المستخلص
تتميز المدن الحضرية بتفوق البيئة المشيدة على الفراغ،
والتحكم الكبير للمساحات المتباينة خارج المباني نتيجة للحاجة الماسة في أيامنا لقياس
استجابة التخطيط للمدن المعاصرة، مع متغيرات المناخ المحلي كونه من أكثر العوامل المؤثرة
في البيئة لمدينة بعقوبة على وجه الخصوص، والهدف من الدراسة هو الوقوف على اهم العوامل
المؤثرة في تخطيط مدينة بعقوبة على تركز درجات الحرارة والرطوبة النسبية وتباينها موضعيا،
كما تم الاعتماد على بيانات تعزز الدراسة الميدانية وتعد مكملة لها (بيانات لاندسات
8 Landsat)، و بيانات المحطات المناخية الفضائية).
تشكل مدينة بعقوبة مساحة قدرها (12987 هكتار) بنسبة
(0.7 %) من محافظة ديالى وهي المركزها الاداري تبعد عن العاصمة بغداد (60 كم) باتجاة
شمالي شرقي، أما فلكياً فأنها تقع بين دائرتي عرض (33 48 - 33 40 30) شمالاً وخطي طول
(44 44 – 44 29) شرقاً. تم إجراء الدراسة الميدانية للمدة (2019 – 2020م)، وعلى أربعة
مواسم في كل موسم تسعة رصدات، ثلاث رصدات في كل شهر وبواقع رصدتين يومياً، سجلت الرصدة
الصباحية عند الساعة (4 – 5 صباحاً)، أما الرصدة المسائية (2 – 3 ظهراً)، قسمت المنطقة
على أربعة محاور، مع التأكيد على الحركة في القياس لتكون التسجيلات نقاط التغير أساس
لكل رصدة.
فضلاً عن ربط الرصدات بسجل حركة القمر الصناعي
لاند سات ومروره على مدينة بعقوبة في نفس اليوم لتسجيل الرصدات ميدانياً، وذلك لتحليلها
وتدقيق نتائج المعطيات، فتكون معيار للدراسات المستقبلية وزيادة في دقة المعلومات وتعزيزاً
لدراسة تم أخذ معطيات المحطات الفضائية للمناخ ضمن مشروع وكالة ناسا، وبمعالجتها بطرائق
رياضية باستخراج المعدلات وتطبيق مؤشرات رقمية لاستخراج نتائج على مستوى 10م2) لمدينة
بعقوبة ومنها (NDMI,NDBI,LST,NDVI ، LSWI).
ومن خلال
تطبيقات المعالجات الإحصائية كاستخراج علاقات الارتباط الخطية للمعالم المكانية باستخدام
التحليل المكاني (Network Analysis) (Spatial
Analysis) تباينت نتائج العلاقات، سجلت علاقة موجبة بين
القياسات الميدانية وبيانات LANDSAT OLI8
والمحطات المناخية الفضائية، وعلاقة موجبة بين المؤشرات NDBI)، NDVI ، NDMI)، لتؤكد أن زيادة الكتلة الحضرية (البيئة المشيدة) يزيد من درجات الحرارة.
أظهرت النتائج
بروز اربعة عشر بؤرة حرارية وحسب المواسم الأربعة، توزعت مكانياً، وسجل موسم الخريف
أعلى بؤر حرارية لدرجة الحرارة الصغرى عند (حي الأمين وكراج البحيرة وتقاطع الفلاحة
7.8مْ)، والعظمى (بعقوبة الجديدة كانت 23مْ)، أما موسم الشتاء فإن الحرارة الصغرى عند
(بعقوبة الجديدة 11.9 مْ)، والعظمى عند (مركز بعقوبة الجديدة كانت 23.3مْ)، وسجل موسم
الربيع لدرجة الحرارة الصغرى عند (بعقوبة الجديدة 11.5مْ)، ولدرجة الحرارة العظمى عند
(بعقوبة الجديدة 32مْ)، وأخيراً جاء موسم الصيف إذ كانت درجة الحرارة الصغرى في (بعقوبة
الجديدة 29.5مْ،)، والعظمى (بعقوبة الجديدة 49.7مْ).
ولتنمية الثقافة البيومناخية (البيئية والمناخ)،
والأخذ بالحسبان في توجيه مخططي المدن نحو تقليل التلوث البصري والبيئي وتقليل الاعتماد
على التكييف الصناعي، وإنشاء مايعرف بثقافة وأدبيات العمران المعاصر لتحقيق الاستدامة
الحضرية (المدن الذكية)، ولرؤيا مستدامة تم بناء نماذج ثلاثية الأبعاد للعلاقة بين
البيئة المشيدة ونمذجة التغيرات المناخية، مع معالجات تنموية لهذه البؤر باستخدام النمذجة
الكارتوغرافية واعتماد الترميز الموضوعي والحجمي واللوني بغية الإدراك المفاهيمي لأبعاد
الموضع ومعالجته لمدن خضراء ملائمة للحياه العصرية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق