محاضرة 9: خرائط استعمالات الأرض الحضرية Urban land use maps
الخريطة Map هي أداة الجغرافي الرئيسة ووسيلته في تعامله مع الظواهر الجغرافية من حيث ترتيبها وتوزيعها لكي تسهل عليه دراستها وتحليلها ،لا سيما في المناطق الحضرية التي تتعدد فيها الظواهر وتتداخل وتتشعب مما يصبح من الصعوبة بمكان ضبطها دون أن توضع على الخريطة .
يقوم بإعداد الخرائط جهات متعددة والتي غالبا ما تكون خرائط عامة أو أنها تخدم غرضا معينا ،وهذا ما لا يروق لجغرافيي المدن الذين يرومون إلى تقسيم الاستعمالات الرئيسة إلى أخرى ثانوية ،وربما فرعية .فيتم تقسيم الاستعمال التجاري إلى استعمالات تجارية لبيع الجملة وأخرى لبيع المفرد وأخرى للتخزين ،وقد يلحق به الاستخدام المالي أو استخدام تجاري للقطاع العام وآخر للقطاع الخاص أو المختلط . وقد يصل الأمر كما سنرى إلى تحويله إلى أنماط أي استعمال تجاري ضمن المنطقة المركزية وآخر على شكل شوارع تجارية أو مراكز تجارية خارجية وأخرى مبعثرة.
وكذلك الاستعمال السكني فقد يقسم إلى مساكن لأسرة واحدة أو مساكن لأسرتين أو عمارات سكنية متعددة الأسر .والاستخدام الصناعي قد يقسم إلى صناعات خفيفة وأخرى ثقيلة أو تحويلية وغير تحويلية،وأساسية وغير أساسية وهكذا .
وبما إن وظائف المدن تتغير وتتبدل باستمرار فان جغرافيي المدن بحاجة إلى إعداد خرائط لمدد زمنية يجب إن لا تكون طويلة .وقد يعتمدون في إعدادها على خريطة أساس معّدة سلفا ،إلا أنهم يعمدون على التأكد من صحتها وانطباقها على الواقع .ولغرض النجاح في مهمتهم فان جغرافيي المدن يجب أن يتلقوا تدريبا خاصا ميدانيا كي يشكلونها حسب أغراض دراساتهم،إذ إن تلك الخبرة سوف تجعلهم يطلعّون على كثير من دقائق وتفصيلات ومشكلات إعدادها .
أن الخرائط المتعلقة بالمراكز الحضرية لها مواصفات خاصة نذكر منها :
1-أنها ذات مقاييس رسم كبيرة يتراوح مابين 1/500 و 1/600 ولإعداد خريطة للمنطقة المركزية فيجب اختيار مقياس رسم اكبر من ذلك كان يكون 1 بوصة إلى 50 قدم أو انج واحد الى600 قدم لتوضيح تفصيلات أدق لصغر المساحة التي تشغلها وظائف هذه المنطقة .
2-تحتاج خريطة استعمالات الأرض الحضرية إلى رموز دالة أو ألوان معينة أو تظليل خاص يشير إلى مفتاح الخريطة بوضوح تام .وقد اتفق الجغرافيون على أن تكون خرائط استخدام الأرض الحضرية في الأطالس والخرائط الأخرى بالألوان الآتية: السكن باللون البني المائل للحمرة، والمناطق العامة المكشوفة باللون الأخضر ،والمناطق الخاصة المكشوفة باللون الأخضر المائل إلى الصفرة
،والمباني العامة باللون الأحمر ،والمؤسسات الصناعية باللون الأرجواني ،والمباني التجارية باللون الرمادي ،والمكاتب باللون الأزرق الفاتح،وحوانيت المفرد باللون الأزرق الغامق،والأرض الفضاء باللون الأصفر انظر الشكل (8 و9).
مشكلات خرائط استعمالات الأرض
تتعدد خرائط استعمالات الأرض في المدن منها خرائط توضح الرقع المشغولة لكل استعمال وأخرى لأنواع الأبنية ومثلها لكثافة الأبنية حسب الاستعمالات .وخرائط لأسعار الأرض وقيمة الإيجار وخرائط لاستعمالات الأرض حسب مراحل نمو المدينة ،وهناك خرائط للبلوكات كذلك.
وعلى أساس هذا التعدد تظهر مشكلات كثيرة منها : إذا كانت هناك عمارة متكونة من عدة طوابق وفي كل طابق استعمال معين فقد يشغل الاستعمال التجاري الطابق الأرضي وعيادات الأطباء ومكاتب المحامين الطوابق الأول والثاني والثالث والطابق الرابع يشغله الحرفيون كالخياطين أو بعض الصناعات الخفيفة كالحياكة والتطريز، فيما يشغل الطوابق الأخيرة شقق سكنية ، فهل أن الخريطة تمثل الطوابق الأرضية فقط أم لجميع الطوابق ؟ولحل هذه المشكلة يعمد الباحثون إلى استخدام خرائط متعددة كل خريطة تمثل طابقا من الطوابق فخريطة الطابق الأرضي تمثل كل أبنية المدينة وخريطة أخرى للطابق الأول وثالثة للطابق الثاني وهكذا.
وقد يعمد الباحث إلى أن يقتصر في تحليله على الطابق الأرضي أولا،أو يعمد إلى استخدام الغالب فان كان أكثر من نصف مساحة الطوابق تشغلها الوظيفة التجارية فيعتبر ضمن الاستخدام التجاري بغض النظر عن الاستخدامات الأخرى .
ومن المشكلات الأخرى هي الحدائقGardens التي تحيط بالأبنية كحدائق المستشفيات والجامعات والدوائر الحكومية،فهل تعتبر ضمن المساحات الخضراء أم ضمن هذه الاستعمالات التي توجد فيها.وفي مثل هذه الحالة ما يلحق بالاستخدام الرئيسي يعتبر ضمنه .فحدائق الجامعات مثلا تعتبر ضمن الاستعمال التعليمي وحدائق المستشفيات هي جزء من الاستعمال الصحي .وقد يمارس ضمن هذه الأبنية نشاطات أخرى كمحلات بيع الحلويات في المدارس أو دار لسكن الحارس ملحق بالمدرسة .فهذه أيضا تلحق بالاستعمال الرئيس .
نسب استعمالات الأرض الحضرية
تختلف نسب استعمالات الأرض بين المدن والتي يتم توزيعها على الخرائط وذلك لاختلاف الخصائص المكانية لكل مدينة عن الأخرى ،إذ توفر لنا هذه الخرائط إمكانية المقارنة بين مدن الإقليم أو البلد أو على مستوى دول العالم لمعرفة ما يشغله كل استعمال من الحيز الحضري. وعلى أساس مقارنة نسبة إشغال كل استعمال على مستوى عدد من المدن يكون حينئذ الكشف عن مواطن القوة أو الخلل لكل استعمال أو للمدينة ككل .
وأولى الدراسات المقارنة هي دراسة بارثلميو Barthelmao التي نشرها في كتابه سنة 1955 ، والتي أوضح فيها النسب التي تشغلها استعمالات الأرض في المدن الأمريكية بعد أن درس خرائط استعمالات الأرض لحوالي 97 مدينة أمريكية منها 53 مدينة مركزية (عاصمة ) و33 مدينة تابعة و11 منطقة حضرية الجدول (6).
جدول 6: نسب استعمالات الأرض في المدن الأمريكية .
استعمالات الأرض
|
% من الرقعة المبنية
|
% من المساحة الكلية
|
مساكن لأسرة واحدة
مساكن لأسرتين
مساكن متعددة الأسر
استعمال تجاري
الصناعة الخفيفة
الصناعة الثقيلة
سكك حديد وملحقاتها
متنزهات وملاعب
ملكية عامة وشبه عامة
شوارع
جملة المنطقة المبنية
ارض فضاء يدخل فيها الأراضي الزراعية
مناطق مائية
|
31.81
4.79
3.01
3.32
2.84
3.60
4.86
4.74
10.93
28.10
100%
|
17.76
2.68
1.68
1.85
1.59
2.01
2.71
3.77
6.11
15.69
55.85
30.10
14.05
|
جملة المساحة
|
100%
|
المصدر :Raymond,E.Murphy",The American city ,an urban Geography"MCGraw,Hill,inc,Newyork,U.S.A.,1971,P.228
وقد توصل بارثلميو Barthelmao إلى حقائق هامة منها :
1- تناقص حصة الفرد من الرقعة المبنية مع زيادة حجم المدينة .
2- ثبات نسب استعمال الأرض لمساكن الأسرة الواحدة تقريبا بالنسبة للرقعة المبنية مهما تباين حجم المدينة .
3- ضعف العلاقة بين نسبة الأراضي للمساكن ذات الأسرتين وبين مساحة المدينة .
4- كلما زاد حجم المدينة زادت نسبة المساحة للوحدات السكنية المشغولة بأسر متعددة .
5- تزداد نسبة المساحة المشغولة بالاستعمال التجاري كلما زاد حجم المدينة .
6- تزداد نسبة المساحة المشغولة بالأراضي الخضراء والملاعب كلما زاد حجم المدينة .
7- تتناسب نسبة المساحة المخصصة للخدمات عكسيا مع حجم المدينة .
8- التناسب عكسي بين حجم المدينة ونسب الأراضي غير المبنية .
9- التناسب عكسي بين حجم المدينة وبين نسبة الأراضي المخصصة للصناعة في المدن من فئة 50 ألف فأكثر .
وعند مقارنة نسب استعمالات الأرض بين المدن الأمريكية والمدن العربية كمدينة بغداد على سبيل المثال ،يظهر إن السكن في مدينة بغداد يشغل نسبة تفوق كثيرا النسبة التي يشغلها في المدن الأمريكية مقارنة مع الوظيفة التجارية التي تشغل نسبة اقل في مدينة بغداد ،إما بالنسبة للصناعة فتكاد تتشابه النسب بين الحالتين في حين تقل نسبة الأراضي المشغولة بالمناطق الخضراء في مدينة بغداد (الجدول7).
جدول 7: نسب استعمالات الأرض للمنطقة المبنية لبعض المدن العراقية لسنوات
مختلفة.
الاستعمالات
|
بغداد
1972
|
بغداد 1977
|
بغداد 2000
|
جلولاء 2003
|
الفلوجة 2003
|
النجف 1973
|
الحلة 2003
|
السكنية
التجارية
الصناعية
الخدمات والمرافق العامة
النقل
المناطق الخضراء
والمفتوحة
الاستعمالات الأخرى
|
60.2
1.8
6.1
4.4
14.2
3.8
9.5
|
62.6
1.7
6.5
0.5
2.9
15.7
2.9
9.1
|
53.6
2.4
7.7
1.0
15.9
14.9
4.5
|
57.6
2.6
2.8
9.5
27.5
6.6
-
|
40.9
1.4
5.8
7.3
44.0
5.6
-
|
36.7
0.43
0.8
3.4
16.4
35.6
5.9
|
30.7
2.3
14.1
4.6
14.3
33.0
1.0
|
المصادر:
1- صباح محمود محمد، التحليل المكاني للمواقع الصناعية في مدينة بغداد الكبرى ،بغداد، مطبعة الإرشاد ،1978، ص54.
2-جاسم شعلان الغزالي، البعد الجغرافي للوظيفة السكنية في مدينة الحلة، أطروحة دكتوراه غير منشورة ،جامعة المستنصرية، 2007، ص89.
3- محمد صالح ربيع العجيلي، التحليل المكاني لاستعمالات الأرض لإغراض النقل في مدينة بغداد ،أطروحة دكتوراه غير منشورة، جامعة المستنصرية، 1995، ص 38.
4- محسن إبراهيم التميمي، مدينة جلولاء دراسة في جغرافية المدن ،رسالة ماجستير غير منشورة جامعة ديالى ،2005، ص 149.
الجامعة المستنصرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق