التسميات

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

التربية البيئية وتغير المناخ - أ.د. حسن أبو بكر ...


التربية البيئية وتغير المناخ

أ.د. حسن أبو بكر

كلية الزراعة – جامعة القاهرة

التربية البيئية:

“التربية البيئية عملية مستمرة طالما استمرت حياة الإنسان، يحتاج إليها الصغار والكبار على حد سواء، تهدف إلى توصيل الوعي البيئي والمعارف والسلوكيات والقيم الإيكولوجية إلى الجماعات المستهدفة في قطاعي التعليم الرسمي وغير الرسمي، بالإضافة إلى الالتزام بالفعل والمسئولية الأخلاقية نحو الاستخدام الرشيد للموارد من أجل تنمية سليمة وقابلة للاستمرار.”

و”التربية البيئية عملية تربوية تسعى في وقت واحد إلى خلق الوعي، ونشر المعلومات، وتدريس المعارف، وتنمية العادات والمهارات، وتشجيع القيم، وتوفير المقاييس والمعايير، وتقديم الخطوط المرشدة لحل المشكلات وصنع القرارات. لذا فإن التربية البيئية تهدف إلى تغيير كل من السلوك المعرفي المهاري. ويستلزم ذلك ممارسة أنشطة في حجرة الدراسة وأخرى ميدانية. والتربية البيئية يجب أن تستهدف القيام بفعل إيجابي،وتركز على إنجاز مشروع محدد وتقوم على المشاركة، وهذا كله يؤدي إلى الثقة بالنفس ويخلق سلوكيات إيجابية والتزاما شخصيا بحماية البيئة. وفضلاً عن ذلك، فإن تنفيذ هذه العملية يتطلب منهجاً بيئي التخصصات“.

“والتربية البيئية عملية تساعد على تنمية المهارات والسلوكيات المطلوبة لفهم العلاقات بين البشر وثقافاتهم وعالمهم المادي والبيولوجي. لذا فإن كل برامج التربية البيئية تتضمن اكتساب المعارف والفهم وتنمية المهارات. كما أنها أيضاً ينبغي أن تشجع الفضول، وتحفز الوعي وتؤدي إلى اهتمام قائم على المعرفة، سوف يترجم بدورة في النهاية إلى فعل إيجابي.”

وتركز التربية البيئية على تدريس الطبيعة الكلية للبيئة من خلال مداخل تعتمد على التخصصات البيئية وحل المشكلات. ويستلزم ذلك أن تبدأ التربية البيئية مبكراً قدر الإمكان. والمدرسة الابتدائية هي المكان الطبيعي الذي تبدأ فيه التربية البيئية للأطفال، حيث في هذه المرحلة تكون لدى الأطفال بالفطرة نظرة كلية للبيئة قبل أن يدربوا على تجزيء تعليمهم إلى موضوعات منفصلة، الأمر الذي عليهم أن يفعلوه فيما بعد في المرحلة الثانوية وفي التعليم العالي. إن إدخال التفكير النقدي ومنهج حل المشكلات في التربية البيئية، ولا سيما على مستوى المدرسة الابتدائية، مسألة أساسية إذا ما أريد للتلاميذ أن يكتسبوا مهارات تعريف وحل المشكلات البيئية في مقتبل عمرهم كتلاميذ وكمواطنين راشدين فيما بعد، وربما كصانعي قرارات أيضاً.

وتهدف التربية البيئية إلى تنشئة مواطنين واعين ومهتمين بالبيئة وما يرتبط بها من مشكلات، مواطنين لديهم المعرفة، والمهارات، والاتجاهات، والحوافز، والالتزام بالعمل فرادى وجماعات لحل المشكلات البيئية الراهنة والوقاية من حدوث مشكلات جديدة.

وللتربية البيئية ثلاثة أهداف هي:

الأول: تمكين الأفراد من فهم الطبيعة المعقدة للبيئة، وأنها نتاج التفاعل بين عناصر حيوية (بيولوجية) وفيزيقية واجتماعية واقتصادية وثقافية. وعلى التربية البيئية أن تتيح للفرد وللمجتمع وسائل إدراك الاعتماد المتبادل بين هذه العناصر المختلفة والتي تتباين حدودها المكانية والزمانيه.

الثاني: تنمية قدرة الفرد على إدراك أهمية البيئة في التنمية الإقتصادية والثقافية، وترسيخ الشعور بالمسئولية الشخصية تجاه البيئة، والمحافظة على سلامة وازدهار البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافية. في هذا المجال تعمل التربية البيئة على نشر المعارف عن وسائل التنمية التي لا تضر بالبيئة، وعلى حفز الناس على استكشاف مناهج لحياتهم تحقق التناغم والتوافق مع البيئة. 

الثالث: رفع وعي الناس بالاعتماد المتبادل بين دول العالم وأقاليمه في مجالات الاقتصاد والسياسة والبيئة، وأن الأفعال التي تأتيها جماعة من الناس (في بلد من البلدان) قد يكون لها آثار بيئية على المستوى الإقليمي أو العالمي حيث قد تظهر هذه الآثار بعد فترة من وقت، وفي مناطق قد تكون بعيدة عن مكان إنتاج أسبابها. وفي هذا الشأن يكون للتربية البيئية دور هام في ترسيخ الشعور بالمسئولية وبأهمية التعاون والتنسيق بين دول العالم، هذا ما يستهدفه التعاون الدولي في تنمية التربية البيئية.

وقد أشارت المواثيق الصادرة عن المنظمات العالمية المعنية بالتربية البيئية إلى ست وظائف للتربية البيئية:
أن يدرك المتعلم أبعاد البيئة وتدخلات عناصرها، وأن يشعر بأن للبيئة قضاياها التي تستحق الاهتمام لتأثيرها على الإنسان والمجتمع.

أن يعرف المتعلم العناصر التي تتألف منها البيئة، والقضايا المتصلة بهذه العناصر وتفاعلاتها ودور الإنسان ومسئوليته في هذه التفاعلات.

أن تنمي التربية البيئية في المتعلم الاتجاهات والقيم الاجتماعية والشعور القوي بالاهتمام بالبيئة، وأن تتجمع من ذلك حوافز المشاركة في جهود حماية البيئة وتحسينها.

أن تنمي التربية البيئية في المتعلم المهارات التي تجعله قادراً على الإسهام الإيجابي في جهود حماية البيئة وتحسينها.

أن تنمي التربية البيئية في المتعلم القدرة على تقييم حالة البيئة في إطار إدراكه للأبعاد البيئية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والجمالية للبيئة.

أن تنمي التربية البيئية في المتعلم القدرة على العمل والأداء النافع والمشاركة الإيجابية في مشروعات حماية البيئة، والدعوة إلى الاهتمام بصونها.

ومع تطور مجال التربية البيئية خضعت هذه المبادئ للبحث والنقد والمراجعة والاستفاضة. لكنها- مع ذلك- لا تزال تمثل الأساس القوي لرؤية مشتركة للمفاهيم والمهارات الأساسية التي يحتاجها المواطن الواعي بيئياً.

وأهداف التربية البيئية تتحقق على أربعة مستويات – تبدأ من القاعدة إلى القمة، وفقاً للشكل التالي:

المستوى الأول: إرساء الأسس العلمية للتفكير والتعامل مع المشكلات:

ويشمل تقدير المعلومات الأساسية الضرورية لبدء المناقشة حول قضية / قضايا بيئية بعينها. ويتضمن ذلك – مثلاً- مقدمة عن مناخ كوكب الأرض ومكوناته المختلفة، والعوامل الطبيعية التي تعمل باستمرار على تغيره، بالإضافة إلى العوامل التي من صنع الإنسان والتي أدت إلى تسارع تغير المناخ. كما يشمل هذا المستوى تقدير المعلومات عن العواقب المحتملة لتغير المناخ، والجهود التي تبذل لمواجهة ذلك.

المستوى الثاني: رفع الوعي بالقضايا البيئية:

يعني هذا المستوى على استكشاف المشكلات والقضايا المختلفة المرتبطة بتغير المناخ والمتفرعة عنه، أي شبكة القضايا، مثل: (ارتفاع مستوى سطح البحر وما سوف يترتب عليه، ارتفاع درجة حرارة جو الأرض وأثره على الزراعة والصحة وتغير أحزمة المطر، تأثر الأنواع الحيوانية والنباتية وما يعنيه ذلك على نشاط البشر وصحتهم ورفاهيتهم، الآثار الاقتصادية والاجتماعية المحتملة……إلخ). وعند هذا المستوى أيضاً تحلل القضايا وتطرح نقاط الخلاف في التعامل مع المشكلة.

المستوى الثالث: تشجيع البحث والتقييم:

هنا يكتسب المتعلمون المهارات والأدوات اللازمة للقيام بأبحاث للإجابة على كثير من التساؤلات التي أثيرت في المستويين الأول والثاني. ومن هذه المهارات مثلاً تحديد المعلومات المطلوبة (الأولية منها والثانوية) ومصادر الحصول عليها وتحليلها. وهنا أيضاً يجب تشجيع تقييم بدائل الحلول المختلفة والتعامل مع اللا يقين، وتصور السيناريوهات البديلة، والتأقلم مع الظروف والمعلومات المتغيرة.

المستوى الرابع: تشجيع المواطنة والمسئولية الشخصية والفعل الإيجابي:

هذا المستوى مبني على المستويات الثلاثة السابقة، وهو يصل بالمتعلمين إلى أهم أهداف التربية البيئية، وهو: خلق مواطنين واعين ومهتمين بيئياً، ويسلكون سلوكاً إيجابياً تجاه البيئة والموارد الطبيعية. عند هذا المستوى يجب أن يكون الأفراد قادرين على تطوير خطط عمل خاصة بقضايا بيئية معنية، وقادرين على متابعة وتقييم نتائج هذه الخطط.

أهمية التربية على قضايا تغير المناخ:

تغيير أساليب الحياة – على مستوى الأفراد والجماعات – يمكن أن يساند ويكمل التدابير السياسية والتكنولوجية، التي لا يبدو أنها بمفردها يمكن أن تحقق العدالة والاستدامة.

من ناحية أخرى على الرغم من أن الوعي والاهتمام الفرديين شرطان ضروريان لكنهما وحدهما ليسا قادرين بالضرورة على إحداث تغيير.

ورغم ما سبق أن ذكرناه من أن التربية البيئية “عملية مستمرة طالما استمرت حياة الإنسان”، إلا أن شواهد عديدة تشير إلى أهمية البدء المبكر لبرامج التربية البيئية مع الأطفال والشباب. حيث الشباب أكثر استعداداً للقيام بتغييرات جذرية من الأكبر سناً.

في دراسة أجريت في مدارس جنوب استراليا، أفاد 20% من التلاميذ بأنهم يعتقدون أن “الطريق الوحيد لحل المشكلات البيئية هو من خلال الوسائل العملية والتكنولوجية”، بينما رأى أكثر من 80% أن “الحل النهائي للمشكلات البيئية يعتمد على إحداث تغييرات جذرية في أسلوب حياتنا”.

ما الذي يمكن أن تسهم به التربية البيئية في مواجهة تغير المناخ؟

ذكرنا أن التربية البيئية “عملية مستمرة” continuous process، وهي تمر عبر دائرة تعلم (أنظر Palmer, 1998) :

نتعلم عن:

مناخ كوكب الأرض، عناصره ومكوناته

مناخ كوكب الأرض في تغير دائم

الأسباب الطبيعية لتغير المناخ

الأسباب التي من صنع البشر

غازات الاحتباس الحراري (غازات الصوبة/الدفيئة) وأهميتها لاستمرار الحياة على كوكب الأرض

الآثار المحتملة لارتفاع تركيزات غازات الاحتباس الحراري على كوكب الأرض


النظم البيئية

فيجب علينا مثلاً أن نعلم أن:

المستوى العادل والمستدام لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون هو 3.5 طن مكافئ CO2 للفرد في السنة t co2-e/cap
وأن المواطن المتوسط في استراليا ينتج نحو 25 طن مكافئ CO2 سنوياً أي أكثر عما يزيد على 7 مرات المستوى العادل والمستدام

وأن 50-60% من انبعاثات CO2 الشخصية للمواطن السويسري تأتي من السلع والخدمات، بما في ذلك الطعام (وليس مجرد السيارة الخاصة والطاقة المستهلكة في المنزل، كما تركز معظم مواد التربية البيئية) وتبلغ هذه النسبة 80% بالنسبة للمواطن الاسترالي.

نتعلم من البيئة:

· الحياة منتظمة في نظم

· التنوع والاختلاف

· التشابك والتعقد

· الاعتماد المتبادل

· القدرات التجديدية للنظم الطبيعية

· القدرات الاستيعابية للنظم الطبيعية

· “ذكاء” النظم البيئية الطبيعية (وفر الطاقة – غياب المخلفات – تعدد الوظائف..)

· التعامل مع اللا يقين

· لكل حل مزاياه وتكاليفه

· هناك أوقات صعبه لابد من مجابهتها والتعايش معها

· تغير المناخ قضية تتعلق بالعدالة

نتعلم من أجل البيئة:

· إتباع أنماط عيش مستدامة

· خفض انبعاثات الكربون

· كيفية قياس أثر أفعالنا على البيئة

· وقف تدمير النظم الداعمة للحياة على الكوكب

· تطبيق تكنولوجيات صديقة للبيئة

· احترام كافة صور الحياة على الكوكب

· إدراك التطور المشترك co-evolution للبشر وسائر الأنواع

· التضامن بين كل شعوب الأرض من أجل إنقاذ الكوكب

هنا، مثلاً، يمكننا أن نتعلم من البيئة

أن نترجم “أسلوب الحياة” Life style إلى انبعاثات غازات الصوبة. وذلك بحساب استهلاك الشخص لمختلف السلع والخدمات اليومية بأسعار الصوبة greenhouse prices.

شروط لنجاح برامج التربية البيئية:

1- توفر مصادر معلومات موثوق فيها وحديثة ومتاحة

2- دعم مؤسسي وبنية أساسية مساندة

3- الاستجابة للمعارف والمعلومات

4- الإيمان بأهمية وشجاعة السلوك الصديق للبيئة

5- ترجمة الوعي إلى أفعال

6- تطوير برامج التربية البيئية بالمشاركة مع المجموعات والقطاعات المستهدفه من المواطنين (التلاميذ – المدرسين – المزارعين – العاملين في الصناعات المختلفة – مخططي المدن…إلخ) بدعم من العلماء والباحثين والمختصين في الجوانب الفنية. وتفادي فرض برامج جاهزة أو مجلوبة من سياقات اجتماعية أو ثقافية أخرى (إلا بعد إخضاعها للاختبار والتعديل والمواءمة).

7- مواد التربية البيئية ينبغي أن تتوفر فيها مجموعة من المعايير الرئيسية أهمها:

أ‌- العدالة والدقة (دقة الحقائق – التوازن في تقديم وجهات النظر والنظريات المختلفة – الانفتاح على البحث والدراسة – عرض التنوع والتباين في الرؤى والأفكار)

ب‌- العمق (حفز الوعي – الاهتمام بالمفاهيم وليس التفاصيل – وضع المفاهيم في سياقها – الاهتمام باختلاف المستويات والمراحل)

جـ- التأكيد على بناء المهارات (تنمية التفكير النقدي والإبداعي – تطبيق المهارات المكتسبة على القضايا موضع الاهتمام – تنمية مهارات الفعل الإيجابي)

د- التوجه العملي action orientation (تعزيز المسئولية الشخصية والقدرة على الإسهام في حل المشكلات)

هـ- سلامة الأساليب التعليمية (المتعلم هو محور عملية التعلم – تنوع بيئات التعلم – مشاركة خبرات من تخصصات متنوعة – ملائمة الأساليب المتبعة لخصائص المتعلمين وبيئاتهم)

و- سهولة الاستخدام (الوضوح – القابلية للتعديل – السهولة)

تحديات تواجه التربية على تغير المناخ:

1- الطبيعة الكوكبية (العالمية) للمشكلة (مما قد يكسبها طبيعة مجردة abstract)

2- أثار تغير المناخ بطيئة وطويلة الأمد وليس من السهل تباين العلاقة السببية (بين النتائج والأسباب التي قادت إليها) – وذلك لتعدد وتعقد هذه الأسباب من جهة، “وبعدها”(ابتعادها) الجغرافي والزمني عن ظهور النتائج.

3- ارتباط مشكلة تغير المناخ بالتفاوت (التمييز / الظلم / عدم العدالة) على المستوى العالمي بين الدول الصناعية (السبب في المشكلة) والدول الفقيرة (ضحية المشكلة)
· متوسط انبعاثات غازات الصوبة للفرد per capita emissions في أمريكا الشمالية، أستراليا، أوروبا، اليابان – يبلغ نحو عشرة أمثال انبعاثات الفرد في جنوب آسيا أو الصين.

· 20% من سكان العالم (الأغنياء) مسئولون عن 75% من الانبعاثات

4- الثقافة السائدة في مجتمع معين (ربنا سوف يحمي بلدنا) – مثلاُ.

5- طبيعة الحكم governance في المجتمعات المختلفة – التي تشجع / أو تثبط استجابة صانعي السياسات والقرارات لنتائج البحوث العلمية، ومطالب المواطنين.

6- ضعف المجتمع المدني في مصر، ضعف العلاقة بين المنظمات الأهلية المصرية بصفة عامة – وحتى تلك التي بدأت تبدي اهتماماً بقضية التغيرات المناخية – وبين الحركات الشعبية والمنظمات غير الحكومية النشطة على المستوى العالمي في هذا المجال (مع استثناءات محدودة ووليدة)، مما يجعل القطاع الأهلي في مصر، حتى الأجزاء الناشطة فيه بمعزل عن المناظرة العالمية حول تغير المناخ.

7- ضعف مشاركة المؤسسات البحثية في مصر والعالم العربي وأفريقيا – والجنوب عموماً – في البحوث والدراسات الخاصة بتغير المناخ، وتركز هذه البحوث والدراسات في المعاهد البحثية للشمال. وقد أدى ذلك إلى دوران الجنوب في فلك اهتمامات الشمال ومواقفه السياسية. مما دعى البعض إلى اتهام الدول الغنية بأنها صارت تمارس “استعماراً بيئياً”.
حتى مواد التربية البيئية المحدودة – بل النادرة- التي صدرت في مصر، تدور كلها حول توجيه النصح من أجل خفض استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات، ونادراً ما تشير إلى الظلم الواقع على شعوبنا، أو إلى أهمية التضامن مع الشعوب الفقيرة الأخرى في مواجهة استغلال الدول الغنية وتدميرها لكوكب الأرض.

8- ضعف / غياب مؤسسات وبرامج التربية البيئية في المدارس والجامعات تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات هم أكبر قطاع منظم في الأمة المصرية (أكثر من 17 مليون مواطن) في المؤسسة التعليمية (قبل الجامعي – والتعليم العالي) ويقعون في الفئة العمرية التي توصف بأنها الأكثر استجابة للمستحدثات والابتكارات والأفكار الجديدة.

وعلى الرغم من وجود هيكل رسمي للتربية البيئية داخل إطار وزارة التربية والتعليم، واستحداث ما يعرف “بقطاع شئون البيئة وخدمة المجتمع” في التعليم العالي، و وجود “الإدارة المركزية للتوعية والتثقيف والإعلام البيئي” بجهاز شئون البيئة، إلا أن هذه الجهات جميعها لا تزال أبعد كثيراً عن تحقيق ما هو متوقع منها لأسباب عديدة.

ما الذي يجب عمله في هذا المجال؟

تطوير برامج نوعية للتربية البيئية تتناسب مع القطاعات والفئات العمرية المختلفة. الشباب والطلاب عادة ما يكونون أكثر قابلية لقبول التربية البيئة – لكنهم قد يفتقدون المهارات اللازمة لنقد حجج معقدة، أو الففهم الضروري للقيام بخيارات لأنماط عيش مستدامة.

على برامج التربية البيئية أن تركز على توضيح الصلة بين القضايا الكوكبية والمجردة من ناحية وبين الاهتمامات الشخصية والمحلية وأنماط العيش للمجموعات المستهدفة.

من الأدوات التربوية الفعالة التي تربط بين تغير المناخ وأساليب المعيشة: ما يعرف بالحاسب الشخصي لغازات الصوبة Personal greenhouse gas calculator وذلك لفهم ما يسهم به كل فرد شخصياً في انبعاثات غازات الصوبة

على برامج التربية البيئية أن تركز على جانبين لا يلتفت إليهما كثيراً عند الحديث عن تغير المناخ:

أ‌- العلاقة بين الشمال – الجنوب

ب‌- النزعة الاستهلاكية consumerism لدى مجتمعات الشمال والطبقات الغنية في الجنوب.
آثار النمو السكاني في الدول النامية على الانبعاثات في الوقت الراهن أقل كثيراً من آثار أنماط العيش غير المستدامة المتبعة في الدول الغنية. ومع ذلك كان “النمو السكاني في الجنوب” إحدى القضايا التي جرى التفاوض عليها في سياق تغير المناخ، بينما لم يحظ الاستهلاك غير العادل وغير المستدام في “الشمال” بما يستحقه من اهتمام.

من أجل التوصل إلى إنصاف واستدامة دوليين، يجب على الدول الصناعية أن تخفض انبعاثاتها بنسبة 85%، بينما يمكن للدول النامية أن تظل تقريباً عند مستوياتها الحالية من الانبعاثات.

على برامج التربية البيئية أن تساعد على إعادة الاعتبار للتضامن بين الشعوب، وقدرة شعوب العالم على إحداث تغيير في مواقف حكومات الدول المتسببة الرئيسية في انبعاثات غازات الاحترار الكوكبي.

– المصادر التي اعتمدت عليها هذه الورقة:

Brundliand, G.H.(1989) Our Common Future: The World Commission on Environment and Development. N.Y.: Oxford University Press.

Kollmuss, A.and Agyeman,J.(2002). Mind the Gap: why do people act environmentally and what are the barriers to pro-environmental behaviour? Environmental Education Research,vol.8,No.3.

Lenzen,M and Murray.J.(2001). The Role of Equity and Life styles in Education about Climate Change: Experiences from a Large-scale Teacher Development Program. Canadion Jourrnal of Environmental Education,6,Sprring 2001.

North American Association for Environmental Education,2004 Environmental Education Materials: Gudelines For Excellence.

Palmer,J.(1998) Environmental Education in the 21st Century. Routledge, London and New York.

UNEP(2008) Kick the Habit. A UN guide to climate Neutrality.

UNCED(1992) Agenda 21: Programme of Action for Sustainable Development.Rio Declaration on Environment and Development. N.Y.: United Nations.

UNESCO-UNEP(1976) the Belgrade Charter. Connect: UNESCO-UNEP Environmental Education Newsletter,Vol. 1 (1)pp. 1-2.

UNESCO(1978) Final Report Intergovernmental Conference on Environmental Education Organized by UNESCO in Cooperation with UNEP, Tbilsi, USSR, 14-26 October 1997, Paris: UNESCO ED/MD/49.

UNESCO(1998) Environmental and Socitey: Education and Public Awareness for Sustainability. Proceedings of The Thessaloniki International Conference. Paris: UNESCO

United Nations(2002) Report of the World Summit on Sustainable Development. Johannesburg, South Africa, 26 august-4 September 2002.New York: United Nations.

– محمد عبد الفتاح القصاص، الإنسان والبيئة والتنمية – سلسلة أقرأ – دار المعارف – القاهرة (2002)

- البرنامج المصري للتربية البيئية (2006-2008).

- تقارير ورش مؤسسة للحقوق البيئية (2007-2009).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا