التسميات

السبت، 15 يوليو 2017

اتجاهات التغير في النمو والتركيب السكاني في منطقة المدينة المنورة 1394 - 1425هـ ...


اتجاهات التغير في النمو والتركيب السكاني

في منطقة المدينة المنورة 1394 - 1425هـ


أ.د.محمد شوقي بن إبراهيم مكي

قسم الجغرافيا،كلية الآداب،جامع الملك سعود


1- النمو والتوزيع



أ.د.محمد شوقي بن إبراهيم مكي -  أستاذ جغرافية العمران، قسم الجغرافيا، جامعة الملك سعود، الرياض


 مجلة مركز بحـوث ودراسات المدينة المنورة –  العدد (26)
m
       تعد دراسة خصائص السكان عنصراً مهماً جداً في عمليات التخطيط والتنمية، فالتخطيط يهدف أساساً إلى خدمة المصالح المكانية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية للمجتمع. والمجتمع ما هو إلا أفراد وجماعات. و لكي نحقق هذه المصالح لابد في البداية أن نفهم خصائص الفرد والجماعات "السكان". ومن هنا أصبحت الدراسات السكانية ذات أهمية بالغة لأنها تعد المفتاح لفهم جوانب متعددة من حياة الإنسان الذي هو محور جميع أوجه النشاط البشري على وجه البسيطة. وفي عصرنا الحاضر أصبحت هذه الدراسات ركيزة أساسية في عمليات التنمية التي تهدف إلى تحقيق المزيد من التقدم والرفاهية.
     وتعد دراسة خصائص السكان وعمليات تغير هذه الخصائص واتجاهات هذا التغير نقطة الأساس لأي تخطيط تنموي يحاول حل المشكلات السكانية لكي يكون واقعياً وناجحاً. وتحدد أبعاد المشكلة السكانية غالباً في ثلاثة جوانب هي النمو السكاني، وتوزيع السكان، وخصائص السكان (Judith, E.J.,1996, p.8). وقد تتداخل تأثيرات هذه الجوانب في بعضها البعض، ولكن دراستها وتحديدها يعد أمراً ضرورياً سواء أكانت المعالجة فردية أم موضوعاً شاملاً.
     وتستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية هذه الجوانب التي تعالجها، فمن الأهمية بمكان دراسة النمو السكاني وإبراز التغير في الحجم والخصائص مع ربط هذه التغيرات والخصائص بالقضايا الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، والتي يؤمل أن ينتج من معالجتها إضافة لبنة جديدة للدراسات السابقة التي اهتمت بالتنمية في منطقة المدينة المنورة.
     وسيعمد الباحث إلى تبني سلسلة من الدراسات التي تغطي الجوانب المذكورة أعلاه بصورة فردية لضرورات النشر. وستتوزع هذه السلسلة على النحو الآتي :

أولاً:  نبـذة عـن منطقــة الـدراســــــة
 - المــوقـع الـجغـرافـي وأهـميتـه  

    تعد دراسة الموقع الجغرافي للمنطقة مدخلاً أساسياً يلقي الضوء على الخصائص الطبيعية للمكان وبالتالي يعكس الأهمية المحلية والوطنية والعالمية له.
      تقع منطقة المدينة المنورة في شمال غرب وسط المملكة العربية السعودية مُشَكِّلةً إحدى المناطق الرئيسة في غرب المملكة، ويحدها من الشمال منطقتا حائل وتبوك، ومن الجنوب منطقة مكة المكرمة، ومن الشرق منطقة القصيم، ومن الغرب منطقتا تبوك والبحر الأحمر(شكل رقم (1)، وتمتد المنطقة بين درجات الطول 30 36 و 15 42 شرقاً، ودرجات العرض 30 22 و 30 27 شمالاً. وهي بذلك تأخذ شكلاَ شريطياً طولياً يظهر أقصى امتداد له من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي (بطول نحو610كم)، ومن الشرق إلى الغرب (بطول نحو 444كم). وتبلغ المساحة الإجمالية للمنطقة 149678كم2 تمثل 6.8% من مساحة المملكة العربية السعودية.

      ولهذا الموقع أهمية خاصة لعدة اعتبارات استراتيجية (دينية ومكانية واقتصادية) محلية وإقليمية وعالمية. وتبرز الأهمية الدينية من وجود المسجد النبوي الشريف (في مركز المنطقة) الذي يؤمه سنوياً ملايين الزائرين من جميع الدول الإسلامية. كما أن للعديد من مكونات المدينة المنورة أفضلية خاصة على سائر المدن تشمل التربة والصاع والزرع، والخصوصية للشجر والصيد داخل حدود الحرم، إضافة لحث الرسول r على سكناها[2].  وقد انعكس تأثير هذه الاعتبارات على استدامة الأهمية الدينية للموقع الجغرافي لما يزيد على أربعة عشر قرناً من الزمان.
     وتبرز الأهمية المكانية لموقع المنطقة من حقيقة أهمية مركزها منذ ماقبل الإسلام، في كونها نقطة ارتكاز تجارية مهمة على طريق القوافل القديمة (طريق البخور)، الذي يربط بين جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الشام، حيث تميز موقعها بوفرة الموارد المائية والزراعية. وبعد بزوغ فجر الإسلام استمرت أهمية الموقع بإضافة وظائف دينية وإدارية وسياسية فأتتها الوفود من جميع أصقاع الجزيرة العربية حتى نهاية عهد الخلافة الراشدة وانتقال العاصمة إلى خارجها، ولكنها بقيت محافظة على أهميتها الدينية لوجود المسجد النبوي الذي تشد إليه الرحال.  واستمرت أهمية المكان بين شد وجذب حتى قيام المملكة العربية السعودية في عام 1351هـ، حيث بدأت مثل نظيراتها من مناطق المملكة تشهد عهداً زاهراً ساعد موقعها وأهميتها الدينية في أن يكون لها نصيب كبير من برامج التنمية في المملكة. وقد برز هذا التميز في ربط المنطقة بشبكة من الطرق التي زادت من لحمتها بمحاور الطرق الإقليمية، مما جعل المدينة المنورة تأتي في المرتبة الأولى من بين مدن المملكة في درجة الاتصال، بل وتعدت درجة الاتصال العالية فيها الشبكة الداخلية إلى الشبكة الدولية، حيث ارتبطت بالطرق المؤدية إلى الأردن وسوريا ومصر ودول الخليج العربية.
     وتبرز الأهمية الاقتصادية لمنطقة المدينة المنورة في  توفر العديد من الموارد الاقتصادية فيها متمثلة في الرقعة الزراعية الواسعة وعمادها شجرة النخلة، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الزراعية الأخرى من الحبوب والخضروات والفواكه. كما يعد التعدين في المنطقة من أهم الأنشطة الاقتصادية، ولعل من أهمها خام الذهب في مناجم مهد الذهب وباري، وجذيب غزيل، وجبل النمرانية، وجبل الروميات. وهناك خام القصدير والتنجستن والكروم والنيكل وأكسيد الحديد المغناطيسي في مواقع عدة في المنطقة. كما تزخر المنطقة بأحجار الزينة مثل الجرانيت والرخام في جبل رضوى وجبل الغرابة. وتقوم في المنطقة العديد من الأنشطة الصناعية المتوسطة والصغيرة، بالإضافة إلى صناعة البتروكيماويات في ينبع. وتعد المدينة المنورة أحد المراكز التجارية المهمة في المنطقة نظراً لزيارة عدد كبير من الحجاج والمعتمرين لها كل عام، مما يشكل رواجاً تجارياً كبيراً يجذب السكان من مختلف أنحاء المنطقة للعمل في هذا القطاع. وهناك قطاع متنامٍ من الثروة الحيوانية والسمكية في المنطقة، بالإضافة إلى نشاط السياحة الحضارية لغنى المنطقة بالكثير من الآثار في المدينة المنورة، والربذة، والحناكية، وخيبر، والعلا.
  
2- التركـيب الجيولوجي 
   تعد دراسة التركيب الجيولوجي من الدراسات المهمة التي يمكن أن تحدد أماكن النمو العمراني، وأماكن التعدين والتحجير، مما يشكل ركائز مهمة في تنمية المنطقة.
     ترتكز أرض منطقة المدينة المنورة على صخور القاعدة المكونة  لصخور الدرع العربي. وتتكون صخور القاعدة بصورة عامة من تتابعات سميكة من الصخور الطباقية المتحولة عن أصول بركانية ورسوبية تعرضت للعديد من العمليات الجيولوجية مثل الطي(المقعر والمحدب) والتصدع والاختراق، مما أدى إلى تبلورها وتحولها إلى أحزمة معقدة من صخور الشست والغنس. وتمتد المتداخلات النارية فوق أجزاء من صخور الدرع العربي مكونة من صخور البريدوتايت والديونايت والديورايت والتونالايت والجرانيت. وتراوح أعمار هذه الصخور بين أقل من 560 مليون سنة إلى نحو 900 مليون سنة.
     وتقسم الصخور المتطابقة على صخور الدرع العربي إلى خمس مجموعات وهي:
     وادي الفرع،حليفة، وادي العيص،جبل فريح، وجبلة. وجميع هذه المجموعات تتبع الفترة المتأخرة من فترة طلائع الحياة التي يعتقد بامتدادها بين 2500-570 مليون سنة. وتعرضت صخور القاعدة والصخور المنطبقة عليها للعديد من حركات التصدع المتجهة إلى الشمال الغربي والشمال الشرقي والمعترضة من الشرق إلى الغرب (شكل رقم2).

وتُغَطِّي صخور القاعدة والصخور الطباقية أحياناً طبقات من التربة الرسوبية التي يزداد سمكها باتجاه الشرق والشمال الشرقي والشمال والتي تتكون من مجموعة تيماء ورسوبيات عصر البليوجين. وتمثل مجموعة تيماء بداية الغطاء الرسوبي الذي يعلو صخور القاعدة، وتشمل طبقتين من الأسفل للأعلى: السيق (يمثل أقدم الصخور الرسوبية التي تعود لحقب الحياة القديمة)، والبرج وهو عبارة عن مكونات من الحجر الجيري الذي يظهر بشكل واضح في شرق وشمال المنطقة متداخلاً مع المكونات الرملية. أما مجموعة عصر البليوجين فتلاحظ في الأغوار البنيوية على طول ساحل البحر الأحمر وتحت حرات البازلت. وتتكون هذه الصخور من رسوبيات صلصالية رملية وأحجار من الصوان والجير النيوميوليتي، وتلاحظ في شمال وادي العيص وفي جبل عنتر.
     كما نجد في المنطقة بعض الطفوح البركانية(الحرات) التي تغطي مساحات شاسعة من منطقة المدينة المنورة، وهي جزء من حرات غرب شبه الجــزيرة العربية التي تمتد من اليـمـن جنوباً إلى الهضبة السورية شمالاً. ويبلغ عمر هذه الحــرات ما بين 12-13 مــليون سنة (الوليعي،عبد الله بن ناصر، 1416هـ، 150). وتتخذ هــذه الحــرات في منطقــة المدينة المنورة عــدة أسماء مثل حرة رهط، وحرة خيبر، وحرة هرمة. وتعلو هذه الحرات صخور القاعدة؛ إما بصورة مباشرة أو تفصلها بعض صخور العصرين الكمبري والأوردفيشي مثل تكويني السيق والساق الذين يصل سمكهما تحت حرة هرمة نحو 400م. وأحياناً يفصل صخور الحرات عن صخور القاعدة رواسب قارية أو بحرية تابعة لعصر البليوجين (Powers, R.W,1966, pp.21-22, Chapman, B. W., 1978, p.9).
      ونجد في شريط السهل الساحلي طبقات متباينة السماكة من رسوبيات حقب الحياة الحديثة الناتجة من أصول متعددة، ويمكن أن تصنف إلى الأنواع الآتية:
أ-رواسب الأودية: تتكون عادة من الحصى والرمل والغرين والصلصال.
ب - رواسب ملحية: تتكون من الرمل والصلصال مختلطة بنسب متفاوتة من الأملاح .
ج - الكثبان الرملية: وتنتشر في أماكن متفرقة من المنطقة، خاصة في شرقها (جنوب الشقران) وشمالها.
د- الترب النهرية القديمة: توجد حول الأودية وتتكون من الجلاميد والحصى والرمل والغرين قليل التماسك.
هـ - الشعاب المرجانية الحديثة: توجد على طول ساحل البحر الأحمر مشكّلة جداراً مرجانياً بعمق 5 ــ20كم من خط الساحل.
     
3- مظـاهـر سطح الأرض
  تكونت مظاهر السطح في منطقة المدينة المنورة نتيجة عمليات متعددة تتصل بالحركات التكتونية التي كانت زاخرة بارتفاع أو هبوط في القشرة الأرضية، وكذلك لحدوث انزلاقات وشقوق وخسف في بعض أجزاء القشرة، بالإضافة إلى النشاط البركاني والزلزالي في بعض المواقع، وتأثير عناصر المناخ من حرارة وأمطار ورياح وجريان الأودية عبر قرون جيولوجية تمتد من الزمن الأركي وحتى الزمن الرابع، ونتج عن كل هذه العمليات المظاهر الآتية:
أ-السهل الساحلي: هو عبارة عن شريط منخفض محصور بين ساحل البحر الأحمر وجبال الحجاز تغطيه مواد رسوبية رملية وحصوية وبعض الطمي،  يبلغ طول هذا الساحل في منطقة المدينة المنورة نحو 285كم بارتفاع يتراوح بين 6 ــ30م فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ أقصى عرض له بالقرب من مدينـة ينبـع نحو 74 كــم، وينحسر إلى 28.6كم في أقصى الشمال . وتوجد في الجزء الشمالي من السهل بعض السبخات  والتلال المنعزلة التي يصل ارتفاع بعضها إلى 200م فوق مستوى سطح البحر. وقد أدى جريان بعض الأودية المنحدرة من جبال الحجاز إلى تقطيع السهل بشكل عرضي، محدثة العديد من الشروم والخلجان التي استغلت كمرافئ للصيد وموانئ مهمة في المنطقة مثل ينبع والرايس.  ومن أمثلة هذه الأودية وادي خمال، ووادي عويص، ووادي الأبطح،ووادي الصفراء، وغيرها كثير.
     ويحيط بخط الساحل مجموعة من الصخور المرجانية التي تبرز على هيئة خطين، الأول منهما شمالي بطول نحو 20كم والثاني بطول نحو 4كم وبينهما منطقة وسطى بعرض نحو 75 ــ 175م. وتتناثر بين هذه الشعب المرجانية مجموعة من الجزر الصغيرة، كما توجد بين الشعب الساحلية والشعب الخارجية عدة جزر رملية على بعد نحو 3كم إلى الجنوب الغربي من المنطقة.
ب - السهول الداخلية: تنتشر السهول الداخلية في معظم أجزاء المنطقة بمساحة إجمالية تقدر بنحو 425كم2، ويتراوح ارتفاعها بين 200 ــ 500م فوق مستوى سطح البحر. وتتركز هذه السهول في بطون وضفاف الأودية التي تمتد بشكل طولي أو عرضي في المنطقة.
ج - الهضاب الداخلية :  تجاور السهول الداخلية الهضاب الداخلية، وأهمها هضبة الحجاز التي تمتد بين دائرتي عرض 22 ْ و 27 ْ شمالاً وتخترقها مجموعة من الأودية مثل أودية الجزلي والحمض والنقمي، ويقوم فيها العديد من المراكز العمرانية المهمة مثل المدينة المنورة والحناكية وخيبر. وعلى هذه الهضبة توجد الحرات البركانية التي تشكل نحو 23.5% من مساحة المنطقة. ويتراوح ارتفاع هذه الحرات بين 700م عند المدينة المنورة إلى 1400م في شمالي المدينة، ولذلك فهي تعد أحياناً من المرتفعات الجبلية. وتتميز أسطح الحرات بالتضرس الشديد، وتختزن في جوفها كميات جيدة من المياه، بالاضافة إلى التربة الخصبة(التربة البركانية)، مما شجع على قيام واحات زراعية داخلها (المدينة المنورة وخيبر). وقد استخدمت الصخور البركانية منذ القدم في مجالات عديدة مفيدة للإنسان  مثل استخدام المفتتات الصخرية والرماد البركاني في تخصيب التربة،واستخدام الحجر البركاني في البناء لتميزه بخفة الوزن والصلابة وجودة العزل الحراري،واستخدمت القطع الصغيرة منه،المتميزة بالثقوب الخارجية  في تنظيف جسم الإنسان في الحمامات العامة والخاصة. كما استخدمت هذه الصخور حديثاً في صناعة الصوف الحراري.
د-المرتفعات الجبلية: تمتد جبال الحجاز في منطقة المدينة المنورة من الشمال إلى الجنوب بطول نحو 300كم، وتنقسم إلى مجموعتين ساحلية وداخلية تفصلهما وديان طولية وعرضية. وتظهر المجموعتان إما على شكل كتل جبلية منعزلة أو على شكل سلاسل متوازية. وعموماً تتركز الجبال الساحلية على طول السهل الساحلي للبحر الأحمر ويتراوح ارتفاعها بين 600 ــ 700م فوق مستوى سطح البحر، وإن كان بعضها يرتفع أضعاف هذا الارتفاع مثل جبل رضوى شرق مدينة ينبع الذي يصل ارتفاعه إلى نحو 2170م فوق مستوى سطح البحر. وتبدو الجبال الداخلية أكثر ارتفاعاً وبعضها يمتد لمسافات طويلة مثل جبل عوف الذي يشرف على وادي الفرع بطول نحو 155كم (شكل رقم3 ).


      ولا شك أن هذه الجبال،خاصة الداخلية، لها تأثير واضح على درجات الحرارة، إذ تنخفض الحرارة على قمم الجبال بدرجات كبيرة تصل إلى نحو 15 م عن المواقع عند مستوى سطح البحر. ولعل العديد من هذه القمم تستغل الآن في السياحة الداخلية، وهي مناطق واعدة تنتظر الاستثمارات المناسبة لتطوير الخدمات بها لتكون مناسبة للجذب السياحي الإقليمي والوطني. ومن أهم هذه الجبال ذات الأهمية التاريخية والسياحية في المنطقة ما يوضحه الجدول رقم (1).
جدول رقم (1)
الجبال ذات الأهمية التاريخية والسياحية في منطقة المدينة المنورة حسب الارتفاع
اسم الجبل
المحافظة
الارتفاع عن مستوى سطح البحر
جبل سلع
المدينة المنورة
695م
صخرة الحناكية
الحناكية
934م
جبل عير
المدينة المنورة
1024م
جبل أحد
المدينة المنورة
1070م
جبل أيلي
المهد
1200م
جبل أبو بردية
خيبر
1440م
جبل الأجرد
المدينة المنورة
1581م
جبل مرحبا
خيبر
1596م
جبل آرة
المدينة المنورة
1800م
جبل الأشقر(الفقرة)
المدينة المنورة
1901م
جبل صبح
بدر
1989م
جبل عوف
المدينة المنورة
2082م
جبل إدقس
المدينة المنورة
2161م
جبل ورقان
المدينة المنورة
2400م

4- الـمـنـاخ
      يتأثر مناخ منطقة المدينة المنورة بالعديد من العوامل المحلية والخارجية التي تؤثر في حياة السكان ونشاطاتهم. ولعل من أهم هذه العوامل المؤثرة ما يأتي:
أ- الموقع الفلكي : تقع المنطقة، كما سبقت الإشارة، بين دائرتي عرض 30 22 و 30 27 شمالاً، مما يعني تعامد الشمس في فصل الصيف مرتين على الجزء الجنوبي من المنطقة، إضافة إلى شبه تعامدها على أجزاء أخرى من المنطقة مما يجعل المناخ شديد الحرارة في الصيف وبارداً في الشتاء .
ب- الارتفاع:  يتراوح ارتفاع المنطقة بين 2م قرب سواحل البحر الأحمر ونحو 2200م في المناطق الجبلية. ومن المعلوم أن الارتفاع عن سطح البحر يؤثر تأثيراً بالغاً في العناصر المناخية في المنطقة. فنجد المناخ يتصف بشكل عام بالقارية، ولكن هناك بعض المواقع المرتفعة التي تتصف باعتدال درجات الحرارة وتعد مواقع جذب سياحي مثل موقع جبال الفقرة(1901م) وجبل إدقس في اليتمة (2161م).
ج- الموقع الجغرافي: يؤثر موقع منطقة المدينة المنورة،في أقصى غرب قارة آسيا ولا يفصلها عن قارة أفريقيا إلا كتلة مائية صغيرة ممثلة في البحر الأحمر، في إيجاد البيئة المناخية المناسبة لتكون المنخفضات الجوية. فهنا تقابل في فصل الشتاء الرياح القارية الباردة القادمة من شرق آسيا وشرق أوربا والرياح الغربية الدافئة الرطبة القادمة من البحر المتوسط، مما يؤثر على درجات الحرارة والرطوبة، خاصة على شمال المنطقة. وفي فصل الربيع تتجه الرياح الاستوائية نحو الشمال حاملة الرطوبة التي قد تسقط أمطاراً على المنطقة، وكذلك الحال في فصل الخريف تتأثر المنطقة بتيارات الهواء الغربية الرطبة التي ينتج عنها سقوط الأمطار في المنطقة (جدول رقم2). وفي فصل الصيف تهب رياح حارة وجافة من جنوب وغرب آسيا يصل تأثيرها إلى منطقة المدينة المنورة، وكذلك يجلب المنخفض السوداني رياح حارة وجافة تكون قد فقدت معظم رطوبتها قبل أن تصل المنطقة. 

جدول رقم(2)
الخصائص المناخية بمنطقة المدينة المنورة حسب فصول العام (1394-1425هـ)
الخصائص المناخية
الشتاء
الربيع
الصيف
الخريف
المجموع
أعلى درجة حرارة عظمى.
متوسط درجة الحرارة العظمى.
أقل درجة حرارة دنيا.
متوسط درجة الحرارة الدنيا.
37
25.23
1
12.71
40.3
35.76
8
21.81
55
42.84
16.3
28.68
41.5
35.83
2.8
22.11
55
34.80
1
21.21
متوسط سرعة الرياح على ارتفاع 317سم (كم/ساعة).
أعلى سرعة للرياح على ارتفاع 317سم (كم/ساعة).
الاتجاه السائد للرياح*
6.20

15.14
غ 
6.76

17.08
غ
6.72

16.96
غ
5.83

15.29
غ
6.36

16.07
غ
متوسط كمية الأمطار/مم
.0.20
0.29
0.27
0.72
0.26
كمية البخر (مم/يوم).
7.77
7.78
7.79
8.29
7.88
متوسط الرطوبة النسبية (%).
53.56
34.87
23.04
35.65
36.89
* غ= الاتجاه الغربي.
المصادر:    1-قسم الهيدرولوجيا،1394-1425هـ،النشرة الهيدرولوجية،وزارة الزراعة،الرياض.
2-مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، 1975-2004م، بيانات غير منشورة. 

     يوضح الجدول السابق الخصائص المناخية الأساسية بمنطقة المدينة المنورة حسب فصول العام، والتي تم حسابها من بيانات 28 محطة تابعة لوزارة الزراعة ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة على النحو الآتي:
1-تصل أعلى درجات الحرارة في فصل الصيف، خاصة في شهر أغسطس، حيث بلغت أعلى درجة حرارة 45.7 ْ م وأقل درجة حرارة في فصل الصيف كانت  28.7 ْم. أما في فصل الشتاء فقد كانت أعلى درجة حرارة 37 ْم   وأقلها 1 ْم .  ولعل هذه الدرجات تؤكد قارية مناخ المنطقة، حيث بلغ المدى الحراري في الصيف 20.7 ْم، وفي فصل الشتاء 12.5 ْم، مما يدل على التباين الواضح بين درجات الحرارة صيفاً وشتاءً بسبب عاملي الارتفاع والعمق القاري. وتتميز شهور الربيع والخريف بانخفاض درجات الحرارة الدنيا، ولكنها لا تخلو، خاصة في أشهر الربيع المتأخرة وأشهر الخريف المبكرة من ارتفاع درجات الحرارة، حيث بلغت أقصاها 46 ْم و 45 ْم على التوالي.
      ومن الملاحظ على درجات الحرارة في المنطقة هو الاتجاه نحو انخفاض متوسط الحرارة السنوي كلما اتجهنا شمالاً، ففي مدينة العلا الواقعة في أقصى شمال المنطقة ينخفض متوسط الحرارة السنوي إلى نحو 23 ْم، بينما يرتفع في جنوب المنطقة إلى نحو 31 م بالقرب من قرية النصايف، حيث تتعامد الشمس صيفاً على مدار السرطان. ويعني هذا التباين أن المتوسط الحراري السنوي بالمنطقة يقترب من معدل الراحة الحرارية للإنسان والتي تبلغ في المتوسط الطبيعي 25 ْ، مما يشجع على الاستقرار البشري ونمو نشاطات الترويح والسياحة.
2- يلاحظ ارتفاع متوسطات درجات الحرارة العليا والدنيا في نهاية الربيع حتى بداية الخريف(4 ــ 10 أشهر)، ثم تعود للانخفاض في وسط ونهاية الخريف والشتاء(شكل رقم 4).
3 - عند مقارنة متوسطات الحرارة في فصل الشتاء في القسم الساحلي من المنطقة (محافظتي بدر وينبع) بالأجزاء الداخلية المرتفعة؛ يتضح أن درجات الحرارة في المنطقة الساحلية أعلى نسبياً من متوسطات الحرارة في الشرق. فمثلاً نجد أن متوسط الحرارة العظمى في ينبع يصل إلى نحو 25 ْم، بينما يصل في محافظة الحناكية إلى 23.8 ْم في فصل الشتاء. ولعل ما يعزز هذا الاختلاف هو ارتفاع كميات البخر فوق المنطقة البحرية مما يساهم في رفع درجات الحرارة في سهل ينبع. أما في فصل الصيف فنجد أن المتوسط الحراري ينخفض في المناطق الساحلية عنه في الأجزاء الداخلية من المنطقة حيث يصل في ينبع إلى نحو 35 ْم، بينما يصل في الحناكية إلى نحو 42.7 ْم، وذلك بسبب تعامد الشمس على المنطقة، مما يرفع من درجات الحرارة بشكل كبير في المناطق الداخلية القارية.
 

4-نتيجة لاختلاف الضغط الجوي في منطقة المدينة المنورة عن المناطق المحيطة في وسط آسيا أو حوض البحر المتوسط أو شرق إفريقيا تتعرض المنطقة لهبوب رياح حارة في فصل الصيف، ورياح باردة قادمة من سيبريا وشرق أوربا، أو رياح دافئة رطبة من البحر المتوسط في فصل الشتاء. وتكون في الغالب سرعة الرياح متوسطة تتراوح بين 6-16كم/الساعة، وقد تزيد في بعض الأحيان إلى 63كم/الساعة مثيرة العواصف الرملية وإن كان ذلك في نطاق محدود جداً. وتؤكد وردة الرياح المثمنة سيادة الاتجاه الغربي أو غرب الجنوب الغربي لهبوب الرياح سواءً على المستوى الفصلي أو بشكل عام على مدار العام (شكل رقم5).
5-هناك علاقة طردية بين درجات الحرارة وكمية البخر. ولما كانت درجات الحرارة مرتفعة في المنطقة معظم أيام السنة فقد أدى ذلك إلى ارتفاع البخر، خاصة في فصل الصيف. وقد بلغ  متوسط البخر اليومي خلال فترة الدراسة 7.9مم، وبلغ أقصاه في فصلي الصيف والخريف بمتوسط 7.8مم و 9.3مم/يوم على التوالي..



 6-هناك علاقة عكسية بين درجات الحرارة والرطوبة النسبية في منطقة المدينة المنورة. ونظراً لارتفاع درجات الحرارة في معظم أيام السنة مع انتشار الجفاف فإن الرطوبة النسبية عادة ما تكون منخفضة في معظم أيام السنة (بمتوسط 36.9 %)، مع وجود بعض الاختلافات بين الفصول حيث تبلغ أقصاها في فصل الشتاء وأقلها في فصل الصيف (جدول رقم2 ).  ويلاحظ أن أعلى معدلات الرطوبة النسبية كانت في شهر يناير حيث بلغت 68%، وأقلها في شهر يونيو حيث بلغت 6%.
7- تتراوح كمية الأمطار السنوية في منطقة المدينة المنورة بين 10-52مم، وتهطل معظمها خلال فصلي الربيع والخريف. ويعد فصل الربيع أكثر حظاً في نسبة سقوط الأمطار. ويتصف فصل الصيف بالجفاف الشديد، مما ينعكس على جفاف أودية المنطقة معظم أيام السنة. ومع هذا تتميز أمطار المنطقة بالتذبذب وعدم الانتظام من سنة لأخرى. فمثلاً نجد أن المعدل السنوي لسقوط الأمطار في عام 1973م بلغ 2.3مم، ولكنه ارتفع إلى 42مم في عام 2000م. كما تتفاوت فصول السنة في عدد مرات سقوط زخات خفيفة جداً من المطر حتى إن أجهزة القياس لا تستطيع قياسها. وقد بلغ عدد هذه المرات 78 مرة خلال فترة الدراسة، كان أعلاها من نصيب فصل الربيع بنسبة 35.9% من المجموع، وأقلها من نصيب فصل الصيف بنسبة 15%، وبلغ نصيب فصلي الخريف والشتاء 21.8%، 26.9% على التوالي.  وعلى الرغم من هذا التذبذب إلا أن التساقط يعد مهماً جداً للإنسان والنبات والحيوان حيث يتلو سقوط المطر نمو الغطاء النباتي والشجيرات البرية التي تشكل مورداً للرعي، بالإضافة إلى زيادة كمية المياه في آبار المزارع، مما يساعد على توفر المياه  لري المزروعات بالشكل المطلوب. كما يشجع الكساء الأخضر على زيادة نشاط ارتياد الرحلات البرية والسياحة للسكان.

ثانياً: النمــو الســــــــكانــي


      تتناول هذه الدراسة نمو سكان منطقة المدينة المنورة خلال الفترة (1394 ــ 1425هـ/1974 ــ 2004م)، وقد اعتمدت بصورة أساسية على بيانات تعدادات 1394هـ، 1413هـ، 1425هـ، بالإضافة إلى بيانات مشروع دراسة المخطط الإقليمي لمنطقة المدينة المنورة الذي أعدته أمانة المدينة المنورة في عام 1419هـ.
      وتفيد هذه المصادر في القيام بالمقارنات لإيضاح التغيرات السكانية التي مرت بها منطقة المدينة المنورة خلال نحو ثلاثة عقود ماضية من الزمان.
      يعيش في منطقة المدينة المنورة 1512076 نسمة يمثلون 6.7% من مجموع سكان المملكة، وبكثافة عامة تقدر بنحو 51.4 نسمة/كم2 في عام 1425هـ.
      وقد نما عدد سكان المنطقة بين سنة 1394هـ وسنة 1425هـ بنسبة بلغت نحو 193%. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل هذا النمو في عدد السكان يتناسب مع النمو في بقية مناطق المملكة؟، وهل هذا النمو يتماشى مع نمو الموارد وإمكاناتها في المنطقة؟ إن الإجابة على هذه التساؤلات قد تساعد في تبني سياسة سكانية تجعل هذا الكم من السكان طاقة تساهم بفاعلية في تنمية مجتمع منطقة المدينة المنورة، وتحقق المعادلة الصعبة التي يسعى إليها المخططون الإستراتيجيون في خلق الموازنة بين النمو السكاني وخصائص هذا النمو، وبين التنمية الشاملة. وإذا ما تحقق هذا الهدف في كل جزء من أجزاء الوطن ومناطقه، تحققت التنمية في جميع أعضائه وفي هيكله العام.
       لقد اعتمدت هذه الدراسة المنهج الاستقرائي الذي يعنى بملاحظة الظاهرة(نمو السكان) وتجميع البيانات حولها ثم تصنيفها وتحليلها ومعرفة أسباب تغيرها، للإجابة على التساؤلات ومن ثم التوصل إلى حقائق منظمة يمكن أن تستخلص منها بعض التعميمات. كما استخدم الباحث الأسلوب الإحصائي لوصف البيانات وتحديد مدى تباينها وتغيرها خلال فترة الدراسة.  

اتجاهات الزيادة السكانية
      لقد حددت بداية فترة الدراسة بسنة 1394هـ، وهي السنة التي أجري فيها أول تعداد رسمي- معترف به-للسكان في المملكة[3]. ولهذا حددت مراحل نمو السكان في المنطقة بالسنوات التي تمت فيها التعدادات السكانية الرسمية وهي ثلاث سنوات (1394، 1413، 1425هـ). ويمكن استنتاج الملاحظات الآتية على تغير سكان منطقة المدينة المنورة: 
1-ازداد عدد السكان بنسبة زيادة تصل إلى 192.6% (أو معدل زيادة سنوية تبلغ 6.2%). ولكن هذه النسبة لم تكن متساوية خلال كامل الفترة وإنما اختلفت بين سنوات التعداد الثلاث، فقد كان معدل الزيادة السنوية بين 1394هـ-1413هـ يعادل 5.2%، ولكنه انخفض إلى 3.3% خلال الفترة 1413هـ-1425هـ (جدول رقم3).
       ويلاحظ أن نسبة الزيادة السنوية تباينت بين محافظات منطقة المدينة المنورة، فقد احتلت المدينة المنورة والمراكز التابعة لها المرتبة الأولى في الغالب في نسبة الزيادة الإجمالية أو التفصيلية للفترتين 1394هـ-1423هـ و 1413هـ-1425هـ، ثم تلتها محافظة ينبع. ثم أتت المحافظات الأخرى في الغالب بنسب زيادة متواضعة تتراوح بين 0.8-1.6%، فيما عدا محافظة الحناكية التي ازداد عدد السكان فيها بنسبة 3.6% خلال إجمالي الفترة 1394-1425هـ، وبنسبة 4.9% للفترة 1413-1425هـ.
      ولعل هذا التركز السكاني في المدينة المنورة ثم التغير الملحوظ على حجم السكان في محافظة الحناكية، يعود إلى إستراتيجية التنمية المطبقة في المملكة ومدى التغير فيها. لقد كان المتبع في خطة التنمية الأولى في المملكة (1391ـ1395هـ) إستراتيجية التنمية من القمة إلى القاعدة (Development from above). ولهذا كانت التنمية في الخطة الأولى إلى الثالثة تتجه إلى المركزية على افتراض أن التنمية تحدث بدافع الحاجة الخارجية أو بدافع الاختراع، بطريقة ذاتية أو بطريقة محدثة من أماكن معينة ثم تنساب لبقية الإقليم. ولهذا تركزت الاستثمارات العقارية والصناعية والخدمية وتوطين التقنية في المركز الرئيس (المدينة المنورة)، ولم ينل المحافظات الأخرى إلا النزر اليسير حسب إمكانات سكانها وجهودهم الذاتية. ولكن هذا الاتجاه تغير ويلاحظ أن نسبة الزيادة السنوية تباينت بين محافظات منطقة المدينة المنورة، فقد احتلت المدينة المنورة والمراكز التابعة لها المرتبة الأولى في الغالب في نسبة الزيادة الإجمالية أو التفصيلية للفترتين 1394هـ-1423هـ و 1413هـ-1425هـ، ثم تلتها محافظة ينبع. ثم أتت المحافظات خطة التنمية الثالثة (1401-1405هـ) والتي تبنت استراتيجية مراكز النمو الوطنية والإقليمية والمحلية وترتيبها في إطار إداري متسلسل، وذلك بهدف توزيع الخدمات والمؤسسات الأساسية للتنمية بشكل عادل وفعال في جميع أنحاء المملكة، لمنع الازدواجية في الأنشطة ( وزارة التخطيط،1980م،ص167).
      كما دعت الاستراتيجية العمرانية الوطنية إلى ضرورة تحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة. ولتحقيق هذا الهدف دعت الاستراتيجية إلى توجيه التنمية في المجالات العمرانية والاجتماعية والاقتصادية بعيداً عن مناطق النمو السريع والمراكز الحضرية الكبرى، وتفعيل مراكز النمو المحلية كآلية لتحقيق ذلك الهدف ( وكالة الوزارة لتخطيط المدن،2001م،ص20).
     ويبدو أن هذه الخطط والاستراتيجيات نجحت في توجيه التنمية للمناطق البعيدة عن المراكز الكبرى للتجمع الحضري. ولعل الجدول رقم (3) يدلل على تنامي استقطاب بعض المحافظات في منطقة المدينة المنورة لعدد متزايد من السكان، وبنسب زيادة جيدة مثل محافظتي ينبع والحناكية. كما أن محافظتي العلا وبدر كانت نسبة الزيادة فيهما خلال الفترة من 1413-1425هـ أعلى من نسبة الزيادة خلال الفترة من 1394-1413هـ، بعكس محافظات أخرى مثل المدينة المنورة وينبع والمهد. ولعل ذلك يعود إلى اختلاف برامج التنمية وتوجهاتها من فترة لأخرى، مما جعل بعض المحافظات الطاردة لسكانها في السابق لم تعد كذلك إلا في حالات خاصة اضطرارية. فمثلاً نجد أن محافظة ينبع كانت تضم فقط 16.6% من مجموع سكان منطقة المدينة المنورة في عام 1425هـ مقابل 13.3% فقط في عام 1394هـ. ولا شك أن ذلك يعود إلى تطور النشاطات الاقتصادية في محافظة ينبع بعد تأسيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع في سنة 1396هـ/1976م. وكذلك الحال في محافظة الحناكية التي حققت معدلات زيادة سنوية مرتفعة للفترة 1413-1425هـ مقارنة بالفترة 1394-1413هـ.  ولكن لا تزال الحاجة ماسة لزيادة دور بعض المحافظات في استقطاب المزيد من سكان المنطقة، مثل محافظات بدر والمهد وخيبر، مما يستوجب إعادة النظر في تقييم وتوجيه المشروعات التنموية إلى هذه المحافظات في ضوء أهداف الاستراتيجية العمرانية للمخطط الإقليمي لمنطقة المدينة المنورة، كما سيتضح لاحقاً.

جدول (3)
نسبة الزيادة السنوية لسكان منطقة المدينة المنورة حسب المحافظات
الوحدة الإدارية

سكان    1394هـ

سكان  1413هـ
نسبة الزيادة السنوية* بين  1394-1413هـ(%)
سكان 1425هـ
نسبة الزيادة السنوية بين
1413-1425هـ(%)
نسبة الزيادة السنوية بين 94-1425هـ(%)
المدينة المنورة ومراكزها
267977
686958
8.2
994175
3.7
8.8
محافظة ينبع
68952  
172086
7.9
250244
2.4
8.5
محافظة العلا
46854  
50067  
0.4
57506 
1.5
0.8
محافظة بدر
43181  
50567  
0.9
58352 
1.3
1.1
محافظة المهد
35785  
52297  
2.4
 53734 
0.2
1.6
محافظة خيبر
32221  
39984  
1.3
 45541  
1.2
1.3
محافظة الحناكية
31666  
32988  
0.3
52524 
4.9
3.6
المجموع
516636
1084947
5.8
1512076
3.3
6.2
مجموع المملكة
 7009466
 16948388
7.5
22673538
2.8
7.2
* النسب من حساب الباحث
المصادر:
1- مصلحة الإحصاءات العامة، التعداد العام للسكان والمساكن لعام1394هـ، 1397هــ.
2- مصلحة الإحصاءات العامة،النتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1413هـ،1418هـ.
3- مصلحة الإحصاءات العامة، النتائج الأولية للتعداد العام للسكان لعام 1425هـ،د.ت.
ولا شك أن نسبة الزيادة السنوية المرتفعة في المنطقة بشكل عام وفي بعض المحافظات،على وجه الخصوص، سوف يؤثر في الخصائص الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية للسكان، كما سيتضح في هذه السلسلة من الدراسات. وكما تشير الدراسات السكانية إلى أن الاتجاهات الديموغرافية، خاصة النمو السريع للسكان الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي أحد الأسباب التي تؤدي إلى تعقيد قدرة المنطقة على استيعاب التغيرات الاجتماعية، والضغط الاقتصادي، وتوقف الانتقال السياسي المرن (Roudi-Fahimi, F., & Kent, M. M.,2007,p.3).
2- لم يتعد عدد سكان منطقة المدينة نسبة 7.4% من مجموع سكان المملكة في عام 1394هـ، ولكن هذا العدد أصبح يشكل 6.4% من مجموع السكان في عام 1413هـ، ونسبة 6.7% من مجموع السكان في عام 1425هـ. وعلى الرغم من انخفاض نسبة سكان منطقة المدينة من إجمالي سكان المملكة إلا أن نسبة الزيادة من جملة تزايد عدد سكان المملكة ارتفعت من 5.7% خلال الفترة 1413-1425هـ، وبنسبة 6.4% خلال إجمالي الفترة من 1394-1425هـ.
3- كانت نسب الزيادة السنوية للسكان للفترة من 1394-1413هـ في المدينة المنورة والمراكز التابعة لها، وفي محافظة ينبع تفوق نسبة الزيادة الوطــنية بمقدار 0.7% و 0.4% على التوالي. أما بقية المحافظات في منطقة المدينــة المنورة فقد كــانت نسبة الزيادة السنوية فيها بعيدة جداً عن المستوى الوطني.
4- كانت نسبة الزيادة السنوية للسكان للفترة 1413-1425هـ في المدينة المنورة والمراكز التابعة لها وفي محافظة الحناكية، تفوق نسبة الزيادة الوطنية بمقدار 0.9% و 2.1% على التوالي. وكانت نسبة الزيادة السنوية للسكان في محافظة ينبع قريبة من المستوى الوطني. أما محافظات العلا وبدر والمهد وخيبر فقد كانت نسبها أقل من المستوى الوطني بشكل واضح.
5-كانت نسبة الزيادة السنوية للسكان خلال كامل الفترة 1394-1425هـ في المدينة المنورة ومراكزها وفي محافظة ينبع، تزيد عن المستوى الوطني بنسبة 22% و 18%، أما في محافظات العلا وبدر والمهد وخيبر والحناكية فتقل بنسبة 88.9%، 84.7%، 77.8%، 81.9%، 50% على التوالي.
      وتؤكد هذه التباينات في نسب التزايد، ما حققته بعض المحافظات من زيادات سكانية تفوق نسبة الزيادة الوطنية أو تبتعد عنها بنسب أقل مقارنة بمحافظات أخرى، الأمر الذي يعود، في هذه الأخيرة، إلى استقرار بعض سكان هذه المحافظات فيها، وحصولهم على بعض الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة، وظهور نشاطات اقتصادية تبعدهم عن النشاطات المعتادة لسكان البادية، مما أدى إلى نمو القوى السكانية والعمرانية المستقرة فيها.

اتـجـاهـات الـنـمـو السكـانـي
     لقد ناقشنا في الفقرة السابقة نسب تغير حجم السكان بين سنوات التعداد في منطقة المدينة المنورة ومحافظاتها، وهي نسب عامة تعد مؤشراً لزيادة أو نقصان حجم السكان. ونعمد هنا إلى حساب معدل النمو السكاني من خلال ما يعرف بالمتوالية اللوغاريتمية أو ما يطلق عليها البعض المتوالية الأسية والتي تستخدم بيانات التعدادات السكانية (إبراهيم،بدوي،1396هـ،ص ص23-25؛ الخريف،رشود،1423هـ،ص257):
        ر= 1/ن لو (س2)
                          س
      حيث ر= معدل النمو السنوي للسكان
1= ثابت
ن= طول الفترة بين سنة الأساس وسنة نهاية الفترة
لو= اللوغاريتم الطبيعي
س2= عدد السكان حسب التعداد الثاني أو في نهاية الفترة
س1= عدد السكان حسب التعداد الأول أو في بداية الفترة
      تؤكد معدلات النمو السكاني مؤشرات نسب الزيادة السكانية بشكل أكثر دقة، إذ إن هذه النسب يتم فيها إضافة الزيادة إلى نهاية كل وحدة زمنية، ثم قسمتها بالتساوي على عدد السنوات التي تشملها هذه الوحدة، بينما يعمل معدل النمو اللوغاريتمي على إضافة الزيادة السكانية بشكل مستمر عبر سنوات الوحدة الزمنية (الفترة بين التعدادين). وهذا يؤدي إلى أن يكون معدل النمو السكاني أكثر واقعية ودقة لأنه يتحرك تدريجياً مع زيادة السكان على فترات قصيرة (سنوية).
     وقد تباينت معدلات النمو السكاني بين سنوات التعداد للمنطقة بشكل عام وللمحافظات فيها بشكل أكثر تفصيلاً(جدول رقم4). وتتضح هذه الاختلافات في النقاط الآتية:
1-شهدت منطقة المدينة المنورة معدل نمو سنوي مرتفع (3.5%) مقترباً جداً من معدل النمو السنوي على مستوى المملكة (3.8%) خلال الفترة 1394-1425هـ. ويتفق اتجاه النمو مع الزيادات السكانية حيث كانت أكثر ارتفاعاً خلال الفترة 1394-1413هـ، مقارنة بالفترة 1413-1425هـ.
2- تفاوتت معدلات النمو السنوية من محافظة إلى أخرى، حيث شهدت المدينة المنورة والمراكز التابعة لها ومحافظة ينبع أعلى المعدلات وذلك نظراً لأن المدينة المنورة هي عاصمة المنطقة، وتمثل ينبع المركز الصناعي المتنامي في غربي المملكة العربية السعودية بعد إنشاء المدينة الصناعية التابعة للهيئة الملكية للجبيل وينبع فيها في عام 1396هـ.
3-شهدت المحافظات الأخرى في المنطقة معدلات نمو سنوي للسكان أقل من المحافظتين السابقتين بشكل واضح خلال الفترة بين 1394-1413هـ. وكانت أعلى معدلات النمو موجودة في محافظتي المهد والحناكية، وأقلها في محافظتي العلا وبدر، مما يشير إلى قلة الاهتمام بهذه المحافظات، الأمر الذي جعلها تفتقر إلى مشروعات التنمية وفرص الاستثمار التي يمكن أن تجذب السكان إليها.
4-يلاحظ التناقص البسيط في معدلات نمو السكان في المدينة المنورة وينبع خلال الفترة 1413-1425هـ، حيث تناقصت بنسبة 2% في المدينة المنورة   و 1.7% في ينبع، ولكنها كانت أعلى من معدلات النمو على مستوى إجمالي المنطقة أو إجمالي المملكة.
5-عوضت المحافظات الأخرى نقص النمو في الفترة الأولى، إذ حققت معدلات نمو سكاني مرتفعة في الفترة الثانية. وكانت أعلى هذه المعدلات في محافظة الحناكية (3.9%)، وأقلها في محافظة المهد (0.2%). بل أصبح معدل النمو السنوي للسكان في محافظة الحناكية من أعلى المعدلات متفوقة بذلك على معدلات النمو السنوية في المحافظات الرئيسة، وعلى المعدل الإجمالي للمنطقة والمملكة، مما يؤكد ما سبقت الإشارة إليه من نجاح برامج التنمية الإقليمية في تحويل بعض
اتجاهات النمو السكاني إلى المحافظات الأخرى وعدم تركيزها فقط في المدينة المنورة. 

الـعـوامـل المؤثرة فـي الـنــمـو السكــانـي
     يؤثر في نمو السكان عادة عنصران أساسيان وهما النمو الطبيعي للسكان(الفرق بين عدد حالات الولادات والوفيات)، والهجرة سواءً أكانت داخلية أم خارجية. ولهذا يمكن تحديد هذه العوامل فيما يأتي:
1- المواليد: يقصد بالمواليد عدد حالات الولادة الحية بين مجموع السكان. وسيستخدم هنا لتحديد هذا العدد مقياس معدل المواليد الخام الذي يمكن الحصول عليه من قسمة العدد السنوي للمواليد الأحياء على متوسط عدد السكان في السنة(اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا،دون تاريخ،ص75).
      مما يؤسف له أن بيانات المواليد حسب المناطق لم تتوفر في المملكة إلا منذ سنة 1401هـ، كما أن هذه البيانات كانت لإجمالي منطقة المدينة ولا تتوفر بشكل مفصل حسب المحافظات، ولهذا سيقتصر التحليل في هذا القسم من الدراسة على البيانات الإجمالية للمنطقة.
      ويوضح الجدول رقم (5) عدد حالات الولادات الحية في منطقة المدينة المنورة خلال فترات خمسية تمتد من 1401-1425هـ، والتي أمكن منها حساب معدل المواليد. ويلاحظ على هذا المعدل  التذبذب وعدم الانتظام من سنة لأخرى.  وقد بلغ متوسط المعدلات لسنوات الدراسة 22 في الألف، وبلغ عدد السنوات التي تطابق فيها -تقريباً -معدل المواليد مع المتوسط العام سنتان، وعدد السنوات التي ازداد المعدل فيها عن هذا المتوسط كان عشر سنوات. أما عدد السنوات التي يقل فيها معدل المواليد عن هذا المتوسط فقد بلغت ثلاث عشرة سنة، مما يدل على الاتجاه العام نحو تناقص معدل المواليد الخام. ولهذا نجد أنه على الرغم من اتجاه زيادة عدد حالات الولادات (شكل رقم6أ)، إلا أن معــدل النــمو العام كان يتـــجه نحـو التنـاقص التــدريجي(شكل6ب). ولعــل هــــــذا التناقص يدعم حقيقة تناقص معدلات نمو السكان في الفترة بين تعدادي 1413-1425هـ مقارنة بالفترة السابقة بين تعدادي 1394-1413هـ.
جدول (4)
معدل النمو السنوي لسكان منطقة المدينة المنورة حسب المحافظات(%)
الوحدة الإدارية

سكان    1394هـ

سكان  1413هـ
معدل النمو السنوي  1394-1413هـ*
سكان 1425هـ
معدل النمو السنوي
1413-1425هـ
معدل النمو السنوي  94-1425هـ
المدينة المنورة ومراكزها
267977
686958
5.1
994175
3.1
4.2
محافظة ينبع
68952  
172086
4.8
250244
3.1
4.1
محافظة العلا
46854  
50067  
0.4
57506 
1.2
0.7
محافظة بدر
43181  
50567  
0.8
58352 
1.2
1.1
محافظة المهد
35785  
52297  
2.0
 53734 
0.2
1.3
محافظة خيبر
32221  
39984  
1.1
 45541  
1.1
1.1
محافظة الحناكية
31666  
32988  
2.2
52524 
 3.9
2.9
المجموع
516636
1084947
3.9
1512076
2.8
3.5
مجموع المملكة
 7009466
 16948388
4.7
22673538
2.4
3.8
* النسب من حساب الباحث
المصادر:
1- مصلحة الإحصاءات العامة، التعداد العام للسكان والمساكن لعام1394هـ، 1397هــ.
2- مصلحة الإحصاءات العامة،النتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1413هـ،1418هـ.
3- مصلحة الإحصاءات العامة، النتائج الأولية للتعداد العام للسكان لعام 1425هـ،د.ت.

جدول (5)
عدد المواليد الخام الذين صرفت لهم شهادات ميلاد في منطقة المدينة المنورة
حسب الجنسية والنوع ومعدلات وفياتهم (في الألف) لسنوات مختارة من 1401-1420هـ
السنوات
الجنسية
النوع
1401هـ
1405هـ
1410هـ
1415هـ
1420هـ
1425هـ

سعوديون

ذكور

6406
11699
12445
10922
6502
-*
إناث
5873
10951
10537
10806
6135
-
المجموع
12279
22650
22983
21728
12627
-
غير سعوديين

ذكور

1882
2904
2327
2060
1731
-
إناث
1776
2810
2142
1964
1580
-
المجموع
3658
5714
4469
4024
3311
-

المجموع
ذكور
8288
14603
14773
12982
8233
12256
إناث
7649
13761
12679
12770
7715
11883
المجموع
15937
28364
27452
25752
23903
24139
مجموع السكان**

698119
817143
965679
1194271
1467689
1512076








معدل المواليد (في الألف)***

22.8
34.7
28.4
21.6
16.3
16.1
* اختلف تصنيف البيانات في عام 1425هـ مقارنة بالسنوات السابقة،إذ تضمن التقرير الصحي توزيع الولادات حسب مجموع المنطقة فقط دون الجنسية.
** قدر عدد السكان لسنوات غير التعداد بناء على تقديرات نسبة النمو السنوية بين سنتي التعداد 1394هـ، 1413هـ، وسنة التقدير 1419هـ *** المعدلات من حساب الباحث 
المصدر:إدارة الإحصاء، 1401-1425هـ، التقرير الصحي السنوي.

       وتعد معدلات المواليد في المنطقة بشكل عام منخفضة مقارنة بالمعدل في المملكة الذي بلغ في عام 1425هـ 30في الألف، ولكنها مرتفعة إذا ماقورنت بمعدل المواليد في المناطق المتقدمة في العالم. فمثلاً نجد أن معدل المواليد في بريطانيا كان 12 في الألف في عام 1425هـ(2005م)، وفي الولايات المتحدة الأمريكية كان المعدل 14 في الألف للسنة نفسها(PRB,2005,World Data Sheet).


    ومما يؤسف له تغير نمط تصنيف البيانات الحيوية في المملكة من فترة لأخرى، مما يضع الباحث أمام صعوبة كبرى في تتبع التغيرات في البيانات على مدى فترة زمنية طويلة. ومن هذا نجد أن بيانات الولادات كانت متوفرة حسب الجنسية حتى سنة 1422هـ، ولكن من البيانات المتوفرة يمكن الإشارة هنا إلى أن متوسط معدل المواليد للفترة من 1401-1420هـ للسكان السعوديين في منطقة المدينة المنورة قد بلغ 30.3في الألف، مقابل 29.6% لغير السعوديين للفترة نفسها. ولكن هناك بعض السنوات التي يظهر فيها الفارق واضحاً في معدل المواليد بين السكان السعوديين وغير السعوديين، حيث كان معدل الفئة الأولى يتفوق كثيراً على معدل الفئة الثانية كما هو الحال مثلاً في سنوات 1410،1420هـ(شكل رقم7)، مما يعني تفوق تأثير الزيادات السكانية الوطنية على الزيادات السكانية غير الوطنية في النمو السكاني في المنطقة. ويلاحظ اتجاه تناقص معدلات المواليد للسكان السعوديين وغير السعوديين، ولكنه أكثر تناقصاً بين السكان غير السعوديين.


2-الوفيات : على الرغم من أن تسجيل بيانات الوفيات في منطقة المدينة المنورة قد بدأ منذ فترة مبكرة تعود للعام 1361هـ، إلا أن تصنيف هذه البيانات لم يكن يخضع لنظام واحد طيلة السنوات الماضية، ففي البداية كان التصنيف يقتصر فقط على حالات الوفيات في المدينة المنورة، وأخرى حسب المنطقة التخطيطية (المنطقة الغربية)، ولم يبدأ التفريق بين بيانات المدينة المنورة وبيانات بقية المنطقة إلا في عام 1409هـ. ولهذا سنستخدم في هذه الدراسة فترات خمسية تبدأ من سنة 1410-1425هـ.

       ويلاحظ بشكل عام ارتفاع معدلات الوفيات الخام في المدينة المنورة والمراكز التابعة لها مقارنة بالمعدل في المنطقة، ولعل ذلك يعود إلى كثرة الوافدين إلى المدينة المنورة للأهمية الدينية لها مما يرفع من حالات عدد الوفيات فيها مقارنة ببقية المنطقة. فمثلاً تمثل حالات وفيات غير السعوديين نحو 39% في سنة 1410هـ في المدينة المنورة، والتي انخفضت نوعاً ما في سنة 1425هـ إلى 36.6%. وكانت هذه النسب في المنطقة تساوي 33.5% في سنة 1410هـ، ونحو 33% في عام 1425هـ (جدول رقم 6).

      كما يلاحظ الاتجاه في الغالب لانخفاض معدلات الوفيات في المدينة المنورة أو في المنطقة من سنة 1410-1420هـ، وتبرز معدلات الانخفاض بشكل أكبر على مستوى المنطقة حيث انخفضت في الأولى من 4.9 في الألف إلى 3.2 في الألف، بينما انخفضت في المنطقة من 4.9 إلى 2.3 في الألف. ولكن هذه المعدلات عادت وارتفعت نوعاً ما في سنة 1425هـ بتأثير الزيادات الكبيرة في عدد حالات الوفيات في المدينة المنورة. ومع هذا فإن معدل الوفيات تعد منخفضة جداً وتقارن بمستوى الدول المتقدمة، إذ بلغت مثلاً 8 في الألف في الولايات المتحدة الأمريكية، و 10 في الألف في المملكة المتحدة في عام 2005م (PRB, World Data Sheet,2005). ويمكن أن يعزى ذلك إلى تقدم الخدمات الصحية في المنطقة مثل بقية مناطق المملكة، مما أدى إلى هذا المستوى المنخفض لمعدلات الوفيات.

جدول (6)
عدد الوفيات الخام ومعدلاتها (في الألف) في المدينة المنورة ومنطقتها حسب الجنسية
الوحدة الإدارية
1410هـ
1415هـ
1420هـ
1425هـ
س
غ.س
س
غ س
غ.س

س

س
غ.س
المدينة المنورة:ذكور
929
599
1259
666
1055
648
2124
1242
إناث
577
372
742
415
625
426
1326
748
المجموع
1506
971
2001
1081
1680
1074
3450
1990
منطقة المدينة:ذكور
1208
608
1646
718
1429
694
2565
1291
إناث
758
382
987
436
843
436
1610
763
المجموع
1966
990
2633
1154
2272
1130
4175
2054
معدلات الوفيات الخام في المدينة المنورة
4.9

4.5
3.2
5.5
معدلات الوفيات الخام في المنطقة /الجنسية
2.5
5.3
3.1
3.8
2.2
2.6
3.6
5.5
معدلات الوفيات  في المنطقة
4.9
3.2
2.3
4.1
معدل الزيادة الطبيعية
25.3
18.4
14.0
12.0
* المعدلات من حساب الباحث.
المصادر: 1-إدارة الإحصاء، 1410-1425هـ، التقرير الصحي السنوي.   
2-إدارة الإحصاء والبحوث، 1409-1420هـ، إحصائيات البلديات. 

3-الزيادة الطبيعية: لقد أدى الاتجاه الكبير في تناقص عدد حالات الوفيات ومعدلاتها في منطقة المدينة المنورة إلى ارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية في المنطقة(شكل رقم 8). ويعني هذا الارتفاع أن المنطقة اتفقت مع الدول المتقدمة في تناقص معدلات الوفيات، ولكنها لم تتفق معها في معدلات الولادات، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الزيادة الطبيعية بشكل يفوق المعدلات في الدول المتقدمة. فمثلاً بلغ معدل الزيادة الطبيعية في الولايات المتحدة الأمريكية 6 في الألف، و 2 في الألف في المملكة المتحدة في عام 2005م (PRB, World Data Sheet, 2005). ولكن مع هذا نجد أن الاتجاه العام هو نحو الانخفاض الواضح لمعدل الزيادة الطبيعية من 25.3 في الألف في عام 1410هـ إلى 12 في الألف في عام 1425هـ، مما جعل هذا المعدل أقل من معدل الزيادة الطبيعية على مستوى المملكة الذي قدر ب 27 في الألف في عام 2005م.



4-الهجرة: يواجه الباحث بعض الصعوبات في تحديد حجم الهجرة في الدراسات السكانية في المملكة العربية السعودية لعدم وجود البيانات المباشرة لتحديد هذا الحجم. ومع هذا يمكن تبين حجم الهجرة كمؤثر مهم في نمو السكان من بعض البدائل الأخرى المتوفرة في بيانات التعدادات السكانية مثل مكان الولادة أو مكان الإقامة الأصلي.
     تشير بيانات الجدول رقم (7) إلى عدد السكان السعوديين وغير السعوديين في سنوات تعداد 1394هـ، 1413هـ، و1425هـ، حيث اتضح أن غير السعوديين كانوا يشكلون فقط نحو 8% من سكان منطقة المدينة المنورة في سنة 1394هـ، ولكن هذه النسب قفزت في سنة 1413هـ إلى 22.7% من مجموع سكان المنطقة، وارتفعت النسبة إلى 24.4% من مجموع السكان في عام 1425هـ. ومن الواضح أن هذه النسب لا تعكس حجم الهجرة الحقيقية إلى المدينة المنورة لأنها لا تبين نسبة الهجرة الداخلية، ولكنها مع هذا تعد مؤشراً لتأثير الهجرة الخارجية في نمو حجم سكان المنطقة، إذ تعد نسب غير السعوديين مرتفعة وتتجه للزيادة إلى نحو ربع السكان في عام 1425هـ. وهي بهذا تتفوق على نسب المهاجرين في العديد من المناطق الأخرى في المملكة في تعداد 1425هـ، مثل مناطق القصيم، والشرقية، وعسير، وتبوك، وحائل،والحدود الشمالية، وجازان، ونجران، والباحة، والجوف والتي بلغت فيها نسب غير السعوديين 19.6%، 23.9%، 15.1%، 14.1%، 14.3%، 14.3%، 16.3%، 17.1%، 13.1%، 14.9% على التوالي. ولكـــن نسبة منطقــة المدينــة تقل عــن المستــوى الــوطـنـي أو مستـوى منطقتي الرياض، ومكة المكرمة التي بلغت 27.1%، 31.8%، 38.2% على التوالي.
      ولعل بيانات البحث الديموغرافي في سنة 1419هـ وتعداد سنة 1425هـ توضح تأثير الهجرة الخارجية والداخلية على نمو السكان. فقد اتضح أن هناك تزايداً في عدد غير السعوديين القادمين إلى منطقة المدينة المنورة بنسبة نحو 795% بين سنوات 1394-1425هـ. وقد كانت أكبر الزيادات بين الفترة 1394-1413هـ، إذ بلغت نسبة الزيادة نحو 63% من مجموع الزيادة بين سنوات 1394-1425هـ. كما ازداد عدد المهاجرين السعوديين إلى منطقة المدينة المنورة بنسبة 43% خلال الفترة 1419-1425هـ. وكانت أكبر هجرة للقادمين من منطقة مكة المكرمة، ثم من منطقتي تبوك والرياض بنسبة نحو 57%، 13%، 11% على التوالي في سنة 1419هـ. ولعل بعض هذه الهجرة تتضمن الهجرة العائدة لأولئك الذين هاجروا في الفترات السابقة خلال الخمسينات والستينات من القرن الهجري الماضي إلى المناطق الأخرى في المملكة، والآن بعد أن انتهت أعمالهم أو أحيلوا إلى التقاعد بدأ بعضهم في العودة مع من تبقى معهم من أفراد الأسرة.

     كما اتضح أن معدل صافي الهجرة في منطقة المدينة المنورة كان يعادل 188.03 في عام 1419هـ، وارتفع إلى 261.09 في عام 1425هـ(جدول رقم 8)، مما يعني ارتفاع تأثير الهجرة في تركيب سكان المنطقة مقارنة بمناطق أخرى في المملكة والتي كان صافي الهجرة فيها سالباً، بمعنى زيادة حجم الهجرة الخارجة على الهجرة الداخلة كما هو الحال مثلاً في مناطق جازان وعسير والقصيم وحائل وغيرها. وتعني هذه النسب أن منطقة المدينة المنورة تعد منطقة جاذبة للهجرة الداخلية والخارجية. ويؤكد ذلك معيار نسبة الهجرة الذي يمكن استنتاجه من قسمة صافي الهجرة على عدد المواليد ناقصاً عدد الوفيات مضروباً في 1000 والذي كانت قيمته في المدينة المنورة 13758.18 في عام 1425هـ. وكذلك معدل الهجرة القادمة الذي كان يعادل 314.6في الألف في سنة 1425هـ، مقابل 4.1 في الألف لمعدل الزيادة الطبيعية في العام نفسه.
      وقد شكل غير السعوديين نحو 80% من الهجرة الداخلة إلى المدينة، وشكل الذكور نحو 70% من الهجرة غير السعودية إلى المدينة المنورة، ونحو 55% من المهاجرين السعوديين في عام 1425هـ. وهذا يعني أن الهجرة السعودية في الغالب هي هجرة عائلية، بينما هجرة غير السعوديين في الغالب ما تكون بين المهاجرين العزاب. ولعل هذا يعود للنمو الاقتصادي الذي تشهده المنطقة الأمر الذي يعد عامل جذب قوي لهذه العمالة، مما قد يعني الحد من نجاح سياسات توطين الوظائف في القطاع الخاص نتيجة الاقتصاد الحر الذي تتبعه المملكة في استراتيجيتها الاقتصادية، ولانخفاض تكلفة العمالة الوافدة من جهة أخرى.
      أما الحراك السكاني داخل منطقة المدينة المنورة فيتوقع أن يقل تدفقه من القرى والمدن الصغيرة إلى المدينة المنورة نتيجة توجهات استراتيجية المخطط الإقليمي للمنطقة واستراتيجية التنمية العمرانية الوطنية التي تهدف إلى الإقلال من التنمية المركزة إلى التنمية المتوازنة (استشاري تضامن مكتب فريد مصطفى ومكتب عبد الله بخاري،1420هـ،ص ص3-3،3-4)، مما سيحد من تيار الهجرة من القرى والمراكز العمرانية الصغيرة إلى المدينة المنورة كما سبقت الإشارة إليه في نسبة تزايد سكان محافظات المنطقة. 

جدول (7)
نمو سكان منطقة المدينة المنورة حسب الإمارات(المحافظات)

الوحدة الإدارية ومرتبتها

سكان 1394هـ

%
سكان 1413هـ
%
سكان 1425هـ
%
التغير العددي، 94-1425هـ
المدينة المنورة ومراكزها
267558(1)
51،5
686958(1)
63،3
994175(1)
65.5
726617
محافظة ينبع
69090  (2)
13،3
172086(2)
15،9
250244(2)
16.6
181154
محافظة العلا
46528  (3)
9،0
50067  (5)
4،6
57506 (4)
3.8
10978
محافظة بدر
43168  (4)
8،3
50567  (4)
4،6
58352 (3)
3.9
15184
محافظة المهد
36058  (5)
6،9
52297  (3)
4،8
53734 (5)
3.6
17676
محافظة خيبر
32216  (6)
6،2
39984  (6)
3،7
45541  (7)
3.1
13325
محافظة الحناكية
24677  (7)
4،8
32988  (7)
3،1
52524 (6)
3.5
27847
المجموع
519295
100.0
1084947
100.0
1512076
100.0
992781
 المصادر:
1- مصلحة الإحصاءات العامة، 1397هـ، التعداد العام للسكان والمساكن لعام1394هـ.
2- مصلحة الإحصاءات العامة، دون تاريخ، النتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1413هـ، 1418هـ.
3- مصلحة الإحصاءات العامة، النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1425هـ، د.ت.  

جدول رقم (8)
حجم ونسبة سكان منطقة المدينة حسب الجنسية ومكان الإقامة، 1394هـ-1425هـ
            السنة             النوع
1394هـ
1413هـ
1419هـ
1425هـ
الجنسية:سعودي
         غير سعودي
478119(92.1%)
41179(7.9%)
838384(77,3%)
246563(22.7%)
1008399(77.0%)
 302049(23.0%)
1143623(75.6)
368453(24.4)
عدد السعوديين المقيمين أصلاً في المدينة
-
-
1008399
1061974
عدد السعوديين القادمين من مناطق أخرى  (هجرة محلية داخلة)
-
-
74973
107288
عدد غير السعوديين (هجرة دولية داخلة)
41179
246563
302049
368453
إجمالي المهاجرين إلى المدينة
-
-
377022
475741
عدد السعوديين المقيمين في مناطق أخرى(هجرة خارجة)
-
-
130613
80960
عدد سكان المدينة
519295
1084947
1310448
1512076
صافي الهجرة
-
-
246409
394781
المعدل العام للهجرة
-
-
387.38
368.17
معدل صافي الهجرة
-
-
188.03
261.09
* تصنيف وحساب المعدلات من عمل الباحث
مصادر البيانات:1ـ مصلحة الإحصاءات العامة،1397هـ،التعداد العام للسكان والمساكن لعام 1394هـ.
2-مصلحة الإحصاءات العامة، دون تاريخ، النتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1413هـ.
3-مصلحة الإحصاءات العامة، دون تاريخ، الخصائص السكانية في المملكة العربية السعودية، ص ص123-124.
4-مصلحة الإحصاءات العامة، دون تاريخ، نتائج تفصيلية:التعداد العام للسكان والمساكن لعام 1425هـ، ص67.

خـاتـمـة
     اتضح من الفقرات السابقة المؤشرات الآتية:
1-هناك اتجاه متزايد وسريع لنمو سكان منطقة المدينة المنورة، ممايشكل تحدياً أمام أهداف التنمية المتوازنة في المنطقة.
2-هناك انخفاض محدود في نسبة الزيادة السكانية السنوية، ومعدل النمو السكاني خلال الفترة 1413-1425هـ لتقترب من الوضع العام للمملكة.
3-على الرغم من تناقص معدل النمو السكاني العام للمنطقة إلا أن هناك بعض المحافظات التي كانت نسبة الزيادة السنوية أو معدل النمو السكاني السنوي فيها مرتفعة، ويفوق المعدل العام للمنطقة أو للمملكة، كما هو الحال مثلاً في محافظتي المدينة المنورة وينبع خلال الفترة 1394-1425هـ أو للفترات التفصيلية، مما يتطلب خلق المزيد من برامج التنمية العمرانية والاقتصادية لإيجاد نوع من التوازن في نمو السكان بما يتناسب مع توزيعهم بشكل عادل في محافظات المنطقة.
4-حققت بعض المحافظات تغيراً ملحوظاً في نمو السكان بين سنوات 1394-1425هـ، مما يعني بعض النجاح في السنوات الأخيرة في توجيه التنمية للمناطق البعيدة عن المركز الحضري الرئيس في المنطقة، وبالتالي جذب المزيد من السكان إليها.
5-كان عامل الهجرة هو العامل القوي المؤثر في نمو سكان المنطقة بشكل يفوق كثيراً تأثير الزيادات الطبيعية، مما يضع بعض التحديات أمام مخططي التنمية في توفير متطلبات هذه الهجرة المتدفقة إلى المنطقة من النواحي الاقتصادية والديموغرافية والاجتماعية.
6-لوحظ أن المعدل العام للولادات يتجه نحو التناقص التدريجي بين 1394-1425هـ، خاصة خلال الفترة من 1413-1425هـ.
7- لوحظ تناقص معدلات الوفيات من 1410هـ-1425هـ حتى إنها تقارن بمعدلات الدول المتقدمة.
8-لوحظ تناقص معدل الزيادة الطبيعية في المنطقة، مما أكد تفوق عامل الهجرة الخارجية والداخلية في نمو السكان.
9-اتصفت الهجرة الوطنية بالهجرة العائلية، بينما تركزت الهجرة غير الوطنية في الذكور.

ثالثاً: توزيع السكان

       شهد توزيع السكان في منطقة المدينة المنورة تغيرات واسعة بين عامي 1394-1425هـ، ولكن دائماً نجد عاصمة المنطقة(المدينة المنورة) تستحوذ على نصيب الأسد في الحجم السكاني، حيث كان يقيم بها نحو 51% من جملة سكان المنطقة في عام 1394هـ، ثم ازداد إلى نحو 64% في عام 1413هـ، وأخيراً بلغت النسبة نحو 66% في عام 1425هـ(جدول رقم9).
      وأتت محافظة ينبع دائماً في المرتبة الثانية في حجم السكان مع ازدياد نصيبها من إجمالي سكان المنطقة من نحو 13% في سنة 1394هـ إلى 16.6% في سنة 1425هـ. وفي مقابل هذه الحصة المتزايدة لسكان محافظتي المدينة المنورة وينبع تناقصت حصص المحافظات الأخرى من إجمالي سكان المنطقة. ولعل أكبر تناقص كان يلاحظ في محافظة العلا، إذ انخفضت النسبة من 9% إلى 3.8% بين عامي 1394-1425هـ.
      وقد تغيرت مراتب حجم سكان المحافظات بين سنوات 1394هـ، 1413هـ، 1425هـ. فنجد مثلاً أن محافظتي المدينة المنورة وينبع حافظتا على المرتبتين الأولى والثانية في جميع سنوات التعداد، بينما تراجعت مرتبة محافظة العلا من المرتبة الثالثة في تعداد 1394هـ إلى المرتبة الخامسة في تعداد سنة 1413هـ، ثم تقدمت إلى المرتبة الرابعة في تعداد سنة 1425هـ. وتقدمت مرتبة محافظة بدر من المرتبة الرابعة في تعدادي 1394هـ و 1413هـ إلى المرتبة الثالثة في تعداد 1425هـ. كما تقدمت مرتبة محافظة المهد من المرتبة الخامسة في تعداد سنة 1394هـ إلى المرتبة الثالثة في تعداد سنة 1413هـ، ولكنها تراجعت إلى المرتبة الخامسة مرة أخرى في تعداد سنة 1425هـ. وتأخرت محافظة خيبر من المرتبة السادسة في تعدادي 1394 و1413هـ إلى المرتبة السابعة في تعداد سنة 1425هـ، بينما على العكس تقدمت محافظة الحناكية من المرتبة السابعة في تعدادي 1394 و 1413هـ إلى المرتبة السادسة في تعداد 1425هـ.(شكل رقم 9).

جدول (9)  :   تغير توزيع سكان منطقة المدينة المنورة حسب المحافظات
الوحدة الإدارية ومرتبتها

سكان    1394هـ

%
سكان  1413هـ
%
سكان 1424هـ
%
التغير العددي، 94-1424هـ
المدينة المنورة ومراكزها
267977(1)
51.9
686958(1)
63.3
994175(1)
65.5
626198
محافظة ينبع
68952  (2)
13.4
172086(2)
15.9
250244(2)
16.6
181292
محافظة العلا
46854  (3)
9.1
50067  (5)
4.6
57506 (4)
3.8
10652
محافظة بدر
43181  (4)
8.4
50567  (4)
4.6
58352 (3)
3.9
15171
محافظة المهد
35785  (5)
6.9
52297  (3)
4.8
53734 (5)
3.6
17949
محافظة خيبر
32221  (6)
6.2
39984  (6)
3.7
45541  (7)
3.1
13320
محافظة الحناكية
21666  (7)
6.1
32988  (7)
3.1
52524 (6)
3.5
30858
المجموع
516636
100.0
1084947
100.0
1512076
100.0
995440
المصادر:
1- مصلحة الإحصاءات العامة، التعداد العام للسكان والمساكن لعام1394هـ، 1397هــ.
2 -مصلحة الإحصاءات العامة،النتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1413هـ،1418هـ.
3-مصلحة الإحصاءات العامة، تقدير إجمالي السكان والمساكن لعام 1425هـ،د.ت.
    ومن الملاحظ أن توزيع حجم السكان على المحافظات لم يتأثر بالموقع الجغرافي أو المسافة بالنسبة لمركز المنطقة (المدينة المنورة)، إذ نجد أن بعض المحافظات الحدودية الواقعة على أطراف المنطقة مثل ينبع (على بعد نحو 160كم من المركز)، والعلا(على بعد نحو233كم من المركز) كانتا تحتلان مراتب متقدمة، في حين نجد أن محافظة الحناكية القريبة من المدينة(على بعد 107 كم من المركز) احتلت المرتبة السابعة أو السادسة في حجم السكان. ومن جهة أخرى فإن محافظة المهد الواقعة في أقصى الجهة الجنوبية الشرقية(على بعد نحو250كم من المركز) احتلت معظم الوقت المرتبة الخامسة. وهذا يعني أنه ليس هناك قاعدة عامة لتحديد حجم سكان المحافظة مرتبطة بالموقع أو المسافة من المركز، ولهذا دلالة على وجود عوامل أخرى قد تكون أكثر تأثيراً في حجم ونمو سكان المحافظات كما سيتضح في القسم الثالث من هذه الدراسة.
    
 التحضر: يقصد بالتحضر Urbanization عملية انتقال مجتمع ما من الوضع الريفي أو البدوي إلى الوضع المدني أو الحضري. وتحدد نتيجة التحضر في النمو الحضري Urban growth بحساب نسبة سكان منطقة معينة من المتمركزين في مراكز حضرية(مكي، محمد شوقي إبراهيم، 1415هـ، ص163). ويسود في منطقة المدينة المنورة الاتجاه العام العالمي والوطني في سرعة انتقال السكان إلى المراكز العمرانية الحضرية. فمثلاً ازدادت نسبة سكان الحضر في العالم من نحو 33% سنة 1960م إلى نحو 47% عام 1999م ( عطوي،عبد الله،1421هـ،ص69). وفي المملكة العربية السعودية ارتفعت نسبة السكان الحضر من نحو 46% إلى 81% خلال الفترة 1394-1425هـ (الخريف،رشود،1428هـ،ص ص45-46).

     وفي منطقة المدينة المنورة ارتفعت نسبة السكان الحضر من 42.5% في سنة 1394هـ إلى نحو 81% في سنة 1425هـ، وهذا ما أدى إلى ارتفاع مؤشر سرعة التحضر[4] في منطقة المدينة المنورة إلى 87.6. وتعد هذه القيمة مرتفعة مقارنة بالعديد من المناطق الإدارية في المملكة مثل القصيم وعسير وجازان والتي بلغت فيها قيم المؤشر 54.5، 45، 20 على التوالي، بل إن قيمة المؤشر في منطقة المدينة كانت أعلى من قيمته بالنسبة للمملكة(64.5). ولا شك أن هناك مناطق أسرع تحضراً من منطقة المدينة مثل الحدود الشمالية، نجران، والرياض، حيث بلغت قيمة المؤشر 81.2، 78.7، 76.9 على التوالي (الخريف، رشود،1428هـ،ص48).
      سيعتمد الباحث في هذه الدراسة تحديد المركز العمراني الحضري (المدينة) لكل مسمى سكاني به بلدية أو يزيد عدد سكانه على 5000 نسمة (مصلحة الإحصاءات العامة،د.ت.،نتائج تفصيلية،ص18). وبناءً على ذلك نجد أن عدد المدن في منطقة المدينة المنورة ازداد من أربع مدن فقط في عام 1394هـ إلى 26 مدينة في تعداد 1425هـ، أي بنسبة زيادة مقدارها 550% (جدول رقم10). وتبعاً لذلك ازداد عدد سكان المدن بنسبة نحو 496% بين تعدادي 1394-1425هـ، أي بمعدل نمو سنوي 3.2% خلال هذه الفترة.
      استمرت محافظة المدينة المنورة (خاصة المدينة المنورة) في جذب القسم الأكبر من عدد المدن ومن السكان الحضر في المنطقة في كل سنوات التعدادات، فكان نصيبها في سنة 1394هـ نحو 38% من إجمالي سكان المنطقة، ثم ارتفعت النسبة إلى حوالي 65% في سنة 1425هـ. وزاد عدد المدن من مدينة واحدة فقط إلى سبع مدن في عام 1425هـ. وتراوحت أعداد المدن في المحافظات الأخرى بين مدينتين إلى خمس مدن. وفي سنة 1394هـ كانت محافظتا بدر والمهد تعدّان مناطق ريفية خالية من أي تجمع حضري بلدي.
     وأتت محافظة ينبع في المرتبة الثانية، ثم محافظة العلا في المرتبة الثالثة، ولكن بنسبة حضرية منخفضة جداً مقارنة بمحافظة المدينة المنورة في عام 1394هـ. ولكن الوضع تغير كثيراً في تعداد 1425هـ، حيث أصبحت الغالبية العظمى من سكان محافظة المدينة المنورة هم من السكان الحضر، وفي محافظة ينبع نحو 9 أعشار السكان هم من الحضر. وفي محافظة العلا ارتفعت نسبة السكان الحضر من نحو العُشر في سنة 1394هـ إلى نحو ستة أعشار السكان في سنة 1425هـ. وأصبح السكان الحضر في محافظتي بدر والمهد يشكلون نحو 86%، 14% من مجموع سكان المحافظتين على التوالي. وبذلك تحولت بعض القرى السابقة إلى فئة المدن مثل الواسطة والقاحة في محافظة بدر، والسويرقية وثرب في محافظة المهد لبلوغ عدد سكانها 5000نسمة فأكثر.
جدول رقم (10)
النسب المئوية للسكان الحضر والريف في محافظات منطقة المدينة المنورة
الوحدة الإدارية
عدد المدن
% من سكان المحافظة
%من سكان المنطقة
عدد القرى
%من سكان المحافظة
1394هـ:
المدينة المنورة
1
73.9
38.3
-*
26.1
يتبع
1
22.7
3.1
-
77.3
العلا
1
13.3
1.2
-
86.7
بدر
-
-
-
-
100.0
المهد
-
-
-
-
100.0
خيبر
1
-
-
-
100.0
الحناكية
-
-
-
-
-
المجموع: 
4
-
45.8
-
54.2
1413هـ:
المجموع
9
-
74.5
-
25.5
1425هـ:
المدينة المنورة
7
98.4
64.7
291
1.6
ينبع
91.54
91.4
15.1
219
8.6
العلا
61.21
61.1
2.3
204
38.9
بدر
86.31
86.1
3.3
153
13.9
المهد
63.39
63.9
2.3
145
36.1
خيبر
98.42
98.2
3.3
189
1.8
الحناكية
75.24
75.4
2.6
108
24.6
المجموع
26
-
93.3
1309
6.7
* بيانات غير متوفرة
المصادر: النسب من عمل الباحث اعتماداً على:
1 -مصلحة الإحصاءات العامة، 1397هـ، التعداد العام للسكان والمساكن لعام 1394هـ.
2-مصلحة الإحصاءات العامة، دون تاريخ، النتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1413هـ.
3-مصلحة الإحصاءات العامة، دون تاريخ، نتائج تفصيلية:التعداد العام للسكان والمساكن لعام 1425هـ.
     وفي المقابل تناقصت نسبة السكان الريفيين والرحل بين سنوات 1394-1425هـ في المنطقة من نحو 54% إلى 1.6%. وفي محافظات بدر والمهد وخيبر التي كان هؤلاء السكان يشكلون 100% من مجموع السكان تناقصت نسبتهم إلى نحو 14%، 36%، 2% على التوالي.
     وتتفاوت معدلات النمو السكاني بين مدن المنطقة من 1413-1425هـ (جدول رقم11)، حيث كانت أعلى معدلات النمو في مدن الحناكية والمهد والعيص، وأقلها في العلا والثمد والمدينة المنورة. وتؤكد هذه النسب ما سبقت الإشارة إليه من نجاح برامج التنمية الشاملة في توجيه الاهتمام وبالتالي زيادة جاذبية المدن المتوسطة والصغيرة الحجم للسكان حتى غدت هذه المعدلات أعلى من معدلات النمو في المدينتين الرئيسيتين في المنطقة وهما المدينة المنورة وينبع. وهذا عكس الوضع خلال الفترة 1394-1413هـ حينما كانت معدلات نمو سكان هاتين المدينتين تبلغ 5.9%، 3.9% على التوالي.
جدول رقم (11)
معدلات النمو السكاني لمدن منطقة المدينة المنورة، 1413-1425هـ
المدينة              السنة
1413هـ
1425هـ
معدل النمو
المدينة المنورة
608295
919838
3.5
وادي الفرع
-*
10017
-
اليتمة
-
7736
-
المندسة
-
5954
-
الفريش
-
8637
-
آبار الماشي
-
14048
-
الصويدرة
-
12276
-
ينبع البحر
119819
188714
3.8
العيص
6127
16597
8.3
ينبع النخل
-
9347
-
الجابرية
-
8314
-
رخو
-
5730
-
العلا
22033
29302
2.4
مغيراء
-
5819
-
بدر
19778
33760
4.5
الواسطة
-
10900
-
القاحة
-
5559
-
المهد
7436
19678
8.1
السويرقية
-
8523
-
ثرب
-
6135
-
خيبر
10528
19773
5.3
العشاش
-
6193
-
الصلصلة
-
10641
-
الثمد
5635
8127
-
الحناكية
7906
22443
-
النخيل
-
16185
-
* بيانات غير متوفرة.
المصادر:
1-مصلحة الإحصاءات العامة، دون تاريخ، النتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1413هـ.
2-مصلحة الإحصاءات العامة، دون تاريخ، نتائج تفصيلية:التعداد العام للسكان والمساكن لعام 1425هـ.





[1] - أستاذ جغرافية العمران، قسم الجغرافيا، جامعة الملك سعود، الرياض.
1- روى البخاري ومسلم عن سفيان عن أبي زهير t أنه قال: سمعت رسول الله r يقول:(تفتح اليمن، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) (الرفاعي، صالح بن حامد،1415هـ، ص191).
1- هناك تعداد آخر سابق نفذ في سنة 1382هـ(62/1963م)، ولكن بيانات هذا التعداد لم تعتمد ولم تنشر رسمياً لوجود بعض الأخطاء فيها.
[4]- يحسب مؤشر سرعة التحضر باستخدام الصيغة (الشلقاني،مصطفى،د.ت.،ص54): س ح= س1-س0x100
                                                                                                                             100- س0
     حيث أن س1= نسبة سكان المدن في المنطقة في فترة لاحقة، س0= نسبة سكان المدن في فترة سابقة.


اتجاهات التغير في النمو والتركيب السكاني

في منطقة المدينة المنورة 1394 - 1425هـ

(القسم الثالث )

أ.د.محمد شوقي بن إبراهيم مكي

قسم الجغرافيا،كلية الآداب،جامع الملك سعود

مراجعة:

  تعد دراسة خصائص السكان والتغيرات التي تمر بها هذه الخصائص خلال فترات زمنية محددة مهمة في عمليات التخطيط للتنمية. وقد اهتمت الدراسة التي بين أيدينا، بالإضافة إلى تحديد الخصائص الطبيعية لمنطقة الدراسة بما فيها من موقع جغرافي وتركيب جيولوجي ومظاهر لسطح الأرض ومناخ،بمجموعة من الخصائص التي تتصل بحجم نمو سكان منطقة المدينة المنورة خلال الفترة الممتدة بين تعدادي 1394-1425هـ واتجاهات هذا النمو والعوامل المؤثرة فيه. كما اهتمت الدراسة بتوزيع السكان بين محافظات المنطقة. وألقت الدراسة بعض الضوء على التركيب النوعي، والحالة الزواجية، والحالة التعليمية،وحجم الأسرة، والتركيب الاقتصادي. واختتمت الدراسة بتطبيق التحليل العاملي والتحليل العنقودي لتصنيف العوامل المؤثرة في اتجاهات نمو السكان وتركيبهم.

  وقد تمخض عن الدراسة عدة نتائج مهمة تؤكد على:

1- تركز النشاطات الاقتصادية والخدمات في محافظتي المدينة المنورة وينبع، مما نتج عنه تركز السكان والنمو في هاتين المحافظتين، خاصة مراكزها.

2- تميز التركيب العمري في منطقة المدينة المنورة بالفتوة، وبالتالي بارتفاع نسبة الإعالة.

3- يتضح تأثير الهجرة على التركيب العمري، خاصة الذكور في أعمار (25-65سنة).

4- يلاحظ الاتجاه العام نحو تناقص نسب الوفيات والولادات في المنطقة.

5- تميزت المنطقة بسرعة التحضر،خاصة في محافظة المدينة المنورة.

6- تتجه نسبة النوع لارتفاع عدد الذكور مقابل كل مائة من الإناث، مما يعزى لتأثير الهجرة من خارج المنطقة.

7- حققت المنطقة قفزات جيدة في المستوى التعليمي بين سنوات 1394-1425هـ.

8- يقل مستوى حجم الأسرة عن المعدل العام في المملكة ويتجه هذا الحجم إلى التناقص البسيط.

9- تميز النشاط الاقتصادي بتناقص نسبة العاملين في القطاع الأولي وتزايدهم في القطاعين الثنائي والثلاثي.

10- أوضح التحليل العاملي سيادة بعض المتغيرات في التأثير على النمو السكاني، خاصة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.

11- أعطت الدراسة بعداً جديداً في النظر للنمو السكاني بعيداً عن الرؤية التشاؤمية لأنه يمثل رصيداً وطنياً لا يمكن التقليل من أهميته.

  ودعماً لهذه النتائج قدمت الدراسة عدداً من التوصيات التي يمكن أن تحافظ على التوازن في التغيرات السكانية المستقبلية. ولعل من أهم هذه التوصيات:

1- الاهتمام بتطوير القاعدة الاقتصادية والبنية الأساسية في المحافظات الهامشية في المنطقة للحد من الهجرة إلى خارج المنطقة أو إلى مركز المنطقة.

2- العمل على تعزيز التوازن المكاني في توزيع الخدمات لتحقيق التنمية المتوازنة ودعم جهود استقرار السكان.

3- مقابلة النمو السكاني بالمزيد من مشاريع التنمية التي تخلق فرصاً للعمل.

  وأخيراً ألحقت الدراسة بقائمة مراجع متنوعة تفيد في دراسات المدينة المنورة وغيرها من الدراسات المهتمة بالسكان أو التنمية.

قائمة المراجع:

- إبراهيم، بدوي خليل، 1396هـ، الإحصاءات التطبيقية في المملكة العربية السعودية، معهد الإدارة العامة، الرياض.

- أحمد، المتولي السعيد أحمد، 2006م، "التغير في التركيب السكاني في محافظة أسيوط خلال الربع الأخير من القرن العشرين: دراسة تحليلية في جغرافية السكان"، المجلة الجغرافية العربية،ع48،ج2، ص ص359-419.

- استشاري تضامن مكتب فريد مصطفى ومكتب عبد الله بخاري، 1420هـ، مشروع دراسة المخطط الإقليمي لمنطقة المدينة المنورة: المخطط الهيكلي للمحافظات، أمانة المدينة المنورة، المدينة المنورة.

- إسماعيل، أحمد علي، 1982م، أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية،ط4، المؤلف، جدة.

- الخريف، رشود،1420هـ، "التركيب العمري والنوعي لسكان المملكة العربية السعودية"، الدارة، م25،ع2، ص ص5-107.

- الخريف، رشود،1423هـ، السكان: المفاهيم والأساليب والتطبيقات،المؤلف، الرياض.

- الخريف،رشود بن محمد، 2000م، "التركيب الزواجي لسكان المملكة العربية السعودية: دراسة السمات العامة والأبعاد الديموغرافية والسكانية"، مجلة العلوم الاجتماعية،م28، ع1، ص ص97-139.

- الخريف، رشود بن محمد، 1428هـ، التحضر ونمو المدن في المملكة العربية السعودية خلال الفترة (1974-2004م)، سلسلة منشورات وحدة البحث والترجمة،ع37، جامعة الكويت، الكويت.

- الربدي، محمد بن صالح، 1425هـ، دراسات في سكان المملكة العربية السعودية: مصادر المعلومات والبيانات السكانية، المؤلف، الرياض.

- الرفاعي،صالح بن حامد،1425هـ، الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعاً ودراسة،وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد،المدينة المنورة.

- الصالح، ناصر بن عبد الله، والسرياني، محمد بن محمود، 1420هـ، الجغرافيا الكمية والإحصائية: أسس وتطبيقات بالأساليب الحاسوبية الحديثة، مكتبة العبيكان، الرياض.

- اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا،دون تاريخ، المعجم الديموغرافي متعدد اللغات،الأمم المتحدة، ط2، السفر العربي، بغداد.

- المركز الديموغرافي لشمال أفريقيا، 1967م، تعمير السكان ونتائجه الاقتصادية والاجتماعية، الأمم المتحدة (مترجم).

- سميث، ت. لين، 1971م، أساسيات علم السكان، المكتب المصري الحديث، الإسكندرية (ترجمة محمد السيد غلاب).

- الشلقاني، مصطفى،دون تاريخ، طرق التحليل الديموغرافي،جامعة الكويت، الكويت.

- عطوي، عبد الله، 1421هـ، جغرافية السكان، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت.

- قسم الهيدرولوجيا، 1394-1425هـ، النشرة الهيدرولوجية،وزارة الزراعة، الرياض.

- لجنة الأطلس الوطني، 1401هـ، أطلس السكان للمملكة العربية السعودية، جامعة الرياض (جامعة الملك سعود حالياً)، الرياض.

- مصلحة الإحصاءات العامة،1382هـ،حصر السكان والمؤسسات،وزارة المالية والاقتصاد الوطني، الرياض.

- مصلحة الإحصاءات العامة، دون تاريخ،التعداد العام للسكان:منطقة المدينة المنورة-البيانات التفصيلية عام 1394هـ، وزارة المالية والاقتصاد الوطني،الرياض.

- مصلحة الإحصاءات العامة، 1418هـ، النتائج التفصيلية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 1413هـ،وزارة المالية والاقتصاد الوطني، الرياض.

- مصلحة الإحصاءات العامة، دون تاريخ، الخصائص السكانية في المملكة العربية السعودية (من واقع نتائج البحث الديموغرافي)، وزارة التخطيط، الرياض.

- مصلحة الإحصاءات العامة،دون تاريخ، النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن 1425هـ(2004م)، وزارة الاقتصاد والتخطيط، الرياض.

- مصلحة الإحصاءات العامة،دون تاريخ،نتائج تفصيلية: التعداد العام للسكان والمساكن لعام 1425هـ، وزارة الاقتصاد والتخطيط، الرياض.

- مصلحة الأرصاد وحماية البيئة،1974-2004م،بيانات غير منشورة.

- مصيلحي، فتحي محمد، 2004م، جغرافية السكان: الإطار النظري وتطبيقات عربية، مطابع جامعة المنوفية، المنوفية.

- مكي، محمد شوقي بن إبراهيم، تحت النشر، الموسوعة الجغرافية للمملكة العربية السعودية: سكان منطقة المدينة المنورة، مكتبة الملك عبد العزيز العامة، الرياض.

- مكي، محمد شوقي بن إبراهيم، 1405هـ، المدخل إلى تخطيط المدن، دار المريخ، الرياض.

- مكي، محمد شوقي بن إبراهيم، 1415هـ، "مناهج البحث في جغرافية الحضر"، مجلة جامعة الملك عبد العزيز (العلوم التربوية، م8، ص ص159-188.

- هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، 1424هـ،دليل هواة الرحلات البرية في المملكة العربية السعودية،ط2،الرياض.

- وزارة التخطيط، 1980م، الخطة الخمسية الثالثة (1980-1985م)، مطبعة وزارة التخطيط، الرياض.

- وزارة الشئون البلدية والقروية، 1423هـ، تنمية الإنسان والمكان: عشرون عاماً من التطور في قطاع البلديات (1402-1422هـ)، وزارة الشئون البلدية والقروية، الرياض.

- وكالة الوزارة لتخطيط المدن، 2000م، الاستراتيجية العمرانية الوطنية، وزارة الشؤون البلدية والقروية، الرياض.

- الوليعي، عبد الله بن ناصر، 1416هـ،جيولوجية وجيومورفولوجية المملكة العربية السعودية: أشكال سطح الأرض، المؤلف، الرياض.

- Chapman, R.W.,1978, "General Information on the Arabian Peninsula", in Al-- Sayari,S.S., & Zotll,J.G., (eds.), Quartenary Period in Saudi Arabia, Springer-Varlag, New York. 

- Judith, E.J., 1996, Population Growth, Univ. of Denver, California.

- Powers, R.W., et al,1966, Geology of the Arabian Peninsula:Sedimentary Geology of Saudi Arabia, Geological Survey Professional Paper 560-D, U S Government Printing Offive, Washington. 
PRB,2005,World Data Sheet, PRB, Washington.

- Roudi-Fahimi, F., & Kent, M.M., 2007, "Challenges and Opportunities: The Population of the Middle East and North Africa", Population Bulletin, Vol.62, N0.2, pp.2-19. 

المرجع : مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا