السبخات الساحلية غرب العلمين بالساحل الشمالي لمصر
دراسة مقارنة في النشأة والتكوين
د. على مصطفى كامل مرغنى
أستاذ مساعد الجغرافيا الطبيعية
بقسم الجغرافيا بكلية الآداب ببنها
تعد السبخات الساحلية من الظاهرات الجيومورفولوجية الهامة والمؤثرة في تنمية المناطق الساحلية، وتعرف السبخة بأنها الأرض التي تعلوها الأملاح ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر، والسبخة النشاشة التي لا يخف ثراها ولا ينبت مرعاها، والسبخات الساحلية موضوع البحث هي تلك الأراضي المنخفضة التي تحتوي رواسبها على أملاح بنسب مرتفعة لقربها من مستوى الماء الأرضي ومستوى سطح البحر.
وتنتشر في المنطقة غرب العلمين نمطين من أنماط السبخات الساحلية هما :
1- سبخات ترتبط بالتداخلات الساحلية.
2- سبخات تقع خلف الحواجز البحرية.
وقد تم تحديد مواقع السبخات الساحلية للنمطين السابقين من الخرائط الطبوغرافية بمقـياس رسـم 1 : 25.000 عام 1984 والمرئيات الفضائية عام 1989، وعام 2001 من الشرق إلى الغرب.
أسلوب البحث :
(1) تم تحديد مواقع السبخات من الخرائط الطبوغرافية بمقياس رسم 1 : 25.000 لعام 1984 والصور الفضائية عام 1989 وعام 2001، وعام 2004، ومن ثم أطوالها واتساعها.
(2) تم أخذ نحو 28 عينة من رواسب السبخات من مواضع مختلفة لتحليل الرواسب بها، كما أخذت 8 عينات من سبخة نغاميش وأم الرخم وأبو لهو على مستويات رأسية مختلفة لتحليلها معدنياً.
(3) أخذت 5 عينات من مياه السبخات لتحليلها لمعرفة خصائصها الكيميائية.
(4) تم تحديد الظاهرات الدقيقة بالسبخات من خلال الدراسة الحقلية ورصد التغيرات لفترات مختلفة أثناء وعقب فترة النوات وفترات المد العالي لبيان تأثيرها.
(5) استهدفت الدراسة الحقلية تحديد تأثير امتداد السبخات على التنمية العمرانية.
نتائج البحث :
(1) يغطي سطح السبخات السابقة رمال مفككة لونها بني غامق، مع قشرة سطحية سمكها يتراوح بين 2 مم إلى 3 مم من الجبس والهاليت، وفي بعض السبخات طبقة سطيحة من السلت البني اللون تحتها طبقة سمكها 3 مم تحتوي على بقايا عضوية وجزر النباتات.
(2) تتباين مراحل الظاهرات الدقيقة من حيث الموقع والمساحة والشكل في السبخات المختارة، وأيضاً في أجزاء السبخة الواحدة، وإن كانت تتفق بأن الظاهرات الدقيقة بها تتمثل في الأشكال النمطية، والنباك، مع وجود حفرتين كارستين ملحيتين فى سبخة أبو لهو ولم تسجل تلك الظاهرة في باقي السبخات.
(3) أوضحت تحليل العينات أن التركيب النسيجىي لرواسب السبخات يتراوح بين الغرين الرملي والغرين الصلصالي بنسب تتراوح بين 25.8% إلى 72.5%، أما نسبة الكربونات فتتراوح بين 45.3% ة85.9%.
(4) لوحظ من التحليل المعدني لرواسب السبخات بمنطقة الدراسة أنه يتكون من معادن متعددة فيشمل معادن المتبخرات متمثلة في الجبس، ومعادن الكربونات التي تتكون من الكالسيت والدولوميت، ومعادن فتاتية منقولة من نطاق الكثبان والرواسب الشاطئية ممثلة في الكوارتز والفلسبار، بالإضافة إلى وجود معدن الطين، ويعزى ذلك إلى اختلاف صخور المصدر، والتفاعلات التي تحدث بين مياه السبخات والرواسب التي تحيط بها أحياناً من الشمال إلى الجنوب، وأحياناً أخرى من الشرق والغرب.
(5) يتميز سطح الأجزاء الرطبة بالانخفاض والاستواء عند منسوب سطح البحر تقريباً، ويؤدي انخفاض المنسوب إلى تعرضه بشكل كبير لطغيان مياه المد المرتفع، وتشبعه بشكل دائم بالمياه خاصة مع اقترابه من مستوى سطح المياه تحت الأرضية، بالاضافة إلى ما يضاف من مياه المطر بشكل مباشر.
(6) في فصل الصيف تنكمش مساحة السبخات نتيجة للجفاف وارتفاع درجة الحرارة، وتمتد على جوانبها مناطق مرتفعة جافة، كما تنمو فوق سطحها نباتات جافة تعمل على تصيد الرمال وإعطاء السطح مظهر يشبه سطح الكدوات، وأوضحت الدراسة الحقلية وجود بعض النباك والنباتات الصغيرة بشكل غير منتظم تفصل بينها مساحات منخفضة تغطي بقشور ملحية أو نباتات صغيرة نتجت عن تصاعد الأملاح للسطح بواسطة الخاصة الشعرية.
(7) تبين من الدراسة الحقلية وتحليل العينات من السبخات المختلفة أن السبخات الرطبة تتكون من طين جيري يختلط برمال أووليتية مع ارتفاع نسبة الأملاح، وتركيز موضعي لمواد عضوية قرب السطح، ويتمثل ذلك في كل من سبخة نغاميش وسبخة خليج أبو حشايفة.
(8) الخصائص الكيميائية لمياه السبخات : لوحظ من تحليل 12 عينة لمياه السبخات جمعت من مناطق متفرقة من كل سبخة من منطقة الدراسة أن مياه السبخات تتركز فيها عنصري الكلور والكبريتات، وأن اختلاف تركيزهما من منطقة إلى أخرى على النحو التالي :
- تبين أن هناك تغير أفقياً لتركيز عنصر الكلور حيث يزداد في مياه البحر يأخذ في الزيادة كلما اتجهنا صوب منطقة السبخات، ويزداد فيها أكثر من منطقة البحيرات الملحية.
- يزداد شق الكبريتات من مياه البحر إلى مياه البحيرات الملحية إلى السبخات.
(9) تبين من الدراسة الحقلية أن امتداد السبخات قد أدى إلى معوقات فى التنمية لمناطق الساحلية حيث أدى إلى عدم استغلال المنطقة من قرية جزر ميامي إلى قرية علم الروم، وتوقف الامتداد العمراني من قرية هايسند إلى قرية بالمادي مايوركا، وأيضاً بين القرى السياحية بمنطقة عجيبة حتى منطقة رأس أبو لهو، كما تبين أن أي منشآت يتم إقامتها في هذه المناطق سوف تتضاعف تكلفتها إلى ثلاثة أمثال مثيلتها على طول الساحل الغربي للبحر المتوسط.
للتحميل اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق