هضبة البطنان شمال شرق ليبيا: دراسة جيومورفولوجية (الملخص)

هضبة البطنان شمال شرق ليبيا

دراسة جيومورفولوجية

 Al-Batnan Plateau - Northeast of Libya

Geomorphological Study 

أطروحة تقدم بها

علاء جابر فتح الله الضراط

استكمالاً لمتطلبات نيل درجة الدكتوراه 

قسم الجغرافيا  ونظم المعلومات الجغرافية

  كلية الآداب - جامعة عين شمس

إشراف 

أ.د. محمود محمد عاشور

أ.د. محمد رمضان مصطفى

2019م

ملخص: 

   تشغل هضبة البطنان حيزاً جغرافيا مهما من الخارطة الليبية إذ تقع في الجزء الشمالي الشرقي الليبي، وتمتد من هضبة الدفنة شرقاً حتى المنحدر الشرقي من الجبل الأخضر غرباً، ومن البحر المتوسط شمالاً حتى إقليم المنخفضات جنوباً، أي بين خطي طول 23-°24 شرقاً، ودائرتي عرض 30ˉ:31°-20ˉ:32°شمالاً، وتتكون الدراسة من خمسة فصول تسبقها مقدمة، وتعقبها خلاصة، فشملت المقدمة العامة تحديد منطقة الدراسة، وأهمية الموقع والملامح العامة للهضبة، وأسباب اختيار الموضوع، وأهداف الدراسة، وأسس عرض المادة العلمية وتحليلها، وتقدم الخاتمة النتائج والتوصيات التي خلصت لها الدراسة. 

  تناول الفصل الأول من الدراسة الخصائص الجغرافية للهضبة، من خلال دراسة البنية الجيولوجية وسماتها المناخية والنباتية، والتربة والموارد المائية بها، وخلصت الدراسة إلى أن جل التكوينات الصخرية المكونة للهضبة تنتمي للزمنيين الثالث والرابع، في حين تمثل الصدوع أهم السمات التركيبية بها، وشهدت الهضبة مراحل متعاقبة من تطورها الجيولوجي، ويتراوح عمرها بين الأيوسين الأوسط حتى البليستوسين والعصر الحديث، ومرت الهضبة خلالها بأحداث عديدة أهمها حركات الرفع والتصدع والهبوط وتقدم البحر وانحساره، بالإضافة إلى نشاط عمليات التجوية وعوامل التعرية والتي أدت إلى المظهر الجيومورفولوجي الحالي لسطح الهضبة، وما يسود بها من أشكال تضاريسية، وبدراسة الخصائص المورفولوجية للهضبة تبين أن 60% من سطحها قد بلغ مرحلة الشيخوخة، في حين لا يزال 40% منها في طور النضج، وتميزت الهضبة بمناخ شبه جاف على أطرافها الشمالية، والمناخ القاري الجاف على وسط الهضبة وجنوبها، ما انعكس على صورة النبات الطبيعي والذي في مجمله من نباتات الاستبس الفقيرة، والمتباينة في كثافتها من منطقة إلى أخرى وفق معدلات الرطوبة وكثافة الاستخدام للأراضي المحيطة بالتجمعات السكانية، وتبين محدودية الموارد المائية بالهضبة بسبب المناخ السائد، وأثبتت التحاليل ارتفاع نسبة الأملاح الذائبة بالمياه الجوفية وعدم صلاحيتها للاستخدامات البشرية المختلفة، والمصدر الوحيد لمياه الشرب والاستخدام المنزلي هو مياه التحلية التي يوجد بها نسبة عجز بلغت 19% بين ما هو متاح والمطلوب، ما أثر على الموارد الطبيعية المتاحة من تربة ونبات طبيعي ومياه جوفية والتي بدورها ساعدت على نشاط بعض العمليات الجيومورفولوجية على سطح الهضبة بسبب كثافة الاستغلال البشري للمناطق الحدية والرعوية. 

  تناول الفصل الثاني أحواض التصريف وشبكاتها بالهضبة، وقد بلغ عددها 43 حوضاً، ومن خلال دراسة خصائص أحواض التصريف كالمساحة والأبعاد والشكل والتضرس، تبين أن معظم الأحواض تقترب من الشكل المستطيل، وتمر بمراحل مبكرة من دورتها التحاتية حيث تعمل على زيادة أطوال مجاريها وتضرسها، ويقل بها النحت الجانبي، وتراوحت رتب شبكات التصريف بين الثالثة إلى الثامنة، وتم التعرض إلى أهم الخصائص الشكلية للشبكات من حيث أعدادها وأطوالها ونسب التشعب وكثافة التصريف وتكرار بقاء المجاري وأنماط التصريف الرئيسة وأهمها النمط الشجري والمتوازي، وتم تحليل العلاقات الارتباطية بين خصائص أحواض التصريف وشبكاتها، ودراسة بعض النماذج وتحليلها لقطاعات الأحواض الطولية والعرضية بأودية الهضبة، حيث أن خصائص الأحواض وشبكاتها تتفاعل سوياً بطريقة معقدة لتحدد في النهاية حجم الجريان السطحي بها واستمراريته. 

  اختص الفصل الثالث بدراسة المنحدرات من حيث تحليل الخصائص المورفولوجية والانحدارية في الهضبة، وتحليل القطاعات الميدانية للحافات الشمالية وكذلك منحدرات جوانب الأودية، وقد تباينت قيم متوسطات زوايا الانحدار على مختلف أجزاء المنحدرات، وسجلت عناصر المنحدرات المقعرة نسبة 52% في حين بلغت نسبة الأشكال المحدبة 38%، ونسبة الأشكال المستقيمة 10%، وارتفاع نسبة العناصر المقعرة على الحافات الشمالية وهي ذو دلالة جيومورفولوجية تشير إلى سيادة التعرية المائية الأكثر تأثيراً على تشكيلها، وبدراسة نسب التكرار لفئات الانحدار في قطاعات الحافات الشمالية تبين تقدمها في المرحلة الجيومورفولوجية التي تمر بها في بعض القطاعات؛ بسبب سيادة فئات الانحدار الهينة، وتوجد نسب كبيرة لتكرار فئات الانحدار الشديد والشديد جداً، وهو مؤشر على حداثة هذه القطاعات في دورتها الجيومورفولوجية، وقد كان للعوامل الجيولوجية والمياه الجارية والرياح ثم المرحلة الجيومورفولوجية دور فعال في تشكيل منحدرات الهضبة، ما أدى إلى تنوع أنماط حركة المواد عليها.

  ركز الفصل الرابع على دراسة الخصائص الجيومورفولوجية لساحل الهضبة، من خلال دراسة خصائص خط الساحل وما ينتابه من تعرج وتقوس، والعوامل المؤثرة فيه من أمواج وتيارات بحرية والمد والجزر، وآثار النحت الناتجة عن التعرية البحرية من جروف وأرصفة وكهوف ومسلات ساحلية بالإضافة إلى الحفر الوعائية والرؤوس والخلجان البحرية، وكذلك دراسة الأشكال الناتجة عن الإرساب البحري من كثبان رملية وأشكالها والسبخات، وأخيراً دراسة الظاهرات المرتبطة بتذبذبات مستوى سطح البحر التي أدت إلى نشأة الأرصفة البحرية. 

  تعرض الفصل الخامس لدراسة الخريطة الجيومورفولوجية للهضبة من أشكال بنيوية كان لها الدور الفعال على سيادة الأشكال الجيومورفولوجية الحالية على سطح الهضبة، وكذلك عوامل التعرية المائية والريحية والأشكال الناتجة عنها من مظاهر نحت وإرساب. بالإضافة إلى العمليات المورفومناخية التي شملت تأثير عمليات التجوية وأنواعها والأشكال الناتجة عنها، وتبين من خلال دراسة أستخدامات الأرض تركز الاستخدامات الحضرية في مدينة طبرق، وانتشار الزراعة البعلية والرعي شمال الهضبة حيث توجد أحواض البلايا وبطون الأودية. ويظهر تأثير الإنسان كعامل جيومورفولوجي بدرجات متفاوتة على سطح الهضبة.

 تمخضت عن الدراسة مجموعة هامة من النتائج والتوصيات ذكرت في نهاية البحث، وأجمل الباحث ما ورد من أشكال وصور وخرائط في ثنايا البحث بفهارس مستقلة توضح أماكن ورودها.

Abstract

  The Al-Batnan Plateau occupies an important geographic area on Libya map. It is located in the north-eastern part of Libya. It extends from the Al-Dafna Plateau eastward to the eastern slope of Al-Jabal Al-Akhdar in the west, and from the Mediterranean in the north to the southern depressions, i.e., between the longitudes 23-24° E., and Latitudes 31°:30¯ - 32°:20¯ N.

  The study consists of five chapters preceded by an introduction, followed by a summary. The general introduction includes defining the area of study, the importance of the site and the general features of the plateau, the reasons for selecting the subject, the objectives of the study, the bases of the presentation of the scientific material and its analysis. At the end, the conclusion presents the findings and recommendations of the study.

 The first chapter of the study examined the geographical characteristics of the plateau by studying the geological structure and its climatic and biotic features, soil and water resources, and the role of man as a geomorphological factor on the surface of the plateau. The study concluded that most of the rock formations belong to Cenozoic and Quaternary ages. The plateau has undergone successive stages of its geological development, ranging from the Middle Eocene to the Pleistocene and the Holocene era. The plateau passed through several events, the most important of which are the movements of lifting, Subsidence. Sea rise and regression. In addition to the activity of weathering and erosion, which led to the current geomorphological features of the plateau surface. The study of morphological characteristics of the plateau shows that 60% of its surface has reached old stage, while 40% of them are in maturity. The plateau is characterized with a semi-dry climate on its northern edges, and dry continental climate on the center and south of the plateau, a case which is reflected in the image of the natural plant, which is in total of poor steppe plants, and vary in density from one area to another, according to the humidity and density of use of the lands surrounding the populated areas, and in the limited water resources in the plateau because of the prevailing climate. The tests have proved the high percentages of salts dissolved in groundwater and their non-suitability for different human uses and the only source of potable water and domestic use is desalinated water, which has a 19% deficit between what is available and what is required. Affecting the available natural resources of soil, natural vegetation and groundwater, this in turn helped the activity of some geomorphological processes on the surface of the plateau due to the intensive human exploitation of marginal and pastoral areas.

   The Second chapter deals with drainage basins and their networks on the plateau, including 43 basins. In studying the characteristics of drainage basins, such as area, dimensions, shape and rooting, it has been shown that most of these basins were close to the rectangular shape. They went through early stages of erosion cycle, increasing the lengths of their streams, with side erosion. The vends of drainage networks ranged from three to eight. The main formal characteristics of the networks were examined in terms of their numbers and lengths, the proportions of the diffraction, the density of discharge, the frequency of the survival of the sewage and the main drainage patterns; the most important of which were the dendritic and parallel patterns. The correlation between the characteristics of the drainage basins and their networks was analyzed, in addition to the study of some models and their analysis of the longitudinal and transverse basin sections of the valleys of the plateau, where the characteristics of the basins and their networks interact in a complex manner to ultimately determine the size and continuity of the runoff.

  The Third chapter is concerned with the study of slopes, including the analysis of the morphological and regression characteristics of the plateau, and the analysis of the field sectors of the northern edges as well as the slopes of the sides of the valleys. It has been recorded that the values of the slope angles averages varied across the slopes. The elements of the concave slopes recorded 52%, while the percentage of convex shapes was 38% and the proportion of straight shapes 10%. The high proportion of elements concave on the northern edges is of geomorphological significance referring to the water erosion rule as the most influential effect on the formation of these elements. By examining the repetition rates of the regression categories in the northern edges sectors, their progress has been reflected in the geomorphological phase they are undergoing in some sectors; because of the dominance of the gentle slope categories. There are large proportions of the repetition of the extreme and very severe regression categories; an indication of the novelty of these sectors in its geomorphological cycle. Geological factors, running water, wind and then geomorphological phase have been effective in shaping the slopes of the plateau, resulting in a variety of material movement patterns on them. 

 The Fourth chapter has focused on the geomorphological characteristics of the plateau coast by studying the characteristics of the coastline with regard to its curvature and zigzags, the factors affecting it like waves, marine currents and tides, and the effects of sculpture resulting from marine erosion such as reefs, docks, caves and coastal obelisks, in addition to the vascular drilling, sea capes and bays. Also the study of the forms resulting from the marine sedimentation of sand dunes with their various forms and swamps is included in this chapter. Finally, the study of the phenomena associated with the fluctuations of the sea level that led to the formation of offshore pavements.

 The Fifth chapter studied the geomorphological map of the plateau, with reference to the geological structures that have an active role in the dominance of the present geomorphological forms found on the surface of the plateau. It also studies the factors of water and wind erosion and the resulting forms of sculpture and sedimentation, in addition to the morph climatic processes that have included the impact of the weathering processes, their types and resulting forms. By means of studying land uses, it has been found that the urban uses is focused in the city of Tobruk, the spread of rain-fed agriculture and grazing north of the plateau where the playa basins and valleys exist. Human effect is shown as a geomorphological factor to varying degrees on the surface of the plateau.

  The study has come up with an important set of conclusions and recommendations mentioned at the end of the research.

 The researcher has presented the forms, pictures and maps that have been utilized in the research, with independent indexes showing whereabouts.