التسميات

الاثنين، 24 يوليو 2017

معجم البلدان الليبية - الشيخ الطاهر أحمد الزاوي


معجم البلدان الليبية


 تأليف الأستاذ

الشيخ الطاهر أحمد الزاوي 



منشورات مكتبة النور- طرابلس




الطبعة الأولى 


1388هـ - 1968م

تقديم الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الله رفيدة

  توفى – رحمه الله تعالى- في الخامس من مارس سنة 1986م ، ودفن بقريته "الحَرْشَا" التي ولد فيها، وظل يذكرها بكل حب وشوق ، وقال عنها في كتابه الذي نقدمه :"وهي بلدي وموطن عشيرتي وأجدادي ولدت بها سنة (1890م).

بلاد بها نيــطت عليَّ تمائــمي    وأول أرضٍ مَسَّ جِلْدي ترابُها

  وقبل هذا النص قال :" الحَرْشا قرية من قُرَى الزاوية، وتقع غربيها بنحو (3/كم) "، وقد فصل الحديث عنها أكثر من غيرها لعلمه بأحوالها وأنساب سكانها ووشائج الصلات بينهم ( من ص :112-116)، كما فصل الحديث عن نشأته وأطوار حياته، وما قام به من الأعمال الجليلة في الترجمة التي كتبها لنفسه ، وسجلت في كتاب "الأعضاء المراسلون لمجمع اللغة العربية ": (ص:85-87)، فقد كان عضوا مراسلا به إلى أن توفى رحمه الله تعالى،كما ذكر فيها مؤلفاته التي ألَّفها أثناء إقامته بمصر وبعد رجوعه إلى بلده ليبيا ، إذ المعروف عنه أنه كان يعيش عيشة العلماء الزاهدين الحريصين على المعرفة ونشرها، وأنه لا يتحرج في السؤال عن شىء لا يعرفه، وقد عرفت ذلك منه بنفسي لما كنت عليه من قوة الصلة به ، وهو لم يترك القراءة والكتابة والتأليف إلى أن توفى – رحمه الله تعالى -.

الكتاب"معجم البلدان الليبية": مصادره ومنهجه :

  وفي الترجمة المذكورة نجد من مؤلفاته كتابه :"معجم البلدان الليبية"، وقد كانت طبعته الأولى سنة(1388هـ – 1968م): قبل ثورة الفاتح بسنة ، ولأن موضوعه يدخل في أعمال دورة مؤتمر المجمع الحالية؛ فإنه يسعدني أن أقدِّمه في دراسة مختصرة وملاحظات وتصويبات قليلة، وأن أقدم نصوصا منه ونماذج لمنهجه في تحديد البلاد الليبية،فهي من الأعلام الجغرافية التي يجعلها المجمع في هذه الدورة موضوعه الرئيسى .

   وقد قدَّم له بمقدمة جيدة تضمنت بيان ما يلي :

أ – الغرض من تأليفه : هو التعريف بالبلاد الليبية ، وتسهيل معرفتها على المواطنين الليبيين والعلماء والباحثين وغيرهم ،فإن كثيرا مما ذكر منها في الكتب مُفرَّق فيها تصعب معرفته ، قال :" وبعد فإن كثيرا من المؤرخين أصحاب الرحلات والجغرافيين – قديما وحديثًا – ذكروا بعض البلدان الليبية مفرّقة في كتب عربية وإفرنجية، يصعب على كثير من المواطنين معرفتها خصوصا في العصور الأخيرة، حيث أنشئت قرى جديدة ، واستحالت بعض القرى إلى مدن ، واستبحر عمران المدن واتسع محيطها ".(ص:5) – وهذا قول صحيح يسوِّغ لنا القول بأن كثيرا مما كتبه هو نفسه عن المدن الليبية، وعدد سكانها واتساع عمرانها، وازدهار الحياة فيها، يحتاج إلى مراجعة واسعة، وتعديل في كثير من الأحيان ، وسأقدم مثالا لذلك: مدينة طرابلس باعتبارها كبرى المدن الليبية وأزحمها .

ب – مصادره التي اعتمد عليها فى تأليفه وهي نوعان :

الأول - معلوماته التي اكتسبها من مشاهداته في البلاد الليبية أثناء تجواله فيها: فقد أتاحت له فرصة وجوده في ليبيا من أكتوبر سنة 1919م إلى آخر ديسمبر سنة 1923م– ومن أكتوبر سنة 1964م إلى أكتوبر سنة 1965م أن يتجول فيها غربا وشرقا وجنوبا – في رحلات كثيرة. بيّنها في الهامش. وقد شاهد فيها كثيرا من أودية ليبيا ورباها وجبالها وعامرها وغامرها وكثيرا مما تركه الروم واليونان والبربر من أطلال القصور وخرائب الدور المنتشرة في بطون الصحراء والأودية ، ومجاري المياه وسفوح الجبال ، وكثيرا من مدنها وقراها وتعرَّف على كثير من سكانها إلى أن قال :" مما جعلني أفكر في كتابة معجم للبلدان الليبية ، وكنت أثناء رحلاتي أقيد بعض الملحوظات فيما يتعلق بأسماء البلاد والسكان وبعض الآثار التي مررت بها " وقال :" ولما استقَّر بي المقام في مصر في منتصف سنة 1924م، أخذت في مراجعة ما قيَّدته، وما علمته من مشاهداتي فوجدْت فيه ما شجعني على اعتزام جمعه ليكون نواة لمعجم البلدان الليبية ، واعتزمت الأمر " .

  هذا هو مصدره الأول ، وهو مصدر أساسي لهذا الكتاب ، وثرى جدًا بالمعلومات لا غنى عنه ، وميزة كبرى له تجعله في صف معاجم البلدان ، وكتب الرحلات التي اعتمد مؤلفوها على المشاهدة والاطلاع الشخصي .

الثاني - الكتب التي ذكرت البلاد الليبية: فقد رجع إلى كثير منها مثل " الروض المعطار في أخبار الأقطار " لأبي عبد الله محمد الحميري ، و " رحلة التيجاني " للأستاذ أبى محمد عبد الله التجاني، و" معجم البلدان " لياقوت الحموي، وغيرها من المراجع التاريخية والجغرافية. وقد ذكرها في فهرس خاص بها، وكانت نتيجة هذا الجهد الشخصي والمرجعي في قوله :" فجمعت ما أمكنني جمعه ، وعرَّفت جميع المدن ، وبعض القرى تعريفا مختصرا موضحا، وأرَّخت للمشهور منها سواء كانت موجودة قبل الفتح الإسلامي أو وجدت بعده " . و" ذكرت ما وصل إليه علمي من مدن أثرية وغيرها، وقرى وأمكنة وجبال وأودية ، ومساجد ومدارس وأبراج وعيون جارية وآبار لها شهرة ،وقصور جاهلية ضاربة في الصحراء هنا وهناك " .

   وهذا النص يبين أصناف المسميات التي ذكرها في هذا المعجم وأنها تصل إلى أحد عشر نوعا أو معْلَما من معالم التاريخ والحضارة والدين والطبيعة .

  ويبين النص السابق عليه أن تعريفه بها كان مختصرا واضحا،وأن التاريخ إنما كان للمدن المشهورة . وهذا هو الطابع العام للكتاب، والذي يدل عليه حجمه، فهو لا يزيد عن ثلاثمائة وثلاث وثمانين صفحة بالفهارس،وما ذكر فيه من أسماء الأصناف المذكورة يقرب من ألف اسم لم يكتب عن أغلبها غير سطر أو أسطر قليلة.

ج – سمات منهجه وهي :

1 – الإشارة إلى ما وقع في المدن والقرى والأمكنة من أحداث تسترعى النظر مثل الوقائع الحربية التي كانت بين الليبيين والطليان، أو بين الليبيين بعضهم مع بعض كما نبهت على بعض الأمكنة أنها غير معروفة " .

وهذه السمة من منهجه نجد لها شواهد كثيرة في الكتاب .

2 – ذكره اسمى البلد القديم والحديث إذا كان لها ذلك .

3 – بحثه في كثير من الأسماء لمعرفة أصلها العربي أو غيره ، ومحاولته في بعض الأحيان إيجاد أصل لغوي لبعض الألفاظ المستعملة في طرابلس خصوصا في الشعر البدوي إلى أن يقول :" وبعض الألفاظ قد يكون ربطه بالأصل اللغوي غير واضح ولكنه يستأنس به ، ومثل هذه المحاولات قد يفتح بابا للبحث لمن يرغب في ذلك ، فلربما هداه بحثه إلى أوضح مما اهتديت إليه".

وهذا إنصاف منه وأدب من آداب العلماء الحريصين على الحقيقة ، وهو جانب يحتاج إلى المراجعة والتمحيص والتقويم .

  ومن تمام هذه السمة أنه أشار إلى كثير من الأسماء التي ترجع إلى اللغة البربرية وإلى الأسماء التي تطلق على المكان والسكان .

  وقد ذكر في بعض المناسبات بعض القبائل العربية فى ليبيا ، ونسبتها إلى أصولها الأولى .

4 – تحديده المسافات بين بلد وآخر، أو مكان وآخر بالكيلو متر – في كثير من الأحيان تسهيلا على القارئ والباحثين .

5 – ترتيبه ما ذكر فيه من أسماء على حروف المعجم ، يقول في نهاية مقدمته التي نقلنا منها ما سلف بتصرف :"وسميت ما جمعته ( معجم البلدان الليبية ) ورتبته على حروف المعجم : (أ،ب،ت) وها هو أقدمه إلى مواطنى ، وإلى المكتبة العربية في ثوب لا شك أنه ( نسيج وحده ) لأنه لم يسبق أن ذكرت البلدان الليبية في مثل هذا التفصيل المجمل .

  وما كان من الأسماء مبدوءا بكلمة (ابن ) أو (أبو) أو (أم) ذكرته في حرف الهمزة ، وما كان مبدوءا بأداة التعريف (أل) ذكرته في الحرف الذي يليها مباشرة".

   وهو يعتقد أن هذا المعجم يصور ليبيا تصويرا يسهل على من لم يعرفها أن يتصورها كما لو كان منها ، ومن خلاله يمكن معرفة كثير من تلك الوقائع الحمر التي خاضها الشعب الليبـي مع الطليان مدة عشرين سنة؛ دفاعا عن وطنه وذودا عن كرامته .

ولكنه لا يدعى أنه استوعب كل ما اشتملت عليه ليبيا من قرى وأمكنة ، وإنما ذكر ما وصل إليه علمه، وعثر عليه في بطون الكتب ، واستفاده من سؤال من وثق به، واطمأنت نفسه إلى صحة قوله. ويعتقد أنه ما فاته إلا القليل ، ويختم ذلك كله بقوله : " وعذري عما فاتني أني بذلك جهدي، وما وراء ذلك فعلى الشباب الليبـي أن يقوم به وما ذلك عليهم بعزيز " ( المقدمة من ص 5 – 9 ).

محتوى الكتاب :

  ثم إن هذا المعجم يتكون – كما سبق – من ثلاثمائة وثلاث وثمانين صفحة ويشمل ما يقرب من ألف اسم من أسماء أصناف الأعلام الجغرافية التي سبق ذكرها، ويمكن تصنيف هذه الأسماء في المجموعات التالية .

1 – أسماء المدن والقرى : فقد ذكر كثيرا منها موزعة على حروف الهجاء ، مثل: أجدابية ، أطرابلس ، برقة ، بنغازي ، البياضة ، تاجورة ، تاورغاء ، ترهونة ، جادو، جالو ، جرمة ، درنة ، الزاوية الغربية ، زوارة ، سبها ، سلوق ، سرت الجديدة ، وسرت القديمة ، شحات ، صبراته ، طمينة ، طبرق ، غدامس ، غات …

  ويجب أن يلاحظ أن البلدان الليبية التي غير الإيطاليون أسماءها فسموها باسم أحد زعمائهم أو بغيرهم ، رجعت إليها أسماؤها العربية بعد الاستقلال، خصوصا بعد إجلاء المستوطنين الإيطاليين عن ليبيا وكان عددهم كبيرًا في طرابلس ، وقد تم هذا الإجلاء بعد قيام ثورة الفاتح من سبتمبر في 7/10/1970م .

  وأوضح مثل لذلك – فيما أعلم – طُمِّينة – وهي بضم الطاء وكسر الميم المشدّدة – ويقول المؤلف في التعريف بها:"طُمِّينة أرض زراعية جيدة التربية من أملاك أهل مصراته وتقع جنوبيِّها ، بنحو اثنى عشر (12) كم .

  وقد اغتصبها الإيطاليون، واستنبطوا فيها أربع عشرة نافورة ماء من جوف الأرض، لسقى الزراعة يندفع منها الماء بقوة عظيمة من ذات نفسه دون آلات رافعة ، وقد أنشأوا بها قرية كبيرة وسموها : " كريسبي " على اسم أحد الوزراء الإيطاليين الذين كانوا يحرِّضون حكومة روما على احتلال طرابلس ،وأطلق اسم كريسبي على الجهة كلها،وصارت تعرف به . وفيها بساتين كثيرة ومزارع واسعة وكان أكثر سكانها من الإيطاليين … وقد رحل عنها أكثر الإيطاليين ، وأصبح أكثر سكانها من العرب " .

  وأقول : بل رحل عنها كل الإيطاليين أو رحلوا، وهي الآن منطقة عربية الاسم والسكان ومظاهر الحياة الدينية والاجتماعية،نالها ما نال البلاد الليبية كلها من التقدم والتطور وازدهار العمران وتوفر وسائل الحياة ، ومثلها في ذلك الدفنية التي تقع غربي مصراته بينها وبين زليتن ، والتي اغتصبها الإيطاليون – أيضا وسموها (غريبالدي ) أحد مشاهير الإيطاليين وغيرهما كثير .

2 – أسماء الأمكنة أو القرى أو الآبار أو الوديان أو غيرها التي قد يكون أصلها أسماء أشخاص – أو مازالت – وهي الأسماء المصدرة بابن، أو أب، أو أم ، وقد ذكر منها مجموعة كبيرة فى حرف الألف مثل :

أ – " ابن همَّال : اسم رجل مدفون بمكان غربي سرت بنحو (4كم ) وله مقام مشهور وبه سُمِّي المكان " ، وهو الآن – فيما أعلم يقع في طرف مدينة سرت الغربي وقد أقيم في المكان مسجد حديث البناء .

ب – " أبو رُقيّة : اسم ولي في زليتن وبه سمي المكان " .

ج – " أم الجوابي : بئر من كبار قِطِّيس ، ماؤها مُرّ وتقع جنوبي الزاوية بنحو (65/كم).

د – " أم العظام : واحة من واحات فزّان في الجنوب الشرقي من أم الأرانب " .

3 – أسماء الآبار – وقد ذكر طائفة كبيرة منها في حرف الباء – مثل :

أ – " بئر أبي الكُنُود : بئر كانت بوسط مدينة طرابلس ، وكان يشاع بين سكان المدينة أن شرب مائها يورث الحمق ، وقد ذكر التجاني في رحلته أن رآها سنة (708هـ)، ورأى الناس يشربون منها ولا يتحرجون مع علمهم بما يقال عنها، وما زال كثير من سكان المدينة الطاعنون في السن يذكرونها ، ولم أهتد لمكانها " .

ب – " الغُبَىّ : تقع شرقي بنغازي إلى الجنوب قليلا بنحو ( 550 / كم ) .

ج – " بئر الميامين في أرض وِرْشِفَّانة " .

4 – أسماء الجبال وقد ذكر طائفة منها في حرف الجيم – مثل :

أ – " الجبل الأخضر : جبل يمتد في سهول برقة الشمالية الساحلية من الغرب إلى الشرق على مسافة ( 400 كم تقريبا ) ، خصب الأرض ،كثير الأشجار، كثير ينابيع المياه ، ولا يقل ما فيه من الينابيع عن ( 55 عينا ) .

ب – " جبل نَفُوسة ( بفتح النون وضم الفاء مخففة ) – هو سلسلة جبال صخرية تمتد من الغرب إلى الشرق ، وهو جزء من سلسلة جبال أطلس التي تبتدئ من بحر الظلمات،وتمر بمراكش والجزائر وتونس وطرابلس .

   ويبتدئ جبل نفوسة من الغرب من غربي نالوت ، وينتهي بحدود غريان الشرقية ، وطول هذه المسافة حوالي (200 كم )، وتستمر سلسلة الجبل إلى النَّقَّازة ، وكلما مرَّت ببلاد سميت باسمها إلى مدينة الخمس، وتبلغ هذه المسافة حوالي ( 400 كم ) .

   وكان جبل نفوسة ومازال إلى الآن موطن البربر ومحل إقامتهم الدائمة وممتلكاتهم الخاصة. وبعد أن استقر العرب في إفريقية شاركوا البربر في سكناه ، وأنشأوا فيه كثيرا من القُرى الخاصة بهم ، وتجد في سُفُوحه الشمالية والجنوبية كثيرا من الأراضي الخصبة والأراضي الفسيحة .

   وفيه كثير من العيون الجارية : عين الترك في غريان ، وعين الرومية في يفرن وعين الرابطة، وعين الرياينة،والعين الزرقاء ( في جادو ) ، وعين ( أم القِرَب ( في الرحيبات ) ، وتختلف ينابيع هذه العيون قوة وضعفا، وأكثرها نفعا للزراعة عين الرابطة، وعين الرومية في يفرن .

   وسمي جبل نَفُوسة باسم قبيلة نفوسة البربرية التي كانت تسكنه ، ومازالت تسكنه ،وهي من أكبر قبائل البربر " .

5 – الجوامع والزوايا والمساجد – جمعتها لأنها متداخلة، ولأن المؤلف عبر بهذه الكلمات الثلاث – ويلحق بها المدارس التي ذكرها – فهي مدارس دينية قديمة – وأذكر منها كلها مما ذكره المؤلف ما يلي:

أ – " جامع أحمد باشا ( القرمانلي ) الذي حكم طرابلس من يوليو سنة 1711م إلى نوفمبر 1745م من أكبر جوامع طرابلس وأشهرها وأحسنها زخرفا وبناء على الطراز العربي الممتاز ، كأحسن ما يكون عليه الفن العربي من الإتقان والجمال " وقد أعيد بناؤه كأصله بكل ما فيه من إتقان وزخرف بعد إصابته بقنبلة طائرة في الحرب العالمية الثانية " ، وبه "مدرسة أحمد باشا " – التي ذكرها المؤلف في (حرف الميم) ، وقال عنها :" بناها أحمد باشا القرمانلي،معهدا لتعليم القرآن والعلم، وفيها حُجُر كثيرة ( خلاوي ) لسكنى الطلبة واستراحة المدرسين ، وأوقف عليها أوقافا للصرف منها على المحتاجين من الطلبة وهي ملحقة بالجامع".

ب - مسجد درنة – ذكره المؤلف في حديثه عن مكانه : (درنة ) ( في حرف الدال ، فقال :" وبها مسجد فخم يتكون سقفه من (42) قبه ، بناه حاكمها محمود بك درنة القرمانلي سنة ( 1101هـ) ، وقد أعاد الحديث عنه في ( حرف الميم) . مضيفا إلى ما سبق قوله :" وهذا المسجد من أفخم مساجد برقة " .

ج – مسجد الشعَّاب : مسجد أثري من مساجد طرابلس القديمة،بني في أوائل المائة الثالثة الهجرية، ابتدأ بناء هذا المسجد أحد الطرابلسيين وعجز عن إتمامه ، ولما علم الشيخ الشعاب بذلك استأذن صاحبه في إتمامه فأذن له أمام قاضى البلد، فأتمه الشيخ الشعاب ولزمه وعرف به " .

د – مسجد زروق :" بناه خادمه أحمد بعد وفاة الشيخ بنحو عشرين سنة، وسكن بجواره وتولاه أحفاده من بعده " .

ولما مرَّ به الأستاذ العياشي سنة 1073هـ وجد به حفيده أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد خادم الشيخ .

  وقد كان ملحقا به مساكن للطلبة : ( خلاوي )، ومدرسة لتعليم القرآن والعلم، ومثل هذا المسجد بملحقاته يسمى زاوية في العرف الليبـي ، ولذلك أعاد الحديث عنه في بلده ( مصراته ) فقال:"وبها: ( أي مصراته) زاوية الزروق، وزاوية المحجوب، وزاوية المدني ، وكل منها تعلم أولاد المسلمين القرآن وبعض الدروس الدينية " .

  والزوايا كان لها دور وشأن كبيران في المجتمع الليبـى ، وتاريخه وحياته الروحية والعلمية، إذ كانت مساجد عبادة ومراكز تعليم – خصوصا في عهود الاستعمار – ومأوى للطلاب ومصدر إعاشة لهم بأوقافها التي أوقفها المحسنون عليها ، كما كانت ثكنات للجهاد، وتجمع المجاهدين ، ولذلك كانت محلَّ اهتمام المؤلف بما كانت تمثله من معنى تاريخي وروحي وحضاري .

د – وأبرز هذه الزوايا وأظهر نموذج لها زاوية الشيخ عبد السلام الأسمر، بزليتين التي قال عنها المؤلف :" من أشهر زوايا زليتين وتعرف بزاوية الشيخ ومهمتها تعليم العلم وتحفيظ القرآن، وفيها حُجُر كثيرة (خلاوي ) لسكنى طلبة العلم والقرآن أسست في حياة الشيخ عبد السلام سنة (900هـ) .

 ولها أوقاف كثيرة يصرف منها على ما تحتاج إليه من إصلاح، وعلى الطلبة الغرباء والمدرسين . ولكثرة أوقافها توسع نظارها في الإنفاق على الطلبة المنتسبين إليها " .

  وأقول : هذه الزاوية من أشهر زوايا القطر الليبـى، إن لم تكن أشهرها. وقد أصابها ومسجدها تغير واسع، وتطور كبير منذ استقلال ليبيا إلى الآن، إذ تحولت أولا إلى معهد ديني إعدادي وثانوي ، ثم حُول إلى مبنى جامعي كبير – في عهد الثورة – حوله عمارات لسكنى الطلاب تشغله الآن كلية للآداب والتربية تابعة لجامعة ناصر ، والمسجد جُدد تجديدا كاملا ، فأزيل مبناه القديم ، وبنى في مكانه مسجد جديد، واسع الأرجاء ،فخم البناء، جميل العمارة، بهىُّ المظهر ، ولم يفرغ من بنائه إلا منذ وقت قريب ، وكذلك مسجد زروق جدد تجديدًا كاملاً فخمًا ، وبكل واحد منها ثانوية للعلوم الشرعية والعربية إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم ، وهذا التطور الذي أصاب هاتين الزاويتين أصاب كثيرا من الزوايا القديمة مع اختلاف الوضع والمستوى .

6 – العيون : عيون الماء :

   ذكر المؤلف طائفة كبيرة منها في حرف العين – مثل قوله :

أ – " عين أبرد : عين ماء ببراك من بلاد فزَّان " وهي أولى العيون التي ذكرها ، وآخرها " عيون فزان " التي قال عنها عن كتاب " جغرافية ليبيا " :" تقدر عيون فزان بنحو (378) عينًا ، وأغنى المناطق بالعيون وادي الشاطئ، إذ يوجد فيه (277) عينًا .

7 – القصور : في حرف القاف ذكر المؤلف الكبير مجموعة كبيرة من القصور القديمة الأثرية ، والكثير منها يدل على أمكنة سميت بهذا الاسم، وقد زال أغلبها وبقيت آثارها، أو بعض الآثار الدالة عليها مثل قوله :

أ – " قصر الأركان : بقايا قصر قديم بوادي المردوم بأرض أورفلة " .

ب – " قصر حاتم : قصر قديم كان في وادي الحواتم ، وفي هذا الوادي آثار قديمة تدل على بقايا هذا القصر ، وقبيلة الحواتم ما زالت معروفة في ترهونة وينسب إليها وادي الحواتم ، وقصر حام وقعت فيه حروب هائلة بين إلياس أبي منصور رئيس الإباظية وصاحب جبل نَفُوسة ، وبين العباس بن أحمد بن طولون سنة 267هـ،هزم فيها ابن طولون شر هزيمة".

8 – الوديان : في حرف الواو ذكر المؤلف طائفة كبيرة من الوديان لكثرتها في البلاد الليبية، وهو أمر طبعي لسعة مساحة ليبيا وغلبة التكوينات الطبعية الصحراوية عليها.

- هذه المجموعات من الأسماء هي أهم ما اهتم به مؤلف "معجم البلدان الليبية" من الأعلام الجغرافية .

ملاحظات وتصويب لبعض ما في الكتاب من الآراء والتفسيرات :

  بعد هذا العرض الموجز لترجمة مؤلف كتاب " معجم البلدان الليبية" ، ولما احتوته مقدمته من تحديد مصادره،ووصف منهجه، ولما احتواه من الأسماء وأنواع الأماكن والبلاد، وذكر كثير من نصوصه في تحديد بعض ما تناوله .

  بعد هذا أرى من الضروري إثبات بعض الملاحظات والتصويبات لبعض الآراء والتفسيرات التي وقعت من المؤلف وأراها غير صحيحة أو غير دقيقة ، وأعتبرها نماذج لما في هذا الكتاب من الآراء والتفسيرات التي يجب أن تراجع وتناقش ، وهي قليلة بالنسبة لما فيه من الآراء والمعلومات القيمة الصحيحة .

- وأبدأ بمناقشة ما كتبه عن طرابلس لذكره إياها في حرف الألف ( من ص :23-31) ملحقا بها أربع ورقات لصور من ميادينها، وشوارعها، وبعض معالمها الحضارية ، فهي أكبر المدن الليبية وأحفلها بالحوادث التاريخية والسياسية وتنوع الحياة الاجتماعية والعلمية والثقافية، وما كتبه المؤلف عنها معلومات قيمة وملاحظاتي قليلة وهي:

1 – ينفرد المؤلف بالإصرار على أن اسمها الصحيح أطرابلس بإثبات الهمزة في أولها اعتمادا على أنه الاسم الذي سماها به العرب في أول رسالة كتبها الصحابي الجليل عمرو بن العاص- رضى الله عنه- ويقول: " وكلمة طرابلس ينطق بها الطرابلسيون هكذا طرابُلُس ، طرابُلْس ، أطْرابلس – بهمزة قبل الطاء وبضم الباء واللام ، وهذا هو الاسم الصحيح الذي سميت به منذ سنة (22هـ) أول ما فتحها العرب ، فقد جاء في جواب عمرو ابن العاص، الذي كتبه إلى عمر بن الخطاب … قوله : ( إن الله فتح علينا أطرابلس ) ، فكتاب عمرو بن العاص صريح في أنها أطرابلس ، وهو أول اسم عربي أطلق عليها ، وإذن فلا داعي للاختلاف في اسمها" ، ويقول :" ولا داعي إلى الاختلاف في ضبطها ، وما جاء في شعر بعض الطرابلسيين من قولهم : طرابلْس – بإسكان اللام فيما يظهر – أو طرابلُس إنما هو لضرورة الشعر "، وأقول:

  هذا الجزم في أنها أطرابلس لم يقل به أحد من اللغويين ولا المؤرخين ، وإنما هم يختلفون في إثبات الهمزة لها أو طرابلس الشام ، ويصور هذا الاختلاف قول مؤرخ طرابلس، أحمد النائب الأنصاري الطرابلسي صاحب " المنهل العذب في تاريخ طرابلس الغرب " قال في ( ص 9 منه ) :" وضبط اسمها على ما في القاموس طُرابُلُس بفتح الطاء وضم الباء واللام ، بلد بالمغرب، أورومية معناها ثلاث مدن – انتهى – .وذكر البكري وغيره أنها بزيادة الألف قبل الطاء " ، وقال التجاني في رحلته : " واختار بعضهم في الغربية زيادة الألف، وفي الشامية إسقاطها ، وعكس صاحب القاموس فجعل الهمزة للشامية" ، وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان (جـ3/25) :" طَرابُلُس بفتح أوله وبعد الألف باء موحدة مضمومة ولام أيضا مضمومة وسين مهملة ، ويقال:أطرابلس" فهو يجعلها طرابلس ، ويثبت أنه يقال : أطرابلس ، إشارة إلى الخلاف السابق .

- ولا خلاف بينهم في ثبوت الاسم : طرابُلُس – مضموم الباء واللام ، ولا في هذا الضبط ؛ ولذا لا يصح ولا يجوز جعله من الضرورة الشعرية في شعر من أثبته من الشعراء في شعره ، كما رأى المؤلف الكبير، فهو قول لا نوافقه عليه ولا داعي إليه .

   وقال المؤلف : إن الطرابلسيين ينطقونها بالأوجه الثلاثة وهو قول يحتاج إلى تمحيص ؛إذ ما أعرفه ولا يعتريه شك، أنه لا يوجد طرابلسي في العصر الحديث يكتب أطرابلس بالألف ، وإنما تكتب وتقرأ في الفصحى بضم الباء واللام وفتح الطاء ، وقد اطلعت على الطبعة الثانية من كتاب:"حكاية مدينة"طرابلس لدى الرحالة العرب والأجانب"– للكاتب الليبـي الكبير الأستاذ خليفة التليسي، فما رأيته عبَّر – ولو مرة واحدة – بغير طرابلس-.

  وأما في اللغة العامية فإنهم قد ينطقونها – فيما أعلم – إطرابلس – بكسر الهمزة على عادة الليبيين في تسكين كثير من أول الكلمات،وإلحاق همزة وصل بها، وبسكون الباء وكسر اللام وسكون السين والكثير أن ينطقوها طرابلس – بفتح الطاء وسكون الباء وكسر اللام وسكون السين.

  وأما في كتب التُّراث الليبية التي تترجم للطرابلسيين، فإنا نجد فيها النسبة إلى أطرابلـس،فيقال: أطرابلسي في بعض التراجم كما يقال : طرابلسي كما نرى في (جـ 2 ) من "المنهل العذب في تاريخ طرابلس العرب" .

2 – ويقول المؤلف الكبير فى (ص28) : "وفي العهد التركي سميت (طرابلس الغرب) لأن الترك كانوا يحتلون طرابلس الشام، فاضطروا أن يضيفوها إلى الغرب تمييزاً بين البلدين ، أما قبل العهد التركي فكانت تسمى طرابلس دون إضافتها إلى الغرب" .

  ولا أرى هذا القول صحيحًا للأسباب التالية :

أ – كتب التاريخ المعتمدة السابقة على العهد التركي يتكرر فيها كثيرا اسم طرابلس مضافا إلى الغرب بمعنى المغرب كما في كتاب "الكامل في التاريخ" للعلامة عز الدين ابن الأثير ، المتوفى سنة 630هـ فإن هذه التسمية "طرابلس الغرب" تتكرر في صلبه كثيرا ، أولها في هذا العنوان وما كتب تحته وهو "ذكر فتح طرابلس الغرب وبرقة" وقال بعده:"في هذه السنة : (سنة 22هـ) سار عمرو بن العاص من مصر إلى برقة، فصالحه أهلها على الجزية " وقال :"فلما فرغ من برقة سار إلى طرابلس الغرب " (جـ3/25). وينظر منه أيضا ص 89 جـ 11/91 -100 - 108 ، وغير ذلك كثير ، وينظر أيضا: "وفيات الأعيان" لابن خلكان المتوفى سنة (682هـ) – (جـ6/217) – تحقيق إحسان عباس . وينظر أيضا: "حكاية مدينة " ص (62) في نص عن "الدرر الكامنة" للحافظ ابن حجر المتوفى سنة (850هـ) .

ب – المؤلف لم يذكر لنا مصدرا لقوله، ولم يُشر إلى المراجع القديمة في استعمال هذا الاسم، وهي تذكر هذا الاسم (طرابلس الغرب) كثيراً كما سبق .

ج – التفريق بينها وبين طرابلس الشام بإضافة كل واحدة منها لما يميزها عن الأخرى كان أمرا واردا وضروريا في عصور الإسلام المختلفة؛ لشهرتهما ولمكانة كل منهما من خريطة العالم الإسلامي قبل الحكم التركي ، ولكثرة المنسوبين إليهما ، وهذا ما تحس به وأنت تقرأ حديث كتب التراث عنهما وأقوال العلماء فيهما ، ولكن ذكر المميز فيهما ليس بلازم في كل حين ، فكثيرا ما يترك لدلالة السياق أو القرائن اللفظية .

3 – وقال الأستاذ المؤلف :"ويبلغ عدد سكان مدينة أطرابلس سنة 1967م (250000) نسمة" (ص 30) ، وهذا القول صحيح لتقيده بسنة (67) ، أما الآن فهو غير صحيح لبلوغ سكانها – الآن – أكثر من مليون نسمة حسب آخر تعداد، وهذه الزيادة في السكان صحبها – من غير شك – تطور كبير في مرافق المدينة واتساع عمرانها بنشوء أحياء جديدة كثيرة فيها، وشوارع وطرق ومؤسسات ومبانٍ كثيرة ، مثل مؤسسات التعليم التي لم يتعرض لها المؤلف الكبير مطلقًا ، ويكفي أن نعلم أن جامعة طرابلس: "جامعة الفاتح" هي أكبر الجامعات الليبية وأن عدد طلابها – الآن – أكثر من أربعين ألفا – فيما أعلم – وغير ذلك كثير .

- وهذه الملاحظة على ما ذكره في مدينة طرابلس المتعلقة بعدد السكان ومظاهر التطور والعمران، يصح تعميمها على كل المدن والقرى الليبية، فإن ما كتبه عنها كلها من هذه الناحية يحتاج إلى مراجعة وتوثيق .

4 – جودة هي الكراريم :

مما ذكره المؤلف الكبير في حرف الجيم (جودة) ، فقال : (جودة:هي جيمي (انظر جيمي) . وقال في التعريف بـ (جيمي) : جيمي : اسم مكان ببادية مصراتة، يقع جنوبيها، وهو من أملاكها، وبه بئر ، وفي أيام الحكم الإيطالي اغتصب الطليان هذه الأراضي وبنوا فيها قرية سموها جودة " .

والمعروف المؤكد أن جودة اسم إيطالي لقرية زراعية تقع في الجنوب الشرقي من مدينة مصران، وأن بعدها مباشرة طمينة التي سبق ذكرها ، وأن اسمها الأصلي الذي طمسه الإيطاليون هو الكراريم الذي رجع إليها بعد التخلص من الطليان ، ولو كان اسمها الأصلي جيمي – لرجع إليها ، وقد ذكر المؤلف الكراريم في حرف الكاف ولكنه لم يربطه بالاسمين السابقين، فقال :" الكراريم" مكان جنوبي مصراته بنحو (25كم) وقعت فيه معركة بين الطرابلسيين والطليان سنة 1922م".

  فما كان يسمَّى بـ (جودة) هو الآن – الكراريم دون شك .

5 – بلاعزة جمع بلعزيّ لا بلعز :

   مما تعرض له المؤلف في تعريفه بقريته:" الحرْشا" أسماء القبائل التي تسكنها وكان من بينهم البلاعزة فافترض أن المفرد بلعز وأصله أبو العز قائلا : إن العرب قد تكتفي بالباء من أبو في الكنية فتقول في "أبو الحارث": بلحارث ، قال هذا مع أنه نقل عن شارح القاموس أن البلاعزة "نسبوا إلى جد لهم لقب ببلعز" – رواية عن صديق له بلعزي ، وأن النص الذي نقله عن الشارح نفسه يدل على أن النحت المذكور يكون فيما صُدِّر بابن مثل ابن الحارث أو بني الحارث فيقال بلحارث – وهو المعروف – ولكن حتى على صحة افتراضه يجب أن يكون مفرد بلاعزة بياء النسبة وتكون التاء في الجمع عوضا منها مثل : عبقري وعباقرة ، وأشعثي وأشاعثة، ولا يصح أن تكون جمع بلعز لأنه اسم الجد المنسوب إليه، وليس اسما للواحد المجموع ، ولأن بلعز لا تزاد في جمعه التاء ، وإنما يقال : بلاعز مثل جعفر وجعافر ، فوزن بلعز فعلل لا فوعل وجمعه بإضافة ياء النسبة فعالـله لا فواعل؛ ولذا كان من الخطأ الواضح قول المؤلف " وقد أجْرَوْا حكم المفرد على بلعز وجمعوها على بلاعزة، وفوعل يجمع على فواعل " .

إبراهيم عبد الله رفيدة - عضو المجمع المراسل - ليبيا

قراءة وتحميل الكتاب

👇



 👇



👇




👇


👇

PDF   ePub   Plain Text   DAISY   Kindle


👇





تحميل الكتاب من قناة التليغرام


👇


👇





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا