الثنائية في الجغرافيا
رشيد وريت - المفهوم الجغرافي - ص 11- 12
نتيجة لتطور العلوم وزيادة المعلومات الجغرافية الخاصة بالإنسان و الأرض ظهرت بصورة واضحة الثنائية في الجغرافية، ونجد من الباحثين من فصل بين الجغرافيا الطبيعية و مثيلتها البشرية، و فرق بين المظهر الحضاري و ما يتصل به من دراسة الجغرافية الحضارية و بين دراسة الجغرافية الطبيعية .
ويشمل القسم الأول: دراسة السكن والسكان، ووسائل النقل والإنتاج الصناعي و الزراعي والمعدني. وبصفة عامة الاستغلال الاقتصادي للأرض والمظاهر المادية الملحوظة الناتجة عن تفاعل الإنسان مع البيئة.
ويرتبط بهذه المظاهر المادية الملموسة بعض النواحي الحضارية و السياسية التي هي جزء لا يتجزأ من الاستقرار البشري.
أما القسم الثاني: فيضم دراسة المناخ و مظاهر التضاريس المختلفة و التربة والثروات المعدنية و المياه الباطنية و النباتات و الحياة بجميع مظاهرها.
وفي الواقع أن هذا التقسيم كان من نتيجة التخصص الدقيق الذي صاحب التقدم العلمي السريع إبان العصر الحديث، غير هذا التطرف في هذا التخصص يفقد و حدة الجغرافيا.
ونخلص إلى أن الجغرافيا الحديثة تتميز بالازدواجية. فالجغرافيا كما سبق الذكر تشتمل على قسمين كبيرين هما الجغرافيا الطبيعية و الجغرافيا البشرية، ولكل منهما فروعه الخاصة به.
ورغم تعدد الفروع بالجغرافيا إلا أنها تتسم بالترابط و التكامل و ذلك بفضل المحور الذي تدور حوله وهو بيئة الإنسان و أنشطته، عكس العلوم الأخرى. أي أن فروعها ليست هناك أية علاقة بين الواحدة و الأخرى؛ هذه الميزة التي تختلف فيها الجغرافيا عن العلوم الأخرى.
من خلال ما سبق نستنتج أن الجغرافيا هي العلم الذي يصف و يحلل التحولات المكانية للظواهر البشرية و الطبيعية على سطح الأرض و ترتبط الجغرافيا بالأرض و علومها كما ترتبط أيضا بالعلوم الإنسانية. وباعتبارها مادة تأليفية تتناول عدد كبير من المواضيع المتفاعلة و الغير قارة في الزمان والمكان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق