التسميات

الخميس، 17 أغسطس 2017

حجم و اتجاهات الهجرة الداخلية بين المناطق الإدارية بالمملكة العربية السعودية ...



حجم و اتجاهات الهجرة الداخلية بين المناطق

الإدارية بالمملكة العربية السعودية

أ.د. محمد بن سليمان السكران -  د. صديق الطيب منير محمد

قسم الارشاد الزراعي والمجتمع الريفي 

كلية الزراعة كلية الزراعة

جامعة الملك سعود جامعة الملك سعود


الخلاصة:

   تعتبر الهجرة من أهم أسباب تغير حجم السكان وتوزيعهم بين المناطق والأقاليم المختلفة خاصة في الدول التي أخذت بأسباب التنمية الصناعية. كذلك تؤثر الهجرة في خصائص السكان الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. و للهجرة أهمية خاصة في دول الخليجالعربي حيث أن نمو المدن في هذه الدول مرتبط بالهجرة الخارجية أولاً ثم الهجرة الداخلية أكثر من ارتباطه بالنمو الطبيعي لسكان المدن الأصليين.

  تلعب الهجرة دوراً هاماً في توزيع السكان بين مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة حيث أوضحت بعض الدراسات أن حوالي 12.5% من سكان المملكة يقيمون في مناطق غير التي ولدوا بها وبالتالي يمكن أن يصنفوا كمهاجرين إلى تلك المناطق. ونتج عن ذلك تباين واضح بين مناطق المملكة الإدارية في معدلات النمو السكاني حيث أوضحت دراسة أجراها قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود عن التوزيع الجغرافي لسكان المملكة العربية السعودية ومعدلات نموهم خلال الفترة 1394-1413هـ أن معدل النمو السنوي للسكان خلال هذه الفترة كان 4.9 % إلاّ أنه وصل إلى أكثر من 6% في مناطق الشرقية والرياض وكان أكثر من المعدل العام أيضاً في مناطق مكة المكرمة والجوف وتبوك ولكنه كان أقل من المعدل العام في مناطق الباحة وعسير وحائل والحدود الشمالية. هنالك تبايناً كبيراً بين مناطق المملكة المختلفة في معدلات الهجرة الصافية حيث تعتبر كل من الرياض و الشرقية و مكة المكرمة أكثر المناطق جذباً للسكان بينما تعتبر الباحة و جازان و حائل أكثر المناطق فقداناً للسكان بسبب الهجرة المغادرة منها إلى المناطق الأخرى.

  نسبة للدور الكبير والمهم الذي تلعبه الهجرة في التوزيع الجغرافي للسكان بين المناطق الإدارية وعلى مستوى المنطقة الواحدة بين الريف و الحضر في المملكة العربية السعودية و ما لذلك من تأثير على السمات و العمليات السكانية فهنالك حاجة ماسة إلى دراسة الهجرة وأسبابها وأبعادها وخصائصها واتجاهاتها بهدف توفير بيانات دقيقة تساعد القائمين على أمر التنمية بصورة عامة والتنمية الاجتماعية بصورة خاصة على اتخاذ القرارات المناسبة و التخطيط السليم. عليه تهدف هذه الدراسة إلى تحليل ظاهرة الهجرة الداخلية بين المناطق الادارية بالمملكة العربية السعودية.

Abstract:

   Migration is considered one of the important causes of changes in population size and geographical distribution in countries that are witnessing industrial development. Migration also influences the demographic, socioeconomic and cultural characteristics of the population. Changes in age composition, sex composition, economic and occupational composition are partially attributed to migration.

  Migration has special importance in the Gulf countries where the urban growth in these countries is related primarily to external migration and secondly to internal migration and to a lesser extent to natural population growth. In Saudi Arabia, migration plays an important role in the distribution of the population among the different administrative regions. A study conducted by the General Statistics Department in 1999 revealed that 12.5% of the Saudi population resides in regions other than those in which they were born and consequently they can be considered as migrants. The high rate of geographic mobility has resulted in great variation in the population growth rate in the different regions as documented by a study conducted by the department of geography in King Saud University. According to this study, the overall annual population growth rate in Saudi Arabia is 4.9%, but it reached more than 6% in the Riyadh and the Eastern regions and less than 4.9% in Asser, Al Bahaa, Hail and the Northern Boardersregions. Also, several studies showed that there is great variation between the different regions in the rate of net migration Riyadh, Eastern region, and Makah Al Mukaramah, are considered the most attractive (receiving) regions for migrants and Al Bahah, Gazan and Hail regionsare considered the most pushing regions.

   It is clear that migration plays an important role in the population distribution between the different administrative regions of Saudi Arabia and between rural and urban areas in the same region. Based on the fact that migration is a selective process, this would be expected to affect the population characteristics and processes. Thus, conducting a comprehensive and detailed study to determine the magnitude, causes and consequences of migration, so as to help those who are concerned with development in general and social development in particular to take appropriate decisions on scientific ground, becomes one of the research priorities in Saudi Arabia. This study is intended to examine migration between the different administrative regions in Saudi Arabia.

مقدمة:

   تعد الهجرة من أهم مصادر التغير السكاني من حيث حجمهم وتوزيعهم بين المناطق والأقاليم المختلفة خاصة في الدول التي أخذت بأسباب التنمية الصناعية. كذلك تؤثر الهجرة في خصائص السكان الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية حيث يعد التغير في التركيب العمري والنوعي والتركيب الاقتصادي والتعليمي من النتائج الهامة والمباشرة للهجرة من أي إقليم أو إليه. و على المستوى الفردي فالهجرة تؤثر على ثقافة المهاجر و روابطه الاجتماعية و مستوى معيشته و دوره في المجتمع (أبو عيانة، 1986 ؛ الخريف، 2003). وللهجرة أهمية خاصة في دول الخليج حيث أوضحت بعض الدراسات أن نمو المدن في هذه الدول مرتبط بعلاقة طردية مع الهجرة الخارجية أولاً ثم الهجرة الداخلية أكثر من ارتباطه بالنمو الطبيعي لسكان المدن الأصليين (القطب، 1979).

   تلعب الهجرة دوراً مهماً في توزيع السكان بين مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة حيث أشارت بعض الدراسات الى أن حوالي 12.5% من سكان المملكة يقيمون في مناطق غير تلك التي ولدوا بها وبالتالي يمكن أن يصنفوا كمهاجرين إلى تلك المناطق حسب طريقة مكان الميلاد و الاقامة لتقدير حجم الهجرة (أبو عيانة، 1986، مصلحة الإحصاءات العامة، 1999). ونتج عن ذلك تبايناً واضحاً بين مناطق المملكة الإدارية في معدلات النمو السكانيمما أدى الى نمو المدن والمراكز الحضرية الكبيرة على حساب القرى والمدن الصغيرة. و في هذا الاطار أبانت دراسة أجراها الخريف (1418هـ) عن التوزيع الجغرافي لسكان المملكة العربية السعودية ومعدلات نموهم خلال الفترة1394-1413هـ أن معدل النمو السنوي لسكان المملكة خلال هذه الفترة كان 4.9 % إلاّ أنه وصل إلى أكثر من 6% في مناطق الشرقية والرياض وكان أكثر من المعدل العام أيضاً في مناطق مكة المكرمة والجوف وتبوك ولكنه كان أقل من المعدل العام في مناطق الباحة وعسير وحائل والحدود الشمالية.

  تأتي أهمية دراسة أبعاد وخصائص واتجاهات الهجرة الداخلية من أهمية الآثار والنتائج الاجتماعية والاقتصادية الإيجابية و السلبية التي تحدث في كل من المجتمع المرسل و المستقبل. و هذه الآثار تختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر و كذلك في المجتمع نفسه ربما تختلف و تتغير طبيعتها من فترة لفترة أخرى بناءً على المرحلة والظروف الاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمع. ففي بعض المجتمعات قد ينجم عن الهجرة توازن لقوى العمل في كل من المجتمع المرسل و المستقبل حيث تسد احتياجات المجتمع المستقبل من فئات مهنية معينة قد تكون زائدة عن حاجة المجتمع المرسل. وفي المقابل أيضاً قد تترتب على الهجرة نتائج سلبية في المجتمع المستقبل مثل زيادة الضغط على البيئة والخدمات (الإسكان، التعليم، الخدمات الصحية، وسائل النقل) وعدم توفر فرص العمل الكافية للمهاجرين خاصة إذا لم تكن لديهم الخبرة والتأهيل الذي يتطلبه سوق العمل في البيئة الجديدة. وفي المجتمعات المرسلة أيضاً قد تظهر بعض الآثار السلبية للهجرة مثل نقص القوة العاملة واختلال التركيب العمري والنوعي بسبب ظاهرة الانتقاء العمري والنوعي و التعليمي للهجرة.

  لهذا ونسبة للدور الكبير والهام الذي تلعبه الهجرة في التوزيع الجغرافي للسكان بين المناطق الإدارية و ما لذلك من تأثير على السمات و العمليات السكانية مثل التركيب النوعي والعمري و الاقتصادي ومعدلات الخصوبة والنمو السكانى الطبيعي والكلي، أصبحت هنالك حاجة ماسة إلى دراسة حجم و اتجاهات الهجرة بين مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة بهدف توفير بيانات دقيقة تساعد القائمين على أمر التنمية بصورة عامة والتنمية الاجتماعية بصورة خاصة على اتخاذ القرارات المناسبة و التخطيط السليم للتنمية في الحاضر والمستقبل.

أهداف الدراسة:

  تهدف هذه الدراسة إلى تقدير حجم الهجرة الداخلية بين المناطق الادارية بالمملكة العربية السعودية و معرفة اتجاهاتها وذلك من خلال تقدير:

[ أ ] معدل الهجرة الوافدة للمناطق الإدارية المختلفة.

[ب] معدل الهجرة المغادرة من المناطق الادارية المختلفة. 

[ج] معدل الهجرة الصافية في المناطق الادارية المختلفة. 

[د ] معدل الهجرة الكلية في المناطق الادارية. 

الإطار النظري و الدراسات السابقة

   تعرف الهجرة بأنها عملية انتقال أو تغير دائم أو شبه دائم في مكان اقامة فرد أو جماعة من مجتمع أو منطقة اعتادوا على الإقامة فيها (تعرف بمنطقة أو مجتمع المنشأ) إلى مجتمع أو منطقة آخرى (تعرف بمنطقة أو مجتمع المقصد) (القصير، 1992 ؛ الخريف، 2003). إذا كانت كل من منطقتي المنشأ و المقصد داخل حدود الدولة الواحدة فتعرف الهجرة بالهجرة الداخلية. أما إذا كانت منطقتي المنشأ و المقصد في دولتين مختلفتين فتعرف الهجرة بالهجرة الخارجية. و للهجرة الداخلية أنواع عديدة من أبرزها: الهجرة من الريف إلى الحضر، و الهجرة نحو المناطق الزراعية، و الهجرة من مزرعة إلى مزرعة أو من الريف الى الريف، و الهجرة من منطقة إدارية إلى منطقة إدارية، و الهجرة الموسمية و الهجرة العائدة و هي العودة الى الريف لمن سبق لهم الهجرة منه (الخريجى و الجوهرى، 1980؛ الجرجور، 1980؛ القصير، 1992). أما سعد (1980) فيرى أن الهجرة الداخلية تتخذ الأشكال التالية: حركة الرحل، الهجرة القائمة على عقود العمل، الهجرة من المناطق التقليدية إلى المناطق الحديثة و الهجرة المؤقتة و الموسمية. و في تقسيم آخر يرى عطوى (1993) أن للهجرة الداخلية تيارين رئيسيين هما: الهجرة الداخلية نحو المناطق الزراعية و الهجرة الداخلية من الريف نحو المدن.

  هنالك أكثر من إطار نظري لتفسير ظاهرة الهجرة من خلال إبراز دوافعها في شكل نظريات وقوانين عامة. تعتبر مساهمة Ravenstein في أواخر القرن التاسع عشر (1889م) والمتمثلة فيمــا أسماه بقوانين الهجرة (Laws of Migration) مــن أبــرز وأهـم المحاولات لإيجاد إطار نظري لتفسير ظاهرة الهجرة كعملية سكانية (Schwarzweller and Mullan, 1998) . و تتمثل قٌوانين Ravenstein كما أبرزها الخريف (2003: 373-374) في: 

- لا تهاجر الغالبية العظمى من المهاجرين الا مسافات قصيرة. و في هذه الملاحظة ما يشير الى وجود علاقة عكسية بين حجم الهجرة من جهة و المسافة من جهة أخرى. 
- تتم الهجرة الى مراكز التجارة و الصناعة الكبرى على خطوات. و يطلق على هذه الظاهرة الهجرة بالخطوات (Stepwise migration). و يقصد بذلك أن يقوم الشخص بالانتقال من قرية صغيرة الي مدينة صغيرة أو مدينة متوسطة تكون في الغالب على مقربة من القرية ثم يقوم بعد مضي بعض الوقت بالهجرة الى احدى المدن الكبرى. 
- النساء يسيطرن عددياً في الهجرات قصيرة المسافة، أي أنهن أكثر ميلاً للهجرة من الرجال. 
- الدوافع الاقتصادية هي أهم دوافع الهجرة. 
- يتجه المهاجرون لمسافات طويلة الي مراكز التجارة و الصناعة الكبرى، بمعنى أن المهاجرين مسافات طويلة لا يمكن أن يتجهوا الى مراكز عمرانية صغيرة و انما يذهبون الى مراكز كبيرة و معروفة تتوافر بها فرص العمل. 
- سكان المدن أقل ميلاً للهجرة من سكان المناطق الريفية. 
- كلما ارتفع مستوى التصنيع أو الصناعة ازدادت التحركات السكانية. 

    و بشكل عام يرى Ravenstein أن الهجرة تكون نتيجة لقرار منطقي وعقلاني من جانب المهاجرين يهدف إلى تحسين أحوالهم الاقتصادية ونابع من معرفتهم التامة بالخيارات المتاحة لهم ومزيج من عوامل الطرد والجذب في كل من المنطقة المرسلة والمستقبلة. و تتمثل أهم عوامل الطرد في (Bouge, 1969 ؛ العمودي، 1994): 
- نضوب أو تدهور الموارد المحلية أو انخفاض قيمتها او انخفاض الطلب على السلع و الخدمات التي يمثل انتاجها النشاط الاقتصادي و مصدر الدخل الرئيسي في المجتمع. 
- البطالة بسبب ركود اقتصادي أو تغير تكنولوجي 
- التمييز ضد فئة اجتماعية معينة (Discrimination) بسبب الاختلافات العرقية أو الدينية أو السياسية 
- الاغتراب عن المجتمع (Alienation) و عدم الرضا عن قيمه و ثقافته 
- قلة أو ندرة فرص الحراك الاجتماعي 
- الكوارث الطبيعية مثل الجفاف و الفيضانات و التي عادة ما تسبب هجرةً و نزوحاً جماعياً 

أما أهم عوامل الجذب فتتمثل في:

1. وجود فرص عمل أو دخل في مكان المقصد أفضل مما هو متاح في مكان المنشأ

2. وجود فرص تعليمية أو تدريبية أفضل للمهاجر او أحد افراد أسرته في مكان المقصد

3. وجود عوامل بيئية مفضلة مثل الطقس المعتدل و عدم تلوث البيئة

4. وجود مستوى معيشة (اسكان، مرافق و خدمات عامة، الخ ...) في منطقة المقصد أفضل من منطفة المنشأ.

   تعتبر مساهمة إفريت لي (Evertt Lee) في عام 1966م والتي ترجع معدلات الهجرة المرتفعة لوجود تباين بين المنطقة المرسلة والمستقبلة للهجرة من حيث الموارد ولعدم وجود موانع أو عقبات لحركة السكان بين المنطقتين وللتقدم والتطور التقني إضافة هامة لنظرية الطرد والجذب للهجرة (Schwarzweller and Mullan, 1998). كذلك أضاف Lee أن احتمالات رجوع المهاجرين إلى موطنهم الأصلي و درجة انتقائية الهجرة تقل كلما كانت الهجرة بسبب العوامل الطاردة أكثر مما هي بسبب العوامل الجاذبة.

  خلال النصف الثاني من القرن العشرين ازداد الاهتمام ببحوث الهجرة المتعلقة بالجوانب النظرية وبصفة خاصة بتطوير نماذج تطبيقية لإيضاح وتحليل دور الهجرة في الحد من أو تفاقم المشاكل الاجتماعية وزعزعة الأوضاع السائدة وإعادة تشكيل العلاقات الاجتماعية. وفي هذا الإطار عضدت الكثير من الدراسات نظرية "الطرد والجذب" حيث أوضحت أهمية العوامل والدوافع الاقتصادية في اتخاذ قرار الهجرة والذي يعتبر استجابة لعدم التوازن في توزيع الموارد الطبيعية والمالية بين المناطق المختلفة الأمر الذي عادة ما ينعكس في شكل تفاوت وتباين واضح وكبير في الأجور ومستويات الدخل (Harris and Todaro, 1970; Wood, 1981; Guest, 1989). عليه فإن تعظيم الدخل يعتبر هو الدافع الأساسي للهجرة وبالتالي يمكن حساب صافي العائد الاقتصادي المتوقع من الهجرة واستخدامه للتنبؤ باحتمالات الهجرة.

  في الجانب الآخر يرى بعض الباحثين أن تعظيم المنفعة الاقتصادية للأفراد وحده ليس كافياً لاتخاذ قرار الهجرة وإنما يكون مقروناً بتحول وتفاعل النظم والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية الأمر الذي يلعب دوراً هاماً في الحراك الجغرافي للقوة العاملة (Massey, 1990). لذا فإن العوامل والدوافع الفردية تتفاعل وتتداخل مع عوامل البنية الاقتصادية والاجتماعية لتحدد أنماط واتجاهات الهجرة، اذ يتخذ الأفراد قرار الهجرة لتعظيم العائد منها آخذين في الاعتبار الواقع الاقتصادي والاجتماعي لكل من منطقتهم الأصلية والمنطقة التي يريدون الهجرة إليها والذي يحدد فرص العمل ومستوى الدخل المتوقع (Massey, 1990; Guest, 1989; Goldscheider, 1992)

  يعتبر ظهور الهجرة المعاكسة (Turnaround Migration) من المدن الكبيرة إلى المدن المتوسطة والصغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عقدي السبعينات والتسعينات تأكيداً وتعضيداً لنظرية الطرد والجذب وأن اتجاهات الهجرة الداخلية تعكس التحولات في العملية الإنتاجية والأدوار الاقتصادية للمناطق المختلفة على مستوى القطر الواحد حيث أوضحت الدراسات أن المدن الصغيرة الجاذبة للهجرة المعاكسة هي تلك التي وجهت بصورة ناجحة اقتصادها لتنمية كل من قطاع الخدمات و التكنولوجيا المتقدمة والأنشطة الترفيهية والتي خلقت بدورها العديد من فرص العمل (Fuguitt and Beale, 1996; Frey, 1990; Frey and Johnson, 1998; Frey and Liaw, 1998). كذلك لعبث عوامل الطرد في المدن الكبيرة و المتمثلة في التلوث البيئي وارتفاع معدلات الجريمة دوراً هاماً في ظهور الهجرة المعاكسة إلى المدن الصغيرة والمتوسطة التي شهدت انتعاشاً اقتصادياً إضافة إلى تميزها ببيئة نقية ومعدلات جريمة منخفضة.

الهجرة الداخلية في المملكة العربية السعودية:

  يتميز المجتمع السعودي بنسبة تحضر مرتفعة حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة سكان المدن كانت في عام 1970 (17.8 %) ثم ارتفعت إلى 47% ، 70% ، 73% و 77% في الأعوام 1974 ، 1984 ، 1989 و 1993 على التوالي (الحماد، 1986؛ شتا ،1985 ؛ المطرى ، 1998) . كذلك يتميز المجتمع السعودي بمعدلات هجرة داخلية مرتفعة حيث أوضحت بعض الدراسات أن 12.5% من السكان السعوديين يقيمون في مناطق غير التي ولدوا بها وأن2.9% من السكان اختلف مكان إقامتهم الحالي عن مكان إقامتهم قبل سنة. تعتبر الهجرة من المدن الصغيرة والقرى للمدن الكبيرة هي النمط والاتجاه السائد للهجرة في المملكة العربية السعودية (عيسى، 1993؛ القطب، 1979؛ السكران، 1996 ؛ مصلحة الإحصاءات العامة، 1999).

أسباب الهجرة الداخلية في المملكة العربية السعودية:

   تتمثل أهم أسباب الهجرة الداخلية في المملكة العربية السعودية في الأتي:

1. توفر فرص العمل و ارتفاع الدخل في المدن الكبيرة نتيجة لتركز النهضة الصناعية. تشير العديد من الدراسات ان العوامل الاقتصادية المتمثلة في البحث عن العمل و زيادة الدخل هي اهم أسباب الهجرة الريفية – الحضرية في المملكة العربية السعودية. و في هذا الاطار أشارت الدراسة التي اجراها العريشي (2002) عن الهجرة الريفية الي مدينة صامطة بمنطقة جازان أن 56.2% من المهاجرين كان دافعهم للهجرة هو البحث عن العمل و زيادة الدخل. كذلك ذكر العريشي (2002) أن الدراسة التي اجراها الثمالي في عام 1998م عن التكيف الاقتصادي للمهاجرين الريفيين في مدينة الطائف أوضحت أن 80% منهم كانو يعملون بالزراعة و الرعي و بعد الهجرة أصبح حوالي 66.7% منهم يعملون في وظائف حكومية و أشار جميعهم الي أن أوضاعهم المعيشية تحسنت بعد الهجرة. أيضاً أوضحت دراسة حديثة أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (1422 هـ) أن 77% من المهاجرين إلى مدينة الرياض خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة كان دافعهم البحث عن العمل.

2. توفر الخدمات الاجتماعية (الصحة، التعليم.. إلخ) و وسائل الترفيه والحياة العصرية. تشير معظم الدراسات التي أجريت عن أسباب الهجرة الريفية – الحضرية في المملكة العربية السعودية الي أن الحصول علي الخدمات الاجتماعية يأتي في المرتبة الثانية بعد البحث عن العمل و الدخل الأفضل. و في هذا الخصوص، أوضح العريشي (2002) أن الحصول علىالتعليم و الخدمات الصحية و خدمات الكهرباء و الماء هو السبب الثاني للهجرة الريفية الي مدينة صامطة بمنطقة جازان حيث ذكر ذلك 39.5% من المستجوبين.

آثار الهجرة في المملكة العربية السعودية:

  أوضحت الدراسات التي أجراها مركز أبحاث الجريمة و الهيئة العليا لتطوير الرياض أن أكثر المناطق الجاذبة للمهاجرين هي مناطق الرياض ، و مكة المكرمة، و المنطقة الشرقية بينما تعد مناطق جازان، و المدينة المنورة، و القصيم، و عسير، و الباحة، و حائل، و الجوف أهم المناطق الطاردة للسكان (السرياني ، 1414هـ، الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ، 1422هـ). كذلك أوضحت الدراسات نفسها أن السمات الديمغرافية للمهاجرين السعوديين تختلف عن السمات الديمغرافية للمجتمع السعودي حيث تقل الأمية بين المهاجرين و تزداد نسبة الذكور الأمر الذي يؤكد انتقائية ظاهرة الهجرة في المجتمع السعودي كما هو الحال في معظم المجتمعات. كذلك تتميز الأسر المهاجرة بصغر الحجم و تدنى مستوى الدخل مقارنة بالأسر غير المهاجرة.

منهج البحث:

  لدراسة وتحليل الهجرة الداخلية بين المناطق الإدارية بالمملكة العربية السعودية تم استخدام بيانات البحث الديمغرافي الذي أجرته مصلحة الاحصاءات العامة عام 1999م حيث أستخدمت طريقة محل الميلاد و الإقامة الحالية لتقديرمعدلات تيارات الهجرة و حركة السكان بين المناطق المختلفة و ذلك وفقاً لمعادلة قياس التدفق الحركي للسكان بين المناطق (الشلقافي، د. ت.) التالية:

Rіј   =    Міј  Х  100
                                                                  
                    Pі                                                                                          
حيث أن:
Rіј = معدل التدفق (الهجرةالسكاني من المنطقة (ј ) إلى المنطقة і ) )
Міј = السكان الذين ولدوا في المنطقة (ј و يقيمون في المنطقة і ) )
Pі = سكان المنطقة і ) )

النتائج و المناقشة
  يتضح من الجدول (1) أن أكثر المناطق جذباً للمهاجرين من حيث العدد المطلق هي بالترتيب الرياض، و مكة المكرمة، و المنطقة الشرقية و بلغت معدلات الهجرة الوافدة في هذه المناطق 16.98%، و 9.4%، و13.74% على التوالي. و اتساقاً مع ذلك فان هذه المناطق هي الأقل طرداً للمواطنين حيث تميزت بأقل معدلات هجرة مغادرةأما بالنسبة لمعدل الهجرة الصافية و الذي يمثل التأثير الحقيقي للهجرة على معدل النمو السكاني في المناطق المختلفة فان منطقة الرياض و المنطقة الشرقية تأتيان في المرتبتين الأولى و الثانية و بمعدلات بلغت 10.34% و 8.53% على التوالي بينما تأتي منطقة مكة المكرمة في المرتبة الخامسة بين مناطق المملكة الثلاثة عشر بمعدل قدره 1.71%. و في الجانب الآخر فان أقل المناطق جذباً للمهاجرين من حيث العدد المطلق هي بالترتيب الباحةو جازان، و حائل و بلغت معدلات الهجرة الوافدة في هذه المناطق 5.76%، و2.45%، و 5.93% على التوالي. أيضاً تميزت هذه المناطق بمعدلات هجرة مغادرة مرتفعة جداً بلغت 36.8% في الباحة، و 20.2% في حائل، و 18.9% في جازانأما بالنسبة لمعدلات الهجرة الصافية فان هذه المناطق تميزت بأعلى معدلات هجرة صافية سالبة و بالتالي تعتبر أكثر المناطق التي أثرت الهجرة سلباً على  نموها السكاني. و من السمات الهامة للهجرة الداخلية بالمملكة العربية السعودية التي يعكسها الجدول (1) ارتفاع معدلات الهجرة الكلية في كل المناطق حيث كان أدناها 17.1% في مكة المكرمة و بلغ أعلى معدل 44.96% في الحدود الشمالية.
  هذه النتائج تعضد فروض نظرية الطرد والجذب لتفسير ظاهرة الهجرة و تتفق مع كثير من نتائج بحوث الهجرة التطبيقية التي اظهرت أهمية العوامل و الدوافع الاقتصادية في اتخاذ قرار الهجرة و الذي يعتبر تجسيداً و استجابة لعدم التوازن في مستويات التنمية و توزيع الموارد الطبيعية و المالية بين المناطق المختلفةHarris and Todaro, 1970; Wood, 1981; Guest, 1989 ). و في هذا الإطار فان مناطق الرياض و الشرقية و مكة المكرمة توجد بها افضل فرص العمل و الاستثمار حيث توجد بمنطقة الرياض عاصمة المملكة و بها الوزارات و رئاسة معظم الدوائر الحكومية و بها مناطق صناعية و تجارية هامةأما منطقة مكة المكرمة فبها بيت الله الحرام الذي يعتبر سبباً لجذب كثير من السكان اليها ليس فقط من داخل المملكة و انما أيضاً من خارجها، اضافة لوجود مدينة جدة الميناء الرئيسي للمملكة و التي تعتبر مركزاً تجارياً هاماً على مستوى منطقة الخليج و الشرق الأوسطأما بالنسبة للمنطقة الشرقية فتوجد بها صناعة البترول التي تستوعب أعداداً كبيرة من القوة العاملة من داخل المملكة و من خارجهاو قد أشارت خطة التنمية الوطنية الخامسة في المملكة العربية السعودية الى أن هنالك عدم توازن في التنمية بين مناطق المملكة و أن 92% من مجموع الرخص الممنوحة للمصانع و المؤسسات التجارية قد احتكرتها مناطق الوسطى، و الشرقية، و الغربية. و انعكس هذا التباين بين مناطق المملكة المختلفة في النمو الاقتصادي و التنمية بشكل عام على كثير من المؤشرات الاجتماعية و الاقتصادية، فبينما بلغت نسبة البطالة بين السكان داخل قوة العمل 10.4%، و 13% في منطقتي الرياض و الشرقية نجدها بلغت16%، و 21.4%، و 24.3% في الباحة، و جازان، و حائل على التوالي (وزارة الشئون البلدية و القروية , 1423هـأ؛ 1423هـ:ب؛ 1423هـ:ج؛ 1423هـد؛ 1423هـ:هـ؛ 1423هـ:و). كذلك بلغت نسبة السكان خارج قوة العمل 46في منطقة            

جدول(  ). الهجرة الداخلية للسعوديين بين مناطق المملكة الادارية حسب مكان الميلاد
المنطقة
السكان
المهاجرين الوافدين
المهاجرين المغادرين
صافي الهجرة
الهجرة الكلية
العدد
النسبة
العدد
النسبة
الرياض
3307519
561725
16.98
219706
6.6
10.34
23.58
الشرقية
2253017
309662
13.74
117309
5.2
8.53
18.94
تبوك
483901
90576
18.72
52497
10.9
7.87
29.62
نجران
319212
53460
16.75
36847
11.5
5.21
28.25
مكة المكرمة
3983271
374554
9.40
306013
7.7
1.72
17.10
الجوف
276602
22780
8.24
30563
11.1
-2.8
19.34
المدينة المنورة
1085836
78364
7.22
130613
12.0
-4.8
19.22
عسير
1399052
111042
7.94
228302
16.3
-8.4
24.24
الحدود الشمالية
211665
37802
17.86
57321
27.1
-9.2
44.96
القصيم
773182
57750
7.47
159228
20.6
-13.1
28.06
حائل
438591
26005
5.93
88640
20.2
-14.3
26.14
جازان
1004864
24660
2.45
190001
18.9
-16.5
21.36
الباحة
423529
24413
5.76
155.753
36.8
-31.0
42.54


الرياض، و 64.8% في المنطقة الشرقيةبينما بلغت 72.2%, و 77.8%, و 79.1% في حائلو جازانو الباحة على التوالي مقارنة بالمتوسط العام في المملكة البالغ 68.8%. هذه النسبة العالية لنسبة السكان خارج القوة العاملة في الثلاث مناطق الأخيرة تعني ارتفاع نسبة الاعالة فيها و بالتالي ضآلة فرص تحسين مستوي المعيشة و تدني معدلات التوفير و انحسار مساهمة القطاع الخاص في الجهود التنموية. و من المؤشرات الهامة على الفرق بين المناطق الجازبة للسكان الرياضو الشرقيةو مكة المكرمةو المناطق الطاردة للسكان جازانو حائلو الباحة) في مستوى معيشة السكان، التباين في نمط السكن حيث بلغت نسبة الأسر التي تسكن في مساكن شعبية 24.4% في المنطقة الشرقية، و 35.8% في منطقة مكة المكرمة، بينما بلغت 45.8%، و 49% و 78.2% في حائل، و الباحة، و جازان علي التواليوزارة الشئون البلدية و القروية, 1423هـأ؛ 1423هـ:ب؛ 1423هـج؛ 1423هـد؛ 1423هـهـ؛ 1423هـو).   كذلك هنالك تباين بين المناطق الجاذبة و المناطق الطاردة و لكن بصورة أقل حدة في نسبة الأسر التي تحصل على الطاقة الكهربائية و المياه من شبكتي الكهرباء و المياه العامتين.
   أما بالنسبة لخدمات التعليم العام (ابتدائيو متوسطو ثانويو الصحة المقدمة من الدولة فان المؤشرات الكمية توضح أنها أفضل من حيث الوفرة في المناطق الطاردة كما يعكس ذلك الجدول رقم (2) و الذي يوضح أن معدل عدد الطلاب/المعلم في المناطق الطاردة أقل من المناطق الجاذبة في جميع مراحل التعليم العام. كذلك باستثناء منطقة جازان فإن مؤشر

جدول (2). بعض مؤشرات خدمات التعليم و الصحة في بعض مناطق المملكة

المنطقة
التعليم

الصحة
(طبيب/نسمة)
الابتدائي (تلميذ/معلم)
المتوسط (تلميذ/معلم)
الثانوي (تلميذ/معلم)
ذكور
اناث
ذكور
اناث
ذكور
اناث
المملكة
13.4
10.9
13.6
11
15.2
12.3
1400
الشرقية
16
13
16
12
17
13
1500
مكة المكرمة
14
12
15
11
15
12
1500
الباحة
8.6
7.5
9.2
9.3
13.1
13.8

حائل
11
9
10
10
12
12
1300
جاذان
12
11
11
13
13
16
1900

الخدمات الصحية المتمثل في عدد الأفراد لكل طبيب أفضل أقلفي المناطق الطاردة.
هذه المؤشرات يجب أن تعامل بحذر و أن لا تعتبر مؤشراً لأفضلية الخدمات الاجتماعية في
المناطق الطاردة بقدر ما هي مؤشراً لتزايد الضغط على الخدمات و المرافق العامة في المناطق الجاذبة من جراء الهجرة الوافدة من المناطق الأخرىكذلك فان هذه المؤشرات الكمية لا تعني بالضرورة جودة الخدمات كما أن البيانات المتاحة لا تعكس مساهمة القطاع الخاص.
الجدول رقم (3) يوضح حجم و اتجاهات التحركات السكانية بين مناطق المملكة العربية السعودية الادراية المختلفة حيث بلغ العدد الكلي للذين اختلف مكان اقامتهم الحالي عن مكان ميلادهم 1.772.793 نسمة يمثلون 11.4% من مجموع سكان المملكة الكلي. هنالك تركز واضح في اتجاه الهجرة المغادرة من جميع المناطق نحو منطقة الرياض، فبينما يمثل سكان منطقة الرياض 21.3% من مجموع مواطني المملكة العربية السعودية نجد أنها كانت مقصد حوالي ثلث (32%الهجرة المغادرة من المناطق الأخرى. و تأتي في المرتبة الثانية و الثالثة كمناطق مقصد للهجرة المغادرة منطقتي مكة المكرمة و المنطقة الشرقية حيث بلغت نسبة الوافدين اليهما 21.1% و 17.5% من مجموع المهاجرين من المناطق الأخرى على التواليهذه النتيجة تتماشى مع وضع الرياض كمنطقة تمثل أكبر مركز جذب سكاني حيث توجد بها العاصمة و أهم و أكبر المناطق و المراكز التجارية و الصناعية و الخدمية و كذلك تتفق مع و تعضد قانون رافنستين (Ravenstein ) للهجرة و الذي ينص على (يتجه المهاجرون لمسافات طويلة الي مراكز التجارة و الصناعة الكبرى، بمعنى أن المهاجرين مسافات طويلة لا يمكن أن يتجهوا الى مراكز عمرانية صغيرة و انما يذهبون الى مراكز كبيرة و معروفة تتوافر بها فرص العمل) (الخريف 2003: 373-374). كذلك بالنظر الى الجدول رقم (3) نجد أن نتائج هذا البحث تتسق مع قانون آخر من قوانين رافنستين (Ravenstein ) للهجرة ينص على أن (الغالبية العظمى من المهاجرين لا تهاجر الا مسافات قصيرةو في هذه الملاحظة ما يشير الى وجود علاقة عكسية بين حجم الهجرة من جهة و المسافة من جهة أخرى) (الخريف 2003: 373-374)و يتضح ذلك من التباين الكبير في نسبة المهاجرين الوافدين الي منطقة الرياض من المناطق الأخرى فبينما بلغت 58%، و50% من المهاجرين المغادرين من منطقة القصيم و المنطقة الشرقية على التوالي، و هي أقرب المناطق لمنطقة الرياض، نجدها بلغت فقط 15.5%, و 18.8% من المغادرين من من منطقتي تبوك و الجوف على التوالي و هما من أبعد المناطق عن منطقة الرياض.


جدول ( 3 ). مناطق مقصد الهجرة المغادرة  من مناطق المملكة العربية السعودية الإدارية المختلفة (بالنسبة المئوية)
منطقة الأصل
منطقة المقصد 
الرياض
مكة المكرمة
جازان
الشرقية
عسير
القصيم
حائل

المدينة المنورة
الباحة
الحدود الشمالية
تبوك
نجران
الجوف
المجموع
الرياض
-
35.5
1.7
30.3
10.0
6.6
2.8
3.7
1.1
2.7
2.5
1.8
1.3
المجموع
مكة المكرمة
43.0
-
3.0
12.7
11.1
1.6
0.2
13.9
5.2
0.1
6.3
2.3
0.6
100%
جازان
26.5
30.4
-
19.2
7.9
0.6
0.1
1.2
0
1.1
7.1
5.6
0.3
100%
الشرقية
50.9
12.9
1.1
-
7.7
4.9
3.6
3.3
2.0
4.5
2.0
5.5
1.6
100%
عسير
36.1
23.5
3.5
19.3
-
0.2
0.2
1.8
1.0
0.4
6.0
8.0
0
100%
القصيم
58.0
6.7
0.1
25.6
1.7
-
2.7
1.1
0.2
1.7
1.3
0.1
0.8
100%
حائل
31.3
4.5
0
29.1
0.5
18.4
-
4.3
0
5.1
5.8
0.5
0.5
100%
المدينة المنورة
25.9
44.5
0.3
5.5
0.9
4.8
2.6
-
0.6
0.5
12.5
0.5
1.4
100%
الباحة
26.8
51.3
0.1
8.4
7.1
0.9
0.3
1.4
-
0.1
2.6
0.9
0.1
100%
الحدود الشمالية
31.6
1.4
0
38.2
1.2
6.9
4.5
0.7
0
-
3.0
0
12.5
100%
تبوك
15.5
20.3
1.7
1.8
14.7
5.0
3.5
18.0
0.2
3.2
-
7.9
8.2
100%
نجران
27.0
14.6
2.5
25.3
19.4
0.6
2.0
0
0.4
1.3
5.6
-
1.3
100%
الجوف
18.8
1.4
0
15.2
0
1.3
3.0
0
0.3
43.5
16.2
0.3
-
100%
خارج المملكة
29.9
30.7
1.7
16.1
4.2
4.1
1.5
5.7
0.9
0.7
1.9
1.2
1.4
100%














100%


تابع جدول ( 3 ). مناطق مقصد الهجرة المغادرة  من مناطق المملكة العربية السعودية الإدارية المختلفة (بالنسبة المئوية)
منطقة الأصل
منطقة المقصد
المدينة المنورة
الباحة
الحدود الشمالية
تبوك
نجران
الجوف
المجموع
الرياض
3.7
1.1
2.7
2.5
1.8
1.3
100%
مكة المكرمة
13.9
5.2
0.1
6.3
2.3
0.6
100%
جازان
1.2
0
1.1
7.1
5.6
0.3
100%
الشرقية
3.3
2.0
4.5
2.0
5.5
1.6
100%
عسير
1.8
1.0
0.4
6.0
8.0
0
100%
القصيم
1.1
0.2
1.7
1.3
0.1
0.8
100%
حائل
4.3
0
5.1
5.8
0.5
0.5
100%
المدينة المنورة
-
0.6
0.5
12.5
0.5
1.4
100%
الباحة
1.4
-
0.1
2.6
0.9
0.1
100%
الحدود الشمالية
0.7
0
-
3.0
0
12.5
100%
تبوك
18.0
0.2
3.2
-
7.9
8.2
100%
نجران
0
0.4
1.3
5.6
-
1.3
100%
الجوف
0
0.3
43.5
16.2
0.3
-
100%
خارج المملكة
5.7
0.9
0.7
1.9
1.2
1.4
100%

    كذلك نجد أن الهجرة المغادرة من الجوف الي الحدود الشمالية بلغت 43.5% من المهاجرين من منطقة الجوف و ذلك ربما لقربهما من بعض.


المراجع
المراجع باللغة العربية
أبو عيانة، فتحي محمد(1986). جغرافية السكان. بيروتدار النهضة العربية للطباعة والنشر.

الجرجور، توفيق (1980). الهجرة من الريف إلى المدن في القطر العربي السوريدمشقمطبعة وزارة الثقافة و الإرشاد القومي.

الحماد، عبد الله محمد (1986). نشأة المدن ونموها ومشكلاتها في المملكة العربية السعودية ". في إصدار المعهد العربي لإنماء المدن، الهجرة من الريف إلى المدن في الوطن العربيأسبابها، مشكلاتها، مستقبلها، الرياضمطابع جامعة الملك سعود.

الخريجى، عبد الله و الجوهري ، محمد (1980). مقدمة في علم السكانالجزء الثانيالهجرةجدةدار الشروق للتوزيع.

الخريف، رشود محمد ( 1998 ). التحضر في المملكة العربية السعوديةدراسة في تعريف المدن و توزيعها الحجمي و معدلات نموها السكانيجامعة الملك سعود، كلية الآداب ، مركز البحوث.

الخريف، رشود محمد (1418). " التوزيع الجغرافي لسكان المملكة العربية السعودية و معدلات نموهم خلال الفترة 1394  1413هـ رسائل جغرافية، رقم 211.

الخريف، رشود محمد (2003). السكانالمفاهيم و الأساليب و التطبيقاتالرياض.
السكران، محمد سليمان (1996). "دوافع ونتائج نزوح بعض الأسر الريفية إلى مدينة الرياض"، مجلة الأزهر للبحوث الزراعية (23): 345-369.

السريانى ، محمد محمود (1414 هـ). السمات الديمغرافية للمجتمع السعوديالهجرة الخارجية و الداخلية الجزء الثالث). الرياضمركز أبحاث مكافحة الجريمة.

المطرى ، السيد خالد (1998). سكان المملكة العربية السعوديةجدةالدار السعودية للنشر و التوزيع.

الشلقافى ، مصطفى بدون تاريخ). طرق التحليل الديموجرافىمطبوعات جامعة الكويت.

العمودي، نور محمد أبوبكر باقادر (1994). الهجرة الحضرية دراسة في تكيف المهاجرين الي مدينة جدةبيروتدار المنتخب العربي للدراسات والنشر و التوزيع.

العريشي، علي بن محمد شيبان (2002). "الهجرة الريفية الى المدن داخل منطقة جازان دوافعها و آثارها على الواقع الريفي الحضريدراسة تطبيقية على مدينة صامطة". بحث قدم للندوة الجغرافية السابعة و التي عقدت بجامعة الامام محمد بن سعود.

القصير،عبد القادر (1992). الهجرة من الريف إلى المدندراسة ميدانية اجتماعية عن الهجرة من الريف إلى المدن في المغرب. بيروتدار النهضة العربية للطباعة و النشر.

القطب، إسحاق يعقوب (1979). اتجاهات التحضر في الوطن العربي، الكويتمؤسسة دار الكتب للنشر والتوزيع.

الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (1422 هـ). الهجرة و النمو السكاني بمدينة الرياضالرياضالهيئة العليا لتطوير الرياض

سعد، عبد الحميد محمود (1980). المدخل المورفولوجى لدراسة المجتمع الريفيالقاهرةدار الثقافة و النشر.

شتا، السيد علي (1985). دراسات في المجتمع السعودي، الإسكندريةمؤسسة شباب الجامعة.

عطوى، عبد الله (1993). الإنسان و البيئة في المجتمعات البدائية و النامية و المتطورةبيروتمؤسسة عز الدين للطباعة و النشر.

عيسى، محمد هاني أحمد (1993). الآثار الاجتماعية للتنمية الريفية في المملكة العربية السعوديةجامعة الملك سعود، كلية الآداب، مركز البحوث.

مصلحة الإحصاءات العامة(1999). الخصائص السكانية في المملكة العربية السعودية (من واقع نتائج البحث الديمغرافي 1999). الرياضمصلحة الإحصاءات العامة.


المراجع باللغة الإنجليزية:
Bailey, Kenneth (1982). Methods of social research (2nd edition). New York: The Free Press.
Clay,D. C. and H. K. Schwarzweller (eds.) (1991). Research in Rural Sociology and Development: Households Strategies. Connecticut: JAI Press Inc.
Bougue, D. (1969). Principles of Demography. New York: Wiley.
Frey, W.H. (1990). "Metropolitan America: Beyond the Transition". Population Bulletin 45 (2): 32-49.
_______    (1987). "Migration and Depopulation of the Metropolis: Regional Restructuring or Rural Renaissance?" American Sociological Review 52 (2): 240-257.
Frey, W. and K. L. Liaw (1998). "Immigrant Concentration and Domestic Migrant Disposal Is movement to Non-metropolitan Areas White Flight". Professional Geographer 52: 215-232.
Frey, W. and K. M. Johnson (1998). "Concentrated Immigration, Restructuring and the Selective De-concentration of the United States population". Chapter 5 in Migration into-Rural Areas: Theories and Issues, Edited by P. J. Boyle and K. H. Halfacree. London: Wiely.
Fuguitt, G. V. and C. L. Beale (1996). "Recent Trends in Non-Metropolitan Migration: Towards a new Turnaround". Growth and Change 27: 156-174.
Fuguitt, G. V.; Calvin L. B.; John A. F. and Richard M. G. (1998). "Recent Population Trends in Non-metropolitan Cities and Villages: From the Turnaround, Through Reversal, to the Rebound". In Research in Rural Sociology and Development. Edited by Harry K. Schwarzweller and B. P. Mullan (1998). Connecticut: JAI Press Inc.
Goldscheider, C. (1992). Migration, Population Structure, and Redistribution Policies. Boulder (CO): Westview Press.
Guest, Ph. (1989). Labor Allocation and Rural Development. Boulder (CO): Westview Press.
Harris, J. R. and M. P. Todaro (1970). “Migration, Unemployment and Development: A Two-Sector Analysis". American Economic Review 60 (1): 139-149.
Wood, C. H. (1981). "Structural Changes and Household Strategies: A Conceptual Framework for the Study of Rural Migration". Human Organization 40 (4): 338-344.
Massey, S. (1988). "Economic Development and International Migration in Comparative perspective". Population and Development Review 14(3): 383-413.
Massey, S. (1990). " Social Structure, Household Strategies, and the Cumulative Causation of Migration" Population Index 56 (1): 3-26.
Massey, D. S.; J. Arango; G. Hugo; A. Kouaouci; A. Pellegrino and J. E. Taylor (1993). "Theories of International Migration: A Review and Appraisal". Population and Development Review 19 (3): 431-466.
Sendecor, George W. and Cochran, W. G. (1980). Statistical Methods. Iowa State University Press.
Schwarzweller, Harry K. and Mullan, Brendan P. (1998). Research in Rural Sociology and Development: Focus on Migration. Connecticut: JAI Press Inc.
Stark, O. (1991). "Migration in LDCs: Risk, Remittances, and the Family". Finance and development 28 (4): 39-41.


و في هذا الإطار أظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها مصلحة الإحصاءات العامة في عام 1999م أن هنالك تبايناً كبيراً بين مناطق المملكة المختلفة في معدلات الهجرة الصافية حيث بلغت 33.88% في الرياض و 28.62% في الشرقية و 24.62 في مكة المكرمة و – 20.84% في الباحة و – 9.2% في جازان و – 1% في حائل وبالتالي تعتبر الثلاثة مناطق الأولى أكثر المناطق جذباً للسكان، في حين تعتبر الثلاثة مناطق الأخيرة أكثر المناطق فقداناً للسكان بسبب الهجرة المغادرة منها إلى المناطق الأخرى.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا