الجاليات
الأجنبية ودورها الحضاري
في
مكة المكرمة
في
القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين
دكتور
محمود
أحمد محمد قمر
أستاذ التاريخ
الإسلامي والحضارة الإسلامية المساعد
قسم التاريخ –
كلية التربية للبنات – جازان
المملكة
العربية السعودية
أبحاث الندوة الثامنة لأقسام الجغرافيا في المملكة العربية السعودية 1425 - المحـور الأول الجغرافيا الحضرية لمكة المكرمة
بسم الله الرحمن الرحيم
" وإذ قال
إبراهيم رب اجعل هذا البلد ءامنا ..
صدق
الله العظيم
المقدمة
الحمد لله الذي من علينا بالإسلام ، و
شرفنا بكتابه العزيز الذي أنزل فيه " إن الدين عند الله الإسلام " ، و الصلاة و السلام على رسوله صلى الله
عليه و سلم خير الأنام ، الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة ،
وعلى أله وصحبه أنوار الظلام وقادة الأنام إلى الهدى والطريق القويم.
و بعد :
فانه لم يخطر ببالي يوما أن أكون أحد
المقيمين في المملكة العربية السعودية للعمل في منارة من منارات العلم والثقافة في
إحدى كليات التربية للبنات ، وكم كان يشدنا الشوق والحنين لزيارة مكة المكرمة حيث
بيت الله الحرام ، وهناك يكون للإنسان وقفة مع الدين والدنيا ، مع الدين فأنت ضيف
من ضيوف الرحمن ، وفي رحاب البيت وجواره تنسكب العبرات حبا وشوقا لرب هذا البيت ،
فينسى الإنسان الأهل والوطن بل والدنيا كلها ، وساعة يتأمل الإنسان في هذا البيت
الذي يقف شامخا تحوطه المهابة والقداسة ، وحلقات الدروس هنا وهناك أنشودة تعزف لحن
حب الإسلام والمسلمين ، فيتحلق البشر من كل جنس وصوب ، وترى في الوجوه روحا إيمانية
تظللها رحمة الرحمن ، وتتأمل في عمارة البيت والمسجد فتجد آية في الروعة والبهاء
والجمال ، يحكيان قصه تاريخ طويل وحضارة إسلامية وليدة الإيمان بأن الدين الحق هو
الإسلام ، ويعكسان قمة الفكر والثقافة الإسلامية في أطهر بقعة في هذا العالم الذي
نعيش فيه .
ولقد دار بخلدي خلال فترة زيارتي لبيت
الله الحرام ـ لمرات عدة ـ أن أكتب دراسة عن البيت الحرام أو مكة المكرمة ، ولكن
كنت أتردد ثم أحاول حتى هداني الله لأن أنال شرف الكتابة عن هذه البلدة المباركة
التي كرمها الله من فوق السماوات العلى ، وبحثت بين ثنايا كتاب " معجم ما ألف عن مكة المكرمة "مطلعا
على بعض المصادر والمراجع والدراسات الكثيرة المتعددة ، فوجدت أن الجاليات التي
وفدت إلى مكة المكرمة على مر الأيام وكر السنين لها دور ريادي وحضاري في حياة مكة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وتلك هي النقطة التي
جعلتني أن أنطلق إلى تلك الدراسة .
ومكة شرفها الله كفاها شرفا بما خصها
الله من مثابة بيته العظيم وما سبق لها من دعوة الخليل إبراهيم ، وأنها حرم الله
وأمنه ، وكفاها فخرا بأنها منشأ النبي صلى الله عليه وسلم الذي أثره الله بالتشريف
والتكريم ، وابتعثه الله بالآيات والذكر الحكيم ، وبها مبدأ نزول الوحي
والتنزيل، وأول مهبط الروح الأمين جبريل ،
ومثابة أنبياء الله ورسله الأكرمين، ومسقط رؤوس الصحابة المهاجرين ، جعلهم الله مصابيح الدين و نجوما
للمهتدين (1)
.
ولقد كتب عن تاريخ مكة المكرمة عدد من
الباحثين قديما وحديثا ، إلا أن بعض ما كتبوه قديم لا يشتمل الكثير من المنجزات
الحديثة ، أوضخم يحتوى على مجلدات ، أو خاص غير متاح لعموم القراء ، أو انه يتحدث
عن جزئية معينة ، وهي جهود مفيدة ومهمة جدا للمهتمين بتاريخ هذا البلد المبارك(2)
وأنه لمن الشرف العظيم أن أقدم بحثا عن
أطهر وأقدس بقعة في العالم ، ولم يكن لي أن أتقدم على علماء وفقهاء ومؤرخين وكتاب
قدموا العديد من المؤلفات والدراسات تفيض إشراقا عن هذا البلد الطيب المقدس ، وقد
راودتني فكرة تقديم دراسة عن " الجاليات الأجنبية ودورها الحضاري في مكة
المكرمة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين " ولعل تلك الدراسة تقدم
صورة واضحة الملامح عن دور تلك الجاليات المسلمة التي قدمت إلى مكة المكرمة في
حياة المكيين وحضارتهم وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وكيف كرت بهم
السنون حتى أصبحوا نسيجا من المجتمع المكي يتأثرون به ويؤثرون فيه .
والأسباب
كثيرة ومتعددة جعلت أفراد هذه الجاليات يتركون ما وراءهم في بلدانهم ويأمّون وجوهم شطر البيت الحرام ، ثم يتخذونه مأوى
ومقر لهم ، فمكة المكرمة تتلهف لها القلوب وتزداد شوقا للإقامة بها ومجاورة بيت
الله الحرام ، فمنذ عدة قرون أمسى أهل مكة خليطا عجبيا من الشعوب الإسلامية ، فقد
تكاثر بها أفراد تلك الشعوب في الفترات
المتأخرة خاصة بعد تعرض بعض الممالك الإسلامية للهجمات الاستعمارية الشرسة التي
داهمت الكثير من بلاد المسلمين في الشرق والغرب على السواء ، ولم تجد تلك الجماعات
المهاجرة سوى مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة
متنفسا آمنا يؤويهم من غوائل الزمن وهمومه ، فهاجروا فرادى وجماعات يبغون الأمن و الأمان في البلد الأمين
ودوحة الإيمان و يكونون بجوار الحرم الآمن .
ولهذا اطرد عدد السكان في مكة نتيجة
لمجاورة موظفي الأتراك وعائلاتهم ،
ومجاورة موظفي المصريين الذين تخلفوا في مكة المكرمة بعد رحيل جيش محمد علي
منها (1) ، كما أن الأطماع الاستعمارية الأوربية
في بلاد المسلين والدولة العثمانية ، جعل البعض من المسلمين يفرون إلى مكة المكرمة
والمدينة المنورة وجدة، فتضاعف عدد السكان، كما شن الروس حروبهم ضد المسلمين في
أجزاء من آسيا، وكذلك فعل الإنجليز وفعلت فرنسا فاشتد الضغط على ديار الإسلام
وزادت الفتن والحروب، ففر كثيرون من بلاد الإسلام المستعمرة بدينهم والقليل منهم
بدنياهم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة لبعد هذه المدن عن ضغط الأوربيين
المستعمرين واستقلالها بأحكام الدين(2)
ولكن كيف وصلت تلك الجاليات إلى مكة
المكرمة ؟ يروى أن البعض منهم هاجروا
فرادى وجماعات فمنهم من سار في ركاب الحجيج يبتغون تأدية الفريضة وتحقيق المغنم
والتكسب في آن واحد ، ومنهم من جاء لطلب العلم
ومنهم من جاء في ركاب بعض الجيوش التي كانت تحاول السيطرة على بلاد الحجاز
مثل بعض المصريين والأتراك ، ومنهم من أقام في مكة فاستقام أمره ، ومع مرور الزمن
تكونت جماعات وجاليات تألفت وتعارفت فيما بين أبناء القطر الواحد فأصبحوا جالية
واحدة ، فكان هناك الحضارمة واليمنيون ، والهنود ، والشوام ، والجاويون،
والبخاريون ، والمصريون ، والمغاربة ، والتكارنة , وغيرهم .
ولما كان أهل مكة هم أهل الله([1])
فقد بدأ سيل العائلات المسلمة يتدفق من أنحاء العالم الإسلامي إلى بلاد الحجاز
للسكنى والإقامة ، فان ابرز ما فيها من ينحدر من أصل مصري ، أو تركي ، أو مغربي،
أو شامي ، وحين أشتد الكرب في بلاد الهند والأفغان وبلاد جاوا ، اشتد تدفقهم على
البلاد وأتخذ الجميع من مدنها في مكة والمدينة المنورة وجده ، مناطق خاصة سميت
بأسماء تلك الطوائف أو تلك العائلات(2)، ففي
مكة مثلا توجد آثار من جبل الترك ، وجبل الهندي، و حارة السليمانية، وزقاق
المغاربة ، وزقاق البخارية ، وفي المدينة المنورة و جده أيضا كثير من هذه المسميات
، وفي مكة شوهد في بعض أقسامها في فترات متأخرة أحياء خاصة ببعض الأجناس ، ففي
منطقة يوجد الأتراك ، والثانية يوجد بها أهل البنغال والهند ، وثالثة لأهل غرب
أفريقيا وهم التكارنة ، ورابعة للجاويين ، وخامسة لأهل بخارى ، وأخرى لأهل السند ،
وأخري لأهل الشام ، وغيرها لأهل اليمن ، و لأهل مصر حارات خاصة بهم ، ولأهل حضر
موت أحياء و حارات في مكة المكرمة .
تلك الجاليات جميعها بات لها دور ريادي
حضاري اقتصادي و اجتماعي و ثقافي ، و هذا ما نطرحه في دراستنا إنشاء الله .
أولاـ الجالية الهندية :
يرى بعض المؤرخين(3)
أن هجرة الهنود إلى مكة المكرمة جاءت متأخرة نوعا ما عن غيرهم من أبناء الجاليات
الأخرى ، فقلما نجد في العهود السالفة بيتا مجاورا من الهند ، وذلك بسبب بعد
المسافة بين بلاد الحجاز والهند خاصة قبل استعمال السفن التجارية في المواصلات ،
إلا أنهم عندما شرعوا في الهجرة إلى مكة المكرمة ما لبث أن طغى تعدادهم على سائر
الجاليات الأخرى ، وربما كان الدافع وراء هجرة الجالية الهندية كان هو نشاطهم
التجاري.
في حين يرى البعض ([2])
أن الجالية الهندية تعد من أعرق وأقدم الجاليات هجرة إلى مكة المكرمة ، بسبب
الروابط الدينية بينها وبين بلاد الحجاز ، كما كان للحجاز روابط تجارية واقتصادية مع الهند ، وكثير من
العائلات الهندية المتميزة والمشهورة في مكة المكرمة سواء في المجال التجاري أو
العلمي كانوا من الهند .
وقد عدد السباعي([3])
أقدم الجاليات والبيوت الهندية المهاجرة إلى مكة المكرمة منها الفتن كبيت الطيب ،
وملائكة ، وشمس ، وقطب ، وجلال ، وخوج ، وعبد الخالق ، وحبيب ، وجستنية، ومن اشهر
الهنود غير الفتن بيت خوقير الدهلوي ، والبوقرية ، وميرا ، وفدا وغيرهم من العائلات الهندية([4])
.
وقد امتد نشاط الجالية الهندية إلى
مجالات متعددة ، ففي المجال الاقتصادي امتلك بعض الهنود بيوتا تجارية متعددة في
جده ولها فروع في مكة المكرمة ، وتخصص
هؤلاء في جلب بعض التوابل والبهارات وبعض الأقمشة والأغذية وغير ذلك من العروض([5])، من أنواع الأقمشة التي كانت ترد من الهند وهي
من ملابس المكيين القرمسود وهو قماش ذو ألوان مختلفة وتموجات براقة، والصوف الكشميري الذي كان يعمل
منة البقشة من ملابس المكيين وهي أحازيم من الصوف مطرزة أطرافها ووسطها بخيوط من
الصوف ملونة ([6]) .
وكان الهنود يصنعون الكولندي وهي أوان
تصنع من خليط من المعادن ، وتزخرف بالحفر،
وأحيانا يلون المحفور مصبغا ، وهي من مصنوعات "مدينة مراد آباد "
بالهند ، وتصنع منها صوان، وفناجين قهوة ، ومشارب ، وطيس ، وبراريد ، وزهريات ،
وأنواع أخرى كان الأتراك والمغاربة
يرغبون في شرائها ([7]).
وحين امتنعت الحكومة المصرية عن إرسال
كسوة الكعبة المشرفة ([8])
سنة 1345هـ / 1926م ، أصدرت الحكومة السعودية في المحرم سنة 1346هـ /يوليو سنة
1927م ، قرارا إلى مدير المالية آنذاك بإنشاء دار خاصة لعمل كسوة الكعبة المشرفة ،
فكانت أول دار أسست لحياكة كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة ، حيث تم إحضار
عمال من الهند ، أسندت تلك الدار إلى الشيخ عبد الرحمن مظهر رئيس مطوفي حجاج الهند
، وأنتج المصنع أول كسوة سعودية في أواخر شهر ذي القعدة سنة 1346هـ / 1927م ،
وكانت من الحرير الطبيعي ، وكتب عليها آيات قرآنية ، كما كتب على الجانب الرابع من
الحزام " هذه كسوة صنعت في مكة
المكرمة بأمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1346هـ" ([9]) .
كما أقام الشيخ حسين محمد سعيد جستنية
في سنة 1373هـ / 1953م ، بمنطقة جرول في مكة المكرمة مصانع لصناعة الصاج المستخدم
في عمل الخزائن ، والمكاتب والكراسي ، وخزائن المطابخ ، والطاولات ، والثلاجات ،
والشنط ، وسرر النوم وخلافه من أثاث ، مما يصنع من الحديد ، بالإضافة إلى الأدوات
المنزلية المصنوعة من الألمونيوم في أشكال وألوان جذابة ، مما يغني عن استيرادها
من البلاد الأجنبية ، وكان الشيخ حسن جستنية هو الآخر يعمل
في التجارة ثم اختير للعمل بالإدارات
المالية بالدولة لفترة من الزمن([10])
.
وقيل إن أحد أفراد الجالية الهندية ،
تقدم بطلب لإنشاء مصنع للقازوزة ونوه بعض منافعها
ولكن لم يوفق في ذلك ([11])
.
وفي المجال الصحي كانت مكة المكرمة في
أوائل القرن الرابع عشر الهجري محرومة من كثير من العناية الصحية ، ولم يكن
التداوي يعرف بين أهالي مكة إلا بالطريقة القديمة والعقاقير النباتية البسيطة ،
وكان أفراد من الهند يمارسون بمكة هذه الصناعة ، وكان أحدهم يدعى " ملا أمان
" خلف بنتا ورثت عنه صناعة الطب بالعقاقير النباتية وبعض التراكيب منها مثل
المعاجين والحبوب، وتسمى" جميلة بنت ملا أمان " ، وقد عاشت إلى عهد
الشريف الحسين ، وكانت تركب على حمار فاره
واللجام في يديها ، والخادم بجانبها مترجلا يحمل حقيبة الأدوية ، وصارت
أخيرا تستعمل السماعة التي ظهرت أخيرا ، وتخلط في علاجها بعض العقاقير التي عرفت
حديثا، و كانت موفقه مع من تعالجهم وكسبت سمعة و رواجا في مهنتها وهي بذلك تعتبر
أول طبيبة عرفتها مكة في عصورها المتأخرة ([12])
.
وكان للجالية الهندية دور كبير في
الحياة العلمية في مكة المكرمة ، فظهر من بين تلك الجالية علماء وفقهاء أنشأوا المدارس
والرباطات([13])
في مكة المكرمة منها" المدرسة الصولتية" التي تعد أول مدرسة بمكة المكرمة بحارة الباب
بزقاق الخندريسة، التي أسسها الشيخ محمد رحمت الله ابن خليل الرحمن الكيرانوي([14])
وقصة بناء هذه المدرسة تدل على مدى مساهمة أبناء الجالية الهندية في المجال العلمي
بمكة المكرمة ، ولا تزال تلك المدرسة تؤدي رسالتها التربوية و العلمية منذ إنشائها
حتى الآن .
ولما كان الشيخ محمد رحمت الله منذ و
صوله إلى مكة المكرمة سنة 1278هـ / 1853م، وصار من كبار علماء المسجد الحرام الذين
يشار لهم بالبنان ، فعمل بالتدريس فيه لمدة طويلة(1)،
ثم أخذ يفكر في تأسيس مدرسة لتعليم أمور الدين
واللغة العربية والقرآن الكريم ، لأنه لم يكن في مكة تدريس في ذلك الوقت
إلا في المسجد الحرام وفي الكتاتيب ، حيث يجمع المدرسون طلابهم في حلقات على
اختلاف أعمارهم في حلقات في أروقة المساجد و يعطونهم دروسا في علوم الدين
واللغة بغير منهاج ثابت ، فإذا أكمل
الطالب دراسة الكتب التي يشرحها المدرسون كل حسب تفوقه في مادته تقوم هيئة العلماء
بالمسجد الحرام بامتحان الطالب لمنحة إجازة التدريس(2) .
ولما رأى الشيخ رحمت الله أن الأوضاع
التعليمية في مكة الكرمة لازالت علي
الطريقة القديمة ، أقدم عل بناء أول مدرسة
بترتيب ونظام جديد علي نفقته الخاصة في
شهر رجب سنة 1285 هـ / 1868 م ، رجاء أن تخدم طلاب العلم من الهند وسائر البلاد من أنحاء العالم
الإسلامي ، لكن هذه المدرسة التي كانت في محيط الحرم بباب الزيادة لم تحقق الغرض
المنشود فنقلها إلى دار أحد أثرياء الهند
المهاجرين إلى مكة المكرمة
المعروفة بدار السقيفة عند مطلع جبل هندي بمحلة الشامية ، وعرفت تلك
المدرسة باسم مدرسة الشيخ رحمت الله أو
المدرسة الهندية ، وسرعان ما غصت بطلابها
فنقل قسم الحفاظ إلى المسجد الحرام ثانية وأبقي قسم العلوم ، وكان يدعو الله أن
يحقق أمنيته في إنشاء مبني خاص بالمدرسة(1) .
وفي سنة 1289 هـ / 1872 م (2)، تصادف وصول سيدة هندية من كلكتا إلى
مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج ، وكانت تلك السيدة من الأثرياء وتدعي " صولت
النساء بيكم(3)" ، وكانت عازمة
علي إنشاء رباط في مكة المكرمة علي عادة أهل الخير في ذلك الزمان لسكني الحجاج
وحفظ أمتعتهم ، وكانت تسمع بالشيخ رحمت الله
لكنها لا تعرفه فتوصلت إليه عن
طريق زوج ابنتها الذي كان يحضر دروس الشيخ رحمت الله في المسجد الحرام ، فاستشارته
في أمر الرباط فأخبرها بكثرة الأربطة في مكة ، وإن أبناء مكة بحاجة إلى مدرسة ،
وبها يحصل الأجر و الثواب العظيم ، فوافقت على ذلك و فوضته في إنشائها و افتتاحها
، و أعطته النفقات اللازمة لإخراج هذه المدرسة إلى حيز الوجود ، فأشترى أرضا بمحلة
الخندريسة ، ووضع حجر الأساس لهذه المدرسة
صباح يوم الأربعاء 15 شعبان سنة 1290 هـ
/ 1873 م ، وتم افتتاح وانتقال الطلاب إليها في الرابع عشر من الشهر المحرم سنة
1291هـ/ 1874 م (4)، ورفض أن يطلق أسم على
المدرسة وسماها "بالمدرسة الصولتية " إكراما للمحسنة الفاضلة ، وألحق
بها قسم داخلي للطلاب الفقراء والغرباء يوفر لهم المسكن و المأكل مجانا ، ومسجد ،
ومكتبة علمية كبيرة تضم آلاف الكتب
العربية والفارسية والأردية والإنجليزية(5)
.
وأقبل الطلبة من أنحاء البلاد علي
المدرسة الصولتية إقبال الظامئين إلى
مناهل العلم ، كما أقبل بعضهم علي دروس الشيخ رحمت الله التي خصصها في المسجد
الحرام وفي بيته بحارة الباب بالخندريسة([15])
، وتزايد عدد القراء والعلماء الذين تخرجوا من تلك المدرسة ، وعادوا إلى بلادهم
يؤسسون المدارس الدينية ودور حفظ القراّن الكريم في إندونيسيا والهند
وماليزيا، ومختلف أنحاء العالم الإسلامي ، وقد شغل المتخرجون منها مناصب هامة في
مختلف الوزارات والدوائر الحكومية([16])
.
وقد جعل الشيخ رحمت الله خليفته ونائبه
في إدارة المدرسة الشيخ محمد سعيد ابن
أخيه ، وفي عهده زار الملك عبد العزيز بن سعود " رحمه الله" هذه المدرسة
في 28 جمادى الآخرة سنة 1344 هـ / 1925 م، وبرفقته مجموعة من كبار العلماء
، وتفقد فصولها وأقسامها وبناياتها وأثني علي القائمين عليها وقال
" الصولتية هي أزهر بلادي" ، ولما توفي الشيخ محمد سعيد في 17/11/1357 هـ، خلفه ابنه الشيخ محمد
سليم ، وفي عهده تمت معادلة شهادة المتخرجين من المدرسة الصولتية واعترف بها الأزهر الشريف في 17/7/1964 م، وهي
تعادل شهادة الثانوية العامة وتؤهل المتخرجين منها للالتحاق بالجامعات السعودية
والكليات الأزهرية في مصر ، ولما توفي الشيخ محمد سليم في 2/8/1397 هـ خلفه ابنه
الشيخ محمد مسعود ، وفي عهده قال الأستاذ عبد الوهاب أحمد عبد الواسع وكيل وزارة المعارف السعودية " وإذا أردنا أن نقرر واقع الحركة
التعليمية رغم سوئه فان بداية القرن التاسع عشر الميلادي ( الثالث عشر الهجري) كانت بداية إرهاصات تعليمية ظهرت في الأفق علي يد
أبناء البلاد وبعض الجاليات
الإسلامية أهمها المدرسة الصولتية بمكة
"، وقد توفي الشيخ محمد مسعود في
27/8/1412 هـ([17])
، و ما زالت هذه المدرسة تؤدي رسالتها العلمية و منارة من منارات العلم
الوارفة في العاصمة المقدسة.
وقد حاولت القنصلية الإنجليزية في جدة
إغلاق المدرسة ، بإيمانهم إلى الوالي العثماني أنها تشكل حركة أجنبية تعمل داخل
البلاد ، وبذلوا كل الجهد لإيقافها فلم يفلحوا لأن الخطة التي رسمها الشيخ للمدرسة
ضمنت استمرارها ، وتتلخص الخطة في وجوب إبعاد الطلاب والمدرسين عن الأمور
والخلافات المذهبية والعصبيات القومية ، وعن كل ما يشغلهم عن العلم ، مما يساعد
على دوامها رغم انقراض غيرها من المدارس التي أنشئت بعدها([18])
.
والشيخ رحمت الله بجهوده تلك يكون قد
قدم خدمة جليلة للإسلام و للمسلمين ، حيث تتلمذ على يديه العديد من العلماء الذين
تولوا العديد من المناصب الدينية والقضائية ، ومن أشهر من أنجبتهم جهود الشيخ
علماء من آل مرداد([19])،
والمفتى، والعجيمي ، والغمري ، والطيب ، والدهان ، والدهلوى ، والدحلان ، وبابصيل
، والزواوي ، والكتبي ، وكمال([20])
، والقاري ، ومن المشايخ أمثال الشيخ حسن مشاط، وعيسى رواحي ، ويحيى أمان ، وغيرهم
من علماء وفقهاء مكة المكرمة ([21])
.
وللشيخ رحمت الله الهندي العديد من
المؤلفات أهمها كتاب " إظهار الحق في الرد على المسيحيين والمبشرين " ([22]).
ولم يقتصر نشاط الجالية الهندية في
المجال العلمي على أعمال الشيخ رحمت الله فحسب ، فقد نشط الشيخ عبد الحق قاري وهو أحد الأساتذة الذين كانوا يعملون في
المدرسة الصولتية في مكة المكرمة أن يقلد أستاذه ، فقام بتأسيس المدرسة الفخرية
سنة 1296هـ / 1878 م بجوار باب إبراهيم ،
وقد دعا أثرياء الهند لمساعدته فأجيبت دعوته ، وشرعت مدرسته تؤدي دورها جيدا في
خدمة البلاد([23])
، كما أنشأ الشيخ سعد الله الهندي مدرسة بباب
الباسطية وكان ممن درس بها الشيخ محمد صالح قزاز وكيل الأمين العام لرابطة
العالم الإسلامي ولكنها لم تعمر طويلا لرحيل القائم عليها ورجوعه إلى بلاد الهند ([24])
.
كما أشتهر من بيت جستنية الشيخ عبد الله
بن أبي بكر جستنية المتوفى في أوائل القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر
الميلادي ، وكان معروفا بقدرته العلمية
وله عدة مؤلفات منها "تاريخ حوادث مكة "، ولم يعثر على نسخة من هذا
الكتاب ، وكانت شهرته بجستنية بفتح الجيم،
ثم أبدلها الناس بالدال " دستنية
" ([25])
كما أن بيت الدهان من البيوت الهندية
القديمة في مكة المكرمة ، وقد قدم جدهم الأعلى من الهند، ومن أشهر علماء هذا البيت
الشيخ أحمد بن سعيد الدهان سنة 1293هـ / 1876 م ، و أبنه أسعد الدهان قاضي مكة
المكرمة ، والشيخ عبد الرحمن الدهان الذي كان يعمل مدرسا في المدرسة الصولتية بمكة
المكرمة وقد توفي في سنة 1331 هـ / 1912 م ، ولاتزال أعقابهم باقية إلى اليوم
ويعرفون ببيت الدهان في شعب عامر والنقا وأجياد بمكة المكرمة ([26])
.
ومنهم آل عبد الشكور ، وكان جدهم الأعلى
عبد الشكور قد وفد من الهند وبرز منهم الشيخ زين العابدين بن علي ، والشيخ عبد
الله بن عبد الشكور ، وعبد الملك بن عبد الشكور ، وعلي بن عبد الله، ومحمد بن عبد
الله بن محمد الذي كان من علماء مكة وشعرائها ([27])
ومنهم بيت عرب ، فقد أشتهر الشيخ حسن بن
إبراهيم عرب السندي الأصل ، وكان من أئمة المقام الحنفي وأحد مدرسي المسجد الحرام
المعروفين بنشاطهم وفضلهم ، كما عرف منهم الشيخ حسن عرب ، والشيخ جميل عرب([28]).
ومن البنغال كان الشيخ عبد الخالق محمد
حسن البنغالي وهو من رواد الحركة العلمية في مكة المكرمة ، الذي كان من جملة طلاب
الشيخ رحمت الله مؤسس المدرسة الصولتية ، وقد أشار الشيخ رحمت الله على تلميذه
الشيخ عبد الخالق البنغالي بإنشاء مدرسة ، فقام بإنشاء مدرسة " دار الفائزين"
التي كان تقع في بداية الحارة من جهة المسجد الحرام في" مسيال الهرساني"
، على طرف من جبل القلعة وقد أسست هذه المدرسة
سنة 1304هـ / 1886 م ، وكان أسمها في البداية " المدرسة الاسلامية
" نسبة إلى مدينة إسلام أباد "عاصمة دولة باكستان الآن" ، مسقط رأس
مؤسس هذه المدرسة ، وكان خريجو هذه المدرسة ينتقلون إلى المدرسة الصولتية لاكمال
دراستهم([29]).
كما قام الشيخ محمد عارف بن تراب
البنغالي بإنشاء " المدرسة الخيرية العارفية" بمكة المكرمة سنة 1358هـ / 1939 م، ولما توسعت هذه المدرسة
قليلا كان بها ثلاثة أقسام أحدها للبنين
وثان للبنات وثالث لتحفيظ القرآن الكريم ، ونتيجة لبعض الظروف فقد ألغي
القسم الثاني والثالث وبقي قسم البنين وكانت تلك المدرسة ابتدائية مجانية([30]).
ثانيا ـ الجالية الجاوية :
هاجر الجاويون إلى مكة المكرمة للإقامة
بها طلبا للعلم ، حيث برز منهم العديد من
أجلة العلماء ([31])
، أو القيام ببعض الأعمال والمهن الأخرى .
ويطلق علي بلاد جاوا جزر الهند
الشرقية أو ما يحاذي بحور الصين ، ومنهم من كان يقصد به المنطقة
التي يطلق عليها جاوه من باب إطلاق البعض
على الكل ، حيث عرفها المسلمون بهذا الاسم ، ويطلق عليها أحيانا الشرق الأقصى وأحيانا
أخري جنوب شرق آسيا وهي تشمل سيام "تايلاند" ، وآسام "بورما أو
ماينمار" ، و آنام " فيتنام" ، والملايو " ماليزيا" ،
وجزيرة تماسيك "سنغافورة" ،
وكوريا ، وكمبوديا ، وإندونيسيا ، وبروناي ، ولاوس ، وبوتان ، والفلبين ، واليابان ، والصين([32]).
وتعد جاليات تلك البلاد الذين يعرفون
بالجاويين من الجاليات التي شاركت في
عمران واقتصاديات مكة ومجالها الثقافي والاجتماعي ، وكان لتلك الجالية طابع بارز ،
فلم تزاحم في مكة المكرمة في حركة البيع والشراء والاتجار إلا علي نطاق ضيق ، ولكن
الذين استقروا منهم ودمجتهم مكة في سكانها وذويها بحكم الإقامة الطويلة ، وزاحموا
الأهلين ، أو بالأصح الذين سبقوهم في الإقامة وأصبحوا أولي عراقة ، ومن الجاليات
المهاجرة مجموعات من إندونيسيا ، وماليزيا ، وماينمار ، وسنغافورة ، ومسلمي
تايلاند، والفلبين، وغيرهم، والمكيون يطلقون علي جميعهم كلمة الجاوا أو الجاويين
ولايفرقون بين جنسياتهم بل كلهم جاوا ([33])
.
وهؤلاء كان تدفقهم حديثا بالنسبة لغيرهم
من أبناء الجاليات الأخرى ، و يبدوا أن تدفقهم على مكة المكرمة ازداد منذ
العشرينيات أو الثلاثينيات من القرن الرابع عشر الهجري / العشرين الميلادي ، ولم
تكن الهجرة بقصد التوطن كغيرهم من أبناء الجاليات الأخرى ، بل لطلب العلم والتزود من علوم الشريعة ، و العودة بعد
ذلك إلى بلادهم ، على أن ذلك لايعني أن أسرا من هذه الدول لم يسبق لها الهجرة ، بل
إن بعض العائلات منها توطنت من زمن غير قصير ، ونشأ منهم علماء تخصصوا في تدريس من
يقدم من جماعتهم في مختلف العلوم الدينية وما يتعلق بها([34]).
كما أن البعض منهم صمم على البقاء
والإقامة في مكة المكرمة ، ولم يكن العدد الذي أقام في مكة قليلا ، وعندما انتعشت
الحالة بعد الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918م) ، كانت الجالية الجاوية قد تأصلت ودمغت مكة أبناء تلك الجالية بكل
عاداتها وتقاليدها ، ولما انتشرت المدارس وتيسرت العلوم والمعارف الحديثة شاركوا
فيها ، والآن انتشروا في الإدارات الحكومية ، فظهر منهم جماعة من الموظفين ، ولما
تطور التعليم وأخذت الحكومة السعودية ترسل البعثات([35])
من الطلبة إلى الخارج للدراسات العليا ، كان من المبتعثين عدد غير قليل منهم ،
وعادوا إلى مكة المكرمة بعد أن تزودوا بالعلم والمعرفة والخبرة ، وشغلوا مناصب
ومهنا لها قيمتها ووزنها في البلاد([36]).
ومن أشهر بيوت
الجاويين في مكة المكرمة، بيت البتاوي، وبيت السامباويا، وزيني، والمكابو ،
والقستي ، والفنتيانة ، والبوقس ، والفلمبان ، وقدس ، وسمسم ، والفطاني ، ومن أشهر
مشايخ الجاويين الشيخ أحمد الجاوي ، ومرزوق الجاوي ، ونور الفطاني([37]).
وقد أنشأ بعض الإندونيسيين والماليزيين
المجاورين في مكة المكرمة ، مدرسة أهلية سميت "مدرسة دار العلوم" وكان
مقرها في البداية "بمحلة الشامية" ثم انتقلت إلى " محلة شعب
علي" ، ولا تزال قائمة إلى الآن ، إلا أن أغلب الطلبة من الإندونيسيين
والماليزيين والفطانيين([38])
، وبعض هذه المدارس بالمجان وبعضها الآخر بالأجر البسيط ([39])
.
وتقول الدكتورة لطيفة السلوم([40])
إن مدرسة إندونيسيا المكية التي أنشأت سنة1346 هـ/ 1927ساهمت بدورعظيم في مجال
التربية والتعليم في مكة المكرمة .
هذا بالإضافة إلى وجود بعض المطاعم علي
الطريقة الإندونيسية والماليزية وغيرها في مكة المكرمة ، ويرتادها أفراد الجالية
الإندونيسية والماليزية وبعض سكان مكة ذاتها([41])
.
ثالثا ـ الجالية البخارية ( التركستانية) :
هم أهل التركستان الغربية أو الروسية ،
أو كما كان يطلق عليهم أهل بلاد ما وراء النهر أو وسط آسيا([42])
، وتشتمل هذه المنطقة علي الجمهوريات الإسلامية السوفيتية وهي أوزبكستان، وعاصمتها
مدينة طشقند ، وأذربيجلن وعاصمتها مدينة باكو ، وتركمانستان وعاصمتها مدينة عشق
آباد ، وطاجيكستان وعاصمتها مدينة دوشنبه أو دوشنبي، وقرقيزيا وعاصمتها الآن مدينة
بيشكيك([43])،
وكازاخستان وعاصمتها الآن مدينة أستانا.
وقد استقلت هذه الجمهوريات الإسلامية عن
الاتحاد السوفيتي السابق في سنة 1411هـ
/1991 م ، وأصبحت كل منها جمهورية مستقلة بذاتها([44])،
وأهل مكة يطلقون علي جاليات تلك البلاد اسم البخارية أوالتركستانية([45]).
والجالية البخارية أو التركستانية قدمت
إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة أو جدة للإقامة والهجرة الدائمة في القرنين
الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/ التاسع عشر والعشرين الميلاديين ، بسبب الغارة
التي تعرض لها العالم الإسلامي من قبل الغرب الأوربي ، ومن قياصرة الروس وملوكهم
للإمارات الإسلامية القائمة في التركستان الروسية ، فضموا إليها بعض هذه الإمارات
إلى أملاكهم" مثل خانية خوقاند وبخاري وكيفا بآسيا الوسطي " ، كما بسطوا
حمايتهم علي البعض الآخر ، ولقي المسلمون في تلك المناطق ألوان العنت والاضطهاد
فوق ما يتصوره البشر([46])
وأمام هذا الظلم هاجر العديد من المسلمين فرارا بدينهم إلى مكة المكرمة كصنع
الحقائب والأحذية " الكنادر" ، كما أن خبز التميس خاص بهم فمنهم من
يمتهن عمله، وكان بعض أفراد منهم يمتهن سن السكاكين والمقصات بّالة بدائية يحملها
علي ظهره ويدور بها في الحواري ، وهم أهل جد ونشاط فيما يمارسونه من عمل صناعيا
كان أو تجاريا ، وبين أفرادهم ترابط وتآزر ، وقد برز منهم التجار والأثرياء ، وتجنس
الكثير منهم بالجنسية السعودية، وانتظم أولادهم فيما يشاءون من مدارس كأمثالهم من
أبناء الجاليات الأخرى، فنشأ منهم الأطباء والصيادلة والمهندسون ، كما ابتعث بعضهم
إلى الخارج لتلقي العلم العالي ، كما أوجدوا بمكة المكرمة بعض الصنائع التي لم تكن
تعرف من قبل([47]).
وقد نقلت الجالية البخارية عاداتها
وتقاليدها الاجتماعية مثل بعض الأطعمة منها الأرز البخاري المعروف في مكة المكرمة
بل في أنحاء المملكة العربية السعودية ، ويعمل بأن يقطع اللحم قطعا متوسطة الحجم
ثم تحمر قليلا في السمن مع البصل المفروم مع الحمص ، ويضاف عصير الطماطم ،وبعد أن
يقارب اللحم في النضج ، يكون قد قطعت كمية من الجزر الأصفر علي هيئة شرائح صغيرة
فتضاف إليه ، ثم يجهز الأرز بعد غسله ويوضع مع الجميع ، ويترك علي النار حتى يمتص
الأرز الماء ويقارب الاستواء ، وتسحب النار من تحت القدر إلا القليل منها حتى يتم
النضج ويقدم ، وقد يضاف إلى الأرز البخاري عند تقديمه للأكل كمية من اللوز المقشر
المحمر في السمن أو الصنوبر مع الزبيب عديم البذر رشا علي الأطباق([48]).
كما يصنع الكشغريون "أهل
كاشغر" ([49])
"المنتو" وهو عبارة عن قطع من العجين تفرد وتقطع قطعا صغيرة ، ويوضع في
وسطها مقدار من اللحم المفروم المضاف إليه بعض البصل المفروم المشوي ، ثم تجمع
أطراف العجين كالصرر وتوضع مجموعة من القطع علي مصفاة مخصوصة موضوعة علي فوهة قدر
يغلي بالماء إلى أن تنضج قطع العجينة المذكورة ، وبعد ذلك تعرض للبيع في الأسواق([50]).
كما دخل البخارية أيضا التميس ، وهو نوع
من الخبز شغف به أهل مكة المكرمة بل وأنحاء المملكة خصوصا في وجبة الإفطار والعشاء
، وهو عبارة عن نوع من عجين يرح وينبش وجه الرغيف ، ويكون رهيفا نوعا ما بآلة خاصة
، ثم يلصق في جدار التنور "الفرن" من الداخل إلى أن ينضج ، ويضاف إلى
العجين أحيانا مقدار من السمن ، ولرواج هذا الخبز أخذ بعض المكيين ومن جاور بمكة من اليمنيين بصنعه بعد أن كان خاصا بالتركستانيين "
البخارية "([51]).
ومن بين العائلات البخارية التي اشتهرت
في مكة المكرمة ، بيت السيد كوجك الذي عرف بالعلامة السيد عبد الله البخاري، وكان
قد جاور بمكة في أواخر القرن الثالث عشر الهجري، واشتغل بالتدريس في مكة إلى أن توفي سنة 1297 هـ/ 1879م عن ذرية كان
منهم السيد حسن كوجك وهو من أئمة المقام الحنفي([52]).
وكان لأهل بخاري عدة دور موقوفة يسكنها
حجاج تلك الجهات عند قدوم الحجاج لأداء فريضة الحج([53])،
وكان لهم زقاق في مكة المكرمة للإقامة فيه يسمي زقاق البخارية من جهة أجياد
الذي يبدأ منه شارع الملك سعود وينتهي عند السوق الصغير ([54]).
رابعا ـ الجالية الحضرمية واليمنيون:
عرفت مكة الحضارم وأهل اليمن وقد اتسعت
هجراتهم إلى مكة المكرمة والإقامة فيها ، وقد عمل أفراد هذه الجالية في النشاط
العلمي و التجاري ، حيث ازداد طلب الرزق من كبار التجار إلى صغار الباعة
والمستخدمين ، ثم اتسعت هجرتهم وأصبح المجاورون منهم يكادون يستقلون بأكثر حوانيت
البيع في البلاد ، كما انتفع أهالي مكة المكرمة بخدمة صغارهم في البيوت ، ومن أشهر
عائلات الحضارم بيت باجنيد ،وبيت باحارث ، وبيت باناجة ، وبيت باناعمة ، وبيت
العادة، وبيت باحكيم ،وبيت بازرعة وبيت باعيسى ، وبيت باعشن([55]).
وقد كان معظم الحضارمة يعملون في المجال
التجاري ، فكانت طائفة منهم متخصصة في بيع السكر والشاي والدخان"التبغ"
، ومنهم من كان يمارس بيع الأقمشة والاحاريم والعطارة، وهي جالية نشيطة في العمل
بل من أنشط الجاليات ، ويمتد نشاطها في كل مرفق([56]).
وقد كان لبعضة نفر منهم معاصر السمسم
واستخرج زيتة على الطريقة البدائية ، يتولى العصر فيها الجمال فهذه المعاصر مألوفة في بلادهم([57])
، وهم يستعملون زيت السمسم بكثرة([58]).
وكان للحضارمة مشاركة في كل أسباب البيع
و الشراء و المهن و الكثيرة منهم لم تكن هجرتهم إلى مكة بصفة دائمة بل يأتى
للإقامة مدة تطول أو تقصر للتكسب و العيش فإذا جمع من حصيلة عملة ما رأى فيه
الكفاية عاد إلى بلده ليشتري ملكا أو نخلا
...... وكثيرا ما يصحب القادم معه أولادا صغارا له أو لذويه ومعارف ،يؤجرهم للعمل
إما في دكان أو بيت بحسب لياقة الولد، والمكيون يفضلون استئجار الحضرمي للعمل عن
غيرة من بقية من يقدم منهم ،ويكون وكيله قد جمع له مبلغا ويكون قد تفهم منه طريقة
البيع و الشراء فيما كان يعمل أجيرا ، أفتتح له دكانا خاصا به في نفس العمل ، وعبر
مرور الزمن يتأصل في البلد ويتوسع في الاتجار ، وتمكنوا في الإمساك بزمام كثير من
العروض التجارية ، وأصبح بعضهم ذا تجارة واسعة يملك الآلاف والملايين، و أخذوا
الجنسية السعودية وأصبح من يقطن مكة مكيا([59])
أي من أهل مكة .
وكان للجالية الحضرمية في مكة شأن كبير
، فقد تولى أحد الحضارمة منصب مشيخة العلماء في وقت ما ، وكان نفر منهم يقوم
بالتدريس في المسجد الحرام في مختلف العلوم الدينية ، وكان لهم رباط في أجياد
يسكنه الفقراء من طلبة العلم منهم ، وهى الجالية الوحيدة التي كان أمراء مكة
ينصبون شيخا لهم ، وكانت مشيخة الحسنيين بمكة تكاد تكون وقفا عليهم([60]).
وفي العهود الأخيرة انهال على البلاد عدد من اليمنيين صغارا و كبارا ، وقد
عاملتهم الحكومة السعودية معاملة ممتازة ،وأباحت لهم الإقامة، وكان نصيب مكة منهم
غير قليل ، وقد بدر منهم الجلد و الصبر على المشاق و الذكاء وسرعة فهم الشيء
العجيب ، فانهم لم يتركوا مهنة أو صنعة إلا ومارسوها و أتقنها بعضهم وبرز فيها
،وسد صغارهم ما وجد من فراغ بسبب قلة ورود الحضارم الصبيان الصغار([61]).
وقد أدخلت الجالية الحضرمية أكلة شعبية
إلى مكة وهى الهريسة وهى أكلة حضرمية ، عبارة عن حنطة تبل، ثم تدق في مدقات مخصوصة
خشبية لفصل القشر عن الحب ، ثم يسلق اللحم جيدا في قدور ضيقة الفوهة ، ثم تخلط
عليه الحنطة المدقوقة ، بعد أن يكون نزع كل العظم من اللحم ، ثم يعصر الجميع
بمعصرة مخصوصة إلى أن يمتزج اللحم بالحنطة و يصبح مع الحب كتلة واحدة كالعجين ،
فتسد فوهة القدر مقدارا من الزمن حتى يكمل نضجه ، هذا الطعام أغلب ما يصنع في
الأسواق يصنعه بعض أفراد الجالية الحضرمية ، ثم عند الأكل يضاف عليها كمية مناسبة
من السمن و السكر الناعم ، أو بدون سكر ، فان البعض لا يستطعم أكلة بالسكر.
خامسا ـ الجالية الأفغانية :
هاجر الأفغان إلى مكة المكرمة ، ومنهم
من أستقر بها وكان له شأن ، ومن أشهر البيوت الأفغانية في مكة المكرمة بيت
مرداد وهم عائلة كبيرة وأغلبهم كانوا أئمة
بالمقام الحنفي وخطباء بالمسجد الحرام ، وأشهر من عرف منهم الشيخ عبد الله صالح
مرداد ، ثم ابنه الشيخ أحمد أبو الخير مرداد المدرس بالمسجد الحرام و شيخ الخطباء
و العلماء ، وكان من أعيان وعلماء عصره ، والشيخ أمين محمد علي مرداد المتوفي سنة
1293هـ / 1876 م ، والشيخ أمين محمد علي مرداد المدرس والإمام والخطيب بالمسجد
الحرام ونائب رئيس محكمة مكة المكرمة([62]).
وكان جدهم الأعلى من مهاجري الأفغان
وكانوا يعرفون باسم أميرداد ، وقد تفرقت تلك العائلة إلى فرعين أطلق على أحدهما
لقب "أبو الخير" أحد شيوخهم و آبائهم ، عرف من هذا الفرع الشيخ عبد الله
أبو الخير مؤلف كتاب "نشر النور والزهر" ، وهذا الكتاب عرض مفصل لتراجم
أشهر علماء مكة ، ومن هذا البيت عبد الرحمن بن صالح ، وعبد الله بن صالح ، وعبد
الله بن عبد الرحمن ، وأحمد بن عبد الله بن الخير ، وأمين محمد([63]).
ومن الأفغان في مكة المكرمة بيت جان
المنسوب إلى الشيخ محمد جان الأفغاني من ذرية محمد الحنفية ، وقد قدم إلى مكة في
النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي وجاورها ، ومن ذريته الشيخ محمد سعيد جان ،
وابنه الشيخ عمر جان([64]).
وذكر بعض المؤرخين أن حارة السليمانية
في مكة المكرمة كانت تطلق على أهالي بلاد الأفغان ، نسبة إلى رجل من العلماء يسمى
الشيخ سليمان المغربي ، وهو الذي بنى قبور السليمانية([65]).
سادسا ـ الجالية الشامية :
كان للشوام جالية في مكة المكرمة ، فلم
تنقطع هجرة السوريين وغيرهم في كثير من عهود مكة واستقرارهم بها([66]).
وقد عمل الشوام في المجال التجاري، حيث
كان نفر منهم يعملون في جلب الأحاريم المطرزة التي أعتاد المكيون الاعتماء بها ،
وكذلك بعض الأقمشة من منسوجات بلادهم وبعض المنسوجات الأخرى ، وبعض المكسرات
كاللوز ، والفستق ، والبندق ، والمشمش ، وكان هؤلاء التجار يمونون الباعة بالقطاعي
من أرباب الدكاكين ، ومن كان منهم على وفر اشترى ما يرغب فيه بالنقد ، ومن كان على
غير ذلك أعطى نسبته على أن يقوم بدفع ثمنه من نتاج مبيعاته كل أسبوع([67]).
وكانت أرفع الغتر في الغالب تجلب من
الشام ، وكذلك السراويل التي كانت تسمى" الشامي" وهو عبارة عن قماش محوك
بالأنوال يأتي غالبا من سوريا ويباع كل قطعة تكفي لعمل سروال ، وتكون القطعة مخططة
باللون الأبيض و الأسود ، وقد يكون لون السروال قاتما ليتحمل أثر الخدمة في البيت
كالطبخ والكنس ، وماشاكل ذلك ، وهو من لبس المكيات([68]).
وفي المجال الاقتصادي أيضا قام بعض
السوريين في سنة 1330 هـ /1911م ، بجلب مصنعا للثلج ، والطحين ، ونشر الأخشاب ،
فوقف لهم الشريف الحسين بالمرصاد ، ولم ييسر لهم أعمالهم .... ، وهجم البدو على
المصنع وأتلفوا بعض آلاته ونهبوا البعض الأخر([69]).
أما في المجال الثقافي ، فقد كان الشيخ
عبد الكريم الطرابلسي الشامي وهو من طرابلس الشام ، أنشأ مدرسة في دار كانت تعرف
بدار العنتبلي ، وقيل في قاعة الشفاء في الطريق ما بين حمام باب العمرة وباب
الباسطية ، وهي تعد أول مدرسة عربية عنيت بتدريس التلاميذ جلوسا على مقاعد الدراسة
أمام السبورة ، وكان يساعد في ذلك بعض الأساتذة السوريين ، ولكن هذه المدرسة لم
تعمر ، فقد حج سلطان المغرب المخلوع "مولاي عبد الحفيظ" في سنة 1327هـ /
1908م ( أو في سنة 1328هـ / 1909م ) فاستأثر بالشيخ عبد الكريم الطرابلسي وأحد
علماء المغاربة الشيخ شعيب الذي كان مهاجرا بمكة ، فصحب الاثنين معه عند رجوعه إلى
بلاد المغرب ، وكان قد اشترى كثيرا من الكتب المخطوطة مما راق له شراؤها وعزم على
طبعها ونشرها في بلاد المغرب ([70])
.
سابعا ـ الجالية التركية :
منذ استيلاء الأتراك العثمانيين على مصر
سنة 923هـ / 1517م ، أخذوا يتطلعون إلى بلاد الحجاز ، وما لبث أن أرسل شريف مكة
المكرمة آنذاك الشريف بركات بن محمد ابنه "أبونمى" إلى مصر لمقابلة
السلطان العثماني سليم الأول (918ـ 927 هـ/1512ـ1520 م) ، فقابله السلطان العثماني
بحفاوة وأكرمه وأقره هو ووالده علي إمارة مكة ، كما جعل لهما نصف الواردات في مكة
وجده ، وقد ظل الشريف بركات أمير مكة يدعو للسلطان العثماني الجديد([71]).
ومنذ أن وافي العهد العثماني الأول علي
نهايته حول سنة 1217 هـ/1802م ، إلا وكانت مكة المكرمة قد ألحقت نهائيا بالعجلة
التركية ، وأصبحت ولاية مكة المكرمة تابعة للدولة العثمانية في جميع مرافقها
السياسية والاجتماعية ، وهنا أخذ عدد الأتراك يزداد في مكة ، وبات عدد منهم يتولي مناصب
الإدارة المالية ، وشئون البريد، ونظارة السوق، وأعمال الأوقاف وغيرها([72]).
وفي سنة 1256هـ/1840م جري الاتفاق بين
محمد علي باشا والي مصر آنذاك والدولة العثمانية علي ترك بلاد الحجاز ، فعادت مكة
تدور في فلك التبعية التركية ، وظل أشراف مكة علي شأنهم يتولون إمارتها إلى جانب
العسكر التركي.
ومنذ العهد العثماني الثاني ، بدأت بعض
العائلات التركية تفد إلى مكة المكرمة فيها ومن أشهر العائلات التركية التي أقامت
في مكة ، بيت الدرابزلي ، وبيت القرملي، وبيت كوشك، وبيت الخشيفاني، وبيت الوشكلي
وغيرهم([73]).
وفي هذا العهد عاشت مكة مستقرة نوعا ما
، أكثر مما كانت عليه في عهود سابقة لأن المنافسين علي حكمها من الأشراف قد خضعوا
لتنظيمات العثمانيين وأحكامهم في توجيه الإمارة، فتمتع الأهالي بطمأنينة اجتماعية
وأخذوا ينعمون بأرواحهم من خيرات العثمانيين وصدقات الحجاج الذين اخذوا يتدفقون
علي مكة المكرمة لأداء الفريضة ألوفا مؤلفة ، بعد أن علموا بشؤون الاستقرار،
وازداد تدفقهم علي أثر شيوع البواخر ومساهمتها في نقل الحجاج سنة 1291هـ/ 1874م([74])
.
ومن ثم أخذ عدد الأتراك يزداد في مكة
للإقامة فيها وسكناها ، وهؤلاء إما كانوا من الموظفين الأتراك ، أو من الذين جاءوا
إليها لمجاورة بيت الله الحرام ، ومن آثار الأتراك الحضارية في المجال الثقافي
أنهم قاموا بإنشاء عدد من المدارس في أنحاء متفرقة من البلاد، مثل مكة الكرمة
والمدينة المنورة وجده ، والاحساء ، ففي مكة المكرمة قام الأتراك بإنشاء مدرسة علي
الطريقة الحديثة لتعليم اللغة التركية ، و الرياضيات ، والتاريخ ، ولذلك الغرض
أنشأوا المدرسة الرشيدية في (المعلاة) في سنة 1302هـ / 1884م ، وندب للتدريس في
هذه المدارس بعض المدرسين الأتراك، ثم أضيف إليهم بعض المدرسين من مكة المكرمة ،
وكان التدريس قيها باللغة التركية ، وقيل إن غرض الأتراك من إنشاء تلك المدارس هو
محاولة تتريك العرب([75]).
وكان ذلك سببا كافيا لابتعاد المواطنين
العرب وغيرهم عن هذه المدارس ، وعدم إلحاق أبنائهم بها . ولهذا لم يقبل الناس على
تلك المدارس إلا أبناء المواطنين الأتراك ، وبعض أبناء الطبقة العليا الذين تربطهم
بعض الروابط ، أما طلبة العلم من أبناء العلماء وأهل مكة المجاورين منهم فلم يكن
إقبالهم عليها إلا محدودا([76]).
وقد أنشئت المدرسة الرشيدية في باب
الدريبة أولا ، ثم نقلت إلى مكان مطبعة الحرم سابقا، ثم انتقلت إلى القبان
بالمدعاة ، ثم إلى سوق المعلاة ، وظلت حتى سنة 1335هـ / 1916م ، وغير أسمها إلى
مدرسة المعلاه ، وفي سنة 1355هـ / 1936م، غير اسمها إلى المدرسة السعودية وأصبحت عربية اللسان([77]).
كما أنشأ الأتراك في مكة المكرمة مدرسة
أمام باب الصفاسميت "مدرسة برهان الاتحاد" في سنة 1327هـ / 1909م([78])
، أو في سنة 1328هـ / 1910م([79])،
ثم بنوا لها بناية أمام قصر المالية في أجياد نقلوها إليه ، كما أنشأوا المدرسة
الصناعية في المعلاة سنة 1328هـ / 1910م([80]).
ولم يقتصر نشاط الجالية التركية في مكة
المكرمة على دورها في التعليم الذي حاولت من خلاله العمل على تتريك العرب ، بل
يتعدى ذلك إلى شؤون القضاء ، فكان أهل مكة يتولون القضاء قبل مجيء الأتراك
العثمانيين ، وظل الأمر على ذلك بعض الوقت في العهد العثماني ، ولكن الأتراك ما
لبثوا بأن شعروا أنهم العنصر الحاكم ، فاحذوا يندبون بالقضاء لأفراد من بني جلدتهم
ابتداء من سنة 943هـ / 1536م ، وظل الأمر على ذلك حتى استقل الشريف الحسين ببلاد
الحجاز، وكانت أحكام القضاة الأتراك بمكة مرتبطة بمشيخة الإسلام في
الآستانة"عاصمة الدولة العثمانية آنذاك"، فكان القاضي التركي يمثل سلطة
الأتراك الدينية ، ويرأس الحفلات عند تولية أمراء مكة لمناصبهم ، ويعقد المراسيم
الخاصة بذلك ، ويتولى تقديم الخلع السلطانية للأمير([81]).
ومن آثار الأتراك الحضارية أيضا في مكة
المكرمة هي تلك الإصلاحات العمرانية التي أقروها بالمسجد الحرام ، حيث أهدت والدة
السلطان عبد الحميد الثاني (1293ـ 1327هـ / 1876ـ 1909م) في سنة ألف و مائتين ونيف
وخمسين للمسجد الحرام ستة أعمدة في رأس كل عمود نخلة من معدن أصفر تناط فروعها
المدلاة ستة قناديل وقد وزعت تلك الأعمدة في أنحاء المسجد ، كما أنشأ الأتراك بين
الأساطين الأمامية للأروقة عوارض من حديد تناط بها القناديل ، وقد أحصيت القناديل
في عمود المسجد وأروقته وصحنه وأبوابه حوالي 1422 قنديلا عدا ما جعل في المنائر
" المآذن " ، وتلك القناديل عبارة عن آنية من الزجاج مشبوكة من ثلاث
جهات في سلسلة تعلق منها، وفي جوف الآنية كأس يجعلون فيه الزيت و الماء ، وفي وسطه
ذبالة رفيعة يضيئها الموكلون بمشاعل يمسون بها تلك الذبالة ([82])
.
ومن الإصلاحات العمرانية بالمسجد الحرام
أيضا ، أنه في سنة 1266هـ / 1859م ، قام العثمانيون بإجراء بعض الاصطلاحات
الداخلية لباب السلام بالمرمر ، وكذلك في سنة 1276هـ / 1859م ، أرسل السلطان
العثماني ([83])
ميزابا للكعبة من الآستانة مصفحا بنحو خمسين رطلا من الذهب ([84]) ،
وقد كتب في مقدمته بسم الله الرحمن الرحيم ـ يا الله ـ و بجانبه الأيسر : جدد هذا
الميزاب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية
السعودية([85]).
ولما أصيب المسجد الحرام بسيل عظيم في
سنة 1278هـ/1861م ولحق الضرر بالمسجد وغرق خلق كثير من الناس،نشط العثمانيون
لإصلاح الضرر بإشراف أمير مكة عبد الله ابن محمد بن عون وشيخ الحرم آنذاك الشيخ أحمد
عزت ، وفي سنة 1301 هـ /1883 م استأنفوا
إصلاح بعض مرافق المسجد الحرام ، فأزالوا بناء سقاية العباس وبيت المحفوظات اللذين
كانا بجوار بئر زمزم ، ونقلوا الكتب إلى باب السليمانية ، كما أزالوا الفاصل الذي
كان يحجز النساء في صلاتهن في المسجد وكان هذا الفاصل يسمي القفص .
وفي سنة 1327هـ / 1909م ، أصيب المسجد
الحرام بأضرار عندما اقتحمه السيل الذي
عرف بسيل الخديوي ، فقد أخل السيل بحوالي 22 عمودا عدا وجوه الخراب الأخرى فأمر
السلطان العثماني محمد رشاد بعمل عمارة عمومية في أنحاء المسجد وكان ذلك في
سنة 1334هـ/1915م، كما أمر في سنة
1331هـ/1912م بتغيير الطوق الفضي المحلي به الحجر الأسود بطوق جديد([86]).
كما أنشأوا دارا لضيافة الحجاج في جر ول ، وأصلحوا كثيرا
في مجاري عين زبيدة.
وبنوا لها الخزانات والموارد في كثير من
أنحاء مكة المكرمة ، كما أصلحوا بعض الميضآت القديمة بجوار المسجد ورتبوا لها
البوابين([87]).
وفي
المجال التجاري ، عمل بعض الأتراك بالتجارة ، فقد كان أحد التجار الأتراك ويدعي
"أحمد فهمي" مختصا بالاشتراك مع "احمد إسلام " جد آل إسلام
بتجارة السكر المصري الأقماع ، ويقول عنه
المكيون " سكر روص أبولمعتين" ، وكانا محتكرين له وكسبا منه مكاسب كثيرة
، وكان الملك الحسين بن علي أثناء الحرب العالمية الأولي (1914ـ 1918م قد سلط علي
أحمد فهمي من يحرق له داره التي كان يسكنها بمحلة الفلق ، ولكن من عهد إليه بذلك
من أولاد الحارة لم يوفق في ذلك، وذنب أحمد فهمي أنه كان يمد الأتراك بالمال أثناء
الحرب ، وتمكن أحمد فهمي من الهرب إلى المدينة المنورة ومنها إلى تركيا، ولما قامت
الثورة نهبت داره بجميع ما فيها ، كما كان لأحمد فهمي دار أخري بجوار بستان عين
زبيدة في جرول ، اشتراها من أحد الكتاب اسمه محمد أفندي داغستاني ، وقد صادر الملك
الحسين بن علي هذه الدار أيضا لكونها ملاصقة ببستان عين زبيدة وأنشأ بها مدرسة
سماها المدرسة الزراعية ، وكان الطلبة الذين انتظموا فيها يقومون بتجارتهم في
البستان المذكور ثم ألغيت المدرسة ووهبت الدار للشريف شاكر بن زيد بن فواز أمير
الطائف آنذاك([88]).
وفي العهد السعودي جاء ورثة أحمد فهمي
من أستا نبول وأثبتوا أحقيتهم لها ، وباعوها إلى أحد تجار مكة " أحمد
بوقري" الذي باعها للشيخ عبد الله
السليمان وزير المالية السعودي الأسبق.
ثامنا ـ الجالية المصرية :
أما عن المصريين فهم بحكم طبيعتهم وشدة
التصاقهم بأرضهم ، كانت هجرتهم إلى مكة قليلة بالنسبة للجاليات الإسلامية الأخرى ،
ولم يكثر المقيمون منهم بمكة إلا في عهد محمد علي باشا والي مصر عند استيلائه على
الحجاز أثناء حروبه مع الدولة السعودية([89]).
ويرى السباعي([90])
أن أكثر العائلات التي وفدت في أوائل
العهد العثماني واستوطنت مكة كانت من المصريين والمغاربة وأهالي الشام والأتراك
...... ، وكانت فتوحات محمد علي باشا في مكة قد شجعتهم على الانتقال إلى مكة
والاستيطان بها ..... ولا يبعد أن يكون أكثر المنتقلين كانوا من أصحاب العلاقة
بجيش محمد علي باشا الذين اختاروا الإقامة في مكة ، فلا نعجب إذا وجدنا أن
العائلات المنحدرة من أصل مصري لا تنتمي إلى جد واحد بعد جلاء المصريين عن مكة إلا
نادرا، ومن أشهر العائلات المصرية بيت القطان والزقزوق والرشيدي والمنصوري
والدمنهوري([91]).
وحيثما استوطنت بعض العائلات المصرية في
مكة كانت لبعض البيوت شهرة علمية ، فقد قدم جد آل شطا وهو السيد محمد شطا زين
الدين محمد بن علي الشافعي إلى مكة من بلدة دمياط([92])
في أواخر القرن الثاني عشر الهجري / الثامن عشر الميلادي ، حيث تصدر للتدريس في
المسجد الحرام ، وأنجب من الأولاد : السيد عمر ، والسيد عثمان ، والسيد بكري الذي
كان أبرزهم علما وله مؤلفات عدة ، قيل إن السيد محمد شطا يتصل نسبه بالحسين بن علي
بن أبي طالب "رضي الله عنهما" ، وذلك مثبت بدفتر الأشراف بثغر دمياط([93])
، وذكر أن شطا قد ورثه السيد محمد من ملازمته لأحد الصالحين في دمياط فكان أسمه
الشيخ شطا وهو مدفون خارج ثغر دمياط([94]).
وقد أنجب السيد بكري ثلاثة من العلماء
أبرزهم : السيد أحمد ، والسيد حسين ، والسيد صالح ، كما أنجب السيد سعيد من
الأولاد سعيد، ومحمد، وعلي (1)([95]).
ومن الخدمات الجليلة التي قدمها
المصريون للمجتمع المكي آنذاك التكية المصرية التي بناها محمد علي باشا والي مصر
في سنة 1238هـ/1820م، حيث أقيمت مكان دار السعادة التي كانت في السابق محل حكومة
بني زيد من الأشراف ، وكانت دار السعادة بناها الشريف محمد بن بركات سنة 866هـ/1461م
، وكان للتكية المصرية ناظر ومعاون وكتبة وخدم يقومون بما يلزم من المصالح، وكان
بها طبيب وصيدلية ، وهي مجتمع فضلاء المصريين وأعيانهم خصوصا في أيام الحج ، وقد
قام بتجديدها الخديوي عباس باشا حلمي الثاني في سنة 1319هـ/1901م ، وظلت تلك
العمارة إلى أن هدمت نهائيا في سنة 1375هـ/1955م من أجل توسعة المسجد الحرام، وقد
أعطت الحكومة السعودية لوزارة الأوقاف المصرية مكانا ممتازا بمحلة أجياد لإقامة
مبني آخر عليه عوضا عن المبني القديم ، فبنيت علي حساب وزارة الأوقاف المصرية ،
وفي سنة 1374هـ/1954م استبدل اسم التكية المصرية باسم المبرة المصرية([96]).
وقد
جاء في آثار التكية المصرية (المبرة المصرية فيما بعد) أنها من الآثار الجليلة ذات
الخيرات العميمة ، وإنها نعمت صدقة جارية لمسديها ثواب جزيل وأجر عظيم 000 وبها
صنابير"حنفيات" التي يتوضأ منها الناس 000ويرد إليها الفقراء في الصباح
والمساء ، فيتناول الفقير في كل مرة رغيفين وشيئا من الشربة ، وربما أعطي أكثر من
ذلك إن كان فقره مدقعا ، وكثير من نساء مكة وجواريها الفقراء كن يتعيشن بما يأخذن
، ويكتفين بذلك عن مسألة الناس ([97])
.
وكان
يصرف يوميا من الخبز ما يقرب من 400 أقة "حوالي 3 أرد ب من القمح " و150
أقة من الأرز ، وفي يوم الخميس من كل أسبوع تزاد كمية الأرز إلى 420 أقة كما يصرف
في هذا اليوم 100 أقة من اللحم ، وفي كل أيام رمضان يكون المرتب كمرتب يوم الخميس
ويزيد عليه 50 أقة من الحمص ، ويصرف من السمن ما يكفي لطبخ هذه المقادير ، والفقراء
قد يصل عددهم حتى 4000 شخص ، ويستمر ذلك من شهر رمضان حتى آخر شهر ذي الحجة، وكان يرد إليها من الحجاج الفقراء من
السودان" التكارنة" والمغاربة وغيرهم ، ثم يتناقص العدد بعد ذلك حتى يصل
إلى 400 شخص يوميا تقريبا([98]).
وكان
للتكية ناظر ومعاون وكتبة وخدم يقومون جميعا بخدمة الفقراء ، وبها طاحونة يتناوب
إدارتها أربعة بغال لطحن الحبوب ، وفيها مطبخ واسع به ثمانية أماكن يوضع عليها
أوان ثمان من ذات الحجم الكبير "يقال لها قزانات" ، وملحق بها مخبز ذو
بابين يخبز به الخبز، و مخزن وغرف
للمستخدمين، وفي مدة الحج كان يسكنها بعض عمال المحمل([99])
مثل الطبيب ، والصيدلي، وكاتب القسم العسكري ، وبعض الضوئية ، والعكامة([100])،
والسقائين ، ويوضع بها أمتعة الأمير "أي أمير الحج" والأمين، وبعض
الموظفين عند ذهابهم إلى عرفات([101]).
وكان بالتكية دورات للمياه وصنابير
" حنفيات" ماء ، وبها مكان جميل مفروش وفي وسطه بركة ماء صناعية ، ويجلس
في هذا المكان أمير الحج، وأمين الصرة " الشخص المسئول عن الأموال"
وكذلك الكتاب حينما يصرفون المرتبات([102]).
ولو سمعت الأدعية التي كانت تنطلق من
قلوب الفقراء لصاحب تلك الأعمال ومسديها ، لانساقت نفسك إلى العمل مثله، إن كان لديك
سعة وبسطة في المال([103]).
ويقول السباعي عنها : " وهي حسنة
لها أسلوبها الخاص كما كنا نتمني لو أنفقت في غير هذا السبيل الذي يغري بالكسل
ويشجع فقراء الآفاق الذين لا تستفيد منهم البلاد على ارتيادها طمعا في العيش في ظل
التكية"([104]).
كما بني محمد علي باشا الدار التي كانت
تعرف ببيت باناجة أمام باب علي ، وجعلها مقرا لمحافظة مكة المكرمة ، كما بني لآل
عون دارا للإمارة في الغزة ([105]).
أما في المجال الاجتماعي فنجد أن
الأهالي في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجده قد تأثروا بالعادات والتقاليد
المصرية، ونقل هؤلاء الأهالي بعض الألفاظ التي وجدت باللغة المصرية والتي لاتزال
باقية بعض آثارها إلى اليوم وان كانت في غير وضوح ([106]).
كما أن تقاليد الطبقات البلدية القديمة
في مصر يقابلها إلى عهد غير بعيد تقاليد مماثلة في طبقة ما يسمونه في مكة والمدينة
وجده أولاد الحارة([107])
، وأن كثير من ألعاب الأطفال في هذه المدن
تتشابه مع مثيلاتها في مصر ..... ومن هذه لعبة المداحي أو" البارجو" ،
وهي لعبة تشترك فيها مصر والحجاز ، وقد ذكر أن أهل القرارة في مكة كانوا يلعبونها ولذلك سميت قرار المداحي([108]).
تاسعا ـ الجالية المغربية :
لم تخل مكة من مهاجري ومجاوري بلاد
المغرب([109])
فكثيرا ما كان المغاربة يرحلون إلى مكة لأداء فريضة الحج([110])
، حتى استوطنت بعض العائلات المغربية فيها([111])،
وكان أشهر من سكن مكة المكرمة من المغاربة بيت حميدان الذي أنشأ بستانا بجوار بركة
الماجل([112])،
و التي عرفت باسم بركة ماجل أبي صلاية أو بركة ماجن وقد حرفها العوام فقالوا بركة
ماجد ، وقد أنشأ الخليفة المأمون عددا من البرك لتوفير المياه لأهل مكة والحجيج
منها هذه البركة وذلك سنة 208هـ / 823م([113]).
ومن بيوت المغاربة في مكة المكرمة بيت
المالكي، وهو بيت علم وفضل في مكة، وكان من أشهر علماء هذا البيت الشيخ حسين بن
إبراهيم المالكي المغربي الأصل من قبيلة يقال لها قبيلة العصور من أعمال طرابلس
الغرب في ليبيا ، وكان الشيخ حسين المالكي من أفاضل علماء مكة ومدرسيها ومؤلفيها
وأئمتها ، وقيل انه توفى في سنة 1293هـ / 1876م ، وخلف أولادا من أشهرهم علما
الشيخ عابد مفتي المالكية، والشيخ محمد الأمير مفتي المالكية ، والشيخ علي المالكي
الذي عرف بعلمه وفضله ونشاطه في التأليف ، وقد تولى رئاسة مديرية المعارف في عهد
حكومة الشريف حسين بن علي ، ومن أبناء محمد الأمير الشيخ جمال المالكي وهو من كبار
علماء ومدرسي المسجد الحرام ، وقد توفى سنة 1359هـ / 1940م ، وكان أبناؤه يعملون
في بعض المناصب الحكومية([114]).
ومن المغاربة أيضا الشيخ محمد حبيب الله
الجكني الشنقيطي ، ولد في سنة 1295هـ / 1878م
ببلاد شنقيط (في موريتانيا ) ، حفظ القرآن الكريم وتعلم رسمة وتجويده وأتقن
علم القراءات خصوصا قراءة نافع ، ثم أقبل على تعلم الفقه المالكي وغيرة من الفنون
والعلوم حتى صار متبحرا في كل علم وفن ، كما أشتهر بعلم التفسير و الحديث ، له
كتاب "زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم"([115]).
وذكر الشيخ الخطاط([116])
أن الشيخ محمد الشنقيطي قد هاجر من بلاده ، شنقيط([117]) "موريتانيا" مع الشيخ محمد الخضر
الذي كان مفتيا بالمدينة المنورة ، مهاجرا إلى مراكش وفاس وأقام بطنجه
"بالمغرب" مدة ، ثم هاجر إلى المدينة المنورة فأقام بها ، وسار إلى الحج
في سنة 1331هـ / 1912م ، ثم سافر إلى القدس والخليل ، ومنهما عاد إلى المدينة
المنورة ثم حضر إلى مكة وأقام بها مدة يدرس بالمسجد الحرام .
وبعد ذلك انتقل في سنة 1344هـ / 1925م
من مكة المكرمة إلى القاهرة ، فعرفة الناس وصاروا يقصدونه من جميع الطبقات العلماء
وغير العلماء ، ثم عمل مدرسا بالأزهر الشريف بكلية أصول الدين وبمسجد الحسين
بالقاهرة ، وظل يعمل في التدريس إلى أن توفى بالقاهرة في اليوم الثامن من شهر صفر
سنة 1363هـ / 1944م([118]).
ومن أهم مؤلفاته :
ـ
زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم.
ـ
دليل السالك إلى موطأ ابن مالك.
ـ
هداية المغيث في أمراء المؤمنين الحديث([119]).
ولقد عمر أفراد قبيلة الجنكيين مكة
والمدينة المنورة بكوكبة من العلماء الذين أثروا الحياة العلمية في بلاد الحجاز بل
وفي الرياض أيضا ، فتلك القبيلة جمعت بين طلب العلم وفروسية القتال مع عفة عن
أموال الناس ، وقد ظهر منهم الشيخ محمد الأمين محمد المختار الجكني الشنقيطي
المتوفى سنة 1393هـ / 1973م ، الذي رحل عن بلاده قاصدا الحج ولكن طاب له المقام في
المدينة المنورة وعمل بالتدريس في المسجد النبوي الذي يعد من كبريات جامعات
العالم، كما عمل بالتدريس في المعهد العلمي وكليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض
، وفي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وعضو بالمجلس التأسيسي لرابطة العالم
الإسلامي ، وله العديد من المؤلفات والمحاضرات([120])،
ومنهم الشيخ أحمد بن محمد الأمين بن أحمد المختار الجكني الإبراهيمي المحضري
الشنقيطي، وصاحب كتاب نيل الأماني بشرح جواهر البيان والبديع والمعاني ، والمدرس
بالمسجد الحرام والذي توفى إلى رحمة الله([121]).
وكذلك الشيخ عبد الواحد الذي رافق
الرحالة الفرنسي جرفية كورتلمون أثناء زيارته للمدينة المقدسة سنة 1313هـ / 1894م،
فقال كورتلمون عنه "وهو من أصل مغربي ، متزوج هندية، وله ثلاثة أطفال .....
وهو الذي ذهب به إلى منى، وبرفقته استطاع أن يلتقط بعض الصور بآلة([122])
التصوير التي كان يخفيها بمهارة في طيات سجادة الصلاة التي كان كورتلمون يحملها
على كتفه شأنه كما يقول ـ شأن كل الناس في مكة المكرمة".
عاشرا ـ التكارنة :
لقد استقر بمكة بعض الوافدين من غير
المكيين ([123])
، حيث عرفت مكة عند ظهور الإسلام الأفارقة وخاصة الأحباش، فقد وجدت أعداد كبيرة
منهم([124])
،وأيضا وجدت أعداد من النوبة([125])،
وكذلك من الزنج([126])
، وهذا أمر طبيعي نتيجة للقرب الجغرافي من ناحية ، وحجم النشاط التجاري القائم مع
أفريقية من ناحية أخري.
ويمكن القول أن الأفارقة خاصة من
الأحباش والزنج والنوبة استمروا يمثلون
أكثر الرقيق في مكة المكرمة طوال العهدين
الراشدي (11ـ 40هـ/ 632- 660م) والأموي ( 41- 132هـ/661ـ749 م) ، ففي خلافة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه وجدت إشارات تقول إن الأحباش([127]).
كانوا يمثلون فئة سكانية في مكة المكرمة([128])
، وفي العهد الأموي كان لابن الزبير رقيق من الزنج والأحباش ([129])،
وكذلك من النوبة([130])،
وكان يوجد في مكة دار تسمي دار الزنج([131]).
والتكارنة أو الأفارقة مثل غيرهم كان
الدافع وراء استقرارهم في مكة المكرمة ، يعود إلى رغبتهم أن يكونوا بجوار البيت
العتيق ، أو يستقر بعضهم في قلة لأسباب
معيشية مثل العمل بالتجارة([132])
وقد قدم التكارنـة إلى مكة المكرمــة وتركزوا فيها ومعظمهم من قبائل الهوسـا([133]) والفلاتا([134])
وغيرهم من أهالي أفريقيا الغربية والوسطى والشرقية،وأهل مكة هم الذين أطلقوا عليهم
اسم "التكارنة"، وسكن معظمهم في أطراف مكة خاصة في محلة
"الطندباوي" ومحلة "الهنداوية"، وطرف المسفلة([135]).
وكان دور الأفارقة أو التكارنة في مكة
منذ القدم في المجتمع المكي في شتى المجالات، وكان يطلق علي الرقيق أو العبيد منهم
"أهل المنافع"([136])،
ويقومون بجميع المهن فكان منهم الحمالون، والحطابون، والحمارون والجمالون،
والسقاءون، والخدامون والفعلة وغيرهم([137])،
والإماء منهن يستخدمن في أعمال متنوعة منها الأعمال المنزلية، وكان يطلق على
الإماء اللواتي يعملن ويقمن بالخدمة اسم "المناصيف"([138]).
وكان بمكة المكرمة سوق كبيرة للرقيق،
أخذ أمرها في الزوال شيئا فشيئا ولم يصبح لذلك أثر بالمرة، وكان المكان الذي يباع
فيه هؤلاء يسمي " الدكة" ، لأنه كان في حوش ذلك السوق دكة يجلسون عليها([139]).
وكان من عادة أهل مكة
المكرمة أن يجعلوا في دهاليز بيوتهم التكارنة والحجز كحراس للبيوت، فهؤلاء كانوا
يسكنون في دهاليز البيوت مع أهلهم وأولادهم بدون أجر، وكانت هذه العادة متبعة في
مكة المكرمة من قديم الزمان، ثم بطلت منذ سنة 1338هـ/1919م، ولم يبق لهذه العادة
من أثر([140]).
علي أن بعضهم قد برعوا في المجال العلمي
، فكان منهم علماء في الفقه المالكي ، ويدرس بعضهم في المسجد الحرام، ومن تأصل
منهم ومضي عليه جيل أو أكثر أصبحوا مكيين في اللهجة والتقاليد مع فارق لابد منه
ولاينم عنهم سوي اسوداد البشرة ، ولما انتشرت المدارس ونهلوا من معينها صار منهم
أساتذة ومدرسون ، وشارك هؤلاء في كثير من العلوم والفنون والوظائف الحكومية ، بل
إن بعضهم وصل إلى التعليم العالي وشغلوا مناصب لها قيمتها في مجال المعارف والعلوم
([141]).
خاتمة
منذ أن أشرق الإسلام بنوره علي أنحاء
المعمورة، إلا وكان له أعداء يتربصون به في كل مكان ، وعلي مر الزمن يتهم الإسلام
والمسلمون بأبشع وأقسي أنواع التهم ، لالشيء إلا أن معتنقيه قالوا ربنا الله،
فهناك شعوب مسلمة في كل مكان متهمة بنقض قوانين الآداب والنظم الدولية ، والتاريخ
البشري لاينسي أبدا ماقد حدث من المستعمر الأوربي وغيره من التنكيل والتعذيب
للمسلمين في أنحاء العالم ، ولاينسي ما حدث للمسلمين في أفغانستان ، وفلسطين ،
والشيشان ، وفطاني ، وآسيا الوسطي ، والفلبين ، والسودان ، والبوسنة والهرسك ،
وكوسوفا ، وكثير من بلاد المسلمين في شتي بقاع العالم، وكم تلطخت أيدي الظالمين
والمجرمين من دماء الأبرياء والغارقين فيها إلى الآذان ، ورغم ذلك فقدت الإنسانية
العالمية وعيها وأغمضت عينيها وأصمت أذنيها عما يرتكب من مذابح جماعية ضد المسلمين
الذين يلاقون من العذاب والذل والهوان ألوانا.
في مثل هذه الأوضاع وعلي مر التاريخ وقف
ـ ويقف ـ المسلمون موقفا حرجا ، وتتفاقم أشكال المعاناة والمكابدة من غير سبب أو
جريرة ، وتضيق عليهم الأرض بما رحبت ، كما تتضايق عليهم أسباب العيش في سعادة وأمن
وأمان ، وتتضاعف مشكلاتهم في كل مجال، كما هو الوضع في العديد من أقطار العالم
التي يعيش فيها المسلم في خوف وحزن ، ويحلم بالشقاء والعذاب في كل حين ، ويزيغ
قلبه، ولا يأمن حتى علي أهله وماله ودمه
وعرضه .
وفي غيبة من الوعي والضمير الإنساني
والعالمي وشراء الذمم والضمائر بثمن بخس دراهم معدودة ، وتبرير كل ظلم وعدوان ضد
السكان المسلمين بحجج واهية وأساليب متعددة ، دوما بحث المسلمون عن الملاذ والملجأ
لحياة أكثر أمنا ـ في فترات متعددة ـ فكانوا يجدون في بيت الله الحرام مكة المكرمة
ومدينة الرسول صلي الله عليه وسلم وجده الملاذ الآمن ، وعلاج مشكلاتهم علاج الشقاء
والذل والحرمان والحزن ، علاج الاستكانة والخنوع أمام قوي الجبر والطاغوت، علاج
اليأس والتشاؤم الذي كان يسيطر علي نفوسهم وشربوا من كل ذلك هوانا ، فهاجروا فرادي
وجماعات يبغون الأمن والأمان في البلد الأمين ويكونون بجوار الحرم الآمن.
ومن هنا صارت مكة المكرمة عامرة بكافة
الأجناس من الهنود، والبخاريين "التركستانيين"، والمصريين، والشوام،
والمغاربة ، والأفغانيين، والترك، واليمنيين، والجاويين، والتكارنة، علاوة علي
المكيين الأصليين وغيرهم.
ومع مرور الزمن تناست تلك الجاليات
أصولها ، ومضت مواكبها تحمل طابعا جديدا في ألبستها وعاداتها وتقاليدها بل ولغتها،
هذا الطابع حمل سمات مكة المكرمة بعد أن ازدحمت بشتي الأجناس، كما أن تلك الأجناس
والجاليات أثرت في تكوين الطابع المكي حتى إذا استقام هذا الطابع استطاع أن يدمغ
جميع القاطنين والمجاورين بدمغة
واحدة يبدو أثرها في
أكثر تقاليدهم وعاداتهم وتقاليدهم
ولغتهم وطريقة حياتهم ، ولو وقفت الهجرة عند حد ما ولم تستمر لنسي الناس أن بينهم
مصريين أو هنود أو جاويين أو مغاربة أو شوام أو بخاريين ، ولكن امتداد تلك الهجرات
ظلت تذكر تلك الجاليات بأصولها ويجمعها بالطارئ من أجناسها .
وقد جاءت تلك الجاليات بنشاطاتها
وعاداتها وتقاليدها وسلوكياتها وأخلاقياتها، و أصبحت مع مرور الزمن نسيجا من
المجتمع المكي يؤثرون فيه ويتأثرون به، فنشطت جماعات من تلك الجاليات فعملوا
بالبيع والشراء وتاجروا وامتلكوا الدور والدكاكين والحوانيت، وصارت في أيديهم
الأموال، وامتهن البعض منهم بعض الحرف والصناعات فأثروا الحياة الاقتصادية في مكة
المكرمة.
ومن تلك الجاليات من انكب من أفرادها
علي العلم ، فبرز منهم العديد من الشيوخ والفقهاء والعلماء والقضاة وغيرهم، بعد ما
شهدوا حلقات الدرس والوعظ والإرشاد ودرسوا
مختلف العلوم الدينية والعلمية، ومن هؤلاء من نبغ منهم واستقر في مكة
المكرمة فأثروا الحياة العلمية بما أنشأوه من المدارس والرباطا ت واحياء الندوات
والمجالس العلمية، أو من خلال توليهم لوظائف التدريس في المسجد الحرام ومدارس مكة
المكرمة.
كما نقلت تلك الجاليات معها إلى مكة
المكرمة عاداتها وتقاليدها وأخلاقها، وبذلك انتفعت مكة من هذا الخليط، فباختلاط
هذه الأجناس سواء عن طريق المعاشرة أو المصاهرة أو الجوار، صار أهل مكة خليطا من
خلقهم، فتراهم قد جمعوا كما قال البعض عنهم، وداعة الأناضولي، وعظمة التركي، ولين
المصري، واستكانة الجاوي، وكبرياء الفارسي، وصلابة الشركسي، وسكون الصيني، وحدة
المغربي، وبساطة الهندي، ومكر اليمني، وحركة السوري، وكسل الزنجي، ولون الحبشي،
وهؤلاء جميعا جمعوا بين رفه الحضارة وقشف البداوة(1)
.
وقد وصل إلى أزيائهم التي نراها مجموعة
مختلطة من أزياء البلاد الإسلامية، مثل العمامة الهندية، والقفطان المصري، والجبة
الشامية، والمنطقة التركية(2).
حتى الأطعمة التي وجدت ـ وتوجد ـ في مكة
المكرمة تباينت بتباين الجاليات نفسها وفق عادات وتقاليد كل جالية من تلك الجاليات في الطعام والشراب، ففي مكة
أطعمة بلدية أو محلية، وأطعمة جاوية، وأطعمة مصرية، وأطعمة بخارية، وأطعمة يمنية،
وأطعمة هندية، وأخري تركية وغيرها.
وقد نبت من هذا الخلط بين الأجناس في
مكة المكرمة، بعض الألفاظ العامية التي دخلت في لهجات أهل مكة، فمع القرن الثالث
عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي، كان أهل مكة المكرمة يتحدثون باللغة التركية
أثناء الوجود العثماني وقتذاك، وهناك من المطوفين وأفراد الجاليات من يتحدث منهم
بلغات مختلفة كالهندية، والأوربية، والتاميلية، والأوردية، والجاوية، والفارسية،
والصينية، والبنغالية وغيرها، أما أهل مكة والعرب فلغتهم عربية صرفة وهي لغة
القرآن الكريم.
وفي الختام فان إنسانية الإسلام
وروحانياته جعلت منه نظاما عالميا ودينا كونيا جاء لجميع الناس في كل العصور وفي
أنحاء المعمور ، وأتي بحضارة وصفت بأنها حضارة عربية إسلامية أعطت كافة الأجناس
التي اعتنقته واتخذته دينا وشريعة ومنهاجا لها جوا اجتماعيا راقيا، واسبغ عليهم
الوقار، واحترام النفس، واحترام الناس، والراحة النفسية، والاطمئنان الروحي، مما
حدا بعدد من المستشرقين والمنصرين الذين
بدأوا حملتهم مصممين علي القضاء علي الإسلام وإظهار عيوبه المزعومة أن يصبحوا
مسلمين بعد أن ذاقوا حلاوة الإيمان .
ولهذا لم يحدث قط أن الإسلام أقر أيـة
تفرقة بين كافة الشعوب والأجناس المختلفة بسبب العرق أو الوطن أو الثقافة أو
الطبقة، فكل مؤمن بالحقيقة مسلم يتمتع بالأخوة الإسلامية مع كافة الأجناس والناس
في كل عصر ومصر ، وهـذا هو سر بقاء وقـوة الإسلام
ومع عجلة التـاريخ التي لا تتوقف يمضي بنا موكب الزمان ،،،،
تم بحمد
الله
دكتـور
محمود
قـمر
قائمة المصادر والمراجع العلمية
أولا ـ المخطوطات :
·
ابن
دحية الكلبي : أبو الخطاب عمر بن الحسن (
ت 633هـ / 1235م )
- أعلام النصر المبين في المفاضلة بين
أهل صفين ، مخطوطة مصورة بمكتبة الدكتور عبد الله السياف، الرياض. ابن الكلبي :
هشام بن محمد السائب ( ت 204 هـ / 819 م )
- مثالب العرب ، مكتبة جامعة الملك سعود
، الرياض ، ف رقم 1208. المقريزي : تقي
الدين أبي العباس أحمد بن علي ( ت 845 هـ / 1441-1442 م )
- ثغر دمياط ، محطوطة بالمكتبة الأزهرية
، تحت رقم 1173 مجاميع ، القاهرة .
ثانيا – المصادر العلمية :
·
ابن الأثير : أبو السعادات المبارك بن محمد ( ت
606 هـ / 1209 م )
- النهاية في غريب الحديث والأثر ، جـ5
، تحقيق / الطاهر الزاوي ، محمود الطناحي ، المكتبة العلمية ، بيروت ، بدون تاريخ.
·
ابن
جبير : أبي الحسين محمد بن أحمد 0 ت 614هـ / 1217م )
- رحلة ابن جبير، تحقيق / محمد زينهم
محمد عزب، دار المعارف، القاهرة سنة 2000م.
·
ابن
حبيب: أبو جغفر محمد البغدادي ( ت 245 هـ / 859 م )
- المنمق في أخبار قريش ، تحقيق /
خورشيد أحمد فاروق ، عالم الكتب ، بيروت سنة 1405هـ/ 1985م.
·
ابن
دقماق : ابراهيم بن محمد أيدمر العلائى ( ت 809 هـ / 1406 م)
- الانتصار لواسطة عقد الأمصار، القسم
الثاني ، المكتبة التجارية ، بيروت سنة 1893م.
·
ابن
سعد : محمد بن سعد بن منيع الزهري ( ت 230هـ / 844 م )
- الطبقات الكبرى، جـ 3، الطبعة الأولى،
تحقيق / أحمد عطا، دار الكتب العلمية، بيروت سنة 1410 هـ / 1990 م.
·
ابن
منظور : أبو الفضل محمد (ت 711 هـ / 1311
م )
- لسان العرب جـ 2 ، دار لسان العرب ،
بيروت ، بدون تاريخ .
·
ابن
هشام : عبد الملك المعافري ( ت 213هـ / 828 م)
- السيرة النبوية، جـ 2، الطبعة
الثانية، تحقيق / مصطفى السقا وآخرون، دار الكتب
العلمية، بيروت، بدون تاريخ .
·
أبو
حيان التوحيدي :
- الإمتاع والمؤانسة ، جـ 3 ، تحقيق/
أحمد أمين وأحمد الذين ، المكتبة العصرية ، بيروت سنة 1373 هـ / 1953م .
·
الأزرقي
: أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد ( ت 250 هـ / 864 م )
- أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، جـ
2، الطبعة الثالثة ، تحقيق/ رشدي صالح ملحسن، دار الأندلس للطباعة للنشر والتوزيع،
بيروت، بدون تاريخ .
·
باسلامة
: حسين عبد الله :
- تاريخ الكعبة المعظمة وعمارتها
وكسوتها وسدنتها ، الطبعة الثانية ، دار تهامة ، جده السعودية سنة 1402 هـ / 1982
م.
·
الحازمي
: محمد بن موسى ( ت 584 هـ / 1188م)
- ما اتفق لفظة وافترق مسماه في الأماكن
والبلدان ، مكتبة السليمانية، استانبول- تركيا سنة 1407هـ / 1986 م .
·
الحسن
بن عبد الله بن عمر – ( ت 708 هـ / 1308م )
- آثار الأول في ترتيب الدول ، المطبعة
المصرية ، بولاق – مصر سنة 1295هـ .
·
الخطاط
: محمد طاهر بن عبد القادر بن محمود الكردي المكي الشافعي :
- التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم
، جـ1 - جـ6 مكتبة النهضة الحديثة ، مكة
المكرمة سنة 1385 هـ / 1965 م.
·
الذهبي
: شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد ( ت 748 هـ / 1347 م )
- سير أعلام النبلاء ، جـ3 ، تحقيق /
شعيب الأرنؤوط ، مؤسسة الرسالة ، بيروت سنة 1401هـ / 1981 م .
·
السباعي
: أحمد
- تاريخ مكة ، جـ 2، الرياض – السعودية
سنة 1419 هـ / 1999م.
·
السهروردي
: شهاب الدين أبي حفص
- عوارف المعارف، جـ1، تعليق/ عبد
الحليم محمود ، دار الكتب الحديثة ، القاهرة سنة1971م
·
السيوطي
: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ( ت 911هـ / 1505م )
- الخصائص الكبرى ، جـ 1، تحقيق / محمد
هراس ، دار الكتب الحديثة، القاهرة سنة 1967م.
·
الطبري
: أبو جعفر محمد بن جرير ( ت 310هـ / 922م )
- تاريخ الرسل والملوك " المعروف بتاريخ
الطبري" ، جـ 3 ، الطبقة الرابعة ، تحقيق / محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار
المعارف ، القاهرة سنة 1979م.
·
الفاسي
: محمد بن أحمد ( ت 832هـ / 1428 م )
- العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين
،جـ7، الطبعة الثانية ، تحقيق / محمد الفقي ، مطبعة البابي الحلبي ، مصر سنة
1386هـ / 1966م.
- شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ،
جـ1، دار الكتب العلمية ، بيروت ، بدون تاريخ.
·
الفاكهي
: محمد بن إسحاق بن العباس المكي ( ت 279هـ / 892 م )
- أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه ،جـ
3، تحقيق / عبد الله دهيش ، مكتبة النهضة الحديثه مكة المكرمة سنة 1407هـ / 1986
م.
·
القرماني
: أبو العباس أحمد بن يوسف بن أحمد الدمشقي ( ت 1019هـ / 1610م )
- أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ ،
مطبعة الميرزا سنة 1282هـ .
·
القلقشندي : أبو العباس أحمد بن علي ( ت 821 هـ / 1418م)
- صبح الأعشى في صناعة الانشا ، جـ4 ،
المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر ، القاهره بدون تاريخ.
·
ماركوبولو
: ( ت 725 هـ / 1324 م )
- رحلات ماركوبولو ، ترحمة / عبد العزيز
توفيق جاويد ، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة سنة 1977م.
·
المقريزي
: أحمد بن علي ( ت 845 هـ / 1441 – 1442م )
- الخطط المقريزية ، جـ 2 ، دار صادر
بيروت ، بدون تاريخ .
·
النرشخي : أبو بكر محمد بن جعفر ( ت 348 هـ /
959 م )
- تاريخ بخارى ، عربه عن الفارسية /
أمين عبد المجيد بدوي وآخرون، دار المعارف، مصر سنة 1385 هـ / 1965م.
·
ياقوت:
شهاب الدين أبي عبد الله ( ت 626 هـ / 1228 – 1229 )
- معجم البلدان ، جـ 2 ، دار صادر بيروت
سنة 1376هـ / 1957 م.
ثالثا – المراجع العلمية :
·
أحمد أمين :
- ظهر الإسلام ، جـ 1، الطبعة الرابعة،
مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة سنة 1966 م.
·
إلهام
أحمد البابطين : دكتوره
الحياة الاجتماعية في مكة منذ ظهور
الإسلام حتى نهاية العصر الأموي ، الطبعة الأولى، الرياض سنة 1419هـ .
·
البلادي
: عاتق بن غيث
- معالم مكة التاريخية والأثرية ،
الطبعة الأولى ، دار مكة للنشر والتوزيع سنة 1400هـ/1980م.
·
جوهر
: حسن محمد:
- الحبشة ، الطبعة الأولى ، مطبعة مصر ،
القاهرة سنة 1947م.
·
الحسيني
: على بن طاهر بن عبد الله الهدار
- المدخل إلى تاريخ الإسلام بالشرق
الأقصى ، دار الفكر الحديث ، القاهرة سنة 1391هـ/1971م.
·
الحقيل
: سليمان بن عبد الرحمن : دكتور
- نظام وسياسة التعليم في المملكة
العربية السعودية، الطبعة التاسعة، الرياض سنة 1416هـ/ 1996م.
·
الحويري
: محمود محمد : دكتور
- أسوان في العصور الوسطى، الطبعة
الأولى، دار المعارف ، القاهرة سنة 1980م.
·
رفيع
: محمد عمر
- مكة المكرمة في القرن الرابع عشر
الهجري ، الطبعة الأولى ، دار مكة للطباعة والنشر والتوزيع مكة المكرمة سنة 1401هـ
/ 1981م
·
رؤوف
شلبي :
- الدولة الإسلامية في فطاني وجزر
الفلبين ، الطبعة الأولى ، دار القلم، الكويت سنة 1402هـ / 1982م.
·
الزوكة
: محمد خميس : دكتور
- جغرافية العالم الإسلامي ، دار الكتب
الجامعية ، الإسكندرية سنة 2003 م.
·
السلوم
: لطيفة عبد العزيز – دكتوره
- التطورات السياسية والحضارية في
الدولة السعودية المعاصرة (1344- 1351هـ/1926-1932م ) الطبعة الثانية ، الرياض –
السعودية سنة 1419هـ / 1999م .
·
الشنقيطي
: محمد الأمين :
- ملحق أضواء البيان في ايضاح القرآن
بالقرآن، جـ 10، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية، بيروت سنة 1417هـ / 1996م.
·
الشيال
: جمال الدين : دكتور
- مجمل تاريخ دمياط سياسيا واقتصاديا ،
مطبوعات الغرفة التجارية لمحافظة دمياط ، الإسكندرية سنة 1949 م.
·
شيرين
عبد المنعم حسنين : دكتوره
- مسلمو تركستان والغزو السوفيتي من
خلال التاريخ والأدب، دار التعارف للطبع والنشر، القاهرة سنة 1985م.
·
صلاح
العقاد: وجمال زكريا قاسم : دكتور
- زنجبار ، مكتبة الأنجلو المصرية ،
القاهرة سنة 1969م.
·
عبيد
الله الكردي :
- الكعبة المعظمة والحرمان الشريفان
عمارة وتاريخا، مجموعة بن لادن السعودية ، سنة 1421هـ.
·
الغنيمي
: عبد الفتاح مقلد :
- الإسلام والمسلمون في آسيا الوسطى
" الاتحاد السوفيتي سابقا" ، الطبعة الأولى، دار الأمين للنشر والتوزيع
، القاهرة سنة 1416هـ/ 1996م.
·
محمد
إلياس عبد الغني :
- تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا ،
الطبعة الأولى، مطابع الرشيد المدينة المنورة سنة 1422هـ/2001 م.
·
محمد
حرب :
- المسلمون في آسيا الوسطى والبلقان ،
الطبعة الأولى ، القاهرة سنة 1414هـ/1993م.
·
محمد عوض محمد :
- السودان الشمالي سكانه وقبائله،
الطبعة الثانية، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة سنة 1965 م.
- الشعوب و السلالات الأفريقية، القاهرة
سنة 1965م.
·
محمود
شاكر :
- تركستان الصينية "الشرقية"
الطبعة الثالثة ، مؤسسة الرسالة ، بيروت سنة 1394هـ/1976م.
- فطاني ، الدار السعودية للنشر
والتوزيع، السعودية سنة 1398هـ / 1978م.
- التاريخ الإسلامي ، جـ19، الطبعة
الثانية ، المكتب الإسلامي ، بيروت سنة 1418هـ/1997م.
·
محمود
قمر :
- الإسلام والمسلمون في جنوب شرق آسيا ،
الطبعة الأولى ، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، القاهرة سنة 1424هـ/
2003م.
·
مصطفى
محمد مسعد : دكتور
- الإسلام والنوبة في العصور الوسطى
،مكتبة الأنجلوا المصرية ، القاهرة سنة 1960م.
·
يسري
الجوهري : دكتور
- آسيا الإسلامية ، دار المعارف ، مصر
سنة 1980م.
رابعا – المراجع المترجمة :
·
بار تولد : فلاديمير
- تركستان من الفتح العربي حتى الغزو
المغولي ، الطبعة الأولى ، نقلة عن الروسية / صلاح الدين عثمان هاشم ، الكويت سنة
1401هـ / 1981 م.
- تاريخ الترك في آسيا الوسطى ، ترجمة /
أحمد السعيد سليمان ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهره سنة 1378 هـ/ 1958م.
·
كي
لسترنج :
- بلدان الخلافة الشرقية ، الطبعة
الثانية ، ترجمة / بشير فرنسيس ، كوركيس عواد، مؤسسة الرسالة، بيروت سنة 1405هـ /
1985م .
خامسا – المراجع الأجنبية:
Alpteken: -
- degu turkistan davasi
,istanbul , 1973.
Bargery :-
- Ahausa , english dichonary
, oxford university press , 1951.
Beijing review , no.9,3
marh,1980.-
-Beijing review , no .8,
1982.
Benjamin ;E.thomas:-
- trade routes of algeria and the sahara ,
university of california , press, 1957.
-Bennigsen ;A, broxup;M:
- The islamic threat to the
sovit state ,beckenham, kent,1983.
Church; H:-
- West africa ,london, 1983.
Elizabith; ischei :-
- A History of africa
,london, 1983.
Golder;F,A: -
- Documents of Russian
history, 1914-1917.gloucester ,1960.
-Grove;A.T:
- Africa,third edition ,
oxford university press,1978.
Habibu; Ahmed Daba:-
- Sociolinguistic study of adress terms in
hausa, ph, d.thesis , 1987, university
of Wisconsin madison, U.S.A.
kalfin; A .N:-
- Russia , policy in central Asia,
1857-1868,london, 1964.
Lexicon puplication inc:-
- lexicon universal encyclopedia , vol .19,
new york, 1988.
Morgan;W.T:-
- West africa ,london,1973.
Oleary ; D:-
- Arabia before muhammad, New
york, 1973 .
Owen Lattimore:-
- Pivot of Asia,Boston,1950.
Price ; R..A :-
- Russian central Asia ,
1867-1917 , university of california press, 1960.
Pritchard ; J.M :-
- Africa , London , 1979.
The encyclopedia britannica ,
vol.18 , London,1979.-
-Victor louis , Harrison
salisbury :
- The coming decline of
chinese empire , the New york times book, 1979.
سادسا – الدوريات العلمية :
·
أحمد محمد كاني :
- مظاهر الاتصالات الفكرية والثقافية
بين شمال أفريقيا ووسط السودان ، مجلة البحوث التاريخية، السنة الثالثة ، العدد
الأول، مركز الجهاد الليبيين للدراسات التاريخية، ليبيا، يناير 1981 م.
·
جرفية
كورتلمون : ج :
- رحلتي إلى مكة المكرمة (1313هـ /
1894م ) ، ترجمة وتعليق د/ محمد خير البقاعي، مجلة العرب ، جـ 9 ، جـ 10، ربيع
الأول و الثاني سنة 1423هـ / يونيو ويوليو سنة 2002م ، الرياض السعودية.
·
الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد
النبوي :
مصنع كسوة الكعبة المشرفة ، مكة المكرمة
سنة 1419 هـ .
·
سيد أحمد بن أحمد سالم :
- العلاقات الثقافية الموريتانية
السعودية ، مجلة العرب ، جـ 1 ,جـ 2 , رجب وشعبان سنة 1414هـ/ يناير وفبراير سنة
1994 م ، الرياض- السعودية.
·
الطاهر محمد داود :
- شعب الهوسا الموطن واللغه ، مجلة
الفيصل ، العدد 319 ، المحرم سنة 1422هـ/ مارس سنة 2003 م .
·
غلام الدين باهتا :
- وضع الأقلية المسلمة في إقليم أوجور
المتمتع بالحكم الذاتي في الصين والمعروف باسم "تركستان الشرقية "، مقال
بكتاب الاقليات المسلمة في العالم آلامها وآمالها المعاصرة، جـ 1، دار الندوة
العالمية ، الرياض سنة 1420هـ/ 1999م.
·
محمد ساراي : دكتور
- ما نتائج حملة روسيا الحضارية في أراض
المسلمين التركستان ؟ مقال بكتاب الاقليات المسلمة في العالم ، جـ2 ، دار الندوة
العالمية ، الرياض سنة 1420هـ/ 1999م.
·
نادر
دولت : دكتوره
- الوضع الراهن للمسلمين السوفيت كما
يمثلهم التتار في إقليم كازان ، مقال بكتاب الاقليات المسلمة في العالم ، جـ 1، دار الندوة العالمية ،
الرياض سنة 1420هـ/ 1999م.
·
محمود قمر : دكتور
- فصول من تاريخ الحضارة الإسلامية في
آسيا الوسطى ، مجلة كلية الآداب جامعة الزقازيق، يونيو سنة 2000 م.
·
مقال
بعنوان المدرسة الصولتية (www.alsawlatiyah.com).
·
مقال
عن التعليم بمكة المكرمة (www.makkahedu.gov).
سابعا – الرسائل العلمية :
·
محمود
قمر : دكتور
- الحياة السياسية وأهم مظاهر الحضارة
في عمان في الفترة من القرن الرابع حتى القرن السابع الهجري ، رسالة دكتوراه ، غير
منشورة ، كلية الآداب – جامعة الزقازيق سنة 1411هـ/ 1991م .
(1)
ابن جبير : أبي الحسين محمد بن أحمد :رحلة ابن جبير ، تحقيق : محمد زينهم
محمد عزب ، دار المعارف ، القاهرة سنه 2000م ، ص 106 .
(2) محمد الياس عبد الغني : تاريخ مكة
المكرمة قديما و حديثا ، الطبعة الأولى ، مطابع الرشيد ، المدينة المنورة سنة
1422هـ / 2001 م ، ص7
(1) عن فترة حكم محمد علي باشا والي
مصر للحجاز أنظر : أحمد السباعي : تاريخ مكة ، جـ2، الرياض ـ السعودية سنه 1419هـ
/ 1999م ، ص 572 و ما بعدها
(2) أحمد
السباعي : تاريخ مكة ، جـ2، ص 639.
(1) الخطاط : محمد طاهر عبد
القادر بن محمود الكردي المكي الشافعي: التاريخ القويم لمكة و بيت الله الكريم، جـ 2، مكتبة النهضة الحديثة ، مكة
المكرمة ، سنة 1385هـ / 1965م ، ص 314 .
(2) السباعي: تاريخ مكة
، جـ 2 ، ص 639، 640 .
(3) السباعي : تاريخ مكة
، جـ 2، ص 642، 643.
(1)
رفيع : محمد عمر : مكة في القرن الرابع عشر الهجري ، الطبعة الأولى دار مكة
للطباعة و النشر و التوزيع ، مكة المكرمة سنة 1401 هـ / 1981 م، ص 166 .
([3]) المصدرالسابق ،جـ2 ،ص642
([4]) يرى الفرنسي جرفيه كور تلمون الذي زار مكة سنة 1313هـ / 1894 م
أن الجالية الهندية في مكة المكرمة كانت من الكثرة ، فيقدر أن سكان مكة في ذلك
الوقت حوالي 100 ألف نسمة منهم حوالي 75% من الهنود ،جرفيه كور تلمون : رحلتي إلى
مكة المكرمة (1894م / 1313هـ) تعليق و ترجمة / محمد خير البقاعي ، مجلة العرب ،
جـ 9 ـ جـ 10، دار اليمامة، الرياض
السعودية ـ ربيع الأول و الآخر سنة 1423هـ / يونيو و يوليو سنة 2000 م ، ص 451،
453، و ربما في هذا العدد مغالطة تاريخية.
([5]) رفيع : مكة في القرن الرابع عشر الهجري ، ص 61
([6]) نفسه ، ص 33، 34 .
([7]) رفيع : مكة في القرن الرابع عشر الهجري ، ص157.
([8]) تنسج الكسوة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود و ينسج على
كامل الكسوة بشكل رقم 7 متكررة و متصلة ما يلي : لا اله إلا الله محمد رسول الله ،
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم ، ي الله ، يا حنان ، يا منان ، و تتكون
الكسوة من خمس قطع أربع منها تغطي الجهات الأربع ، و الخامسة هي الستارة التي توضع
على الباب، للمزيد عن كسوة الكعبة انظر : باسلامة : حسين عبد الله : تاريخ الكعبة
المعظمة و عمارتها وكسوتها وسدنتها، الطبعة الثانية، دار تهامة ، جده ـ السعودية
سنة 1402هـ / 1982م ، ص 191 ـ 193 ، محمد
الياس : تاريخ مكة المكرمة قديما و حديثا ، ص 61.
([9]) باسلامة : تاريخ الكعبة المعظمة ، ص 191ـ193 ، وزارة الحج و
الأوقاف : رعاية الحجيج في عهد الملك عبد العزيز
(بحث مقدم للمؤتمر العالمي عن تاريخ الملك عبد العزيز الذي عقد في جامعة الإمام
محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في الفترة من 19ـ23 ربيع الأول سنة 1406هـ ن ص 22
، السلوم : لطيفة عبد العزيز : التطورات السياسية و الحضارية في الدولة السعودية
المعاصرة ( 1344ـ1351هـ / 1926 ـ 1932م ) ،الطبعة الثانية ، الرياض ـ السعودية سنة
1419هـ /1999م ، ص 169 ، و قد أقيم مصنع جديد لكسوة الكعبة أقامه خادم الحرمين
عندما كان نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية و كان ذلك في سنة 1392هـ
/1972م ، و تم افتتاحه قي سنة 1397هـ /1977م
عندما كان و ليا للعهد في مكة المكرمة ، و منذ هذا العهد يقوم المصنع
بإنتاج كسوة الكعبة سنويا ، بالإضافة إلى عمل الستارة الداخلية للكعبة و ستارة
خاصة للحجرة النبوية الشريفة ، و تطريز أعلام المملكة العربية السعودية ، و إنتاج
قطع الهدايا المماثلة لما يطرز تحت حزام كسوة الكعبة المعظمة و ذلك لتغطية ما يقدم
لضيوف المملكة ، و يشغل مصنع الكسوة الآن حوالي 100 ألف متر مربع و يضم أكثر من
240 عاملا ، و هو الآن يتبع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام و المسجد النبوي ،
انظر باسلامة : تاريخ الكعبة المعظمة ، ص 249ـ297 ،الرئاسة العامة لشؤون المسجد
الحرام و المسجد النبوي: مصنع كسوة الكعبة المشرفة ، مكة المكرمة سنة 1419هـ ، ص
18، 48، 50، الياس: تاريخ مكة المكرمة قديما و حديثا ، ص61.
([10]) الخطاط : التاريخ القويم ، جـ2 ، ص 128 .
([11]) رفيع : مكة في القرن
الرابع عشر الهجري ، ص 227 .
([12]) نفسه ، ص227.
([13]) الرباطات أو الربط : مفردها رباط و هو دار يسكنها آنذاك أهل
التصوف ، و أسمها مأخوذ من قوله تبارك و تعالى ((يا أيها الذين أمنوا اصبروا و
صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون )) ، "سورة آل عمران : أية رقم
200" والأصل فيها ما يربط فيه من الخيول ، ثم قيل لكل ثغر يدفع أهله عمن
وراءهم ، فالمجاهد المرابط يدفع عمن وراءه
، و المقيم في الرباط على طاعة الله يدفع به و بدعائه البلاء عن العباد و البلاد ،
و الأربطة أو الربط أو الرباطات تؤدي و وظائف تعليمية و إصلاحية إلى جانب كونها أماكن للانقطاع و
العبادة و كانت تبنى للزهاد في الصحراء و في مناطق الثغور ، و هي كثيرة بنوع خاص في بلاد ما وراء النهر (آسيا
الوسطى ) و مكة المكرمة و المدينة المنورة و شمال أفريقيا ، وكان أهل الخير يوقفون من أموالهم للإنفاق
على هذه الرباطات ، أنظر السهر وردي: شهاب الدين أبي حفص : عوا رف المعارف ، جـ 1،
تعليق / عبد الحليم محمود ،دار الكتب الحديثة ، القاهرة سنة 1971 م ، ص 262، القلقشندي : أبو العباس احمد بن علي : صبح
الأعشى في صناعة الإنشاء ، جـ4 المؤسسة
المصرية العامة للتأليف و الترجمة
والطباعة و النشر، القاهرة ، بدون تاريخ، ص 430، المقريزي: أحمد بن علي : الخطط المقريزية ، جـ
2، دار صادر بيروت ، بدون تاريخ ، ص 427 ، محمود قمر ، فصول من تاريخ الحضارة
الإسلامية في آسيا الوسطى ، مجلة كلية الآداب ـ جامعة الزقازيق ، يونيو سنة 2000 م
، ص 126 ، 127 .
([14]) هو محمد رحمت
الله ( بالتاء المفتوحة ) بن خليل الرحمن الكيرانوى ، يرجع نسبه إلى الخليفة عثمان
بن عفان عند الجد الرابع والثلاثين ولد بحي ( درباركلان) أي الحي الكبير في قرية
كيرانة التابعة لمحافظة ( مظفرناجار) من توابع دهلي عاصمة الهند في غرة جمادى
الأولي سنة 1233 هـ / التاسع عشر من شهر
مارس سنة 1818 م، في عهد السلطنة المغولية،
وهو ينحدر من أسرة امتازت بالعلم والحكمة والأدب والوظائف الجليلة طيلة
العصور الإسلامية الزاهرة في الهند ،
وتزوج من ابنة خالته سنة= 1256 هـ/ 1840 م، ولكنه لم ينجب أولادا ذكورا، حفظ القرآن الكريم أتقن اللغة الفارسية
ودرس الشريعة الإسلامية واللغة العربية
ودرس العلوم الرياضية والهندسية كما درس الطب ، فأسس مدرسة شرعية في كيرانة تخرج منها كبار المدرسين
والمؤلفين ومؤسسي المدارس في أرجاء الهند ، وقد تصدي مع مجموعة من علماء الهند
لمقاومة الاحتلال الإنجليزي الذي أذاق الهنود الذل والقتل والهوان وبحثوا عنه في
كل مكان فلم يجدوه ، حيث هرب من الهند إلى
ميناء مخا اليمني ومنها توجه إلى مكة المكرمة ، ونظرا لعلمه أعطي إجازة للتدريس في
المسجد الحرام وسجل اسمه في السجل الرسمي لعلماء الحرم، و قد قام بثلاث رحلات إلى
العاصمة الدولة العثمانية (الآستانة) الأولى سنة1280هـ/ 1863 م والثانية سنة
1301هـ/ 1883 م، و الثالثة سنة 1304 هـ/
1886 م و توفى في مكة المكرمة ليلة
الجمعة 22 من شهر رمضان المبارك سنة 1308 هـ / 1890 م و دفن في المعلاة مقبرة
مكة المكرمة بالقرب من أم المؤمنين
السيدة خديجة رضى الله عنها عن عمر يقارب الخامسة و السبعين عاما ، أنظر : الخطاط
: التاريخ القويم ، جـ 2 ، ص 183 ،
السباعي : تاريخ مكة ، جـ 2، ص 654
، مقال خاص بالمدرسة الصولتية على
شبكة"inter net" على الموقع (www.alsawlatiyah.com).
(1) الخطاط : التاريخ القويم ، جـ 6 ، ص 183 .
(2) المدرسة الصولتية (www.alsawlatiyah.com).
(1) المدرسة الصولتية ( www.alsawlatiyah.com) .
(2) المدرسة الصولتية ( www.alsawlatiyah.com) .
(3) يجعل البعض أن وصول السيدة صولت النساء
إلى مكة المكرمة كان في سنة 1292 هـ /
1875 م، الخطاط: التاريخ القويم، ج 6 ، ص 183 .
(4) المدرسة الصولتية ، (www.alsawlatiyah.com) ، و يرى الخطاط أن المدرسة افتتحت للدراسة في
شهر شعبان سنة 1293 هـ ، التاريخ القويم ،
جـ6 ، ص 183 .
(5)
المدرسة الصولتية ، (www.alsawlatiyah.com) .
([15]) السباعي : تاريخ
مكة ، جـ 2 ، ص 654. السباعي : تاريخ مكة ، جـ 2 ، ص 654.
([16]) المدرسة
الصولتية (www.alsawlatiyah.com) .
([17]) المدرسة
الصولتية (www.alsawlatiyah.com) .
([18]) المدرسة
الصولتية ، (www.alsawlatiyah.com) .
([19]) من علماء و
مشايخ آل مرداد العلامة الشيخ أحمد أبو الخير مرداد المدرس بالمسجد الحرام و شيخ
الخطباء و العلماء ، و الشيخ أمين محمد علي مرداد الإمام و الخطيب بالمسجد الحرام
و نائب رئيس محكمة مكة المكرمة، و الشيخ عبد الله بن صالح مرداد ، السباعي : تاريخ
مكة ، جـ 2 ، ص 658 ، المدرسة الصولتية ، (www,alsawlatiya.com).
([20]) من بيت كمال
أشتهر عدة علماء منهم الشيخ صديق بن عبد الرحمن ، و الشيخ صالح بن صديق ، و علي بن
صديق كمال و هم غير بيت كمال المعروفين في
الطائف ، السباعي: نفس المصدر، جـ2 ، ص 659 .
([21]) الخطاط :
التاريخ القويم ، جـ 6 ، ص 183 ، و
السباعي: نفس المصدر، جـ 2 ، ص 654ـ 659 .
([22]) السباعي : نفس
المصدر، جـ 2 ، ص 654 ، المدرسة الصولتية
، (www.alsawlatiyah.com) .
([23]) السباعي : نفس
المصدر، جـ 2 ، ص 655.
([24]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص 309 .
([25]) السباعي : تاريخ
مكة ، جـ2 ، ص 659 .
([26]) نفس المصدر
والصفحة ، وشعب عامر والنقا وأجياد أحياء مأهولة بالسكان الآن بمكة المكرمة ،
البلادي : عاتق بن غيث : معالم مكة التاريخية والأثرية ، الطبعة الأولى ، دار مكة
للنشر و التوزيع سنة 1400هـ / 1980م ، ص 14 ، 146.
([27]) السباعي : نفس
المصدر ، جـ 2 ، ص 657 .
([28]) السباعي : نفس
المصدر ، جـ 2 ، ص 657 .
([29]) ذكريات
المسفلاوي (2) ، (www.globalservers.com).
([30]) ذكريات
المسفلاوي (2) ، (www.globalservers.com).
([31]) السباعي : تاريخ
مكة ، جـ 2 ، ص 642 .
([32]) الحسيني : علي
بن طاهر بن عبد الله الهدار : المدخل إلى تاريخ الإسلام بالشرق الأقصى،دار الفكر
الحديث ، القاهرة سنة 1391 هـ / 1971م ، ص 7
، محمود شاكر: التاريخ الإسلامي : جـ19 ، الطبعة الثانية ، المكتب الإسلامي
، بيروت سنة 1418 هـ / 1997 م ، ص 424 ، محمود قمر : الإسلام و المسلمون في جنوب
شرق آسيا ، الطبعة الأولى ، عين للدراسات والبحوث والدراسات الإسلامية والاجتماعية
، القاهرة سنة 1424 هـ / 2003 / ، ص 5 .
([33]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص 165 .
([34]) نفس المرجع و
الصفحة .
([35]) تم إنشاء مدرسة
عرفت بمدرسة تحضير البعثات ، حيث كان يرسل المتفوقون فيها إلى مصر و غيرها
لاستكمال الدراسة الجامعية و كان ذلك في عهد السيد طاهر الدباغ عندما كان مديرا
للمعارف في العهد السعودي ، وذكر أيضا إن الابتعاث إلى مصر سبق تأسيس مدرسة تحضير
البعثات ، و كان ذلك في عهد مدير المعارف المرحوم الشيخ ماجد كردي .
([36]) تم إنشاء مدرسة
عرفت بمدرسة تحضير البعثات ، حيث كان يرسل المتفوقون فيها إلى مصر و غيرها
لاستكمال الدراسة الجامعية و كان ذلك في عهد السيد طاهر الدباغ عندما كان مديرا
للمعارف في العهد السعودي ، وذكر أيضا إن الابتعاث إلى مصر سبق تأسيس مدرسة تحضير
البعثات ، و كان ذلك في عهد مدير المعارف المرحوم الشيخ ماجد كردي .
([37]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص 166 .
([38]) السباعي : تاريخ
مكة ، جـ 2 ، ص643ـ664 .
([39]) فطاني : قامت
دولة فطاني منذ 1500 قبل الميلاد وهي تقع في جنوب شرق آسيا وتشمل المنطقة الواقعة
في جنوب تايلاند علي حدود ماليزيا ، وهي جزء من شبه جزيرة الملايو ، يحدها شمالا
تايلاند ، ومن الجنوب ماليزيا ، ومن الشرق بحر الصين الجنوبي ، ومن الغرب بحر
اندامان في المحيط الهندي وتبلغ مسحتها حوالي 50 ألف ميل مربع ، وتتكون
من 12 ـ 14 محافظة ، والآن تقلصت مساحتها بسبب استيلاء الاستعمار التايلاندي عليها
في سنة 1201 هـ/ 1786 م ،ضمن زحمة السطو الاستعماري الأوربي علي ديار الإسلام في
تلك المنطقة ، ومن أهم محافظاتها فطاني وهي العاصمة وبنغارا وستول وجالا أو يالا،
والديانة هي الاسلامية فحوالي 80% من
السكان يدينون بالإسلام كلهم من أصل مالاوي ، 20% ليسوا ملايويين وليسوا مسلمين ،
ومازالت فطاني في قبضة الاستعمار الي الآن ، للمزيد أنظر : محمود شاكر : فطاني،
الدار السعودية للنشر والتوزيع ، السعودية سنة 1398هـ /1978 م ، رؤوف شلبي :
الدولة الاسلامية في فطاني وجزر الفلبين ، الطبعة الأولي ، دار القلم ، الكويت سنة
1402 هـ / 1982 م ، محمود قمر : الإسلام والمسلمون في جنوب شرق آسيا ، ص 101 ـ 114 .
([40]) التطورات
السياسية و الحضارية في الدولة السعودية المعاصرة ، ص 178.
([41]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص 53 .
([42]) يطلق علي التركستان
الشرقية (الصينية) والتركستان الغربية (الروسية) بلاد ما وراء النهر ، وهي البلاد
التي تقع خلف نهر جيحون ( اموداريا ) ويطلق علي المنطقة الآن آسيا الوسطي أو وسط
آسيا ، للمزيد أنظر : النرشخي : أبوبكر محمد بن جعفر: تاريخ بخاري ، عربه عن
الفارسية / أمين عبد المجيد بدوي ، نصرالله مبشر الطرازي، دار المعارف ، مصر
سنة 1385هـ / 1965م ، ص 19، بارتولد :
فلاديمير: تركستان من الفتح العربي إلى الغزو المغولي ، الطبعة الأولى ، نقله عن
الروسية / صلاح الدين عثمان هاشم ، الكويت سنة 1401هـ / 1981م ، ص145، كي لسترنج :
بلدان الخلافة الشرقية ، الطبعة الثانية ، ترجمة/ بشير فرنسيس ، كوركيس عواد ، مؤسسة الرسالة ، بيروت سنة 1405
هـ / 1985م ، ص 477 وما بعدها.
the new eneyclopedia britannica ,
vol . 18 london , 1979,p.792
([43]) كانت العاصمة
القديمة تسمى فرونزي.
([44]) كانت العاصمة
القديمة تسمى ألما أتا أو علما عطا و تعني
أبو التفاح.
([45]) عن تلك
الجمهوريات أنظر : يسري الجوهري : آسيا الإسلامية ، دار المعارف ، مصر سنة 1980 م
، صفحة 192 و ما بعدها، شيرين عبد النعيم حسنين : مسلمو تركستان و الغزو السوفيتي
من خلال التاريخ و الأدب ، دار التعاون للطبع و النشر ، القاهرة سنة 1985 م ، ص 12
، الغنيمي : عبد الفتاح مقلد : الإسلام و المسلمون في آسيا الوسطى (الاتحاد
السوفيتي سابقا ) ، الطبعة الأولى ، دار الأمين للنشر و التوزيع، القاهرة سنة
1416هـ / 1996 م ، ص 32 وما بعدها lexicon
puplication inc : lexicon universal encyclopedi, vol . 19 ,new york , 1988 , p . 347.
([46]) تعرض المسلمون
في تلك المناطق على مدى قرون عده حتى القرن الرابع عشر الهجري / العشرين الميلادي
لحركة اضطهاد و تعذيب من قبل الروس ، فقد تم دون رحمة سحق و قتل الأشخاص الذين
حاولوا الدفاع عن بلادهم ، وفقد الآلاف منهم حياتهم بمن فيهم النساء والشيوخ
والأطفال ، وتم ذبح أفراد هذه الشعوب الإسلامية عمدا في ناحية خوقاند وبخارى وكيفا ، واتبع الروس سياسة
سببت قدرا كافيا من المتاعب للمسلمين ، مثل اعتقال الزعماء و العلماء المسلمين ،
وغلق المساجد والمدارس ، ومصادرة أملاك الأوقاف ، ومنع تعليم الشباب على
الأسس الإسلامية = ومنع المسلمين من ممارسة أركان الإسلام ، و منع
نشر الكتب الإسلامية ........الخ ، و للمزيد أنظر نادر دولت : الوضع الراهن للمسلمين السوفيت كما
يمثلهم التتار في إقليم كازان ، مقال بكتاب الأقليات المسلمة في العالم ، جـ 1 ،
دار الندوة العالمية ، الرياض سنة 1420 هـ / 1999 م ، ص 437 ومابعدها ، محمد ساراي : ما نتائج حملة روسيا الحضارية
في أراضي المسلمين التركستان؟ ، مقال بكتاب الأقليات المسلمة في العالم جـ 1 ، ص
491 وما بعدها ،
- Golder ; F.A:Documents of Russian history ,
1914-1971 , Gloucester , 1960
Pierce;
R.A:Russian central Asia , 1867-1917 (university of california press), 1960. -
([47]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص 163 .
([48]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري، مرجع سابق، ص 51، 52 .
([49]) كاشغر : kashgarمن
مدن التركستان الشرقية (الصينية) في وسط بلاد الترك يقال لها كاشغر أوكاشجار أو
كاشكار أو قاشغر وأهلها من المسلمين ، فتحها قتيبة بن مسلم الباهلي سنة 96هـ/714
م، وفي القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي كانت مقرا لخانات المغول ومركزا
من مراكز الحضارة الإسلامية في آسيا الوسطي ومستودعا للتجارة المتبادلة بين آسيا
الوسطي والهند والصين ، وأهلها يتعيشون من التجارة والصناعة ، خاصة صناعة
المنسوجات لأن بلادهم تنتج كميات وافرة من القطن والكتان ، ولديهم حدائق وبساتين وكروم
ذات بهجة ، وخزانة للعلم والعلماء ،أنظر: ياقوت الحموي: شهاب الدين أبي عبد الله :
معجم البلدان ، ج 4، دار صادر بيروت ، بدون تاريخ ، ص 430 ، القلقشندي : أبو
العباس أحمد بن علي: صبح الأعشي في صناعة الإنشا ، ج4 ، المؤسسة المصرية العامة
للتأليف والترجمة والطباعة والنشر ، القاهرة ، بدون تاريخ ، ص440 ، ماركوبولو:
رحلات ماركوبولو، ترجمة / عبد العزيز توفيق جاويد ، الهيئة المصرية العامة للكتاب،
القاهرة سنة 1977 م، ص 79، بار تولد: فلاديمير: تاريخ الترك في آسيا الوسطي،
ترجمة/ أحمد السعيد سليمان، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة سنة 1378هـ/ 1958م،
ص198، محمود شاكر: تركستان الصينية(الشرقية) ، الطبعة الثالثة، مؤسسة الرسالة ،
بيروت سنة 1394هـ/ 1976م ، ص 13، 14.
([50]) رفيع : المرجع
السابق ، ص 53 .
([51]) رفيع : نفس
المرجع، ص 60، 150 .
([52]) السباعي : تاريخ
مكة ، ج 2، ص 661 ، 662.
([53]) رفيع : المرجع السابق ، ص 204 .
([54]) الأزرقي : أخبار
مكة ، ج 2 ، ص 332
([55]) السباعي : تاريخ
مكة ،جـ2 ، ص 643.
([56]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري، ص162.
([57]) مازالت هذه
الطريقة موجودة في أنحاء متفرقة في اليمن و المملكة العربية السعودية وقد شاهدناها
في صبيا بجازان في معصرتين تتولى الجمال إدارتها.
([58]) رفيع : المرجع
السابق ، ص 162.
([59]) رفيع : المرجع
السابق ،ص 162 ـ163.
([60]) رفيع :المرجع
السابق ، ص 162.
([61]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص 51 .
([62]) السباعي : تاريخ
مكة ، جـ2 ، ص 658 ، المدرسة الصولتية ، (www.alsawlatiyah.com).
([63]) نفس المصدر ، جـ
2، ص 658.
([64]) نفس المصدر ، جـ
2 ، ص 662.
([65]) نفس المصدر ، جـ
2 ، ص 640، حاشية رقم (1) .
([66]) السباعي : تاريخ
مكة ، جـ 2 ، ص 642 .
([67]) رفيع :مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص 161 .
([68]) نفسه ، ص 36
،41.
([69]) نفسه ، ص 262.
([70]) السباعي :
المصدر السابق ، جـ 2 ، ص 655 ، رفيع :
المرجع السابق ، ص203،311.
([71]) السباعي : تاريخ
مكة ، ج 2 ، ص 394.
([72]) نفسه ، ج2 ،
ص517 .
([73]) نفسه ، ج2 ،
ص641 ، 642 .
([74]) نفسه ، ج2 ، ص
646 .
([75]) السباعي : تاريخ
مكة ، جـ2 ، ص 654 ، الحقيل : سليمان بن
عبد الرحمن : نظام وسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية ، الطبعة التاسعة ،
الرياض سنة 1416 هـ / 1996 م ، ص 11 ، (www.makkkahedu.gov). مقال عن التعليم في مكة المكرمة.
([76]) السباعي : تاريخ
مكة ، جـ2 ، ص 654 ، الحقيل : سليمان بن
عبد الرحمن : نظام وسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية ، الطبعة التاسعة ،
الرياض سنة 1416 هـ / 1996 م ، ص 11 ، (www.makkkahedu.gov). مقال عن التعليم في مكة المكرمة.
([77]) السباعي : نفس
المصدر ، جـ 2 ، ص 654 ، (www.makkahedu.gov). مقال عن
التعليم في مكة المكرمة.
([78]) السباعي : نفس
المصدر ، جـ 2 ، ص 655 .
([79]) مقال عن التعليم
في مكة المكرمة (www.makkahedu.gov).
([80]) السباعي : نفس
المصدر ، جـ 2 ، ص 655
([81]) السباعي : نفس
المصدر ، جـ 2 ، ص 666
([82]) يرى محمد الياس
أن الذي قام بهذا العمل السلطان العثماني عبد المجيد خان و كان ذلك في سنة 1273هـ/
1856م ، تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا ، ص 5 .
([83]) الميزاب : هو
المثبت على سطح الكعبة فوق الحطيم (حجر إسماعيل ) لتصريف مياه سطح الكعبة المشرفة
عند غسل السطح أو سقوط الأمطار، وضعته قريش أولا حين بنيت الكعبة بسقف ، وورد عن
بعض السلف أن الدعاء تحته مستجاب ، وقد تم تجديد الميزاب أثناء عمارة الكعبة
المشرفة سنة 1417هـ/ 1996م حسب مقاييس الميزاب السابق الذي أهداه السلطان العثماني
عبد المجيد خان سنة 1273هـ/1856م، الفاسي : محمد بن أحمد: شفاء الغرام بأخبار
البلد الحرام، ج1، دار الكتب العلمية ، بيروت ، بدون تاريخ ، الخطاط : التاريخ
القويم، ج3، ص 405 ، 432،عبيدالله الكردي: الكعبة المعظمة والحرمان الشريفان عمارة
وتاريخا ، مجموعة بن لادن السعودية ، سنة 1421 هـ ، ص 100، 118، 154 .
([84]) محمد الياس :
المرجع السابق ، ص 50.
([85]) السباعي :
المصدر السابق ،ج2، ص667.
([86]) السباعي : تاريخ
مكة ، جـ 2 ، ص 668 ، 669.
([87]) نفس المصدر ، جـ
2، ص 669.
([88]) رفيع: مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص 271.
([89]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص 166 .
([90]) تاريخ مكة ، جـ
2 ، ص 641 ، 642 .
([91]) يبدو أن عائلات
الزقزوق من الزقازيق ، والرشيدي من رشيد ، والمنصوري من المنصورة ، والدمنهوري من
دمنهور ، وهي أسماء لأمهات المدن في مصر .
([92]) دمياط : من ثغور
مصر على البحر الأبيض المتوسط ، عرفت في التوراة باسم " كفتور " ، وفي
العصر اليوناني باسم " تامياتيس tamiatis " ، وفي
العصر القبطي باسم " تاميات tamiat " ومن تلك
التسمية أشتق اسم دمياط ، وقد أشاد بها المؤرخون والرحالة، فهي من جليل المدن بمصر
، وقد أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أشاد بها وفضل المرابطة فيها للجهاد
، وهنا يتبين أهمية دمياط والأجر والثواب لمن يقيم ويرابط فيها ، وللمزيد عن دمياط
أنظر المقريزي : تقي الدين أبي العباس
أحمد بن علي : ثغر دمياط، مخطوط بالمكتبة الأزهرية بالقاهرة رقم 1173
مجاميع ، ورقة رقم 5 ، ابن دقماق :
إبراهيم بن محمد بن أيدمر العلائي: الأنتصار لواسطة عقد الأمصار ، القسم الثاني ،
المكتبة التجارية ، بيروت سنة 1893م ، ص 80 ،
ياقوت : شهاب الدين أبي عبد الله بن ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، جـ 2 ،
دار صادر بيروت سنة 1376هـ / 1957م، ص 472، 473،
الشيال، جمال الدين : مجمل تاريخ دمياط سياسيا واقتصاديا ، مطبوعات الغرفة
التجارية لمحافظة دمياط ، الإسكندرية سنة 1949م ، ص 8 وما بعدها .
([93]) السباعي: تاريخ
مكة ، جـ 2 ، ص 660
([94]) نفس المصدر، جـ
2، ص 661.
([95]) السباعي : تاريخ
مكة ، جـ 2، ص661.
([96]) الخطاط :
التاريخ القويم ، جـ 5 ، ص 401، 402.
([97]) نفس المصدر
والصفحة .
([98]) نفس المصدر ، ص
402.
([99]) المحمل وهو كسوة
الكعبة المشرفة ، وكانت الكسوة تأتي من مصر وأحيانا من الشام، وأحيان أخرى كانت
تأتي من الأستانة (استانبول حاليا) أيام الدولة العثمانية ،والآن يوجد مصنع خاص
لعمل كسوة الكعبة في مكة المكرمة .
([100]) العكامة : عكم
المتاع يعكمه عكما ، والعكام ما عكم به وهو الحبل الذي يعكم عليه ، والعرب كانوا
يقولون لخدمهم اعتكموا إذا سووا الأعدال
ليشدوها على الحمل ، ويبدو أنهم الخدم والحمالون الذين كانوا يعملون في حمل
الأمتعة والأغراض ، ابن منظور : جمال
الدين أبي الفضل محمد : لسان العرب ، جـ 2 ، دار لسان العرب ، بيروت ، بدون تاريخ
، ص 855 .
([101]) الخطاط :
التاريخ القويم ، جـ 5 ، ص 402.
([102]) نفس المصدر
والصفحة.
([103]) نفس المصدر
والصفحة.
([104]) تاريخ مكة ، جـ
2، ص 594.
([105]) نفسه ، جـ 2، ص
594 ، ودخلت التكية وبيت باناجه في توسعة المسجد الحرام كما دخلت دار الإمارة في
توسعة شارع الملك سعود .
([106]) نفسه ، جـ 2 ، ص
594.
([107]) أولاد الحارة
كلمة تطلق على طبقة العمال ومن شاكلهم من صغار الباعة والحرفيين ، خروجا بهم عن
طبقات المتعلمين من صفوف العلماء والطلبة وأعيان البلاد وموظفيها والتجار ، وكان
أولاد الحارة يرتدون زيا بسيطا يضيفون إليه حزاما يشدون به وسطهم ليزيد في صلابتهم
أثناء العمل كما يعتقدون ..... ويضيفون إلى الحزام أحيانا "سداري أو
سدرية" أو معطفا قصيرا يسمونه ميتان ، وكان أولاد الحارة يجعلون لمناطقهم
حدودا يفرضون حرمتها على جيرانها من المناطق الأخرى ولا يسمحون لهم بالمرور فيها
في المناسبات الصاخبة ، وكثيرا ما كانت حفلات العرس تصطدم بتلك القواعد، وكانوا
يؤدون بعض الألعاب في بعض المناسبات في صخب ولعب ومرح ، وإذا أمعن الحماس اشتبكت
العصى وقامت بدورها في قرع الرؤوس وكسر العظام ..... وقد ظل ذلك حتى أنكره العلماء
وأمرت الحكومة السعودية بمنعة ، السباعي : تاريخ مكة ، جـ 2 ، ص 645ـ 649.
([108]) السباعي : نفس
المصدر ، جـ 2 ، ص 594 .
([109]) رفيع : مكة
المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، ص 166 .
([110])Benjamin;E . Thomas: Trade routes of algeria and the
sahara , university of california press,1957, p. 179.
([111]) السباعي : تاريخ مكة
، جـ 2، ص 641 .
([112]) نفسه ، جـ2 ، ص
642 .
([113]) الأزرقي : أخبار
مكة ، جـ2 ، ص 231،232، 292.
([114]) السباعي : المصدر السابق، جـ 2، ص660.
([115]) الخطاط :
التاريخ القويم ، جـ 6، ص 326.
([116]) نفس المصدر
والصفحة.
([117]) شنقيط : كلمة
شنقيط كانت ولاتزال اسما لقربة من أعمال مديرية أطار في الشمال الغربي من دولة
موريتانيا الإسلامية ، محمد الأمين الشنقيطي ، ملحق أضواء البيان في إيضاح القرآن
بالقرآن ، جـ 10، الطبعة الأولى دار الكتب العلمية ، بيروت سنة 1417هـ / 1996م ، ص
275، وقيل إن كلمة شنقيط كلمة صنهاجية بمعنى "عيون الخيل "
وقد أسست شنقيط في سنة 160 هـ / 776م
باسم ابير ، وتأسس على أنقاض آبير في القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي مدينة شنقيط هذه،= =ويعرف
الموريتانيون بالشناقطة على هذا الأساس ، ويذهب آخرون إلى أن لفظ شنقيط يطلقه
الحجازيون على هذه البلاد ، سالم : سيد أحمد بن أحمد : العلاقات الثقافية
الموريتانية السعودية ، مجلة العرب ، جـ1 ـ جـ2 ، دار اليمامة ، الرياض ـ السعودية
29 رجب سنة 1414هـ / يناير وفبراير سنة 1994م ، ص 95 وما بعدها .
([118]) الخطاط :
التاريخ القويم ، جـ 6 ، ص 327 .
([119]) نفس المصدر
والصفحة .
([120]) محمد الأمين
الشنقيطي : ملحق أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، جـ 10، ص 276 وما بعدها.
([121]) انظر كتابة ،
الطبعة الأولى، مطابع الصفا ، مكة المكرمة ، سنة 1419هـ / 1998م .
([122]) كورتلمون :
رحلتي إلى مكة المكرمة "1894م / 1313هـ "، مجلة العرب ، جـ9 ـ ج10، ربيع
الأول والآخر سنة 1423هـ / يونيو ويوليو سنة 2002م ، ص 451، ولقد أسلم كورتلمون
وأصبح أسمه بعد الإسلام عبد الله بن البشير ، وهو الاسم الذي كان مدونا على جواز
سفره في أثناء رحلته إلى مكة المكرمة ، وأصبح يعرف به في الجزائر أو في غيرها من
البلدان الإسلامية التي زارها بعد عودته من مكة المكرمة ، نفس المرجع ، ص 462،
حاشية رقم (19).
([123]) ابن دحية الكلبي
: عمـر : أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهل صفين ، مخطوطة مصورة بمكتبة
الدكتور عبد الله السياف ، الرياض ، ورقة رقم 16 ب ، الذهبي : محمد بن أحمد: سير
أعلام النبلاء ، جـ 3، تحقيق/ شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة ، بيروت سنة 1401
هـ/1981م، ص 93.
([124]) ابن الكلبي :
هشام بن محمد السائب: مثالب العرب، مكتبة جامعة الملك سعود ، الرياض، ف 1208 ،
ورقة رقم 31، 32، 36، 38،39، 40، 41، 54، 57 ، ابن هشام : عبد الملك المعا فري:
السيرة النبوية ، جـ 2، الطبعة الثانية ، تحقيق/ مصطفي السقا وإبراهيم الأبياري
وعبد الحفيظ شلبي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، بدون تاريخ ، ص 678 ، ابن سعد :
محمد بن سعد بن منيع الزهري : الطبقات الكبرى ، جـ 3، الطبعة الأولي، تحقيق/ محمد
عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت سنة 1410هـ/ 1990م ، ص 36 ، 75 ، الفاكهي:محمد بن
إسحاق بن العباس المكي: أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، جـ 3 ، تحقيق/ عبد الملك
بن دهيش، مكتبة النهضة الحديثة ، مكة المكرمة ، سنة 1407هـ/1986م ص 323، 324
، السيوطي: جلال الدين عبدا لرحمن بن أبي بكر : الخصائص الكبرى ، جـ 1،
تحقيق / محمد هراس ، دار الكتب الحديثة ، القاهرة سنة 1967م ، ص 144 ، Oleary; d: arabia
before muhammad ,new york, 1973,p.184.
([125]) الطبري : أبو
جعفر محمد بن جرير: تاريخ الرسل والملوك ( المعروف بتاريخ الطبري) ، جـ 3 ، الطبعة
الرابعة ، تحقيق/ محمد أبو الفضل إبراهيم ، دار المعارف ، القاهرة سنة 1979م ، ص
172 ، الفاسي : محمد بن أحمد : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ، الطبعة
الثانية، تحقيق/ محمد الفقي ، مطبعة البابي الحلبي ، مصر سنة 1386 هـ/1966 ص 468 .
والنوبة : توجد بلادهم في جنوب مصر وشمال السودان
وكانت عاصمتهم مدينة دنقلة ،
واشتهر الرجال من عبيد النوبة بحفظ النفوس والأموال 000 أما النوبيات فيقع عليهن
الاختيار لتربية الأطفال لأنهن من جنس فيه رحمة وحنين علي الولد ، القرماني : أبو
العباس أحمد بن يوسف بن أحمد الدمشقي: أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ، مطبعة
الميرزا، سنة 1282هـ، ص 329 ، مصطفي محمد مسعد : الإسلام والنوبة في العصور الوسطي
، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة سنة 1960م، ص 111، 112 ، الحويري : محمود محمد:
أسوان في العصور الوسطي، الطبعة الأولي، دار المعارف ، القاهرة سنة 1980م، ص 120.
([126]) يروي الأرزقي أن
جبل الزنج إنما سمي بجبل الزنج لأن زنوج مكة كانوا يحتطبون منه ويلعبون فيه ،
الأزرقي : أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد: أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار
، جـ 2، الطبعة الثالثة، تحقيق/ رشدي صالح ملحسن ، دار الأندلس للطباعة والنشر
والتوزيع ، بيروت سنة 1403 هـ/ 1983م، ص279، الفاكهي : أخبار مكة ، جـ4 ، ص 184،
الحازمي : محمد بن موسى : ما اتفق لفظه وافترق مسماه في الأماكن والبلدان ، مكتبة
السليمانية ، أستا نبول ـ تركيا سنة 1407 هـ/1986م ، ص84. وقد اختلف المؤرخون
والكتاب حول مواطن الزنج فمن قائل بأنهم كانوا يقطنون ساحل أفريقية الشرقي وسموا
البحر المقابل له ببحر الزنج ، ومن قائل
بأنهم كانوا أيضا من سكان أفريقية الغربية ، ويعرفون = بطلاقة اللسان وكثرة الكلام
، وشدة الأبدان ، والسخاء ، والكد والخدمة ، أحمد أمين : ظهر الإسلام، جـ1، الطبعة
الرابعة، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة سنة 1966م ، ص 72، صلاح العقاد ، جمال
زكريا قاسم : زنجبار ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة سنة 1969 م ،ص1 ، الحويري:
أسوان في العصور الوسطي، ص34، محمد عوض محمد : السودان الشمالي سكانه وقبائله ،
الطبعة الثانية ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة سنة 1956 م ، ص 23
.
([127]) الحبشة
كالأحابيش ومعناها التجمعات التي لا تربطها قومية أو وطن ، والكلمة مأخوذة من
تحبشوا ، ولا يميل قادة تلك البلاد إلى اطلاق هذه الكلمة اسما علي بلادهم لأنها توحي بالتفرق والتفكك ،
وفضلوا عليها اسم أثيوبيا ومعناها الوجه المحروق ، وهم يتميزون بالشجاعة والأمانة
والإخلاص في العمل ، وهم أشفق أصناف السودان ، وهم أهل جد وصبر ، والحبشي بوجه عام
ثابت متزن قوي الأعصاب 000مختال فخور 000
مشهور بزخرفة القول ، الحسن بن عبد الله : آثار الأول في ترتيب الدول ، المطبعة
المصرية ، بولاق ـ مصر سنة 1295 هـ ، ص 147 ، 148، جوهر : حسن محمد : الحبشة،
الطبعة الأولي ، مطبعة مصر ، القاهرة سنة 1947م ، 19.
([128]) الفاكهي : أخبار
مكة ، جـ2، ص333.
([129]) الأزرقي: أخبار
مكة ، جـ2، ص 252 ، الفاكهي : نفس المصدر جـ3، ص 308.
([130]) الفاسي : العقد
الثمين ، جـ3، ص 213، 214.
([131]) الأزرقي: المصدر
السابق ،جـ2، ص252، الفاكهي: المصدر السابق ، جـ 3، ص308.
([132]) الهام البابطين:
الحياة الاجتماعية في مكة ، ص86.
([133]) الهوسـا : يتركز
الهوسا وهم من الجماعات الزنجية في تشاد في وسط أفريقيا ، وفي دولة النيجر في غرب
أفريقيا حيث تشكل قبائل الهوسا نصف سكان النيجر البالغ عددهم حوالي عشرة مليون
نسمة تقريبا حيث يتمركزون في الأجزاء الوسطي والجنوبية ويحترفون الزراعة ، كما توجد قبائل الهوسا في
نيجيريا الواقعة إلى الجنوب من النيجر ،
وهناك رأي يقول إن بلاد الهوسا هي المنطقة التي يسمونها kasar
hausa وتقع بلاد الهوسا الحالية
في شمال نيجيريا وجنوب جمهورية النيجر بين خطوط الطول 15ـ18 درجة شمالا ، وخطوط
العرض 8ـ 12 درجة بين أرض برنو شرقا إلى الضفة الغربية لنهر النيجر ، وتحدها شمالا
الصحراء الكبرى وجنوبا قريبا من نهر بنوي ، ورقعة
بلاد الهوسا توسعت كثيرا عن مركزها الأول وهي في توسع مستمر إلى اليوم.
أما عن كلمة الهوسا فهي كلمة تعني
الموطن واللغة والشعب، ويسمى الهوسا نفسهم هوساوا
hausawa للجمع، وبهوشي bahaushe للمفرد ، ويسميهم جيرانهم بأسماء مختلفة
فالكانوري يطلقون عليهم "افنو" ، والفلانيون ينادونهم "هابي"
، واليوروبا ينادونهم "غمبري" ، وفي المملكة العربية السعودية يعرف
الهوسا وسائر الأجناس الوافدة من أفريقيا جنوب الصحراء بتكرور أو التكارنة ، وفي
السودان يطلق لفظ "فلاتة" على المنحدرين من أصول الهوسا والفلاتي
والكافوري "البرنو" و"الزبرما" وغيرهم وقد اعتنقوا الإسلام ،
ومن لم يعتنق الإسلام منهم باسم "ماغوزاوا maguzawa" في نيجيريا
، وفي النيجر يعرفون باسم "أرنا arna" ، وتعد لغة
الهوسا هي اللغة الأم أو اللغة الثانية في غرب أفريقيا وحدها ، ويتكلم بها حوالي
80% من سكان النيجر ، 45% من سكان نيجيريا ، 15% من سكان غانا ، 10% من سكان بنين
، 10% من سكان توجو ، 10% من سكان الكاميرون ، 8% من سكان السودان ، للمزيد انظر : الطاهر محمد داود : شعب الهوسا
الموطن و اللغة ، مجلة الفيصل العدد 319، المحرم سنة 1424هـ / مارس سنة 2003م ، ص
74ـ83 ، أحمد محمد كاني: مظاهر الاتصالات الفكرية والثقافية بين شمال أفريقيا ووسط
السودان ، مجلة البحوث التاريخية ، السنة الثالثة ، العدد الأول ، يناير 1981م،
مركز الجهاد الليبيين للدراسات التاريخية ليبيا.
-
Elizabith isichei : Ahistory of africa , london 1983, p.
-
Bargery ; ahausa - english dichonary oxford university press, 1951.p.x
- Habibu ahmed
daba : sociolinguistic study of adress terms in hausa , ph , D. thesis, 1987
-
University of wisconsin , madison,U.S.A, P.13.
([134]) أما الفلاتة أو
الفلاتا فهم جماعات من الفولاتي التي تضم قبائل الفولاه ، والفلاتا، والبولس،
والفولي، وتدين جميع قبائل الفولاني بالإسلام ويتمركزون في الأجزاء الشرقية من
السنغال وبعض الدول الأفريقية مثل تشاد، والنيجر، ومالي،ونيجيريا،وغنيا، وغنيا
بيساو ، وهذه الدول تقع في غرب أفريقيا ما عدا تشاد تعد في وسط أفريقيا جنوب ليبيا
ويحدها من الشرق السودان ومن الغرب النيجر ونيجيريا و الكاميرون ومن الجنوب
جمهورية أفريقيا الوسطى، للمزيد انظر محمد عوض محمد : الشعوب و السلالات
الأفريقية، القاهرة سنة 1965م ، الزوكة :
محمد خميس : جغرافية العالم الإسلامي، دار الكتب الجامعية ، الإسكندرية سنة 2003م.
- Church ; h : west africa ,london, 1958.
-
morgan ; w.t : west africa, london,1973.
- grove ; a.t; africa , third edition ,oxford
university press, 1978.
- pritchard ; j.m : africa , london ,1979.
([135]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص 164 .
([136]) أبو حيان
التوحيدي : الإمتاع والمؤانسة، جـ3،تحقيق/ أحمد أمين وأحمد الزين، المكتبة العصرية
، بيروت سنة 1373هـ / 1953م ، ص 184.
([137]) الأزرقي: أخبار
مكة ، جـ 2، ص 279، الفاكهي: أخبار مكة ، جـ4 ، ص163 ، الخطاط : التاريخ القويم ،
جـ 6، ص 276 ، الهام البابطين : الحياة الاجتماعية في مكة ، ص 173 وما بعدها .
([138]) ابن حبيب : أبو
جعفر محمد البغدادي : المنمق في أخبار قريش، تحقيق/ خورشيد أحمد فاروق ، عالم
الكتب، بيروت سنة 1405هـ / 1985م، ص 59 ،
ابن الأثير :أبو السعادات المبارك بن محمد : النهاية في غريب الحديث
والأثر، جـ5 ، تحقيق/ طاهر الزاوي ومحمود
الطناحي ، المكتبة العلمية ، بيروت ، بدون تاريخ، ص 66.
([139]) الخطاط :
التاريخ القويم ، جـ6 ، ص276.
([140]) نفس المصدر
والصفحة.
([141]) رفيع : مكة في
القرن الرابع عشر الهجري ، ص164.
(1)
الخطاط
: التاريخ القويم ، جـ 6، ص 265.
(2)
يبدو
أن ملابس تلك الجاليات قد ألغيت بسبب كثرة
السكان وتطور اللباس في أيامنا هذه .
للتحميل اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق