تلوث الهواء بالمدينة السعودية - أ.د. فتحي محمد مصلحي ...

تلوث الهواء بالمدينة السعودية

أ.د. فتحي محمد مصلحي

أستاذ الجغرافيا المساعد بكلية البنات – جامعة عين شمس – القاهرة

مجلة دراسات الخليج والجزيزة العربية - المجلد :12 - العدد : 46 - 1986:

مقدمة:

يعد تلوث البيئة أهم المشاكل التي تعوق الاستمرار في برامج التنمية في جميع جوانب الحياة، كما يعتبر أخطر جوانب التنمية التدميرية للبيئة. والكائنات الحية بأشكالها المختلفة هي الضحية الكبرى للتلوث، سواء البشر والكائنات الحية في البحر والمزروعات، ويمتد التأثير المدمر للتلوث علي المناخ والتربية والحياة .. الخ.

ولقد تزايدت الخسائر البشرية بفعل التلوث في القرن الأخير، فعلي سبيل المثال بلغ عدد ضحايا التلوث الهوائي فقط في بنسلفانيا عشرين متوفى في عام 1948م ، وفي مدينة لندن توفي أربعة آلاف شخص في 1952 بفعل تلوث الهواء، وفي عام 1956 سقط 400 و 900 نفس ضحايا للتلوث الهوائي في مدينتي نيويورك ولندن علي التوالي ( 1 ).

والتفسير اللغوي لتلوث شي ما أي أنه خالطته مواد غربية ضارة، وكلمة ( لوث ) الشي بالشي خلطه به ، ويقال ( تلوث ) ثوبه بالطين: تلطخ به. وتلوث الماء أو الهواء ونحو: خالطته موارد غربية ضارة ( 2 ). وتعرف الدوائر الموسوعية التلوث بأنه (( تغير فيزيقي كيمائي أو حيوي في المحيط الذي يؤثر علي نوعية حياة الإنسان )) ( 3 ).

وأهم أنواع التلوث البيئي ثلاثة، التلوث الهوائي وتلوث المياه وتلوث الغذاء، ولا يمكن التقليل من أهمية أي منها، ولكن تتفاوت أهمية كل منها بتفاوت أهمية متطلبات البشر من موارد البيئة، ففي كل يوم تستقبل رئة كل منا حوالي 15 كيلو جراما من الهواء الجوي، بينما الجسم لا يمتص سوي 2.5 كجم من الماء وأقل من 1.5 كجم من الطعام ( 4 ). وعلي هذا فتلوث الهواء أكثر أنواع التلوث خطورة علي التجمد، يليه تلوث مياه الشرب وأخيرا تلوث الغذاء.

وتنقسم المتلوثات ألي نوعين كبيرين:

1- الملوثات الرئيسية primary pollutant والتي تنبعث من المصادر التي يلي بيانها فيما بعد.

2- والملوثات الثانوية secondary pollutant التي تشتق من الملوثات الرئيسية بفعل الحرارة وأشعة الشمس وتفاعلها مع مواد كيماوية أخري في الغلاف الجوي، فمثلا sulfur dioxide تتفاعل مع الأوزون Oxone. – وهما من الملوثات الرئيسية- ليكونا ثالث أكسيد الكبريتsulfur trioxide وهو من الملوثات التالية والذي يتفاعل مع بخار المياه water vapour ويتحول إلي حمض الكبريت sulfuric acid وهو أيضا من الملوثات الثانوية ( 5 ).

ومصادر الملوثات الرئيسية ثلاثة، مصادر طبيعة ومصادر طبيعة – إنسانية مشتركة، ومصادر إنسانية بحتة: ( 6 )

1- المصادر الطبيعة تتمثل في عمليات البركنة ونشر اللقاح وتكسر البحار .

ب-مصادر طبيعة – إنسانية مشتركة، وتتمثل في تذرية الغبار والحرائق وانتشار فيروسات البكتريا.

5- مصادر من صنع الإنسان ( إنسانية بحتة ) وتشمل عمليات الاحتراق والعمليات الكيماوية والعمليات النووية أو الذرية وعمليات الشي والتسخين والتنقية وأنشطة التعدين والتحجير والزراعة.

ورغم أن الإنسان ليس هو المصدر الوحيد للتلوث البيئي، لكنه يساهم بنسبة متعاظمة من تلوث البيئة باطراد النمو السكاني وتنمية الأنشطة الاقتصادية والاستخدام المزايد والمكثف للموارد البيئية.

              وإذا كان الإنسان أهم مصادر التلوث فأنة أهم ضحايا، والتلوث الذي يصنعه الناس تولد من ثلاث عمليات رئيسية: الاحتكاك attrition والتبخر vaporization والاحتراق الذاتي combustion .

أ- فالمواد الناتجة عن الاحتكاك هي الأشياء الغربية التي تجد طريقها ألي الهواء عن طريق الاحتكاك مثل الكربون الناتج عن إطارات السيارات والاسبستس الناتج عن أربطة الكوابح ( الفرامل ). والأنشطة الصناعية مثل استعمال الرمل المضغوط في إزالة الصدأ والقطع. كذلك تذرية التراب بواسطة الأنشطة الزراعية والتعدين.

ب- أما التبخر فهو عبارة عن تحول السوائل ألي غازات تتسرب ألي الغلاف الجوي بسبب سوء تخزنيها أو التعامل معهما، وعلي سبيل المثال تبخر البنزين غير المحترق تماما وبالتالي تكون الهيدروكربون في الهواء.

ج- ويتخلف عن الاحتراق غازات ملوثة وجزيئات أخري صغيرة، ويوجد عدة أنواع من الاحتراق، أهمها الاحتراق الذاتي المنبعث من محركات السيارات، وبسببه ينتج عنه نصف الملوثات الموجودة في الغلاف الغازي كالولايات المتحدة علي سبيل المثال ( 7 ).

ومن العمليات البشرية السابقة المنتجة لتلوث البيئية يتضح أن الصناعة وحركة المركبات أعظم مصادر التلوث البيئي، وتختلف درجة مساهمة كل منها في حدوث التلوث، تبعا لدرجة التصنيع وحيازة المركبات الآلية وحركتها المرورية. هذا فضلا عن عوامل أخري مثل الجفاف .. تقوم العناصر المناخية علي نشر أو تركيز الملوثات الجوية.

              وللتلوث تكلفته، والذي يقاس غالبا بالخسائر التي تحدث في الواقع، فمثلا قد نشر مركز البحوث البيئية التابع لوكالة المحافظة علي البيئة بواشنطن ( في مايو 1974م ) معلومات عن هذه الخسائر الناتجة عن التلوث الجوي في لولايات لمتحدة الأمريكية لسنة 1970، وتتراوح بين 601 و 1805 مليار دولار، ولكن الرقم التقريبي الصحيح هو 1209 مليار دولار. وقد أعطيت إدارة مراقبة التلوث الجوي الوطنية تقديرا بمبلغ 1305 مليار دولار، وقسمت هذه الخسارات الاقتصادية ألي أربعة أقسام: 1- خسارة الصحة البشرية وتقدر بحوالي 40 مليار دولار. 2- الخسارة المتعلقة بالأملاك السكانية 509 مليار دولار. 3- والخسارات المادية 202 مليار دولار 4- وتقدر الخسارة في الحياة النباتية بمليار دولار.

منهجية وطرائق البحث:

لاشك أن مناهج علم التبيؤ ecology تعتبر فعالة في دراسة تلوث بيئة المدن السعودية. والاستعمال الشائع لمصطلح علم البيئة هو ارتباط أشياء معينة مع البيئة البشرية، ولكن التفسير الصحيح كما جاء في علم الإحياء وهو دراسة علاقة الكائنات الحية بعها ببعض وعلاقتها مع محيطها غير العضوي. وفي دراسة علاقة الكائنات الحية مع بيئتها، وبخالصة الطاقة المتدافعة التي تحافظ علي مثل هذه العلاقة، يمكن أن نميز أنماط  مميزة. وأن النمطالأساسي في علم التبيؤ هو العملية التبادلية ecosystem أو مجتمع من الكائنات الحية مع بيئتها غير من الماء والأرض والهواء ( 9 ).

وقد تم تطبيق أفكار علم التنبؤ في دراسة التفاعلات الحيوية في المجتمع Community Metabolism ، بناء علي تطبيق منهج التناظر الجزئي analoqy ـ أحد المناهج العلمية في الجغرافية.

والتفاعلات الحيوية في المجتمع هي تلك العمليات التي يتم فيها التدفق من خلال عملية تبديلية معينة. وقد عرف ميلفين ماركس Melvin, M. وتوماس دويتلر Thomas R. Detwyler بوضوح المدينة بأنها أساس نظام عقد من علاقات الكائنات الحية بينهم، ومن خلال هذا النظام بتفاعل رجل المدينة مع البيئة الحضرية، وبسبب تعقيدات التفاعلات الإنسانية تبدو تعقيدات تلك الأنظمة ـ نظم علاقة الكائنات الحية بالبيئة الحضرية لا حدود لها ( 10 ).

ولنظام علاقة الكائنات الحية بالبيئة الحضرية ecosystem مجموعة متطلبات بيولوجية مثل الهواء والماء والفضاءات والطاقة ( الغذاء والدافئة ) والمئوي وأراضي الإمدادات المطلوبة، كما يتطلب حاجات ثقافية مثل التنظيمالسياسي والنظام الاقتصادي ( تشمل العمالة ورأسمال والخدمات والقوة ) والتكنولوجيا والتعليم والمعلومات والأنشطة الفكرية والتعليمية ( تشمل الترويح والتسهيلات الثقافية والدينية..) والسلام ( 11 ).

وتتفاعل هذه المتطلبات البيئية الطبيعية والاقتصادية في نظام للتغذية الإسترجاعية feedback system حيث المدخلات الأساسية essential inputs مثل الغذاء والمياه والخدمات عبارة عن وحدات إخراج out puts غير مرغوب فيها في شكل ( مجاري ) ومخالفات أخري، وأن بعض هذه المخالفات الزائدة يمكن أن ترجع إلي النظام من خلال حلقات من التغذية.

الإسترجاعية بواسطة البيئة الطبيعية: وأن حلقات التغذية الاسترجاعية الداخلية والتي دار من خلالها الأعمال بالمدينة مستقرة كثيرا في الطبيعة، أنظر شكل رقم ( 1 ) الذي يوضح هذا النظام من التغذية الاسترجاعية، وهذا الشكل يوضع في الاعتبار جميع الطاقات المطلوبة للحفاظ علي استمرارية النظام المدني.

فالمدينة بتركيز الأنشطة والخدمات بها تجذب السكان، وهؤلاء لا يستطيعون الحياة بدون هواء أو طعام أو ماء، وعندما تنمو المدن وتكبر فإن هذا يؤشر إلي حقائق واضحة تتطلب مقاييس غريبة. فعلي سبيل المثال يوضح كل من ماركوس وديتوايلر أن الفرد الواحد في الولايات المتحدة يتطلب كمية من الشحنات المنقولة سنويا تقارب 90000 طن / ميل، وهذا الحجم القياسي تتطلبه التغيرات الضرورية Metapolism للمدن.

ومن معاينة بيئة المدن الأمريكية الحديثة مثلا تبين افتقارها إلي نظام فعال، حيث أن الكميات الهائلة من الطاقة والمطلوب الاستمرار بقائها ستتحول في القريب العاجل إلي مردود، الأمر الذي يؤدي إلي عدم مقدرة تحمل البيئة، وعليه فإن النقل الحضاري لا يستهلك الأحافير الوقودية فحسب بل يرجعها إلي الغلاف الغازي علي هيئة هواء وحرارة ملوثة.

ويترتب علي ذلك ميل كل مدينة إلي عمل مناخها الدقيق Microclimate (little climate)  والذي يحتمل أن يؤثر بالطقس علي المنطقة كلها، لأن التلوث يعدل ويغير في عوامل المناخ في المنطقة الحضرية بصفة خاصة، لأن التركيز الكبير للسكان وأثاره المادية من شأنها أن تعدل من التوازن القائم بين المناخ والتلوث ( 12 ).

فآي مدينة ولا سيما المدن الكبرى ـ تبدو اكثر حرارة من الحقول والغطاء النباتي المجاور، وهذا يرجع لأن مبانيها والمناطق المرصوفة بها تعكس وتغير قسما كبيرا من الإشعاع الشمسي الداخل إلي حرارة. ويضاف إلي ذلك أن المدينة تحرق كمية كبيرة من الوقود لتحويلها إلي طاقة هذا فضلا عن تحميل السخونة، وكان نتيجة ذلك أن كمية كبيرة من الهواء يتم تدفئتها وتتصاعد إلي أعلي. ولا يلبس أن يقدر هذا الهواء المتصاعد ويتحرك في اتجاه سطح الأرض في أطراف المدينة، وهذا يسبب نمطا محليا من الدورات الرئيسية. هذا الدورات المحلية تقوم بحمل الملوثات Pollutants خلال الغلاف الهوائي المحيط بالمدينة. والاسم الشائع في لهذه الظاهرة هو القبة الغبارية (dust dome) أو الجزيرة المدينة الساخنة urpan heat island ( 13 ). أنظر الشكل رقم ( 2 )

إن عمليات التحول الواسعة للطاقة وآلتي تحدث باستمرار في الغلاف الغازي تتصعد إلي تغيرات مستمرة إلي الحرارة والرطوبة تؤدي في الغالب إلي حركة مستمرة في الطبقات القريبة من الأرض. وأن الرياح بصفة عامة محصلة التسخين والتبريد المتباين خلال الغلاف الغازي. وأن حركة الهواء الرئيسية والأفقية تقوم بتشتيت الملوثات وخلطها ونقلها بعيدا عن المصادر الرئيسية لإطلاقها. وان عمليات التخفيف تلك التي ستنهي هذه التركيزات من الملوثات وتقوم بالخطوات الأولي لإعادة الدورة. وهذا يعتبر من الأمور الأكثر أهمية لرجال الصناعة لأنه بدون ميكانيزامات Mechanizms حالات النقل الطبيعي علي نطاق واسع، فإن الحياة في المدن سرعان ما تموت.

مما سبق يتبين أن منهج التناظر ـ أحد المناهج العلمية في الجغرافية ـ مفيد في دراسة تلوث البيئة، ولذلك لاستعارته قواعد علم التبيؤ ( الأيكولوجيا ) وخاصة دراسة التفاعلات الحيوية في البيئة في دراسة التفاعلات في المناطق الحضرية ( التفاعلات الاجتماعية ).

التلوث الهوائي 

يتألف الغلاف الغازي للأرض في حالته غير الملوثة من 78 % من النتروجين ( N2)، 21 % أوكسجين (O2)، وأقل من 1 % عبارة عن أرجون وغازات أخري غير فعالة، وأكثر من 3 و % 325 جزء في المليون عبارة من ديوكسيد الكربون (C0) والميثان (Ch4).

ولكن يتلوث الهواء عندما توجد مادة غريبة أو عندما يحدث تغيير هام في النسب المكونة للهواء، وهذا قد يؤكد إلي نتائج ضارة ويوجد خمس أنواع هامة من الملوثات الهوائية: تتفاوت في درجة خطورتها علي الإنسان وحجمها في الغلاف الغازي ونسبة مساهمة الإنسان لوجودها في الغلاف الغازي.

أولا: أول أكسيد الكربون: Carbpon monoxides

تقرر كمية هذا النوع من الملوثات المضافة إلي الغلاف الغازي بـ 337 طن متري في السنة، وتساهم المصادر الطبيعية بـ 33 طنا متريا ويساهم الإنسان 403 طن متري في السنة، أي أن تلوث الهواء بهذا الغاز السام مرجعه إلي الإنسان بنسبة 90 %.

وهذا الغاز عبارة عن مزيج من الكربون والأوكسجين، وهو ناتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود في صناعة الصلب وحرق النفايات الصلبة ومعادن تكرير البترول وعوادم السيارات. وهذا الغاز عديم اللون والطعم، وهو خانق.

ثانيا: أكاسيد الكبريت: Suflur oxides

تقدر كمية ما يصل الغلاف الغازي من هذا النوع من الملوثات بحوالي 220 طن متري في السنة، وتتفاوت درجة مساهمة الطبيعة والإنسان في تكوين هذا الملوث ولكن الإنسان يساهم بثلثي حجم هذا الملوث ( 14 ).

وتتكون هذا الأكاسيد نتيجة الاحتراق الصناعي للوقود ذي المصدر العضوي كزيت البترول والفحم والبنزين. وتحدث بعد التفاعلات الكيماوية بين أكسيد الكبريت مع مياه في حالة ارتفاع نسبة الرطوبة، وينتج عنها حمضالكبريتيك.

ثالثا: الهيدروكربونات: Hydrocarbons

وتختلف تقديرات الباحثين في الكمية التي تصل الغلاف الجوي من هذا الملوث كما اختلفت أراءهم في نسبة مساهمة المصادر الطبيعية والمصادر البشرية. فقدر روبنسون Robinson وموزر Moser إن الطبيعة تساهم بما يتراوح بين 70 و 100 طن متري سنويا، بينما قدرت مساهمة المصادر البشرية بحوالي 88 طن في السنة، ترتفع عند ويليامسون Williamson ( 15 ) إلي مائة طن في السنة. والخلاصة أن معامل الأرجوان القومية قدرت نسبة مساهمة المصادر البشرية لهذا النوع من الملوثات بحوالي 14 % من جملة الملوثات الهيدروكربونية في الغلاف الغازي.

ويتم تكوين هذا النوع من الملوثات بمركبات الأوكسجين المتحدة مع الكربون، وتتحد مع أكسيد النتروجين ( أوكسجين + نيتروجين ) الناتجة عن الاحتراق غير الكامل في الأفران ليكون ما يسمي بالضباب الأسود، وللأخير حوادثه ومخاطره علي صحة الإنسان.

رابعا: أكسيد النيتروجين: Nitroqan oxides

تبلغ كمية هذا النوع من الملوثات والتي تصل الغلاف الغازي 831 طن / متري / سنوي، وتساهم المصادر الطبيعية بأغلبية هذه الكمية ( 94 % ـ 768 طن ـ متري ). ولكن تضائل مساهمة المصادر البشرية في تكوين هذا النوع من الملوثات، إذا يتفق كل من ربنسون وموزر والمعامل القومية للأرجوان علي 6 %، ولكن ترتفع في تقرير بارتل وجريج حيث تبلغ 10 % من جملة هذا النوع من الملوثات ( 16 ). وتعتبر صناعة الحديد والصلب من أهم مصادر هذا التلوث البشري لأكسيد النيتروجين.

خامسا: الجسيمات الدقيقة: particulates

الإنسان المصدر الوحيد لهذا النوع الهام والواضح من الملوثات الهوائية، ويبث من مداخن المصانع أكبر الكميات في أثناء عملية الطحن والتجفيف.

ويختلف تقدير الباحثين لحجم كمية هذه الجسيمات الواصلة إلي الغلاف الغازي في السنة، فهي تبلغ 245 طن متري سنويا عند هايدي Hudu وبروك broock بينما يقدرها بيترسون beterson وجنجي junge بـ 408 طن متري سنويا ( 17 ).

البيانات وطرق القياس:

أجريت في الفترة الواقعة بين 16 مارس وأول إبريل 1977 م قياسات حقلية لتلوث الهواء في عدة مناطق مختلفة بالمملكة، أي مراكز التلوث الرئيسية في جدة والرياض والظهران وفي المنطقتين الصناعيتين الرئيسيتين بالمملكة: الجبيل وينبع وما حولها.

واشتملت القياسات التي تم رصدها علي المرصد المستمر لثاني أكسيد الكبريت والأزون وأول أكسيد الفحم ( الكربون ) وكبريتات الهيدروجين وأكسيد الأزون وثاني أكسيد الأزوت والجزيئات العالقة في الجو.

ويلاحظ من توقيع محطات رصد الملوثات الهوائية، أنه وضع في الاعتبار مواقع الصناعة ومناطق السير المزدحم واتجاهات الرياح في توقيع هذه المحطات.

ورغم وجود ست طرق لقياس تلوث الهواء وهي: 1- التحليلات الكيماوية Chemical Analysis  2- طرق قياس الألوان Colorimetric   3- وقياس التحليل الطيفي Spectroscopic  4- التحليل الكروماتوجرافي للغازGas chromatographic  5- أساليب العينات Sampling     6- ثم الطريقة الكولوميترية Coloumetric فإنه لم يتبع كل هذه الطرق أو إحداها في المواقع المختلفة، بل اختلفت طريقة القياس من مدينة إلي أخري وبالتالي تختلف درجة شمولية البيانات ومدي إمكانية المقارنة من موقع الي اخر.

ورغم مثالب هذه البيانات فإنها تعتبر البيانات الوحيدة والموجودة لدراسة تلوث الهواء، وسيضطر الباحث إلي الاستعانة بالجداول والبيانات المتفق عليه بالنسبة لمعادلات تركيز الملوثات في الهواء والمسموح بها من قبل الهيئة العربية للمواصفات أو الهيئة الدولية المعنية للأمر لوصف البيانات ودرجة التلوث.

التلوث الهوائي بمدينة الرياض

في عام 1977، تم تجميع عينات من الملوثات الجسمانية العالقة في هواء العاصمة علي ورق تشريح من سبع مناطق مختلفة بمدينة الرياض: أنظر شكل رقم ( 3 ).

1- مستشفي الرياض المركزي : ويقع بحي الدفاع الواقع جنوب غرب المدينة ورغم انه منطقة سير مزدحم لكثرة المترددين فإن مجاورته للصحراء سيؤثر علي حجم ونوعية الملوثات الغبارية.

2- مستشفي الملك عبد العزيز الجامعي ويقع في أقصي غرب حي الملز علي طريق المطار، وهو أحد طرق السير المزدحمة.

3- مستشفي الملك فيصل التخصصي وتقع في حي المعذر الواقع شمال شرق المدينة ويجاور الصحراء.

4- مطار الرياض القديم ويقع في شمال المدينة ويعكس حركة الطيران.

5- منطقة الرياض الصناعية: وتقع في أقصي شرق المدينة، وتعكس محطة الرصد هذه تأثير كل من الصناعة ومجاورتها للصحراء.

6- حي الوزارات، وتقع وسط المدينة وشمال منطقة أعمال التجارية، وتعكس محطة الرصد هذه تأثير التخطيط والمسطحات الخضراء علي تركيز التلوث.

7- محطة كلية البنات ( القسم العلمي ) وتقع في شارع الستين بحي الزهراء جنوب المطار وفي الطريق إلي المنطقة الشرقية.

والجدير بالذكر أنه تم استخدام جهاز التحليل باستخدام الخاصية الفلورية للأشعة Flourescence analyzes Tube Excite dray ( 18 ).

والجدول رقم ( 1 ملحق ) يوضح تركيز المركزات الهوائية بأنواعها المختلفة في العينات( المناطق السبع )، ونسبة الخطأ التراكمي. وبمقارنته بالجدول رقم (2 ملحق) والذي يوضح الحد المسموح به لتركيز الملوثات الهوائية بالميكروجرام / م3 في بلدان مختلفة، نخلص بمجموعة من الحقائق عن حجم الملوثات وتركيبها وتوزيعها الجغرافي. 

التوزيع الجغرافي لحجم الملوثات:

تبلغ كمية الملوثات الهوائية بجو العاصمة 5101.6 ميكرو غرام في المتر المكعب، سجلت في المناطق السبع، بمتوسط 728.8 ميكرو غرام للمتر المكعب، بصفة عامة. أنظر الجدول ( 1 ) الذي يوضح نسبة تركيز الملوثات في الهواء بمناطق مختلفة بالعاصمة ( 19 ).

وأقصي كمية ملوثات مركز في الهواء سجلت في حي الملز ( في مستشفي الملك عبد العزيز الجامعي ) الواقع شمال منطقة الأعمال والتجارة علي طريق المطار.

وقد سجلت نسبة تركيز تبلغ 938 ميكرو غرام / متر 3. كما ترتفع نسبة الملوثات الهوائية في حي الزهراء ( كلية البنات ) ( ـ819.6 ميكرو غرام / متر3 ) والواقع في شمال شرق المدينة علي المدخل الشمالي الشرقي وترتفع أيضا في حي الدفاع ( في مستشفي الرياض المركزي ) الواقع في الجنوب الغربي المجاور للصحراء إذا تبلغ كمية تركز الملوثات 818.6 ميكرو غرام / متر 3. ويلاحظ أن هذه المحطات الثلاث التي سجلت أكبر كمية من الملوثات التي تقع في مداخل طرق العاصمة أو الطرق الهامة بها كما أن النقطتين الأخيرتين مجاورتين للهوامش الصحراوية في شمال شرق وجنوب غرب العاصمة علي التوالي أي أنه من المحتمل أن يكون تركيز الملوثات الهوائية ناتجة عن حركة السير المزدحمة أو تذرية الغبار الصحراوي من الأحياء المجاورة. أنظر الشكل رقم ( 4 ) الذي يوضح توزيع الملوثات الهوائية وأنواعها بمدينة الرياض.

ويسجل حي الوزارات علي طريق المطار ومطار الرياض في أقصي الشمال كمية ملوثات هوائية مرتفعة نسبيا وهي 768.6 و 692.8 كيلو غرام / متر3 علي التوالي، وتعكس المنطقتين حركة مرورية كبيرة، هذا بالإضافة إلي حركة طيران مكثفة.

أما حي المعذر والمنطقة الصناعية ( في غرب وشرق المدينة علي التوالي ) فقد سجل كل منهما أقل كمية للملوثات الهوائية، والتي بلغت 577.4 و 488 كيلو غرام في المتر المكعب علي التوالي. ورغم مجاورة هذين الحيين للصحراء فإن الانخفاض النسبي لكمية الملوثات المتركزة في الهواء، ربما يرجع إلي اتجاهات الرياح التي تهب علي المدينة، وأغلبها من الشمال. 

التركيب النوعي للملوثات:

ومن تحليل الملوثات الهوائية العالقة بهواء العاصمة تبين أنها تتآلف من  تسعة عناصر هامة، تختلف في حجم هذه الملوثات الهوائية ودرجة خطورتها علي البيئة الإنسانية للمدينة.

فأكثر العناصر من حيث الحجم أو التركيز هي ملوثات الجسيمية والتي تبلغ نسبة تركيزها 651 ميكرو غرام متر مكعب، ويشكل هذا 89.3 % من جملة الملوثات الهوائية، وتشغل العناصر الثمانية الأخري 10 كمية الملوثات الهوائية بالعاصمة. أنظر الجدول ( 2 ) الذي يوضح التوزيع النسبي لعناصر التلوث الهوائي ( 20 ).

ويأتي عنصر الكالسيوم في المقام التالي من حيث حجم مساهمته في تلوث هواء العاصمة وتبلغ نسبة تركز الهواء 52.5 ميكرو غرام / متر 3 تشكل 7.94 % من جملة الملوثات الهوائية بالعاصمة. أنظر شكل رقم ( 5 ).

ويساهم عنصر السليكون والحديد بكميات محدودة في تلوث الهواء بالعاصمة تبلغ 1.74 % و 1.13 % من جملة الملوثات الهوائية علي التوالي. أما عناصر الرصاص والكلور والنحاس فتساهم بنسبة صغيرة جدا بلغت 24 % ـ 16 % ـ 15 % من جملة الملوثات علي التوالي. وتتصاعد عنصر الزنك والنيكل في هواء العاصمة، حيث تساهم بـ 0.027 % ـ 0.004 % من الملوثات الهوائية.

ورغم صغر حجم الملوثات الهوائية الأخري في الغلاف الهوائي للعاصمة فإن خطورة هذه العناصر تتعاظم علي الصحة العامة بتزايد معدل تركيزها عن الحد المسموح به.

الملوثات الجسيمية أو الغبار المعلق:

ويتراوح تركيز الملوثات الجسيمية العالقة بهواء مدينة الرياض ما بين 428 و 860 ميكرو غرام / متر 3 وهذا يفوق كثير الحد المسموح به من قبل الهيئة العربية السعودية بالمواصفات والمقاييس وهو 75 ميكرو غرام في المتر المكعب / سنويا، أو 260 ميكروغرام / متر 3 / يوميا، وأنه أكبر بكثير من الحد المسموح به في كثير من بلدان العالم ففي كندا تبلغ نسبة التركيز 110 ميكرو غرام / متر 3 / سنويا، ويبلغ المعدل في مونتانا 75 ميكرو جرام /م3 / سنويا وفي كاليفورنيا 60 ميكرو غرام / م3 / سنويا.

ويختلف معدل تركيز الغبار العالق في الهواء من منطقة لأخري، فهو يبلغ أقصاه في منطقة مستشفي الملك عبد العزيز الجامعي في حي الملز علي طريق المطار، إذا يبلغ التركيز 860 ميكرو غرام / م3 / سنويا. كما ترتفع أيضا في مستشفي الرياض المركزي حي الدفاع وفي حي الوزارات بالقرب من طريق المطار. ويرتفع نسبيا في مطار الرياض القديم بشمال المدينة ومستشفي الملك فيصل التخصص بشمال شرق المدينة وتسجل المناطق الأخري أدني معدل تركيز للملوثات الغبارية، ورغم تدني معدل التركيز في هذه المحطات لكن تظل أعلي من المعدلات المماثلة في مناطق مختلفة في العالم تفوق الحد المسموح به.

ويلاحظ ارتفاع نسبة تركيز الغبار العالق في الهواء في المناطق المجاورة للصحراء وخاصة المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية لأنها أول المناطق التي تهب عليها الرياح الحاملة للغبار. كما ترتفع أيضا كمية الغبار في مناطق السير المزدحم والحركة المرورية الكثيفة مثل طريق المطار ( 21 ).

الرصاص:

يتراوح تركيز الرصاص فيما بين 4.086 ميكرو غرام م من 3 إلي 0.204 ميكرو غرام / من 3، وهذا المدي في تركيز الرصاص في الهواء يقل عن الحد المسموح به للتركيز والتي حددته الهيئة العربية للمواصفات والمقاييس وهو 5 ميكرو غرام / م3، كما ان معظم هذه المعادلات تعتبر أعلي من معدلات تركيز الرصاص في بلدان أخري.

وتبلغ أعلي نسبة تركيز للرصاص في منطقة حي الدفاع في الجنوب الشرقي من العاصمة إذا تبلغ 4.086 ميكروغرام / م3 تليها المنطقة الصناعية في أقصي الشرق ( 1.9258 ميكروغرام / م3 ) ثم منطقة حي الوزارات فحي الملزم، وتنخفض في بقية المناطق التي أخذت منها عينات. وادني نسبة تركيز للرصاص سجلت في منطقة حي المعذر ( مستشفي الملك فيصل التخصصي ). أنظر جدول رقم ( 2 ).

ويلاحظ ارتفاع نسبة الرصاص في مناطق الصناعات. ( المناطق الصناعية ) والصناعات الحرفية في الأحياء المحيطة بمنطقة الأعمال والتجارة، كما تقترن بمناطق ازدحام حركة الآليات كالطرق الرئيسية. 

الحديد:

وتتراوح نسبة تركيز الحديد في الهواء فيما بين 6.8 ميكرو غرام و 11.6 ميكرو غرام / م3. واكبر معدل تركيز لهذا النوع من الملوثات وجد في منطقة حي الدفاع ( مستشفي الرياض المركزي) ثم حي الوزارات ( 9.47 ) حي الملز ( مستشفي الملك عبد العزيز الجامعي ) ( 8.51 )، وتقع المنطقتان الأخرتان علي طريق المطار شمال منطقة الأعمال والتجارة. وتعدل نسبة تركيز الهواء بالحديد في  المناطق الأخري بمدينة الرياض.

ولم تحدد الهيئة السعودية للمقاييس والمواصفات معدلا معينا مسموح به لتركيز الحديد في الهواء وبالتالي لا يمكن أن نحدد هل تركيز هذا النوع من الملوثات فوق أو تحت الحد المسموح به بالنسبة لهذا العنصر.

الزنك:

ان معدل تركيز الزنك في هواء العاصمة منخفض عموما، فهو يتراوح بين 0.624 ميكرو غرام / م3 كحد أقصي في المنطقة الصناعية و 0.035 ميكرو غرام كحد أدني في منطقة حي المعذر ( مستشفي الملك فيصل التخصص ).

والجدير بالذكر أن الحد المسموح به لتركيز عنصر الزنك في الهواء هو عشرة ميكروغرام / م3 من قبل الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس، وأن عنصر الزنك في المناطق المختلفة دون هذا المعدل المسموح به.

النيكل:

ويلاحظ أيضا أن تركيز عنصر النيكل في هواء العاصمة منخفض جدا ولكن لا يمكن وصفه بأنه أعلي أو أقل من المعدل المسموح به، لأن هذا الأخير غير معروف. واعلي تركيز لعنصر النيكل في هواء العاصمة يبلغ0.037 ميكروغرام / م3 في المنطقة الصناعية، تليها منطقة حي الدفاع ( مستشفي الرياض التخصص ) في الجنوب الشرقي للعاصمة ولكن يبلغ أدني معدل تركيز هذا الملوث في منطقة حي المعذر (مستشفي الملك فيصل) في شمال شرق العاصمة ( 0.208   ميكروغرام / م3 ).

النحاس:

حددت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس المعدل المسموح به لتركيز النحاس في الهواء عشرة ميكرو غرامات في المتر المكعب، ولم يصل تركيز النحاس في هواء العاصمة حدة الأقصى ألي ثلث هذا المعدل ( 2.96ميكرو غرام /م3 ) في حي الوزارات. ويرتفع المعدل نسبيا في حي المنطقة الصناعية ومطار الرياض، ويبلغ أدنا في حي الزهراء شمال العاصمة جنوب مطار الرياض.

الكالسيوم:

ويعتبر أحد الملوثات الهوائية الأساسية بالعاصمة، ويبلغ أكبر معدل تركيز للكالسيوم بمنطقة المطار القديم إذ بلغت 77.84 ميكروغرام / م3، يليها منطقة حي الزهراء ( 68 ميكروغرام / م3 ) وتقع كلتا المنطقتين في شمال المدينة ثم منطقة حي  الدفاع في الجنوب الشرقي لحي الملز.. وتبلغ ادني نسبة تركيز للكالسيوم في حي المعزر في شرق المدينة.

الكلور:

يتراوح معدل تركيز الكلور في هواء العاصمة بين 2.30 ميكرغرام / م3، في حيث الزهراء 0.28 ميكروغرام / م3 في حي الملز علي طريق المطار كحد أدني، وعلي كل حال فإن معدل تركيز الكلور في هواء العاصمة يعتبر منخفضا جدا إذا قورن بالحد المسموح به في دول أخري مثل روسيا ( 30 ميكروغرام / م3 / يوم ).

السليكون:

أكبر معدل تركيز للسليكون في هواء مدينة الرياض سجل في منطقة حي الدفاع في جنوب شرق المدينة ( 16.58 ميكروغرام / م3 ) ثم منطقة حي الزهراء ( 15.43 ميكروغرام / م3 ) في شمال شرق المدينة، ثم حي المعذر ( 15.26 ميكروغرام / م3 ) في شمال شرق المدينة ويلاحظ هنا نسبة السليكون في هواء العاصمة بالمناطق الهامشية المجاورة للصحراء.

تلوث الهواء بمدينة الجبيل الصناعية

تم إنشاء ثماني محطات بأنحاء مختلفة بمدينة الجبيل لرصد بيانات الرصد ونوعية الهواء، وفي خلال الفترة من يناير حتي يوليو من عام 1979 تم تجميع بيانات عن مكونات الهواء في المحطات الثماني في المدينة، وتقع هذه المحطات علي النحو التالي: ( 22 ).

1- المحطة الأولي: تقع بالمسطحات الخضراء غرب المنطقة الصناعية.

2- المحطة الثانية: وتقع في محطة تحلية المياه في مدخل مدينة الجبيل الصناعي. اي تقع في أقصي شرق المنطقة الصناعية.

3- المحطة الثالثة: تقع غرب بلدة الجبيل من نقطة تقع في مدخل مدينة الجبيل التجاري.

4- المحطة الرابعة: تقع علي ساحل الخليج جنوب شرق بلدة الجبيل بمسافة ثلاثة كيلو مترات انظر شكل رقم ( 6 ).

5- المحطة الخامسة: تقع جنوب المحطة السابقة البعيدة عن الساحل والمداخل الجنوبية الشرقية بمسافة تزيد عن سبعة كيلو مترات.

6- المحطة السادسة: وتقع علي الطريق السريع رقم 8 الذي يدخل المدينة من الجنوب، وتقع هذه المحطة علي مسافة سبعة كيلو مترات جنوب المنطقة الصناعية.

7- المحطة السابعة: وتقع في أقصي غرب المدينة ( حي السروج )، علي مسافة كيلو متر واحد من المدينة عند التقاء الطريق السريع الدائري رقم ( 7 ) والطريق السريع المدخلي رقم ( 2 ).

-8  المحطة الثامنة: تقع شمال غرب المدينة فيما بين حي حلمودة وحي الرقة. 

   ويلاحظ أن المحطة الأولي والثانية يمكن أن تعكس تأثير الصناعة علي تلوث ويمكن ان تعكس المحطة الثانية والثالثة والسابعة حركة النقل وآثرها علي التلوث لوقوع المحطتين الثانية والثالثة في مدخل مينائي الجبيل الصناعي والتجاري وتقع محطة رقم ( 7 ) شمال شرق مطار الجبيل. أنظر الخريطة رقم ( 6 ) والتي توضح موقع المحطات الثماني بمنطقة الجبيل.

وتعكس محطة رقم ( 8 ) تأثير المنطقة السكنية والمسطحات الخضراء وتأثير البحر في التلوث، وتوضح بيانات المحطة رقم ( 6 ) بالإضافة إلي محطة رقم ( 7 ) تأثير الصحراء وحركة المرور علي الطريق البرية.

وقد تم رصد تسجيلات مستمرة لعناصر التلوث الهامة في المحطات الثماني خلال شهور السنة، وأهم هذه العناصر الملوثة الهيدرو كربونات الكلية وأول أكسيد الكربون والأوزون والرقائق العالقة للاستنشاق. 

الرقائق القابلة للاستنشاق:

والجدول رقم ( 3 ملحق ) يوضح المعادلات الشهرية لتركيزات الرقائق العالقة القابلة للاستنشاق مقدرة ميكروغرام في المتر المكعب ( 23)، ونخلص منه ومن شكل رقم ( 7 ) إلي الحقائق التالية:

- يبلغ المتوسط العالم لمعدل الرقائق العالقة القابلة للاستنشاق 344.4 ميكروغرام في المتر المكعب، ويختلف هذا المعدل ارتفاعا وهبوطا في الشهور المختلفة، ففي يوليو يصل تركيز الرقائق العالقة ثلاثة أمثال المتوسط العام ( 1085.2 ميكروغرام / م3 ) ثم شهر مارس الذي يبلغ معدل التركيز إلي 667 ميكروغرام / م3 مكعب أي ضعفي المتوسط العام، وكذلك شهر يونيو ( 630 ميكروغرام / م3 ).

ويرتفع معدل التركيز قليلا فوق المتوسط العام في شهر فبراير ( 491 ) وشهر أغسطس ( 442 ) وإبريل ( 377 ) ميكروغرام /م3.

وينخفض معدل تركيز الهواء بهذا الملوث عن المتوسط العام في شهر مايو وسبتمبر ويناير وديسمبر ونوفمبر وأكتوبر علي التوالي، ويتراوح المعدل في هذه الشهور الستة بين 180 و 120 ميكروغرام في المتر المكعب.

ويلاحظ وجود قمتين لتركيز هذا النوع من الملوثات، قمة كبري في شهور يونيو ويوليو وأغسطس، وقمة أصغر في الربيع في فبراير ومارس وإبريل، ويختلف معدل التركيز في القمتين فيصل في الأولي 10850 ميكروغرام /م2، وفي القمة الثانية يصل إلي 667 ميكروغرام / م3. وفي وقت حدوث القمتين يصل جفاف التربة أقصاه في المناطق الصحراوية المجاورة، كما ان سرعة الرياح تشدد في شهور فصل الربيع والصيف.

- ترتفع كمية الرقائق العالقة في محطة رقم ( 4 ) الواقعة جنوب بلدة الجبيل، ومحطة رقم ( 3 ) ببلدة الجبيل، ومحطة رقم ( 6 ) الواقعة في مدخل المدينة جنوب المنطقة الصناعية، ويبلغ معدل تركيز العنابر المعلقة في هذه المناطق الثلاث 475 ـ 411 ـ 375 ميكروغرام / م3 علي التوالي.

ويرجع ارتفاع معدل تركيز الغبار المعلق في الهواء في المناطق الثلاث السابقة إلي وقوعها جميعا خارج المدينة وفي مداخلها الرئيسية الشرقية ( الساحلية ) والجنوبية، وساعد علي هذا التركيز حركة النقل في مدينة الجبيل التجارية ( محطة رقم " 3 " ). وسجلت المحطة رقم ( 5 ) الواقعة خارج المدينة في جنوبها الشرقي معدل يقارب المتوسط العام وهو 342 ميكروغرام / م3. وكذلك المحطة رقم ( 2 ) الواقعة في مدخل مدينة الجبيل الصناعي، ويرجع الارتفاع النسبي لمعدل التركيز إلي وقوع الأولي خارج المدينة وحركة النقل في الثانية.

ويلاحظ انخفاض معدل تركيز الهواء في المحطتين رقم ( 7 ) ورقم ( 8 ) بصفة خاصة، لوقوعهما في الأحياء السكنية للمدينة، كما يلاحظ أيضا الانخفاض الكبير لمعدل تركيز الغبار العالق في المحطة الأخيرة عن المحطة الأولي لوقوعها في منطقة خضراء وقربها من الساحل داخل المدينة، بينما المحطة الثانية تقع في مدخل المدينة السكنية من الجنوب الغربي، أي أنها متطرفة ومدخلية وبها حركة نقلية برية.

أول أكسيد الكربون

هذا النوع من الملوثات ناتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود في الصناعة وعواد السيارات، ومما يجدر ذكره أن 90 % من كمية التلوث بواسطة هذا النوع ترجع إلي الإنسان وتأثيره، وتبلغ نسبة تركيز أول أكسيد الكربون في الهواء في مدينة الجبيل 50 وجزء في المليون / سنة، وهذا يعتبر منخفضا إذا قورن بمناطق أخري في العالم، إذا بلغت 1.7 جزء في المليون علي الساحل المصري و2.4 جزء في المليون علي منطقة بودينو.

ولكن يختلف معدل تركيز أول أكسيد الكربون في الهواء من منطقة إلي أخري لمدينة الجيل، فهو يبلغ أقصاه في المحطة رقم ( 6 ) بسبب الصناعة الحركة المرورية، لوقوعها في المدخل الجنوبي للمنطقة الصناعية بالجبيل، إذا تبلغ نسبة التركيز بها 76 وجزء في المليون ( رغم أن هذه القيمة لا تعطي إلا أقل من 50 % من المعلومات). كما ترتفع نسبة تركيز أول أكسيد الكربون في محطة رقم ( 7 ) الواقعة في المدخل الغربي للمدينة السكنية ( 52 وجزء في المليون ) وربما يرجع إلي ارتفاع نسبة الحركة المرورية. أنظر شكل رقم ( 8 ) الذي يوضح تركيز هذا العنصر في مناطق الجبيل.

كما ترتفع نسبة أول أكسيد الكربون في الهواء في محطة رقم ( 8 ) الواقعة بشمال غرب المدينة السكنية، وربما يرجع هذا إلي انتشار المسطحات الخضراء التي ترتفع بها نسبة أول أكسيد الكربون في الهواء بفعل العملية البيولوجية، كما ترتفع أيضا في محطة رقم ( 5 ) الواقعة في جنوب الجنوب الشرقي ( 65 وجزء في المليون ) والتي ربما ترجع إلي حركة النقل. انظر جدول رقم ( 4 ملحق ).

ويلاحظ ارتفاع نسبة تركيز أول أكسيد الكربون في هواء مدينة الجبيل في شهور الصيف، وتنخفض نسبة التركيز في الشهور الأخيرة من الشتاء وشهور الربيع والخريف. فتبلغ أقصي نسبة تركيز لأول أكسيد الكربون في شهر يوليو ( 71 وجزء في المليون ) ثم أغسطس ( 70و ) ثم سبتمبر ( 69و ) فنوفمبر وديسمبر ( 66و ـ 64و لكل منهما )، وأخيرا مايو ( 53و )، وتنخفض نسبة تركيز أول أكسيد الكربون في بقية شهور السنة ما دون المعدل. أنظر شكل رقم ( 12 ) الذي يوضح نسبة تركيز عنصر أول أكسيد الكربون في شهور السنة بمدينة الجبيل. والذي يؤشر إلي ارتفاع معدل تركيز في هذا النوع من الملوثات ارتفاعا كبيرا في العام التالي:

وترجع خطورة هذا النوع من الملوثات لكونه ساما وأخف من الهواء وأنه يسير لمسافات كبيرة ويغطي رقعة واسعة. وأن جزءا واحد منه في 100.000 جزء من الهواء يسبب المرض، واذا وجد لكل 750 جزء قد يؤدي ألي الوفاة خلال نصف ساعة ( 24 ).

الهيدروكربونات الكلية:

هذا النوع من الملوثات ناتج عن الاحتراق غير الكامل، وتقدر نسبة مساهمة الإنسان في ظهور هذا النوع من التلوث بحوالي 14% من تركيزه الكلي. وتشير الدراسات الأولية، ألي أن نسبة تركيزه ستزداد في هواء الجبيل نتيجة تبخر المذيبات الصناعية ( 25 ).

وقد بلغ المعدل لهذا النوع من الملوثات 1016 جزء في المليون، ولكن تسجل معدلات أعلي في أواخر شهور الصيف وفي الخريف وبداية الشتاء، حيث سجل أقصي معدل للهيدرو كربونات في شهر أكتوبر ( 1.07 جزء في المليون ) وشهر أغسطس ( 1.95 ) وشهر ديسمبر ( 1.91 ). ويرتفع المعدل نسبيا في شهر نوفمبر حيث بلغ ( 1.66 جزء في المليون ) ويونيو ( 1.39 ). أنظر شكل رقم ( 13 ) الذي يعكس ارتفاع معدل الهيدرو كربونات في العام الثاني عشر إذ تراوح بين جزئي وتسعة أجزاء في المليون.

وتنخفض نسبة تركيز الهيدرو كربونات في النصف الأول من السنة ( أواخر الشتاء وشهور الربيع وأوائل الصيف ). انظر الجدول رقم ( 5 ملحق ) الذي يوضح التغيرات الشهرية لتركيز الهيدرو كربونات.

ويختلف معدل التلوث بالهيدروكربونات من منطقة إلي أخري بمدينة الجبيل، فقد سجل أعلي معدل تركيز للهيدروكربونات في محطة ( 7 ) الواقعة في المدخل الغربي للمدينة السكينة، حيث بلغ المعدل 3.10 جزء في المليون ثم المحطتين رقم ( 3 ) و ( 2 ) اللتان سجلنا معدلا قدره 2.30 ـ 2.27 جزء في المليون علي التوالي وربما يرجع ارتفاع المعدل في المحطات الثلاث السابقة إلي ارتفاع الحركة المرورية بها، فالأولي ذات موقع مدخلي والثانية والثالثة تقع في مدخل ميناءي الجبيل التجاري والصناعي علي التوالي، ويضاف إلي ذلك أن المحطة رقم ( 2 ) تقع في أقصي الطرف الشمالي الغربي بالمنطقة الصناعية.

وينخفض المعدل في المناطق المختلفة من مدينة الجبيل، إذ يقل عن المتوسط العام، ويصل إلي أدناه في المحطتين رقم ( 1 ) ورقم ( 8 ) ( 79و ـ 86و جزء في المليون علي التوالي)، اللتين تقعان في المسطحات الخضراء بالمنطقة الصناعية والمنطقة السكنية علي التوالي. انظر شكل رقم 0 9 ) الذي يوضح نسبة تركيز التلوث في مناطق مدينة الجبيل.

الأوزون:          

يبلغ متوسط المعدل السنوي للأوزون في هواء مدينة الجبيل 38.9 جزء في المليون، ولكن تختلف باختلاف الشهور، ويلاحظ وجود قمتين لنسبة تركيز الأوزون، قمة كبري في الصيف وقمة أصغر منها في شهور فصل الربيع.فبلغ أعلي معدل في شهر يونيو وهو 53 جزء في المليون ( مركز القمة الأولي )، وشهر إبريل ( مركز القمة الثانية ) سجل فيها 51.6 جزء في المليون. وتنخفض نسبة تركيز الأوزون في بقية شهور السنة، وتصل أدني نسبة تركيز في شهر يناير ( 29.7 جزء في المليون ). أنظر شكل رقم ( 14 ) الذي يوضح التغيرات الفصلية لنسبة تركيز عنصر الأوزون لمدينة الجبيل في بداية القرن الرابع عشر الهجري. 

وتتفاوت نسبة تركيز الأوزون في مناطق الجبيل المختلفة، فتصل أقصاها في المحطة رقم  ( 2 ) الواقعة شمال شرق المنطقة الصناعية والواقعة في مدخل الميناء الصناعي، إذا بلغ المعدل 46.1 جزء في المليون، كما ترتفع أيضا في المحطة رقم ( 7 ) الواقعة في المدخل الغربي للمدينة لتأثير حركة النقل عليه، وسجلت هذه المحطة معدلا وقدره 43.4 جزء في المليون، وكذلك المحطة رقم ( 4 ) الواقعة علي المدخل الساحلي الشرقي للمدينة. بينما نجد المحطة ( 8 ) الواقعة بأخر الأحياء السكنية والمحطة ( 5 ) الواقعة خارج المدينة تسجلان معدلا قريبا من المعدل العام. أنظر جدول رقم ( 7 ملحق ).

وينخفض المعدل في بقية المحطات والمناطق، إذ يصل أدني معدل في المحطة رقم ( 3 ) ببلدة الجبيل ( 26.6 جزء في المليون ). أنظر شكل رقم ( 10 ) الذي يوضح نسبة تركيز الأوزون في مناطق مدينة الجبيل.

ثاني أكسيد الكبريت ( 25 ):

أغلب تركزات أكاسيد الكبريت في الهواء تكون في الهواء تكون بفعل الإنسان بمقدار يبلغ ثاني كمية هذا النوع من الملوثات، وأهم مصادر هذا النوع من الملوثات هو حرق البترول والفحم، وبذلك ستظهر هذه الملوثات في المناطق الصناعية التي تستعمل وقودا عضويا.

وقد سجل بمدينة الجبيل معدل متوسط قدره 8.2 جزء في المليون، ويلاحظ أنه في شهور الصيف ونهاية الربيع يسجل معدل أعلي من هذا المتوسط العام لتركيز ثاني أكسيد الكبريت، ففي شهر إبريل يصل معدل التركيز إلي ضعفي المعدل العام 14.41 جزء في المليون يليه شهر يونيو ( 12.4 ) ثم شهر مارس ( 11.6 ) ومايو ( 11.2 ) وأخيرا يوليو ( 9.6 )، أنظر جدول رقم ( 7 ملحق ) وشكل ( 15 ) اللذين يوضحان التغيرات الفصلية لنسبة تركيز التلوث.

ولكن تنخفض نسبة تركيز ثاني أكسيد الكبريت في الهواء عن المعدل العام في بقية شهور السنة في الشتاء والخريف وأوائل الربيع، وتصل أدني نسبة تركيز في شهر أغسطس ( 2.6 جزء في المليون ).

والتباين واضح بالنسبة لتركيز أول أكسيد الكبريت في المناطق المختلفة لمدينة الجبيل، فتصل أكبر نسبة تركيز في منطقة محطة ( 5 ) الواقعة بجنوب غرب المنطقة الصناعية في المدخل الشرقي للمدينة حيث سجلت معدلات قدره 14 جزء في المليون، كذلك يرتفع المعدل في المدخل العربي للمدينة السكنية ( محطة 7 ) حيث تم تسجيل معدل قدره 9.65 جزء في المليون والمحطة رقم ( 6 ) الواقعة بالمدخل الجنوبي للمدينة والمنطقة الصناعية ( 9.8 جزء في المليون ). وقد سجلت المحطة ( 8 )  الواقعة في شمال غرب المدينة السكنية معدلا مرتفعا نسبيا وهو 8.8 جزء في المليون. وتنخفض نسبة تركيز أول أكسيد الكبريت في بقية المناطق والمحطات حيث تصل إلي أدناها في شرق المنطقة الصناعية ومدخل الميناء الصناعي. أنظر شكل رقم ( 11 ) الذي يوضح نسبة تركيز نسبة الأوزون بمناطق مدينة الجبيل.

تلوث الهواء بمدينة جدة

في نهاية السبعينيات تم البدء في تسجيل الأتربة المتساقطة فوق مدينة جدة من خلال محطات صنعت محليا وتم تركيبها في واحد وعشرين موقعا، وتتجه النية نحو الاستمرار في رصد المواد الملوثة لمدة عامين حتي يمكن استخلاص وتقييم نوعية وكميات التلوث وعلاقاتها بالعوامل المؤثرة فيها ( 26 ). وكان من نتائج رصد التلوث الهوائي بالأتربة الجدول رقم ( 8 ملحق ) الذي يوضح كميات الغبار المتساقطة علي واحد وعشرين موقعا بمدينة جدة، وتتوزع هذه المحطة بأنحاء جدة علي النحو التالي:

أولا: محطات في المناطق الصناعية أو تجاوزها، وتضم خمس محطات، محطة مصنع الأسمنت في أقصي الشمال، ومحطة بترومين في أقصي الجنوب الجنوب الغربي، ومحطة الهنداوية التي تجاوز الصناعات الواقعة شرق الميناء وجنوب وسط المدينة، ومحطة المنطقة الصناعية في أقصي الجنوب، ومحطة مشرفة جنوبية المجاورة لبعض الصناعات.

              ثانيا: محطات تقع في مناطق الزحام والحركة المرورية الكثيفة وتضم ثماني محطات، وتشمل محطة السوق البلد اللتين تعكسان الحركة المرورية الكبيرة بمنطقة الأعمال وما حولها، ومحطة الكندرة المجاورة للمطار القديم، ومحطة مدائن الهند الواقعة علي الطريق الشرياني المؤدي إلي الطائف ومحطة الشرفية ومشرفية شمالية الواقعتين في نقط تقاطع للطرق الشربابية العرضية والطولية بالقسم الشمال للمدينة. كما تضمنت هذه الفئة محطتين بالجامعة وحي الجامعة، وهما مزدحمتان بحركة الطلاب والسيارات.

              ثالثا: محطات أخري متفرقة بأحياء المدينة المتفاوتة الكثافة، ففي القسم الشمالي من المدينة توجد محطة بني مالك والأندلس بالقسم الشمالي الأوسط، ومحطة الخالدية شمالية في أقصي الشمال، ومحطة الوزيرية وغليل بالقسم الجنوبي من المدينة، هذا فضلا عن محطة البغدادية شمال الأعمال والتجارة.

              كما اختيرت بعض المحطات لقياس تلوث الهواء بنواتج اختراق الوقود، وهي محطة مصنع الأسمنت في أقصي الشمال ومحطة السوق في الأوسط ومحطة الجامعة في أقصي الشرق ومحطة المنطقة الصناعية. كان من نتائج هذا القياس الجدول رقم ( 9 ملحق ) الذي يوضح مكونات الهواء من الملوثات الهوائية الذائبة الكلية والمواد غير الذائبة.

ونخلص من الجدول رقم 16 الذي يوضح معدلات ترتيب المواد الغبارية والعالقة في الهواء فوق إحدى وعشرين منطقة مختلفة من مدينة جدة في شهور أبريل ـ مايو ـ يونيو ـ يوليو عام 1981، إلي الحقائق التالية:

أولا: تأتي منطقة مصنع الأسمنت الواقعة في أقصي شمال مدينة جدة في مقدمة مناطق مدينة جدة من حيث معدلات ترسيب المواد الغبارية العالقة، إذ وصلت إلي 501 طن / ميل2 / شهر، تنخفضي إلي 81 طنا في الشهر التالي و 108.9 في يونيو و72 طن / ميل2 / شهر في يوليو.

ثانيا: تأتي منطقة حي الجامعة الواقعة شرق المطار القديم في المقام التالي إذ بلغ معدل ترسيب المواد الغبارية بها 225 طن / ميل2 / شهر، تنخفضي في الشهور الثلاثة التالية إلي 148 ـ 156 ـ 129 طن / ميل2 شهر علي التوالي.

ثالثا: تعد منطقة السوق المركزية من مناطق ترسيب المواد الغبارية الرئيسية، والتي 71   طن / ميل2 / شهر في أبريل تنخفض في الشهور الثلاثة التالية حتي تصل إلي 31 طن في يوليو.

كما يرتفع المعدل في المنطقة الصناعية الواقعة في الطرف الجنوبي للمدينة، والذي تراوح فيها معدل ترسيب المواد الغبارية فيما بين 51 و 34 طن / ميل2 / شهر.

كما يرتفع المعدل في المناطق الصناعية الأخري مثل البلد والهنداوية الواقعتين في شمال المنطقة الصناعية الكبرى في جنوب غرب المدينة شرق الميناء إذ بلغ أقصي معدل ترسيب المواد الغبارية في كلتيهما 51 ـ 35 طن /ميل2 / شهر علي التوالي. كما يرتفع المعدل أيضا في منطقة مشرفة الجنوبية الصناعية ( 62 ) الواقعة جنوب المطار القديم مباشرة.

رابعا: لا يقتصر تأثير الصناعة الضار بالمناطق العمرانية المتداخلة معها، بل ينتقل إلي المناطق المجاورة في اتجاه هبوب الرياح، وأبرز الأمثلة لذلك ارتفاع معدل ترسيب المواد الغبارية في منطقة طريق المدينة الواقعة جنوب منطقة مصنع الأسمنت مباشرة، إذ يبلغ المعدل 32 طن / ميل2، تنشرها الرياح الشمالية البطيئة.

خامسا: أثبتت التحاليل أن كمية الرصاص المتجمعة والأتربة في شوارع المدينة تزيد أحيانا علي 1000 جزء في المليون، بينما تبلغ التقديرات الخلفية بالمناطق الصحراوية الخلاء البعيدة عن عمران مدينة جدة لا يتجاوز جزءا في المليون، وتصل أكاسيد الأزوت والأمونيا وأوزون إلي 15 ضعف تركيزاتها في منطقة البد الصناعية عنها في داخل الجامعة، وهذا يرجع إلي سكون الهواء والسرعة البطيئة للرياح في شهور كثيرة من السنة مما يؤدي إلي تجمع المخلفات والملوثات فوق المناطق الصناعية.

وبتحليل مكونات الغبار المتساقط علي المناطق الصناعية والعمرانية المتأثرة بها يتبين اشتمالها علي عناصر ضارة جدا بالإنسان والمزروعات والكائنات الحية مثل الكلوريدات والكبريتات والكالسيوم والمواد الغذائية الكلية وغير الكلية. وتعد المواد غير الذائبة الكلية أكبر مكونات الغبار في مدينة جدة، إذ يتراوح بين 0.72 90 % من جملة المكونات تشمل علي الكلوريدات والكبريتات والكالسيوم، ولكن ارتفاعا كبير فوق مصنع الأسمنت ( 90.5 % ) وفوق الجامعة شرق المدينة       ( 88.7 % )، وتصل أدناها في المنطقة الصناعية في أقصي الجنوب ( 71.9 % ). أنظر الجدول رقم ( 9 ملحق ) والشكل رقم ( 16 ).

  وتأتي المواد الذائبة في المقام التالي، إذ تتراوح بين 9.5 % فوق مصنع الأسمنت 28.1 % فوق المنطقة الصناعية، وتعتدل فوق الجامعة ( 11.34 % ) وفوق مصنع الأسمنت ( 9.5 % ).

              أما الكلوريدات فتتراوح نسبتها بين 5.4 ميكروغرام / م3 من جملة مكونات الغبار المتساقط فوق مصنع الأسمنت و 4.3 فوق المنطقة الصناعية و 3.6 فوق السوق المركزي.

              بينما تتراوح نسبة الكالسيوم بين 5.1 ميكروغرام / م3 فوق المنطقة الصناعية و 2.1 فوق السوق و 1.9 فوق الجامعة و 1.8 % فوق منطقة الأسمنت بينما تتراوح نسبة الكبريتات بين 1.9 فوق المنطقة الصناعية و 1.2فوق مصنع الأسمنت وأقل من 1 فوق السوق المركزي والجامعة.

التنمية الصناعية والتلوث الهوائي

              تحاول المملكة العربية السعودية إنشاء قاعدة صناعية متينة لبنيانها الاقتصادي، عوضا عن البترول والغاز واستخراجهما، وقد قطعت شوطا كبيرا نحو هذا الهدف. فكان الناتج الصناعي في عام 1389 / 1390 هـ يشكل2.5 % من جملة الناتج المحلي الإجمالي، 9.6 % بإضافة صناعة تكرير البترول في نفس السنة، أًبح الناتج الصناعي ( يتضمن صناعة التكرير ) في عام 1401 ـ 1402 هـ يشكل 6.73 % من جملة الناتج القومي ( 27 ).

              وقد تطور عدد المصانع العاملة في 1390 هـ من 270 مصنع إلي 1391 مصنع في 1402 هـ بمعدل نحو يبلغ 541.5 % في الفترة ( 1390 / 1402 )، بينما بلغت نسبة نمو العمالة الصناعية في نفس الفترة 840.7 % فإذا كانت المصانع تضاعف عددها بمقدار خمسة أمثال ونصف تقريبا فإن العمالة الصناعية تضاعفت بثمانية أمثال وربع مثل عددها في بداية خطة التنمية الأولي ( 28 ).

وقد استحوذت المناطق الحضرية بالمملكة ولا سيما المدن الكبرى علي أغلب المشروعات الصناعية وقد أقامت الدولة مناطق مخططة في المدن الكبرى مثل الرياض ومكة والدمام في المرحلة الأولي، ثم مدن مكة والقصيم والهفوف، هذا فضلا عن توسعة المناطق الصناعية السابقة في المرحلة الثانية، وفي المرحلة المعاصرة تقوم المملكة بإنشاء المدن الصناعية المتخصصة والعملاقة مثل الجبيل وينبع علي ساحلي الخليج والبحر الأحمر علي التوالي.وقد بلغت جملة مساحة المناطق الصناعية في الخطة الخمسة الأولي 2.8 كم2 زادت بمقدار عشرين مثلا في المرحلة الثانية ( 95 / 1400 هـ ) أما المرحلة الحالية ( 1404 هـ / 1410 هـ ) فتعد مرحلة طفرية، فيتم فيها إنشاء 1050كيلو متر مربع تشكل 94.8 % من جملة مساحة المناطق الصناعية.

وإذا كان هذا الاتجاه التنموي في توطن الصناعية له إيجابياته تلبية لحسابات السوق والخام والعمالة، فإن له سلبياته إذا غاب عنه التخطيط المتكامل الذي يجعل في حساباته المسائل الإنسانية والتكلفات الاجتماعية محل اعتبار. وستقوم دراستنا لتأثير الصناعة علي التلوث الهوائي علي جانبين، أولهما يفحص توجيه المناطق الصناعية بالنسبة للتجمعات الصناعة من ناحية، وثانيهما كيفية انتشار الملوثات الصناعية الهوائية.

أولا: توجيه المناطق الصناعية:

وبفحص المناطق الصناعية بالمملكة، وفيما يتعلق بتوقيع وتوجيه هذه المناطق الصناعية بالنسبة للمناطق الحضرية الواقعة والمرتبطة بها، يتبين عدة حقائق هامة، أهمها يتمثل في أن أغلب المناطق الصناعية تقع في أطراف المناطق الحضرية ومناطقها الهامشية، ولكن يختلف في درجة اتصالها بالكتلة العمرانية، أنظر شكل رقم ( 17 ) الذي يوضح توجيه المناطق الصناعية المدينة السعودية: ( 29 )

أ  ـ مناطق صناعية منفصلة عن الكتلة العمرانية الرئيسية مثل المنطقة الصناعية بالرياض والمنطقة الصناعية بالجبيل وينبع والمدينة المنورة ومكة المكرمة والهفوف وبريده وأبها.

ب ـ مناطق صناعية واقعة في الأطراف الخارجية للمدينة ولكنها متصلة بامتداد الكتلة العمرانية الداخلية مثل المناطق الصناعية بإلمام وضباء والخبر والظهران.

ج ـ مناطق صناعية تداخل بالامتدادات العمرانية السكنية للمدينة مثل المناطق الصناعية بجدة.

ويفضل في توقيع المناطق الصناعية بالمناطق الهامشية للمناطق الحضرية أن تكون منفصلة عن الكتلة العمرانية بالمدينة لإبعاد الملوثات البيئية  ( الدخان والأتربة والضجيج )، هذا فضلا عن الاختناقات المرورية عن المناطق السكنية بالمدينة، وربما يكون ذلك محل عناية واهتمام لدي الهيئات المعنية بتخطيط المناطق الصناعية بالمملكة والمدن.

ولكن يغيب عن أذهان تلك الهيئات المعنية مجموعة اعتبارات هامة، تتعلق كلها بالمعرفة المفصلة بإمكانيات النمو العمراني الأفقي للأحياء الهامشية وضواحي تلك المدن، والتي تقع فيها إحدى المناطق الصناعية، حتي لا يقطع معدلات النمو العمراني في المنطقة الفاصلة بين المنطقة الصناعية والمناطق السكنية، وتحتوي المنطقة الصناعية في داخلها، خاصة في غياب أي خطة أو تخطيط، أو حتي في غياب القوانين الملزمة بتنفيذ المخططات ـ إذا وجدت ـ أو في حالة تعارض سلطات الهيئات المعنية بالمناطق الصناعية والمدينة والإقليم .. الخ.

أنه في تخطيط توقيع المناطق الصناعية يجب أن تكون بعيدة عن المناطق السكنية بمساحات كافية من المناطق الخضراء المفتوحة، وأن تكون في أطراف المدينة غير النامية ( المتجمدة ) والتي لا يتوقع أن تنمو أفقيا في أنحاء تلك المناطق الصناعية الوليدة النشأة، وأن تمنع الدولة والهيئات المعنية بقوة الامتدادات العمرانية العشوائية في تلك المناطق الفاصلة.

وقد كان لغياب تلك الاعتبارات أن أًبحت بعض المناطق الصناعية داخل الامتداد العمراني السكني لمدينة جدة، وبعض المناطق الصناعية الأخري متاخمة لها، كما أصبحت المنطقة الصناعية بالدمام متاخمة لكتلة المدينة السكنية، بل تجاوزتها بعض الامتدادات العمرانية غير الصناعية، كذلك مدينة الخبر.

ورغم أن منطقة الرياض الصناعية تعد من أقدم المناطق الصناعية بالمملكة، فإنها تعد أفضل مواقع المناطق الصناعية توقيعها وامتدادا، فهي تقع في المنطقة الجنوبية الشرقية للكتلة العمرانية للعاصمة وبعيدا عنها لمسافة13.5 كيلو مترا، وظلت علي هذا الانفصال المكاني حتي الوقت الحالي، لتجميد النمو العمراني في اتجاه الجنوب الشرقي للمدينة.

ثانيا: انتشار الملوثات الصناعية:

مما سبق يتبين أن المناطق الصناعية التي تتفق في توجيهها بالنسبة للمناطق الحضرية التي ترتبط بها تنقسم إلي أربعة مجموعات، يوضحها شكل رقم ( 17 ):

أ ـ مجموعة من المناطق الصناعية تقع في قطاع يمتد من الشرق إلي الجنوب الشرقي من المناطق الحضرية التي ترتبط بها، وتضم تلك المجموعة المنطقة الصناعية الرئيسية بمدينة جدة، والمنطقة الصناعية بمدينة الرياض، والمنطقة الصناعية الرئيسية بمدينة الدمام، والمنطقة الصناعية بمدينة ضباء، والمنطقة الصناعية بمدينة أبها، والمنطقة الصناعية الثانوية بمدينة جدة.

ب ـ مجموعة من المناطق الصناعية تقع في جنوب الكتلة العمرانية للمدن المرتبطة بها، وتضم المنطقة الصناعية الرئيسية في مدينة جدة، كما يقع النطاق الصناعي الكبير لمدينة الجبيل الصناعية جنوبها، كما تضم إحدىالمناطق الصناعية الصغيرة في مدينة الخبر. والمنطقة الصناعية بمدينة المدينة المنورة ، وتقع بها المنطقة الصناعية الجديدة بالدمام.

ج ـ تقع مجموعة من المناطق الصناعية شمال المناطق الحضرية المرتبطة بها، تضم تلك المجوعة إحدى مناطق جدة الصناعية الثانوية، والمنطقة الصناعية الرئيسية لمدينة الخبر، ومنطقة مكة المكرمة الصناعية ( 30 ).

د ـ مناطق صناعية واقعة غرب الشمال الغربي من المدينة التي ترتبط بها، تتفق مع مدينة الظهران والهفوف في المنطقة الشرقية.

ويمكن أن نفحص ونحدد تأثير الصناعة علي تلوث البيئة في أربع حالات:

1-في حالة انفصال المناطق الصناعية عن المناطق السكنية وسكون الهواء.

2- في حالة اتصال وتداخل المناطق الصناعية مع المناطق السكنية وسكون الهواء.

3- في حالة انفصال المناطق الصناعية عن المناطق السكنية وحركة الهواء.

4- في حالة اتصال وتداخل المناطق الصناعية مع المناطق السكنية وحركة الهواء.

في حالة قيام المنطقة الصناعية منفصلة خارج الكتلة العمرانية للمدينة وسكون الهواء، ستتجمع المواد الغبارية والملوثات الأخري فوق المنطقة الصناعية فقط، ولن تتأثر المدينة بتلوث الهواء فوق المنطقة الصناعية.

وفي حالة اتصال وتداخل المناطق الصناعية بالمناطق العمرانية المأهولة، ستتجمع المواد الغبارية والملوثات فوق المناطق الصناعية ـ السكنية المتداخلة وتلحق بها ضررا بالغا.

ومن بيانات الأرصاد الجوية الخاصة بسرعة الرياح بمدن المملكة مثل جدة يتبين أن اكثر من سدس ( 15 % ) جملة مدة هبوب الرياح ساكنة، وأقل من الخمس ( 18.7 ) تبلغ سرعتها متر / ثانية، والنصف ( 49 ) ذات سرعة تبلغ مترين في الثانية، وباقي فترة هبوب الرياح ذات سرعة أقل من ثلاثة أمتار في الثانية. وتبين من ذلك أن سرعة الرياح السائدة مع قلة الأمطار تساعد كثيرا علي تجمع الملوثات وتركيزها بنسبة > 80 % من أوقات العام.

ولا توجد المناطق الصناعية منفصلة عن الكتلة العمرانية للمدينة إلا في مدينة الجبيل وينبع والرياض والمدينة المنورة ومكة المكرمة وأبها والهفوف وبريدة، وبالتالي لن تتأثر المنطقة السكنية المرتبطة بها بتجمع المواد الغبارية والملوثات فوق المناطق الصناعية أثناء فترات السكون، أما المناطق الصناعية الأخري فتقع في هوامش المناطق العمرانية وتتداخل مع امتداداتها مما يجعلها تتأثر بتلوث المناطق الصناعية وقت السكون، ومن أمثلة تلك المدن الدمام ـ الخبر ـ الظهران ـ ضباء ـ وجدة، ويتوقف حجم التلوث علي مدي تداخل المناطق الصناعية بالمناطق السكنية.

في حالة حركة الهواء وهبوب الرياح يمكن أن تتأثر المدينة بالمواد الغبارية والملوثات الهوائية، ويتوقف حجم التأثير علي موقع المنطقة الصناعية المنفصلة أو المتداخلة بالنسبة للكتلة العمرانية وسرعة الرياح واتجاهاتها. وتتأثر مدن المملكة عامة لفترة ليست قصير لهبوب الرياح الشمالية الغربية، والتي ستدفع المواد الغبارية والملوثات نحو المنطقة السكنية في حالة وقوع المنطقة الصناعية شمال أو شمال غرب أو غرب تلك المدن، بينما ستبتعد تلك الملوثات عن المنطقة العمرانية المأهولة في حالة وقوع المنطقة الصناعية في شمال شرف وشرق جنوب غرب المدينة السعودية.

وتعد المناطق الصناعية في مدينة الرياض والجبيل والدمام وأبها وصباء وبريدة وأجزاء من المناطق الصناعية بجدة وكذلك الخبر أفضل المناطق الصناعية موقعا لوقوعها في منصرف الهبوب العام للرياح، بينما تعد المواقع الصناعية الشمالية بجدة والغربية بالدمام وشمال الخبر وغرب الظهران أسوأ المواقع، لوقوعها في مهب الرياح وبالتالي ستنتشر الملوثات والغبار فوق المناطق العمرانية للمدن المرتبطة بها.

وقد تبين من دراستنا لتوزيع الملوثات الهوائية بالمدن السعودية الصناعية الهامة وجود تركزات واضحة لأنواع معينة من الملوثات بالمناطق الصناعية التي توجبها مثل:

أولا: ترتفع نسبة تركيز الرصاص ارتفاعا كبيرا فوق المنطقة الصناعية بالعاصمة إذ بلغت 1.93 ميكروغرام في المتر المكعب رغم أنه دون نصف المعدل المسموح به. كما ترتفع نسبة تركيز عنصر الزنك والنحاس بنفس المنطقة الصناعية.

ثانيا: سجلت اعلي نسبة تركيز لعنصر أول أكسيد الكربون جنوب المنطقة الصناعية بمدينة الجبيل، كما ترتفع نسبة الهيدروكربونات في أقصي الطرف الشمالي الغربي لنفس المنطقة الصناعية. كما سجلت أيضا اعلي نسبة تركز لعنصر الأوزون في شمال شرق المنطقة الصناعية ومدخل الميناء الصناعي، كما تبين في جنوب غرب المنطقة الصناعية ارتفاع نسبة تركيز عنصر الكبريت.

ثالثا: وفي مدينة جدة ترسبت في شمال المدينة أكبر كمية من المواد الغبارية حول منطقة مصنع الأسمنت، حيث بلغ المعدل 501 طن / ميل / إبريل.

كثافة حركة السكان وحركة المركبات:

ترتبط حركة السكان في الغالب بحركة الآليات ارتباطا وثيقا، وأن كان تأثيرهما في التلوث الهوائي مختلفتين في الحجم والخطورة، ولكن يتشابه تأثيرهما في الأمكنة لانتظامهما ثلاث أنماط متميزة. وهي حركة العمل اليومية وحركة السكان من أجل التسويق والحركة من اجل الترفيه.

ولا شك أن مصادر التحركات السكانية ومقاصدها من أهم مناطق الزحام والحركة. واهم منطقة زحام يمكن تمييزها في المناطق الحضرية هي المركزية وهوامشها، لأنها أكثر مناطق المدينة من حيث الكثافة السكانية، حيث تنخفض هذه الكثافة بالاتجاه نحو الأطراف، كما أن منطقة الأعمال والتجارة المركزية تتركز بها أغلي وظائف النشاط التجاري والخدمات والصناعات الخفيفة وهي أهم قطاعات اقتصاديات الحضر، وبالتالي نجدها تمثل أهم مقاصد حركة السكان من اجل العمل، وأن هذه المنطقة نفسها المقصد الأول للسكان من اجل التسويق.

ولما كانت هذه المناطق المركزية للمدن بكثافتها السكانية المرتفعة غير قادرة علي استيعاب حركة العمالة الوافدة إليها وحركة السكان التسويقية، فإن ذلك يؤدي إلي ظهور الزحام بمراكز المدن ومداخلها ومخارجها. ولا يثير حركة السكان والآليات هذه الغبار والأتربة فقط بل تنفث الآليات ملوثات أخري كأول  أكسيد الكربون وغيره من مخلفات الوقود غير كامل الاحتراق وعمليات احتكاك إطارات السيارات والفرامل وغيرها.

ففي مدينة جدة مثلا يلاحظ ارتفاع نسبة الغبار المتساقط في المنطقة المركزية ( 72 طن / ميل2 / إبريل ) ومنطقة البغدادية في الهامش الشمالي للمنطقة المركزية ومنطقة الهنداوية الواقعة في هامشها الجنوبي، ومنطقة مشرفة جنوبية الواقعة في المدخل الشرقي للمنطقة المركزية.

كما تصل نسبة تركيز الغبار العالق في هواء العاصمة أقصاه في منطقة مستشفي الملك عبد العزيز الجامعي في حي الملز علي الطريق بين المطار والمنطقة المركزية، وترتفع أيضا في حي الوزارات الموجه للمنطقة السابقة.

وترتفع نسبة تركيز الغبار العالق في الهواء في مداخل مدينة الجبيل ولا سيما المداخل الشرقية والجنوبية.

كما توجد مناطق أخري بالمناطق الحضرية يرتفع بها معدل حركة الناس والآليات مثل الموانئ والمطارات ومناطق الجامعات ومدنها الجامعية،وينتج عنها ارتفاع نسبة الغبار في الهواء، ويمكن ملاحظة ذلك من محطات رصد الملوثات الواقعة في مداخل الموانئ ( محطة رقم ( 2 ) و ( 3 ) بالجبيل ومحطة الهنداوية بجدة )، كما ترتفع نسبة تركيز الغبار علي الطرق المؤدية إلي المنطارات ( محطة الكندرة بجدة ومحطة رقم ( 4 ) الواقعة بمطار الرياض ).كما ترتفع أيضا في هواء المدينة بمراكز الجامعات ومدنها الجامعية ( أنظر محطة حي الجامعة بجدة ).

أما حركة المركبات علي شبكة الطرق البرية فقد تطورت تطورا كبيرا في عقد ونصف عقد. فقد بلغ عدد السيارات المسجلة المملكة العربية السعودية منذ عشر سنوات ( 1391 هـ ) حوالي 144768 سيارة، أًبحت 2467903سيارة في عام 1401 هـ، أي تضاعفت ستة عشر مثلا بنسبة زيادة سنوية تبلغ 160.5 %، أي تضاعف عدد السيارات بالمملكة أكثر من مرة ونصف مرة في السنة وهي المعدلات الطفرية يقابلها معدلات مماثلة في الشبكات الطرقية والتجهيزات المرتبطة بها، وترجع هذه الزيادة الهائلة إلي مجموعة عوامل هامة، عوامل ديموغرافية تختص بزيادة السكان والهجرة والعمالة المجلوبة، وعوامل اقتصادية تختص بارتفاع الدخول وانخفاض الجمارك وانخفاض أسعار المحروقات، ومجموعة عوامل تختص بالمملكة وتباعد مراكزها العمرانية وعدم وجود بديل كامل للسيارات الخاصة.

أم الشبكة الطرقية الرئيسية في عام 1400 / 1401 هـ فقد بلغت حوالي 21154 كيلو متر، بينما كانت في عام 83 / 1384 حوالي 3600 كم، أي تضاعفت ما يقرب من سبعة أمثال في ثلاثة عشر عاما، بمعدل زيادة سنوية يبلغ ربع معدل زيادة المركبات، هذا بلا شك سينعكس علي الحركة المرورية علي الشبكة الطرقية عامة والمدن ( المحطات ) التي تربطها بصفة خاصة. وتتفاوت المدن التي تربطها الشبكة الطرقية من حيث عدد السيارات المسجلة بها، فتستحوذ كل من مدينة جدة والرياض والدمام علي أكبر عدد من السيارات، فيوجد بمدينة جدة حوالي 126.5 ألف سيارة تشكل 37 % من جملة عدد السيارات بالمملكة، أما مدينة الرياض والدمام فيوجد بها ما قيمته 23.5 % و22 % من جملة عدد السيارات بالمملكة. ويرجع ارتفاع عدد السيارات المسجلة في المراكز الحضرية البؤرية الثلاثة لعدة عوامل هامة:

1- أن هذه المدن الثلاث تمثل قلوب الحركة بشبكة النقل القومية ( الرياض ) وقلوب الحركة الرئيسية والإقليمية الرئيسية ( الدمام ـ جدة )، إذ تقع الرياض في منطقة قلب الحركة بالمملكة، بينما تقع مدينة جدة والدمام محور ارتكاز المنطقة الغربية والشرقية علي التوالي.

2-تمد المدن الثلاث من التجمعات الحضرية الكبرى بالمملكة، فمدينة الرياض ثم جدة علي التوالي أكبر من المملكة، ويأتي تجمع الدمام الحضري ( الدمام ـ الخبر ـ الظهران ) ضمن التجمعات الحضرية الرئيسية الخمسة بالمملكة والعلاقة طردية دائما بين الحضرية والتوسع المدني من ناحية أخري.

3- تعد مدينة جدة والدمام أكبر مراكز الانفصال الحركي، إذ يمثلان ميناءي المملكة الرئيسيين الأول والثاني، ويوجد بها مطاران دوليان، وكان لهذا تأثيره في حجم الحكة بهما، وعدد السيارات المسجلة بها، وتنخفض نسبة عدد المركبات المسجلة في بقية المدن انخفاضا كبيرا، أو تقل عن 3 % من جملة عدد السيارات. ولكن نلمس ارتفاع نسبة عدد المركبات في مدينة بريدة ( 2.69 % ) ومدينة الاحساء ( الهفوف ـ المبرز ) والتي يوجد بها 2.78 % من جملة عدد المركبات، وكذلك مدينة أبها ( 2.05 % ) ومدينة مكة المكرمة ( 1.84 % ) وتبوك ( 1.13 % ) والطائف ( 1.42 % ) والمدينة المنورة ( 1.38 % ) أنظر شكل رقم ( 18 ).

ويرجع ارتفاع نسبة عدد المركبات بالقصيم لوجودها بمنطقة القلب الحركي بالشبكة الطرقية بالمملكة، بينما يرجع ارتفاعها في بقية المدن السابقة إلي أنها مراكز بؤرية هامة علي الطريق الدائري الداخلي تجعلها نقط ارتكاز هامة تصل منطقة القلب الحركي ( قبل نجد ) والمناطق الهامشية الساحلية في الشرق والغرب، وتتدني نسبة عدد المركبات في بقية المناطق إلي أقل من ( 1 % ) من جملة عدد المركبات.

جفاف التربة والرياح ومورفولوجية المدينة

تتميز الأراضي الصحراوية بأشكالها المختلفة الصخرية والحصوية والرملية بجفافها لضآلة كمية الأمطار وارتفاع درجة الحرارة ومعدل التبخر. ولا تتميز هذه الأراضي الصحراوية بجفافها فقط، بل أنها تتراوح بين التربات المفككة والسائبة، لذلك يتعاظم فعل النحت وأرساب الرياح لهذه الموارد المفككة والسائبة.

وتختلف هذه المواد المفككة أو السائبة في درجة استجابتها لعملية النقل والأرساب. فالحبيبات الكبيرة نسبيا تسقط بمجرد انخفاض سرعة الرياح، بينما تظل الحبيبات الدقيقة بدرجاتها عالقة لفترة طويلة حسب درجة سكون الهواء.وتمثل المدينة بالمناطق الصحراوية بما فيها المتفاوتة الارتفاع عائق لحركة الرياح التي تهب عليها فتقلل من سرعتها. إذا قورنت بالرياح في المناطق المفتوحة، لذا تتجمع حول المدن الصحراوية عامة بمرور الوقت أكوام رسوبية دقيقة وكثيرة بسبب انخفاض سرعة الهواء وراء هذا لعائق المدني، وتتضح هذه الأكوام في هوامش ومداخل المدينة المواجهة للرياح السائدة.

وتظل هذه الأكوام من المفتتات الهامشية للمدن مصدرا لإمداد المدينة بالغبار العالق في هوائها في حالة اشتداد سرعة الرياح أو نشاط الدوامات الهوائية. أنظر شكل رقم ( 19 ).

وتتوقف عمليات تغذية هواء المدينة بالغبار علي اتجاهات الرياح السائدة وتعامد محاور الشوارع وفتحاتها علي الصحراء، فالرياح السائدة في أغل فترات السنة هي الرياح الشمالية ثم الرياح الغربية في المقام التالي، وتأتي الرياح من الاتجاهات الأخري في فترات محدودة.

لذلك تكثر كمية الغبار في المدن التي تقع في مناطق تنتشر فيها التربات الصحراوية المفككة بأكوامها في هوامشها الشمالية والغربية، وتعتبر مدينة الرياض وسائر المدن الداخلية في هذه الفئة. أمام المدن التي تقع في أطرافهاالشمالية والغربية بحار مفتوحة مثل جدة والمدن الساحلية علي البحر الأحمر فلا تجد الرياح مصدر تغذية الغبار في هذه الاتجاهات، بينما المدن الساحلية الخليجية تأمن بعض الشيء غزوات الغبار من الشرق ( الجبة المائية ).

وفي حالة تعامد الشوارع علي المناطق الصحراوية المفتوحة تظل فتحاتها بوابات لاختراق غزوات وموجات الغبار من المناطق الصحراوية المجاورة. 

ويلاحظ أن لعامل المسافة ومجاورة الصحراء تأثيره في توزيع الغبار العالق بأحياء المدينة، فيرجع ارتفاع معدل تركيز الغبار في حي الدفاع ( المستشفي المركزي ) إلي هذا العامل ـ عامل مجاورة الصحراء ـ إذ تقع في أقصي غرب المدينة، ويصل معدل التركيز 724 ميكروغرام في المتر المكعب.

كما يرتفع معدل تركيز الرقائق القابلة للاستنشاق في المحطات ( 4، 3، 6 ) في مداخل ومخارج مدينة الجبيل لنفس عامل مجاورة الصحراء.

الخلاصــة

أن تلوث البيئة أهم المشاكل التي تهدد المجتمع والنظام البيئي في الوقت الحاضر، فقد قدر ميدو نادي روما ـ في دراستهم لمشكلات النظام البيئي في العالم ـ انهيار النظام الأراضي في السبعينيات والثمانينيات بسبب تلوث البيئة مرتين عند التشغيل الكومبيوتري الثاني والثالث من تحليل نموذج حدود النمو.

والتحكم في التلوث أحد السبل الرئيسية نحو تفادي هذا الانهيار في النظام العالمي. ورغم أن مستويات التلوث لم تصل في تركيزها إلي درجة خطيرة، فإن معدلات التلوث ستزداد بالتطور السريع للصناعة السعودية ونمو المركبات وكثافة الحركة المرورية. لذلك يجب أن تتضمن التنمية اتجاها يتمثل في التحكم في تلوث البيئة وتقليل معدلاته، وفي هذا الصدد نقترح عدة اتجاهات:

أولا: فيما يتعلق بالصناعة، نقترح عدة اتجاهات تخطيطية:

1- يجب إعادة توزيع الصناعات التي تداخلت مع المناطق السكنية كما هو موجود في مدينة جدة.

2- تجميد النمو الصناعي في المناطق الصناعية غير الصحيحة التوجيه والواقعة في مهب الرياح وذلك في المرحلة القصيرة المدي.

3- إعادة توزيع صناعات المناطق الصناعية غير الصحيحة التوجيه والواقعة في مهب الرياح وذلك في المرحلة بعيدة المدي.

4- يجب أن يتوافر في أفضل مواقع المناطق الصناعية داخل التجمعات البشرية الكبيرة ( المدن ) أربعة شروط:

أ  ـ أن تكون في منصرف الرياح، أي تكون في جنوب أو جنوب شرق المدن السعودية.

ب ـ أن تكون في أطراف المدينة أو هوامشها شبه الثابتة أو القليلة النمو.

ج ـ أن تكون منفصلة عن المدينة بمساحات كافية في الأراضي الخضراء.

د  ـ استصدار القوانين الملزمة بتحريم البناء في الهوامش المقابلة للمناطق الصناعية.

5- تجمع الصناعات الحرفية والخفية في مناطق صناعية صغيرة في أطراف المدينة وخارجها، مع مراعاة مدة استجابة الصناعات الحرفية والخفيفة للتجميع لاختلاف دون درجة ارتباطها بالمكان والسكان.

ثانيا: فيما يتعلق بحركة المركبات:

وقد تطور عدد المركبات ( السيارات ) في الفترة ( 1391 / 1403 ) بنسبة قدرها 2300 % بمعدل نمو سنوي 192 % سنويا، أي تضاعف عدد السيارات مرتين في السنة تقريبا، ولا شك أن هذا له أثره في تضاعف المخلفات الغازية الناتجة عن احتراق محركات السيارات واحتراق الجازولين.

وأخطر ملوثات عوادم السيارات الرصاص، ولتقليل نسبة الرصاص في الجازولين اتخذت شركة ( سابك ) خطوة عملية كبيرة بتوقيعها عقد لإقامة مشروع ميثيل بوتيل أثير MTBE بطاقة إنتاجية تصميمية تقدر نصف مليون طن سنويا ( 31 ).

ونقترح في هذا الصدد ما يلي:

1- تقييد حركة استيراد السيارات.

2- تحجيم معدل ملكية الفرد والأسرة للسيارات.

3- الكشف الدوري علي السيارات المستخدمة واستبعاد التالف منها.

4- الاستمرار في البحث عن أنواع الوقود المفضل ـ الذي يعطي أقل معدل للتلوث.

5- متابعة الجهود المبذولة في صناعة محركات السيارات العالمية التي تقلل عوام السيارات.

كما يجب الاستمرار في برنامج التشجير الواسع النطاق، ولكنه يوصي بإنشاء أحزمة من غابات الأشجار الجافة حول المدن الكبرى، ولا سيما خارج الأحياء المواجهة للرياح السائدة، وعند الهوامش الصحراوية التي تتعامد علي فتحات شوارع أحياء المدن الهامشية. 

هذه التسمية تعطي أقل من 50 % من المعلومات

• هذه القيمة تعطي اقل من 50 % من المعلومات

هذه القيمة تعطي اقل من 50 % من المعلومات

هذه القيمة تعطي اقل من 50 % من المعلومات 

هذه القيمة تعطي اقل من 50 % من المعلومات 

الهوامش:

(1)  Bassow, H., Air Polluition Chemistry, New Jersey Hayden Book Co, In., 1976.

(2)   المعجم الوسيط.

(3) الموسوعة البريطانية، الطبعة الخامسة عشرة، الجزء الرابع عشر، ص 749 ـ 752.

(4) يعقوب سلام، حلول عملية تسهم في تنقية البيئة، في مجلة قافلة الزيت، أرامكو ـ إدارة العلاقات العامة، 1979م، ص 29.

(5) Greenwood, N.j., Edwards, J.M.B., Human Environments and Natural systems. Belmont, california: Duxbury press. A Division of Wadsworth pubishing company, Inc., 1979. P.p. 200 – 201.

(6) Brysom, R., Kutzbach. J., Air pollution, Commission on college Geography, research paper No. 2, suppoted by a grant from the national science foundation ( Washington, D.C.: Association, N.J., Edward, J.M.D., op. Cit., p. 203.

(7) Greenwoods. N.j., Edward, J.M.D., op. Cit., P. 203.

(8) Ibid, p. 219.

(9)   لمزيد من التفصيلات، أنظر:

One)      Odum, E.P., Fundamentals of Ecology. Philadephia: Saunders, 1971.

Two)     Kormondy, E.J., Concepts of Ecology. Englewood Cliffs, N.J: prentic – hall, 1969.

(10)  Greenwood, N.J.Edward, J.M.D., op. Cit., p. 323.

(11) Marcus, Melvin G., and detwyler, thomas R., “Urbanization and Enviroment in perspective”. In Melvin C. Marcus et al., Urbanization and Environment, North scituate, Mass: Duxbury, 1972, p. 14.

(12)  Dewtyler, T.R., Marcus, M., and contributors, Urbanzation and Environment: the Physical Grography of the City ( North Scituate, Mass: Duxbury press 1972). P. 19.

(13)  Greenwood, N.J., Edwards, J.M.B., op. Cit., P. 205.

(14) Robinson, E., and Mozer, C. “Global Gaseous pollutant Emissions and removal Mechanizms” in H.M. England and W.T. Berry ( eds ), proceedings of the secong international clean Air congress. New York: Acadimic Press, 1971, PP. 1097 – 1101.

(15) Williamson, S.J fundamentals of air pollution. Reading, Mass,: Addison-wasley, 1973.

(16)  Greenwood, N.J., Edwards, J.M.B., op. Cit., p. 205.

(17) Peyerson, J.T. and Junge, C.E. “Sources of particulate Matter in the Atmosphere”. In Willilems). Cambridge. Mass.: MIT press, 1971, pp. 1097 - 1101.

(18) المملكة العربية السعودية، وزارة الدفاع والطيران، مصلحة الأرصاد، التقرير البيئي السنوي، 1977، ص 91.

(19) مستخلص من جدول رقم ( 1 ملحق ).

(20)  مستخلص من جدول رقم ( 1 ملحق ).

(21)  تترسب الجسيمات في الرئتين مكونة لطبقات مسببه لمرض Silicoses (أنظر:

sell, J.N., Industrial pollution control. New York. Vanostrand Reinhold Co., 1981, p. 7.

(22)  مصلحة الأرصاد، التقرير البيئي، 1977، ص 69 ص 99.

(23)  المملكة العربية السعودية، مصلحة الأرصاد الجوية والبيئة، المركز الوطني ـ إدارة المناخ التقرير البيئي السنوي لعام 1979، ( جزء تلوث الهواء ) ص 79 ص 99.

(24)  توماسن ح. آيلزويرث ( ترجمة الدكتور سيد رمضان ) هذا الهواء .. هذا الماء أزمة الإنسان مع بيئته، 1974، ص 25.

Sabic, Sabic’s projects, p.s.

(25)  اخطر ملوث هوائي صنعه الإنسان، وهو يصيب الرئتين والجهاز التنفسي، والكثير من تأثيراته دائمة في الإنسان وغير قابلة للعلاج. كما يقلل معدل النمو ( أنظر:

Rosano. J.R., Air Pollution Control.

Connectient: E.R.A. Inc., 1971, P.65.)

(26) محمود محمد نصر الله، ملوثات الهواء بمدينة جدة، التقرير المرحلي الثاني ومشروع بحثي 80/2-3، جامعة الملك عبد العزيز، كلية الأرصاد ـ الدراسات البيئية، ص2.

(27) وزارة التخطيط بالمملكة العربية السعودية، منجزات خطط التنمية ـ حقائق وأرقام، 1290 / 1402، ص 76. ص 78.

(28)  نفس المرجع ، ص 176. ص 177.

(29)  من تصميم الباحث.

(30) فتحي محمد مصيلحي، شخصية المدينة السعودية ـ بحوث جغرافية، دار الإصلاح، الدمام، ص 159، ص 171.

(31) الدار السعودية للخدمات الاستشارية، محاضرة عن المواد البتروكيماوية النهائية ودورها في تنمية الصناعات والقطاعات المختلفة من 11 – 21 محرم، 1405 هـ، ص 13.

حمله من هنا