التسميات

الثلاثاء، 24 أبريل 2018

أسس البحث الجيومورفولوجية الحديثة في أشكال مظاهر سطح الأرض ...


أسس البحث الجيومورفولوجية الحديثة

في أشكال مظاهر سطح الأرض

مقدمة 

    لقد أصبح في وقتنا هذا تناول أسس بعض فروع علم الجغرافيا من الضروريات الأولية لما آلت إليه هذه الفروع من تطور ,فمما هو معروف لدى الجغرافيين أن الجيومورفولوجيا لم تنل حظها من الاهتمام إلا في نهاية القرن الثامن عشر وبدية القرن التاسع عشر حيث بدأت النخبة الجغرافية المتضلعة في العلوم الدقيقة تسترعيها الظواهر الطبيعية مسايرة في ذلك المهتمون بتاريخ نشأة الأرض أي الجيولوجيون .

   وقد أدى هذا الفضول لدى هذه المجموعة المتقنة لعلوم الطبيعة والحياة و الرياضيات إلى إدراك العلاقة بين تاريخ الأرض الموصوف من طرف الجيولوجيون والأوصاف المطلقة على مظاهر تضاريسها من طرف الجغرافيين وبذلك انطلقت أول بوادر الجيومرفلوجيا كعلم يتميز بخصوصياته التحليلية المخبرية و الجدير بالذكر أن هذه الانطلاقة كانت محتشمة و محدودة في دول قليلة ممن كانت متقدمة في العلوم كألمانيا و الولايات المتحدة الأمريكية.

   لم تمض مدة طويلة حتى تأسست الجيومورفولوجيا في الجامعات وبرمجت ضمن علوم الأرض كدراسة علمية تنتمي لفرع الجغرافيا الطبيعية و تدرس كتكملة لطلاب الجيولوجيا، ومن هذا المنطلق بدأت المنافسة بين الجيولوجيين و الجغرافيين على الاهتمام بتفسير حركية مظاهر سطح الأرض و كانت المدرسة الأمريكية هي السباقة بأعمال و نظريات دافيس التي فتحت المجال لغيرها لتخوض المقارعات والتجارب العلمية لتفسير مظاهر سطح الأرض التضاريسية كأعمال بينك و بوليغ و غال دي لا نوي وغيرهم.

مفاهيم المنهجية 

  لقد كانت الأعمال السابقة الذكر منطلقاً للنظريات الحديثة التي ظهرت في أعمال جودال وتريكار و كلاين و عيرهم إذ انحصرت المفاهيم حول السلم الزمني و البنيات وعرض التقنيات والتجارب المثبتة أي نحو الجيومورفولوجيا التطبيقية و هو ما يقتضي المنهجية الموحدة حتى تكون النتائج معبرة و لكن الاتفاق على المفاهيم الاصطلاحية لا يزال يعترض المنطلق الموحد في البحث الجيومورفولوجي إذ ليس هناك اتفاق تام في تعريف المصطلحات المرتبطة بالمنهجية حتى في تعريف المصطلح ذاته فمثلا: نجد الجيومورفولوجيين الفرنسيين كثيراً ما يقحمون كلمة "approche (منهج)، méthode(طريقة) ،technique (تقنية) " المعبر عنها بالفرنسية في مفهوم واحد و هو بذلك يعتبر خلط بين هذه المصطلحات الثلاثة وخاصة بين الأول والثاني و هو ما لوحظ لدى بعض الكتاب الفرنسين و في بعض الدراسات العربية. 

   أما عند الإنجليز فنذكر على سبيل المثال أن " كنج " قد استعملت تعبير طريقة (méthodee) كمرادف لمنهج (approche) في كتابها "Techniques in Geomorphology " الذي لم تخصصه لعرض تقنيات و وسائل البحث فقط و إنما ضمنته أيضا بعض ما يمكن تسميته بطرق البحث و هو ما نهجه بعض الجيومورفولوجيين الفرنسيين كما هو الحال بالنسبة إلى "تريكار .ح" في كتابه (Principe et méthode de la géomorphologie). من المعروف أن بعض المفردات العلمية كثيراً ما تتشابه في ترجمتها بين اللغات ككلمة "méthodologie " التي تعني علم المناهج ، بينما أخرى لا يوجد لها اتفاق لغوي في الترجمة كـ "méthodee"و"approche" عند الجيومورفولوجيين الإنجليز و الفرنسيين وبالرغم من بعض الاختلاف في التعريف والترجمة للكلمات الفرنسية الثلاث السابقة فإن كثيراً من الباحثين يميلون إلى جعل كلمة (méthode) طريقة أوسع مضمونا من الكلمتين الأخريتين كما يميلون إلى جعل كلمة منهج (approch) أوسع مضموناً من كلمة التقنيات (techniques). 

   أما كلمة أداة التي قد ترد إلى الذهن فيستحسن تركها للكلام عن أدوات أو أجهزة البحث نظرياً كان أو ميدانياً. ومع ذلك فقد يكون من الممكن أحياناً استعمال الكلمتين الأولى والثانية بنفس المعنى ولكن من المستحسن أن يكون ذلك في أضيق الحدود. أما الكلمة الثالثة فهي أكثر تحديداً كما سيتضح بعد قليل . ومما يذكر أن معظم فروع الجغرافية وخاصة الجيومورفولوجيا لا تعتمد فقط على البحث النظري ولكنها تعتمد في غالب الأحيان على الدراسة الميدانية و المقارنة (ش1). وفضلاً عن أن الجيومورفولوجيا تتطلب أساساً دراسة ميدانية مكثفة فهي تقوم أيضا على جوانب عملية أخرى كتحليل الخرائط والصور الجوية و صور الأقمار الصناعية باستعمال أجهزة و أدوات مختلفة انطلاقا من المجهر إلى الكمبيوتر. هذا بالإضافة إلى التحليلات المخبرية للصخور و جزيئاتها و التربة و مركباتها فهي تستعمل النماذج الرياضية للبرهنة و التنميط في بحوثها. ونظراً لكل ذلك فالجغرافية وخاصة الجيومورفولوجيا صارت في حاجة ماسة إلىثها حسب شكل1 الطرق الجديدة المعمول بها في الدول المتقدمة أي أن تهتم بالمناهج والطرق والوسائل المناسبة للبحث التطبيقي. ولا يصح أن تكون المفاهيم الخاصة بمناهج البحث الجيومورفولوجي وطرقه أو وسائله عبارة عن نقل لنظريات أو مطابقة لتجارب في غير الاختصاص لما تتميز به العلوم الأخرى من طابع نظري لا يعتمد على الجوانب الميدانية البارزة كعلم الجيومورفولوجيا. 

   فهناك علوم لا تدخل الجوانب الميدانية والمخبرية في بحوثها ، كمجموعة علوم الكلام مثلا والاقتصاد وعلوم اللغة الخ ... كما لا يصح الاعتماد على الوصف و الأسماء الخاصة بعلوم فرعية أخرى ميدانية في معظمها لا تهتم بالتوزيع المكاني خلال الامتداد التاريخي الطويل الأمد ، كعلم البلورات cristallographie وعلم المعادن minéralogie وفروع الكيمياء ، ومعظم فروع العلوم الطبية والهندسية الميكانيكية. وهكذا يجب أن يميل الجغرافي إلى إعطاء تعريف أو توظيف للمصطلحات الثلاثة السابقة لما تتناسب مع المفهوم الجغرافي في المقام الأول وخاصة الجيومورفولوجي منه، لأنه في الواقع لا يمكنه اقتراح توظيف أو تصنيف مفهوم معين حدد لفرع آخر مناسب ليستعمل في فرع آخر مغاير. وما يجب ذكره أن التصنيف والترتيب الوارد في مناهج وطرق و وسائل البحث الجيومورفولوجي لا يعني ترتيباً زمنياً أثناء البحث عند جمع المعطيات والاستنتاجات و تصنيفها وتحليلها وكتابتها بل هو تصنيف وترتيب يراد به توضيح المقصود بالمصطلحات الثلاثة في هذا المجال كما يراد به أيضا إبراز الأهمية النسبية لكل مفهوم في الدراسة الجيومورفولوجية بنظرة جغرافية. 

   أما فيما يتعلق بتعريف أو توظيف المفاهيم الثلاث السابقة الذكر نبدأ أولا بمفهوم كلمة "منهج" التي نميل إلى اعتبارها تقارب كلمة approche فنقول أنه من المقترح أن تخصص هذه الكلمة في الجغرافية عموماً و الجيومورفولوجيا خصوصاً للحديث عما إذا كان البحث أو الدراسة ذات طابع نظري أو ذات طابع عملي أو ذات طابع نظري عملي. فنصفه حينذاك بمنهج نظري، أو منهج عملي، أو منهج نظري عملي. و من المعروف أن كلمة " منهج " جرى استعمالها في بعض الأوصاف الأخرى فيقال منهج إقليمي، ومنهج موضوعي topique, systémique كما يقال كذلك منهج استقرائي استنتاجي " inductive" ومنهج تحليلي الخ…

   و قد يسمى المنهج أحياناً بحسب موضوع دراسي كمنهج تطور السفوح في الجيومورفولوجيا المناخية عند تريكار، أو منهج العمليات و الأشكال approche des processus et des formes . إلا أنه يبدو من الأنسب أن تقتصر كلمة منهج على ما سبق ذكره كأن يكون البحث ميداني، أو نظري ،أو ميداني نظري، بالإضافة إلى استمرار استعمال مصطلحي المنهج الإقليمي و المنهج الموضوعي لكثرة انتشار استعمالهما من ناحية، و للفرق الواضح بينهما في البحث . 

  أما "طرق البحث" فهي ما يصطلح عليها بالفرنسية بـ méthodes de recherches ومن المستحسن أن تقتصر على ما يسمى أحياناً بالمنهج أو الطريقة الاستقرائية الاستنتاجية inductive و منهج أو طريقة الفرض المسبق déductive و المنهج التحليلي analytique، و ذلك بحيث يكتفي بكلمة طريقة و يستغني عن كلمة منهج في هذه الحالات الثلاث. ففي الاعتقاد أن كلمة منهج أوسع مضمونا من كلمة طريقة.

  و الصفات الثلاث السابقة، inductive , déductive) , (analytique تبدو كأوصاف ثانوية لطبيعة البحوث الجيومورفولوجية مقارنة بالأوصاف الرئيسية كوصف البحث بأنه نظري أو ميداني، أو نظري ميداني و من ثم يستحسن أن يقال الطريقة الاستقرائية الاستنتاجية أو طريقة الفرض المسبق أو الطريقة التحليلية. و تجدر الإشارة إلى أن هذا الوصف قد لا يكون مقنعاً لغير الجغرافيين لا لشئ و إنما لعدم اتصاف بحوث أخرى كثيرة نظرية غير جغرافية بالطابع الميداني الذي يشكل في نظرنا وصفاً رئيسياً لطبيعة البحث أو الدراسة الجيومورفولوجية. أما وسائل البحث فيقصد بها الإجراءات التفصيلية التي تتبع في خطوات البحث أو الدراسة وخاصة استعمال الأدوات و الأجهزة سواء كان ذلك الاستعمال طوال مدة البحث أو لفترة منه. 

  ومما يدخل ضمن الوسائل الاطلاع على ما سبق من كتابات و بحوث، وتوثيق ذلك بكيفية مناسبة لمنهج العمل وكذلك تحليل الخرائط و الصور الجوية و صور القمر الصناعي أو ما يسمى بالاستشعار عن بعد، وجمع بيانات ميدانية ذاتياً أو عن طريق الأجهزة، والتحليل المعملي للعينات، و إجراء التجارب والدراسات بالنماذج، و استعمال أسس التحليل و التعبير الكمي الخ… مما يدل على أن وسائل البحث مصطلح أكثر تحديداً من المصطلحات السابقة. إلى جانب ما سبق ذكره تجدر الإشارة إلى وجود بعض الملاحظات حول المصطلح عند المدرسة الفرنسية والتي يجب الإشارة إليها.

1 - نجد هناك كلمات فرنسية أخرى تعرض أوصاف لوسائل وطرق و مناهج البحث ولكها أقل انتشاراً مما ورد من قبل ، من هذه المصطلحات مثلا مناهج أو طرق توصف بأنها qualitative (كيفية) أو empirique (تجريبية) أو rationnels ذات (طابع سببي)، أو de******ive ( وصفية )، بل هناك تسمية للمناهج بحسب موضوع البحث أو مجاله مثل وصف المنهج بأنه ديناميكي dynamique، أو توزيعي أو تعاقبي تاريخي.

2- historique. Chronologique - من الممكن أن يسمى منهج البحث بما لا يتفق و التبسيط السابق وذلك بحسب أهم سمات البحث أو أهم الطرق أو الوسائل التي اتبعت . فيقال مثلا منهج كمي (كما يقال طرق كمية) مع أن الجانب الكمي في الدراسة الجغرافية و الجيومورفولوجية هو وسيلة بحث أو مجموعة وسائل وان كانت نظرية أو مكتبية كذلك يمكن أن يقال منهج ميداني إذا كانت الدراسة الميدانية هي عماد البحث . 

3- هناك من وسائل البحث كما أشرنا من قبل ما يتبع فقط في جمع المادة وهناك ما يتبع خلال أكثر من مرحلة، و هناك ما يستخدم في المراحل الأخيرة فقط، فتحليل الخرائط الطبوغرافية والجيولوجية مثلا يتم عادة في المراحل الأولى فقط بينما تحليل الصور الجوية في كل المراحل إذ يمكن الرجوع إليها أثناء وبعد الدراسة الميدانية كما هو الحال أيضا بالنسبة للاستشعار عن بعد و استعمال الإعلام الآلي، أما التمثيل الخرائطي للنتائج فعادة ما يكون في المراحل المتقدمة من البحث أو الأخيرة. و يتوقف نوع وعدد وسائل البحث المختلفة ومراحل استخدامها على أمور كثيرة من بحث لآخر بحيث لا يسهل عمل خطة زمنية تناسب جميع البحوث.

4 – في البحوث الكبيرة كالرسائل العلمية من الممكن بل من المستحسن أن يتم الجمع بين أكبر عدد ممكن من وسائل البحث التي تزيد من المادة المتجمعة لدى الباحث ومن الوسائل التي تساعد على دقة التحليل. و يمكن أحياناً بل يكون مفضلاً أن يتم الجمع بين طريقة بحث ومنهج إقليمي أو موضوعي إقليمي في تنسيق المادة وعرضها للقارئ بصورة منظمة . ويفضل اختيار الطريقة التحليلية إلى جانب أي من المناهج المذكورة لما لها من مزايا أكاديمية ، و لو أن ذلك فيه مجهوداً أكبر .

5 - أما في البحوث الصغيرة التي تتناول جانباً دقيقاً أو ظاهرة حيومورفولوجية محددة فمن المتوقع أن تقل وسائل البحث نظراً لقلة التنوع و قلة التعقيد نسبياً وعادةً ما يكتفي بطريقة واحدة نظراً لصغر البحث وقصر الوقت المخصص له. و يتوقف المنهج العام للبحث من حيث كونه نظرياً أو ميدانياً أو نظرياً ميدانياً على طبيعة الموضوع و إمكانية ممارسة الجانب العملي. وفي ضوء ما تقدم يمكن تعريف المنهج بأنه الطابع العام أو الرئيسي لكيفية الدراسة أو البحث. و نظراً للتفاوت بين الدراسات و البحوث من حيث حجم الدراسة و وسائل البحث وطريقة عرض النتائج للقارئ، فقد ظهر تنوع في مسميات المناهج، كما يمكن أن تظهر بعض الأسماء الأخرى الجديدة لمناهج البحث بتطور العلوم وطرق و وسائل البحث. 

   و هكذا يتبن أن البحث يمكن وصفه من حيث المنهج بأكثر من وصف واحد، فيقال مثلا منهج تحليلي كمي، أو منهج تحليلي إقليمي، أو منهج تحليلي تقسيمي، أو منهج تحليلي تقسيمي كمي و هكذا دواليك. والحقيقة أنه لم يعد من السهل وصف المنهج الذي يتبع في معظم الدراسات و البحوث الجغرافية بما في ذلك البحوث والدراسات الجيومورفولوجية بوصف واحد. و في هذا الصدد نشير إلى أن ما كان يعرف بالمنهج الوصفي de******ive قد تلاشى تقريباً في الدراسات الجغرافية عامة و الجيومورفولوجية خاصة لأن مقدار التحليل والتعليل المكرس في هذه البحوث لتبيان العوامل أو المتغيرات التي ساهمت في إيجاد الظاهرة أصبح كافياً لإلغاء تسميته بالمنهج الوصفي .

   وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن الدراسة أو البحث يخلوان من الوصف فالوصف هو الخطوة الأولى والأساسية في معرفة خصائص الظاهرة الجيومورفولوجية، و لا عجب أن يكون الوصف كمياً مثلاً، أو كمياً معبراً عنه بالخرائط. ومن الواضح أن وصف منهج بحث جيومورفولوجي ما باسم معين قد يختلف فيه أكثر من جغرافي نظراً لوجود سمة ما في البحث، ولكن لا ينبغي أن يكون هناك خلاف على الصفة الأولى التي يتسم بها البحث. ومن الواضح أن معظم البحوث الجيومورفولوجية تجمع عادة بين المنهج النظري و المنهج الميداني إذ ليس في الإمكان أن نتصور بحثاً جيومورفولوجياً نظرياً صرفاً أو بحثاً ميدانياً صرفاً إلا فيما ندر.

   فبعض البحوث النظرية التي لا يبرز فيها الطابع الميداني تقوم أحيانا على خلفية عملية قد لا تظهر في البحث مباشرة. وقد تكون هذه الخلفية مستقاة من ممارسات شخصية سابقة أو بالاطلاع. كذلك هناك من البحوث النظرية كالمعادلات الرياضية لتنميط الظواهرالطبيعية أو النظم systèmes مما قد تكون ذا فائدة للجيومورفولوجيا ولكن هذه في الحقيقة بحوث من الطرازالأول شكل2 و ينبغي أن تقارن بالاستنتاجات الميدانية أو المخبرية المناسبة .

   و إلى جانب هذا فمن الملاحظ أن معظم الدراسات الجغرافية بما في ذلك الدراسات الجيومورفولوجية لا تستغني عن الوصف إما لأنها ذات منهج إقليمي أو لأنها ذات منهج تقسيمي topique, systémique فالقرب والبعد من و عن الظاهرة يغير المفهوم. ولكن تضاف إلى أي من الوصفين عادة أوصاف أخرى بحسب أوضع سمات وطرق ووسائل البحث أو الدراسة التي اتبعت. والجدير بالذكر انه يستحسن الجمع بين المنهجين التقسيمي و الإقليمي في دراسة منطقة ما حتى لا يصعب على الباحث و القارئ تتبع الأوصاف والتحليلات المختلفة على أساس إقليمي قبل عرض الجانب التقسيمي من الدراسة التي تتناول العناصر الجيومرفلوجية في منطقة الدراسة. ولسنا بصدد إعطاء جميع الأوصاف التي يمكن أن تضاف إلى بعض الأوصاف السابقة إلا أنه مما ينبغي توضيحه أن المنهج قد يوصف كوصف رئيسي أو ثانوي وذلك بحسب طريقة أو وسيلة البحث. ولهذا فقد شاع في العقدين الأخيرين ما يعرف أحياناً بالمنهج الكمي quantitative و هو المنهج الذي تتبع فيه الوسائل الكمية في معالجة ظواهر المنطقة أو عناصر مجال الدراسة، وهذا ما يوضح أنه يمكن إعطاء أكثر من وصف للمنهج المتبع، ذلك أن المنهج يمكن أن يوصف مثلاً بحسب خطة الدراسة أو بحسب عرض الموضوع و كذلك بما يتخلله من طرق بحث منها الطرق الكمية. و ما يلفت الانتباه أننا لم نلاحظ وجود أسماء لمناهج البحث في الجيومورفولوجية أخذت أوصاف المنهج الميداني ولا حتى المنهج العملي على غرار أسماء أخرى كالمنهج الاستقرائي على سبيل المثال. فإذا كان بعض الباحثين قد وصفوا بعض الدراسات بحسب طرق البحث مع أنها مجموعة الوسائل الكمَية فمن الأولى أن يجدوا وصفاً باسم المنهج الميداني، فالدراسة الميدانية ليست موضوعاً دراسياً ولكنها استعمال مجموعة من وسائل وطرق البحث قد تتضمن بعض الطرق الكمية ذاتها. 

  و قياساً على ذلك يمكن أن توجد أسماء أخرى كالمنهج المكتبي على أساس أن استعمال هذا المصطلح يهدف إلى الشق النظري من مراحل البحث الجيومورفولوجي و الذي سميناه بالمنهج النظري منذ قليل، و إذا لم يكن ذلك مناسباً فلعله يمكن استعمال هذه المصطلحات كأوصاف ثانوية على الأقل في الدراسة الجيومورفولوجية بوجه خاص. ومن الصحيح أن هذا التمييز بين ما يمكن أن يكون بحثاً ذا منهج مكتبي و آخر ذا منهج ميداني ليس مطلوباً واضحاً إلا في الدراسة الجيومورفولوجية، بل يمكن أن يدخل مصطلح آخر هو "المنهج المعملي" وكذلك "منهج النماذج" في تسمية مناهج الدراسة الجيومورفولوجية و ذلك امتداداً أو تفرعاً لما يعرف بالمنهج التجريبي empirique, expérimentale، لأن في الدراسات الجيومورفولوجية يتوقف تحديد المنهج المتبع على إبعاد الموضوع، والبيانات المتاحة، و وسائل البحث التي يمكن اتباعها.

   مما سيق يتبن أن هناك مناهج و إن كانت تقليدية فهي لا تزال تسترعي النظر لأنها طرق لا تزال تنتشر في كثير من الدراسات من ناحية، و لأنها ذات صلة مباشرة بالبحث عن السبب و الأصل genèse من ناحية أخرى، و هو ما يعطيها أهمية بالغة في البحث الجيومورفلووجي بوجه خاص و أهمها المنهج أو الطريقة الاستقرائية الإستنتاجية inductive ، ومنهج أو طريقة الفرض المسبق déductive والمنهج أو الطريقة التحليلية analytique الطريقة الاستقرائية الإستنتاجية و يقصد بها تسلسل الحقائق العلمية بترتيب منطقي بحيث تؤدي كل حقيقة إلى فهم ما يليها لنصل في النهاية إلى النتيجة حيث تستخدم الاستنتاجات الميدانية و غير الميدانية و الخبرة أثناء المناقشة بحيث تتجمع الحقائق و الاستنتاجات في تسلسل يؤدي إلى الخروج بالنتيجة.

   ولتكون هذه الطريقة جيدة يشترط فيها أن تقوم على ملاحظات ميدانية وفيرة جداً وخلفية علمية مناسبة مع عدم التحيز إلى فرض مسبق فهي طريقة جيدة في المناقشة المختصرة أو ملخصات البحوث الجيومورفولوجية المعقدة كجيومورفولوجية بنية الزمن الرابع و تشكيل المصاطب. فإن لم تحترم الشروط السابقة ستكون النتائج قابلة للانتقاد و غير محبذة وتكمن الأسباب الرئيسية لذلك في قلة الملاحظات الميدانية و البيانات الأساسية الكافية، أو الخطأ في بعض هذه الاستنتاجات و البيانات، أو التحيز لفكرة أو فرض شخصي. و يدخل ضمن هذه العراقيل أيضا قلة وسائل البحث المناسبة. 

طريقة الافتراض المسبق أو طريقة الاستدلال القياسي تقوم هذه الطريقة على تصور مبدئي بأن ما حدث أو ما يوجد في منطقة ما هو شبيه أو مطابق لنظام معين أو يطابق نظرية معينة . 

   وهكذا بعد جمع البيانات المختلفة و الاستنتاجات الميدانية تقارن هذه البيانات و الاستنتاجات بعناصر الافتراض المسبق لقياس مدى توافقهما أو تطابقهما ولكن عادة ما يبقى الفرض المسبق متحكماً في المناقشة بحيث ينتهي الباحث إلى إثبات أو محاولة إثبات التوافق بين ما هو موجود وما هو مفترض أصلاً. استعملت هذه الطريقة من طرف عدد كبير من الحيومورفولوحيين وفي مقدمتهم" ديفز W.M.Davis الذي اتصفت كتاباته بهذا الوصف في الدورة الجيومورفولوجية التي اقترحها حيث تبدو بوضوح سمات القياس بدورات تحدث في مظاهر أخرى غير جيومورفولوجية.

   قام ديفيز باستنتاج التتابع النظري للحوادث ابتداء من سطح أولى مفترض ثم بحث في أشكال مظاهر سطح الأرض Landscap عن أمثلة للمراحل المختلفة وما يرتبط بها من تفاصيل ليؤكد نظرية الدورة بمراحلها، ومع ذلك فلا تخلو بعض كتابات ديفز من سمات الطريقة التحليلية.

   تصلح على العموم هذه الطريقة في البحوث والدراسات العامة التي تتناول مناطق شاسعة أو ظواهر كبرى و لكنها لا تصلح للبحوث التفصيلية لأن في هده الأخيرة يفضل أن تكون الاستنتاجات الميدانية والبيانات الأساسية للظاهرة المدروسة في المنطقة هي ما يتحكم في التحليل وفي استخلاص النتائج . ومما سبق يتضح أن الطريقتين السابقتين تشتركان في أحد العيوب وهو أن النتيجة التي يتم التوصل إليها هي احتمال واحد أو فرض واحد، لكن الطريقة الأولى أفضل نسبياً من الطريقة الثانية لأن الاستنتاجات والبيانات الأساسية هي التي تتحكم في التحليل و الخروج بالنتيجة على خلاف الفرض المسبق الذي يتحكم في الطريقة الثانية أو يؤثر على الأقل في البيانات والاستنتاجات التي تجمع للمناقشة و التحليل مما يحدث تحيز في مراحل البحث بما يوافق الفرض المسبق. 

الطريقة التحليلية analytique تتلخص هذه الطريقة في جمع الاستنتاجات والحقائق المختلفة ثم تنسيق هذه الاستنتاجات والحقائق مع إجراء مناقشة استنتاجية منطقية و عرض جميع الحقائق و الاستنتاجات مع الإشارة إليها، و في مجرى المناقشة تقارن الاستنتاجات والحقائق بالاستنتاجات المنطقية لتبين مقدار التوافق بين الاستنتاجات و الحقائق من ناحية والاستنتاجات من ناحية أخرى ولكنه كثيراً ما يتطلب الحال البحث عن حقائق جديدة وملاحظات أخرى للفصل بين احتمالين أو أكثر من الاحتمالات أو الفروض التي أخذت تزداد حجماً، وفي النهاية يبرز الاحتمال أو الفرض الأكثر احتمالاً.

   عيب هذه الطريقة يكمن في وجود أكثر من فرض أو احتمال مرجح، و مع ذلك تعتبر هذه الطريقة أفضل الطرق الثلاث من حيث الدقة و قلة التحيز الشخصي، ولكنها أكثر الطرق صعوبة لأن الباحث عليه أن يتبع كل ما يجد من سبل ممكنة لجمع أكبر قدر من الحقائق و الاستنتاجات الأساسية ليتوصل إلى الافتراضات أو الاحتمالات المختلفة حيث يرجح بعض هذه الافتراضات أو الاحتمالات في ضوء كثرة و قوة ما تحتويه من حقائق. تجعل هذه الطريقة الباحث يسلك خطوات في بحثه قد لا تأتي بفائدة أو نتيجة مباشرة أو محددة كثيراً ما تؤدي إلى زيادة طول الوقت اللازم لإنجاز البحث من ناحية وكثرة الكتابة والرسوم التي تعرض للقارئ من ناحية أخرى .


طريقة أو منهج النظم systèmes التي طالب بعض الجيومورفولوجيين حديثا إدخالها في البحث الجيومرفلوجي، تعتبر هذه الطريقة في الأصل فكرة لعلماء الطبيعة و تميزها بعض التطبيقات الهندسية و الطبيعية اقترحت من طرف ستريلر Strahler A.N. في سياق ما سعى إليه من نشر للوسائل الكمية في البحوث الجيومورفولوجية، كما قام تلميذه تشورلي R. Chorley. يفرق المهتمون بهذه الطريقة أو الفكرة بين نوعين من النظم :

النظام المغلق والنظام المفتوح ، والفرق بين النظامين أن حدود النظام المغلق واضحة ، و لا تخرج المواد أو الطاقة عن هذه الحدود ، على غير ما هو في النظام المفتوح الذي له إيراد أو داخل entrée و منصرف أو خارج sortie. ويشبه البعض الدورة الجغرافية التي اقترحها ديفز Davis بالنظام المغلق نظراً لأن لها بداية ونهاية واضحتين. فالبداية ارتفاع في سطح الأرض لا تحدث أثناءه تعرية هامة تتوفر معه الطاقة القصوى، ثم تأخذ التضاريس والطاقة في القلة تدريجياً حتى تصبح الطاقة أقل ما يمكن في نهاية الدورة . 

  ومع أنه يمكن أن تحدث زيادة مؤقتة في الطاقة نتيجة للتجديد فان هذا يعتبر وضعاً مؤقتاً. والحالة الوحيدة التي تمثل التعادل الحقيقي في هذا النظام المغلق هي نهاية الدورة عندما يتكون السهل التحاتي. أما النظام المفتوح فتتجدد فيه الطاقة مع إزالة المادة باستمرار ويتحقق التعادل عندما يتساوى دخول و خروج الطاقة وعندما تتميز المنطقة بالتوافق أو الانضباط مع كمية الطاقة التي تمر، وينعكس هذا التوافق أو الانضباط في إبعاد و خصائص المنطقة أو الشكل موضع الدراسة، كما يتحقق ما يعرف بالتعادل الديناميكي عندما تتميز الخصائص أو العناصر التفصيلية بالانضباط أو التوافق مع القوى التي تؤثر في تلك الأشكال. 

  يمكن أن يؤخذ المجرى النهري كمثال للنظام المفتوح، فالمجرى تتمثل فيه عدة متغيرات مثل التصريف، و خصائص الحمولة، وخصائص القاع ، وانحدار القطاع الطولي و لا يتحكم النهر بنفسه إلا في عددا قليلا من هذه المتغيرات. و أكثر هذه المتغيرات أهمية وأكثرها انضباطاً هي الخصائص التفصيلية للقاع التي تتغير بصورة أسهل من تغير انحدار القطاع الطولي مع ملاحظة أن هذا الأخير يمكن أن يعدل بمرور الوقت، وكذلك الحال بالنسبة لحجم الحمولة أي أن هناك عوامل أو متغيرات أخرى لا تدخل مباشرة ضمن المجرى كنظام تؤثر في القطاع الطولي والحمولة. ولتوضيح ما سبق ذكره نقدم عينة من دراسة السفوح ترتبط بانزلاق التربة فوق منحدرات السفوح (حركات بطيئة) سيناريو العملية يتمثل في الشكل 3أ و3ب ثم الشكل 4 حيث تنطلق العملية ثم الشكل 5 الذي يمثل المرحلة النهائية لعملية الانزلاق الأرضي. فقد ساعدت هذه الدراسات على تعضيد الجانب الكمي كوسيلة بحث وعلى محاولة إدخال طريقة النظام في البحث الجيومورفولوجي. 

  إذا تعمقنا في التحليل يتضح لنا أن ما يقال مثلاً عن أن ما يوصف بالنظم الجيومورفولوجية هي في أغلبها نظم مفتوحة ، هو قول غير سليم، فهذا حكم مسبق على النظم الحقيقية، ولا يصح أن نحكم بذلك قبل الوقوف على العناصر والمتغيرات الفعلية في كل نظام حقيقي. و بعبارة أخرى يمكن القول أن الجيومورفولوجيا كانت تعاني من غموض كبير في تفسير الظواهر والعمليات و التعقيد في الأشكال فلا يصح أن ننتقل جزافاً إلى التعميم في وصف الأشكال أو الأقاليم الجيومورفولوجية بأنها نظم، و أنها من النوع المفتوح أو من النوع المغلق فهذا يذكرنا بالهجوم الذي يشنه البعض على المنهج الديفيزي من حيث أنه يدخل تحت ما يوصف بمنهج الفرض المسبق déductive . إن افتراض الأشكال أو الأقاليم الجيومورفولوجية كنظم مفتوحة أو مغلقة قبل الدراسة الدقيقة للبيانات الميدانية وغير الميدانية المتنوعة يدخل منهج النظام تحت منهج الفرض المسبق مهما كانت أعماله كمية . 

   و فضلاً عن ذلك فإن ما يوصف بالنظام الجيومورفولوجي سواءً كان مفتوحاً أو مغلقاً من المفروض أن تكون له حدود طبيعية، وهذا ما يذكرنا بمشكلة وضع حدود للأقاليم، ونذكر في هذا السياق أن الحوض النهري مثلاً يؤخذ كنظام، وفي نفس الوقت يمكن اعتبار المجرى الرئيسي أو أي مجرى آخر بالحوض نظاماً هو الآخر، أي أن النظم تتداخل كالأقاليم ربما بعلاقات أكثر غموضاً وتعقيداً ولذلك نشير إلى الاستنتاجات التي يمكن أخذها بعين الاعتبار في كثير من البحوث الجيومورفولوجية هي كما يأتي :

1 - يمكن اتباع المنهج الإقليمي في الدراسة الجيومورفولوجية إذا كانت هذه الدراسة تتناول منطقة شاسعة المساحة وتشير البيانات الأولية فيها على أنها تشكل إقليماً جيومورفولوجياً خاصاً على الأقل، كما يمكن اتباع هذا المنهج في دراسة مساحات أوسع كأجزاء من الدول أو حتى العالم إذا توفرت بيانات كافية لإجراء بعض التصنيفات الإقليمية، مع العلم أنه كلما اتسعت منطقة الدراسة ينبغي توقع الصعوبات وأوجه النقص، و من هذه الصعوبات مثلاً وجود حدود سياسية تقطع امتداد بعض الأقاليم، فمن المعروف أن الخرائط اللازمة والبيانات الرسمية التي قد تفيد في هذه الدراسة و يتيسر الحصول عليها بالنسبة لدولة ما قد يصعب الحصول عليها من دولة مجاورة، كذلك من الصعوبات الأساسية في دراسات المناطق الواسعة انه عند التصنيف الإقليمي يجد الباحث بعض الصعوبة إذا تضمنت مبادئ تقسيمه جانباً أو جوانب تتعلق بأصل الأشكال أو الظواهر التي يقوم عليها التقسيم، ذلك أن كثيراً من المبادئ الجيومورفولوجية ما زالت موضع نقاش، فضلاً عن إمكانية الوقوع في أخطاء حول أصل وتطور الظواهر والأشكال المدروسة.

   فقد نجحت بعض التقسيمات الإقليمية القائمة على أسس مناخية، أو مناخية ونباتية، أو سكانية مثلاً، نظراً لوضوح البيانات التي يقوم عليها التقسيم ولتوفر هذه البيانات والاتفاق عليها إلى حد كبير، بينما نجد ذلك لا يتوفر في البيانات والدراسات الجيومورفولوجية ذات المجال الواسع.

2- إذا كانت الدراسة تتناول جيومورفولوجية إحدى المناطق الصغيرة نسبياً فينبغي على الباحث أن يقوم بدراسة ميدانية كثيفة بقدر استطاعته، فالدراسة الميدانية إذا لم تكن ممكنة بالنسبة لدراسات المناطق الواسعة فهي ممكنة وضرورية بالنسبة للمناطق الصغيرة، وتكمن هذه الضرورة في أن الدراسات الميدانية تثمر باستنتاج بيانات جديدة يعتمد عليها أكثر ما دامت المنطقة لم تدرس من قبل بنفس الاهتمام وبالوسائل المتوفرة.

   أكدت الدراسات أن أغلب الاستنتاجات الميدانية تخص منطقة الدراسة ذاتها وقد لا تؤدي هذه الاستنتاجات إلى تعديل أو تغيير افتراضات أو أفكار سابقة عن المنطقة وما شابهها، إلا أن هناك من الدراسات ما يمكن أن تضيف جديداً عن المنطقة وعن مناطق مجاورة أو حتى بعيدة.

   وكثيراً ما تكون نتائج الدراسات الميدانية الكفأة أساساً جيداً للدراسات المقارنة، ومن الواضح أن هذه الدراسات المقارنة لا تساهم فقط في تحديد مقدار التشابه و الاختلاف بين منطقتين و إنما هي كذلك من دعائم الدراسات الإقليمية الواسعة النطاق.

3- بعد أن أصبح هناك ما يعرف بالمنهج الكمي صار اتباع الوسائل الكمية في الدراسة الجيومورفولوجية لمنطقة ما أو لموضوع ما أمراً طبيعياً محبذاً و أدى ذلك إلى تطور استعمال الوسائل الكمية تطوراً كبيراً حيث استحسنها البعض كثيراً مما أدى إلى إطلاق وصف المنهج الكمي على الدراسات الجيومورفولوجية التي تستعمل مجموعة الوسائل الكمية اللازمة. 

  بل أن اتباع جانب من هذه الوسائل قد وصف بمنهج النظم approche des systèmes لدى بعض الجغرافيين ، وبغض النظر عما إذا كان من الصواب إطلاق كل هذه الأوصاف على كلمة منهج فإن استعمال الوسائل الكمية أصبح مفضلاً لمسايرة الاتجاه الغالب في دراسة بعض الجوانب الجيومورفولوجية، إلا أن ذلك لا يعني إمكان استعمالها في كل التفاصيل أو حتى في بعض المواضيع الأساسية، كما أن ذلك لا يعني بالضرورة سلامة الخطوات والنتائج في كل المواضيع التي تعالج كمياً. و الواقع أن أهم تأثير أو نتيجة لاستعمال الوسائل الكمية في البحوث الجيومورفولوجية هو زيادة تأكيد وتمحيص لما هو صحيح وما هو خطأ في البحث، لأن البيانات اللازمة لإجراء التحليلات الكمية هي بيانات رقمية لموضوعات الدراسة الجيومورفولوجية، كبعض البيانات عن الجوانب البنيوية، أو عن تفاصيل الشكل أو عن عوامل وعمليات التعرية ، إذ من  أهم مصادر هذه البيانات الرقمية اللازمة للوصف و التحليل و الاستخلاص الكمي، الخرائط التفصيلية، و الصور الجوية و القياسات الميدانية هذا فضلاً عن بعض البيانات الرقمية المناخية والهيدرولوجية و الجيولوجية، التي قد تكون متوفرة دون نسيان بنك معطيات صور الاستشعار عن بعد حديثاً.

  ومن الجدير بالذكر أن التنميط الكمي بين أن دراسات النماذج modèles قد أخذت في الازدياد بهدف دراسة تأثير بعض عوامل وعمليات التعرية بصفة خاصة، وبغض النظر عن صعوبة تمثيل العوامل و العمليات و شكل سطح الأرض عن طريق النماذج تمثيلاً مقنعاً فإن كثيراً من نتائج هذه الدراسات يمكن أخذها كدليل على وجود عوامل وعمليات متشابهة نسبياً في منطقة الدراسة بالإضافة إلى إمكانية استخلاص بعض القوانين الطبيعية التي قد تؤدي إلى تعديل بعض المبادئ أو الأفكار السابقة. ومن الواضح أنه يمكن إدخال دراسات النماذج ضمن المنهج الكمي أو على الأدق ضمن الوسائل الكمية التجريبية، كما أنه لا مانع من تسمية ذلك بمنهج النماذج. قد سبق القول أنه لا يمكن استعمال الوسائل الكمية إلا في بعض المباحث أو الدراسات لأنه ليس من السهل توفير البيانات الرقمية الكافية لكل مجال البحث أو الدراسة كما أنه ليس هناك اتفاق فعلي على نمط أو طرق محددة للمعالجة الكمية للمواضيع المختلفة، هذا مع استثناءات قليلة أهمها تحليل شبكات التصريف المائي و منحنى الأعماق المائية والانحدار العام و تحليل السفوح وغيرها مما يعتمد على الخرائط التفصيلية الطبوغرافية وغيرها.

   تعتبر المواضيع السابقة الذكر فرصة في متناول الباحث الجغرافي لاتباع الطرق الكمية في التحليل و البحث، و بإيجاز يمكن القول انه يصح للباحث الجغرافي أن يختار من الوسائل الكمية المختلفة ما يناسب بعض نقاط بحثه مع أنه ليس عيباً إذا لم يتبع أياً منها عندما يجد أنه لا توجد إمكانية لتطبيق وسيلة كمية مناسبة، أو يعتمد على نتائجها. في نهاية الحديث عن الوسائل الكمية يجدر بنا أن نذكر بعض مزايا و مساوي البحث الكمي فمن مزايا اتباع هذه الوسائل الكمية ما يأتي :

أ - التعبير الرقمي أكثر تحديداً من التعبير عن الكم بالتقريب. فالنسبة المئوية مثلاً أو القيم الإحصائية كالمتوسط و الانحراف أدق تعبيراً مما لو قلنا " قليل" أو بعض" أو " كثير" أو " كثيراً جداً" ... الخ . ويفيد التعبير الرقمي المحدد في أخذ فكرة محددة عن العنصر الجيومورفولوجي المدروس . 

ب – تعتبر المقارنة الكمية في بعض الظواهر أكثر دقة من المقارنة اللفظية، ومن المعروف أن المقارنة من أهم ما يعنى به الجغرافي، كما أنه من الطبيعي أن تكون المقارنة الرقمية فضلاً عن دقة مدلولها ذات فائدة في اختصار أو إيجاز المقارنة. 

ج - تفيد الوسائل الكمية في تقوية صلة الجيومورفولوجية ببعض الفروع العلمية الطبيعية الأخرى التي تستخدم هذه الوسائل، وهذا مما يثري البحوث والكتابات الجيومورفولوجية بمعايير مصطلحات كمية تفيد على نحو ما ذكر في النقطتين السابقتين، فضلاً عن سرعة متابعة الجيومورفولوجية لنتائج الدراسات الطبيعية الأخرى في علم المياه، والطبيعة، والكيمياء وغيرها.

   ولكن هناك بعض الأخطار في اتباع الوسائل الكمية في الجيومورفولوجية منها ما يأتي :

أ - التعبير الرقمي الذي نخرج به من تحليل كمي بطريقة ما يوحي بالدقة على حين أن ذلك قد لا يتوفر في كل الحالات. فالأرقام الأساسية التي تقوم عليها المعالجة الكمية قد تكون تقريبية بل قد تتضمن بعض الأخطاء.

ب - الوسائل الكمية لا تعطى في حد ذاتها تفسيرا للظواهر أو العناصر المعنية، فالصحيح أنها قد تشير إلى وجود ظاهرة أو خاصية معينة ولكنها لا تشير إلى أسباب حدوث أو وجود تلك الخاصية وعلى الباحث أن يحاول بما أوتي من أساسيات البحث الأخرى ومن خلفية علمية أن يجد التفسيرات المرجحة لهذه الظاهرة أو الخاصية.

- يلاحظ أنه قد يحدث خطأ أثناء التحليل أو التعبير أو المقارنة الكمية وهناك عدة أسباب لذلك من بينها قلة الإلمام نسبياً بالأسس الرياضية والإحصائية عند الجغرافيين. ومن بين الأمثلة التي تشير إلى احتمال الخطأ - حساب كثافة التصريف النهري دون إدخال مقياس رسم الخريطة في الحسبان -. كذلك عدم كتابة كثافة التصريف على النحو الصحيح وهي المسافة الطولية / المساحة المربعة مثلا (5 كم ط / 1 كم مربع).

   كذلك فإن هناك من حالات الارتباط ما يكون ارتباطاً مزيفاً فعلى سبيل المثال قد تجد ارتباطا بين خاصيتين مع أن أياً منهما لا تؤثر في الأخرى، على حين أن كلتيهما تتأثران بعنصر أو خاصية ثالثة أو حتى مجموعة عناصر أو خواص أخرى. مثال ذلك ارتباطا زيادة كثافة التصريف في الحوض النهري بارتفاع مراتب المجاري النهرية. ومن الواضح أن الكثافة ليست سبباً في رفع المراتب كما أن ارتفاع المراتب ليس سبباً في زيادة الكثافة. والواقع أن كليهما يتأثر بمجموعة متغيرات أخرى الخ..

4 – يعتبر العامل و العمليات في دراسة التعرية جزء لا يتجزأ من البحث الحيومورفولوحي، ولا يجوز في كثير من الأحوال أن تهمل دراسة العامل أو تفصله عن دراسة العمليات التي يقوم بها. فمثلا دراسة سرعة الرياح السطحية حسب الاتجاهات المختلفة جانب أساسي لتفهم العمليات المرتبطة بذلك، لأن دراسة سرعة الرياح من الاتجاهات المختلفة لا تقتصر على التوضيح أو التفسير المفصل لبعض عمليات النقل والنحت والترسيب التي تحدث للحبيبات الرملية بل تساهم أيضاً في تفسير توزيع الأشكال الرملية المختلفة والأسطح الصخرية العارية وغير ذلك من الظواهر الواسعة النطاق .

   كما أنه لا يمكن فهم عمليات التفكك الصخري بسهولة دون دراسة للمدى الحراري اليومي والسنوي، وعدد مرات انخفاض الحرارة إلى ما دون صفر درجة المشكل لظاهرة تكون الصقيع. ومن البديهي أنه لا يمكن تفسير العمليات التي يقوم بها نهر ما سواء كانت عمليات نحت أو نقل أو إرساب إلا إذا تضمنت الدراسة ما يتعلق بقدرة النهر و جريانه و شكل قطاعه الطولي وقطاعاته العرضية و بنية حوضه الجيولوجية الخ… 

   إلا أنه من الضروري أن ترتكز الدراسة على خصائص العامل التي تؤثر في طبيعة العمليات حسب نتائج الدراسات و الخبرة الميدانية. و من الأفضل أن تتحاشى الدراسة الشاملة التي لا أهمية لبعض جوانبها في شرح العمليات التي ترتبط بعامل التعرية كعلاقة الحرارة بالضغط مثلاً أو الرطوبة النسبية لأن هذه العلاقة ثانوية بالنسبة للدراسة الجيومورفولوجية عادة. 

   واعتبارا لما سبق تجدر الإشارة إلى تبيان بعض جوانب الدراسة الميدانية بشكل موجز..

بعض جوانب الدراسة الميدانية: تنحصر لدى الجيومورفولوجي أربع مواضيع أساسية عند تعرضه لدراسة أشكال مظاهر السطح المتعددة الظواهر والتي يجب أن يهتم بها في الدراسة. وهذه الجوانب الأربعة هي: خصائص البنية - العامل والعمليات - الشكل - التطور الجيومورفولوجي يقوم أثناء هده الدراسة بتسجيل أكبر قدر ممكن من التفاصيل الميدانية التي ترتبط بالموضوع. كما يعطي اهتماماً خاصاً لما هو غامض أو غير مؤكد في خرائطه التي أسقطت من الصور الجوية والخراط الطبوغرافية والجيولوجية ويحاول أن يجد الإجابة على الاستفسارات التي سجلها أثناء تحليل الخرائط والصور الجوية. 

  كما ينبغي عليه إجراء القياسات أو أخذ العينات وإسقاط مخططات تفصيلية لهذه الأشكال أو الظواهر لأن هذه البيانات قد تضيف شيئاً جديداً عن منطقة الدراسة وقد تكون بعض الأشكال أو الظواهر ذات أهمية خاصة رغم صغر حجمها، ويمكن الإشارة هنا إلى بعض الخطوات المتبعة في الدراسة الميدانية هذا مع ملاحظة أن ذلك لا يغطي إلا جزءاً فقط مما يمكن القيام به أثناء الدراسة الميدانية في المناطق المختلفة، أي أن ما يأتي ذكره في النقاط التالية هو إطار عام لما يمكن عمله بصفة عامة في كثير من المناطق وليس في كل المناطق. 

1- خصائص البنية التضاريسية: يولي الجيومورفولوجي اهتماماً خاصاً بالبنية من حيث الجوانب التي تؤثر و تتأثر بالتعرية وهكذا فهو يسجل كل ما يمكنه من بيانات عن هذين الجانبين. ومن أهم ما يسجل ما يأتي :

أ- حصر و تصنيف درجة ميل الطبقات واتجاهه في أكبر عدد من المناطق مع الاهتمام بالميل المرتفع ويستعمل في حسابه البوصلة المعروفة و المحتوية على مقياس الميل و الانحدار. يسجل موقع القياس واتجاه الميل بدقة على الخرائط التمهيدية التي سبق إعدادها مع إبراز التنافر و التطابق في الأشكال التضاريسية بين انحدار السطح و ميل الطبقات الجيولوجية مع توضيح ما إذا كان الاختلاف بينهما ناتجا عن، النحت أم عن الإرساب.

ب- يدرس بدقة سمك الطبقات الرئيسية في المنطقة و مقدار وضوح الآفاق الطباقية بين الطبقات المختلفة، و كيفية الانتقال بين الطبقاتِ .. الخ مع ربط هذه العناصر بشكل سطح الأرض عن طريق الملاحظة الدقيقة. تصنف أنماط الانحدارات في السفوح و تربط بنفس الاستنتاجات السابقة ويبحث عن علاقاتها بسطح عدم التوافق إن كان ظاهراً. و في هذا الصدد تؤخذ ملاحظات دقيقة عن سطوح عدم التوافق إن وجدت من حيث أهمية هذه السطوح في تسهيل التعرية حسبما يتبين من خصائصها الميدانية طبقاً لمظهر التفكك والتحلل أو النحت الذي أصابها مع تفصيل نوع و حجم التوضع والمفتتات الموجودة بها و مدى تماسك هذه المفتتات أو التوضعات أو الرسوبات. تستغل هذه المعطيات الميدانية ذات البيانات المباشرة مع نتائج تحليل العينات مخبرياً في معرفة وتتبع الظروف القديمة التي تشكل أثناءها سطح عدم التوافق.

ج- تسجل كل الملاحظات و الاستنتاجات المرتبطة بالبنية الرئيسية والثانوية للمنطقة. فكثيراً ما يجد الباحث نظاماً أو أكثر من نظم المحاور البنيوية ذات اتجاهات محددة ينبغي قياسها بالبوصلة. ومن المهم أن يقاس الفاصل بين المحدبات والمقعرات التضاريسية و علاقاتها بمحاور الانكسارات و العيوب القشرية، ويسجل وجود وعدم وجود الرسوبات المتوالية حسب نوعها وحجمها و عمقها عن السطح مع أخذ بعض العينات المميزة منها للفحص المجهري والتحليل المخبري. كما يسجل للباحث ما يظهر له من ارتباط نظام أو نظم تضاريسية بأشكال سطح دقيقة مثل الأغوار و تقطع السطح في أشكال ثانوية طولية أو شبه مستديرة و وجود الشقوق والشروخ المختلفة في السطح الخ… ويكون ذلك بوصف دقيق ما أمكن.

د- يسجل الباحث ملاحظاته عن درجة مقاومة الصخر للعمليات المختلفة، وعن نوع العمليات التي يمكن أن يتأثر بها الصخر أكثر من غيرها طبقا لخصائصه الليثولوجية. فعلى سبيل المثال يمكن تقدير درجة الصلابة بطريقة الخدش، وكذلك بوصف إمكانية كسره بالمطرقة أو فركه باليد الخ… فذلك مما يوضح شيئا عن قابليته للنحت. كما ينبغي تقدير درجة المسامية و النفاذية و غيرها من الخصائص تبعا للوسائل الموجودة. ومن الضروري أن تجمع بيانات ميدانية تفصيلية عن التركيب الكيماوي و المعدني للصخور بأخذ عينات منها لتحليلها في المخبر لهذا الغرض. 

2- خصائص العامل والعملية: من المؤكد أن كثيراً من خصائص العامل لا يمكن فصلها عن دراسة العملية أو عن الدراسة الجيومورفولوجية طالما أن تلك الخصائص لها تأثيرها في تشكيل السطح كما توضح ذلك هذه لأمثلة عن حركة الرمال و سرعة المياه. إن دراسة حركة الرمال بما فيها الكثبان الرملية أو ما يسمى بالتذرية ترتبط ارتباطاً قوياً بسرعة هبوب الرياح من الاتجاهات المختلفة، كما أن هناك ارتباطاً قوياً بين سرعة تيار المياه و حجم المفتتات التي ينقلها النهر.

   وما يجب ذكره أن كثيراً من البيانات الخاصة ببعض العوامل الخارجية يمكن الحصول عليها من مصادر رسمية أو من دراسات أخرى إذا تصادف أن توفرت بعض القياسات عن منطقة الدراسة كما هو الحال في بعض البيانات التفصيلية عن الحرارة و التساقط والرياح أو بعض القياسات المائية ومعدلات تصريف الأنهار و ما تحمله من مادة صلبة من الطمي والصلصال. ونظراً لكون الدراسات الجيومورفولوجية تحتوي على دراسات تفصيلية يجب مراعاة ملاحظتين:

الملاحظة الأولى - ينبغي أن تكون جميع البيانات المتوفرة من مصادر رسمية أو دراسات سابقة مرتبطة بعامل أو عوامل موجودة في منطقة الدراسة ومعبرة عنها، أما ما قد يعرض من عوامل في مناطق مجاورة أو بعيدة لا يكون إلا على سبيل المقارنة .

   وعلى سبيل المثال إذا كنا بصدد دراسة الحمولة في جزء من الأنهار ينبغي أن تكون القياسات المتوفرة في نفس ذلك الجزء من النهر وليست لأجزاء بعيدة عنه. كذلك إذا كنا بصدد دراسة شكل كثبان رملية وتقدمها في منطقة ما فمن الضروري أن تكون القياسات المتوفرة لنفس كثبان المنطقة التي ندرسها الخ…. ولهذا فإذا لم تكن هناك بيانات كافية عن منطقة الدراسة (وهو ما يحدث غالبا) ينبغي أن يقوم الباحث بإجراء التحليلات والقياسات اللازمة بنفسه.

والملاحظة الثانية أنه فضلاً عن ضرورة الإلمام بكل ما أنجز من أبحاث و طرق لقياس تأثير العوامل في الدراسات السابقة فلا مانع من أن يفكر الباحث في خلق طريقة تتناسب مع قياس تأثير العوامل في ميدان دراساته على أن تكون معايير القياس سليمة. فمما يذكر في هذا الصدد أن بعض وسائل البحث الميداني الجيومورفولوجي الخاصة بقياس تأثير العامل هي من تصميم الباحثين في أغلب الأحيان . وغني عن الذكر بطبيعة الحال أنه توجد العديد من الأجهزة و الوسائل المتفق عليها لقياس تأثير بعض العوامل، إلا انه لا زال هناك الكثير من التأثيرات التي تحتاج إلى وسائل ميدانية جديدة.

الخلاصة

   تعرضت المدارس الجغرافية العالمية في السنوات الأخيرة إلى عواصف التجديد الفكري في محتوى مناهجها ووسائل طرقها من أجل الوصول إلى الدقة في التحليل والحكم على الظواهر ما عدا في بعض البلدان المتخلفة وهو ما دفعنا من خلال هذا العرض القصير أن نبرز ما يميز منهج البحث الجغرافي و خاصة منه الجيومورفولوجي وما تعرض له من تقلبات وتغيرات تستدعي من الباحث التطور السريع ومواكبة التقدم العلمي حتى يتمكن من مسايرة العلوم الأخرى المنافسة له بطرقها ومناهجها و مباحثها كعلم التربة والجيولوجيا والإيكولوجيا والهيدرلوجيا وغيرها من العلوم المجاورة التي تقرض يوميا مجال البحث الجغرافي وأهله في ارتخاء وتقوقع ضمن مفاهيم أدبية ووصفية جعلوا من برامجها التعليمية في كل المراحل في أدنى مستوى بحيث أصبح من العسير مواكبة التطورات المتسارعة في هذا العلم في الدول المتقدمة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا