التحليل المكاني لمواقع الحوادث المرورية بالمدينة المنورة
باستخدام نظم المعلومات الجغرافية
دراسة تطبيقية في الجغرافيا الاجتماعية
Spatial Analysis of Traffic Accidents Locations in AL- Madinah City using Geographic Information Systems. Applied Study in Social Geography.
إعداد
هيفاء بنت رضى مرشد الرحيلي
إشراف
أ.د. ليلى بنت صالح زعزوع
بحث مقدم كجزء من متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الجغرافيا
قسـم الجغرافيا - كلية الآداب والعلوم الإنسانيـة
جامعــة الملك عبـد العزيز
١٤٢٩هـ / ٢٠٠٨م .
أهداف الدراسة ومنهجيتها
الفصل الأول : أهداف الدراسة ومنهجيتها.
الفصل الثاني : مفاهيــم الدراسة وأدبياتها
الفصل الثالث :التوزيع الجغرافي للحوادث المرورية
وضحاياها في المناطق الإدارية بالمملكة العربية السعودية
الفصل الرابع: ملامح من جغرافية المدينة المنورة البشرية
والتطور العددي للحوادث المرورية داخل النطاق المروري
الداخلي بها للفترة من عام١٤٢٣-١٤٢٥
الفصل الخامس :التدرج الهرمي لمواقـع حوادث الدهس
والتصادم والانقلاب الواقعة قرب معالم محددة داخل الحـيز
المكاني للطريق الدائري الثاني لعام ١٤٢٥هـ .
الفصل السادس: خصائص التحليل المكاني لمواقــع حوادث الدهس
والتصادم والانقلاب الواقعة قرب معالم محددة داخل المجال المكاني للحلقة
الدائرية الثانية لعام ١٤٢٥هـ .
الفصل السابع :نتائج الدراسة وتوصياتها
١. مقدمة
يشـكل فهـم التوزيـع المكـاني لبيانـات الظـواهر الـتي تحـدث في المجـالات المكانيـة اليـوم تحـديا كبـيرا لتوضـيح
المسائل المركزية في العديد من مجالات المعرفة ، سواء كان ذلك في مجال الصحة ، البيئة ، النقل وغيرها من
فـروع المعرفـة . أصـبحت مثـل هـذه الدراسـات أكثـر تكـاملا مـع بعضـها الـبعض في دراسـة المشـاكل اليوميـة
للمجتمعــات . ونظــرا لمــا تتســم بــه نظــم المعلومــات الجغرافيــة مــن الدقــة والســرعة في اســتخلاص النتــائج ،
والسـهولة في تبـادل المعلومـات بـين القطاعـات البحثيـة المختلفـة بأقـل تكلفـة ، وأيسـر جهـد ممكـن مـتى مـا
توفرت البيانات اللازمة لنجاح أي نظام معلومات جغرافي قادر على اسـتنباط التـدابير الممكنـة في حـل تلـك
المشكل . وتسمح هذه الأنظمة بإعطاء التصور المكاني للمتغيرات أو العوامل التي تدخل في تكوين ظواهر
المشكلات المختلفة مثل الحوادث ، العمليات ، الأفر اد من السكان ، و نمط نوعيـة الحيـاة ، تـنقلات الحركـة
المروريـة بـين عـدد مـن اسـتخدامات الأرض في المنطقــة باسـتخدام الخـرائط الجغرافيـة . ولتحقيـق ذلـك فانــه
يكفـي أن تكـون هنـاك قاعـدة بيانـات إحصــائية متكاملـة ، و قاعـدة بيانـات خرائطيـة . ونظـم المعلومــات
الجغرافيـة هـي القـادرة علـىعـرض خـر ائط ملونـة تسـمح بإعطـاء تصـور للـنمط المكـاني للظـواهر ، إلى جانـب
إتاحـة الإدراك البصـري للتوزيع المكاني لانتشارالظاهرة.(Gilberto.C et al ,2001, p 3)
ومن جهةٍ أخرى ، حازت مشكلة الحوادث المرورية في أغلب الدول المتقدمة١على اهتمام الباحثين
ومسئولي السلامة المرورية ومهندسي الطرق ، الأمر الذي تمخض عنه تضاؤل حجم المشكلة في العديد من
هذه الدول (EL-Sadig et al., 2003,p 46) . فمن خلال تجار ب العديد من تلك الدول ، اتضح
أن تحديد المواقع التي يتكرر فيها وقوع الحوادث المرورية على شبكة الطرق ، ومن ثم بناء قاعدة معلومات
مكانية خاصة ؛ من شأنها أن تكون أساساً فاعلاً ، إذا ما أتيحت البيانات اللازمة ، لتحليلات مكانية قد
تسهم في الكشف عن العيوب التصميميـة لبعض الشوارع أو التقاطعات ، أو قد تسهم في تقييم مدى ملائمـة النمط التوزيعي لاستخدامات الأرض الخدمية على طول تلك الشبكات لظروف المنطقة أو البيئة المحيطـة ( عبد العال ، ٢٠٠١، ص ٢٩٧ ) .
١
يـأتي هـذا الاهتمـام علـى الـرغم مـن انخفـاض معـدلات الإصـابات والوفيـات بالـدول المتقدمـة مقارنـة بـدول الخلـيج العـربي ، ففـي حـين يبلـغ
معـدل وفيـات حـوادث الطـرق في المملكـة ٢١ حالـة وفـاة لكـل ١٠٠.٠٠٠ شـخص ، والـذي يعـد مـن المعـدلات المرتفعـة فيمـا لـو تم مقارنتـه
ببريطانيـا علـى سـبيل المثـال ، والـتي يصـل فيهـا معـدل وفيـات حـوادث الطـرق إلى حـالتين فقـط لكـل ١٠٠.٠٠٠ شـخص (الهيئـة العليـا لتطـوير
مدينة الرياض ، ص٢) .
من هنا تأتي أهمية الدراسات الجغرافية لحوادث الطرق ، والتي تعد بمثابة التحليل الديناميكي الذي
يسلط الضوء على العوامل المساهمة في وقوع الحوادث المرورية . و يبرز الإسهام الجغرافي في دراسة
المشكلات الاجتماعية للحوادث المرورية ، في محاولة الحد من الفاقد في الأرواح والممتلكات . ولهذا فإن
تحقيق سبل السلامة المرورية لمستخدمي هذه الطرقات في ظل الارتفاع في أعداد الحوادث المرورية ، يحتم
علينا المحافظة على سلامة السكان ، من مستخدمي تلك الطرق ، كمطلب حيوي لمواجهة مشكلات
المدن السعودية ( زعزوع ، ٢٠٠٠: ص ٢١٠).
١-٢. مشكلة الدراسة :
شكلت قلة الدراسات الجغرافية ، التي تناولت بالتحليل الموقع كأحد العناصر المؤثرة في وقوع
الحوادث المرورية ؛ الأساس الذي انبثقت منه مشكلة هذه الدراسة ، والتي تتمحور بدورها حول محاولة
الكشف عن سمات النمط التوزيعي لمواقع الحوادث المرورية ، وخصائصها المكانية ضمن شبكة
الطرق الداخلية للمدينة المنورة ؛ أملا في تقديم عدد من التوصيات - التي من شأنها رفع مستوى
السلامة المرورية في تلك المواقع - لمسئولي الأمن و المعنيـين بهندسة الطرق وتخطيط المدن .
١-٣. أهمية الدراسة :
تشير كثير من الدراسات الدولية ، بأن تحديد المواقع متكررة الحوادث المرورية ، والتخطيط الجيد
لاستعمالات الأرض في المدينة هي من الوسائل بالغة الأهمية في رفع مستويات السلامة المروريـة ( محمد ،
١١٠ : ٢٠٠٣) . وفي هذا السياق ينوه كلا من Yamada و Thill بأن الفهـم الجغرافي الموضوعي
للتوزيع المكانـي والاتجـاه الزمني للحوادث المروريـة ، يعد إسهاماً تطبيقيـاً فاعـلاً لتطويـر برامج الحـد من
الحوادث المروريـة وتقييـم تأثيراēا المختلفة (Yamada & Thill,2004 ;149 ) .
وتسهم دراسات تحديد مواقع الحوادث المروريـة الجسيمـة
١
، ومعالجة خصوصيتها المكانية بالتحليل في
تسليط الضوء على المواقـع _ التي قد تشكل مستقبـلا مواقع خطـرٍ مرورية Hazard Locations _ ؛
ليتسنى لمسؤولي الأمن ومهندسي النقل و مخططي شبكات الطرق إعادة النظر في مثل تلك المواقع ، من
١
تم التركيز في هذه الدراسة على الحوادث المرورية الجسيمة ، والتي ينتج عنها حالة وفاة أو إصابة خطيرة ، والتي تختلف عن الحوادث
المرورية البسيطة التي ينتج عنها تلفيات بالممتلكات دون حدوث خسائر بشرية ( أنظر بتوسع في مفاهيم الدراسة ) .
حيث الإنشاء ، المعايير التصميمية ، الصيانـة ورفع مستوى السلامة المروريـة بها ( زعز وع ، ١٩-٢٠ : ٢٠٠٣ ." )
و من خلال الاطلاع على أدبيـات الدراسـة ، لوحظ أن معظم الدراسات المحلية تركز في معالجتها
لمشكلـة الحوادث المرورية في المملكة العربية السعودية على دراسة الخصائص الديموغرافية والاجتماعية
للمشتركين في الحوادث ، أو الدراسات التحليليـة الكمية لإحصاءات الحوادث وأنواعها ، وتطورها الزمني ،
إما على مستوى الدولة ، أو على مستوى المنطقة الإدارية ، أو على مستوى المدينة . و فيما عدا دراسـات
كل من : ( الصالح ، ١٩٩٥م ) و ( الغامدي ، ١٩٩٩م) و ( زعزوع، ٢٠٠٠م ، و ٢٠٠٣ ) ، فإن
الدراسات الجغرافيـة التي تناولت بالتحليل المكاني مواقع الحوادث المرورية على المستوى المحلي ، لم تناقش
قضيـة الخصوصيـة الموقعيـة لتكرار أنواع معينة من الحوادث المرورية على بعض المواقع باستخدام نظم
المعلومات الجغرافية ضمن شبكة الطرق الداخلية للمدن . كما أن معظم تلك الدراسات لم تتناول ،
أنماط التوزيع المكاني لمواقع تلك الحوادث ؛ للتعرف على أماكن تركزها ، وانتشارها ، وما إذا كان هنالك
مواقع ترتفع معـدلات خطورتـها ضمن شبكات الطرق داخل المدن . و ما لم تحظَ مثل هذه المشكلات
بالاهتمام والمعالجـة المبكرة والتحليل المنطقي قبل تفاقم آثارها ، فإنه من الصعببعدئذٍ إيجاد الحلول
المناسبة لها . وهنا تكمن أهميـة الإسهام الجغرافي في تفعيل الدراسات التطبيقية التي تعالج مشكلات حيويـة
و حيوية تمس أمن المجتمع وسلامته .
وتأمل الباحثـة بأن تسهم هذه الدراسـة في وضع مبادئ للتفسير الجغرافي المكمل للحلول الهندسية
لمشكلة الحوادث المرورية بالمدينة المنورة ، والتي تعاني – شأنها في ذلك شأن مدن المملكة العربية السعودية
الأخرى – .
١-٤. أهداف الدراسة :
عطفاً على ما سبق ، فقد تمحورت الأهداف التي تحاول الدراسة تحقيقها فيما يلي :
٤-١. التعــرف علــى التوزيــع الجغــرافي للحــوادث المروريــة في منــاطق المملكــة العربيــة الســعودية الإداريــة،
ومقارنتها بمنطقة المدينة المنورة .
٤-٢. تحليــل التبــاين المكــاني لــنمط توزيــع مواقــع حــوادث الــدهس والتصــادم والانقــلاب داخــل نطــاق
الطريـق الـدائري الثـاني بالمدينـة المنـورة للعـام ١٤٢٥هــ ، باسـتخدام بعـض تقنيـات نظـم المعلومـات الجغرافيـة
؛ لتحقيق فهم أفضل لأسباب الحوادث المرورية .
١-٥. تساؤلات الدراسة :
١. ما هو ترتيب منطقة المدينة المنورة من حيث مؤشر عدد الإصابات ، وعدد الوفيات بالنسبة لمناطق المملكة
الأخرى ؟ .
٢. ما التدرج الهرمي الذي تتخذه أنواع الحوادث المرورية ، و الواقعة داخل نطاق الطريق الدائري الثاني بالمدينة
المنورة ؟ .
٣. هل هنالك علاقة جوهرية ذات دلالة إحصائية بين موقع و نوع الحادث المروري ؟ .
٤. ما التدرج الهرمي الذي تتخذه تصنيفات الطرق الوظيفية داخل الحيز المكاني للطريق الدائري الثاني بالمدينة
المنورة ، من حيث نوع الحوادث المرورية الواقعة عليها ؟ .
٥. أين تتجه الكثافة الكبرى للتوزيع النقطي لمواقع حوادث الدهس الموقعة قرب معالم مكانية محددة ، داخل
الحيز المكاني للطريق الدائري الثاني بالمدينة المنورة للعام ١٤٢٥هـ ؟ .
٦. ما هو نمط التوزيع المكاني لمواقع حوادث الدهس الموقعة قرب معالم مكانية محددة ، داخل الحيز المكاني
للطريق الدائري الثاني بالمدينة المنورة للعام ١٤٢٥هـ ؟ .
٧. ما هو نمط التوزيع المكاني لمواقع حوادث التصادم الموقعة قرب معالم مكانية محددة ، داخل الحيز المكاني
للطريق دائري الثاني بالمدينة المنورة للعام ١٤٢٥هـ ؟ .
٨. أين تتكتل الحوادث المروريـة الموقعة قرب معالم مكانية محددة ، داخـل الحيز المكاني للطريق الدائري الثاني
بالمدينة المنورة للعام ١٤٢٥هـ ؟ .
٩. هل هنالك تباين في درجات كثافة مواقع الحوادث داخل نطاق الطريق الدائري الثاني بالمدينة المنورة للعام
١٤٢٥هـ ؟ .
٦ -١.فرضيات الدراسة :
١. إن نمط توزيع جميع حوادث الدهس والتصادم والانقلاب تحت الدرس هو نمط عشوائي حتى
وإن حصلنا على قيمة للمؤشر بعيدة عن الواحد الصحيح .
٢. إن نمط توزيع حوادث الدهس تحت الدرس هو نمط عشوائي حتى وإن حصلنا على قيمة
للمؤشر بعيدة عن الواحد الصحيح .
٣. إن نمط توزيع حوادث التصادم تحت الدرس هو نمط عشوائي حتى وإن حصلنا على قيمة
للمؤشر بعيدة عن الواحد الصحيح .
٤. لا توجد علاقة جوهرية ذات دلالة إحصائية بين موقع الحادث وتوع الطريـق حسب تصنيفه الوظيفي .
١-٧. المجال المكاني للدراسة ( موقع منطقة الدراسة وحدودها ) :
تقـع منطقـة الدراسـة في قلـب المدينـة المنـورة ، في مجـال مكـاني يحـده الطريـق الـدائري الثـاني ( طريـق الملـك عبـد الله) ،
وهـي ذات الحـدود الـتي ينتهـي عنـدها المجـال المكـاني الـذي تغطيـه الصـور الفضـائية الـتي اسـتطاعت الباحثـة الحصـول عليهـا
مـن مدينـة الملـك عبـد العزيـز للعلـوم والتقنيـة . وانحصـر هـذا المجال المكـاني في منطقـة حـددت بالإحـداثيات التاليـة ، أنظـرىالخارطتين : ( ١-١) و (١-٢)
١. النقطة الإحداثية الأولى : تقع عند خط طول ٢٤.٣٠.٦.٦٦ ودائرة عرض ٣٩.٣٤.٤٥.٠٢ .
٢. النقطة الإحداثية الثانية : ويقع عند خط طول ٢٤.٣٠.٦.٦٦ ، ودائرة عرض ٣٩.٤٠.١٣.٣٩ .
٣. النقطة الإحداثية الثالثة : ويقع عند خط طول ٢٤.٢٥.٩.٩٥. ، ودائرة عرض ٣٩.٤٠.١٣.٣٩ .
٤. النقطة الإحداثية الرابعة : ويقع عند خط طول ٢٤.٢٥.٩.٩٥. ، ودائرة عرض ٣٩.٣٤.٤٥.٠٢
خريطة ١ -١
المصدر : من إعداد الباحثة إستنادا إلى خريطة التقسيم الإداري للملكة العربية السعودية .
خريطة ١-٢
الموقع الجغرافي لمنطقة المدینة المنورة
المصدر : إعداد الباحثة بالاعتماد على المرئية الفضائية IKONOS لنطاق الطريق الدائري الثاني ( طريق الملك عبداالله
) بالمدينة المنورة ، معهد بحوث الفضاء ، مدينة الملك عيد العزيز للعلوم والتقنية، ١٤٢٧هـ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق