الاتصالات التجاریة والبشریة والدینیة
على ساحلي البحر الأحمر
سواكن
ودورها في رحلة الحج إلى بلاد الحجاز حتى العصر الحدیث
د. حسین مجدي صالح
معهد البحوث والدراسات الإفريقية - جامعة القاهر
نالت جزیرة سواكن أهمیة كبیرة خلال العصر الإسـلامي، باعتبارهـا من أهم موانئ الساحل الغربي للبحر الأحمر، ونظراً لموقع هذه الجزیرة، ومینائها الإستراتیجیان في مواجهة بلاد الحجاز، فقد لعبت سواكن دوراً مهماً في رحلة الحج، للقادمین من بـلاد السودان. وكانت قوافل الحجاج تأتي إلى سودان وادي النیل من وسط وغرب إفریقیا عبر أقالیم دارفور، وكردفان، ثم كانت قوافل الحج تتجه إلى بلدة الـدامر، ومنها إلى بلدة التـاكة، ثم كانت القوافل تقوم برحلة شاقة عبر مسالك الصحراء، ودروبها من التاكة، وحتى ثغر سواكن من أجل الوصول إلى ساحل بحر القلزم، حیث كان الحجاج یأخذون من میناء هذه الجزیرة مركبا یبحر بهم بعد ذلك إلى بلاد الحجاز.
كانت لأهل جزیرة سواكن علاقـات قدیمة بسكان جزیرة العرب منذ أقدم العصور، حیث كانت ً للهجرات العربیة منذ ما قبل الإسـلام، ولعل من أقدمها هجرات الجماعات والبطون سواكن مقصداً العربیة القادمة من بلاد حضرموت بالیمن، وهم الذین ینتسب إلیهم الحداربة أو الحضارمة الـذین صاروا حكاماً على بلاد البجة، وهي البلاد التي تعد جزیرة سواكن جزءاً منها . كما كانت سواكن مقصدا لهجرات الأشراف القـادمین من مكة المشرفة، ولعب هؤلاء الأشراف دوراً مهماً في سواكن، وبمرور الزمن صار هؤلاء الأشراف حكاما على الجزیرة، ومن ثم زادت أواصر العلاقـات بین أهل سواكن وقـاطني بلاد هؤلاء الأشراف حكاما الحجاز وزادت هجرات الأشراف إلى سواكن، وبلغ من الأثر الحجازي على سواكن أن بیوتها ومساكنها كانت متأثرة بقوة بعمارة بلاد الحجاز، وهو ما تؤكده روایات الرحالة.
تناقش هذه الورقة دور جزیرة سواكن المهم في رحلة الحج إلى بـلاد الحجاز، باعتبار میناء سواكن تناقش هذه الورقة من أهم المنافذ البحریة للحجاج القادمین من مناطق القارة الإفریقیة، خاصة من بلاد السودان الغربـي والأوسط. وسوف تتنـاول هذه الورقة أهمیة سواكن ودورها في رحلة الحج، وذلك من خلال المحاور التالیة:
١- استقرار أشراف مكة بسواكن.
٢- طریق الحج من بربر إلى سواكن.
٣- الدامر وأهمیتها في طریق الحج إلى سواكن.
٤- محطات طریق الحج من التاكة - سواكن حسب روایة بوركهارت:
التاكة - وادي لادو - وادي عدي - وادي أرواد - جبل لنقاي عربان لنقاي - وادي عسویت - وادي عسیر - وادي شنكرة - وادي شنتیراب - جبل قنقراب - سواكن.
٥- سواكن ما بین بوركهارت وتاریخها
للتحميل اضغط هنا
للقراءة والتحميل اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق