التحبب ( 5 متر )( المرجع السابق ص 66 ) ، ويتضمن تكوين وادى جراوى على طبقات حجر رملى أصفر إلى بنى (Apdel Tawab, S.,1986,P.45) .
2- تكوين الغابات المتحجرة :-
يقع ضمن تكوين الإوليجوسين , وقد أطلق عليها ( غبريال ) إسم تكوين الجبل الأحمر نسبة إلى تلك الغابة المتحجرة المعروفة بجبل الخشب , الواقعة شرق المعادى ,وهى جذوع من الخشب متراَصة أفقيا فوق سطح من الرمال والحصى, وقد نقلت هذه الأشجار من مكانها الحالى وتحجرت (سمير سامى محمود ,1989 , ص 8: 9 ) .
ويرجع التحجر إلى عمليات النشاط البركانى التى صاحبها اندفاع المياه الحارة Thermal water , ومن المحتمل أنها كانت محملة بمحاليل من السليكا , ربما هى المسئولة عن تحجر جذوع من الأشجار ( صفى الدين أبو العز ,1977 , ص54 ) وتعرف هذه العملية بإسم Silication مع الإحتفاظ بشكلها.
3- الغرين :-
يدخل الغرين فى محتوى الطبقة الأولى من تكوين الجبل الأحمر, التى تضم الغرين والرمل بسمك ( 28.7 متر) ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ,1997, ص66 ) .
وكذلك يكون طبقة بسمك (2.4 متر ) من اللون الأصفر فى تكوين القرن( المرجع السابق , ص 67) , الذى يغطى (12.73% ) من مساحة سطح هضبة المقطم خريطة رقم (1-1 ) , ومن ثم يدخل الغرين فى تكوين الهضبة الوسطى , فى المنطقة المحصورة بين الطريق الدائرى- مدينة صقر قريش - وجنوبا طريق المعادى / القطامية / السويس , والى الشرق من مدينة البترول .
وفى منطقة الحائط المنهار شمال غرب هضبة المقطم , حيث عزبة الزرايب للخنازير- ضمن نفس التكوين - يترسب الغرين مع طبقات الطفل متتابعا بألوان زاهية بسمك ( 5.5 متر) ( المرجع السابق , ص 89 ) , كما توجد طبقة من السلت المخضر بسمك (2.20 متر) ، ضمن تكوين وادى حوف جنوب شرق مساكن الحرفين , وكذلك طبقة من الطفل المتداخل مع الغرين بنفس سمك الطبقة السابقة ( المرجع السابق ص , 87 ) .
4- رواسبالإيوسين الأعلى:-
أ - الحجر الطينى :-
يكثر تواجد الحجر الطينى فى صخور الإيوسين, حيث يحتوى الجزء الأسفل فى تكوين العنقابية, ويعرف بشكله الصفحى (Abd EL Aal and KH.M, Fawzy,1989,P. 87) , ويصل سمكه فى منطقة الكيت بى- شمال شرق المقطم - إلى ( 17 متر) (Abdel Tawab, S., 1986,P.23) .
فى تكوين وادى جراوى , الذى يغطى أكبر جزء من سطح الهضبة , ويتضح من الخريطة رقم (1-1) , أنها تمثل ( 46.24% ) من مساحة سطح الهضبة , وتظهر طبقة الحجر الطينى التابعة لهذا التكوين فى منطقة الطريق الصاعد والإذاعة , مختلطة بالجبس , بسمك (2.50 متر) ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد , 1997 ,ص93 ) , وفى منطقة فندق المقطم العالمى , يتميز بلونه البنى المصفر , المحتوى على العديد من الكهوف .
فى تكوين القرن غرب فندق المقطم العالمى , يصل سمك طبقة الطين الصفحى الغنى بالجبس (8.50متر) , وطبقة فى نهاية القطاع بسمك (2.25متر) السطح العلوى لهذه الطبقة به كهوف حيث يصل اتساع بعضها إلى حوالى (10 متر) ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد , 1997 , ص 94: 95 ) , وفى نفس المنطقة طبقة من رقائق متتابعة من الطين الصفحى , تتخللها راقات من الرمل والغرين , كما أن الجبس يكون (20%) من سمك الطبقات بسمك (6.10 متر) ( المرجع السابق , ص 100 ) .
وتتعرض طبقات الحجر الطينى من تكوين العنقابية , فى الطبقات العليا للتدفق والإنسياب الطينى شكل رقم (1-2) , مشكلة المراوح الفيضية , متراَكمة لعمق30- 50 سم خاصة من الطبقات العليا والسفلى فى الحافة الشمالية .
ب - الحجر الطينى الرملى :-
يكثر فى التتابعات الصخرية لعصر الإيوسين, ويظهرفى التتابع الصخرى للحافة الجنوبية الغربية , اذ نجد طبقتين بسمك ( 3.50 و18 متراَ) , لونهما أبيض رمادى , واصفر برتقالى , ويتميزالحجر الطينى الرملى بصلابته وكثرة الفراغات والتكهفات .
بينما تصل درجة مساميته إلى (5%) , وصغير التحبب دقيق التبلور فى مكون المعادى ( تقرير الإستشعار عن بعد ، 1997، ص 120 ) .
ج ـ الصلصال:-
ذكر زيتل أن تكوين المعادى التابع لعصر الإيوسين, يتميز بوجود الصلصال البنى السهل التفلق (Philip, D. Gingerich, 1992, P.7), والصلصال ضمن تكوين المعادى متداخل مع الحجر الجيرى , والصلصال فى تكوين ذو لون أخضر , عالى فى محتواه من الجير والرمال(Abdel R., Moustafa , and Abdel Tawab, S., 1985, P. 462) وهو قليل السمك ضمن تكوين المعادى , بينما يتميز صلصال تكوين العنقابية , بكبر سمكه المتراَوح فيما بين (5: 10متر ) أسفل طبقة عين موسى , ويزداد سمكه بالاتجاه نحو الشمال .
د - الجبس:-
يوجد الجبس بنسبة عاليه فى الصخور الرملية فى تكوين وادى جراورى ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ,1997 , ص 68) . وأسفل سطح عدم التوافق حيث يكون (40% ) من تكوين طبقة الطفل الرمادى , وتوجد بهذه الطبقة العديد من الكهوف.
كما كون طبقة بسمك (1.70متر) فى منطقة فندق المقطم العالمى على الحافة الجنوبية الغربية , وفى تكوين وادى جراوى طبقة من الجبس المتغير بسمك (20متر )(المرجع السابق , ص99: 100 ).
وتمتلئ رواسب الجبس بالكثير من الشقوق والفواصل , ومن الملاحظ أن زيادة نسبة الجبس فى صخور الحجر الجيرى ترفع من قابلية تكون الكهوف , إثر الإذابة فى الشقوق وتلاحمها , فتزيد من مساحة سطح الصخر المكشوف , ومن ثم تمثل مواضع ضعف جيولوجى .
5 - رواسب الإيوسين الأوسط :-
أ - الطفل:-
طبقاته واضحة السمك على الحواف الغربية والجنوبية للهضبة العليا , ويكون نسبة عالية من تكوين وادى حوف , الذى وضحت الخريطة رقم (1-1) أنه يشغل نسبة ضئيلة من مساحة سطح الهضبة قدرت بـ(14, % ) , على عكس ما يشغل من القطاع الجيولوجى التجميعى لصخور هضبة المقطم شكل (1-2) , ولونه رمادى مائل للأخضر , وعندما تتعرض طبقات الطفل لتسرب المياه فإنها تنتفخ فتولد ضغوط أسفل الصخور الصلبة الراقدة فوقها والمتفلقة مما يساعد على انفصالها وإنهيارها.
والطفل المائل للون الأحمر هو طفل مكون الجيوشى , وترتبط نهاية ظهور طبقات الرمل الطفلى Dolomitic Limeston Sand , مع نهاية تكوين المرصد Observatery formation (Soliman , S. M., Koraney EA., 1980, p.56).
وفى تكوين وادى جراوى wadi Garawi formation يمثل الطفل الرمادى المتخلل راقات الرمل والجبس طبقة عدم توافق , ويشغل الجزء الأسفل منه سمك (.1 متر) , فى حين يشغل (1.7متر) من تكوين العنقابية (تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ,1997, ص 68 ) , ويتميز طفل العنقابية بأنه ذو لون أصفر وصلب , ويدخل ضمن تكوين الهضبة العليا للمقطم (Abdel Tawab, S., 1986, P.23)صوره رقم (1-1).
ويقل سمك الطفل فى تكوين جبل حوف , ما بين(0.33 – 0.2 متر) فى حين يظهر مختلطا بالمارل فى تكوين القرن بسمك (5.6متر)( تقرير هيئة الإستشعارعن بعد,1997 , ص ص 67:70).
ب - المارل :-
المارل الناعم يظهر فى طبقة عين موسى ((Abdel Tawab, S., 1986. p.14 ويدخل فى تكوين الحافة الجنوبية للكويستا الوسطى , التى أقيمت عليها مدينة المقطم , وكذلك يدخل المارل الأبيض فى تكوين حافة الهضبة الوسطى ( المرجع السابق , ص19).
ويكون الطفل طبقة بسمك (9متر) , فى الجزء الأوسط من تكوين القرن ( المرجع السابق , ص27 ) , وتكثر فى طبقة عين موسى الشقوق والفواصل.
مما سبق ...
كلا من الطفل و المارل يدخلان فى تكوين الأراضى المرتفعة , الواقعة على جانبى المجرى الأوسط لوادى دجلة , ومنطقة الدويقة , والطريق الصاعد ( الإذاعة ) , حيث تصل طبقة المارل الطفلى إلى (5.50 متر) , وتقل نحو الشمال ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد 1997, ص 80: 81 ) , والمارل فى منطقة الإذاعة و الدويقة يوصف بأنه متوسط الصلابة كتلى ( المرجع السابق ,ص 76 ) , ومقاومة الطفل للضغط ضعيفة تبلغ (10- 20 أوم / متر ) ( المرجع السابق , ص 155) .
ج - الحجر الجيرى :-
تتعدد أنواع الحجر الجيرى فى هضبة المقطم , من حيث النوع والسمك والمميزات , إلا أنها جميعا تركز ظهورها على الحواف الغربية - شرق قلعة محمد على- بطول طريق صلاح سالم , وفى منطقة الدويقة , وتتسم بلونها الأبيض المصفر , وتم ترسيبه خلال الإيوسين الأعلى والأوسط ويتضح ذلك من الشكل رقم (1-1) .
د - الحجر الجيرى الرملى :-
فى الجزء الأسفل من تكوين الإيوسين, يوجد طبقات من الحجر الجيرى المحتوى على السليكا وعناصر الحديد (AA. Abdel Aal and KH., M., Fawzy , 1989, P.87), وينكشف الحجر الجيرى فى منطقة الدويقة , وتكثر به الشقوق والفواصل والكهوف.
وتتباين الطبقات فى السمك من مكان إلى أخر , إلا أنها تشترك جميعا فى صلابتها وتماسكها وتشققها ويميل لونها إلى الأحمر تبعا لنسبة الحديد بها .
- الحجر الجيرى الصلصالى :-
يكثر فى تكوين المقطم الأعلى ويبدأ بطبقة الدولوميت الصلصالى( Soliman, SM ., Korany , EA., 1980, P. 55) , وفى تكوين المعادى يتدرج لونه من البنى الفاتح إلى البنى القاتم , وترتفع به نسبة الصلصال , ذو الصلابة المتوسطة ونسبة أكاسيد الحديد المائية التى تم ترسيبها(Abdel R. Moustafa , and Abdel Tawab, S., 1985, P. 463 ) وتشغل طبقات الحجر الجيرى الصلصالى سمك (4 متر) من تكوين الجيوشى .
وصخورها ضعيفة إلى متوسطة الصلابة كثيرة الشقوق والفواصل , وتنكشف عند الحائط المنهار بعزبة الزبالين , إلا أن هذا السمك يصل إلى ( 40,0 متر) على طريق الأوتوستراد أسفل هضبة المقطم ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد , 1997 , ص 71) , وتتعرض هذه الأحجار للإذابة بالمحاليل ( مياه الرى – الصرف... الخ ) مما نجم عنها فجوات تتسع وتتلاحم لتكون مواضع ضعف وكهوف .
- الحجر الجيرى الدولوميتى :-
الحجر الجيرى الدولوميتى البنى المتميز فى مسافة (25 كيلومتر) , وعلى طول طريق صلاح سالم , وبالقرب من منطقة الدويقة فى شمال غرب الهضبة , والذى توافق ترسيبه زمنيا مع الحركات التكتونية (Philip ,D. Gingerich ,1992, P.P.15:16) , وقد ضمت طبقة عين موسى تتابعات من الحجر الجيرى الدولوميتى(A.R. Moustafa,et.aL.,1990-1991,P.332) , مكونه معها تكوين الحافة الجنوبية للكويستا العليا(Abdel Tawab ,S., 1986, P.14) .
وتنتشر صخور هذه الوحدة من منطقة مساكن الحرفيين فى أقصى الشمال , ثم تمتد جنوباَ فى اتجاه محطة الإذاعة فى الغرب , ثم تمتد شرقاَ حتى الحدود الشرقية لمدينة الإيواء الزلزالى , وتأخذ وحدة الصخور الدولوميتية العليا شكلاَ طبوغرافياَ بيضاوياَ فى اتجاه طولى شرق – غرب.. وسمك وحدة الصخور الدولوميتية يقل تدريجياَ إلى الداخل ليصبح أقل من (3:4 متر) ( هيئة الإستشعار عن بعد ,1997 , ص 102 ) .
ويتكون سطح الهضبة من الحجر الجيرى الدولومتى الكتلى الصلب الكثير الشقوق والفواصل , ويتباين سمك الطبقة من مكان إلى أخر , إذ يصل سمكها إلى ( 2.5 متر) فى منطقة الدويقة بينما لا تتجاوز (1, متر ) فى منطقة الحائط المنهار بعزبة الزرايب , فى حين بلغت (8.20متر) فى منطقة فندق المقطم ( فى جنوب غرب الهضبة ) , مضافا إليها الجبس (المرجع السابق , ص ص106: 109 ) , ويأخذ فى بعض المواقع اللون الأصفر إلى الرمادى المصفر, كما أنه صلب إلى شديد الصلابة , وفى منطقة فندق المقطم يميل لونه إلى البرتقالى , وفى بعض الأجزاء يأخذ درجات قائمة تميل إلى البنى , ويظهر باللون البنى المصفر فى تكوين وادى حوف (Abdel R. Moustafa, and Abdel Tawab .S., 1985, P67) .
وقد غطى الحجر الجيرى التابع إلى وحدة الجيزاهينسيس من تكوين جبل حوف(1.6%) من مساحة الهضبة , حيث وجدت طبقاته ضمن التتابع الصخرى للحواف الشمالية الغربية.
ويعتبر أن الحجر الجيرى فى تكوين وادى جراوى الأكثر سمكاَ إذ يصل إلى (14.40متر) وتظهر بها الكهوف ( تقرير الهيئة الإستشعار عن بعد ,1997, ص64 ) , وذلك يتضح فى حواف الهضبة الوسطى , ويتميز الجزء الأسفل منه التابع لتكوين القرن بلونه المضئ , وصلابته, وقلة مسامه ( مصمت ) (Abdel Tawab, S., 1986, P.P.42: 43) ,مما جعله أكثر عرضة لتصدع لا للثنى , وإنعكس ذلك على سيادة نظام التصريف المتوازى .
فى تكوين الجيوشى الحجر الجيرى أبيض إلى أصفر , متداخل مع طبقات المارل بسمك (50متر) فى الأسفل , و تعلوه طبقة من الحجر الجيرى بسمك (1.5 متر) ثم تعلوه طبقة من الحجر الجيرى به جسورLeadge – forming بسمك (1.5 متر) R.,1990,P463) (Said, ويصل سمكه فى منطقة الكيت بى (20 متر) , ويغطى الهضبة الوسطى (Abdel Tawab , S., 1986, P.P. 19: 21) , ويكون الجزء الأسفل من أكمة الهضبة العليا ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ,1997 , ص61) , وتتميز بأنها طبقة متوسطة الصلابة إلى صلبه , وتكثر بها الشقوق والفواصل , ويظهر المكون على شكل عدسى , حيث يظهر أكبر سمك له عند منطقة الإذاعة , ويقل تدريجيا جهتى الجنوب والشمال( المرجع السابق , ص81) , وتغطى غرب الهضبة الوسطى ، وبالاتجاه نحو الشمال الشرقى , يتغير لون الحجر الجيرى من الرمادى إلى الأبيض الرمادى والأبيض إلى الأصفر البنى والبنى .
كما يصل سمكها فى وحدة صخور البناء العليا (5,0 متر) بلون أبيض كريمى , ومتداخل مع المارل الأبيض (Abdel Tawab, S., 1985, P.P. 19: 24) , وهى أقدم صخور المقطم , وتكون صخور هذه الوحدة معظم منحدرات هضبة المقطم , وتبلغ نسبة مساميته (5- 20 % ) .
- الحجر الجيرى الطفلى و المارلى:-
يمثل الجزء الأسفل من القطاع الرسوبى فى عصر الإيوسين الأعلى AA, Abdel (and K. H., M. Fawzy, 1989 P, 87) AaL , ولونه أصفر , ومتوسط الصلابة , رقاتقى ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد , 1997 , ص 69 ) .
وتتضح طبقات هذا الحجر عند الحائط المنهار فى منطقة عزبة الزرايب , على الحافة الشمالية الغربية لهضبة المقطم , ويحتوى منه على طبقتين الأولى سمكها (2.50 متر) , والثانية (4.20 متر) , كذلك يوجد فى المنطقة الشمالية للطريق الصاعد ومنطقة الإذاعة , ويدخل فى تكوين وادى حواف الواضح فى منحدرات الهضبة الوسطى الرأسية الشديدة الإنحدار ( المرجع السابق , ص77 :79 ) .
كما تكثر به الشقوق والفجوات والكهوف بما يبرز ضعفها , وهذا يمكن ملاحظته فى الجانب المواجهة لقلعة محمد على , ويترتب ذلك على قابلية الطفل للانسياب والانتفاش* بالماء, وإرتفاع نسبة الأملاح بها مما يعرضها للإذابة,ويبلغ سمك الطبقات المشعبة بالماء أسفل الهضبة العليا (8.6 متر) على عمق ( 10 متر ) ( المرجع السابق , ص155 ), وإلى الأسباب السابقة أيضا تعزى التكهفات التى تثرى بها الهضبة الوسطى , وفى الإيوسين الأوسط يتحول لونه إلى الأبيض (A.R,Moustafa,1990-1991,P.329) , ويشوبه الإصفرار فى تكوين المرصد .
- الحجر الجيرى الطباشيرى :-
يكثر فى تكوين المرصد حيث يمتلئ بالثقوب , وهو عبارة عن طبقات رقيقة وعقديه Said,R.,1990,P.462) ) , وتنكشف فى مواجهة قلعة محمد على , وعند الحائط المنهار بعزبة الزبالين , و الدويقة وتكثر , بها الشقوق والفجوات والكهوف , بالإضافة إلى أن صخورها كتلية ضعيفة إلى متوسطة الصلابة ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ,1997 , ص79 ) .
وضمن التتابع الصخرى لوحدة حجر البناء العلوى , توجد طبقتان بلغ سمكهما معاَ (4.4 متر) ( المرجع السابق , ص70 ) , كما يكون طبقة بسمك (1متر ) فى تكوين جبل حوف , فى الحواف الشمالية , فى حين يكون طبقة بسمك (6.30 متر) شمال الطريق الصاعد( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد , 1997 , ص ص 70: 71 ) , ومن خصائصه انه متوسط الصلابة كثير الشقوق , وذو لون ابيض , كما يصل سمكه إلى ( 10.24 متر) فى منطقة تقوية إرسال الإذاعة والتليفزيون غرب المقطم .
ثانيا: رواسب الأودية :-
من الخريطة رقم (1-1) اتضح أن المقطم يحتوى فى تركيبه السطحى على رواسب عصر الهولوسين التابع للزمن الرابع , والتى تشغل (6.4%) من مساحة سطح الهضبة , وهى تكوينات من الحصى والرمال , وشظايا الحجر الجيرى , والرواسب الطميية فى بطون الأودية ( سمير سامى محمود , 1989 , ص 9).
وتنقسم إلى:-
1- رواسب فيضية ( الوديان ) :-
تشمل رواسب المدرجات النيلية , وتظهر فى شكل شريطى , بموازاة الحافة الجنوبية الغربية ( كورنيش المقطم ) , وتتكون رواسب هذه المدرجات من الحصى والرمال ذات اللون البنى القاتم غالبا.
بالاضافه الى رواسب بطون الأودية , والتى تتكون غالبا من الحصى والرمال والفتات الصخرى , حملتها المياه ويتباين حجم الرواسب , وتميل للدقة بالاتجاه نحو المصب , مترسبة فى قيعان الأودية والمراوح الفيضية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*الإنتفاش :- هو زيادة حجم الصخر ووزنه , بفعل تسرب المياه , مما يولد ضغوطا رأسية على الصخور التى تعلوه أو يسبقها فى التتابع الصخرى .
2 - رواسب حضيض المنحدرات :-
تظهر عند أقدام المنحدرات , حيث تقل الإرتفاعات الأرضية , وتنزلق المفككات الصخرية , لذا فهى خليط من الجلمود والحصى والرمال , ومنها ما حملته المسيلات الجبلية , وأخرى حديثة نتجت عن عمليات الإنشاء والتعمير والتحجير.
ثالثا: البنية الجيولوجية :-
تأثرت هضبة المقطم بالعديد من التراكيب الخطية الجيولوجية , والمتمثلة فى خطوط الصدوع والكسور والفواصل ، والإلتواءات , وكانت ذات تأثير فى الصخور بعد تكوينها , ومن ثم كانت للبنية التركيبية الجيولوجية تأثيرها على الأشكال الجيومورفلوجية للمقطم .
ومنطقة الدراسة عبارة عن كتلة مرفوعة ومحددة بفالقين رئيسيين خريطة رقم (1- 2) , إحداهما من الشمال الشرقى يضرب فى اتجاه شمال غرب/ جنوب شرق , مقوسا شرق المنطقة , على إمتداد مدينة الحرفيين , والأخر فى الجنوب الغربى ويضرب فى نفس الاتجاه تقريباَ , ويمتد موازيا للطريق الصاعد للمقطم ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد,1997 , ص175 ).
ويمكن تقسيم البنية الجيولوجية فى هضبة المقطم إلى نوعين رئيسيين هما :-
1- تراكيب تكتونية تأثرت بالعمليات الداخلية.
2- تراكيب غير تكتونية , والتى نتجت عن انسياب وإنتفاش الطين .
1- التراكيب التكتونية The Tectonic Structures :-
أ- الصدوع : Faults :-
تتفق هضبة المقطم مع منطقة - السويس فى تركيبها البنيوى , خريطـــة رقــــم (1-2 ) , ويميز هذه المنطقة عدد كبير من الصدوع , بلغت (4881 ) صدعا وشقا ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد , 1997 , ص 173 ) شكل رقم(1-2).
والتى يمكن حصر اتجاهاتها فى ثلاث اتجاهات رئيسية هى :-
أ- اتجاه شرق - غرب . ب - اتجاه شمال - جنوب .
ج- اتجاه شمال غرب - جنوب شرق .
ويصل عدد الصدوع العادية بهضبة المقطم أربعة وعشرون صدعاَ , منها سبعة صدوع رئيسية اتجاهاتها شمال غرب- شرق جنوب شرق , شرق - غرب , وشمال غرب - جنوب شرق , .. ومعظم هذه الصدوع من النوع الرأسى كبيرة الميل , وتتراوح رمية هذه الصدوع بين أقل من( 20 متر إلى 110 متر) , كما تتراوح زوايا ميل سطحها من 60 درجة إلى 70 درجة ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد, 1997 , ص ص 59 : 173) , وهى ذات زوايا عميقة (Abdel Tawab, S., 1986, P. 71).
وقد تعرضت الهضبة لحركات الرفع والدفع والشد المتعددة , منذ أواخر الأوليجوسين حتى البليوسين , إبان تكون اخدود البحر الأحمر , مما أدى إلى تمزقها فى عدة محاور.
وإنعكست هذه الإنكسارات على شكل المنطقة , حيث تعد الهضبة طية أحادية , حددتها الإنكسارات من كل جانب مكونه الحواف الرئيسية , إذ نجد الشمالية والجنوبية الغربية منها تأخذ الشكل السلمى , نتيجة تعرضها لإنكسارات متوازية أدت إلى هبوط الأرض على محاورها هبوطا منتظما , متخذه شكل سلمى , هذا إلى جانب تكسر سطحها بالصدوع المتوازية , ذات الاتجاه الشرقى الغربى غالبا , فتكونت الهضيبات الثلاث إثر تكون الحواف الإنكسارية , هذا ولا يمكننا أن نغفل دورها فى ظهور الحواف الثانوية داخل الهضبة , وأثرت جميعها على إمتداد شبكة التصريف , ومحاور اتجاه أوديتها , وخطوط تقسيم المياه فيما بينها , إلى جانب ظهور الهورستHorst إلى شمال شرق الهضبة , التى تعد أهم الظاهرات التضاريسية الناتجة عن الحركات الرأسية للصدوع , والذى تكون أثر حدوث إنكساريين متوازيين تقريباَ .
وقد أشار عبد الدائم إلى تأثير هذه الصدوع فى اندفاع الطفوح البازلتية ( سمير سامى محمود ، 1989 ، ص 11 ) وتكثر الصدوع والكسور الصغيرة الحجم والفواصل ، والذى أدى صغر حجمها إلى صعوبة توقيعها على الخرائط مقياس رسم 1 : 20.000 أو 1 : 50.000 (Abdel Tawab, S., 1986 , P. 72) .
وقد إعتمدت الدراسة على تقرير هيئة الإستشعار عن بعد عام1997 ، وما يحويه من خرائط مقياس رسم 1 : 5000 ، وصور جوية مقياس رسم 1 : 100.000 ، وصور أقمار صناعية مقياس رسم 1 : 50.000 ، 1 : 25.000 ومن الجدول رقم (1-1) وخريطة بنية الهضبة رقم (1-3) يتضح ما يلى :-
- الفوالق ذات الاتجاه شرق - غرب:-
يعد هذا الاتجاه هو الاتجاه السائد بالنسبة لكل الفوالق Faults ، التى تخط سطح الهضبة ، وتمثل نسبة (22.4%) من عدد الفوالق المقاسة بالمنطقة ، وتمتد خطوط هذه الفوالق خارج هضبة المقطم ويصل طولها إلى 10 كم ، وهى ذات زاوية ميل كبيرة تتراوح بين 65 5 : 70 5(Abdel Tawab, S., 1986, p. 53).
كما أن رميات هذه الفوالق إما إلى جهة الشمال أو إلى الجنوب صوره رقم (1-2)، محدثه تدرج سلمى ، أو كتلة صاعدة وأخرى هابطة ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ، 1997 ، ص 170) ، وتعتبر الصدوع ذات الاتجاه شرق - غرب وغرب - شمال غرب ، وشرق - شمال شرق ، هى المسئولة عن ظهور هضاب المقطم الثلاث ، وذلك كما يلى:-
1- الفالق الذى يحد منطقة الإذاعة من جهة الشمال ، يصل طوله إلى 0.975 كم(المرجع السابق ، ص 171) وإزاحته السفلى جهة الشمال.
1- الفالق الذى يحد منطقة الإذاعة من جهة الشمال ، يصل طوله إلى 0.975 كم(المرجع السابق ، ص 171) وإزاحته السفلى جهة الشمال.
2- الفالق الذى يقطع الطريق الصاعد للمقطم ، ذو اتجاه شرق – جنوب غرب ، ويصل طوله إلى 2.704 كم (المرجع السابق) , واتجاه ميله إلى الجنوب , ويصل مقدار الإزاحة الرأسية إلى أكثر من 28 متر ، مما أحدث جرف بالجانب الأيمن تسبب فى بعض الإنهيارات.
3- الفالق الممتد إلى الجنوب من أبراج الإذاعة والتليفزيون فى اتجاه مسجد الجيوشى ، وينحرف عن الاتجاه شرق – غرب إلى ناحية شرق شمال شرق – وغرب شمال غرب ، فيتضح متموجا وطول هذا الفالق 2.336 كم .
4 - الفالق الذى يحد فندق بلير ، على حافة هضبة المقطم من جهة الشمال ، ويعبر مدينة إيواء الزلازل من جهة الشرق ، ويصل طوله إلى 25كم ، ورميته تتجه نحو الجنوب ، وينجم عن تقاطع هذا الفالق مع الفالق الممتد شرق مساكن تعاونيات البناء ذو الاتجاه الشمالى الغربى – الجنوبى الشرقى ، ظهور طبقة عين موسى ويعد خط الإنكسار ذاته مجرى مائى لصرف مدينة المقطم القديمة.
5- الفالق الممتد من جهة الشمال الغربى من فندق المقطم مرورا بمدينة البترول ، ومدينة إيواء الزلازل ، وهو ذو اتجاه شرق – غرب ويصل طوله إلى أكثر من 20 كم ، ويعتبر مجرى مائى للصرف الصحى لمدينة المقطم.
6- فالق شرق فندق المقطم العالمى ، يصل طوله إلى 11كم ، ويعتبر مجرى مائى جوفى لمياه الصرف الصحى ، ويعد أيضا سببا للإنهيارات والإنزلاقات الكتلية إلى الجنوب من حافةالهضبة العليا , ويحد مدينة الإيواء الزلزالى من الجنوب .
7- الفالق الفاصل بين مكون المعادى جهة الجنوب , ومكون الجبل الأحمر جهة الشمال.
8- فالق يمر جهة الشمال من منطقة الإنهيار بعزبة الزبالين ، ويفصل بينه وبين الفالق السابق الهضبة المقام عليها مدينة الحرفيين ، ويتقاطع مع فالق ذو اتجاه شمال غرب – جنوب شرق ، محدث انفجار ينبوع حار ، يعرف بالبركان الكاذب.
9- الفالق الممتد على إمتداد طريق الأسفلت الدائرى ، من مدينة صقر قريش حتى شمال مدينة المقطم ، ويصل طوله إلى (6.816 متر) يفصل هذا الفالق مع الفوالق الجنوبية الموازية له بين هضبة المعازة جنوبا وهضاب المقطم شمالاَ.
- الفوالق ذات الاتجاه شمال غرب - جنوب شرق:-
يضم هذا الاتجاه الفوالق المحصورة الاتجاه فيما بين اتجاه شمال 30 5 إلى 50 5 جنوب ، 30 5 إلى 50 5 شرق ، واتجاه رميتها السفلى نحو الشمال تصل إلى أكثر من (50 متر) .
ولوحظ ظهور ينابيع المياه ، عند تقاطع الفوالق شمال غرب - جنوب شرق مدينة الحرفيين ، عين موسى ، وربما عين الصيرة (تقرير هيئة الإستشعارعن بعد ، 1997 ، ص 169) ، وفوالق هذا الاتجاه طويلة ( Abdel Tawab,S., 1986, P.71) .
وتحد الصدوع الشمالية الغربية الأرض المنخفضة الواقعة جنوب شرق هضبة المقطم التى تغطيها رواسب الأوليجوسين (Abdel Tawab,S.,1986,P.72) وتعد فوالق هذا الاتجاه هى الأقل انتشارا فى المنطقة ، وتزداد فى المنطقة الشمالية من المقطم عند الحافة المنهارة (الإذاعة) .
وفيما يلى أهم كسور هذا الاتجاه (تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ، 1997 ، ص ص 169: 170) :-
1- الفالق الذى يفصل رواسب الجبل الأحمر عن رواسب الإيوسين, ويحد مساكن تعاونيات البناء من الشمال ، ويصل طوله إلى 9.62كم ورميته إلى أكثر من 100 متر.
2- فالق يمتد من شرق مساكن تعاونيات البناء ، مارا بها قاطعا فالق ذو اتجاه شمال جنوب ، ويفصل بين صخور الأوليجوسين والإيوسين، ويصل طوله إلى 6.496كم .
الفالق الموازى للهضبة المقام عليها مدينة الحرفين بمنطقة منشأة ناصر ، ويصل طوله إلى 1.414كم.
فالق يقع إلى الجنوب من الهضبة السفلى قاطعا طريق المعادى – القطامية السويس ، ذو طول يصل إلى 2.442كم.
4 - فالق واقع إلى الجنوب من الهضبة السفلى قاطعا طريق المعادى القطامية السويس ، ذو طول يصل إلى 2.442 كم.
5- الفالق الذى يكون واجهة الهضبة السفلى ويقطع فالقا اتجاهه شمال – جنوب ، طوله 0.63 كم.
ويقل انتشار فوالق هذا الاتجاه عن سواها من الفوالق فى المنطقة (تقرير هيئة الإستشعار عن بعد , 1997 ، ص ص 170:172) صوره رقم (1-3):-
1- فالق يمتد بطول يصل إلى 9.750كم ، مع إنحرافات إما إلى الشمال الغربى أو الغرب.
2- فالق يأخذ اتجاه شمال 64 درجة ، شرق بطول 2.248كم ، واتجاه الرمية جنوب شرق.
3- فالق يحد جنوب وادى اللبلابة ، طوله 2.21كم , وتعرف الصدوع ذات الاتجاه بإسم الصدوع الإريترية Erythrean Faults (صفى الدين أبو العز ،1977 ، ص 88).
- الفوالق ذات الاتجاه شمال – جنوب:-
يعد هذا الاتجاه سائد نسبيا بالمقارنة بالاتجاه شرق - غرب ، ويتراوح زاوية الميل بين 65درجة إلى 90 درجة وأهم فوالقه:-
1- الفالق الواقع بحافة الهضبة المطلة على الأوتوستراد ، بمنطقة مستشفى المقاولون العرب ، ويصل طوله إلى 1.93كم .
2- الفالق الذى يفصل فيما بين صخور تكوين الجبل الأحمر عن صخور تكوين المعادى ، طوله 4.676كم واتجاه الرمية جنوب شرق ، ويقطع فالقين اتجاه أحدهما شمال غرب - جنوب شرق.
3- الفالق الذى يحد إسكان تعاونيات البناء من الغرب بطول 1.791كم.
ب - الفواصل Joints :-
تكثر على الهضبة الفواصل الرأسية ، التى يسودها الاتجاه نحو الشرق وكثيرا ما تتوازى هذه الفواصل ((Abdel Tawab, S., 1986, p, 81 شكل رقم (1-3) , وقد وصل عددها إلى 1046 فاصلا وشقا (تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ، 1997 ، ص 181 ) , حيث نجد أن الفواصل فى منطقة الدويقة - فندق بلير يصل عددها الى 920 فاصلاَ ، كما توجد فى مجموعتين متعامدتان ومتقاطعتان بزاوية قائمة غالبا (المرجع السابق، ص 175) ، مما يؤدى لإنفصال الصخر وتسرب المياه للطبقات السفلى وإنتفاخها ، و بالتالى تؤثر فى إتزان الطبقات العليا الصلبة.
اتجاه الفواصل والشقوق فى الهضبة:-
1- اتجاه شمال غرب – جنوب شرق ، و الذى يتأرجح إلى غرب شمال غرب – شرق جنوب شرق.
2- اتجاه عمودى على الاتجاه الأول ، يأخذ شمال شرق – جنوب غرب ، ويتأرجح إلى شرق شمال غرب - جنوب غرب صوره رقم (1-4) .
3- اتجاه شمال جنوب ، ويتقاطع بزوايا حادة مع الاتجاهات السابقة( المرجع السابق، ص 176 )
صوره رقم(1-5).
ومن المعروف أن فوالق وفواصل وكسور الاتجاه شمال غرب – جنوب شرق ، أنها نتاج قوى الشد التى أدت إلى تكوين إخدود خليج السويس ، كذلك نجد أن كسور وفواصل الاتجاه شمال شرق – جنوب غرب تتوافق مع انكسار خليج العقبة ، وينجم عن الزيادة العددية لتقاطع فواصل وشقوق الاتجاهين زيادة فى مواطن الضعف الجيولوجى ، التى تكون بدورها سببا فى انفصال كتل ضخمة وأخرى متفاوتة الحجم من صخر الهضبة وسقوطها غالبا.
ج - الطى والالتواء Folds: -
هضبة المقطم فى حد ذاتها طية أحادية Monocline وهى جزء من طى يتبع إقليم منطقة القاهرة – السويس التركيبى (تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ، 1997 ، ص 167) . وقد أشار عبد التواب أن الطيات فى الهضبة قد خطتها الصدوع .
ويوجد بمنطقة الدراسة طيتان آحاديتان ، يتراوح ميل الطبقات بهما ما بين 10 إلى 13 درجة ، واتجاه هذه الطيات شمال غرب – جنوب شرق , أى أنها توازى الصدوع العادية بالهضبة ، وقد إمتدت فى صخور الإيوسين للدنة ، ذات الصخور الطينية فوق صدوع عادية تقطع الصخور الصلبة للأيوسين الأوسط (المرجع السابق ، ص 159).
وأنه جدير بالملاحظة أن يزداد امتداد الإلتواءات فى صخور الإيوسين الأعلى اللينة عن صخور الإيوسين الأوسط ، هذه الصخور اللينة تتكون من طبقة مارل وحجر طينى وطفل ، ولا توجد التواءات فى صخور الإيوسين الأوسط فى الهضبة لأنها أكثر قابلية للكسر , وتتضح بها الكسور الشديدة الميل فى طبقة الحجر الجيرى الصلبة التابعة للأيوسين الأوسط ، وتقل الكسور فى صخور الإيوسين لأعلى حيث تزداد الالتواءات , وفى الجزء الشرقى من هضبة المقطم يمتد صدع عادى ذو زاوية كبيرة ، أدى إلى تكوين طية كبيرة (Abdel Tawab,S., 1986, p, p. 85 : 87 ) .
وقد تأثر تكون الالتواءات فى المنطقة بالكسور العادية ، وهذا يتضح فى الانكسار الممتد نحو الشمال الغربى فى الطبقة التحت سطحية للالتواء ، ويغطى سطح الهضبة العليا تموجات خفيفة تكون طيات محدبة Anticline صغيرة ولطيفة جدا ، محاور هذه الطيات تضرب فى مجملها فى اتجاه غرب شمال غرب إلى شرق – غرب ، وتغطس فى اتجاه شرق جنوب شرق أو الشرق (تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ، 1997 ، ص 185).
2- التراكيب الغير تكتونية The Non – Tectonic Structure:-
هى الظاهرات التى تكونت دون أن تتأثر بالعمليات التكوينية ، وإستراتيجرافية الجانب الشمالي من الهضبة لم يتأثر بالعمليات التكتونية ، ومن ثم يرجع تكوين مظهرها إلى الانزلاقات الطينية بالأودية (Abdel Tawab,S.,1986,p.65) ، كما أن القطاع بين طبقتى عين موسى والحجر الجيرى الإيوسينى الأوسط يتكون من طبقات الحجر الرملى والحجر الجيرى ، ويتراوح سمك طبقات الحجر الطينى. بها ما بين (5 : 10متر) A.WR. Moustafa, et. al., 1990 – 1991, p.334) ) شكل رقم (1-2) .
والقطاع بين طبقتى عين موسى والجانب الأسفل ، يشير إلى أن هناك اختلافات فى سمك الطبقات فى جانب الوادى ، وهذا الاختلاف متساوى فى طبقة عين موسى كلها... وهذا يرجع للتدفق الطينى (bdel Tawab, 1986, p. 101 ِِA ).
ويلاحظ كذلك أن سمك طبقات الطفل فى الناحية المزاحة لأسفل أقل منه على الناحية الأخرى من الوادى (تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ، 1997 ، ص 162) ، ولأن الانزلاقات الطينية من صخور االإيوسين الأعلى فى تكوين وادى حوف تكون تراكيب غير تكتونية , تمثل التراكيب الغير تكتونية فى المنطقة نطاقى خلخلة slocation Zones فى الجزء الشمالى من الهضبة ( تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ، 1997 ، ص 162). ويحتل نطاقى الخلخلة اثنين من روافد وادى اللبلابة ، حيث يتدفق الطين من جانبهما مشكلا فى تراكمه شكل مروحى Fan – like forms وكونا كومات من الحجر الطينى (Abdel Tawab,s., 1986, p.101).
وكذلك يتدفق من طبقة الطفلة التابعة لتكوين وادى حوف (المرجع السابق) متراَكمة لعمق 30 – 50 من السطح المعرض للجوية(R.Moustafa, et. al., 1990-1991 p.334) , وتوجد قيمتها (الشكل المروحى) عند طبقات الطفل وقاعدتها فى قاع الوادى (تقرير هيئة الإستشعار عن بعد ، 1997 ، ص 162).
ومن ثم تحدث الإزاحة لأسفل للطبقات التى تعلوها لمسافة كبيرة (Abdel R. Moustafa, et. At., 1985, p.69) وتسبب نطاقات الإزاحة الرأسية فى تكوينات الإيوسين الأعلى فواصل Joints (ذات اتجاه جنوبي) وذلك بسبب الإزاحة فى كلا المنطقتين بمقدار إزاحة (6.6 متر) فى الشمال و (9 متر) فى جنوب المنطقة (Abdel Tawab,S.,1986,p.101) كما أن التدفق الطينى الذى يخرج من البروز الصخرى فى تكوين وادى حوف الحافة الجنوبية للهضبة العليا للمقطم (المرجع السابق) ، يؤدى للتفلق والإزاحة والانسياب .
ارتكاز طبقات الحجر الجيرى على طبقات الطفلة وامتداد فاصل راسى كبير بلغ طولة 6 متر وإزاحته الأفقية 25سم وإزاحته الراسية 10 سم مما ادى إلى انهيار المنزل اعلاه وانقسامة ، اتجاه الصورة ش ق / ج غ .
وتوجد انسيابات أخرى للطفل على السطح الجنوبى للهضبة العليا لهضبة المقطم ، وهى التى تسببت فى حدوث إزاحة تفاضلية لطبقة عين موسى على بعض الفواصل (تقرير هيئة الإستشعار عن بعد , 1997 ، ص 165 ) ، مما أدى إلى تأثير سلبى على منشآت مدينة المقطم ، وهذا يعطى إنذار بالخطر على منشآت المدن الجديدة التى تم بنائها على تكوين وادى حوف إذا حدث تدفق طينى من طبقات الحجر الطينى والصلصال (Abdel R. Moustafa, et, al., 1985, p.72) .
رابعا: التطور الجيولوجى:-
بعد دراسة التكوين والتركيب الجيولوجى لهضبة المقطم ، يمكننا عرض التطور الجيولوجى لها منذ بداية الإيوسين الأوسط كما يلي:-
1- الإيوسين:-
أ – الإيوسين الأوسط:-
أرض مصر تعرضت فى بداية هذا العصر لحركة هبوط عظيمة ، أدت إلى تقدم مياه البحر كثيرا صوب الجنوب ، وطغيانها على جزء عبير من البلاد ، ولابد أن مياه هذا البحر كانت متناهية فى العمق بدليل عظيم سمك طبقات الحجر الجيرى النيوموليتى (صفى الدين أبو العز وآخرون ، 1957 ، ص 11) .
ثم عادت فارتفعت الأرض فى أواسط العصر ، فانحسر عنها البحر فتعرضت الإرسابات الأولى للتعرية الموغلة (جمال حمدان, 1980 ، ص 87) ، وقد كانت ترسبت طبقة من الحجر الجيرى الأبيض الصلب ، الذى سبق وقد ترسبت تحتها طبقة قروش الملائكة (تكوين جبل حوف) .
وكان ترسيب هذه الطبقات أكبر بكثير فى الجنوب عنه فى الشمال مما أدى إلى تسوية قاع البحر (سمير سامى محمود, 1989 ، ص 17) , ثم ترسب فوق الطبقات السابقة الذكر تتابعات طبقية من الحجر الجيرى الأبيض المتوسط الصلابة , والذى يتخللها راقات صغيرة السمك من المارل الأصفر ، وطبقة من الحجر الجيرى الطباشيرى الغنى بقروش الملائكة وتعرف هذه التكوينات بإسم تكوين المرصد.
ب – الإيوسين الأعلى:-
خضع قلب مصر للبحر الإيوسينى فى بداية الإيوسين الأعلى ، ومن ثم ترسبت تكوينات الجيوشى المتكون من حجر جيرى و مارل ، ويزخر بحفريات النيوموليت والمحاريات ، وهى تكوينات متوسطة الصلابة ، ثم تلاها تكوين القرن حيث ترسبت طبقات الحجر الجيرى الطباشيرى ، وأسفلها طبقات المارل الأصفر ، وفوق هذا التكوين ترسب تكوين وادى جراوى من طبقات مارل أخضر وطبقات حجر رملى ورقائق الحجر الجيرى الأبيض.
وفى بداية النصف الأخير من الإيوسين الأعلى بدأ ترسيب الجزء الأدنى من تكوين وادى حوف (سمير سامى محمود ، 1989 ، ص 18) ، ثم ترسبت تكوينات وادى حوف ثم وادى العقابية ، وفى أثناء ذلك تكون التواء هضبة المقطم إثر حركات تكتونية عنيفة.
ويزداد سمك تكوينات الإيوسين نحو الشمال بوجه عام , فالإيوسين هو محجر مصر الأساسى فى الماضى والحاضر (جمال حمدان ، 1980 ، ص 89)
وقد استمرت خلال عصر الميوسين الحركات التكتونية التى كانت وقد بدأت فى الأوليجوسين ، مخططة سطح الهضبة بالإنكسارات والشقوق ، لتكون بذلك قد عبرت - بقوة - عن نفسها فى صخورها الصلبة لنعود لنصفها بأنها كانت حركات تكتونية عنيفة غزت شرق مصر كلها.
2 - الأوليجوسين:-
حين ارتفعت أرض مصر وتقهقر البحر نحو الشمال متراَجعا تاركاَ أرضها يابسة ، وساد المناخ الرطب ولكنها كانت فى عروض أدنى من تلك التى توجد فيها الآن وربما كانت فى ذلك الوقت قريبة من خط الإستواء ( صفى الدين أبو العز , 1977 , ص 51) .
وتنقسم تكوينات الأوليجوسين ليثولوجياَ إلى رسوبية وبلوتونية الأولى , وهى الأقدم تحتوى على الحجر الرملى والرمال والحجر الجيرى والمارل والحصى ، والأخشاب المتحجرة وتمثل الجزء الشمالى و الشمالى الشرقى من الهضبة ( جمال حمدان , 1980 , ص90 ) وهى جميعا رواسب نهرية Fluvial- marine جلبتها أنظمة التصريف النهرية , حيث كانت صخور الأوليجوسين تعرضت فيما بعد إلى عوامل التعرية ففككتها إلى عناصرها الأولية من حصى وحصباء , ولكن جاءت مجارى مائية نهرية فأعادت نقلها وتوزيعها نحو الشمال ( المرجع السابق ) .
أما البركانية فهى الطفوح البازلتية التى تظهر فى بعض البقاع حيث أن الأوليجوسين هو عصر الاضطرابات التكتونية وانبثاقات اللافا الأولى .
أن البنية الإنكسارية فى المنطقة قد تكونت بعد أن ترسبت صخور الإيوسين الأعلى ، وقبل ترسيب صخور الأوليجوسين ، كما وجدت سليكا الأوليجوسين فى نطاقات الإنكسارات , مما يدل أن الإنكسارات تكونت قبل الأوليجوسين وأن حوض رواسب الأوليجوسين هو حوض تركيبى النشأة يتوافق تكوينيا مع باقى الصدوع فى المنطقة (Abdel Tawab, S., 1986 p. p 66: 76 ) .
3- الميوسين والبليوسين :-
أن المنطقة لم تتعرض لأى غمر بحرى فى الميوسين وإن كانت أصيبت بحركات التوائية في الميوسين الأعلى ، أدت إلى وجود بعض الثنيات مثل ثنية هضبة المقطم ( سمير سامى محمود , 1998, ص19 ) وقد أشار عبد التواب إلى أن المنطقة تفتقر إلى رواسب الميوسين ( Abdel Tawab, S., 1986, P. 6) .
أما البليوسين الأسفل فقد ظلت المنطقة يابسة أيضا بينما تعرض الجزء الغربى منها للغمر البحرى فى البليوسين الأعلى ( سمير سامى محمود , 1989 , ص19 ) ، حيث كان خط الساحل نحو الجنوب إلى الشمال من مدينة القاهرة و وادى النطرون ( صفى الدين أبو العز و أخرون , 1989 , ص17) .
وفى الجزء الأخير من عصر البلايوسين توقفت عملية هبوط اليابس وأعقبتها حركة ( إرتفاع عظيمة ارتبطت فى القسم الشرقى من البلاد بحركات إنكسارية والتوائية عنيفة( المرجع السابق ,ص17 : 18 ) . 4- الزمن الرابع :-
ويتمثل على وجه الأخص فى الإرسابات الرملية والمارل التى تملأ بطون الأودية الجافة حيث شهدت المنطقة إمتداد للظروف المناخية الرطبة فى البليوبليستوسين وكان سطح البحر أعلى مما هو عليه الآن بحوالى (90 متر) ( سمير سامى محمود , 1989 , ص 19) .
وتتضح إرسابات البلايوسين مبعثرة على غير المتوقع فوق رواسب الميوسين وتتكون من حجر جيرى صلب لونه من الأبيض إلى الرمادى(Abdel Tawab, S.,1986, p.6).
أما فى البلايستوسين , فقد تعمقت وديان الهضبة وحفرها لسيادة ظروف المناخ المطير مثل باقى وديان الصحراء الشرقية ، مما أدى إلى ترك أثارها المتمثلة فى الوديان الجافة ودالاتها ومراوحها الفيضية والمدرجات التحاتية ، وكذلك إكتمال بعض الظاهرات الجيمورفلوجية فى المنطقة وقد سادت فى الهولوسين ظروف المناخ الجاف الذى مهد السطح لعمليات التعرية , فتبرز بدورها الأشكال الجيمورفلوجية الواضحة الآن .
- الخلاصة :-
1- يرجع تكوين هضبة المقطم إلى الزمن الثالث فى عصرية الإيوسين الأوسط والأعلى والتى تتكون من الحجر الجيرى المتفاوت الصلابة .
2- تغطى تكوينات المقطم الإيوسين الأعلى نحو 25.96% تقريباَ من تكوين المقطم وهى الطبقة التى أنشأت فوقها مدينة المقطم , والمدن الجديدة مما يبرز حجم المشكلة لتكونها من طبقات الطفل والمارل وزيادة عدد الكهوف والشقوق بها ، وتعرف تكوينات الإيوسين الأوسط بإسم تكوين المقطم وتكون الجرف الشديد لهضبة المقطم .
3- تغطى رواسب الأوليجوسين الطرف الشمالى الشرقى والشرقى من المنطقة مكونا الغابة المتحجرة .
4- تملأ رواسب البلايستوسين بطون الأودية ودالتها وتظهر بعض الظاهرات الجيومورفلوجية مثل الدالات والمراوح الفيضية .
5- البنية التكتونية من الصدوع و الإلتواءات ، هى المؤثرة فى شكل الهضبة , حيث أن المقطم فى حد ذاته مكون من طية أحادية خططتها الإنكسارات العادية المختلفة الاتجاهات والتي تنحصر اتجاهاتها الرئيسية فيما يلى :-
أ- اتجاه شرق – غرب . ب- اتجاه شمال- جنوب .
جـ- اتجاه شمال غرب – جنوب شرق .
6- الطرف الشمالى من الهضبة لم يتأثر بالتراكيب التكتونية بل رسمته التراكيب الغير تكتونية المتمثلة فى التدفقات الطينية مكونة أشكال مروحية أو مخروطية , خاصة فى طبقة عين موسى
7- وقد كتب تباين منسوب البحر المتوسط قصة التطور الجيولوجى التى مرت بها الهضبة حيث تعرضت للطغيان البحرى فى أواخر البلايوسين ومن ثم ترسبت معظم صخور المنطقة , ثم تعرضت المنطقة فى الأوليجوسين لحركات تكتونية عنيفة ، أدت إلى شق الأرض بإنكسارات بالغة فى الطول , وتكوين حوض الترسيب الأوليجوسين , ثم تعرضت بعد ذلك لحركات التواء لتكون شبه هضبة المقطم , واكتمل شكل شبكة التصريف المائى فى البليستوسين وساد الجفاف فترة الهولوسين مما أدى إلى بروز المظهر الجيومورفلوجى الحالى .
الفصل الثانى
مورفولوجية سطح هضبة المقطم
- مقدمه:-
أولا : أشكال السطح المرتبطه بالعمليات الداخلية .
ثانيا : أشكال السطح المرتبطه بالعمليات الخارجية .
1- ظاهرات الكارست .
2- أشكال السطح المرتبطه بالتجوية .
3- أشكال السطح المرتبطه بالنحت .
4- أشكال السطح المرتبطه بالإرسابات .
- الخلاصة :-
مقدمة :-
يتميز سطح الهضبة , بمجموعة من الظاهرات الجيومورفولوجية ، التى أضفتها عليها عوامل البنية والتركيب الجيولوجى ، وظروف المناخ القديم والحديث ، ويهتم هذا الفصل بدراسة لأهم الظاهرات المميزة للسطح ,المرتبطه بالعمليات الداخليه , والاخرى المرتبطه بالعمليات الخارجية , معتمدين فى ذلك على المصادر التالية :-
- الدراسة الميدانية .
- الصور الجوية مقياس رسم 1: 10.000 لعام 1994 .
أولا:- أشكال السطح المرتبطة بالعمليات الداخلية :-
1- سطح الهضبة:-
تتخذ الهضبة شكلاَ بيضاوياَ ، وكما ذكر فى المقدمة بلغ عرضها 12.8 كم ، فى حين بلغ أقصى طول 21.25كم ، وبمتوسط عرض 6.4 كم ، وتراوحت إرتفاعاَت هضبة المقطم ما بين 50 متراَ فى أطراف حضيض حوافها , و220 متر كأقصى إرتفاع على الهضبة العليا للمقطم ، وبالتحديد فى بقعة على اللسان الصخرى الممتد من الشرق للغرب ليفصل فيما بين الهضبة العليا والوسطى .
كما يتراوح الإنحدار العام للسطح ما بين ( 52 - 55) ويمثل خط كنتور(190 متراَ) سطح الجزء الشمإلى من الهضبة العليا , فى حين يمثل خط الكنتور ( 205 متراَ) سطح الجزء الجنوبى من الهضبة العليا , أما الهضبة الوسطى فقد تدرج انحدار سطحها ما بين( 180 متراَ إلى 60 متراَ ) ، إلى أن يأخذ السطح فىالإنحدار التدريجى جنوباَ , مكونة سطح الهضبة الوسطى إلى أن تلتحم مع منطقة المعادى , ومع هضبة طره جنوباَ وحلوان حيث يمتد وادى حوف ، كما هو واضح من الخريطة رقم (2-1) ، وتتألف هضبة المقطم من ثلاث هضبيات ، مقسمه تبعا لإرتفاعها , وهى كما يلى على الترتيب من الشمال إلى الجنوب :-
أ- الهضبة العليا للمقطم The Upper Plateau :-
وهى تمثل أكثر أجزاء الهضبة إرتفاعاَ ، كما هو واضح من شكل رقم (2-1) الذى يمثل مجسما لشكل هضبة المقطم ، وموضحا التفاوت فى مدى الإرتفاع بين الهضبة العليا ، والهضبة الوسطى للمقطم ، وأقصى اتساع فى إتجاه من الشرق للغرب ، وتكثر عليها الأودية الجافة الممزقة لسطحها وتحدها من الشمال الإنكسارات ذات إتجاه من الشرق إلى الغرب ومن الشمال الغربى إلى الجنوب الشرقى ، و يصل أقصى إرتفاع لها ( 190- 220 متراَ) فوق مستوى سطح البحر ويزيد إرتفاعها عن الهضبة الوسطى بحوإلى 65 متراَ ويصل أقصى طول لها 12.3 كم , وأقصى عرض 0.11 كم .
ويتجه إنحدار السطح نحو الشرق والشمال الشرقى , ويمثل حدها الشمإلى الحافة الشمالية لهضبة المقطم فى محور إتجاهه شمال شرق / جنوب غرب , ويتراوح إنحدار السطح ما بين ( 53 - 55) ، وتحتل الهضبة العليا ( 40.82 % ) من مساحة هضبة المقطم ، ويوجد إنخفاضان أساسيان على سطح الهضبة , أولهما يقع فى منطقة ميدان النافورة حيث تتجمع به مياه الأمطار ، وثانيهما فى مدينة المقطم السكنية نتيجة تلاقى إنحدار خفيف حوالى( 56 ) فى الجنوب الشرقى ، وأخر فى الجنوب الغربى ، حيث يتكون منخفض فى اتجاه شمال / جنوب تقريبا ، وينحدر فى اتجاه الشمال ناحية الأراضى المنخفضة نسبياَ ، والواقعة شمال الهضبة( تقرير هيئة الاستشعار عن بعد , 1997, ص 31 ).
يغطى الحجر الجيرى سطح الهضبة بسمك يصل إلى 12 متراَ , وهو ما يعرف هنا باسم طبقة عين موسى ، ويمتد أسفلها طبقات من المارل والطفل المتعاقبة معه .
وتنقسم الهضبة العليا إلى ..
- الجزء الشمالي ( الهضبة العليا الشمالية ) .
- الجزء الجنوبى ( الهضبة العليا الجنوبية ) .
- الجزء الشمإلى من الهضيبة العليا :-
تبدأ الهضبة العليا الشمالية فى الإمتداد من قمم منحدرات المقطم الشمالية والشمالية الشرقية حتى الجرف الصدعى ( الشرقى / الغربى ) ، والذى يفصل بينها وبين العليا الجنوبية , وتنحدر نحو الشمال الشرقى بتدرج سلمى ، وتتعمق داخل طبقات سطحها مجارى الأودية الجافة , التى ما لبثت إلى أن سكن الإنسان جوفها فى مجمع سكنى يعرف بعشوائيات ( عشش ) الدويقة , وتلتزم هذه الأوديه فى إنحدارها بالإتجاه العام لميل الطبقات ، وزحفت العشش على أجزاء متناثرة من سطح الهضيبة فى منشأة ناصر.
يوصف هذا الجزء من الهضبة بكثافة خطوط التصريف السطحى , ولأنها تتخذ مواضع خطوط التصدع مسارات لها , فإنها مستقيمة فى أغلب أجزائها متخذة إتجاه شرق / غرب , والأودية ضحلة فى أقسامها العليا , وعلى العكس من ذلك فى الأجزاء السفلى .
والحجر الجيرى هنا متبادل مع الطفلة والمارل , وتكثر به الفواصل والشقوق بما عمل على الزيادة النسبية فى خطوط التصريف ، وقد اثرت الوديان فى المظهر المورفولوجى لسطح الهضبة ، حيث ادت إلى انقسامها إلى مجموعة من الهضيبات الصغيرة , يفصل فيما بينها أفرع الأودية االإنكسارية , وحدود الهضيبة الشمالية هينة تنحدر مكونة مصاطب بنيوية , بينما الجنوبية عبارة عن جروف شديدة الإنحدار .
- الجزء الجنوبى من الهضيبة العليا:-
تمتد من الجرف الجنوبى للهضبة للعليا الشمالية إلى الحواف الجنوبية والجنوبية الغربية , والتى تفصل فيما بينها وبين الهضبة الوسطى ، ولا يزيد اتساعها على كيلومترين ولا يزيد إرتفاعها عن ( 205 متر) .
والإنحدار العام لهذا الجزء نحو الشرق والشمال , ومن بئر موسى حتى أفرع حوض اللبلابة نحو الجنوب , ثم يعود السطح للإرتفاع مكونا بذلك أرضا منخفضة حوضية تحيط بها المرتفعات من كل جانب .
- وكثافة خطوط الصرف السطحى أقل من ما هى عليه فى العليا ، وتعتبر جرفها الجنوبى والجنوبى الغربى من أخطر جروف المقطم وأكثرها حدة وشدة ، وتتكون الهضبة من الحجر الجيرى التابع لمكون المعادى الذى تكثر به الحفريات والفجوات والشقوق .
ب - الهضبة الوسطى The Middle Plateau :-
تقع إلى الجنوب مباشرة من الهضيبة العليا الجنوبية من الشرق ، والعليا الشمالية من الغرب , ويغطى سطحها طبقات الحجر الجيرى الصلب التابع إلى مكون الجيوشى , وأدنى اتساع لها فى الشمال الغربى وأقصى اتساع لها فى الجنوب , وأقصى طول لها 5.2 كم , وأقصى عرض 20 كم ، فى حين بلغت مساحتها( 27.62% ) من مساحة المقطم .
ويحدها من الغرب الحافة الجنوبية الغربية لهضبة المقطم التى توصف بشدة انحدارها الذى يصل إلى (90 درجة) أى تشكل حائط رأسى أو جرف صخرىCliff ، وتميل طبقاتها ميلاَ هيناَ نحو الشرق , بحيث لا يزيد عن (5 درجات ) متفقة مع الميل العام لسطح الهضبة , ومن ثم فهى مستوية السطح نوعا فيما عدا تلك الحواف الثانوية القافزةThe South Plateu .
ج - هضبة المقطم السفلى (الجنوبية): -
هى أقل هضبيات المقطم ارتفاعا , إذ يتراوح ارتفاعها عن مدينة القاهرة بين(50- 80 متراَ) , وقد بلغ أقصى طول لها 4.7كم , وأقصى عرض 6.5كم , وتحتل نسبة ( 31.56% ) من مساحة هضبة المقطم , ولم يتعدى ميل طبقاتها (3 درجة) شرقاَ أى أنها أفقية الميل Horizontal Layers ، ويغلب على صدوعها اتجاه شرق / غرب , ويصل أدنى ارتفاع لها جنوباَ (60 متراَ) حيث تلتحم مع هضبة طرة .
وقد تميزت كلا من الهضبة الوسطى والسفلى بإمتداد ظهور صدعيه قافزة Horst ، شكلت فى أجزاء منها التلال المنفردة إلى أقصى شرق الهضيبتين.
• خريطة كروبلث الانحدار للهضبة :-
وفى الجزء التإلى نتناول بعض الجوانب المورفومترية ، التى يمكن أن تبين الخصائص المورفولوجية لسطح الهضبة ومنها ...
1- خريطة كروبلث الانحدار .
2- خريطة التضاريس المحلية .
ومن دراسة خريطة كروبلث الإنحدار خريطة رقم (2-2) يتضح أن الانحدارات الشديدة تتركز فى حواف هضبة المقطم الشمالية والجنوبية الغربية , وتزداد بروزا فى الحافة الغربية والحافة الجنوبية للهضبة العليا الشمالية , ومن ثم فالانحدارات الشديدة توجد فى منطقة الدويقة ومنشأة ناصر وعزبة الزبالين .
وتبعاَ لتصنيف young لزوايا الانحدار (young,1973,P173 ) ، أمكن استنتاج ما يلى :-
باستخدام خريطة الكروبلث وخريطة التضاريس النسبية خريطة رقم (2-3) إلى جانب قراءة الشكل رقم (2-1) .
- مناطق شبه مستوية أقل من ( 51 ) Flat :-
وهى أشرطة متسعة عند أقدام المنحدرات , وتزداد مساحتها على سطح الهضبة .
- المناطق الهينة الانحدار ( 51 - 52 ) Very gentle :-
وتشمل مساحات ضيقة على سطح الهضبة السفلى , وهى فى واقعها نطاقات انتقالية بين المناطق الشبه مستوية , والمناطق الهينة الانحدار على سطح الهضبة ، وتظهر فى شكل متصل على سطح الهضبة الوسطى ، ومنها على سبيل المثال منطقتى مدينة المقطم وكازينو المقطم المنهار , مشكلتان بقعتان متناثرتان إلى الجنوب من جبل الإسميرات ، وفى الشمال الشرقى من الهضبة العليا , وقد ضمت كلتا الفئتين ( 10.2 %) من مساحة هضبة المقطم .
- المناطق الهينة الانحدار ( 52 - 55) Gentle :-
تتضح على هيئة نطاق شريطى يحتل (15.25% ) من جملة مساحة هضبة المقطم , يطوق كل الأجزاء المنخفضة من المنحدرات الشمالية الغربية , والجنوبية الغربية للهضبة الشمالية العليا ، والأجزاء الغربية والجنوبية من الهضبة السفلى ، وتتمثل غالبا فى حضيض تلك المنحدرات , والأجزاء السفلى من واجهاتها ، وكذلك فى مناطق متناثرة تحتل مساحات واسعة من شرق هضبة المقطم ، مما يؤكد أن المنطقة يقل انحدارها بصفة عامة نحو الشرق , وأن اتجاه انحدارها هو من الغرب إلى الشرق , وإلى الغرب من الهضبة الشمالية العليا , حيث انشأت بعض المستعمرات السكنية.
- المناطق المتوسطة الانحدار ( 56 – 510 ) Moderate :-
هى فى أغلبها نطاقات انتقالية فيما بين مناطق الانحدار الهين والمناطق الشديدة الانحدار نسبياَ ، والتى تمتد أيضا فى شكل شريطى ضيق يلتف حول أقدام المنحدرات ، فى الشمال والغرب والجنوب الغربى , وتشغل ( 16.5%) من الهضبة .
وتظهر بوضوح فى الشرق مع التدرج العام فى الانحدار نحو الشرق ، وفى مواضع الطيات الأحادية الواقعة شرقاَ , والمتجهة نحو الشمال والشمال الشرقى , وتظهر كذلك فى الحافة الجنوبية للهضبة العليا الجنوبية , هذا إلى جانب مناطق متفرقة شرقاَ.
ونستنتج مما سبق ... أنه غالبا ما تقع الانحدارات الهينة والمتوسطة فى مواضع الامتداد العمراني ،إلى جانب تلك القريبة من حضيض المنحدر الغربى المطل على شرق مدينة القاهرة , ولعل السبب فى ذلك هو المدرج النهرى القابع على حضيض الحافة ونستطيع القول أنها جميعا قد تأثرت بالتعرية والتجويه المائية التى قامت بتسويتها ، وقد ساهم فى اتساع رقعة الانحدارات الهينة أنها تتكون من الرواسب المفككة التى تتميز بقلة مقاومتها لعمليات النحت ، وعمليات التخفيض التى نشطت فى الفترة المطيرة السابقة ( سمير سامى ، 1997, ص17) ، هذا بالإضافة إلى عمليات إلإنهيار الصخرى والتدفق الطينى ، اللتان أديتا أيضا إلى تسوية السطح الصخرى على الحافات خاصة ، مما ترتب عليه تقليل درجة الإنحدار .
- المناطق الشديدة الانحدار نسبيا ( 511 – 518 ) Moderately Steep :-
وهى تشمل معظم مساحات منحدرات الهضبة إذ تمثل ( 19.3%) من مساحة الهضبة ، وأجزاء كبيرة من أسطح الهضاب العليا الشمالية والعليا الجنوبية ، وتتجلى بوضوح على الأطراف الشرقية لهضبة المقطم محتلة مساحات واسعة , وإلى الجنوب الغربى من منطقة كازينو المقطم وتقوية الإذاعة ، لتمتد فى هيئة نطاقات واسعة متداخلة مع سطح وحواف الهضبة , وكذلك تشمل بعض أجزاء من امتداد الحافة الغربية نحو الجنوب ، لتشبه الجزر فى وسط وجنوب غرب المقطم ، وكذلك فى بعض أجزاء من منحدرات الطيات الأحادية الواقعة شرقاَ ، وأجزاء أخرى من الهضبة الوسطى وعند أقدام بعض المنحدرات .
- المناطق الشديدة الانحدار ( 519 – 530 ) Steep :-
تتمثل فى شريط متصل على الحافة الشمالية ممتدا نحو الشمال الغربى ، وأخر على الحافة الجنوبية الغربية ، إلى جانب مواقع متفرقة ، بينها وعلى الحافة الشمالية الشرقية ، وأخرى متفرقة فى وسط الهضبة ، ولكنها تزداد وضوحا إلى جنوب الحافة الشمالية نحو الداخل ، فى امتدادها نحو الشرق ، حيث تشكل (21.22%) من المساحة الكلية ومن ثم تكون نطاق كبير المساحة.
- المناطق الشديدة الانحدار جدا (531 – 545) Very Steep :-
تظهر على خريطة الكروبلث فى هيئة جزر صغيرة متباعدة , على طول الحواف من الشمال نحو الجنوب , وفى منطقة حوض وادى اللبلابة , مما يعكس شدة إنحدار حوافه , والمناطق المتأثرة فيه بالتعرية المائية التى زادت الانحدار , محتلة (9.35%) من إجمإلى المساحة , ويظل توزيعها يقل نحو الشرق حتى لا تكاد تتضح إلا فى بقع متناثرة فى الطرف الشرقى من المقطم.
- المناطق الشديدة الانحدار جدا جدا ( أكبر من 545 ) Precipitous to Vertical :-
تحتل قمم الحواف بوجه عام , ولكن دون أن تشغل مساحات واسعة من مساحة الهضبة سوى فى الحواف الشمالية ، لتكون بها نطاق متصل ممتد من الشرق إلى الغرب شيد عليه مساكن منشأة ناصر والدويقة وعزبة الزرايب ، وما تضمنه من كافة أنواع العشوائيات , وعليه فهى الفئة التى تحتوى على أكثر مناطق المقطم خطورة ووعورة ، بينما تكاد هذه الإرتفاعاَت تتلاشى شرقاَ ، وقد لزم ذكر الحواف هذه فى الفئة ،إذ تناولتها خريطة الكروبلث للإشارة على شدة انحدارها .
ونستنتج مما سبق ما يأتى :-
1- أن متوسط إنحدار هضبة المقطم ( 59/ 513) , وهذا يعنى أنها تندرج فى المناطق الشديدة الإنحدار نسبيا ، تبعا لتصنيف young , 1973 .
2- الإتجاه العام لانحدار الهضبة من الغرب نحو الشرق.
3- تقل درجات الإنحدار إلى الجنوب من الهضبة الوسطى ، حيث تكاد تتلاشى الحدود فيما بين ظهر كويستات الهضبة الوسطى والسفلى .
4- تتجلى الزوايا الشديدة الإنحدار شمال الهضبة ، وعلى الحافة الشمالية ، ويرجع ذلك إلى تمزقها بالمجارى المائية ، وتأثرها بالفوالق والكسور .
2- ظاهرات السطح المميزة :-
ويمكن أن نميز الظاهرات الكبرى التالية على سطح الهضبة :-
أ- الكويستات Cuesta :-
تتكون الهضبة من ثلاث كويستات أخذت الشكل السلمى , الأولى شكلت الهضيبة العليا , والثانية الهضبة الوسطى , بينما الثالثة هى الهضيبة السفلى ، وحافات هذه الهضاب أو الكويستات الشديدة الإنحدار ، فى الإتجاه المضاد لميل الطبقات فى الهضبة Dip – Slop شكل رقم (2-2) , ومن الشكل رقم (2-3)الذى يوضح مجموعه من القطاعات التضاريسيه على سطح هضبة المقطم , مبينه تأثر السطح بخطوط التصدع , وخريطة رقم (2-3 ) التى وضحت التضاريس المحليه للهضبه وخريطة رقم (2-4) المبرزه لتوزيع الكويستات الثلاث على سطح الهضبة ، ومن ثم تعبر الحافات الجنوبية للهضبة العليا الشمالية والجنوبية للهضيبة العليا الجنوبية والجنوبية للهضيبة الوسطى ، عن واجهات الكويستات الثلاث Cuesta Scarp ، بينما أسطح الهضيبات فى حقيقتها ظهور الكويستات .
كما تحمل الهضبة صفة كويستات المناطق الجافة التى تتكون من طبقات متفاوتة الصلابة والمقاومة ، والتى تميل ميلاَ هيناَ ، وتتراوح فيها درجة الميل بين ( 53 - 55 ) ، وإلى أقصى شرق الهضبة يبدو السطح مموجا ومنحدرا فى عدة اتجاهات ، إلا أن الإتجاه نحو الشرق يكون الأغلب .
وتعرف هذه الظاهرة بطبوغرافية الخرافيش ، والتى فيها ينعدم وجود المجارى المائية ، ويمكن فى هذا الصدد أن نذكر أن الهضبة فى أصل نشأتها كانت عبارة عن كويستا واحدة , تميل طبقاتها ميلا هينا نحو الجنوب , وتمثل حواف الهضبه الشمالية واجه الكويستا ، ولكن عملت خطوط الفوالق والكسورالكبيرة وعمليات التجوية على إعطائها الشكل السلمى ، ثم جاءت خطوط التصريف السطحى تعمق مجاريها ، وتسوى سطحها مؤدية بذلك إلى تراجع حواف الكويستات إلا أن نشاط الصدوع فى الهضبة ، وحلول الجفاف أبطأ ذلك .
وقد أثر هذا المظهر على المجارى المائية ، إذ تكونت مجارى مائية تالية وأخرى تابعة ، كانعكاس للشكل الجيومورفولوجى للسطح ، هذا إلى جانب قفز حافات ثانوية أخرى نتيجة للإزاحة الرأسية للصدوع خاصة على الهضبة الوسطى .
وإنعكس هذا المظهر على أنماط المجارى ، التى غلبت عليها الاستقامة , وعليه ما ساد من أنماط التصريف فى شبكة التصريف السطحى على الهضبة , من نمط التصريف المتوازى نتيجة لإنحدار المجارى على الحافات أو واجهات الكويستات وتوازى الصدوع التى تأخذها المجارى المائية مسارات لها .
ب - ظاهرة الأغوار والضهور الصدعية Graben and Horst Faults :-
نشأت هذه الظاهرة عن تأثر بينه الهضبة بالصدوع المتباينة ، وإلى الشمال وفى إتجاه محورى شمال غرب / جنوب شرق , يقع المجرى الرئيسى لحوض وادى اللبلابة ، فى منطقة غور صدعى Graben faults , شكل رقم (2-4) ، بين الإنكسارين موازيين Prallel faults ، إتجاهما شمال غرب/ جنوب شرق الإنكسارين رقم (6, 7) ، يمتد الأول 5كم والثانى 4.25 كم(Abdel Tawab,S.,1986,P.57).
وهما من نوع الصدوع العادية Normal faults ( راجع الخريطة الجيولوجية رقم (1-1)) ، هذا وقد بلغ عرض الغور حوإلى 53متر تقريبا ، بينما غطى مساحة تقترب من 2.5كم2 فى حين بلغت متوسط درجة إنحدار جانبيه ( 555 ) .
وقد نشأ هذا الغور نتيجة حركة الشد فى إتجاه الشمال الشرقى ، مما أدى إلى هبوط الطبقات الصخرية بينهما , وإحاطتهما من الجانبين بحوائط أعلى من مستوى الطبقات الهابطة.
أما إلى الجنوب الشرقى من الهضبة الوسطى فيوجد ظهر صدعى Horst شكل رقم(2-5) ، منحصر فيما بين الصدعين المتوازيين رقم (7, 5) , طولهما 5كم و3كم على الترتيب (المرجع السابق) ، وكلاهما صدعين هابطين ، بينهما كتلة صخرية ناتئة عرضها حوإلى 70 متر، وتحتل مساحة قدرها -,2كم2 تقريبا ، فى حين بلغت درجة إنحدارها حوإلى (62 درجة ) ، هذا وقد تكونت بها مجموعة من التلال المنعزلة تعرف بإسم تلال السودا ، يصل إرتفاعها إلى 210متراَ يغطيها رواسب عصر الأوليجوسين من حصى ورمال ويغلب عليها اللون الداكن (الإسمر ) .
ج - فوهات براكين الغاز Fummaroles :-
عندما تعرضت منطقة شرق القاهرة عامة للتصدع فى نهاية عصرالأوليجوسين ، صعد صهير طبقات السيما من الشقوق على شكل طفوح بازلتية داكنة اللون ، وقد صاحبها تدفق المياه الحارة المحملة بالمنجنيز وأكاسيد الحديد والكبريت على شكل نفاثات غاز Fummaroles ( فتحى الشرقاَوى , 1994 , ص 23 ) .
وقد ظهرت بقايا العيون الحارة ونفاثات الغاز فى الصور الجوية بالقرب من الدويقة وشمال الهضبة الوسطى ، وعلى الحافة الجنوبية للهضبة العليا الجنوبية صورة رقم (2-1) .
ثانيا:- أشكال السطح المرتبطة بالعمليات الخارجية:-
1- ظاهرات الكارست :-
أ- الهبوط الأرضى Subsidence :-
تتكون ظاهرة الهبوط الأرضى من إذابة الحجر الجيرى بالماء المتفاعل مع الكربون فى عملية الكربنة , ومن ثم فهى ظاهرة تنفرد بها طبقات الحجر الجيرى , وتوجد هذه الظاهرة فى منطقة الدراسة فى ثلاثة صور هى :-
- الإذابة السطحية : المتمثلة فى أحواض الإذابة ذات المساحة الواسعة ، التى زاد تواجدها عند حضيض حافة الهضبة العليا وعلى سطح الهضبة الوسطى ، حيث يزداد تسرب المياه .
- إنهيار أسقف الكهوف .
- الهبوط الأرضى .
وقد أمكن رصد الهبوط الأرضى من الصور الجوية , ولوحظ تركزها فى الهضبة الوسطى وتباين أبعادها ، حيث تم إحصاء أربعة هوات كبرى ، بينما يزداد عدد الهوات وتقل حجما بالإتجاه نحو الجنوب .
وتتم عمليات الإذابة فى صخور الحجر الجيرى التى تكثر بها الشقوق والفواصل ، مما يزيد من نفإذية الصخر واختراق الماء إلى باطن الطبقة ، ويزداد فعل الإذابة باتحاد الماء مع ذرات ثانى أكسيد الكربون ليتحول إلى محلول حامضى ( حمض الكربونيك ) .
ومع زيادة فعل عملية الإذابة تتكون ظاهرات الإذابة السطحية صورة رقم (2-2) والتى تتضح فى شكل أحواض محدودة العمق ، مصقولة الجوانب والقاع .
بينما تنشط عملية الإذابة فى داخل الطبقات الصخرية ، فتتكون بذلك كهوف باطنية ، ومع زيادة أبعادها يتكون سقف معلق ، ينهار مع زيادة الفواصل وتعمقها ، مكونا بذلك الهوات العميقة المتراَصةSubsidence dolines على سطح الهضبة صورة رقم(2-3) .
ويساعد على ذلك التتابع الصخرى بين الحجر الجيرى والطبقات الرسوبية (مارل وطفل) فتتكون حفر إذابة Soliotion holes ، ثم يهبط سطحها المتكون من إحدى الطبقات الرسوبية القليلة المقاومة لعوامل التعرية والضغط .
وحيث أن الهوات هى عملية ذوبان الحجر الجيرى الأيوسينى ، تتعمق الشقوق الرأسية أسفل سطح الأرض ، ومن ثم يتم صرف التكوينات الصخرية الذائبة مع المياه الباطنية (سميح عودة ، 1984 ، ص 15) خلال الشقوق ، وعليه ساعدت بنية الهضبة من الحجر الجيرى الكثير الفواصل ، ودرجة إنحدار سطح الأرض ،على ظهور الهوات حيث الإنحدارات الهينة ، مما يتيح الفرصة لبقاء الماء على السطح وزيادة فعل الإذابة ، وتدل هذه الظاهرة على مرور المنطقة بفترة مطيرة فى العصور الجيولوجية.
وبالنسبة لأبعاد الهوات ، فأقصى طول لها يصل إلى حوإلى 27 متراَ* وأقصى عرض باغ حوإلى 15 متراَ* ، كما تساهم عملية إنهيار الصخور فى توسيع فوهة الهوات ، ويتراكم الجلاميد على قاع الفوهة ، وتنتقل غالبا بالتدحرج والسقوط ويزداد أثرها فى أوقات الجفاف ، التى يغيب فيها فعل المياه ، وهذا ما تؤكده الأطراف الستة لفوهات الهبوط الأرضى.
وهى أيضا تشير إلى حداثة الإنهيارات ، ولا يمكننا أن نتجاهل تأثير المياه المتسربة من الرى والصرف الصحى الجائز على هضبة المقطم ، والتى بطبيعتها كما - سبق الذكر- يزداد بها نسبة ثانى أكسيد الكربون ، مما يرفع من قدرتها على الإذابة ، وقد أمكننا حصر 23** هوة متباينة الأبعاد على الهضبة الوسطى .
وهذا يجعلنا أن نتصور الهضبة فى تلك المناطق أشبه بقطعة إسفنج مفرغ ، كما زادعدد الهوات على سطح الهضبة السفلى بأبعاد أقل بلغت أقل من المتر الواحد.
ب- الجسور الطبيعية Natural karst bridge :-
تتكون الكبارى الطبيعية فى البيئات الجيرية العظيمة السمك ، والتى يزداد تقطعها بالفواصل والشقوق المتعامدة ، وبفعل الإذابة تتكون بالوعات إذابة Sink holes متباينة الأبعاد ، إلى جانب فعل عملية الإنهيار الصخـرى من جوانب حفرة التجوية فتتسع وتزداد عمقا وقد تكون الجسر الطبيعى فى الصورة رقم (2-4) على سطح الهضبة الوسطى ، إلى الجنوب مباشرة من مساكن الهضبة الوسطى التابعة إلى شرقها ، والتى تكونت بفعل إلتحام حفرتين إذابة على جانبيـن إحداهما شمإلى والآخر جنوبى ، وعملت عمليه الإذابة على إلتحامهما ، وترك جزء من السطح معلقاَ وقد بلغ طول الجسر 27متراَ*, فى حين لم يناهزالعرض 2.5متراَ*, ولم يتكرر وضوح هذه الظاهرة فى مواضع أخرى .
ج - الكهوف Caves :-
تتكون الكهوف إثر الذوبان الباطنى فى الصخور الجيرية العظيمة السمك ، ويبدأ تكوينها بالحفر الذوبانية التى تمتد أفقيا ورأسيا ، وتأخذ فى الالتحام والتعمق ، وكثير من كهوف الهضبة قد تكونت على أعماق قريبة من سطح الأرض .
نظرا لأن الطبقة العليا التى تمثل سطح الهضبة العليا الشمالية ، تتكون من الحجرالجيرى الصلب المتشقق والمتفلق , لذا فإن المياه السطحية (مياه أمطار - صرف صحى – رى.. ) ، حيث تتركز وتتسرب إلى باطن الصخر من خلال الفواصل والكسور ، تعمل على سرعة إذابة الحجر الجيرى وبزيادة توسع الفواصل ، خاصة عند نقاط تقاطعها مع بعضها البعض ، ومع زيادة كمية المياه الحامضية (الناتجة عن الصرف الصحى) المتسربة ، يزداد معدل الإذابة وتتكون الكهوف فى الطبقة العليا للمقطم ، وتعمل طبقات الطفلة أسفل الحجر الجيرى ، على حجز المياه فى الطبقة الجيرية ، ويكثر تواجد الكهوف أيضا على الحواف الغربية والجنوبية الغربية ، كما لوحظ بعضها بأبعاد أكبر على الطريق الصاعد للهضبة صورة رقم (2-5) ، والتى تمثل خطورة على الطريق بإنهيار أسقفها المعلقة فى أى وقت ، والتى تدخل الانسان فى تكونها أثناء عمليات التحجير وشق الطرق.
ويؤثر تغاير مستوى الماء الباطنى - والذى تكون قديما بالأمطار الغزيرة وفى الفترة الحديثة بتسرب الماء المتخلف عن الاستخدام البشرى - فى إعطاء الكهوف الأبعاد الثلاثية ، ويكثر تواجد الكهوف بأبعاد متباينة على الهضبة الوسطى ، كما عثر على بعضها ، وغالبا ما يكون صغير ، فى طبقة عين موسى ، بالقرب من بئر عين موسى على الهضبة العليا الشمالية صورة رقم (2-6) .
ونجد أن أبعاد الكهوف لا تزيد عن 6 أمتار تقريبا أفقية فى مدخل الكهوف العريضة غير المرتفعة ، بينما يصل إرتفاع سقف الكهوف إلى حوإلى مترين ، وتتباين أعماقها تبعا إلى قوة الإذابة ، كما يوجد أسفل فتحات الكهوف آثار على الصخر للإنسياب المائى والنشع ، مما يدل على وجود أودية عميـاء ، قديمة داخل الصخــر ، وهذا يرجح تكونهــا فى العصور المطيرة السابقة ، ويؤكد ذلك وجود الرواسب التى تغطى أرض الكهف ، وترتفــع هذه الكهوف على الحافة الغربية للهضبة ، إلى حوإلى 150 متر فوق مستوى سطح البحر, كما لوحظ بعض الكهوف الغير طبيعية ، على الطريق الصاعد ولا يمكننا أن نغفل الكهوف أسفل نقاط التجديد ، التى كونتها الإذابة ، بفضل رزاز الماء أثناء تساقطه من أعلى إلى أسفل , والذى لم يزيد عمقها عن 15 سم تقريبا .
د- عيون المياه الجوفية Springs:-
من أهم ظاهرات الكارست ، إذا إنبعثقت المياه من طبقة عين موسى التابعة لتكوين المقطم ، وقد عثر على العين على سطح الهضبة الوسطى ، داخل أحد الأودية الجافة التى عرفت بنفس الإسم (مجرى وادى عين موسى) ، ونحتت مياه العين الغزيرة - فى الماضى- هذا الوادى ، الذى أخذت المياه فيه تشق طريقها نحو الشمال ، وتفجرت المياه نتيجة تقاطع الإنكسارين أحداهما شمال غرب / جنوب شرق ، والآخر شرق / غرب.
وعلى الرغم من أن مصدرالمياه جوفى ، إلا أن المجرى قد حمل فى جوانبه وقاعه ، ما تحمله الأودية من أشكال النحت المائى صورة رقم (2-9) ، وماء العين هى مياه أصلية ، تم استبقاؤها فى الصخور الرسوبية منذ فترة تكوينها ، وتعرف بالماء المتبقى Conuate water .
وساعد على تكونها نفإذية الحجر الجيرى المكتسبة من الفواصل والشقوق ، وارتكاز طبقاته على طبقات صخرية صماء ، إلى جانب الميل الهين للطبقات الصخرية .
وأهم ما يميز العين أن انبثاقها من جوف الحجر الجيرى أدى إلى عمل حفرة إذابة كبيرة قامت قوة المياه بنحتها وتوسيعها ، فى إتجاه ميل الطبقات نحو الجنوب على ظهر الكويستا مكونة بذلك وادى عين موسى ، لتصل المياه لمستوى القاعدة الممثل فى حوض وادى اللبلابة للوصول إلى مستوى القاعدة الأساسى وهو نهر النيل .
وقد وصل منسوب الماء فى مجرى الوادى إلى 7 أمتار، وهذا ما أشارت إليه بقايا المصاطب الصخرية داخل الوادى ، وتأرجحت حتى وصلت إلى حوإلى 2 متر تقريبا ، وهو منسوب المصطبة الدنيا فى المجرى ، ولم ترتفع درجة حرارة المياه فى فصل الشتاء فى العين عن (32 5)* فى موضع خروجها من الطبقات الصخرية.
وقد كونت العين فى مخرجها من أحد الفواصل شلال إرتفاعه 1.5 متر تقريبا ، من قاع المجرى مكونا أسفله حفرة غاطس عمقها 1.10 متر تقريبا صورة رقم (2-10) (2-11) ، وقد عمل الرزاز المنبعث من سقوط الماء ، واصطدامه بقاع حفرة الغاطس ، على توسيع الشق الأمامى له ، مكونا حفرة إذابة كبيرة .
المصدر : الجغرافيون العرب
المصدر : الجغرافيون العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق