دراسة الجوانب المناخية في الفكر الجغرافي العربي الإسلامي
|
قائمة
المحتويات
التسلسل |
المحتويات |
الصفحة |
|
الملخص |
أ |
|
قائمة
المحتويات |
ب-ج |
|
قائمة
الأشكال |
ج |
|
المقدمة |
د-و |
1 |
الفصل
الأول:الظواهر الطبيعية في الفكر
الجغرافي العربي والإسلامي |
1-55 |
|
المقدمة |
1-4 |
1-1 |
الجوانب
الجيولوجية |
5-16 |
1-2 |
الجيمورفولوجيا |
16-25 |
1-3 |
الحقل
ألمناخي |
25-37 |
1-4 |
1لموارد
المائية |
37-50 |
1-5 |
1لنبات
الطبيعي والتربة |
50-55 |
2 |
الفصل
الثاني: الجوانب المناخية في الفكر الجغرافي العربي والإسلامي |
57-115 |
|
مقدمة |
57-58 |
2-1 |
الاهتمام
بمعرفة الأنواء الجوية |
58-59 |
2-2 |
الغلاف
الجوي |
59-61 |
2-3 |
عناصر
المناخ |
62-76 |
2-3-1 |
الرياح |
62-69 |
2-3-2 |
السحاب
|
69-71 |
2-3-3 |
المطر |
72-74 |
2-3-4 |
التبخر وأشكال التكاثف |
74-76 |
2-4 |
ظواهر
الغلاف الجوي |
77-82 |
2-4-1 |
البرق
والرعد |
77-79 |
2-4-2 |
الهالة
|
80-81 |
2-4-3 |
القوس قزح |
81-82 |
2-5 |
المناخ
والفصول |
83-85 |
2-6 |
العوامل
المؤثرة في المناخ |
86-89 |
2-7 |
اثر
المناخ على الإنسان |
89-94 |
التسلسل |
المحتويات |
الصفحة |
2-8 |
بعض
الأعلام العرب والمسلمين في الوصف ألمناخي |
94-106 |
2-9 |
قراءات
مناخية لبعض الأعلام العرب والمسلمين |
106-110 |
2-10 |
التنين
في المصادر العربية |
110-113 |
2-11 |
قراءة
في الأمثال المناخية العربية عند الميداني |
113-115 |
3 |
الفصل
الثالث :مقارنة بين الأفكار المناخية القديمة والأفكار المناخية الحديثة |
116-138 |
|
مقدمة |
116-117 |
3-1 |
البدايات
الأولى للمفاهيم المناخية الحديثة |
117-121 |
3-2 |
عناصر
المناخ |
121-131 |
3-2-1 |
درجة
الحرارة |
121-126 |
3-2-2 |
الضغط
الجوي والرياح |
126-129 |
3-2-3 |
الرطوبة والتساقط |
129-131 |
3-3 |
التصنيف
ألمناخي |
132-138 |
|
الخاتمة
والاستنتاجات والتوصيات |
139-143 |
|
الخاتمة |
139 |
|
الاستنتاجات
|
139-142 |
|
التوصيات
|
143 |
|
المصادر والمراجع |
144-149 |
|
الملخص
باللغة الإنكليزية |
A |
الملخص
تناولت الدراسة موضوع "الجوانب المناخية في الفكر الجغرافي العربي والإسلامي حتى القرن الخامس الهجري (القرن الحادي عشر الميلادي)". الذي يعد من الموضوعات المهمة التي تثير اهتمام العديد من الجغرافيين، وينصب الحديث عنه في أسمى معانيه على الوجود المادي الذي يحيط بنا ودراسة كل شيء من حولنا نلمسه أو نحس به أو يؤثر في كياننا وفي وجودنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ترمي هذه الدراسة إلى
إبراز المستوى العلمي الجغرافي الموضوعي والشامل للحقائق الثابتة المبنية على أسس
علمية والتعريف بـ(الجانب المناخي ) وإبراز المستوى العلمي والعملي الذي كانت عليه أمة العرب وذلك من خلال تعاملها مع حقائق المناخ (نظرية وتطبيقا)
جاءت هذه الدراسة في ثلاثة فصول فضلاً عن المقدمة ،فقد تضمن الفصل الأول دراسة الظواهر الطبيعية في الفكر الجغرافي العربي والإسلامي من الناحية الجيولوجية والجيمورفولوجية والحقل ألمناخي والموارد المائية فضلا"عن النبات الطبيعي والتربة. بينما عالج الفصل الثاني عناصر المناخ بكل تفاصيله ضمن تلك الحقبة. أما الفصل الثالث فقد تضمن مقارنة بين الجوانب المناخية قديماً وحديثاً. وفي نهاية الدراسة كانت الخاتمة فضلاً عن الاستنتاجات والتوصيات.
Abstract
This study deals
with the climatic aspects in geographical Islamic and Arabic thinking
until the fifth century (A.H)(the eleventh century A.D).which is
regarded as one of the the most important subjects which arises the attention of the great
deal of the geographicals.We
specialized the speech about
the fruitful meanings of the existence of concrete
which surrounding us and the study of every thing around
us which we can touch and
feel or
affect our entities in our existence
in adirect or indirect way.
This
study aims to show the objective
geographical an scientific level
and a full contemplation in the flexible truths which based on a scientific principles and acknowledging
the climatic aspects and show the
scientific and practical standard
which was the conditions of
the Arab nation through
its dealing with the truths
of the climate
by (theory and practice).
This study came
to be in four chapters ,in
addition to an introduction. the first
chapter includes the study of the
natural phenomenon in the Islamic and geographical Arabic thinking from
the geomorphological and geological side
and the climatical field, water resources
, in addition to the natural plant
and soil .while the second chapter delt with
the climatic elements
with all its
details in that period. the third
chapter included a
comparison between the climatic
aspects in the (past and
present). the third chapter
included the conclusions
and recommendations.
المقدمة:
يعد العرب المسلمون من المساهمين عبر تاريخهم في
وجوه متعددة من المعارف فكانت أخبارهم مبعث اعتزاز ،وتراثهم رصيداً زاخراً من
المقدرات وذخيرة غزيرة من العلم والمعرفة ومذخراً قيّماً من مذخرات المآثر النفيسة
عبرت فيه عن اصالتها وكشفت عن الجانب الجدي الذي ظل سمة من سمات الأمة العلمي
،الذي ولد في كل مظهر من مظاهر الحياة صور الخالق والإبداع وروح المتابعة والتواصل
.
إن دراسة الفكر الجغرافي يتطلب الوقوف أمام
التراث الشاخص أو الشاهد المخطوط أو الدائر بما فيه صوتها الذي عبر عن جهد العلماء
العرب والمسلمين وإبراز قيم التواصل الذي شهد حلقاتها واحكم بناءها وترك نهايات
الحلقات مفتوحة للإضافة من خلال البحث بما نراه جديراً أو مناسباً . وان كل خطوة
من خطواتها كفيلة بالأحياء الذي يعطي صورة الحياة ما تستحقه من معاودة في المراجعة
،ليظل العلماء العرب المسلمين المبدعين في مجال علم المناخ حافزاً يلهم الجغرافيين
بالإعجاب ويثير في نفوسهم مظاهر الاعتزاز بالأمة العربية الإسلامية التي أنجبت
كثيراً من العلماء الذين تركوا للبشرية ثروة علمية أضافت إلى تراث الإنسانية
مااغناها ،وقدمت لمسيرتها مااثراها ،ولكي نؤرخ للحضارة والثقافة العربية الإسلامية
هذه الشخصيات وما قدمته من عطاء علمي زاخر في مجال علم المناخ والذي انبثقت فيه
قدرة الإنسان العربي الذي عاش فوق هذه الأرض واستوعب أحداثها وقد استطاع بفضل
قدراته أن يقدم واقعاً علمياً عالمياً تمكن من خلاله أن يفرض وجوده فكرياً
وثقافياً وعلمياً .ولمتابعة هذا التراث لابد من تحقيق تواصل بما يسهم في عناصر
الاصالة في المعرفة العربية وتوظيفها لخدمة الحاضر والمستقبل من خلال إظهار الإرث
الحضاري العميق وإبراز فكرة التواصل الحضاري في مجال علم المناخ بعين الماضي
والحاضر من خلال عملية الاستلهام ومواصلة الإبداع والريادة عن طريق استطلاع
الإضافات الموضوعية بما يخدم المسيرة العلمية لكي تترك طابعها على الحضارة
الإنسانية.
منذ بداية نشأة الإنسان أخذ يفكر في الظواهر
الجوية محاولاً تفسيرها تفسيراً يتناسب مع تفكيره البدائي إلاّ أن عدم تمكنه من
تفسيرها تفسيراً علمياً جعله يخضع لها مفسراً إياها تفسيراً معنوياً وروحياً
،جاعلاً إياها من صنع الإله ،لذا فقد عمد إلى عبادتها إمّا خوفاً أو إرضاءً لها(1) .
وتعد حضارة وادي
الرافدين وحضارة وادي النيل من أولى الحضارات التي سادت في
التاريخ
وقد تضمنت الآثار المتيسرة عنهما وما كتب في تأريخها شواهد على ظواهر جغرافية تعود
بدايتها إلى الألف الثالث ق.م،وهذا يتطلب توثيق المفاهيم الجغرافية للحضارات التي
تلتها سواء كانت مقتبسة من حضارتي وادي الرافدين ووادي النيل أم مضافاً لها أم
مبتكراً خاصاً بها.
وقد أسهم العرب والمسلمون إسهاماً جاداً في
تطوير علم المناخ ووضعه على قواعد علمية صحيحة فمنهم وان كانوا قد ترجموا كتب
اليونان القديمة في المناخ إلا أنهم لم يستسلموا إلى الخرافات اليونانية التي
اعتمدت في تفسير الظواهر الجوية ،بل انطلقوا من قواعد الفكر اليوناني إلى آفاق
واسعة من الفكر العلمي الصحيح .
وقد عملوا على تطوير الكثير من المفاهيم
المتعلقة بالجو وتوصلوا إلى اكتشاف الكثير من القوانين الجوية قبل اكتشافها في
الغرب بمدة طويلة .وقد ساعدهم في ذلك اتساع الدولة الإسلامية وترامى أطرافها مما جعلها
تضم العديد من الأنماط المناخية المتباينة ،مما دفع بالرحالة والكتّاب العرب إلى
دراستها وبيان دورها في الاختلافات الجغرافية .
وعلى الرغم من أهمية الجهود التي بذلها العرب
والمسلمون في تطوير علم المناخ ظلت مفاهيمهم في هذا الموضوع مبنية على الملاحظة الشخصية
والاستنتاج .وكانت بحاجة إلى أجهزة خاصة لقياس عناصر المناخ وقد استمرت هذه الحالة
حتى نهاية القرن الخامس تقريباً وبداية عصر النهضة الحديثة في أوروبا ،حين أخذت الدراسات المناخية تخطو بعد ذلك
خطوات واسعة في طريق التقدم(2) .
وتتزايد
اليوم أهمية الدراسات المناخية بتزايد المعلومات عنها وبتزايد الأجهزة الدقيقة
التي تسجلها لنا ،كما يسعى الإنسان اليوم عن طريق الاستشعار عن بُعد بواسطة
الأقمار الصناعية إلى اكتشاف القدرات الطقسية في طبقات الجو المختلفة والتحكم فيها
وفي مساراتها وتسخيرها لمصالحه أو على الأقل التنبؤ بها لتفادي أخطارها المفاجئة
كالأعاصير العنيفة أو الأمطار الغزيرة أو الجفاف وانتشار ظاهرة التصحر(1) .
وفي ضوء عنوان الرسالة جاء المحتوى محصوراً
بالمفاهيم الجغرافية المناخية عند العرب والمسلمين ضمن حقبة
الدراسة ، فالبحث يهدف
إلى
تقييم المفاهيم الجغرافية المناخية العربية الإسلامية ومقارنتها بالمفاهيم
الجغرافية المناخية الحديثة ،ومتابعة ذلك في المفاهيم الجغرافية الحديثة من حيث
المحتوى والمنهجية .
تكمن مشكلة البحث في تحديد مفهوم
المناخ عند عرب ما قبل الإسلام وفي الإسلام
والتعرف على عناصره الرئيسة والفاعلة المؤثرة في حياتهم وابرز ظواهره الحيوية وكيف
فسرها علماء المسلمين بالأمس القريب وكيف يتعامل معها عامة الناس وعلمائهم اليوم
،بغية إظهار الحضارة العربية الإسلامية بحجم يتناسب مع دورها الفكري في المجال
الجغرافي .
استخدم الباحث المنهج التاريخي في
تقييم المفاهيم المناخية عند العرب والمسلمين بالمفاهيم الجغرافية الحديثة ،كما
اشتمل البحث على ثلاثة فصول ،اختص الفصل الأول بدراسة الظواهر الطبيعية في الفكر
الجغرافي العربي والإسلامي واحتوى الفصل الثاني على دراسة الجوانب المناخية في
الفكر الجغرافي العربي والإسلامي وتضمن الفصل الثالث مقارنة بين الأفكار المناخية
عند العرب والمسلمين قديما والأفكار المناخية الحديثة وفي
نهاية البحث جاءت الخاتمة والاستنتاجات والتوصيات .
اعتمد البحث العديد من كتب الجغرافية
والفلسفة والتأريخ والآثار والجيولوجيا والرياضيات
،التي لها علاقة بالموضوع والمتيسرة في مكتبة قسم الجغرافية في كليـة التربية /جامعة تكريت ومكتبة الكلية
والمكتبة المركزية والمكتبة العامة لمدينة تكريت فضلا" عن مكتبة قسم الجغرافية في كلية الآداب /جامعة بغداد علماً إن
الباحث قد راسل عدداً من الأقسام الجغرافية في الجامعات العربية والمكتبات
العالمية إلا انه لم يحصل على معلومات خاصة بالفكر الجغرافي العربي والإسلامي في
الجانب ألمناخي .
(1) Spiegel and gruber,from weatner vans to
satellites ,wileg,new,
(2) د.صباح محمود الراوي ,والسيد عدنان هزاع البياتي ,أسس علـم المناخ ,وزارة التعليم العالي والبحث
العلمي ,دار الحكمة
للطباعة والنشر ,جامعة الموصل ,1990 , ص14
(1) د.طه عبد العليم
رضوان ,في الجغرافية العامة ,مكتبة الانجلو المصرية ,القاهرة ,1984م, ص321
الخاتمة:
الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات
وبتوفيقه ومنه تكتمل الطاعات وبعد:
فقد برز المناخ من خلال محاولة الإنسان
التعرف على خصائصه في جميع جهات الأرض وعلى مر العصور المختلفة ، فقد لاحظ الإنسان
الأعاصير العاتية وسقوط الأمطار وهبوب الرياح من وقت إلى آخر ، وقد أدت ملاحظة الإنسان
لتلك الظواهر الجوية والمناخية شهرا بعد آخر وفصلا يلي الآخر وسنة تتلو الأخرى إلى
محاولة فهم أسرار ومسببات تلك المظاهر والسعي إلى تفهم العوامل التي تتحكم فيها
وتغيرها من وقت إلى آخر ومن مكان إلى آخر .
ورغم مرور وقت طويل منذ بدأ الحياة البشرية إلا إن الإنسان لم يتوصل بعد إلى تفسير الظواهر الجوية جميعا . ولا تزال هناك بعض الظواهر الجوية التي تحتاج إلى الدراسة والتفسير.
الاستنتاجات :
1. بدأ انبعاث الجغرافية العربية الإسلامية في
القرن الثاني والثالث الهجري ففي هذا الدور تم ترجمة عدد من المصنفات الجغرافية
الفلكية والخرائط الأجنبية إلى اللغة العربية وفي مقدمتها كتاب "المجسطي
"اليوناني ،لذلك كان الجغرافيون العرب
الأوائل يمثلون الجغرافية الرياضية الفلكية الهندسية والإغريقية منقولة إلى
العربية وان هذه المعرفة لم تبلغ النضج إلى حد كبير إلا في القرن الرابع الهجري(العاشر
الميلادي)بفضل
العرب المسلمون الذين ظهروا فيه مثل الخوارزمي والبتاني و البلخي والاصطخري وابن
حوقل والمسعودي والمقدسي والبيروني وغيرهم
من العلماء.
2. بلغت
الجغرافية العربية ومنها المفاهيم المناخية قمة تقدمها في القرن الرابع الهجري
الذي يمثل دور النضج والإبداع والابتكار العربي في الجغرافية ،وهو الدور المتميز
بظهور سلسلة مصنفات جغرافية عربية تشق طريقها نحو تكوين نهج عربي خاص يتصل اتصالاً
وثيقاً بتعاليم الإسلام .
3. لاريب
ان الجغرافيين العرب مقصرون في دراسة التراث الضخم الذي خلفه لنا الأجداد في ميدان
الجغرافية .ولا يقع هذا التقصير على عاتـق
الجغرافييـن فحسب ،بل على عاتق بقية المختصين في
الدراسات الإنسانية الأخرى .
4. إن
منشأ الأفكار والصور الجغرافية العربية انبثقت من صميم حياتهم البدوية .وقد انعكست
صورها الأولى في شعر الشعراء الجاهليين .وان طبيعة المناخ الصحراوي ذا السماء
الشديدة الصحو في معظم شهور السنة ،كان ولاشك يثير التأمل ويشجع على محاولة التعرف
في صفحة السماء المترامية الأطراف .وكان لظهور الإسلام واتساع رقعة الدولة الإسلاميـة
دورا أساسيا في تشجيع الكتابة الجغرافية فقد كان دافع
اغلب الكتّاب حج بيت الله الحرام ،وتهيأت لهم الفرصة بذلك لزيارة بلدان عديدة من
ديار الإسلام فدونوا عنها مشاهداتهم . وقد وردت في كتاباتهم المعلومات البشرية
والاقتصادية وكذلك المعالم الطبوغرافية للمدن والبلدان التي زاروها بصورة عرضية .
5. بتفكك
الدولة الإسلامية وضعف سلطتها المركزية
انتقلت الجغرافية منذ بداية القرن السادس الهجري إلى طور جديد آخر هو طور
"الاقتباس "وهي المرحلة التي انتهى فيها عهد التجديد والابتكار .واقتصرت
الكتابة الجغرافية على مجرد الجمع والاقتباس من مؤلفات السابقين .
6. آمن الجغرافيون العرب والمسلمون بان الأرض
كروية وإنها ثابتة لا تتحرك في وسط الكون .كما أكدوا على إن الجزء المعمـور منهـا
هو الربع الشمالي فقط, وان الجزء الجنوبي منها غير مسكون وقد اعتقدوا أيضا" بان المنطقتين الاستوائية والقطبية غير
مسكونتين بسبب شدة حرارة الأولـى
وعظـم برودة الثانية .وقد وضعوا تعريفاً
صحيحاً لخط الاستواء وللمدارين وللقطبين ،كذلك قاموا بإنجاز عملية فلكية عظيمة هي
قياس درجة من درجـات العرض بصـورة عملية .وقد مكنهم ذلك من التوصل إلى
تقدير مقارب لمحيط الأرض .وقاموا أيضا" بوضع
ازياج دقيقة لتعيين حركات الكواكب في أفلاكها واستخراج مواضعها من السماء وحققوا
في هذا الفن الرياضي براعة عظيمة .وقد أدى تبحرهم في هذا الفن إلى تطوير آلة
الاصطرلاب التي كانت تستخدم في رصد الكواكب والى ابتكار آلات هندسية عديدة .كذلك أدى
الاهتمام البالغ بعلم الفلك إلى بناء المراصد الضخمة في مدن عديدة من بلدان العالم
الإسلامي الشاسعة ،وكان البعض منها على درجة بالغة من الدقة والضبط .وهكذا تنوعت إنجازاتهم
في هذا الحقل فمكنتهم من رصد تحركات النجوم والكواكب في السماء واستخدام مجموعاتها
في التعرف على الاتجاهات في عرض البحر كما مكنتهم من تعيين مواقع البلدان على خطوط
العرض والطول بل ومكنتهم أيضا" من
رسم خارطة جيدة للأرض .
7. كان
الناس ولحقبة طويلة يتطلعون إلى الجو ويرصدون
تقلباته وظواهره المختلفة. وكانت بعض الفئات أكثر اهتماما"
من غيرها في هذا الموضوع نظرا"
لعلاقة الظواهر الجوية بصميم عملهم مثل الفلاحين والمزارعين والرعاة .وكانت
توقعاتهم الجوية لا تعتمد على أسس علمية ولا على أجهزة للرصد وإنما على أساس
الخبرة والتمرن .
8. قام
العرب بتقديم خدمات جليّ
خلال الأجيال المتعاقبة ولاسيّما
في مجال الرياح الموسمية فكانوا على بينة تامة باتجاهات هبوبها ومواعيدها
واستخدامها للملاحين في المحيط الهندي وظل العرب محتكرين للتجارة بين الشرق والغرب
عبر المحيط الهندي إلى أن استطاع الأوربيون اكتشاف طبيعة عمل الرياح الموسمية .
9. لم
يهتم العرب في أول أمرهم بترك آثار مكتوبة عن آرائهم ومعارفهم لحقبة طويلة حتى سنة 851ميلادية عندما كتب
احدهم مخطوطا" عن المحيط الهندي وما يسوده من ظواهر وأنواء
جوية .ويوجد هذا المخطوط في مكتبة باريس تحت اسم (رحلة التاجر سليمان )وقد أضاف إليه
شخص اسمه أبو زيد السيرافي ما جمعه من معلومات أخرى .وقد أطال كثيرا" في وصف رحلاته في بحار الشرق وكيف ان
العرب كانوا يستغلون دورة الرياح العامة في المحيط الهندي .حيث تصبح الرياح جنوبية
غربية صيفاً وشمالية شرقية شتاء".وتكون الأولى ممطرة ويكاد هبوب الثانية
منتظماً على المحيط .
10. توصل
العلماء العرب ومنهم المسلمين المشتغلين بالعلوم الهندسية في القرن الحادي عشر
الميلادي بتقدير سمك الغلاف الجوي بنحو 92كم معتمدين في ذلك على طول
المدة التي يمكثها الشفق فوق الأفق
.وظل الوضع هكذا حنى أواخر القرن السادس عشر عندما استطاع غاليلو ان يخترع
الثرمومتر .وفي سنة 1643م استطاع تورشيلي أن يبتكر البارومتر الزئبقي لقياس الضغط الجوي فساعد ذلك على تقدم
علم الطقس تقدما عظيماً وتطورت أساليب التنبؤ الجوي. وفي أواسط
القرن الثامن عشر وضعت قواعد متفق عليها بين بعض الدول الأوربية من اجل جمع
الارصادات حول الضغط الجوي ودرجة الحرارة والرياح وحالة الجو عموماً بطريقة منظمة .وفي سنة 1853م عقد أول
مؤتمر دولي لوضع أسس التعاون في شؤون الأرصاد الجوي وكان أول نتائج هذا المؤتمر
ظهور علم الطبيعة الجوية إلى حيز الوجود بصورة واضحة ،كما رسمت أول خريطة جوية
.
11. تعد المدة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية من المدد المهمة التي تطور خلالها علم الطبيعة الجوية تطوراً عظيماً ، وقد اخترعت آلات وأجهزة متطورة من اجل حماية الطيران المدني وادخل هذا العلم بفروعه كافة في الجامعات المشهورة كما زادت أهمية المعلومات التي تجمع حول الظواهر الجوية بعد ان استطاع الإنسان أن يرتفع بأجهزته لدراسة الطبقات العليا من الغلاف الجوي باستخدامه البالونات والطائرات والأقمار الصناعية والصواريخ والمركبات الفضائية الأخرى .
التوصيات :
في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة يقترح الباحث التوصيات الآتية
مساهمة منه في اغناء الموضوع وحث طلاب العلم على مواصلة الكتابة فيه :
1. يعد موضوع الفكر الجغرافي من المواضيع الأساسية
والمهمة بالنسبة للجغرافيين لأنه موضوع يحدد ماهية علم الجغرافيـة وحدود أبحاثها وعلاقتها بالعلوم الأخرى
.لذا لابد من ولوج مثل هذه المواضيع وحث طلاب العلم والباحثين على البحث فيها .
2. ان
الأخذ بالحقائق العلمية وقوانينها يمثل صفحة علمية وضاءة ومشرقة في مجالات العلم
،والفكر الجغرافي العربي والإسلامي فيـه
من الحقائق العلمية الكثير .لذا يدعو الباحث إلى نبذ الآراء والأفكار المبنية على أساس
التمييز العرقي أو الانحياز إلى رأي دون الآخر ،والرجوع إلى البدايات الأولى والإشارات
التي على أساسها قامت المعرفة ،ويعطي كل ذا حقٍ حقه .
3. إقامة
ندوات ومحاضرات ودورات تثقيفية لتعريف الباحثين من الأساتذة في حقل الجغرافية بما أورده
المفكرين الجغرافيين العرب والمسلمين من الحقائق العلمية الجغرافية لجعلها مناراً لهم في بحوثهم ومؤلفاتهم .
4. يدعو
الباحث كل الباحثين في فروع الجغرافية المختلفة الإشارة
إلى أساس الحقائق العلمية الحديثة والى الدور الذي أدته
المعلومة الجغرافية عند الجغرافيين العرب والمسلمين في إرساء اللبنات الأولى للصرح
العلمي الجغرافي الحديث .
5.
الاهتمام بمادة الفكر
الجغرافي لكونها تمثل مادة أساسية من مواد المنهج الدراسي
وتطويرها بالشكل الذي يتناسب والقيمة الفعلية للدور الذي
أدته في اكتشاف المعلومة الجغرافية قديماً وتحديثها وفقاً للتطور العلمي الحديث
.ومحاولة تنميتها بما يضمن مواكبتها للعلوم الأخرى المرافقة لها .
والحمد لله أولا وآخرا،والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم أجمعين... تمت بحمد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق