الفندق الإيكولوجي كأحد الوسائل الحديثة
في تنمية السياحة البيئية
- تجربة فندق ديزرت لودج Désert Lodge بمصر -
من إعداد:
أ/ نعيمي حكيمة - د/براهيمي بن حراث حياة
طالبة دكتوراه أستاذة محاضرة أ
كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير
جامعة عبد الحميد بن باديس –مستغانم-
المركز الجامعي أحمد زبانة –غليزان-
مخبر الدراسات الاجتماعية والنفسية والانتروبولوجية
بالتعاون مع جمعية الأزرق لحماية البيئة البليدة
الملتقى الوطني حول السياحة البيئية والترفيه
يومي25-26 فيفري2018
المحور الرابع
الملخص:
إن ممارسات المباني الخضراء تهدف إلى الحد من الآثار البيئية ،تراعي استخدام المواد الصديقة للبيئة و الفندق الأخضر (الايكولوجي) يعتبر نوعا من منها .
تهدف هذه الدراسة إلى شرح أهمية هذه الفنادق بيئيا و مساهمتها في نجاح السياحة البيئية وقد تم اختيار فندق"ديزرت لودج Désert Lodge بمصر كنموذج عن هذه الفنادق نظرا للاهتمام المتزايد بهذه الدول للاهتمام بهذا النوع من الفنادق خاصة بعد إصدار علامة المفتاح الأخضر كونها تصنف المباني الأكثر مراعاة للشروط البيئية.
Résumé
Les pratiques de construction écologique sont conçues pour réduire les impacts environnementaux, en tenant compte de l'utilisation de matériaux respectueux de l'environnement et l'hôtel écologique est considéré comme l'un d'entre eux.
Le but de cette étude est d'expliquer l'importance de ces hôtels et leur contribution à la réussite de l'écotourisme, l’Hôtel (Désert Lodge) en Egypte a été choisi comme modèle pour ces hôtels .
مقدمة:
تعد الفنادق الخضراء أحد المباني المستدامة التي يسعى من خلالها القطاع السياحي في تطوير بنيته التحتية ، يجب أن تراعي بعض الشروط لكي توافق المعايير المطلوبة وللتعرف أكثر على هذا النوع من الفنادق سنتطرق أولا إلى مفهوم وخصائص الفندق بصفة عامة ثم ننتقل إلى شرح خصائص الفنادق الخضراء لذل نطرح الإشكالية التالية : فيم تتمثل خصائص الفنادق الخضراء وما أثرها في تنمية السياحة البيئية ؟
أهداف الدراسة: تهدف الدراسة إلى
1) التعريف بخصائص الفنادق الخضراء؛
2) عرض تجربة فندق "ديزرت لودج" بمصر كنموذج للفنادق المستدامة
منهج الدراسة : تعتمد الدراسة على المنهج الاستقرائي الاستنباطي حيث يتم عرض معلومات نظرية حول خصائص الفنادق الايكولوجية وإسقاطها على دراسة حالة "فندق ديزرت لودج" بمصر .
I. المحور الأول: تنمية السياحة البيئية
تعتبر التنمية السياحية والمستدامة من أحدث المفاهيم السياحية التي ظهرت في الفترة الأخيرة مفهوم (التنمية السياحية المتوازنة والمستدامة)، ويعبّر هذا المفهوم عن مختلف البرامج التي تهدف إلى تحقيق التوسع المستمر المتوازن في الموارد السياحية، وزيادة الجودة وترشيد الإنتاجية في مختلف الخدمات السياحية، سواء كان ذلك بالنسبة للسياحة الدولية أو الداخلية وتهدف السياحة البيئية إلى: العمل على حماية البيئة كسبيل رئيسي من سبل التنمية المستدامة، ويكون ذلك عن طريق: [1]
- الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.
- تفادي أسباب التلوث.
- حماية البيئة الطبيعية عن طريق الالتزام بالطاقة الاستيعابية القصوى للمناطق السياحية.
- الحفاظ على موارد التراث القومي وإحياء فن العمارة الوطني.
السياحة والبيئة هما قطاعان يكمل كل منهما الأخر من حيث الرؤية والأهداف، فالبيئة السليمة هي المناخ الملائم لتحقيق التنمية السياحية المستدامة، والسياحة المستدامة تركز علي وجود تخطيط بيئي سليم و لعل أهم عنصر تقوم عليه السياحة البيئية هو عدم إحداث إخلال بالتوازن البيئي الناتجة عن تصرفات الإنسان والتي تكون متمثلة في تصرفات السائح في حالي السياحة البيئية حيث تعتبر التنمية أحدى الوسائل التي ساهمت في استنقاذ موارد البيئة وإيقاع الضرر بها وإحداث التلوث فيها.
وتنطوي السياحة على إبراز المعالم الجمالية للبيئة فكلما كانت البيئة نظيفة و صحية كلما ازدهرت السياحة و انتعش الاقتصاد , و لكنه بالرغم من الجوانب الايجابية للسياحة البيئية إلا أنها قد تشكل مصدرا رئيسيا من مصادر التلوث في البيئة و التي تكون من صنع الإنسان لذا فأنه لا بد من تحقيق التوازن بين السياحة و البيئة من ناحية و بينها وبين المصالح الاقتصادية و الاجتماعية من ناحية أخرى ومن وسائل تنمية السياحة البيئية ما يلي :[2]
1) العمل علي وضع السياسات الخاصة بالسياحة البيئية والمكونة من مجموعة من الأنظمة والقوانين والتشريعات. • العمل علي خلق التوازن بين الأنشطة السياحية والبيئية بما يحقق التنمية المستدامة لمناطق الجذب السياحي.
2) دراسة وتقييم الأثر البيئي للمشاريع السياحية حيث تتم دراسة أي مشروع قبل الترخيص له ووضع التوصيات المتعلقة بالسياحة علي البيئة خاصة التي تقام في المناطق التراثية.
3) التوعية البيئية لكافة شرائح المجتمع من خلال وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة.
4) تحديد الأماكن السياحية، والعمل على تشييد ودعم البني الأساسية، والخدمات المساندة.
5) وضع الخطط والبرامج الكفيلة بإنشاء وتنفيذ مشاريع السياحة البيئية بحيث تتوافق مع المحافظة على البيئة، والآثار والتراث الحضاري والثقافي.
6) العمل على جذب وتشجيع الاستثمارات في مجال السياحة البيئية، من خلال تقديم الحوافز والتسهيلات للمستثمرين السعوديين، والمستثمرين الأجانب.
7) الاهتمام بموضوع معالجة المخلفات الضارة بالبيئة، والاهتمام بالمنتزهات والحدائق العامة والمناطق الخضراء. • إنشاء المحميات التراثية والطبيعية ذات الأحكام الخاصة من أجل المحافظة على المواقع التراثية والمناطق الطبيعية في تلك المحميات، وفتح الفرص للمستثمرين السعوديين للاستثمار في هذه المواقع
أما بالنسبة للقطاع الخاص فينبغي:
1) توفير البنية اللازمة لتنمية وتطور السياحة البيئية والممثلة في إنشاء الفنادق والمطاعم والملاهي والمرافق الخاصة بالمنشآت الرياضية.
2) التركيز علي توظيف العمالة الوطنية في كافة المشاريع التي تتعلق بالسياحية البيئية والعمل علي تدريبهم بما يناسب نوعية السياحة البيئية.
3) التفاوض مع الشركات الأجنبية في مجال السياحة البيئية
4) التركيز علي تنويع المستويات في مشروعات السياحة البيئية لتناسب جميع فئات المواطنين
5) اهتمام الجهة التدريبية بتنويع أماكن عقد الدورات التدريبية واستغلال تلك الدورات لتعريف المواطنين بمقومات السياحة البيئية
II. المحور الثاني :الفندق- المفهوم والخصائص العامة -
"الفندق مرفق للإقامة المؤقتة و الذي ينتج ويبيع و يقدم الخدمات و البضائع لتلبية حاجة السياح من النوم و الراحة و الطعام و العلاج و الترفيه و مقابلات الأعمال وغيرها وذلك حسب هدف و دافع سفرهم و كمية ونوعية الخدمات المقدمة تعتمد على درجة هذا المرفق و الهدف من استثمارها هو الحصول على الربح"[3]
أما عن أهم خصائصه فيمكن اختصارها كما يلي [4]
الفندق منظمة سياحية بالغة التعقيد ، فهو يتضمن جزءا فنيا تقنيا يضم الأجهزة و الآلات و المعدات كما يضم قوى عاملة عالية المهارة و الثقافة وقوى عاملة فنية متوسطة و أخرى إدارية إلى جانب قوى عاملة بلا مهارة مثل المستخدمين وهؤلاء جميعا يؤدون أدوارا مختلفة و لكنها متداخلة تستهدف في النهاية تحقيق أهداف الفندق و الوصول إلى الغايات التي أنشي من أجلها و نظرا لأهمية الفندق في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية فقد أصبح جزءا أساسيا من المجتمع الذي نعيش فيه ويؤثر فيه و يتأثر به و بالتالي فان كثيرا من الدول في وقتنا الحاضر أصدرت قوانين و أنشطة تحدد دور هذه المرافق وهذه القوانين تحتوي عادة على المتطلبات الواجب توافرها في المرافق التي تحمل اسم الفندق ولقد اتفق بعض المتخصصين على معايير معينة يحكم من خلالها على المرافق فيما إذا كانت اسم فندق أم لا
ويمكن تلخيصها فيما يلي :
1) أن يكون فيها عدد من الغرف المتخصصة للنوم ما بين واحدة إلى خمس وثلاثين غرفة. وليس دائما ؛
2) عقد الإيجار في هذه المرافق يجب أن يكون مؤقتا؛
3) الإدارة في المرافق يجب أن تتوافر فيها الصفات الأخلاقية والصدق أثناء تقديم الخدمات للزبائن؛
4) العمليات الإضافية في الفندق يجب أن لا تمس الشكل الأساسي للفندق بصفته مرفقا للنوم؛
5) يجب أن يحتوي على عدد كاف من الملحقات الإضافية، مثل : غرف الغسيل وغرف للترفية والتسلية، وغرف للنظافة العامة؛
6) أن يحتوي على الحد الأدنى من طاقم العمل الذي يخدم بالفندق.
كما اتفق بعض المختصين على معايير معينة يحكم من خلالها على المنشاة فيما إذا كانت معقدة أم سهلة، ويمكن تلخيصها في التالي:
1) التخصص في أداء الأنشطة؛
2) كبر حجم المنشأة؛
3) كثرة عدد العاملين فيها؛
4) استخدام أساليب تقنية ومعارف متنوعة لأداء أعمالها؛
5) يتطلب تكاليف عالية لتشغيلها.
III. المحور الثالث:خصائص الفنادق الخضراء-الفندق الايكولوجي-
1 الفندق البيئي أو الإيكولوجي : هو منشأة سياحية تم تخطيطها و تنسيقها و تصميمها و بناءها لتنسجم مع السياق الطبيعي و الثقافي للمنطقة المحيطة.
كما يمكن تعريفه بأنه نوع من المباني السياحية و الذي يوفر خبرة تعليمية بيئية للسائح عن الحياة الطبيعية و الثقافية المحيطة به و يزيد العلم والمعرفة بالبيئة الطبيعية المحيطة و ما بها من مظاهر.[5]
2 المستهلك الأخضر : هو الشخص الذي يأخذ بعين الاعتبار الجانب البيئي عن شراء منتجات أو خدمات و تتلخص منتجات فنادق الخضراء في الغرف الخضراء green room،والغذاء الأخضر green food،و الخدمات الخضراء green service .و تقع دوافع لتخضير الفنادق في 3 مجموعات رئيسية :[6]
- تقليل التكاليف الناتجة عن تقليل استهلاك الطاقة و المياه و إنتاج المخلفات الصلبة،
- الضغوط الخارجية و التي تشتمل التوافق مع التشريعات و القوانين الحكومية الدولية ، ضغوطات المؤسسات البيئية ، الإعلام ، تلبية رغبات العملاء ،
- الضغوط الداخلية و التي تشمل على اكتساب المميزات التنافسية (تحسين صورة المنشأة) تلبية طلبات الموارد البشرية ، تقليل المخاطر الإدارية ، تحمل المسؤولية الاجتماعية ، التزام الإدارة العليا البيئي –مسؤولية أخلاقية –
و لأن الفنادق الخضراء جزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة بفضل تشجيعه للطبيعة والتنوع البيولوجي و تقديمه للخدمات الصديقة للبيئة فأنه يشترك مع التنمية المستدامة في عدة سمات أهمها:[7]
- التنمية المستدامة تقوم على أساس ترقية الأحوال و تحسين الظروف و لاستيفاء بمتطلبات أكثر الشرائح فقرا في المجتمع ؛
- تحترم التنمية المستدامة الخصوصيات الحضارية للأوطان و المجتمع؛
- تأخذ التنمية المستدامة الاعتبارات البيئية لحفظ وجود الأجيال القادمة لاسيما بالنسبة للموارد الطبيعية الناضبة أي غير قابلة للتجدد؛
- تحمل عناصر كمية و أخرى نوعية و تتراوح بين التنمية الاقتصادية و التنمية الاجتماعية و التنمية البشرية؛
يمكن لبرامج التنمية المستدامة في أي بلاد أن تتكامل مع برامج التنمية المستدامة في البلدان الأخرى في إطار العولمة و الاندماج في الاقتصاد العالمي ( شراكة ، إستراتيجية ، تكتل جيو اقتصادي ....الخ.)
يمثل الفندق الأخضر أحد الاتجاهات الحديثة في السياحة البيئية ويقوم على ترشيد الاستهلاك الطاقة التقليدية في الفندق والانتقال إلى الطاقة البديلة مع تقنين استخدام المياه فيه لأغراض مختلفة بعدة طرق مبتكرة والالتزام ببعض التعليمات والمقاييس المتعلقة بالتصميم الخارجي و الداخلي والتنفيذ و تدوير المواد و الكيفيات التي بموجبها إدارة ومعالجة النفايات و المخلفات بأنواعها بهدف المحافظة على المواد الطبيعية و الحد من التأثيرات السلبية للصناعة الفندقية على البيئة و تقليل النفقات مع توفير الأجواء الصحيحة و السليمة للنزلاء حيث تشير الدراسات إلى أن :[8]
1. غرفة فندقية واحدة تستهلك من الماء ما حجمه (60-220)متر مكعب سنويا (حسب ما جيء في الدليل الإرشادي للسياحة المستدامة في الوطن العربي)؛
2. أن فندقا من فئة 5 نجوم في أوروبا يخلف سنويا 3 ألاف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون (حسب تقرير مؤسسة فارنيك افيريال)؛
3. أن معدل الاستهلاك السنوي للكهرباء للمتر المربع الواحد من مساحة أحد الفنادق الألمانية هو 100 كيلو وات مقابل 325 كيلو وات في دبي.
كما اتضح من خلال دراسة أجرتها مؤسسة الفنادق الخضراء لمصلحة (دائرة السياحة و التسويق التجاري à بإمارة دبي التي اطلعت رسميا مبادرة الفنادق الخضراء بهدف خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون عن فنادقها بنسبة 20% بحلول 2011 و التعويض عن أثارها السلبية على البيئة الطبيعية و المحافظة على مواردها و تقليل التكاليف أن 88 % من الذين شملتهم الدراسة يفضلون النزول في تلك الفنادق التي تستخدم الطاقة البديلة (النظيفة) بديلة عن الطاقة التقليدية وأن 43 % منهم تقبلوا فكرة تدوير بعض المواد المستخدمة فيها علما بأن تكاليف الطاقة الكهربائية و المياه في كل فندق في دبي من فئة 5 نجوم هي بحدود 1 مليون دولار أمريكي في السنة و أن الاقتصاد فيها بنسبة 5 % يعني توفير نحو 100000 دولار سنويا .
الجدول رقم 01: مقارنة بين الفندق السياحي
التقليدي و الفندق السياحي البيئي
|
الفندق السياحي التقليدي
|
الفندق السياحي البيئي
|
الملكية
|
شركات أو مجموعات
|
أفراد
|
الطابع العمراني
|
عالمي
|
محلي
|
متطلبات السائح
|
الفخامة
|
الفخامة المحلية
|
الأنشطة
|
أنشطة ذات طابع خدمي: الاسترخاء،ملاعب ،حمامات سباحة ...الخ
|
أنشطة طبيعية
|
أسلوب التصميم و التخطيط
|
مغلقة ومنعزلة داخل حدود واضحة
|
مندمجة تماما مع البيئة المحلية و يصعب ملاحظة حدودها
|
شكل الاستثمارات
|
استثمارات كبيرة و ربحية عالمية نظرا لارتفاع قدرات السائح المادية و
ارتفاع أسعار الخدمات
|
استثمارات محدودة أو متوسطة الربحية قائمة على تميز الموقع
|
عوامل الجذب
|
الخدمات المقدمة
|
البيئة المحيطة لمكان ثم الخدمات و التسهيلات المقدمة
|
أسلوب التوثيق
|
من خلال الشبكات
|
من خلال الأفراد
|
المسؤولية البيئية
|
محدودة
|
تعمل منذ الإنشاء على حماية البيئة
|
المصدر:شاقور فوزية، طهراوي دومة،"المسؤولية البيئية للمنشئات السياحية نموذج الفنادق الخضراء"، مداخلة مقدمة ضمن الملتقى الدولي 13حول دور المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تدعيم إستراتيجية التنمية المستدامة الواقع و الرهانات يومي 14/15 نوفمبر 2016 جامعة حسيبة بن بوعلي ، شلف،ص9
العلامة البيئية الدولية "المفتاح الأخضر":تم إطلاق علامة المفتاح الأخضر سنة 2002 من طرف مؤسسة التربية على البيئة FEE التي كونت أول شبكة دولية للمؤسسات الايكولوجية التي تحترم البيئة وهي مدعومة من طرف برنامج الأمم المتحدة للبيئة PNUE وكذا من طرف منظمة السياحة العالمية OMC. [9]
المفتاح الأخضر هو علامة إيكولوجية طوعية منحت لأكثر من 2600 فندق وغيرها من المؤسسات في 56 بلدا وتمثل المعيار الرائد للتميز في مجال المسؤولية البيئية والتشغيل المستدام في صناعة السياحة. وتمثل هذه العلامات الإيكولوجية المرموقة من جانب الشركات بأن مبانيها تلتزم بالمعايير الصارمة التي وضعتها مؤسسة التربية البيئية فهي تساعد على إحداث فرق على المستوى البيئي.
ويتم الحفاظ على المعايير البيئية العالية المتوقعة من طرف هذه الفنادق من خلال مجهودات و استراتيجيات وتصاميم خاصة صديقة للبيئة، المفتاح الأخضر مؤهلة للفنادق وبيوت الشباب، وأماكن الإقامة الصغيرة، والمعسكرات والمطاعم ومناطق الجذب السياحي.[10]
وتهدف الجائزة إلى المساهمة في الوقاية من ظاهرة التغير المناخي من خلال تشجيع ودعم المبادرات البيئية الإيجابية وتمر الفنادق التي تحصل على هذه الجائزة بعملية تقييم شاملة وتشمل عملية التقييم 12 نقطة رئيسية بما فيها الحفاظ على المياه، وأنظمة إدارة النفايات، والبيئة الداخلية، والأنشطة الصديقة للبيئة، وإشراك الموظفين ووعي الضيوف. [11]
IV. المحور الرابع:تجربة فندق "ديزرت لودج "Desert Lodge"-مصر-
1. نبذة عن اهتمام مصر بالبيئة في المجال السياحي: السياحة البيئية سوق واعدة عالمياً، لم تجنِ مصر منها حتى الآن ما يتناسب وإمكاناتها من تراث طبيعي وحضاري وثقافي وموقع استراتيجي. وهي تمثل قطاعاً عريضاً من الجذب السياحي، خصوصاً في منطقتي البحر الأحمر وجنوب سيناء اللتين استقطبتا أكثر من نصف التنمية السياحية في البلاد، فضلاً عن مجالات مبشرة على الساحل الشمالي وفي الصحراء الغربية.
لهذا عملت وزارة البيئة المصرية على صياغة إستراتيجية وطنية لإدارة السياحة البيئية، وتنمية مقاصدها بأسلوب مستديم، وحماية مواردها الطبيعية والثقافية، بما ينعكس نفعاً دائماً على المواطنين. وقد نفِّذ نموذج رائد في منطقة جنوب البحر الأحمر. وحديثاً أعلنت منطقة مرسى علم ـ رأس بناس أول منطقة للسياحة البيئية في مصر، نتيجة جهود سنوات من العمل الحقلي والمكتبي والاستعانة بأهم بيوت الخبرة العلمية. ووضعت أول خريطة لاستخدامات الأراضي هناك معتمدة على درجة الحساسية البيئية، وفقاً لمواقع توزيع الثروات الطبيعية، والحياة النباتية والحيوانية البرية والبحرية، وأنواع التربة وعمرها الجيولوجي، والأشكال الجيومورفولوجية، وتقسيم خط الشاطئ، وأحواض تجمع المياه، ومواقع احتمال حدوث فيضانات.
كذلك تم تحديد 67 منطقة تصلح للسياحة البيئية، طبقاً لدرجة الحساسية البيئية ووفقاً للموروث الطبيعي والثقافي والتنوع البيولوجي، مما يؤكد ضرورة البدء بتنفيذ المعايير والضوابط الفنية للسياحة البيئية.
ولعل من المناسب أن يأتي إصدار مصر لإستراتيجية السياحة البيئية مواكباً لإعلان الأمم المتحدة 2006 سنة دولية لصحارى العالم ومكافحة التصحر. ويبدو من المنطقي أن تقتنص دول صحارى العالم هذه المناسبة لتسويق مقاصدها ومحمياتها السياحية. ولئن تكن مصر بلاداً صحراوية بطبيعتها، إذ تشكل الصحراء 94 % من مساحتها، فهي أيضاً الأرض التي اخترقها النيل ليشكل وادياً من أكبر الوديان في العالم. وهي مقسمة إلى ثلاث صحارى، شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية والصحراء الغربية، ولكل منها صفات وتضاريس وطبيعة مميزة، مما يشكل تنوعاً بيئياً جذاباً. وتنتشر في هذه الصحارى المقاصد السياحية البيئية والمحميات الطبيعية.[12]
فالاهتمام المتزايد بالجانب البيئي في المجال السياحي أصبح ضرورة و فيما يلي سنتناول تجربة مصر في مجال الفندقة الايكولوجية و التي تعتبر أحد الوسائل لتنمية القطاع السياحي
2. أسباب اختيار فندق ديزرت لودج كنموذج للفندق الايكولوجي:
سبب اختيار فندق ديزرت لودج لأنه يعد من بين الفنادق على المستوى العربي التي كانت السباقة إلى الاهتمام بالجانب البيئي ونظراً لحصوله على عدة جوائز مشجعة وشهادات قيمة منها: [13]
- 2011: الفائز بجائزة الضيافة العالمية في فئة "التنمية البيئية"؛
- 2007: الجائزة الأولى لجمعية منظمي الرحلات السياحية الألمانية من أجل أفضل سياحة للبيئة؛
- 2005: شهادة وزارة السياحة المصرية. وكانت هذه الجائزة الوحيدة التي تمنح لمطعم إيكولوجي مصري؛
- 2003: ميدالية من جامعة الدول العربية ل "السياحة الخضراء" وحماية الصحراء المصرية؛
- عضو في: "أفضل بيوت الإيكو" "الأماكن الخضراء للبقاء".
وقد تم بناء الفندق عام 2003 وكان الهدف من بناءه أن يكون على الطراز الإسلامي لقرية القصر الإسلامية التي تقع أسفل الفندق بحوالي 70 متر مربع ويقع على مساحة 7500متر مربع ويضم 3 طوابق، 32 غرفة منها الفردية والمزدوجة و أجنحة للعائلات بتكلفة بلغت 5 ملايين جنييه بسبب الخامات المستخدمة في عملية البناء حيث أن جميعها من الأحجار ، والأشجار والنخيل و الخامات البيئية كالطوب اللين. .
وقد حاز على الجائزة الأولى على مستوى العالم كأفضل فندق للسياحة البيئية عام 2007 من طرف إتحاد شركات السياحية الألمانية أكبر رابطات العالم السياحية.
1) أنشطة الفندق:
يحتوي الفندق على مطعم رئيسي ، كافيتيريا ،تراس كبير مفتوح،مقهى شعبي ،صالات للأنشطة مثل الرسم ، التصوير اليوجا والتأمل،كذلك يوجد بالفندق مرسم ومنحت للفنانين ،حمام سباحة به مياه كبريتية للاستشفاء من الينابيع الطبيعية ،مكتبة مقهى انترنت ،ألعاب بلياردو و شطرنج في الهواء الطلق كذلك يوجد صالة اجتماعية ، وتأجير للدراجات ، بازار للمنتجات المحلية واليدوية ،مزرعة بها جميع أنواع الخضار والفواكه مزروعة طبيعيا وبدون أي أسمدة أو مواد كيماوية و يأتي السائح بنفسه ليختار أنواع الخضر والفواكه ليقدمها للمطبخ ليتناول طعامه المفضل.
بالإضافة إلى بئر أرتوازي حفر على عمق 250متر مربع تحت سطح الأرض و بعرض متر ونصف متر، حديقة للأطفال،قاعة للأفراح و مسجد لأداء الصلوات
الشكل01: فندق ديزرت لودج
2) مواد البناء:
كافة الغرف مبنية على الطراز الإسلامي ومن خامات طبيعية من البيئة المحلية ، فالأسقف من جريد النخيل بجذوع الأشجار مثل شجر السنط ،والشبابيك مبنية من أفرع الأشجار الموجودة بالصحراء والتي كان المسلمون يستعملونها قديما، وأرضيات الغرف من السيراميك الملون بلون الجبل ،و الأسرة مبنية من الطوب اللين ،والمناضد من القطن الطبيعي ،وبكل غرفة إناء من الفخار والشموع، كما يتم تبطين الحائط بمادتي الطين والتبن معا وهذا لسببين الأول أنه يبقي على هيبة وطراز الفندق التقليدي الإسلامي أما الثاني الحفاظ على مناخ الغرفة صيفا حيث يجعل الغرفة ذات جو بارد صيفا و دافئة شتاء مهما كانت درجة الحرارة.[14]
3) إنشاء الفندق: تم إنشاء الفندق من طرف حرفيين محليين،كما يعتبر موظفو الفندق جميعهم من القرية "الداخلة "موقع الفندق،كما تم استخدام المواد المحلية والطبيعية فقط في بناء و تصميمه بالإضافة إلى استعمال أغطية السرير وجميع المواد النسيجية طبيعية ومزروعة ومصنوعة في مصر أما بالنسبة لـ:[15]
· الطاقة :
- تستعمل في هذا الفندق الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية. حيث تم تثبيت الألواح الضوئية
(PV) وتوليد kWh 45 يومي؛
- يتم استخدام المصابيح الكهربائية منخفضة قدر الإمكان.
· المياه:
-يتم تصفية مياه الصنبور مع مرشحات فائقة التكنولوجيا وتقدم لعملائنا في زجاجات للشرب. وبالتالي فإنه يتم تقليل كمية هائلة من النفايات والحد من تكاليف النقل وانبعاث CO2؛
-استعمال المياه الساخنة الطبيعية ذات حوالي 37 درجة مئوية. يتم توجيه فائض المياه في نظام من القنوات للمزارع الثلاثة حيث تتوفر على خضر وفواكه طبيعية بدون مواد كيماوية.
· النفايات:
- تم تقليل النفايات، فصلها وإعادة تدويرها في الغالب؛
- تم إطلاق مشروع إدارة النفايات الصلبة للواحة بأكملها (7000 شخص)يساهم في ذلك، ولتنظيف القرية يساهم حتى أطفال المدارس المحلية بتنظيف الجزء القديم من القرية بانتظام
خاتمة:
من خلال المعلومات المقدمة خلال هذه الورقة البحثية نستنتج أن التوجه الى المباني الصديقة للبيئة أصبح ضرورة حتمية لا مفر منها بالنسبة للبنى التحتية الممثلة للقطاع السياحي في أي بلد مادام أن عدد السياح (المستهلك الأخضر) في تزايد مستمر لذا لابد من اتباع بعض المعايير في إعداد وتصميم هذا النوع من الفنادق لتكون توافق الشروط المطلوبة خاصة بعد إصدار علامة المفتاح الأخضر المشجعة وخلق جو تنافسي بين الفنادق التي تحترم وتراعي المعايير البيئية لذا لابد أن تراعي هذه الفنادق :
1) استخدام الطاقات البديلة ؛
2) استعمال مواد بناء صديقة للبيئة ؛
3) أن لا تساهم في زيادة التلوث الداخلي بالمبنى ؛
4) جودة التهوية داخل غرف الفنادق،
5) الإضاءة الجيدة و التصميم الصوتي لتجنب الضوضاء؛
6) الطابع العمراني المتوافق مع البيئة.
وفي الأخير نستخلص أنه كلما كانت الفنادق تراعي الشروط البيئية و تحافظ عليها كلما كانت أكثر تأثيرا في السياح لجذبهم مادام أن السائح يبحث عن الترفيه و السياحة بأقل سعر ممكن وهو يعكس حتمية الفنادق و البني التحتية الصديقة للبيئة .
المراجع
1) مروان السكر،مختارات من الاقتصاد السياحي"،دار مجد لاوي للنشر والتوزيع،ط1،1999 .
2) ناصر عبد العزيز ،"دور الهيئة العامة للسياحة و الآثار في تحسين مرافق و خدمات الفندق.
3) خليف مصطفى غرايبية "السياحة البيئية"،دار ناشري للنشر الالكتروني،2012،www.nashiri.net.
4) سامح خيري مجد ، محمد سايح أحمد ،"دراسة عن الفنادق الخضراء في مصر "مجلة اتحاد الجامعات العربية للسياحة و الضيافة ،"المجلد العاشر ، العدد الأول ، يونيو 2013.
5) علي قابوسة،حمزة طيبي،"منظومة الإدارة البيئية السليمة والتنمية المستدامة في المناطق الريفية"،مجلة الدراسات و البحوث الاجتماعية، جامعة الوادي –الجزائر-،العدد4،جانفي2014 .
6) شاقور فوزية، طهراوي دومة،"المسؤولية البيئية للمنشئات السياحية نموذج الفنادق الخضراء"، مداخلة مقدمة ضمن الملتقى الدولي 13حول دور المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تدعيم إستراتيجية التنمية المستدامة الواقع و الرهانات يومي 14/15 نوفمبر 2016 جامعة حسيبة بن بوعلي .
7) أحمد حسني رضوان ،أحمد يحي إسماعيل،"السياحة البيئية المستدامة في مصر"-الإمكانيات الفرص ومقترحات الاستغلال- http://www.cpas-egypt.com/pdf/Ahmed_Hosny_Radwan/R/5.pdf ،ص.ص:21-22
8) http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=668976.0
9) http://www.clefverte.ma/ar/eco-label
10) http://www.greenkey.global/
12) http://afedmag.com/web/tabi3aFiSouwar-details.aspx?id=1026&type=5&issue=105
15) http://www.maan-ctr.org
16) http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=25639
[1] http://www.maan-ctr.org
[2] http://www.grenc.com/show_article_main.cfm?id=25639
[3] مروان السكر،مختارات من الاقتصاد السياحي"،دار مجد لاوي للنشر والتوزيع،ط1،1999 ،ص28 .
[4] ناصر عبد العزيز ،"دور الهيئة العامة للسياحة و الآثار في تحسين مرافق و خدمات الفندق،ص28 http://www.mas.gov.sa/ar/researches/DocLib/1.pdf
[5] خليف مصطفى غرايبية "السياحة البيئية"،دار ناشري للنشر الالكتروني،2012،www.nashiri.net،ص159.
[6] سامح خيري مجد ، محمد سايح أحمد ،"دراسة عن الفنادق الخضراء في مصر "مجلة اتحاد الجامعات العربية للسياحة و الضيافة ،"المجلد العاشر ، العدد الأول ، يونيو 2013، ص.ص:160-161 بتصرف.
[7] علي قابوسة،حمزة طيبي،"منظومة الإدارة البيئية السليمة والتنمية المستدامة في المناطق الريفية"،مجلة الدراسات و البحوث الاجتماعية، جامعة الوادي –الجزائر-،العدد4،جانفي2014 ،ص183 .
[8]http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=668976.0
[9] http://www.clefverte.ma/ar/eco-label
[10] http://www.greenkey.global/
[12] http://afedmag.com/web/tabi3aFiSouwar-details.aspx?id=1026&type=5&issue=105
[13] أحمد حسني رضوان ،أحمد يحي إسماعيل،"السياحة البيئية المستدامة في مصر"-الإمكانيات الفرص ومقترحات الاستغلال- http://www.cpas-egypt.com/pdf/Ahmed_Hosny_Radwan/R/5.pdf،ص.ص:21-22 .
[14] أحمد حسني رضوان ، مرجع سابق،ص24.
تحميل من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق