التسميات

الأحد، 15 سبتمبر 2019

ورقة عمل حول "التنمية المستدامة للصحاري" - د. عماد الدين عدلي









AOYE 

















ورقة عمل حول


"التنمية المستدامة للصحاري" 


مع تحيات :


الدكتور/ عماد الدين عدلي


المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد) 


المكتب العربي للشباب والبيئة 

الشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد)  
  
أولاً : المقدمة

·   يعرف التصحر بصفة عامة بأنه تدهور خصوبة الأرض المنتجة ، سواء كانت مراعي طبيعية أم أراضى زراعية مروية أم بعلية ، بصورة تؤدى إلى إنخفاض الإنتاج البيولوجي للأراضي ، فتصبح أقل إنتاجية ، وربما تفقد خصوبتها كلية ، فالمناطق الرعوية تفقد غطائها النباتي الطبيعي ، ويحل محله النباتات غير المرغوية والنباتات الشوكية السامة ، كما تختفى الأشجار والشجيرات ويحل محلها الأعشاب الأقل قيمة إقتصادية والتى لا تتمكن من حماية التربة وتثبيتها ، وتتدهور الأراضى فى مناطق البعلية وتصبح بسبب الحرت فى الأوقات الجافة ، عرضة للإنجراف الريحى ، وتفقد التربة قدرتها على الإحتفاظ بالماء ، وتوفير الوسط المناسب لنمو النباتات ، كما تتدهور خصوبة الأراضى المروية نتيجة للرى غير العلمي ، بحيث تتملح أو يرتفع مستوى الماء الجوفي فيها ، وتنخفض إنتاجيتها .
·    أى أنه يمكن القول بأن التصحر هو تدهور كلي أو جزئي لعناصر الأنظمة البيئية ، ينجم عنه تدنى القدرة الإنتاجية لأراضيها وتحولها إلى مناطق شبيهة بالمناطق الصحراوية ، بسبب الإستغلال المكثف لمواردها من قبل الإنسان ، وسوء أساليب الإدارة التى يطبقها ، هذا بالإضافة إلى التأثيرات السلبية للعوامل البيئية الأخرى غير الملائمة وخاصة الظروف المناخية وتكرر ظاهرة الجفاف ، أى أن التصحر هو "إحداث تغيرات في الأنظمة البيئية ، يؤدى إلى خلق ظروف أكثر جفافاً أو أكثر صحراوية " (1) .

·   يؤدى التصحر إلى إنخفاض إنتاج الغذاء بسبب فقدان الأرض القابلة للزراعة أو أراضى المراعي الخصبة وخاصة المناطق الجافة وشبه الجافة ، ومن خلال دراسات الأمم المتحدة يتضح أن مجموع المساحة المتصحرة فى العالم بلغت 46 مليون كيلو متر مربعاً ، يختص الوطن العربي منها 9.76 مليون كيلومتر مربع من إجمالي مساحة الوطن العربي والتى تعد بنحو 14.1 مليون كم2 ، وبهذا تعد مشكلة التصحر في الوطن العربي كبيرة جداً بحجمها ونتائجها .
·   وإستجابة مع الإعلان السياسي الصادر من القمة العالمية للتنمية المستدامة بجوهانسبرج 26 أغسطس حتى 4 سبتمبر 2002 (2) من ضرورة تحملنا المسئولية المشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة فى الجوانب الإجتماعية والإقتصادية دون إغفال البعد البيئي حيث لا تزال البيئة العالمية تعاني من التدهور ، فتناقص التنوع البيولوجي مستمر ، وكذلك يتلف التصحر مساحات متزايدة من الأراضي الخصبة ، كما باتت الآثار الضارة لتغير المناخ ، واضحة للجميع ، وتزايد حدوث الكوارث الطبيعية وما يترتب عليها من دمار ، ومن هنا كان من الضروري والمحتم التزامنا بتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
·   وتحقيقاً للمبادرة العربية للتنمية المستدامة الصادرة عن مجلس الوزراء المسئولين عن البيئة (3) والتى تم تقديمها لمؤتمر قمة التنمية المستدامة بجوهانسبرج 2002 والتى أكدت على دعم دور مؤسسات المجتمع المدني وفئاته وتشجيعهم فى وضع وتنفيذ خطط التنمية المستدامة والتى أولت مشكلة التصحر عناية كبيرة ، وطالبت بتضافر الجهود للحد من هذه المشكلة الخطيرة ، ووضع إستراتيجيات لتنفيذ خطط مكافحة التصحر بالدول العربية ، وقد اعتمدت القمة العربية عام 2004 المبادرة العربية للتنمية المستدامة ، وأجازت قمة الجزائر عام 2005 مخطط تنفيذها .
·   وإستجابة لتوجيهات جامعة الدول العربية لتنفيذ ما جاء في قرار اللجنة المشتركة للبيئة والتنمية في الوطن العربي في دورة السادسة (مقر الأمانة العامة للجامعة 5-7 /4/2004 بشأن التحضير الوطني والإقليمي الجيد لسنة صحاري العالم ومكافحة التصحر 2006) ، وذلك تحقيقاً لأهداف الإتفاقية الدولية الخاصة بمكافحة التصحر والتنوع البيولوجي .
·   لكل هذه الأسباب وغيرها فقد ركز مجلس إدارة المكتب العربي للشباب والبيئة ، والذى يقوم بأعمال سكرتارية الشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد) ، كذلك قرر مجلس المنسقين (لرائد) وجمعيتها العمومية ، أن تقوم بدور أساسي في التوعية بمشكلة التصحر ، والمساهمة في الحد منها ، وذلك من خلال إنتاج مادة علمية توضح أبعاد المشكلة على مستوى الوطن وخطورتها ودور الجمعيات الأهلية في مجابهتها .
·   ولقد قام الأستاذ الدكتور محمد السيد جميل الباحث التربوي وسكرتير عام الجمعية والمستشار الفني (لرائد) بإعداد هذه المادة العلمية وانتهز هذه الفرصة لأقدم له ، خالص شكرى وتقديري على حُسن إعداده للمادة العلمية وشموليتها وعرضها وتسلسلها المنطقي السهل ، وإبرازها بالحقائق العلمية للمشكلة دون تهويل أو تهوين ، وقامت سكرتارية (رائد) بإرسالها عبر البريد الإلكتروني إلى منسقيها في 17 دولة عربية كذلك تم وضعها على شبكة الإنترنت الخاصة (برائد) وعنوانها
www.raednetwork.org
·      كما تم إرسال نسخ من هذه المادة العلمية إلى ما يقرب من 500 جمعية أهلية ورجال الإعلام على مستوى الوطن العربي، خلال إرسالها مع نشرة " منتدى البيئة " والتى تصدر شهرياً من سكرتارية (رائد) بالقاهرة، وذلك ضماناً لنشر فكر مكافحة التصحر والحد من تدهور الأراضي ، ومطالبين الجمعيات الأهلية بأن تتخذ خطوات فعلية جادة في هذا المجال.
·   ولقد قرر مجلس إدارة جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة من جانبه أن يكون اللقاء السنوى السادس عشر لقيادات شباب الجامعات حول البيئة والتنمية المستدامة حول " التنمية المستدامة للصحارى" ، ومن المعلوم أن هذا اللقاء يتم في كل جامعات مصر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ويستفيد منه نحو ثلاثة آلاف قيادة جامعة من الشباب ، ضماناً وتأكيداً لفكر مكافحة التصحر وتأكيداً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
·        أدعو الله العلي القدير أن يوفقنا إلى خدمة قضايا القومية تحقيقاً لبيئة عربية أفضل ، وغد مأمول بالأمل والرجاء .
وصدق الله العظيم إذ يقول فى كتابه الكريم
 " وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"    سورة التوبة الآية 105

                                                                       د.عماد الدين عدلي
                                                                   المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية
رئيس مجلس إدارة جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة

محتويات ورقة العمل
أولاً: المقدمة
ثانياً : مفهوم التنمية المستدامة وعوامل ظهورها
ثالثاً: خصائص الصحراء
1.    تعريف الصحارى
2.    تصنيف الصحارى
3.    الصحارى العربية
4.    حيوانات الصحراء
5.    الكساء النباتي بالصحراء
6.    سكان الصحراء
7.    الآثار البيئية لقطاع النفط والتعدين والصناعات الإستحراجية
رابعاً: التصحر في الوطن العربي
1.    ظاهرة التصحر
2.    علاقة البيئات المختلفة في الوطن العربي وتأثرها بالتصحر
أ‌.       المناطق الصحراوية الحقيقية
ب‌.   المناطق شبه الصحراوية
ت‌.   المناطق شبه الجافة
ث‌.   المناطق شبه الرطبة والرطبة
     3 .أسباب تدهور التربة وتصحرها
               أ. دور المناخ في تدهور التربة وتصحرها
              ب. العامل البشري ودوره في تدهور التربة وتصحرها
                             ب.1 . النمو السكاني السريع
                             ب.2. تغير نمط النظام الإجتماعي
                             ب.3. تغير نظم الإستغلال والإنتاج
     4 .أسباب التصحر الناتجة عن النشاط البشري
                             4-1 تصحر المراعي وتدهورها
                             4-2 تدهور أراضي الغابات
                                      4-2-1 أسباب تدهور الغابات
                            4-3 تدهور التربة وتصحرها بسبب سوء إدارة الأراضي
                           4-4 إدارة موارد المياه وعلاقتها بتدهور التربة وتصحرها
                           4-5 استنزاف خزانات المياه الجوفية
                           4-6 طفيان المياه المالحة
                           4-7 نظم ري الأراضي الزراعية وعلاقته بالتصحر
                           4-8 نقص المياه والهدر في إستخدامها
     5 .تدهور التربة بفعل فقد العناصر الغذائية منها
     6. تدهور التربة بفعل التلوث
     7. تدهور خصوبة التربة بفعل إنقطاع الفيضانات
     8. التدهور الفيزيائي
     9. نسب تدهور التربة وتصحرها في الوطن العربي
     10. إختفاء الحياه البرية
     11. الإجراءات والسياسات القطرية المنفذة لمكافحة تدهور الأراضي وتصحرها في الوطن العربي
     12. دور الجمعيات الأهلية العربية في مكافحة التصحر

ثانياً: مفهوم التنمية المستدامة وعوامل ظهورها

·        تعيش المجتمعات الإنسانية في إطار ثلاث منظومات أساسية ،متداخلة ،ومتفاعلة ،تتبادل التأثير والتأثر وهى :
          المحيط الطبيعي – المحيط المصنوع – المحيط الاجتماعي


                          


 

"المنظومات الأساسية للمجتمع الإنساني "

المحيط الطبيعي : وهو المنظومة الطبيعية ،وإطار البيئة الفطرية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى ،وتضم (النظام المائي - والنظام الأرضي – والنظام الجوى –النظام الحيوي بشقية من نبات وحيوان طبيعي ) وهى جزء من النظام الكوني الذي لا يخضع لإرادة الإنسان ولا إلى تحكمه .
المحيط المصنوع : يتكون مما أنشأه الإنسان في البيئة ،وبناه وشيده ،مثل مراكز الصناعة، المدارس ،الجامعات المستشفيات، شبكات المواصلات ،شبكات الري ،مراكز الطاقة ،المزارع …الخ ،إلا أن بعض مكونات المحيط المصنوع مثل النظم الزراعية، يديرها الإنسان ،لكنها لا تكون تحت تحكمه بالكامل ،لأنها مازالت تحت تأثير عوامل المحيط الحيوي الطبيعي ، مثل دورة الماء المستخدم في الري وغيرها .
·        وبصفة عامة يمكن القول أن المحيط المصنوع ،يتكون من ، النظام السياسي ،والنظام التكنولوجي ،والنظام الاقتصادي ،وهى أقسام من النظام الحضاري في البيئة .
المحيط الاجتماعي : وهو ما وضعه الإنسان من مؤسسات وقواعد يعتمد عليها في إدارة العلاقات الداخلية بين أفراد المجتمع والمنظومات الأخرى الطبيعية والمصنوعة ،والعلاقات الخارجية مع سائر العالم ،لكنه تطور على مدى قرون من تاريخ الإنسان، وبصفة عامة يمكن القول بأنه يجمع المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع ،وبعض هذه المكونات يرجع تاريخه إلى الماضي (القيم –العادات –التقاليد – الدستور-التراث الثقافي -… الخ ) .
ويمكن للمجتمع في كل الأحوال أن يقرر تغيير بعض عناصر المحيط الاجتماعي لكن هذا التغيير لا يتجاوز بعضا من المكونات ،أي يحدث تغييرا قليلا من جملة المحيط الاجتماعي .
وبعبارة أخرى يمكن القول بأن المحيط الاجتماعي، يشتمل على النظام الاجتماعي والنظام الثقافي في البيئة الحضارية .
·        وتعتبر التفاعلات التي تحدث بين هذه المنظومات الثلاث بأقسامها الفرعية هي عمليات الحياة والتنمية بالنسبة للمجتمع ،وتعقد هذه التفاعلات يرجع إلى الخلافات الفطرية في الأصل والضوابط والامتداد الزماني والمكاني لكل من المنظومات الثلاث وأقسامها الفرعية، ولقد خلق الله سبحانه وتعالى البيئة بنسب ومقادير محددة ، وكائنات يعتمد بعضها على البعض الآخر في علاقات متبادلة وغير متبادلة ،بحيث يسير الكون وفق نظام محدد مرسوم بدقة متناهية، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابة الكريم
 "إنا كل شئ خلقناه بقدر"                                                                "القمر " الآية 49
"وخلق كل شئ فقدره تقديرا"                                                             "الفرقان" الآية 2
"وكل شئ عنده بمقدار"                                                                   "الرعد " الآية 8
·        ولقد حقق التفاعل بين البشر ونظامهم الطبيعي والحضاري ،باستخدامهم التكنولوجيا إنتاج العديد من السلع والخدمات ،وتحقيق مصادر للثروة هيأت للإنسان إشباع حاجاته وتطلعاته ،من توفير الضروريات والكماليات ،لكن الإنتاج والاستهلاك يخرجان كميات ضخمة من المخلفات إلى سلة الطبيعة ، أي الحيز البيئي ، الذي هو موئل الإنسان ،ومن ثم يحدث خلل في الوسط البيئي ، يؤدى إلى أخطار بيئية لابد من الاستجابة والتوافق واتخاذ قرارات بشأنها .
·        تفاعل الإنسان مع بيئته بشكل لا يراعى فيه تحقيق أهدافه ومصالحه على المستوى البعيد فهناك على سبيل المثال الإستنزاف غير الرشيد للموارد الأرضية في المنطقة العربية والذي يتمثل في إقامة المناطق السكنية والتوسع الحضري على الأراضي الزراعية وتحويلها من أراضى خصبة منتجة تمد السكان بمكونات الحياة ،إلى مناطق عمرانية ، وتقتضى مبادئ التنمية المستدامة التخطيط السليم لإستخدامات الأرض والمحافظة على الأراضي الزراعية ، وعدم إهدار تربتها أو تلويثها أو تعرضها للتصحر، لأنها مصدر إنتاج الغذاء للأعداد السكان التي تتزايد عاماً بعد عام.
·        وهناك أيضاً مظهر آخر من مظاهر الإستنزاف غير الرشيد للموارد الطبيعية ، بشكل يتنافي مع مبدأ الإستدامة ، ممثلاً في إهدار الثروة المائية ، حيث أنه من المعلوم أن المنطقة العربية تعانى من النقص الحاد في الموارد المائية بالإضافة إلى تدهور نوعيتها والسحب غير المتوازن لخزانات المياه الجوفية ، وعدم الإستفادة الكاملة من مياه المطر ، وطرق الإستخدام غير الإقتصادي للمياه خاصة في المجال الزراعى بإستخدام أسلوب الرى بالغمر مما يؤثر بالتالى على زيادة إستهلاك الزراعة من الموارد المائية.
·        وتقتضى مبادئ التنمية المستدامة الإستغلال الرشيد للثروة المائية والحد من الفواقد المائية والتقليل إلى أقصى حد ممكن من إستخدام أسلوب الرى التقليدى بالغمر ووقف زراعة المحاصيل كثيفة الإستخدام للمياه ، والتوسع في إستخدام تقنيات الرى الموروثة ، وتنفيذ الخطط لترشيد إستخدام المياه الجوفية ، وعدم السحب الجائر منها ، وإعادة إستخدام مياه الصرف الزراعى والصحى بعد معالجتها ، والإستفادة الكاملة من حصاد الأمطار ، وترشيد إستخدام الموارد المائية في المناطق الصناعية والحضرية والسياحية ، وتحلية مياه البحر بإستخدام الطاقة الشمسية ، لإنتاج مياه عذبة قليلة التكلفة الإقتصادية مما يساعد على إستخدامها في المجال الزراعى ، كذلك التعاون الإقليمى بين الدول العربية للإستغلال الأمثل لمياه الأنهار المشتركة بينها، كذلك المياه الجوفية ، وتعزيز مبادئ التعاون الدولى لتوفير موارد مائية جديدة والحد من فقدانها .
·        ولقد نتج عن هذا التفاعل ،بين الانسان والبيئة ،على مستوى العالم ،العديد من النجاحات على النحو التالى :
1-زيادة معدلات الانتاج الزراعى والصناعى وزيادة الاستهلاك.
2-تحسن في مستويات المعيشة في العالم بشكل عام وارتفاع في نصيب الفرد من الدخل القومى،عما كان قبل عقود سابقة.
3-زيادة معدلات العمر المتوقع بأذن الله تعالى.
4-نقص في معدلات وفيات الرضع ،والأطفال.
5-تخلص العالم أو كاد أن يتخلص من الأوبئة الأساسية.
6-زيادة نسبة السكان الذين يتمتعون بمياه الشرب النقية ووسائل الصرف الصحى.
7-زيادة نسبة المتعلمين في مراحل التعليم المختلفة.
·        لكننا نشهد على الجانب الآخر أضراراً بالمحيط الطبيعى :
1-زيادة نسبة قطع الغابات.
2-تدهور الأراضى الزراعية وانخفاض نصيب الفرد منها.
3-زيادة نسبة التصحر( وهو يعنى تحول الأراضى الزارعية أو المراعى إلى أرض غير منتجة بسسب الإستغلال الجائر والأنشطة الإنسانية غير المتبصرة ) .
4-إرتفاع المعدلات الخطيرة لفقد التنوع الأحيائى ( ويقصد بالتنوع الأحيائى التباين على صعيد الكائنات الحية المستمدة من الموارد الطبيعية كافة بما فيها النظم البيئية الأرضية والبحرية والأحياء المائية ، والمركبات البيئية التى تعد جزء منها وهذا يتضمن التنوع داخل الأنواع ، وكذلك بين الأنواع والنظم البيئية ).
5-تخلخل الأوزون في طبقة الاستراتوسفير ( نقص في تركيز غاز الأوزون في طبقة الإستراتوسفير التى تمتد من 15 إلى 50 كيلو متر فوق سطح الأرض نتيجة تحوول الأوزون (أ3) إلى أكسجين (أ2) بتأثير مساعد مثل أيونات الكلور ( الناتج عن تحلل جزيئات الكولوروفلوروكربون – الفريون  أو أيونات النيتروجين الناتج عن عوادم وقود الطائرات الأسرع من الصوت) ، وتخلخل الأوزون يسمح بنفاذ مزيد من الإشعاعات فوق البنفسجية الضارة بالحياة إلى سطح الأرض ، وهذا خطر بيئي بالغ ونموذج للقضايا البيئية الكوكبية التي تؤثر على الحياة على سطح الكرة الأرضية جميعها .
6-مخاطر تغير المناخ( وهو خطر يحذر منه علماء المناخ ، حيث أن الزيادات الملموسة في مجموعة من ملوثات الهواء وهى غازات حابسة للحرارة المرتدة عن سطح الأرض مثل ثاني أكسيد الكربون – الميثان – أكسيد النتروز – الأوزون – مركبات الكلوروفلوروكربون – بخار الماء وتسمى غازات ذات أثر الصوبة) . وتنبئ حسابات العلماء أن متوسط حرارة البيئة في كوكب الأرض سوف ترتفع بمعدلات تتراوح بين 1.5 درجة مئوية  4.5 درجة مئوية في النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين .
7-تعاظم تراكم كميات كبيرة من النفايات بما في ذلك المخلفات الخطرة( يقصد بالمخلفات الخطرة تلك المخلفات التي تتطلب أسلوباً خاصاً في التداول ، لأنها تمثل تهديداً خطيراً لصحة الإنسان وعناصر البيئة ، وغالبية هذا النوع من المخلفات يأتي من المخلفات الصناعية ، والمستشفيات، و باقي أنواع أخرى من المخلفات).
8-استنزاف المعادن.
9-الإسراف في استهلاك المياه وتدهور نوعيتها.
·        وصدق الله العظيم إذ يقوم في كتابه الكريم
"ظهر الفساد في البر والأرض بما كسبت أيدي الناس ، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" 
                                    
 "الروم " الآية 41
تقرير لجنة برونتلاند
·        لقد تزايد إدراك الفرد والجماعة لأهمية البيئة وضرورة المحافظة علي عناصرها بعد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والإنسان في استكهولم يونيو 1972 ولا يخفي على أحد أن البيئة أصبحت من أهم التحديات التي تواجه عالمنا اليوم ، وبعد خمسة أعوام من الإجتماعات والدراسات على مؤتمر استكهولم وبالتحديد في عام 1977 انتهت اللجنة الدولية للبيئة والتنمية برئاسة السيدة عزوهارلم برونتلاند من وضع تقرير نشر بعنوان "مستقبلنا المشترك"، يرى ضرورة إتباع أنماط بديلة للتنمية لتحقيق ما يسمى بالتنمية المستدامة،ولقد صاحب إصدار التقرير ضجة إعلامية ، سرعان ما خبت ، بعد أن وُجد أن التقرير لم يحدد برنامجاً عملياً لتحقيق مفهوم التنمية المستدامة أو كيفية توزيع الأدوار بين الدول الصناعية والدول النامية وسبل التعاون بينهما لتحقيق هذا المستقبل.
·        وإزاء هذه المشكلات والمخاطر البيئية ،نظم المجتمع الدولي اجتماعا حافلا ،وهو "مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة عام 1992" والذي عقد بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل ،حضره عدد من رؤساء الدول وقد أطلق عليه "مؤتمر قمة الأرض " على أساس أن كثيرا من رؤساء الدول قد حضروا هذا المؤتمر ،وبدا وكأن الأمر جد خطير، وأن كوكب الأرض يحتاج إلى خطة إنقاذ سريعة، تحاول أن تصلح ما أفسده الإنسان ، بتصرفاته الغير رشيدة من إهدار وتلوث للموارد الطبيعية ،وأصدر المؤتمر خطة عمل شاملة ،سماها "أجندة القرن الحادي والعشرين " وأقر المؤتمر صيغة إتفاقية دولية لصون التنوع الاحيائي ،واتفاقية دولية تتناول قضايا تغير المناخ وإطار عمل لصون الغابات ، وتم تشكيل لجنة من ممثلي الحكومات لوضع إتفاقية دولية لمكافحة التصحر.
وقد بدا المؤتمر وكأن العالم يجمع أمره على مواجهة قضايا البيئة والتنمية،حفاظا على مستقبل الإنسان .
وتتضمن أجندة القرن الحادي والعشرين ،أربعة فصول تحتوى على الموضوعات التالية :

الأهداف البعيدة المدى أوغايات الأجندة
·   لقد أكدت أجندة القرن الحادي العشرين أن الطريق الوحيد لتوفير حياه آمنة ،ومستقبل مزدهر ،هو التعامل مع قضايا البيئة،والتنمية بطريقة متوازنة ،تعمل على إشباع الحاجات الأساسية وتحسين مستويات المعيشة للمجتمع ،وفي نفس الوقت حماية وإدارة أفضل، بحكمة وعقلانية للأنظمة البيئية ،حيث لا تستطيع أي دولة تأمين مستقبلها بمفردها ،لكن جميعا ، في شراكة عالمية ، نستطيع تحقيق التنمية المستدامة .
·   وتعكس الأجندة القرن الحادي العشرين،وعيا عالميا ،وإرادة سياسة على أعلى مستوى ،بضرورة التعاون ودراسة قضايا التنمية بأبعادها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية ،دون إغفال الإطار البيئي .
·  وتتعامل أجندة القرن الحادي العشرين ،ليس فقط، مع القضايا الملحة حاليا ،بل أيضا الحاجة إلى الاستعداد لمقابلة التحديات المستقبلية ، ومع إقرار أجندة القرن الحادي العشرين بأن التنمية المستدامة هي في المقام الأول مسئولية الحكومات ، حيث تحتاج إلى إستراتيجيات ،وخطط وسياسات وطنية ، إلا أن جهود الحكومات الوطنية يحتاج إلى أن ترتبط بالتعاون الدولي من خلال المؤسسات الدولية – كالأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة ، كذلك ينبغي تشجيع المشاركة الشعبية الواسعة والنشطة ، وكذلك الأداء التنفيذي للمنظمات غير الحكومية ، ومؤسسات المجتمع المدني .
·    ومن أهداف أجندة القرن الحادي العشرين توفير متطلبات ومساعدات مالية ومستدامة للدول النامية ،حيث تحتاج الأخيرة إلى مساعدات إضافية لتغطية تكاليف آثار التعامل مع المشكلات العالمية البيئية، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة بها ،بالإضافة إلى ضرورة توفير الأموال لتكوين الأجهزة والآليات الدولية لتطبيق توصياتها وإخراجها إلى حيز الواقع.
·  وقد تضمنت أجندة القرن الحادي والعشرين أربعة فصول أساسية تتضمن 40 موضوعاً ، توضح جوانبها المختلفة وكيف يمكن تحقيق التنمية المستدامة لها ومن خلالها ، وفيما يلي إستعراض مختصر لأهم موضوعاتها:-
الفصل الأول : الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية
1.    التعاون الدولي.
2.    مكافحة الفقر.
3.    تغيير أنماط الاستهلاك.
4.    السكان والتنمية المستدامة.
5.    حماية وتعزيز الصحة البشرية
6.    التنمية المستدامة لمناطق الإستقرار البشرى.
7.    اتخاذ القرارات لتحقيق التنمية المستدامة.
الفصل الثاني : المحافظة وإدارة الموارد
8.    حماية الغلاف الجوى.
9.    الإدارة المستديمة للموارد الأرضية.
10.   مكافحة القطع الجائر للغابات.
11.   مكافحة التصحر والجفاف.
12.  التنمية المستدامة للمناطق الجبلية.
13.    التنمية الزراعية المستدامة ،والتنمية الريفية.
14.   المحافظة على التنوع الأحيائى.
15.    الإدارة البيوتكنولوجية.
16.  حماية وإدارة المحيطات.
17.   حماية وإدارة المياه العذبة.
18.    الاستخدام الآمن للمواد الكيماوية.
19.  .إدارة المخلفات الخطرة.
20.   .إدارة النفايات الصلبة والمياه المستخدمة.
21.    التحكم في نفايات الإشعاع الذرى.
الفصل الثالث : تقوية دور الجماعات الرئيسية
22.    الأهداف بعيدة المدى لتقوية دور الجماعات الرئيسة .
23.    المرأة والتنمية المستدامة .
24.     الأطفال والشباب والتنمية المستدامة .
25.     تقوية دور المجتمعات الشعبية .
26.     الشراكة مع المنظمات غير الحكومية .
27.    السلطات المحلية .
28.   العمال والاتحادات التجارية .
29.     رجال الأعمال والصناعة .
30.      العلماء والتكنولوجيون .
31.   تقوية دور الفلاحين .
الفصل الرابع :وسائل التطبيق
32.تمويل التنمية المستدامة .
33.التحول التكنولوجي .
34.استخدام العلم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
35.التعليم ،التدريب ،والوعي العام .
36.خلق القدرات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
37.التنظيم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
38.القانون الدولي .
39.المعلومات لاتخاذ القرار .
أبعاد مفهوم التنمية المستدامة
·        الفكرة الأساسية التي بنيت عليها أجندة القرن الحادي والعشرين هي فكرة التنمية المستدامة .
·        ومفهوم التنمية المستدامة ، متعدد الاستخدامات ،ومتنوع المعاني ،فالبعض يتعامل مع التنمية المستدامة كرؤية أخلاقية تناسب إهتمامات النظام العالمي الجديد ، والبعض يرى أن التنمية المستدامة نموذج تنموي وبديل مختلف عن النموذج الصناعي الرأسمالي ،أو ربما اسلوباً لإصلاح أخطاء وعثرات هذا النموذج في علاقته بالبيئة .
ولقد حاول تقرير الموارد العالمية والذى نشر عام 1992م والذى خصص بكامله لموضوع التنمية المستدامة حصر عشرين تعريفا واسع التداول ،وزعها على أربع مجموعات هي التعريفات الاقتصادية ،والتعريفات البيئية ،والتعريفات الاجتماعية والإنسانية،التقنية والإدارية .
أ- فإقتصاديا : وبالنسبة للدول الصناعية في الشمال : فإن التنمية المستدامة تعنى إجراء خفض عميق ومتواصل في استهلاك هذه الدول من الطاقة والموارد الطبيعية، وإجراء تحولات جذرية في الأنماط الحياتية السائدة ،واقتناعها بتصدير نموذجها التنموى الصناعى عالميا ،أما بالنسبة للدول الفقيرة فالتنمية المستدامة تعنى توظيف الموارد من أجل رفع مستوى المعيشة للسكان الأكثر فقرا في الجنوب
ب-أما على الصعيد الإنسانى والاجتماعى: فان التنمية المستدامة تسعى إلى الاستقرار في النمو السكانى، ووقف تدفق الأفراد على المدن ، وذلك من خلال تطوير مستوى الخدمات الصحية والتعليمية في الأرياف ، وتحقيق أكبر قدر من المشاركة الشعبية في التخطيط للتنمية .
ج-أما على الصعيد البيئى : فان التنمية المستدامة هى الاستخدام الأمثل للأراضى الزراعية ،والموارد المائية في العالم ، مما يؤدى إلى مضاعفة المساحة الخضراء على سطح الكرة الأرضية .
د- أما على الصعيد التقنى والإدارى : فان التنمية المستدامة هى التنمية التى تنقل المجتمع إلى عصر الصناعات والتقنيات النظيفة التى تستخدم أقل قدر ممكن من الطاقة والموارد، وتنتج الحد الأدنى من الغازات والملوثات التى تؤدى إلى رفع درجة حرارة سطح الأرض والضارة بالأوزون .
ويؤكد تقرير الموارد الطبيعية : أن القاسم المشترك لهذه التعريفات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتقنيية ، هى ان التنمية لكى تكون مستديمة يجب :
اولا : ألاتتجاهل الضوابط والمحددات البيئية.
ثانيا : لاتؤدى إلى دمار وإستنزاف الموارد الطبيعية.
ثالثا : تؤدى إلى تطوير الموارد البشرية (المسكن –الصحة –مستوى المعيشة – أوضاع المرأة- الديمقراطية – تطبيق حقوق الإنسان)
رابعا: تحدث تحولات في القاعدة الصناعية السائدة .
·        إن الهدف الأساسى للتنمية المستدامة هو الوفاء بحاجات البشر وتحقيق الرعاية الاجتماعية على المدى الطويل،مع الحفاظ على قاعدة الموارد البشرية والطبيعية ومحاولة الحد من التدهور البيئى ، ومن أجل تحقيق ذلك ، يجب التوصل إلى توازن ديناميكى بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة ، وإدارة الموارد وحماية البيئة من جهة أخرى .
·   غير أن أوسع التعريفات شيوعا للتنمية المستدامة(4):- أنها التنمية التى تهيئ للجيل الحاضر متطلباته الأساسية والمشروعة ،دون أن تخل بقدرة المحيط الطبيعى على أن يهيئ للأجيال التالية متطلباتهم ، أو بعبارة أخرى ، إستجابة التنمية لحاجات الحاضر ، دون المساومة على قدرة الأجيال المقبلة على الوفاء بحاجاتها .
·        إذا كان هذا هو مفهوم التنمية المستدامة فكيف تكون التنمية المستدامة للصحاري وما هو مفهومها وخصائصها الحيوية ؟ .
·        التنمية المستدامة للصحراء : تتضمن عتاصر رئيسية منها :
-   التنمية البشرية المستدامة للبدو ، وبناء قدراتهم ورفع كفاءاتهم المهنية .
-  وضع خطط للتقليل من الآثار المدمرة للجفاف ، وما يسببه من تدهور الحياة النباتية ، وتدهور المراعي ، أو الإنتاج الزراعي .
-   وقف عمليات التنمية غير المستدامة لسكان الصحراء والتى تؤدى إلى إنجراف التربة ، وتغيير نمط التسرب السطحي للمياه .
-   العمل بشتى الوسائل الطبيعية والصناعية على وقت زحف الرمال ، وزيادة عمليات التشجير حول الواحات ، والأراضي الزراعية على أطراف الصحراء .
-   تحديد الحمولة البيئية للمراعي ، والإلتزام بها ، ووقف عمليات الرعى الجائر ، والقطع الجائر للأشجار والنباتات المعمرة ، وأخذ الإحتياطات للحد من ظاهرة حدائق الغابات .
-    المحافظة على التنوع البيولوجي ، وتنمية الأنواع النباتية الكامنة في الوديان والجبال .
-   ايقاف عمليات التنمية الزراعية الخاطئة بالصحراء .
-   إزالة الألغام من الأراضي الصحراوية والإستفادة منها في أغراض التنمية المختلفة .
-    التنمية المستدامة للمناطق الجبلية بالصحاري .
-   إتباع أساليب التعدين المستدامة والمحافظة على البيئة الطبيعية للصحاري .
-   وقف أسباب تدهور الأراضي في المناطق الرطبة وشبه الرطبة .
-   إتباع أساليب الإدارة المتكاملة للموارد المائية السطحية والجوفية بالصحراء .
-   تعبئة المجتمع المدني والجمعيات البيئية الأهلية لوقف التصحر ، والتوعية بآثاره المدمرة .
-   وضع إستراتيجية لمكافحة التصحر ، والإلتزام بتحقيق أهدافها قصيرة – وطويلة المدى .

ثالثاً : خصائص الصحراء (5)

1.    تعريف الصحراء

الصحارى الحارة هى المناطق التى تكون فيها موارد المياه أقل بكثير من قدرة عوامل البخر على التجفيف "يتمثل ذلك في قلة كمية المطر وعدم انتظامه" ، وعلاوة على التفاوت الشديد في درجات الحرارة بين الليل والنهار والصيف والشتاء ، وتتميز التربة بقلة المواد العضوية ، وينعكس ذلك على الغطاء النباتى فيكون ذا نبت متناثر يندر وجود الأشجار فيه ، كما تتصف الصحراء بوجود مناطق شاسعة عارية تماماً من النباتات .

2.    تصنيف الصحارى

·        يمكن تصنيف الصحراء على أسس مختلفة ، منها :
درجة الحرارة – كمية المطر – نوع التربة وطبيعتها ، أو شكل الأرض .
·        يمكن تمييز نوعين من الصحراء على أساس درجات الحرارة ، وهى الصحارى الباردة والجليدية ، والصحارى الحارة .
أ.الصحارى الباردة والجليدية
·        وهى الصحراء التى تتميز بفصل بارد تنخفض فيه متوسط درجة الحرارة إلى 555م أو مادون ذلك ، أما الصيف فتكون درجة الحرارة فيه عالية تصل متوسطها إلى 020م أو تزيد ، وتوجد هذه الصحارى في مناطق قارية بعيدة عن البحار ، مثال ذلك الصحارى الممتدة شرقى بحر قزوين وصحارى الحوض الكبير في أمريكا الشمالية .
·        وهناك الصحارى الجليدية في أقصى شمال أوراسيا وأمريكا الشمالية حيث يغطيها الجليد معظم أيام السنة ، فالماء وفير فيها ولكنه ماء في صورة جليد، ولكن الحيوانات ولا تستطيع الحيوانات شرب الماء المتجمد ، والنباتات لا تستطيع إمتصاصه بجذورها – لذا فإن المناطق القطبية والأراضى المفرطة في البرودة طول العام – صحارى هى الأخرى ، ويمثل وجود مثل هذه الصحارى الجليدية جزءاً من التوزان البيئي وهى ضرورة لحياة الإنسان على سطح الأرض بحيث لوذاب الجليد أو عمل الإنسان على إذابته بفعل التغير الحرارى ، لإرتفع سطح الماء في البحار والمحيطات ولغمرت المياه الجزر والسواحل .
ب. الصحارى الحارة
وهى الصحراء التى لا يتضمن مناخها فصلاً بارداً ، ويكون فيها الصيف حاراً والشتاء دافئاً ، ويمكن أن تميز بين نوعين من الصحارى الحارة ، أولهما الصحارى القارية البعيدة عن سواحل البحار والمحيطات ، وتتميز بالتغيرات الشديدة في المدى الحرارى اليومى – والفصلى ، مثل الصحراء الكبرى ، وثانيهما الصحارى الساحلية التى تتميز بالتغيرات المحدودة في درجات الحرارة ، وتكون فيها الرطوبة النسبية أعلى من الصحارى القارية ، مثل صحراء الصومال ، وصحراء بيروفى أمريكا الجنوبية
3.    الصحارى العربية
·        تشغل الصحارى العربية جزءاًكبيراً من شمال أفريقيا ، تمتد ما بين المحيط الأطلسى والبحر الأحمر ، وتمتد شرقاً إلى شبه الجزيرة العربية والعراق ومناطق أسيا الوسطى ، وهى تعتبر أكبر حزام صحراوى في نصف الكرة الشمالى ، أى أن كل البلاد العربية تقع في الحزام الصحراوى ، يُستثنى من ذلك شمالى المغرب والجزائر ومرتفعات طرابلس وبرقة وغرب لبنان وسوريا والأردن، بالإضافة إلى جنوب السودان ، وشمال العراق – وغرب اليمن ،والمنطقة الجنوبية الغربيةوالشمالية الشرقية من سلطنة عمان ، أما مصر والعراق فيؤدى وجود نهر النيل ونهرى دجلة والفرات فيهما إلى تغيير الظروف البيئية .          
·        تتصف الصحراء بندرة المطر وموسميته ، وإختلاف كميته من سنة لأخرى ، وإقتصار سقوطه على أشهر معدودات في السنة ، وبذلك يمتد الفصل الجاف لفترة طويلة قد تغطى معظم شهور السنة ، والصحارى الجافة يسقط عليها مطراً أقل من 125 ملليمتراً والصحارى شبه الجافة (كمية المطر فيها تزيد على 250 ملليمتراً ) وهناك نوعين متميزين من المطر على الصحارى ، أولهما : مناطق المطر الشتوى ، ويسقط فيها المطر بين أواخر الخريف وأوائل الربيع ، مثال ذلك الصحارى الساحلية في شمال أفريقيا ، وكل الصحارى العربية الواقعة شمال مدار السرطان (في الأردن – سوريا – العراق – الكويت والمملكة العربية السعودية) أما النوع الثانى فهو مناطق المطر الصيفي ، حيث يسقط معظم المطر فيها في شهور الصيف ، مثال ذلك صحارى المناطق الشمالية من السودان وما يتاخمهما من صحارى واقعة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا والصحارى الساحلية باليمن وسلطنة عمان ، من أهم صفات المطر في الصحراء ، أنه يسقط في رخات حادثة مفاجئة ، وقد يسقط في رخات شديدة تمتلئ بها الأودية الصحراوية سيولاً عارمة مدمرة .
·        تعتبر الصحارى العربية مناطق حارة شديدة القيظ ، فالمدى الحرارى اليومى بين الليل والنهار مرتفع ، كذلك المدى الحرارى السنوى بين الصيف والشتاء مرتفع ، كما تؤثر التضاريس والبعد عن البحر وإتجاه الرياح في درجة الحرارة إلى حد كبير.
·        المساحة الكلية للصحارى في العالم هى 000و250و48 كم2 أى يعادل 2و36% من المساحة الكلية لسطح اليابسة ، ومساحة الصحراء في العالم تزداد عاماً بعد عام على حساب المناطق غير الصحراوية ، وزحف الصحارى ظاهرة منتشرة في كثير من أنحاء العالم ، وترتبط بسوء إستغلال الأرض ، وتتضمن الظواهر الهامة للزحف الصحراوى : الجفاف ، تدهور الحياة النباتية ، تدهور إنتاجية الأرض من المراعى أو إنتاج الزراعة ، إنجراف التربة ، تغير نمط التسرب السطحى للماء ، زحف الرمال ، والعامل الأغلب في الزحف الصحراوى هو من صنع الإنسان ، وتتمثل هذه الوسائل فيما يأتى: الزراعة المتنقلة ، الرعى الجائر ، قطع الأشجار والنباتات المعمرة ، التنمية الزراعية الخاطئة ، الحرائق .
4.    حيونات الصحراء
·        حيونات الصحراء عديدة ، تنتمى إلى أنماط ورتب وأنواع متباينة ، فمنها القوراض والزواحف والطيور ومنها الحشرات والمفصليات ، وتتأقلم حيوانات الصحراء مع ظروف البيئة من حرارة مرتفعة ، وقلة مياه.  
5.    الكساء النباتى بالصحراء
·        يتميز الكساء النباتى في الصحراء بصفات تتلائم مع ظروف الجفاف ، ومن أهم صفاته تباعد النبت عن بعضه ، وغالباً يتمثل الكساء النباتى بهيكل مستديم من النباتات المعمرة المتباعدة ، وتشغل المسافات بينها نباتات حولية في الفصل المطير ، سواء أكان هذا الفصل في الشتاء أم في الصيف ، وتباعد النباتات المعمرة في البيئة الصحراوية صفة تساعد على الحد من الإستنزاف السريع للرطوبة في التربة ، وبذلك نجد أن كثافة الغطاء النباتى تتناسب مع كمية المطر ، فكلما كان المطر قليلاً كانت كثافة الكساء النباتى محدودة ، والنبت مبعثراً متباعداً ، وإذا زادت كمية المطر زادت كثافة الكساء النباتى وتقاربت نباتاته .
6.    سكان الصحراء
·        البدو سكان الصحراء ، وهم من يعتمدون على تربية الحيوان والتنقل وراءه ، ووصف البعض البداوة الكاملة (Nomadism) بأنها الحركة الدائمة طوال السنة لتوفير العشب والماء للماشية في مختلف الفصول ، في حين أُطلق تعبير البداوة الجزيئة (Trans humance) على الحالات التى يقوم فيها بعض أفراد القبيلة بالتنقل مع الماشية من مكان إلى آخر بحثاً عن العشب ثم يعودون بعد موسم الرعى إلى مواطن إقامة القبيلة ، ويمارس معظم البدو قدراً معيناً من الزراعة .
·        تجدر الإشارة إلى أن البداوة ليست ظاهرة عربية أو شرق أوسطية ، كما يظن البعض ، فأصحاب الماشية ورعاتها الرحل وشبه الرحل موجودن منذ الآف السنين في بوادى منغوليا والصين وآسيا الوسطى والجزيرة العربية وشمال أفريقيا ، وسهوب سيبريا وأوروبا الوسطى وأفريقية الشرقية والجنوبية ، وفي غضون القرنيين الماضيين شهدت البدواة إنحساراً شديداً نتيجة لظهور الدول الحديثة في مناطق مختلفة من العالم ، وفي العالم العربي جرت عملية إستقرار البدو في المناطق الحضرية بمعدلات سريعة منذ منتصف القرن الماضى ، حتى أن نسبتهم تقدر الآن بأقل من 5% من مجموع السكان (يتركزون في السودان والسعودية والعراق وليبيا وموريتانيا والصومال والأردن )
·        تمثل البداوة التقليدية صورة حية للهجرة الموسمية التى تتحكم فيها ظروف البيئة الطبيعية (وفرة الماء وبالتالى عشب المراعى) كما تمثل التفاعل الحساس والمتوزان بين الإنسان (البدوى) وبيئته الصحراوية ، وكيف أنه لقرون طويلة إستطاع الحفاظ على التوزان بين متطلباته وقدرة البيئة الصحراوية على التحمل وإعادة التأهيل . لذلك فإن من الخطاً التعميم بأن الحياة البدوية هى من أسباب تدهور المراعى وتصحرها ، فعلى سبيل المثال ، بينت دراسة تم إجراؤها في الصومال أن البدو بخبرتهم الطويلة المتوازنة حافظوا على المراعى لسد حاجاتهم ، وأن تدهور المراعى وتصحر بعضها في الصومال نتج من سياسات أخرى ،فمثلاً في إطار التوسع الزراعى إمتدت الزراعة الحديثة إلى مناطق حساسة أيكولوجيا ساعدت على الإسراع في تدهورها ، وكذلك أدت سياسة توطين البدو في القرى إلى زيادة الضعط على المراعى المحدودة المحيطة بهذه القرى ، مما عجل في تدهورها وتصحرها . وأخيراً أدت عمليات تركيبة الثروة الحيوانية ، بالإقلال من الجمال ، وزيادة اعداد الماعز والغنم يهدف زيادة التجارة والتصدير إلى إحداث ضغوط على المراعى كانت لها آثار سلبية . فمن المعروف أن الجمال أكثر ملاءمة لبيئة المراعى الصحراوية ، في حين أن الماعز والغنم بأعدادها الكبيرة ، وحوافرها الدقيقة تعجل من سرعة تدمير العشب وطبقات التربة العليا ، مما يجعل المراعى أكثر تعرضاً لعوامل التعرية وبالتالى التصحر .
7.    الآثار البيئية لقطاع النفط والتعدين والصناعات الإستخراجية وآثارها على البيئة الصحراوية(6)
·        تتوافر بالمنطقة العربية أنشطة تنقيب عن النفط والغاز ، فقد وصلت عام 2003 إلى 454 فريق عمل فعال لكل شهر ، وقد وصل مجموع عدد إكتشافات النفط والغاز في الدول العربية 72 إكتشافاً منهم 33 في مصر ، 3 في سلطنة عمان كما يوضح ذلك الجدول التالى رقم (1) ، كما أن المخزون والإحتياطى المؤكد من مصادر الطاقة في الدول العربية طبقاً لإحصاءات عام 2003 يبلغ 6و56 % من نفط العالم ، 7و29 % من الغاز الطبيعى في العالم كما يوضح ذلك جدول رقم (2) .
·        ومما لا شك فيه أن لذلك إنعكاسات بيئية على التنوع الحيوى وعلى الاندسكيب الطبيعى للصحراء ، رغم أن هناك تشديد عند تصميم عمليات البحث عن البترول والغاز الطبيعى سواء في البر والبحر على مراعاة التواجد المشترك في موائل وبيئات طبيعية هامة بالنسبة لأنواع حيوية متعددة ، وعلى ضرورة تقليل التفاعلات البيئية إلى أدنى حد ، أو منعها تماماً , لكن مع ذلك يحدث تسرب نفطى ، كما تؤثر صناعة النفط والغاز على جودة الهواء في المناطق الحضرية .
·        كما تننشر بالوطن العربى الصناعات الإستخراجية من خامات المعادن وبخاصة الحديد والنحاس والزنك والخامات غير المعدنية مثل الفوسفات والبوتاس والرمال والصخور وغيرها ، وهى في معظمها تُستخرج من مناطق صحراوية ، وتتولد عنها كميات ضخمة من المخلفات الصلبة طبقاً لجيولوجية المواد المستخرجة فإذا كان التحجير يتم في مناطق مكشوفة (أى على سطح الأرض) فإن ذلك يتطلب إزالة طبقات الصخور ، التى تعلو الطبقة الحاملة للخامة المراد إستخراجها ، وفي أحيان كثيرة تقدر كميات هذه المخلفات بحوالى 20 طن لكل طن من الخامات المستخرجة ، وقد تصل إلى 100 طن في بعض المناطق ، وغالباً ما يتم التخلص من هذه المخلفات برميها في الصحراء ، وفي حالات إستخراج الخامة من مناجم تحت الأرض تتكون المخلفات الصلبة من الشوائب المصاحبة للخام والتى قد تصل في بعض الأحيان إلى حوالى 50% من كمية الخام المستخرج كما هو الحال في بعض مناجم الفوسفات في مصر ، وبعد فصل الشوائب يتم التخلص منها بالقرب من المنجم في الصحراء ، وفي عمليات إنتاج النفط وتخزينه ونقله تنتج مخلفات شبه صلبة (الحمأة الزيتية ) بكميات كبيرة ، تُلقى في الصحراء .
·        ومما لا شك فيه أن ممارسات التعدين غير المستدامة تترك آثارها السلبية على البيئة الصحراوية من مواقع متدهورة متروكة وبعضها مُغلق لأغراض إعادة التأهيل ، ويقتضى الأمر تشجيع ممارسات التعدين المستدامة ، وتعزيز مشاركة أصحاب المصالح بما في ذلك المجتمعات المحلية والأهلية ، لأداء دور نشط في تنمية التعدين ، وفي نفس الوقت المحافظة على البيئة الصحراوية التى يتم إستخراج المعادن منها .

جدول (1) بعض المؤشرات عن هيكل قطاع النفط والغاز عام 2002 و2003 (1)

الدولة
فرق الإستكشافات
فريق/ شهر
عام2003
عدد الإكتشافات عام 2003
حمولة الناقلات
بالألف طن متري
عام 2002
صادرات النفط
الف برميل / يوم
عام 2002
طاقة التكرير ألف
برميل / يوم
عام 2003
نفط خام
غاز طبيعى
الأردن





103
الإمارات
22


292
1614
778
البحرين
-
-
-
-
1
280
تونس
3
3
2
غير متاح

35
الجزائر
115
3
3
23
397
513
جزر القمر






جيبوتى






السعودية
108
2
2
579
5285
1995
السودان
10
2



93
سوريا
40
1
2

401
245
الصومال





10
العراق
غير متاح
1
1
334
1343
687
عمان
41
1
2
غير متاح
904
80
فلسطين


2(2)



قطر
10


269
581
137
الكويت
غير متاح
1

2898
1138
905
لبنان






ليبيا
38
4

775
922
380
مصر
42
21
12
غير متاح
93
719
المغرب





165
موريتانيا





25
اليمن
25
6
1
غير متاح
310
200
مجموع البلدان العربية
454

45

27

5170
12989
7350
الدول مرتبة أبجدياًً .
المصدر :
           (1) أوابك – التقرير الإحصائي السنوى 2004
           (2) معلومات رسمية واردة من الدولة
   








جدول (2) المخزون الإحتياطى المؤكد وإنتاج مصادر الطاقة في الدول العربية عام 2003 (1) مرجع (7)
الدولة
الترتيب طبقاً لمؤشرات التنمية البشرية (2) 
المخزون الإحتياطى
إنتاج الطاقة بالألف برميل مكافئ / يوم
نفط خام
مليار برميل
غاز طبيعى (3)
مليار متر مكعب

الإجمالي (4)
النفط خام وسوائل الغاز
الغاز الطبيعى
الطاقة المائية
 الإجماي(5)
المسوق
الأردن
90
-
7
5.5
-
5.5
5.5
-
الإمارات
49
97.8
6060
3298.6
2446
1180
852.6
-
البحرين
40
0.1
92
375.7
200
226
175.7
-
تونس
92
0.3
78
104.3
69
46
35.1
0.2
الجزائر
108
12.0
4516
3418.3
1833
2970
1555.3
8.0
جزر القمر
136
-
غير متاح
غير متاح
غير متاح
غير متاح
0.0
-
جيبوتى
154
-
غير متاح
غير متاح
غير متاح
غير متاح
0.0
-
السعودية
77
262.8
6646
10328.1
9200
1147
1128.1
-
السودان
139
0.8
85
258
250
0.0
0.0
8.0
سوريا
106
3.2
371
702.1
538
165
             146.1
18
الصومال(6)
غير متاح
غير متاح
غير متاح
غير متاح
غير متاح
غير متاح
0.0
-
العراق
غير متاح
110.6
2802
1507.3
1295
255(6)
192.3
20
عمان
74
5.9
849
1796.2
532
401
943.2
-
فلسطين
غير متاح
-
85
-
-
-
0.0
-
قطر
47
16.9
25667
1346
745
705
601
-
الكويت
44
96.5
1557
2300.9
2140
179
160.9
-
لبنان
80
-
-
6
-
-
0.0
6.0
ليبيا
58
36.0
1314
1574.7
1460
264
114.7
-
مصر
120
3.7
1755
1370.1
815
516
490.1
65.0
المغرب
125
0.0
3.0
20
0.0
0.0
0.0
20
موريتانيا
152
-
غير متاح
0.2
غير متاح
غير متاح
0.0
0.2
اليمن
149
4.0
453
459
459
372
0.0
-
مجموع
 البلدان

650.6
52340
28871
22325
8431.5
6400.6
145.4
 مجموع العالم

1147.8
175770
137173
76800
-
48416
11957(7)
النسبة المئوية للعالم

56.68
29.78
21.04
29.06

13.2
1.21
الدول مرتبة أبجدياً .
المصدر :
(1) أوابك التقرير الإحصائي السنوى 2004 .
(2) تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2004 .
(3) شامل مصادر الغاز الحر .
(4) النفط خام وسوائل الغاز ، والغاز المسوق ، والطاقة المائية .
(5) يشمل غاز الشعلة والمعاد حقنه .
(6) الصومال مصنفة كدولة ذات دخل منخفض وتعانى ضعفاً صعباً (فقر شديد)
(7) BP 2004 Statistical Review Of World Energy

رابعاً : التصحر في الوطن العربي

1- ظاهرة التصحر 
·   تعد ظاهرة التصحر مشكلة عالمية تعانى منها الكثير من الدول ، وخاصة تلك الواقعة في مناطق تسودها ظروف مناخية جافة أو شبه جافة ، أو جافة شبه رطبة ، تبلغ مساحة الأراضى الجافة في العالم 5.2 بليون هكتار ، منها أكثر من 3.6 بليون هكتار متأثر بالتصحر بدرجات مختلفة ، وهناك حوالي 1.25 مليار إنسان مهددين بظاهرة التصحر ، ولقد تجاوزت الخسائر المادية الناجمة عن نقص إنتاجية الأراضى بسب التصحر 52 مليار دولار سنوياً ، وبلغ عدد الدول المتأثرة بالتصحر في العالم 110 دولة .
·   بالنسبة للوطن العربي فالمشكلة أكبر بكثير  ، تبلغ مساحة الوطن العربي حوالي 14.1 مليون كم  2، تشكل هذه المساحة 10.15 % من المساحة اليابسة في العالم ، وتبلغ مساحة الأراضى القابلة للزراعة في الوطن العربي 14.5 % من المساحة الكلية ، منها فقط 4.2 % تحت الاستثمار الزراعي وهناك نسبة لا بأس بها من الأراضى المستثمرة حالياً ، تعانى بشكل أو بآخر من بعض مظاهر التدهور .
·   وتقدر المساحات المتصحرة في الوطن العربي بحوالى 9.76 مليون كم 2 (68.4 %)من إجمالى المساحة الكلية ، وتتباين الأقاليم العربية في نسبة المساحات المتصحرة ، حيث تصل إلى حوالي 89.6 % في إقليم شبة الجزيرة العربية ، وحوالي 77.7 % في المغرب العربي ، وتقل النسبة لتصل إلى 44.5 في حوض النيل والقرن الافريقى ، وأقلها في الشرق العربى حيث لا تتجاوز 35.6 % ، بينما نجد صورة أخرى بعد قراءة المناطق المهددة بالتصحر ، حيث نجد أن أعلى نسبة من الأراضى المهددة بالتصحر هي في المشرق العربي التي تصل إلى 48.6 % يليها حوض النيل والقرن الافريقى 28.6 % ، ثم المغرب العربي    16.5  % وأخيرا شبه الجزيرة العربية 9 %  (انظر الجدول رقم (3) والخاص بالمساحات المتصحرة والمهددة بالتصحر في الوطن العربي .)(8)
·   إن مشكلة التصحر في الوطن العربي كبيرة جداً بحجمها ونتائجها وذلك لأسباب عدة ، منها على سبيل المثال تسارع وتفاقم هذه الظاهرة بشكل كبير مع بداية النصف الثاني من القرن الماضي ، وجود المساحات الواسعة من الصحارى الطبيعية وأثارها السلبية ، الزيادة الهائلة في عدد السكان وما تسببه من ضغط على الموارد الطبيعية ، وتعرض المنطقة العربية إلى حالات جفاف وقحط منذ أكثر من 7000 سنة وذلك عندما بدأ السكان بالهجرة بإتجاه الأنهار ومصادر المياه .
·   وهنا لابد من الإشارة إلى الفرق بين التصحر والصحراء  فالأخيرة نظام بيئي طبيعي نشأ تحت ظروف مرتبطة بالنظام الكوني وهى ذات منشأ جيولوجي  (  مثال الصحراء الكبرى – الربع الخالي ) ، أما التصحر فالمقصود به تدهور الأراضى ونقص انتاجيتها  بسبب عوامل متعددة أهمها الاستثمار غير المرشد للموارد الطبيعية وإلى حد أقل التغيرات المناخية . 

جدول رقم (3)
المساحات المتصحرة والمهدة بالتصحر في الوطن العربى (8)
الإقليم
المساحة الكلية كم 2
المساحة المتصحرة
المساحات المهددة بالتصحر
كم 2
%
كم 2
%






المغرب العربي










المغرب
710.850
455.000
64.01
195.000
27.43
الجزائر
2.381.000
1.970.000
82.74
230.000
9.66
تونس
162.300
65.000
39.73
59.000
36.06
ليبيا
1.806.350
1.625.877
90.00
180.653
10.000
موريتانيا
1.030.700
618.420
60.000
343.223
33.30
المجموع
6.092.960
4.734.297
77.7
1.007.876
16.54
حوض النيل والقرن الافريقى











السودان
2.505.813
725.200
28.94
650.000
25.94
الصومال
638.000
87.000
13.64
434.000
82.70
مصر
1.100.145
1.064.145
96.73
36.000
3.27
جيبوتى
21.783
20.911
96.00
100.872
4.00
المجموع
4.265.741
1.897.256
44.48
1.220.872
28.62
المشرق العربي











سوريا
185.180
18.500
9.99
109.020
58.87
الأردن
89.206
71.000
79.59
10.000
11.21
لبنان
10.400
-
-
-
-
فلسطين
21.090
8.500
40.30
4.408
20.90
العراق
437.500
166.687
38.10
237.563
54.30
المجموع
743.276
264.6687
35.60
360.991
48.56
شبة الجزيرة العربية











اليمن
536.869
407.182
75.84
89.687
16.18
السعودية
2.250.000
2.080.000
92.44
170.000
7.56
عمان
300.000
267.000
89.000
23.000
7.67
قطر
11.610
11.610
100.00


الإمارات
83.600
83.600
100.00


الكويت
17.818
17.818
100.00


البحرين
670
670
100.00


المجموع
3.200.563
2.867.880
89.61
282.687
8.83
المجموع الكلى
14.302.644
9.764.120
68.37
2.872.426
20.08


2- علاقة البيئات المختلفة في الوطن العربي وتأثرها بالتصحر
يمكن تحديد البيئات المختلفة في الوطن العربي وحالات تدهورهاعلى النحو الآتى :
   أ / المناطق الصحراوية الحقيقية :
 هي المناطق المتصحرة بفعل النظام الكوني عبر العصور الجيولوجية القديمة نتيجة للتغيرات المناخية التي حصلت قديماً ، تكون الأمطار فيها نادرة جداً مثل الصحراء الكبرى وصحراء الربع الخالي اللتان تشغلان مساحات شاسعة في الوطن العربي ، ويقتصر الوجود الانسانى فيها على مناطق الواحات .
ب / المناطق شبه الصحراوية :
 السكان المستقرون فيها قليلون ، تمارس الزراعة في الواحات وبعض المنخفضات والاستغلال الرئيسي لهم هو الرعي والترحال وشبه الترحال  في  مراعى فقيرة ، تدهور التربة وتصحرها فيها شديد ، وتزداد هذه الظاهرة عند استخدام التقنيات الحديثة غير الملائمة لهذه البيئة مثل شق الطرق واستخدام السيارات والآليات وحفر الآبار واستغلال المورد المائي للمنطقة المعنية دون الدراية بكميات هذه المياه وعلاقاتها بالمحاصيل الزراعية التقليدية مثل ،علاقة أشجار النخيل في الوحات بعمق الماء الأرضى وكميته .
ج / المناطق شبه الجافة (8):
 ذات كثافة سكانية متوسطة إلى مرتفعة ، والنشاط السكاني فيها مكثف والإستغلال الزراعي متزايد ، وهذا الاستغلال بعضه مرشد وبعضة غير مرشد ، الاستثمار غالباً يفوق القدرة التجديدية الطبيعية للموارد ، ويشاهد فيها كافة درجات تدهور الأراضى  ومستوى سقوط الأمطار من 250 مليمتر إلى 400 مليمتر .
د / المناطق شبه الرطبة والرطبة (8):
 الهطول المطري فوق 400 مليمتر ويصل في بعض الدول العربية إلى 1200 مليمتر معظمها عبارة عن مرتفعات جبلية ، تنخللها بعض السهول في  المناطق الساحلية لبعض الدول العربية ، والكثافة السكانية فيها مرتفعة والاستغلال الزراعي مكثف وظهرت في هذه المناطق ملامح تدهور التربة وفي بعضها الآخر وصلت حالة التدهور إلى مراحل متقدمة ، نتيجة سوء استغلال للموارد الطبيعية . بالإضافة إلى تأثيرات تكوينها الطبوغرافي وطبيعة الهطول المطري فيها وعلى أساس أن هذه المناطق تعتبر مساقط المياه لمعظم الموارد المائية فإن أخطار تدهور التربة والتصحر فيها تنعكس على المناطق الزراعية القريبة منها والبعيدة .
3- أسباب تدهور التربة وتصحرها :
ساد الاعتقاد في الماضي بأن ظاهرة الجفاف هي المسبب الرئيسي لتدهور التربة وتصحرها ، إلا أن التحليل الدقيق لأسباب انتشار ظاهرة تدهور التربة وتصحرها يبين بشكل واضح أن الضغط على الموارد الطبيعية   واستثمارها بشكل غير مرشد يلعب الدور الأهم في تدهورها .
أ - دور المناخ في تدهور التربة وتصحرها :
حدثت في المنطقة العربية تغيرات مناخية كبيرة عبر الأزمنة الجيولوجية تعاقبت فيها عصور جافة وأخرى رطبة وأدت العصور الجافة إلى بداية نشوء الصحراء الكبرى في أفريقيا منذ 5000 سنة وصحراء الربع الخالي كإمتداد لها في شبه الجزيرة العربية ، وبما أن الفترات الرطبة انتهت في المنطقة العربية منذ تلك الفترة ، وأن المناخ المحلى للوطن العربي هو استمرار للمناخ الجاف الذي بدأ بعد تشكيل الصحارى مع ميل عام نحو الجفاف ، فإن الأمر قد أصبح شبه مستقر، ولقد لعبت التغيرات المناخية القديمة والحديثة دوراً هاماً في نشوء الأنظمة البيئية الهشة في المناطق الجافة وشبه الجافة .
ب - العامل البشرى ودوره في تدهور التربة وتصحرها :
 إن ما نشهده اليوم من تدهور بيئي وإتلاف الغطاء النباتي الطبيعي خصوصاً ، يجعلنا نتساءل كيف أمكن لهذا الغطاء النباتي على الرغم من ندرته إن يصمد حتى فترة قصيرة مضت ، وفي هذه الحالة لابد من التسليم بوجود توازن يسود الأنظمة البيئية إلى وقت قريب ، حيث أُعتبر أن العنصر البشرى هو ضمن العناصر البيئية الطبيعية نظراً لتواضع حاجياته ومتطلبات حياته من ناحية ، ونظراً لمحدودية وسائل استغلال الثروات الطبيعية التي لا تخل كثيراً بالتوازن البيئي من  ناحية أخرى ، ولكن أمام الزيادة الهائلة في عدد السكان وزيادة حاجيات الإنسان وتوفر الوسائل الحديثة في إستغلال الأراضى ، وذلك كله أدى إلى تجاوز القدرة التجديديه للنظم البيئية وممارسة إستثمار جائر على موارد الأراضى المختلفة ، مما أخل بالتوازن البيئي ودفعه نحو التدهور .
ب /1  النمو السكاني السريع
لقد بلغ عدد سكان العالم مستوى لا مثيل له على مدى العصور ، حوالي 6 مليار نسمة في سنة 2000 ، وعلى المستوى العربي يتضاعف العدد كل 25 سنة تقريباً وبمستوى نمو سكاني قدره 3.2 % ، بينما مستوى النمو السكاني في العالم 1.7 % ، (8) ويتفاقم هذا الانفجار السكاني بتضاعف تهديده  للبيئة في البلدان التي تمثل فيها  الشريحة التي تعمل بالزراعة أكبر نسبة من القوة الإجمالية للسكان ، وهذا هو الشأن لكل البلدان العربية باستثناء بعض الدول النفطية . 
ب /2 تغير نمط النظام الاجتماعي :
إلى زمن قريب كان جزءاً هاماً من السكان بالوطن العربي ، وخاصة منهم السكانيين في المناطق الجافة وشبه الجافة ينتقلون من مكان لأخر بحثاً عن المرعى أو العمل في جنى المحاصيل الزراعية ، ومنذ أوائل النصف الثاني من القرن العشرين نلاحظ إستقرار متزايد للسكان نجم عنه ضغط متزايد على البيئة ، أدى إلى تدهورها السريع وإلى ارتفاع نسبة تدهور الترب وتصحرها .
ب /3 تغير نظم الاستغلال والإنتاج :
لم يعد يكتفي السكان بسد حاجياتهم عن طريق الإنتاج التقليدي الملائم للبيئة التي يعيشون فيها، وإنما أخذوا يلجأون أكثر فأكثر إلى إحداث زراعات جديدة غير مستقرة على حساب المراعى الطبيعية وإستعمال معدات حديثة وآلات حراثة غير ملائمة لترب المناطق الجافة وشبه الجافة تسبب في تفكك التربة وتهديم بناءها ، الشيء الذي يعرضها للإنجراف أكثر فأكثر.
4- أسباب التصحر الناتجة عن النشاط البشرى :
4- 1/ تصحر المراعى وتدهورها (8):
·   تقع غالبية المراعى الطبيعية في الوطن العربي ضمن نطاق المناخ الجاف وشبه الجاف بين خطى الأمطار 50 – 200مليمتر ، وتقدر مساحتها بحوالى 510 مليون هكتارغير أن هذه المراعى إنخفضت مساحتها إلى 311.6 مليون هكتار  ( المنظمة العربية للتنمية الزراعية 2001 ) ويتصف الغطاء النباتي فيها بوجه عام بإنخفاض الحيوية وقلة الكثافة وإنخفاض التغطية النباتية وبساطة التركيب النوعي وقلة عدد الأنواع المكونة للعشيرة النباتية وانخفاض معدل الإنتاجية النباتية لوحدة المساحة وهى بالتالي مراعى فقيرة منخفضة الإنتاجية الرعوية ، والحمولة الرعوية تتغير فيها من عام إلى عام ، حسب معدلات الأمطار وإنتظام توزيعها وكثافة الاستغلال  ولقد تغيرت حالة المراعى في الوطن العربي بشكل واضح  خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي حيث تناقصت مساحة المراعي الجديدة وزادت نسبة التدهور بشكل كبير ، وطبعاً رافق ذلك تدني في الإنتاجية ، فعلى سبيل المثال تناقصت إنتاجية المراعى في الأردن حوالي 20% بين عامي 1998 – 2001 .
·   يقتصر وجود المراعي الممتازة والجيدة في بعض المناطق الجبلية ذات الأمطار العالية وبعض المناطق التي ساعدت الظروف على الحد من إستغلالها لسبب أو لآخر . وعلى الرغم من تقلص المساحات الرعوية بسبب إستعمالها لأغراض زراعية ، فإن الإرتفاع الملحوظ في عدد الحيونات (المواشي) في الأقطار العربية ، سبب ضغطاً متزايد على المراعي أدى إلى تدهور الغطاء النباتي بصفة عامة ، والغياب شبه التام لبعض الأنواع النباتية ذات القيمة الرعوية الجيدة .
4-2/ تدهور أراضى الغابات :
·   تقدر مساحات الغابات بالأقطار العربية بحوالي 93.0 مليون هتكار أي ما يعادل 6.7 % من المساحة الكلية يقع منها 80% في السودان والجزائر والمغرب(8 ) ، ولا يصيب بلدان المغرب العربي من الغطاء الغابوي أكثر من 1000000 هتكار ، وتمثل نسبة الأراضي المغطاة بالغابات في هذه البلدان حوالي 1.5 % من مساحتها الكلية ، وقدر تدهور الأراضي بفعل تدهور الغابات بالمغرب خلال السنوات الأخيرة بين 20-30 ألف هتكار في السنة(8) . أما في الجزائر فقد أُتلف خلال الحرب التحريرية ما يزيد عن ثلاثة ملايين هتكار من الغابات بسبب الحرائق التى سببها المستعمر الفرنسي (8)، وفي موريتانيا فإن غابات الصمغ (ACACIA SENEGAL) تدهورت بنسبة 43% ، وفي تونس فقد تم إحصاء 4368 حريقاً مابين 1902 – 1979 تسبب في إتلاف 319310 هتكار من الغابات (8) ، وفي المشرق العربي فإن غابات البطم الأطلسي التى تغطى 300 ألف هتكار في سورية لم يبقي منها اليوم إلا بضع مئات من الهكتارات ، كما أن غابات الأرزالتى إشتهرت بها لبنان لم يبق منها إلا بعض المجاميع الشجيرية المحدودة في أعدادها (8). أما في العراق لم يبق من الغابات التي كانت متواجدة مابين النهرين إلا حوالي 40 ألف هكتار (8).
·   أما الغابات التي تغطى هضاب الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية وتمتد إلى الشمال الشرقي اليمني فإنها على درجة كبيرة من التدهور وبصدد الإنقراض(8) .
·   وأما السودان الذى يحتوى على أكبر مساحة غابوية فقد قدر تقلص مساحة الغابات ما بين 1968 و1981 بمليون ونصف من الهكتارات من أصل 58 مليون هكتار ، وفي الصومال فقد أُتلفت خلال العقود الأخيرة حوالي 400 ألف هكتار من الغابات (8).

4- 3 / أسباب تدهور الغابات :
4- 3-1 الاحتطاب واقتلاع الأشجار لأغراض مختلفة:
تعتبر ظاهرة الاحتطاب واقتلاع الأشجار والشجيرات لأغراض مختلفة من الأسباب الأساسية التى قضت على الغطاء النباتي وسبب تدهور التربة وتصحرها . إذ تعاني كل المناطق الريفية النائية عن مناطق العمران ، من عجز كبير في الوقود ، مما يؤدى قطع الأشجار.
4- 3-2 / تدهور التربة وتصحرها بسبب سوء إدارة الأراضى :
·     يسود المنطقة العربية عدد من أنواع الترب منها : الترب الجافة ، الترب غير المتطورة ، الترب الطينية الثقيلة ، التربة ضعيفة التطور، إضافة إلى مساحات محدودة من بعض أنواع الترب الأخرى مثل ترب الموليسول والتى تتواجد غالباً في بعض مناطق الجبال الساحلية ، إلا أن السيادة العظمى تعود للترب الجافة (كلسية ،جبسية ، ملحية) والترب غير المتطورة  (رسوبية ، ركامية ، رملية ، متغدقة ، ضحلة ) وهذه الترب ونتيجة إلى تركيبها الكيميائي وطبيعة مادتها الأم (Parent Material) والظروف المناخية الجافة السائدة في معظم المناطق العربية ، تعتبر الأكثر عرضة لعمليات التدهور مثل التملح ، التشقق ، الانجراف الريحى والمائى ، وأى تطبيق خاطئ في إدارة هذه الترب يعرضها لواحد أو أكثر من عمليات التدهور، مثل التملح ، التشتق ، الإنجراف الريحى والمائي ،فعلى سبيل المثال – فلاحة المناطق الهامشية وإزالة الغطاء النباتي وتفكك التربة ، يجعلها عرضة للتعرية الريحية ، كما يحدث في بعض البوادى العربية ، كذلك تطبيق الزراعات المروية في الترب التى تتراكم فيها الأملاح ، على إختلاف أنواعها ، دون إدارة مناسبة ، يؤدى إلى تملح هذه التربة كما حدث في حوض الفرات في سورية ، مشروع المسيب في العراق ، وكذلك الحال في مصر ، كما أن إزالة الغطاء النباتي الغابوي في المناطق الجبلية يؤدى إلى تسارع وتفاقم ظاهرة الانجراف المائي ، وتصل إلى مرحلة تنجرف فيها كامل التربة وتظهر الصخور إلى السطح .
·   إن ترب الوطن العربي وبحكم عوامل تكوينها المختلفة من مناخ ، ومادة أصل، وطبوغرافية ، تحمل الكثير من عوامل الإستعداد للتدهور ، والترب الرسوبية خاصة الثقيلة منها تتعرض إلى أخطار التدهور بفعل التغدق والتلمح عند إجراء تطبيقات زراعية خاطئة . فالترب الملحية شديدة التدهور بسبب تراكم الأملاح في قطاعها والتى تؤثر على نمو النبات أو عدم نموه بصفة عامة ، والترب غير المتطورة يسود بها خطر التعرية المائية في المناطق الهضبية والجبلية والتعرية الريحية إلى حد أقل من المائية في المناطق السهلية المستوية ، وكذلك الأمر بالنسبة للترب الرملية ، فالتعرية المائية والريحية تعتبر الشكل الأكثر خطورة ، وهى عملية طبيعية ومستمرة منذ القدم ، وتحت ظروف غطاء نباتي طبيعى وبدون تدخل الإنسان يكون الفقد من التربة بفعل عامل التعرية مساوياً للإضافة إليها عن طريق عوامل التجوية الطبيعية والكيميائية والبيولوجية ، وتكون كل من التربة والغطاء النباتي في حالة توازن حساس ، وتبدأ المشكلة الحقيقية عند الإخلال بحالة التوازن نتيجة الفعاليات البشرية غير المدروسة كالحراثة والزراعة والإحتطاب والرعى الجائر ، حيث تصبح الترب تحت التأثير المباشر لكل من الرياح والمياه ، وفي هذه الحالة يكون الفقد في قطاع التربة عن طريق التعرية أكبر بكثير من الإضافة إليها عن طريق عوامل تكوين التربة . ولمعرفة حجم مشكلة ضياع التربة يكفي أن نعرف أن فقد واحد سم من الترب السطحية تحت ظروف غطاء نباتي طبيعي تحتاج إلى أكثر من 400 عام لتعويضها (منطقة الأغذية والزراعة 1979)(8)  هذا مع العلم إن المشكلة لا تنحصر في إضاعة التربة فقط بل أن نواتج عملية التعرية المنقولة بفعل المياه والرياح غالباً ما تتراكم في مواقع جديدة مسببةً أضراراً إضافية على الأراضى الزراعية والمحاصيل الزراعية والسكك الحديدية والطرقات والمنشآت وغيرها .
·   تسود التعرية المائية المناطق الجبلية والتلال والأراضى المنحدرة وفي مناطق الرعى القريبة من نقاط المياه ومن الوديان ، ويعتبر ظهور الصخور أو الطبقات التحتية المرحلة الأخيرة لهذه الفاعلية، وقد أدى هذا النوع من التعرية إلى تدهور كبير في موارد الترب العربية .
·   يعتبر تشيكل الكثبان الرملية المرحلة الأخيرة للتعرية الريحية التى لا تخلو منها دولة عربية بإستثناء لبنان ، وهى تهدد بزحفها مناطق واسعة من الأراضى الزراعية ، كما تهدد الواحات والمنشآت المائية والتجمعات السكانية والطرق الحيوية ، ويتراوح زحف الكثبان الرملية في المنطقة العربية بين 20-80 م في السنة .
4- 4 / إدارة موارد المياه وعلاقتها بتدهور التربة وتصحرها :
·   تتصف المنطقة العربية بحكم موقعها الجغرافي ، بندرة الموارد الطبيعية المائية . ويقدر حجم الموارد المائية التقليدية المتجددة المتاحة للإستثمار في الوطن العربي بحوالي 338 مليار مكعب/ سنة ، تشكل المياه السطحية 88% منها ويقدر نصيب الفرد بحوالي 977 متر مكعب / سنة (8 ) وهو أدنى معدل في العالم ، ومتوقع أن يتناقص هذا المتوسط نتيجة الزيادة الكبيرة المتوقعة في عدد السكان ،ونمو الطلب على المياه إلى 460 متر مكعب بحلول سنة 2025 ، وهذا الرقم ، أدنى بكثير من المعدل الوسطى العالمي المقدر بحوالي 7685 متر مكعب / سنة (8 ) .
4- 5 / إستنزاف خزانات المياه الجوفية (8):
·   تشير التقديرات المتاحة إلى أن مخزون المياه الجوفية في الوطن العربي يبلغ 77300 مليار متر مكعب(8) ، وتقدر التغذية السنوية لهذه الأحواض بحوالي 42 مليار متر مكعب . إن استثمار الطبقات المائية الجوفية بطريقة غير مرشدة هو أحد العوامل التى تؤثر سلبياً على الإنتاج الزراعي وتؤدى إلى ظهور تدهور الأراضي وتصحرها أحياناً. فبعض الخزانات المائية التى تتميز بمناسيب مرتفعة قريبة من سطح الأرض وإنتاجية عالية قد وضعت موضع الاستثمار منذ عقد الخمسينات ، وإزداد الإستثمار في العقود التالية إلى درجة كبيرة وبما لا يتناسب والطاقة التخزينية لهذه الخزانات، كما أن التغذية المائية لهذه الخزنات تراجعت بمقادير ملموسة في فترات جفاف مختلفة خاصة في عقد الخمسينات وأوائل الستينات وكذلك في العقد الحالي ، وبما أن معظم الخزانات الجوفية واقعة في مناطق هامشية وشبه جافة ، فقد تأثرت تأثراً كبيراً بمحصلة عاملين رئيسيين وهما ، الجفاف ، والضخ البعيد عن نظم المراقبة الفعالة والإدارة الرشيدة ، مما إنعكس على إنتاجية هذه الطبقات وعلى تصاريف الآبار المستغلة لمياهها والأمثلة على ذلك كثيرة ، تظهر في تدهور بعض الواحات في شمال أفريقيا ، وموت بعض أشجار بعض النخيل في هذه الواحات ، يسبب إنخفاض منسوب المياه الجوفية وتدنى نوعيتها.

4- 6/ طغيان المياه المالحة(8) :
·   تكون المياه العذبة في العديد من الخزانات الجوفية في حالة توازن طبيعي مع المياه المالحة التي تنتشر في الجزء الأدني من هذه الخزانات ، أى في المناطق القريبة من مناطق الصرف الطبيعي المطلقة ويحصل توزان هيدروستاتيكى مابين المياه العذبة والمياه المالحة حسب معادلة تعرف تحت اسم علاقة Ghyben-Herzberg، يؤدى الضخ والاستخدام غير الرشيد إلى إختلاف التوازن الهيدروستاتيكى بين المياه المالحة والعذبة ، وتتقدم المياه المالحة باتجاه طبقات المياه العذبة فتتغير نوعية مياهها حيث تبدأ بالتملح وتزداد ملوحتها مع زيادة دخول المياه المالحة عليها .
·   ولقد لوحظ هذا التدهور في النوعية في عدد من الأحواض الجافة وشبه الجافة العربية وهذا الأخير يؤثر في تدهور التربة وتصحرها وقلة الإنتاج للمحاصيل الزراعية المروية بمثل هذه المياه وهنالك أمثال عديدة لهذه الظاهرة مثل سهل الجفارة بالجماهيرية الليبية ، والرمدان في سوريا ، وسهل تهامه في اليمن ، وسهل الفجيرة ورأس الخيمة والعين في الإمارات العربية المتحدة .
4-7/ نظم ري الأراضي الزراعية وعلاقته بالتصحر:
·   لا شك أن الرى يعد من أهم الوسائل الهامة للإنتاج الزراعي ويمكن إستخدام الري بشكل تكميلي لرفع إنتاجية الزراعات المطرية (البعلية) في المناطق شبه الجافة ويكون الري الوسيلة الوحيدة التى تسمح بقيام أنشطة زراعية في المناطق الجافة كما هو الحال في حوض النيل الأدني في مصر والسودان ، وفي حوض الفرات في سوريا والعراق ، غير أن للري غير المرشد آثار سلبية على تدهور التربة وتصحرها مثل1- استخدام مقننات مائية عالية في الأراضي الزراعية الثقيلة دون وجود شبكات صرف . 2-استخدام نوعيات مياه متدهورة في الري دون اتباع تقنيات استعمالها مثل استعمال عوامل الغسيل والمتابعة الدورية لملوحة التربة والماء الأرضي .3- عدم وجود شبكات صرف أو عدم كفاية هذه الشبكات . 4- استخدام مياه ذات ملوحة عالية لزراعة محاصيل حساسة للملوحة مما يساعد على الإسراع في تدني إنتاجية الأراضي وتملحها .
4- 8 / نقص المياه والهدر في استخدامها:
·        يعتبر نقص المياه كما وإنخفاض نوعيتها من أهم الأسباب الرئيسية في حدوث تدهور التربة وتصحرها ، وقد توقع البنك الدولي في تقرير نشر سنة 1994 تراجع إمدادات المياه المتجددة في المنطقة العربية بمعدل 80% عام 2025 (8) وهذا الوضع يشير بوضوح إلى مدى عمق المسألة المائية وإلى إنعكاستها السلبية على تدهور الأراضي، وعلى الرغم من ندرة الموارد المائية في الوطن العربي فإن هنالك مظاهر عديدة للهدر منها :
- مثلاً وجد في أحد الدول العربية إن الفلاحين يقومون بري محصول بمقدار يساوي خمسة أضعاف إحتياجاته المائية .
- إنخفاض كفاءة إستخدام المياه الزراعية إلى معدل لا يتجاوز 50% ، ولو تذكرنا فإن 80% من مجموع المياه المستثمرة تذهب للري الزراعي فإننا نرى حجماً كبيراً من المياه يضيع سداً .
- إرتفاع نسبة تسرب المياه في شبكات النقل والتوزيع في العديد من المدن العربية ، وفي الحقول الزراعية ، قد تصل إلى 40% (8) .

5- تدهور التربة بفعل فقد العناصر الغذائية منها :
·   يحدث هذا نتيجة غسل هذه العناصر الغذائية بفعل عامل المياه سواء أمطار أو مقننات مائية عالية أو نتيجة عدم التسميد ، إضافة إلى استنزافه من قبل النباتات ، وعادة يتم تقيمه بواسطة النسبة المئوية لانخفاض المادة العضوية ، نقص الفوسفور ، نقص النتروجين ، نقص البوتاسيوم ، والانخفاض في السعة التبادلية للتربة .
6-تدهور التربة بفعل التلوث :
·   يحدث هذا نتيجة إضافة الملوثات إلى التربة إما عن طريق ريها بمياه ملوثة مثل المجاري غير المعالجة أو مياه الري الملوثة بفعل المصانع ،أو الإستعمال غير المرشد للأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية ومبيدات الحشائش ، والدراسات في الوطن العربي حول هذا الموضوع لا زالت في بدايتها(8) .
7- تدهورخصوبة التربة بفعل انقطاع الفيضانات :
·   تسبب الفيضاتات عادة في زيادة الطمي للتربة وما تحمله من عناصر غذائية ، ويتسبب انقطاع هذه الفيضانات يتسبب في عدم تزويد التربة بالعناصر الغذائية وبذلك تتدهور خصوبتها من سنة إلى سنة، ويجب أن تعوض عن طريق إضافة الأسمدة المختلفة وخاصة العضوية منها .
8- التدهور الفيزيائي(8) :
وتظهر في عدة أشكال منها :
- تصلب القشرة الأرضية وانسداد التربة .
- رص التربة نتيجة استخدام الآلات الثقيلة خاصة في التربة ضعيفة البناء .
- تدهور بناء التربة نتيجة زيادة نسبة الصوديوم على المسطح الغروي للتربة .
9- نسب تدهور التربة وتصحرها في الوطن العربي :
- اشارت دراسات مؤتمر التصحر العالمي لسنة 1992 بأن مساحة الأراضي المهددة بشكل مباشر بظاهرة التصحر في أراضي حوض البحر الأبيض المتوسط تقدر بحوالي 1320 مليون هكتار(8) .
- تقدر المساحة المتأثرة بالتعرية الريحية للقسم الاسيوي من الوطن العربي بحوالي 110 مليون هكتار ، وتزداد هذه المساحة تدريجياً بسبب تحويل الأراضي الرعوية الضحلة إلى زراعية مطرية ، وبسبب حركة الرمال والكثبان الرملية وزحفها على الأراضي الرعوية المجاورة (8).
- تقدر المساحة المتأثرة بالتعرية المائية بحوالي 92.4 مليون هكتار وإحدى مسببات هذه الظاهرة هو إزالة الغابات وعدم إدارتها الإدارة الجيدة ، وعدم تنظيم الحراثة على المنحدرات وتكوين المصاطب (8) .
- يشير تحليل المعلومات المتاحة حديثاً عن السودان إلى أنه كان خالياً من الصحراء قبل عشرة آلاف سنة، بينما أصبحت الصحراء تشكل حوالي 22% من مساحته ، وشبه الصحراء حوالي 14% (تقرير السودان لمؤتمر الأطراف الرابع 2000UNCCD )(8) .
- قدرت المساحات المتأثرة بالتصحر في موريتانيا خلال الفترة 1960 – 1985 بحوالي 12 مليون هكتار ، إنقرضت شجرة الصمغ العربي نهائياً من بعض المناطق .
- تقدر المساحة المهدرة بالتصحر نتيجة الانجراف الريحى والمائي في المملكة المغربية بحوالي 45.5 مليون هكتار (8) أى ما يعادل 64.01 % من المساحة الكلية من الأراضي الزراعية والرعوية ، وتقدر المساحة التى تتصحر سنوياً بحوالي 100 ألف هكتار .
- وقد اشار تقرير المغرب الشامل عن حالة التصحر الحديثة 2003 ، أن التدهور قد أصاب 1.2 مليون هكتار من الأراضي الزراعية والمراعى .
- هذا ويمكن تقسيم الأراضي المتصحرة في المغرب حسب درجة تصحرها إلى 34% تصحر خفيف، ،27.1% تصحر متوسط ، و35.5تصحر شديد جداً (8) .
- تزحف الصحراء في الجزائر سنوياً 2 كيلومتر باتجاه الشمال ، وقد عرقل هذا الزحف السد الأخضر وكذلك الجهود المميزة في مكافحة زحف الرمال وتثبيتها .
·ويعتبر الانحراف الريحى ذو أثر فعال على حركة التربة ونقلها من مكان إلى أخر ، وفي النهاية تشكل الرمال المتحركة كثبان رملية ، وهى المرحلة الأخيرة لتدهور التربة وتصحرها، كما أن حركة الرمال من الكثبان الرملية وزحف الكثبان الرملية تعتبر ظاهرة من مظاهر تدهور التربة وتصحرها بما تسببه من زحف على الأرض الزراعية والمنشات المدنية والصناعية والطرق والسكك الحديدية ، وتقدر المساحة المتاثرة بزحف الرمال في المنطقة العربية من آسيا بحوالى 1.1 مليون كم أى بنسبة 28.1 % من المساحة الكلية لها ، وهذه المساحة تزداد طردا . وتضم هذه المنطقة صحارى كبيرة فصحراء الربع الخالي تعتبر أكبر تجمع رملي في المشرق العربي إذ تبلغ مساحته 640000 كم 2وتتراوح سماكة الرمال فيها ما بين 150 و300 م(8) ، كما تغطى الكثبان الرملية المتحركة صحراء النفوذ الواقعة في شمال المملكة العربية السعودية والتي تغطى مساحتها حوالي 56000 كم 2وتمتد بين هاتين ، صحراء الدهناء بطول يتجاوز 1200 ناهيك عن كم مناطق الرمال الأخرى(8) .
10- اختفاء الحياة البرية :
كانت المنطقة العربية تزخر بالحيوانات والطيور البرية وأدى التدهور البيئي إلى فقدان هذه الأحياء من موطنها بسبب تجرد مناطق تواجدها من غطائها النباتي والشجري  الواقي، مما جعلها أكثر عرضة لصيد وللتجاوزات البشرية الأخرى كجمع بيض الطيور وصغارها، وتناقصت قدراتها على الحياة والتكاثر حتى إنقرض بعضها وأصبح معظمها مهددا بالإنقراض ، وقد إختفي من السودان العديد من الحيوانات البرية التي كانت تتواجد بكثرة مثل النعامة والبقر الوحشي والغزلان والماعز الوحشي والإبل والماعز الوحشي والماعز الجبلي  وخصوصاً في المناطق المتدهورة بيئيا، وفي بوادي المشرق العربي وشبه الجزيرة العربية إنقرض العديد من الأنواع مثل النعامة والمها والغزال والتي كانت تزخر بها البوادي .
11- الإجراءات والسياسات القطرية المنفذة لمكافحة تدهور الاراضى وتصحرها في الوطن العربي: (8)
· يجب الإشارة هنا بأن مكافحة تدهور الأراضى  وتصحرها لايمكن  أن يتم إلا من خلال  إستراتيجية طويلة المدى تتناول كافة الجوانب الفنية المتعلقة بحماية وتنمية الموارد الطبيعية المتجددة وتأثيراتها المتبادلة مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمجموعات البشرية في المناطق المتدهورة والمتعرضة للتصحر ضمن إطار التنمية الريفية المتكاملة .
·  اتخذت العديد من الدول العربية إجراءات وخطوات حثيثة للحد من تدهور الأراضى وتصحرها ، والدول الأخرى بدأت حديثاً باتخاذ خطوات حثيثة لمكافحة التصحر ومن الصعب حصر هذه الخطوات التي اتخذتها الدول العربية للحد من تدهور الأراضى وتصحرها في هذه الورقة ، هذا وقد قامت بعض الدول العربية بإنجاز خططها الوطنية لمكافحة التصحر وفقاً لالتزامها بتنفيذ الإتفاقية الدولية لمكافحة التصحر ومنها على سبيل المثال ، تونس واليمن  وسوريا ولبنان والجزائر والمغرب والسودان وسلطنة عمان وجيبوتي وموريتانيا ، والدول الأخرى في طريقها لإنجاز خططها الوطنية لمكافحة التصحر .
12-دور الجمعيات الأهلية العربية في مكافحة التصحر
12-1- دراسة إستراتيجية التصحر بدولها وتحديد المناطق المهددة بالتصحر ودرجاتها والتوعية بهذه الإستراتيجية ، وفي الدول التى لم يتم عمل إستراتيجية تصحر لها يتم إثارة الموضوع ، بهدف تكوين ضغط بيئي شعبى للإسراع في إعداد إستراتيجية التصحر ، والإستفادة من إمكانية الهيئات الدولية في هذا المجال . 
12-2- الإهتمام بالعنصر البشري لسكان الصحراء وتطبيق مبادئ التنمية البشرية المستدامة عليهم .
12-3- المساهمة في تنفيذ سياسات عدم القطع الجائر للغابات ، وكذلك الرعي الجائر .
12-4- المساهمة في تنفيذ أنظمة الإدارة المتكاملة للموارد المائية في الصحراء والأراضي الرطبة وشبه الرطبة
12-5- توعية البدو بالحمولة البيئية للمراعي وأضرار الحمولة الزائدة .
12-6- التوعية بمظاهر تدهور التربة والآثار الإقتصادية والإجتماعية الناجمة عن ذلك .
12-7- التوعية بإتباع أساليب التخطيط العائلي ودراسة العلاقات المتبادلة بين السكان والموارد الطبيعية .
12-8- التوعية بنظم الري في الأراضي الزراعية ، والإلتزام بالمقننات المائية للمحاصيل الزراعية .
12-9- التوعية بأهمية المحافظةعلى الأراضي الهامشية وعدم إستغلالها الزراعة ، وتخصيصها كمناطق رعي طبيعية
12-10- التوعية بأهمية المحافظة على التنوع الحيوي بالبيئة الصحراوية .
12-11- القيام والمشاركة مع الجهات الأخرى المعنية بالإكثار من زراعة النباتات الطبية .
12-12- المساهمة في تنفيذ برامج السياحية البيئية للمناطق الصحراوية .
12-13- المساهمة في نزع الألغام من المناطق الصحراوية ، والإستفادة من أراضيها في التنمية الإقتصادية.
12-14- المساهمة مع الجمعيات الأهلية المهتمة بمجال مكافحة التصحر في إنشاء المزيد من المحمياتالطبيعية في المناطق الصحراوية
12-15- الإهتمام بالصناعات الحرفية للبدو ، ومحاولة إيجاد أسواق لتصريفها بهدف رفع مستواهم الاقتصادي .
12-16- المساهمة في نشر أساليب الإنتاج والإستهلاك المستدام بين سكان الصحراء .
12-17- المطالبة بتعديل قوانين المراعي في الدول العربية ، بما يتلائم مع الظروف الحالية ، ويؤكد عملية الاستغلال المستدام لها .
12-18- إثارة قضايا أساسية حاكمة تواجه التنمية في الدول العربية ، مثل قضية تحلية مياه البحر بصورة اقتصادية والإستفادة منها في أغراض الزراعة الصحراوية .
12-19- المطالبة بتنفيذ أساليب التنمية المستدامة للتعدين في المناطق الصحراوية .
12-20- المطالبة بتنفيذ نتائج البحوث الزراعية ، خاصة زراعة الأصناف النباتية التى تنمو على كميات  مياه بها نسبة من الملوحة ، للعمل على تغيير لون الصحراء من الأصفر إلى الأخضر .
12-21- تربية أبنائنا على حب اللون الأصفر ، وأنه المكون الرئيسي لخطط التنمية في المستقبل من حيث التوسع الزراعي والسكني .
12-22- أهمية مطالبة الجمعيات الأهلية بعمل دراسات عن خرائط إستغلال الموارد الطبيعية بالدولة ، مع التنفيذ في إستخدامات الأرض كما وردت بها .
12-23- الأخوة أعضاء الجمعيات الأهلية ، لمزيد من التفاصيل عن حالة التصحر في كل دولة عربية على  حدة ، يمكن الرجوع إلى الدراسة التفصيلية الشاملة التى أصدرها مجلس الوزراء العرب
         المسئولين عن شؤون البيئة – جامعة الدول العربية تحت عنوان : حالة التصحر في الوطن العربي " دراسة محدثة "  دمشق 2004 .        

·   ويمكن القول بصفة عامة أن أساليب مكافحة التصحر في الوطن العربي تسير عبر المحاور الرئيسية التالية وإن إختلفت درجة تطبيقها من بلد عربي للآخر ومنها :
1.  إعداد إستراتيجية لمكافحة التصحر كذلك حصرالموارد الطبيعية وذلك لبيان أوجه إستغلال هذه الموارد بشكل علمي سليم للوصول إلى الإنتاج الدائم والمستمر ، والحد من تدهور الموارد الحيوية ، وإعادة تصحر المناطق المتدهورة من ناحية أخرى (حصر موارد التربة – حصر الموارد المائية – دراسة الوضع احالي للغابات والمراعي – حصر الثروة الحيوانية – دراسة الوضع الإجتماعي والإقتصادي لسكان المناطق البيئية الهشة) .
2.      تنمية وصيانة النبات الطبيعي (تطوير المراعي – تنمية وتطوير الغابات الطبيعية) .
3.      إقامة مشاريع الأحزمة الخضراء .
4.  إستخدام الأراضي : إعادة النظر في خرائط إستعمالات الأراضي طبقاً لطاقتها الإنتاجية Land Capability – إنتقاء الأساليب الزراعية السليمة التى تعمل على صيانة التربة من عوامل التدهور والإنجراف – إستصلاح وتحسين الأراضي المتأثرة بالملوحة والتعدق – إنشاء المدرجات الملائمة والإدارة السليمة للأراضي المنحدرة .
5.  حسن إستخدام وتوفير المياه السطحية وغير التقليدية – تطوير الأحواض الصبابة للأودية الموسمية أو الأنهار الدائمة – إستخدام تقنيات حفظ الأمطار (حصاد المياه) – الإستفادة من سيول الأودية الموسمية عن طريق إقامة الجسور المعترضة Check Dams  ، إستخدام تقنيات نشر المياه في المناطق الهامشية – تخزين مياه الأنهار الصغيرة في سدود صغيرة متعددة ، تعميق المنخفضات الضحلة التى تتجمع فيها المياه – التخزين الجوفي في الطبقات الجيولوجية – إعادة إستعمال المياه المستخدمة لمختلف الأغراض – إعادة إستعمال مياه الصرف الصحي – التوسع في عمليات نقل الماء بين الأحواض والأقاليم ولمسافات بعيدة .

إعداد

دكتور/ محمد السيد جميل

باحث تربوي


المستشار الفني للشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد)


مستشار التربية البيئية لدي الأمانة الفنية


لجامعة الدول العربية


سكرتير عام جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة


عضو لجنة البيئة والتنمية بمكتبة الإسكندرية

المراجع

 (1)
منى عبد الهادى حسين
: التصحر ، بحث منشور في مرجع في التربية البيئية للتعليم النظامي وغير النظامي – جهاز شئون البيئة ، 1999.
 (2)
مؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة
: إعلان جوهانسبرج بشأن التنمية المستدامة ، جوهانسبرج 26 أغسطس ، 4 سبتمبر 2002 – جوهانسبرج ،2002 .
 (3)
جامعة الدول العربية
: المبادرة العربية للتنمية المستدامة ، إدارة البيئة والإسكان والتنمية المستدامة ، جامعة الدول العربية ،2002.
 (4)
الشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد)
: نحن وقمة الأرض ، عشر سنوات على طريق التنمية المستدامة ، الشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد) – القاهرة ،2002 .
 (5)
كمال الدين البتانوني
: الصحراء بحث منشور في مرجع في التعليم البيئي لمراحل التعليم العام ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، القاهرة، 1976
 (6)
جامعة الدول العربية
: حالة التلوث الصناعي في الوطن العربي ، مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شئون البيئة ، القاهرة، 1996 .
 (7)
جامعة الدول العربية اللجنة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا
: النسخة المحدثة من وثيقة الطاقة لأغراض التنمية المستدامة في المنطقة العربية – إطار عمل ، إدارة البيئة والإسكان والتنمية المستدامة ، جامعة الدول العربية ، مايو / آيار2005.
 (8)
جامعة الدول العربية
: حالة التصحر في الوطن العربي (دراسة محدثة) مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة ، دمشق ، 2004 .


للتحميل اضغط              هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا