أثر التدفق السكاني على التمدين ضواحي الدار البيضاء
حالتي بلديتي تيط مليل ومديونة
إعداد
عبد العالي الجرماطي
تخصص ماستر الدينامية الحضرية
ضواحي المدن والتنمية المستدامة
كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية
جامعة الحسن الثاني
تحت إشراف
الأستاذ أحمد آیت موسی
ومناقشة الأستاذ محمد انفلوس
المقدمة
تعتبر حركة التمدين التي يشهدها المغرب كما هو الشأن بالنسبة لأغلب الدول النامية ظاهرة ديموغرافية بالأساس: فحركية السكان كسلوك إنسانی مستمر في الزمن - وما ينتج عنها من وضعيات في أشكال استغلال الأرض وتباين في أنماط التعمير وتحول في الوظائف والأنشطة، تخضع لعوامل متداخلة ومتراكبة وتتباين من مجال إلى مجال بأبعاد وأشكال مختلفة طبعت المدن الكبرى و بتحولات عميقة و أكدت من جهة ارتفاع ساكنة العالم ومن جهة أخرى توجه استقرار غالبيتها بالمدن والحواضر بطريقة انتشارية وبوتيرة جد سريعة .
تعتبر حركة التمدين التي يشهدها المغرب كما هو الشأن بالنسبة لأغلب الدول النامية ظاهرة ديموغرافية بالأساس: فحركية السكان كسلوك إنسانی مستمر في الزمن - وما ينتج عنها من وضعيات في أشكال استغلال الأرض وتباين في أنماط التعمير وتحول في الوظائف والأنشطة، تخضع لعوامل متداخلة ومتراكبة وتتباين من مجال إلى مجال بأبعاد وأشكال مختلفة طبعت المدن الكبرى و بتحولات عميقة و أكدت من جهة ارتفاع ساكنة العالم ومن جهة أخرى توجه استقرار غالبيتها بالمدن والحواضر بطريقة انتشارية وبوتيرة جد سريعة .
وارتبطت دينامية التوسع الحضري بالمغرب منذ بداية القرن العشرين بدخول المعمر الذي ساهم في إحلال نمط جديد في تعامله مع المجال واثر في تغير معالم المدن وبنية المجتمع بكل مكوناته وفي تشكيل التراب المغربي وهيكلته على وجه الخصوص. فبعد أن كانت المدن المغربية تعيش حبيسة الأسوار وعلى إيقاعات الوظيفة الإدارية والمخزية و اقتصرت المبادلات التجارية على المسالك والطرق الداخلية وعلى المدن والمراكز ذات البعد الأفريقي العميق، وكان التصنيع يعتمد بالأساس على الحرف التقليدية، جاء قرار سلطات الاستعمار بعد معاهدة الحماية المتمثل في نقل العاصمة الإدارية من مدينة فاس العتيقة نحو الرباط وتعزيزها بمدينة القنيطرة بقاعدتها العسكرية وتقوية دور الدار البيضاء بتقوية تنافسية مينائها وتعزيزها بمدينة المحمدية ، ليعطى الانطلاقة لبداية تشكل جديد للتراب الوطني تتسم أهم معالمه بظهور نواة المتربول الوطني الكبير بقيادة مدينة الدار البيضاء وما مارسته من جذب للسكان وقوة استقطاب بفعل ديناميتها الاقتصادية الجديدة.
وساهم تظافر العوامل السياسية الاقتصادية والأحداث الداخلية والخارجية وعلى فترات متفاوتة محكومة بظرفيات خاصة طبعت تاريخ المغرب ، في جعل الدار البيضاء تعرف تحولات عميقة من حيث تطور وتنوع تشكيلاتها السكانية في تعدادها وتركيبتها ومن حيث تنامي أطراف المدينة وتضخم ضواحيها وبالتالي بروز المدارات الهامشية بكل مكوناتها من مراكز حضرية ثانوية عرفت بدورها تحولات كبري ساهم فيها مجال نفوذ المدينة بكل حمولته التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وبالرغم من ارتباط ظهور جل المراكز الضاحوية بمدينة الدار البيضاء بالفترة الاستعمارية التي أبانت جل الدراسات حولها على التباين والاختلاف من مركز إلى أخر من حيث أشكال التوسع على مستوى الهيكلة المجالية والحمولة البشرية فإنها في غالبيتها خلصت إلى اعتبار البعد الديموغرافي، وأساسا التدفق السكانی كحصيلة للحركات الهجرية بمثابة القاسم المشترك بينها والعامل الرئيسي في تحريك دینامیاتها وما يترتب على ذلك من حاجيات سكانية مسترسلة ومن تداعيات على كل المجالات المتاخمة لها والتي شهدت بدورها تحولات كبرى بديناميات متسارعة .
ونظرا لكون البحث في هذا المستوى من الدراسة لا يسع للتعاطي مع كافة أشكال توسع المدن وتمدين ضواحيها ومع كل ال میکانیزمات والعوامل المباشرة وغير المباشرة المساهمة في ذلك ، وبالتالي التحقق من كافة النماذج النظرية وإسقاطاتها الميدانية على مستوى الدار البيضاء وضاحيتها، فانی سأكتفي بالبحث من جهة : في المضمون الديموغرافي بحمولته الدالة في شقها الهجري المرتبط بالتدفقات السكانية وما لها من وقع مباشر على تحولات المجال ومن جهة أخرى الاقتصار على حيز من الضاحية له من الخصوصيات الظاهرة ما قد يساعدنا في ملامسة الجوانب النظرية ويسمح لنا بإبراز تجلياتها على مستوى الواقع الميداني حيث يتعلق الأمر هنا بإقليم مديونة على مستوى بلديتي مديونة وتيط مليل باعتبارهما إحدى المراكز المشكلة للمشهد الضاحوي البيضاوي وبالتالي التحقق من العوامل الأكثر مساهمة في تشكله وفي المسار الذي قطعه وبأى وتيرة وكذا أفاق اندماجه في الجسم الضاحوي البيضاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق