دور القرار الجغرافي
في استثمار وتنمية الموارد الطبيعية والبشرية
(منخفض الصليبية حالة تطبيقية)
أ.د. رحيم حميد عبد
جامعة ذي قار - كلية الآداب - قسم الجغرافية
بحث منشور في مجلة كلية التربية / جامعة واسط - عدد خاص بابحاث المؤتمر العلمي الرابع لكلية التربية/ جامعة واسط - 6-7\4\2011:
المستخلص
تهدف هذه الدراسة إلى إمكانية دور الجغرافي في التخطيط والتنمية لإدارة الموارد الطبيعية وإمكانية استثمارها واستغلالها لتنمية الموارد البشرية ،من خلال دراسة الخصائص الطبيعة لمنخفض الصليبية الواقع جنوب غرب مدينة الناصرية ،إذ يعد هذا المنخفض منخفض طبيعي جاف تنتهي فيه مجموعة من الأودية الجافة مثل أودية القصير وأبو غوير ،يمكن الاستفادة من هذا المنخفض كخزان طبيعي بعد إجراء عمليات تحويل مصادر المياه اليه والمتمثلة بإمكانية تحويل مياه المصب العام جنوب مدينة الناصرية إلى هذا المنخفض (الصليبات) من الجانب الجنوبي الشرقي للمنخفض وكذلك تغذيته من جانبه الشمالي بمياه نهر الفرات فرع العطشان الواقع بالقرب من مدينة الخضر التابعة لمحافظة المثنى . تم الاعتماد على الصورة الرادارية (SRTM) والخرائط الطبوغرافية والخرائط الجيولوجية ،فضلاً عن التحريات الميدانية المتعلقة بالمسح الجيومورفي الدقيق . وقد تبين إن المنخفض يصلح لإنشاء بحيرة صناعية ،تتباين بقدرتها الخزنية للمياه وباتساع مساحتها بتباين الموديلات أو النماذج التي وضعها الباحث ، إذ أوجد إن هنالك أربع مستويات للغمر يمكن أن يستوعبها المنخفض ،وبالاعتماد على هذه النماذج ، فإن مستويات الغمر والقدرة الخزنية والأعمال الهندسية المطلوبة كانت النحو الآتي :-
النموذج الأول:- بمستوى غمر (5 متر) بلغت المساحة السطحية للمياه التي يستوعبها المنخفض (634.8 كم2)، أما حجم المياه فقد بلغ (3.58) مليار متر مكعب .وهذا لا يتطلب أي أعمال هندسية ما عدا الأعمال المتعلقة بإيصال المياه إلى المنخفض عبر محطة ضخ المصب العام .
النموذج الثاني:- بمستوى غمر يصل إلى (7) متر لمستوى العمق فان المساحة السطحية كانت (1022.6 كم2) وبقدرة خزن بلغت (6.2) مليار متر مكعب على أن يتم عمل سواتر بارتفاع (1) متر شمال المنخفض وبطول (25 كم) .
النموذج الثالث:- الذي مثل مستوى غمر(10 متر) فوق مستوى سطح البحر ،بلغت مساحته السطحية (1286.9كم2) وقدرة خزن بلغت (8.46) مليار متر مكعب ،مع الأخذ بنظر الاعتبار بناء سواتر ترابية شمال المنخفض بمعدل ارتفاع (2 متر) وبطول (59 كم).
أما النموذج الرابع:- مثل مستوى غمر (15 متر) بمساحة سطحية بلغت (1252.8 كم2 ) ويستوعب قدرة خزن بلغت (12) مليار متر مكعب ،على أن تبنى سواتر في الجزء الشمالي للمنخفض بارتفاع (7 متر) ،وبطول يصل إلى (73 كم).
من هذه النماذج يتضح صعوبة تطبيق النموذج الرابع وإمكانية تطبيق النماذج الثلاث الأخر. ومن وجهة نظرنا يمكن البدء بإنشاء هذا المشروع بمستوى غمر معتمد على النموذج الأول، لأنه لا يحتاج إلى أي أعمال هندسة وإنما فقط الأعمال الخاصة بشق قناة توصل مياه المصب العام إلى منخفض الصليبية الذي ينخفض السطح فيه إلى دون مستوى سطح البحر .
إن خزن المياه في هذا المنخفض سوف يوفر كميات كافيه من المياه ، يمكن استغلالها لتغذية المياه الجوفية واستثمار المياه للأغراض الزراعية والصناعية ،فضلاً عن تربية الثروة السمكية والطيور البرية ودرء خطر الفيضان ويؤدي إلى إنشاء واستقرار المستوطنات البشرية .
الاستنتاجات
1- أصبح للجغرافي إمكانية القيام بالأعمال الهندسية والمساحية والمشاركة في المشاريع التخطيطية والخاصة بالتنمية واستثمار الموارد الطبيعية من خلال طبيعة البيانات والمعلومات التي أصبح يتمكن بالحصول عليها والاستفادة من التطبيقات البرمجية الخاصة بنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد .
2- عززت تقنية تكنولوجيا المعلومات دور الجغرافي في اتخاذ وصنع القرار من خلال عمليات البيانات والمعلومات وعمليات التحليل والتفسير والمقارنة المكانية التي وفرتها وأصبح البحث الجغرافي يتجه نحو مختلف الجوانب التطبيقية .
3- تم بناء أربع نماذج لموديلات تزويد المنخفض بالمياه من المصب العام و نهر الفرات فرع العطشان وقد كان أغلب النماذج يحتاج سداد ترابية تختلف ارتفاعاتها وأطوالها باختلاف نموذج التغذية المائية .
4- تم قياس السعة الخزنية لهذا المنخفض الطبيعي وقد تباينت هذه السعة بحسب النماذج الأربع وتراوحت ما بين 3.58 – 12 مليار متر مكعب وكذلك تباينت المساحة السطحية التي تراوحت ما بين (643 –1454).
5- قيست السواتر الترابية المطلوب إنجازها بحسب النماذج وتباينت ما بين (25 كم – 73) وقد تبين أن النموذج الأول لا يحتاج عمل أي نوع من أنواع السواتر لأن مياهه لا تتعدى حدود المنخفض ،كما أنه بهذا المنسوب البالغ (5 متر) لا يؤثر على مدينة اريدو التاريخية التي أنشأت في داخل المنخفض على الضفة اليسرى لمجرى نهر الفرات القديم . النموذج الثاني بمنسوب مياه (7 متر) ويحتاج إلى عمل سداد فقط في الجانب الشمالي الغربي بطول (25 كم) و بارتفاع (1 متر).
أما النموذج الثالث فهو بمنسوب مياه (10 متر) وذلك يحتاج عمل سواتر ترابية بطول (59 كم) وبارتفاع (2 متر) في الجزء الشمالي والشرقي من المنخفض .
أما النموذج الرابع فهو بمنسوب مياه (15 متر) وهذا يحتاج إلى سواتر ترابية بطول (73 كم) وارتفاع السداد بمقدار (7 متر) في الجزء الشمالي والى عمل سواتر بارتفاع (2 متر) في الجزء الشرقي من المنخفض .
6- تقع منطقة الدراسة من الناحية التكتونية بين نطاقين حديين وهما الرصيف المستقر المتمثل بالهضبة الغربية التابعة لنطاق السلمان – كتلة البصية ، والرصيف غير المستقر المتمثل بنطاق السهل الرسوبي. ضمن كتلة الفرات .
7- رواسب القاع : تنتشر على قاعه رواسب السهل الفيضي والكثبان الرملية ويخترقه نهار الفرات القديم، إذ الرواسب النهرية القديمة.
8- صخور المنخفض: تتألف من تكوين الدبدبة الواقع فوق تكوين الفتحة ، يتكون من صخور الحجر الرملي المدملك والحجر الطيني ،و تكوين الفتحة الذي يتكون من حجر طيني وحجر رملي ، ومغطى بطبقة من حجر الكلس الحاوي على متحجرات .
9- نشأت المنخفض ذات أصل تكتوني فهو يقع على امتداد فالق الفرات ذات وفالق القصير والذين نتج عنهما حدوث تهشم صخري وبمساعدة عمليات الإذابة والمياه الجوفية الاحفورية ،أدى إلى تعرض الصخور الكلسية للإذابة وسعت المنخفض .
10- تغذية المنخفض يمكن تغذية المنخفض من مصدرين الأول القناة المقترحة المصب العام - الصليبية والثانية قناة الفرات فرع العطشان الصليبية .
11- تضاريس القاع : تشير إن قاع المنخفض يتباين في الارتفاع بين (1) متر دون مستوى سطح البحر إلى (7 متر)عند حافاته الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية.
12- فئات االرتفاع لمنخفض الصليبية ومجرى نهر الفرات والمصب العام قسمت إلى خمس فئات تراوحت بين 1 -5 متر و26 – 46 متر.
13- خزن المياه في المنخفض يوفر كميات من المياه ، يمكن استغلالها لتغذية المياه الجوفية واستثمار المياه السطحية للأغراض الزراعية والصناعية ،فضلاً عن تربية الثروة السمكية والطيور البرية .وموقع سياحي ترفيهي ويعمل كذلك على درء خطر الفيضان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق