مؤثرات التغير المناخي على مورفولوجية الساحل العماني
د. يوسف شوقي يوسف الشريف
أستاذ مساعد الجغرافيا الطبيعية والاستشعار عن بعد
قسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس
معار من جامعة الزقازيق
د. علي بن سعيد البلوشي
أستاذ مساعد الجغرافيا الطبيعية
ورئيس قسم الجغرافيا بجامعة السلطان قابوس
المجلة الجغرافية العربية - تصدرها الجمعية الجغرافية المصرية - العدد الرابع والستون - الجزء الثاني - السنة السادسة والأربعون - 2014 - ص ص 423 - 447:
الملخص:
يعتبر التغير المناخي حالياً من أهم التحديات الطبيعية التي تواجه العالم، مما دفع الحكومات العقد المؤتمرات العالمية لمناقشة تلك الظاهرة، ولقد ساهمت عوامل عديدة في حدوث تغيرات مناخية منها البراكين وازدياد النشاط البشري، وقد أدى التوجه نحو الصناعة في القرن العشرين وحتى الآن إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود لتوليد الطاقة ومن ثم ساهمت تلك الموارد الأحفورية في زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون والذي ساهم بدوره في رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. ومن المتوقع أن يزيد هذا المعدل خلال القرن الحالي مما يساعد في ذوبان كميات هائلة من الجليد وبالتالي ارتفاع متوسط منسوب سطح البحر وهو ما يقلق العالم حالياً.
تتميز سلطنة عمان بموقعها الجغرافي على ثلاث واجهات بحرية حيث يبلغ طول سواحلها حوالي 3165 كم بما فيها سواحل الجزر، حيث يتركز معظم السكان على طول خط الساحل مباشرة وبالقرب منه في مسقط وصحار وصور وصلالة وغيرها من المدن الع مانية. ومن المتوقع أن يتراوح زيادة منسوب سطح البحر خلال القرن الحالي بين 65 و 100 مم، وربما تصل إلى 140 سم، الأمر الذي سوف يؤثر تأثيراً مباشراً على مورفولوجية السواحل العمانية وتراجعها باتجاه الداخل.
وتهدف الدراسة إلى استخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار من بعد لوضع تصور مستقبلي الشكل السواحل العمانية في حالة زيادة منسوب سطح البحر من 1 حتى 10م. وتبين من التحليل المكاني النموذج الارتفاع الرقمي (DEM) للسلطنة أنه في حالة ارتفاع منسوب سطح البحر حوالي 100 سم فقط فإن منطقة رأس السوادي ستكون أكثر المناطق تأثراً حيث سيتراجع ساحلها نحو الداخل حوالي 860 مترا يليها ساحل السيب 500 متراً وساحل الموج 450 متراً، بينما المناطق الأقل تراجعا نحو الداخل يشمل ساحل ليما بمسندم 12 متراً، يليه ساحل جنوب مسقط 15 متراً، ثم ساحل صور 20 متراً، فضلاً عن ملاحظة تضاؤل مساحة الجزر، وتغير شكل الأخوار وزيادة مساحة السبخات الساحلية واتساع مداخل الخلجان على طول خط الساحل كما في خليج رأس النجدة وبر الحكمان.
للتحميل اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق