التسميات

الخميس، 5 أكتوبر 2017

مقدمة في البحث النوعي Qualitative research ...

مقدمة في البحث النوعي Qualitative research

عبدالرحمن البلادي

مدونة البحث العلمي   - 2012/02/20
  العديد من الباحثين المبتدئين يقعون في حيرة في فهم مناهج البحث، وذلك يؤدي إلى الخلط في استخدام الطرق البحثية بدون وعي لافضل استخدام لها، أو ربما يؤدي إلى أخطاء تؤدي بالبحث إما للضعف أو للرفض من قبل المحكمين لمخالفته المشهور من التوجهات العالمية في طرق البحث. في الدراسات الاجتماعية استقر أمر الكثير من العلماء على مدرستين أساسيتين: المدرسة الكمية والمدرسة النوعية. المدرسة الكمية تنطلق من الفلسفة الوضعية وهي تهتم في المقام الأول بأن الحقيقة واحدة، وتهتم بمدى قياس هذه الحقيقة، لذا تجدها تهتم كثير بأدوات القياس والاختبار.  

 يقول كوهين ( Kuhn, 1970 )  “نحن نعيش في عصر الثورة المنهجية“.
 أغلب الباحثني خلال القرن الماضي نشأوا في ظل الفلسفة الوضعية، المنهج الكمي أو التجريبي وخصوصا في العقود المتأخرة. كان التحدي الاكبر لهذه الفلسلفة في أن الحقيقة متغيرة وتأخذ أشكالًاً متعددة مما يؤدي إلى تشكيل تغير في تفكير العارفين بها وتغير في المعرفة. إن المدرسة الوصفية أو النوعية أو التفسيرية أو الظواهريتيه
 (Naturalistic inquiry, ethnographic methodologies, qualitative research, interpretive research)
– سمها ما شئت – تنظلق من أن الحقيقة متغيرة وليست ثابتة. وفي داخل هذه المدرسة يوجد العديد من المسميات والمصطلحات يقول (تيسش  Tesch .1990) : بأنه استطاع جمع أكثر من ستة وأربعين مصطلحاً في المدرسة النوعية.
  وخروجا من الإشكال الكبير وهو المصطلح سنعتمد تسمية البحث النوعي والبحث الكمي في هذه التدوينات التي أتمنى أن تصدر في كتاب منشور بعد اكتمال أجزاءها.
  إن فهم المنهج النوعي يعتمد على رؤيته من خلال المحتوى الذي يبنى فيه مشكلة البحث، ويزداد الفهم بقدر التجربة والتطبيق. إن السياقات التي تكون موضوع البحث ليست مفتعلة بل هي في سياقها الطبيعي، لذا على الباحث أن يغوص في أعماقها حتى يفهمها ككل؟
  كذلك فإن المشاركين في البحث النوعي يتحدثون عن تجاربهم، شعورهم، أفكارهم، الخ ولرسم منظورهم الخاص من خلال الكلمات أو الافعال. لذا فالبحث النوعي هو عملية تفاعلية بين الباحث والمشارك وطبيعة المشكلة أو البحث، وبعبارة أخرى فإن المشارك يدرس أو يعلم الباحث عن حياته الطبيعة. لذا فطريقة البحث داخل البحث النوعي تختلف باختلاف الموضوع ولا توجد طريقة واحدة صالحة لدراسة جميع المواضيع.
   إن البحث النوعي يعتمد على الفلسفة القائلة بأن الحقيقة ليست واحدة وأنها متعدده ومتغيره وتتشكل وتبنى تباعا لفهم مجموعة من الناس او الافراد، لذا فتجد أن في المنظمة الواحدة العديد من الافكار والحقائق حول موضوع واحد.
  من جانب آخر يستعرض (ارلاندسون  Erlandson .1993) الاشكال الفلسفي القائم على أنه إذا كانت الحقيقة واحدة فقط وموضوعية، فكيف تنسجم المعلومات والمعارف الجديدة مع المعلومات أو النظريات السابقة؟ مما يدفعنا للتساؤل عن الآتي:
   هل المعرفة السابقة خاطئة ؟ أم هل المعرفة الجديدة خاطئة؟ أم أن الربط السابق بين النظرية والمعرفة كان خاطئا؟  بناء المعارف الإضافية؟ إذن إن افتراض تغير الحقيقة وارد حتى نثبت عكس ذلك مما يدلنا على ان تراكم المعرفة تكمن في التصحيح الذاتي. وإن المشاكل التي يجب علينا التغلب عليها هي الأخطاء المنطقية الأخطاء في العينة البحثية بتطوير التفكير المنطقي وزيادة العينة البحثية. إن الاختلاف في التصورات قد يحل بملئ الفراغ في المعرفة الشخصية و التصحيح الأخطاء المنطقية.
  البحث النوعي يفترض أن الحقيقة متعددة والإختلاف الذي تتضمنه لا يمكن حله بالتحليل المنطقي العقلي أو زيادة البيانات.

مجالات البحث النوعي :
  من الصعب تحديد جميع المجالات التي يمكن أن يتناولها البحث النوعي، ولكن من أهمها هو السعي لاكتشاف مواقف واتجاهات الناس تجاه القضية المبحوثة، سلوكياتهم، القيم ، الدوافع والتطلعات، الثقافة وأنماط الحياة.
أما طرق جمع المعلومات فاشهرها:
1- المقابلات تسجل صوتيا -ثم يتبعها بالكتابة
2- المذكرات اليومية (مثلا المذكرات التقييمة التي يكتبها المدرس حول تقدم الطلاب في مهارة ما)
3- الملاحظات ( حقلية )
4- الوثائق وتشمل:
التقارير والخطط والكتيبات والمنشورات

  أما الأسباب التي تدفع الباحث لاختيارها فكما أشار الدكتور فيما سبق ولعلي أزيد هنا بعض النقاط:
1- إذا كان الهدف من البحث هو الكشف عن المعاني الدقيقة والعميقة للموضوع.
وذلك من أجل الحصول على معرفة أكبر – أو كانت الفكرة معقدة أكثر مما نعتقد وتحتاج لفك الكثير من الطلاسم
2- إذا كانت النظرية غير مكتملة الجوانب أو غير متاحة للجميع لفهم الموضوع أو المشكلة
3- إذا كان مجمتع الدراسة صغير جدا ( مثلا رواد الفضاء في العالم العربي) ( بعض الأمراض السلوكية التي تكون غير منتشرة بشكل كبير) أو كما أحب أن افترض دائما أنني لو أخترت عينة بحثي من ( الوزراء الذين تعاقبوا على وزراتنا الحبيبية التربية والتعليم )
4- إذا كان من الصعوبة بمكان استخدام الطريقة الكمية مع المشاركين في الدراسة فمثلا لا يمكن استخدام الاستبيان الالكتروني في موضوع قياس مدى سعادة الأطفال في عمر سنتين ( هنا يجب استخدام الملاحظة والمقابلة مع الأم أو الطفل أذا كان يتكلم في عمر أكبر مثلا) أو كان المشاركين غير متعلمين فيصعب استخدام الطريقة الكمية لأنها غير مجدية معهم
أما المميزات لهذه الطريقة فهي كالتالي:
1- أنه يمكن القيام بها بسرعة .
2- بها من المرونة الشيء الكثير.
3- تتيح للباحث والقارئ الكثير من التوضيح.
4- إمكانية المتابعة والتطوير.
5- كم هائل من المعلومات التي قد لا نستطيع ايجادها من الطريقة الكمية.
6- تمكين المشاركين لكي يدلوا باصواتهم ووجهات نظرهم وهذا بخلاف الكمية التي تحدد وتحصر أسباب المشكلة مثلا في مجموعة من المتغيرات او النقاط.
أما السلبيات في اتخاذ هذه الطريقة منهجا فهي كالتالي:
1- التكلفة العالية لأنه يطلب من الباحث أن ينتقل من مكان لآخر ويصرف الكثير من الوقت في عمل المقابلات وجمع المعلومات .
2- صعوبة إتمامها بشكل جيد.
3- قد لا تكون مركزة بشكل كبير ( تضيع الوقت كثيرا خصوصا للمبتدئين – قد تصل لنقطة مسدودة – قد تفتح لك مواضيع كثيرة لا تستطيع أن تركز بؤرة بحثك في نقطة معينة) .
4- صعوبة التعميم بها لأن العينة بها قليلة .
5- تستهلك الكثير من الوقت في التحليل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا