دور السياسات في الإسراع بالتحول الديمغرافي
دراسة حالة شرق آسيا والدروس المستفادة لمصر
ماجد عثمان
أﺳﺘﺎذ اﻹﺣﺼﺎء ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة
هبة نصار
أﺳﺘﺎذة اﻻﻗﺘﺼﺎد، ﻛﻠﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة
سارة محمد الدمرداش الخشن
منسقة البحوث والإصدارات
مركز تقييم المشروعات وتحليل الاقتصاد الكلي
وزراة التعاون الدولي
مقدمة
تمر مصر حالياً بمرحلة هامة من مراحل التحول الديمغرافي تشير إلى قرب دخولها في مرحلة ما يسمى «النافذة الديمغرافية». وقد أكد العديد من الكتابات النظرية والتطبيقية الأثر الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه عملية التحول الديمغرافي في تحقيق النمو والتنمية الشاملة، إذا ما تم الإعداد لهذه المرحلة بشكل جيد. وقدمت تجربة دول شرق آسيا نموذجاً مبهراً وملهماً في كيفية تعظيم الاستفادة من مرحلة التحول الديمغرافي في تحقيق النمو الشامل والمستدام. وبناء عليه، يستعرض هذا المقال تجربة دول شرق آسيا التي اشتهرت بتحقيق ما يسمى «المعجزة الآسيوية» ويقدم تحليلاً لـدور السياسات في الاستفادة من عملية التحول الديمغرافي. ويتم استخلاص مجموعة من السياسات اللازمة لتعظيم الاستفادة من عملية التحول الديمغرافي التي تشهدها مصر حالياً في تحقيق النمو الشامل، وذلـك بعد إلقاء الضوء بشكل مختصر على أهم ملامح هذه العملية ً حاليا في مصر ومحدداتها.
إشكالية البحث وهدفه: برزت إشكالية البحث عندما أكدت توقعات مستقلبية دولية عديدة قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق طفرات تنموية ناتجة من معدلات نمو متسارعة خـلال العقود المقبلة قد تمكنها من أن تصبح ضمن أسـرع دول العالم من حيث معدلات النمو. ولكن هـذه التقارير ربطت قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق هذه الطفرات باستغلاله مقومات التنمية التي كان من أهمها فرصة ، حيث يتميز الهيكل العمري للسكان في مصر حالياً بوجود شريحة كبيرة ومتزايدة (١) النافذة الديمغرافي منهم في سن العمل؛ نتيجة لتراجع معدلات وفيات الأطفال والخصوبة، وهو الأمـر الـذي يمثل مـورداً هاماً في عملية التنمية وإمكانية كبيرة للمساهمة في الإسـراع بعملية النمو، ويدعم إمكانية تحقيق مصر للنافذة الديمغرافية خلال العقود المقبلة، إذا ما صاحب هذه النافذة سياسات داعمة ومناخ كفء. من هنا جاءت الحاجة الى دراسة إحدى التجارب الرائدة التي حققت نمواً متسارعاً من خلال استغلال النافذة الديمغرافية. وتم اختيار تجربة دول شرق آسيا ودور التحول الديمغرافي فيها كدراسة حالة، من أجل الخروج بدروس مستفادة قابلة للتطبيق على الحالة المصرية.
وبناء عليه، يهدف المقال إلى تعريف أهم محددات عملية التحول الديمغرافي في دول شرق آسيا وبناء وأهم السياسات التي اتبعتها هذه الدول للإسراع بعملية التحول الديمغرافي وتعظيم الاستفادة من مرحلة النافذة الديمغرافية. ثم يتم وضع هذه التجربة في إطـار مقارن مع الحالة المصرية تمهيداً لاستخلاص مجموعة الدروس المستفادة حول أهم السياسات التي يجب أن تتبناها مصر للإسراع في عملية التحول الديمغرافي وتعظيم العوائد من هذه العملية.
الطريقة البحثية ومصادر البيانات: اعتمد المقال على استخدام المنهج الوصفي والمنهج المقارن لدراسة علاقة التحول الديمغرافي بالتنمية والقنوات التي يمكن أن يؤثر من خلالها في معدلات النمو ونمو دخل الفرد وناتج العامل والإنتاجية وغير ذلك من المؤشرات، وذلـك في كل من مجموعة دول شرق آسيا وفي مصر. وقد استند المقال إلى البيانات الأولية التي يصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحـصـاء وبرنامج الأمـم المتحدة للسكان، وكذلك إلـى البيانات الثانوية التي تم الحصول عليها من تقارير البنك الدولي والعديد من الدراسات الرائدة التي حللت المعجزة الآسيوية. وتجدر الإشارة إلى أن البيانات الـواردة في الورقة بالنسبة إلى دول شرق آسيا ستتناول الفترة الزمنية ١٩٦٥ـ ١٩٩٠، وهي ُعرف بـ «المعجزة الفترة التي شهدت النافذة الديمغرافية في العديد من دول شرق آسيا، ً وأيضا فترة ما ي الآسيوية»
يتوقع تقرير مؤسسة (Citigroup) أن تكون مصرـ ودول أخرى ـ من الدول العشر الأولى ذات أعلى معدلات نمو في ٢٠٣٠، حيث ّ توقع أن ينمو الناتج ّ المحلي المصري بمعدل ٧٫٢ بالمئة في المتوسط خلال الفترة ٢٠١٠ـ ٢٠٣٠. كما ّ توقع ً أيضا أن تقع مصر ضمن الـدول العشر الأعـلى من حيث ّ معدل نمو متوسط دخل الفرد والـذي من المفترض أن يبلغ حـوالى ٥٫٤ بالمئة في المتوسط ً سنويا خلال الفترة ذاتها، وهو ما يضع مصر ضمن قائمة الدول المولدة للنمو العالمي.
3G Countries (Global Growth Generators).
انـظـر ،التفاصيل مـن للمزيد
Willem H. Buiter and Ebrahim Rahbari, «Global Growth Generators: Moving :beyond Emerging Markets and BRICs,» Center for Economic Policy Research, Policy Insight, no. 55 (April 2011), p. 11, .
للقراءة والتحميل اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق