التسميات

الأحد، 14 أبريل 2019

الطرق الكارتوجرافية المثلى لتمثيل بعض المتغيرات الزراعية


الطرق الكارتوجرافية المثلى لتمثيل بعض المتغيرات الزراعية

المدرس المساعد

سماح صباح علوان الخفاجي

كلية التربية للبنات - جامعة بغداد 


مجلة كلية الآداب - جامعة بغداد  - العدد 96 - 2011 - ص ص 263 -

الملخص 

  تعد الخارطة واحدة من أهم أدوات الجغرافية الرئيسة في دراساته و أبحاثه كونها الوسيلة الوحيدة التي توضح توزيع الظواهر الممثلة و عناصرها على سطح الأرض تبايناتها و التي من خلالها يمكن ربط العلاقات بين تلك الظواهر الممثلة و تأثيرها على بعضها البعض و غالباً ما تستخدم طرقاً و وسائل تزيد من إيضاح المعلومات و البيانات الجغرافية و أبرازها. و لهذه الطرق ميزات و خصائص عند تحويل البيانات المتاحة لدى الباحث إلى لغة بصرية مدركة من قبل قراءة الخارطة، فجاء هدف في انتقاء الأمثل من تلك الطرق و المقارنة بينها للوصول إلى الغاية المرجوة من تمثيل تلك البيانات كارتوكرافياً و أعطاء صورة واضحة و دقيقة له.

Abstract 

  Is the map and one of the most important Tools key geographical study and research being the only way showing the distribution of phenomena represented and elements on the surface of the earth and its variations, and from which can be linked to the relations between those phenomena represented and their impact on each other and often use methods and ways to make the clarification of information and geographic data and highlighted. For these road features and properties when converting data available to the researcher to the language of visual aware of before reading the map, came the goal in selecting the best of these methods and compare them to reach the desired goal of the representation of such data Kartocraveaand give a clear and accurate.
المقدمة 

  طرق التمثيل الكارتوكرافي 

   تشكل الخرائط تخطيطاً لتمثيل محتوياتها بوساطة طرق التمثيل المعروفة بين الكارتوكرافيين لظاهرة ما سواء كانت طبيعية أم بشرية منتقية طرقا نوعية أو كمية. لذلك تعددت الأشكال الكارتوكرافية المستعمله لتمثيل البيانات نظراً لتعدد المواضيع الجغرافية التي تستعمل الخارطة أساساً لطبيعة عملها، و لابد للباحث أن يكون ملماً بأساليب التعامل مع تلك البيانات و كيفية تمثيلها على الخريطة التي تكون معبرة عنها و بن ثم يختار الأمثل من طرق التمثيل لتناسب الهدف الذي ابتغاه الباحث منها ليوصله إلى قارئ الخريطة. 

 تم استعمال عدة طرق لتمثيل بعض المعطيات لواحدة من المنتجات الزراعية المهمة في العراق لعام 2006 لا وهي التمور، ومن هذه الطرق طريقة النقاط و طريقة الخرائط البيانية و طريقة التدرج المساحي و طريقة خطوط التساوي، و سوف يتم استعراض هذه الطرق لاختيار الطريقة المثلى لتمثيل متغيرات موضوع البحث. 


1- التمثيل بطريقة النقاط: 

  تعد طريقة التمثيل بالنقاط من أقدم الطرق و الأكثر شيوعا في التطبيق لتمثيل البيانات المختلفه و يرجع ذلك لبساطتها و سهولة فهمها و إمكانية إظهار توزيع الظواهر الكمية المختلفة، إلا أن القيمة الإدراكية القياسية لهذه الطريقة ليست عالية، لذا يتفق الكارتوكرافيين على أن هدف هذه الطريقة معرفة شكل و نمط انتشار الظاهرة و صورة توزيعها بصورة أكبر من هدف معرفة القيم (1) وطريقة تمثيل الكميات بهذه الطريقة بسيطة جداً. لذا يتم اختيار مدلولاً كمياً للقيم المطلقة لظاهرة ما، و من ثم إجراء بعض العمليات الحسابية عليها ثم توقيعها داخل الوحدات الإدارية على الخارطة. و تم معالجة مشكلة توقيع النقاط باعتماد الدراسة على طريقة التوزيع غير المنتظم في مناطق تواجد الظاهرة في كل وحدة إدارية بالاستعانة على بعض الخرائط المتخصصة التي تساعد على إعطاء تصور عن المنطقة و تعين المصمم على تقدير أماكن تواجد الظاهرة المعنية خارطة (1) و يظهر من خلال قراءة و تحليل خارطة (1) التي اعتمدت على أساس كمي بأنها لا توضح الجانب الكمي الذي تمثله بقدر ما تظهر الفروق الاختلافات في التوزيع و تعكس بشكل واضح كثافة الظاهرة الممثلة و تبايناتها بين المحافظات التي تتواجد فيها زراعة النخيل في الوقت نفسه يمكن أن تعطي تصوراً واضحاً عن نمط انتشار زراعة النخيل في محافظات العراق. و هذا هو ما يميز طريقة التقاط عن باقي طرق التمثيل الكارتوكرافي. 


2- التمثيل بطريقة الخرائط البيانية: 

  تعرف الخرائط البيانية على أنها الخرائط التي تستعمل فيها الأشكال النسبية مهما كان نوعها كرموز للتعبير عن قيم أو كميات ظاهرة سطح الأرض الطبيعية و البشرية، إذ تتغير مساحة أو حجم الرمز الموضوعي تغيراً نسبيا حسب مقدار الكم الذي يمثله في المواضع المختلفة (2)

  و تستخدم الأشكال النسبية في تمثيل الظواهر الموجودة في نقطة معينة على الخارطة أو الظواهر المنتشرة على الوحدة المساحية للمنطقة الممثلة عليها(3) وهناك عدة أشكال منها الأعمدة و المنحنيات و الدوائر و المربعات و المثلثات النسبية، و تم استعمال شكلي الأعمدة و الدوائر النسبية في البحث لملائمتها موضوع الخارطة و شيوعها و سهولة التعامل مع شكليهما كونهما أكثر قبولاً في الاستعمال. 


1-2- الأعمدة النسبية: 

  هي أبسط أشكال الرموز النسبية و أسهلها تصميماً و تعد الوحيدة من بين الرموز ذات الشكل الخطي و ذات البعد الواحد ومن ثم فهي تمثل حجم الظاهرة من خلال أطوالها، و بذلك تكون سهلة الإدراك البصري للكميات التي تمثلها، و لكن طبيعتها الخطية تجعل أمر التوفيق بين الكميات المتفاوتة صعباً للغاية مما يضطر الكارتوكرافي اللجوء إلى بعض الطرق لحل تلك المشكلة و كذلك كلما زاد طول العمود أصبح التقييم البصري له أكثر ابتعاداً عن الموضع أو المنطقة الحقيقية للظاهرة مما يؤثر على إدراك عاديته لها و هذا ما يظهر في خارطة (2) هناك أنواع عدة من الأعمدة منها المنفردة والمقسمة والمزدوجة والمتضادة... الخ.


2-2 الدوائر النسبية: 

  هي من الأشكال ذات الأبعاد الثنائية التي تتناسب فيها مساحة الشكل مع كميات الظاهرة المراد تمثيلها. وتعد الدائرة من أكثر الأشكال شيوعاً لسهولة رسمها وتنفيذها ويمكن تقسيم الدائرة على قطاعات داخلية على أساس الزوايا الكلية وتمثيل أكثر من متغير للظاهرة نفسها. مثلت في البحث خرائط عدة بأساليب عدة كدوائر كاملة عبرت مساحتها عن كمية الظاهرة خارطة (3) (5) (6)  كما مثلت بدوائر مقسمة لتوضيح كميات وأصناف تلك الظاهرة خارطة (4).

  ومما يؤخذ على طريقة التمثيل بالدوائر النسبية هو القيمة القياسية المعتمدة لتحديد أنصاف أقطار الدوائر الممثلة لقيم الظاهر و التي ربما تؤدي إلى تدخل الدوائر مع بعضها و من ثم عدم القدرة على تقديرها بشكل صحيح من قبل القارئ أو إهمال القيم الصغيرة. و هنا يأتي دور الكارتوكرافي في تجريب و انتقاء أفضل القيم القياسية لتناسب قيم الظاهرة موضوع بحثه. 


3- التمثيل بطريقة التدرج المساحي: 

  و هي من الطرق الكمية التي أصطلح عليها كارتوكراما (4) و قد أطلقت عليها تسميات عدة من أهمها طريقة الظلال المتدرجة خرائط التظليل النسبي أو خرائط الكوروبلث (5).

  تستخدم هذه الطريقة في توضيح وإبراز القيم المنتشرة على المساحة بوساطة الظلال أو الألوان المتدرجة في الكثافة بمعنى آخر توضح التباينات الكمية بين الوحدات المساحية لتلك القيم على أساس التدرج اللوني أو التباين في الدكونة .

  أما بالنسبة لتمثيل قيم الظواهر فتستعمل في الطريقة قيم الظواهر المطلقة أو المحسوبة على أساس النسبة المئوية أو المعدلات أضافه إلى الكشافات -1- وهذا ماتم تمثيله في خارطة (7) (8).

   وهناك بعض المأخذ على طريقة التدرج المساحي إذ إن التظليل للوحدات الإدارية يوحي بان الظاهرة تنتشر على أجزاء الوحدة الإدارية جميعها بنفس الدرجة ولا يوجد اختلاف بين أجزاءها وهذا لا يتطابق مع واقع توزيع الظاهرة وللتغلب على هذه المشكلة يلجأ الكارتوكرافيين إلى اختيار وحدات مساحية صغيرة المساحة كلما أمكن ذلك.


   ومن المأخذ الأخرى هي دمج الحدود إذ إن حدود بعض الظاهرات الهامة سوف تلغى عند التمثيل، بالإضافة إلى فضلاعن عدم تحديد مواقع الظاهرات الكمية الفعلي. 


3- التمثيل بطريقة خطوط التساوي: 

   من المعلوم أن خطوط التساوي عبارة عن خطوط وهمية تصل بين نقاط تتساوى فيها قيم الظاهرة لتفصل بين مساحتين أحداهما ذات قيمة أوطأ من قيمة أعلى و هي بذالك تتشابه مع طريقة التمثيل المساحي الكمية لكونها تمثل الظواهر الكمية ذات الامتداد المساحي على الخرائط طبقت هذه الطريقة لتمثيل متوسط أنتاجه النخيل في العراق خارطة (9) .


  تحتاج عملية التمثيل بطريقة خطوط التساوي إلى خطوات أعداد كثيرة بدءا من اختيار السطح الإحصائي المراد تمثله و اختيار النقاط البينية و ما تتطلبه من قياسات و توقيعها في أماكنها المناسبة و إجراء بعض العمليات الرياضية إلى أن يتم التوصيل بين النقاط المتساوية القيم إذ تتطلب دقة و مهارة من قبل الكارتوكرافي ليتمكن من إيصال فكرة دقيقة عن طبيعة تدرج قيم الظاهرة موضوع البحث ومن ملاحظة خارطة (9)



  نجد تباعداً بين خطوط التساوي مما يعني أن تدرج قيم الظاهرة (متوسط الإنتاجية) بطيئاً في الجنوب بمعنى آخر لا توجد محافظات متوسط الإنتاجية فيها عالي جداً مقارنة بالمحافظات المجاورة لها و العكس صحيح أي لا يوجد انتقال مفاجئ سواء كان ارتفاعاً أو انخفاضاً في متوسط إنتاجيتها و من ثم يلاحظ بعض التقارب في خطوط التساوي متجها نحو الوسط و الشرق مع وجود دائرة مغلقة ذات قيمة مرتفعة و هذا يعكس وجود بعض الارتفاع في قيم الظاهرة بعض الشيء و تتباعد كلما تقدمنا نحو الشمال. و بذلك أعطت صورة مقاربة إلى حد ما مع نتائج تطبيق طريقة التدرج المساحي خارطة (8) ألا أنها أكثر تصميماً منها، و مما يؤخذ على طريقة التمثيل بخطوط التساوي هو ميلها إلى التعميم لكافة أجزاء الوحدة المساحية للظاهرة فضلا عن مرورها في بعض المناطق التي لا توجد فيها قيم الظاهرة و ذلك لمجرد أكمال عملية التوصيل بين النقاط المتساوية للقيمة. وعلى الرغم من تلك المأخذ ألا أنها تعد أكمل الطرق الكمية في التعبير عن ظاهرات سطح الأرض. و تكون أكثر ملائمة في تمثيل الظواهر الطبيعية منها عن الظواهر البشرية .

جدول(١)
 أعداد أشجار النخيل ومتوسط الإنتاجية لسنة 2006
على مستوى المحافظات

-1- وزارة التخطيط ٫ الغائي ، الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات ، تقرير إنتاج التمور لسنة 2006 ،جدول رقم (2)،  ص 6.










النتائج

١- لكل طريقة من طرق التمثيل سلبيات و ايجابيات يجب على الكارتوكرافي الاستفادة منها في انتقاء الطريقة المثلى عند مثيل أي ظاهرة، كما يجب عليه تلاقي السلبيات بغية أعطاء صورة واضحة عن طبيعة تباين الظاهرة.

٢- أظهر التمثيل بطريقة النقاط الفروق و الاختلافات في أماكن توزيع النخيل في العراق بصور واضحة جداً. و نمط توزيعها، إلا أن تلك الكميات من الخارطة يبدو صعبا. 

٣-  لوحظ عند التمثيل بطريقة الخرائط البيانية و دقة التمثيل و فاعليته سواءأ كان بطريقة الأعمدة النسبية أم الدوائر النسبية، إلا أن عملية اختيار القيمة القياسية تتطلب دقة ومهارة عالية من قبل الكارتوكرافي لتعكس صورة واضحة و دقيقة عن طبيعة القيم الحقيقية.

٤- أعطى التمثيل بطريقة التدرج المساحي لمتغيري التوزيع النسبي للنخيل و متوسط الإنتاجية صورة واضحة عن طبيعة تدرج الظاهرتين في الوحدات المساحية إلا أن التعميم قلل من أهمية تلك الطريقة. 

٥- تعد طريقة التمثيل بخطوط التساوي أو أن طرق التمثيل الكمي إلا أن التعميم قلل من أهميتها و تعد أكثر ملائمة في تمثيل الظواهر الطبيعية منها عن الظواهر البشرية أذا لم تعكس مصداقية عالية في تمثيل الظاهرة.


الهوامش


1- سميح أحمد محمود عودة، الخرائط........... مدخل إلى طرق استعمال الخرائط وأساليب إنشائها الفنية، ط2، عمان، 1996، ص221. 

2- محمد محمد سطيحة، خرائط التوزيعات الجغرافية – دراسة في طرق التمثل الكارتوكرافي، دار النهضة العربية، القاهرة، 1972، ص167. 

3- مصطفى عبد الله السويدي، تباين التوزيع الجغرافي لسكان محافظات الفرات الأوسط حسب بغداد، 1987، دراسة كارتوكرافية – سكانية، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة البصرة، 1997، ص99. 

* لمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة الخرائط و الجغرافية العلمية، مكي محمد عزيز و فلاح شاكر سعود، مكتب الوطن للطباعة، بغداد، بدون ستة طبع، ص121. 

4- مصطفى عبد الله السويدي، المصدر السابق. 

5- محمد محمد سطيحة، دراسات في علم الخرائط، دار الفكر العربي، القاهرة، 1972، ص 201.  

6- جميل نجيب عبد الله، استخدام الأساليب الكمية في الدراسات الجغرافية، مجلة كلية الآداب، جامعة البصرة، العدد ١٥، السنة العاشرة، 1979، ص41.

المصادر

1- السويدي، مصطفى عبد الله، ، تباين التوزيع الجغرافي لسكان محافظات الفرات الأوسط حسب بغداد، 1987، دراسة كارتوكرافية – سكانية، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية الآداب، جامعة البصرة، 1997.

2- سطيحة، محمد محمد،، خرائط التوزيعات الجغرافية – دراسة في طرق التمثل الكارتوكرافي، دار النهضة العربية، القاهرة، 1972.

3- سطيحة، محمد محمد، دراسات في علم الخرائط، دار الفكر العربي، القاهرة 1972.

4- عبد الله، جميل نجيب، استخدام الأساليب الكمية في الدراسات الجغرافية، مجلة كلية الآداب، جامعة البصرة، العدد ١٥، السنة العاشرة، 1979.

5- عزيز مكي محمد، فلاح شاكر أسود، الخرائط الجغرافية العملية، مكتب الوطن للطباعة بغداد، بدون سنة طبع.


6- عودة، سميح أحمد محمود، الخرائط........... مدخل إلى طرق استعمال الخرائط وأساليب إنشائها الفنية، ط2، عمان، 1996.

 7- وزارة التخطيط، الغائي، الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات، تقرير إنتاج التمور لسنة 2006، جدول رقم (2).





للتحميل اضغط             هنا

للقراءة والتحميل اضغط    هنا  أو  هنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا