التسميات

السبت، 8 يناير 2022

المنظومات الضغطية المندمجة وتأثيرها على الظواهر الطقسية والمناخية في العراق - ميسرة عدنان عبد الرحمن - أطروحة دكتوراه 2013م


المنظومات الضغطية المندمجة 


وتأثيرها على الظواهر الطقسية والمناخية

في العراق



أطروحة تقدمت بها

ميسرة عدنان عبد الرحمن


إلى مجلس كلية التربية - الجامعة المستنصرية

وهي جزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في الجغرافية



بإشراف

الأستاذ الدكتور

فاضل باقر الحسني



1434هـ بغداد 2013م



ثبت المحتويــات

الموضـــــــــــوع

رقم الصفحة

الآية القرآنية.

ب

إقرار المشرف.

ج

إقرار لجنة المناقشة.

د

الإهــــداء.

هـ

 

شكـر وتقديـر.

و

 

المستخلص.

ز-ح

 

ثبت المحتويـات.

ط-ي

 

ثبت الجــداول.

ك-س

 

ثبت الأشكال.

ع-ش

 

ثبت الخرائط.

ت-ض

 

المقدمـــة.

1-2

 

الفصل الأول: الإطار النظري للدراسة

3-18

 

المبحث الأول: مشكلة الدراسة

5-9

 

المبحث الثاني: الدراسات السابقة.

10-12

 

المبحث الثالث: مفهوم المنظومات الضغطية المندمجة.

13-18

 

الفصل  الثاني: حالات الاندماج بين المرتفعات الجوية

19-75

 

المبحث الأول: أنواع المرتفعات الجوية المؤثرة في العراق.

23-26

 

المبحث الثاني: التكرارات السطحية  المتشابهة والمختلفة للمرتفعات الجوية المندمجة.

27-61

 

المبحث الثالث: التكرار السنوي والاتجاه العام لحالات اندماج المرتفعات الجوية.

62-75

 

الفصل الثالث: حالات الاندماج بين المنخفضات الجوية

76-167

 

المبحث الأول:  أنواع المنخفضات الجوية المؤثرة في العراق.

79-85

 

المبحث الثاني: التكرارات السطحية المتشابهة والمختلفة للمنخفضات الجوية المندمجة.

86-148

 

المبحث الثالث: التكرار السنوي والاتجاه العام لحالات اندماج المنخفضات الجوية.

149-166

 

الفصل الرابع: المرتفعات والمنخفضات الجوية في طبقات الجو العليا وعدد أيام بقاء اندماجها

167-261

 

المبحث الأول: عدد أيام بقاء تعمق اندماج المرتفعات الجوية ومنخفضاتها عند المستوى الضغطي 850 ملليبار.

169-211

 

المبحث الثاني: الامواج الهوائية العليا عند المستوى الضغطي 500 ملليبار المصاحبة لاندماج المرتفعات الجوية السطحية ومنخفضاتها.

212-261

 

الفصل الخامس: أثر المرتفعات والمنخفضات المندمجة في بعض العناصر والظواهر المناخية

262-317

 

المبحث الأول: المرتفعات والمنخفضات الجوية المندمجة وأثرها على بعض عناصر المناخ في العراق.

264-294

 

المبحث الثاني: المرتفعات والمنخفضات الجوية المندمجة وأثرها على بعض ظواهر المناخ في العراق.

295-317

 

- الاستنتاجات .

318-323

 

- الملاحــــــــق.

324-359

 

- المصــــــــادر.

360-366

 

- ملخص الرسالة باللغة الإنكليزية .

A-B

 

 


المستخلص:

يهدف هذا البحث في دراسته كل امتداد ومركز اندماج المرتفعات والمنخفضات الجوية المؤثرة في مناخ العراق، سواء تلك التي تصل تأثيراتها من خارج حدوده التي تمثل بالامتداد او التي تندمج داخله والتي تتمثل بالمركز، معتمدة على منهجية تحليل خرائط الطقس اليومية لمدة ثلاثين سنة (1971-2000) وبرصدتين (00) و(1200) كرنتش ولثلاث مستويات ضغطية، كما تم أخذ بيانات المعدل الشهري لبعض العناصر والظواهر المناخية وهي درجات الحرارة والرياح والرطوبة النسبية والضباب والأمطار والعواصف الغبارية لغرض ربطها مع المنظومات الضغطية الجوية المندمجة للمرتفعات والمنخفضات الجوية ذلك باستخدام معامل بيرسون.

وقد وجد أن الاندماج يكون نتيجة اتحاد منظومتين أو ثلاث منظومات متشابهة من حيث نوع النظام أي مرتفع مع مرتفع أو منخفض مع منخفض مكونة بذلك اندماج فيما بينهم. وأن أسباب حدوث الاندماج يرجع إلى عوامل سطحية وهي خصائص المنظومة وطبيعة حركتها بالإضافة إلى العامل الجغرافي.

وتم تحديد نوع المنظومة الموجودة في كل من المستوى الضغطي 1000 و850 و500 ملليبار لمعرفة تأثيرها على العناصر والظواهر المناخية فقد وجد أن هنالك أربع منظومات مندمجة للمرتفعات الجوية وتسعة منظومات مندمجة للمنخفضات الجوية ذات تأثير متباين على مناخ العراق للمستوى الضغطي 1000 ملليبار، كما أتضح أن المنظومات الضغطية المنفردة هي أكثر تأثيراً على مناخ العراق من المنظومات المندمجة اذ بلغت النسبة المئوية لعدد أيام بقاء امتداد ومركز اندماج المرتفعات والمنخفضات الجوية 38.7% و 40.7% للرصدتين على التوالي. والنسبة المئوية لعدد أيام بقاء المرتفعات والمنخفضات الجوية المنفردة بلغت 67.9% و 64.9% للرصدتين على التوالي. وقد وجد أن امتداد اندماج المنظومات الضغطية بنوعيها أكثر تأثيراً على مناخ العراق من مراكز اندماجها خلال جميع الأشهر. ماعدا اندماج المرتفع السيبيري مع المرتفع شبه المداري.

وتبين أن حالات الاندماج على المستوى الضغطي 850 ملليبار كانت أربعة منظومات لاندماج المرتفعات الجوية وسبعة منظومات لاندماج المنخفضات. كما احتلت الانبعاجات الهوائية النسبة الأعلى من مجموع ظواهر المستوى الضغطي 500 ملليبار المصاحبة لاندماج المرتفعات الجوية، أما الأخاديد الهوائية فكانت النسبة الأعلى مصاحبة لاندماج المنخفضات الجوية.

وقد وجدت علاقة عكسية قوية بين درجات الحرارة وحالات مركز اندماج مرتفع بارد مع مرتفع دافئ فكلما تزداد بقاء المنظومات تنخفض درجات الحرارة. أما في حالة اندماج مرتفع بارد مع مرتفع بارد آخر فهنا العلاقة مع الامتداد أقوى من مراكزها وبذلك تقل حالات تكون موجات البرد وكانت العلاقة مع بعض اندماج المنخفضات الجوية عكسية قوية ومتوسطة والبعض الآخر طردية. وانقسمت نتائج العلاقة بين معدلات سرع الرياح واندماج المنخفضات الجوية إلى عكسية ضعيفة وطردية تراوحت بين القوية والمتوسطة والضعيفة.

بالعكس مع معدلات الرطوبة النسبية حيث كانت العلاقة عكسية قوية وطردية تتراوح بين القوية والمتوسطة ونفس النتائج تنطبق على كميات الأمطار الساقطة.

أما عن العلاقة بين المعدل الشهري لظاهرة الضباب ومعدل عدد أيام بقاء اندماج المرتفعات الجوية طردية حيث تراوحت العلاقة بين القوية والمتوسطة والضعيفة ماعدا امتداد اندماج المرتفعات الأوربي مع شبه المداري حيث كانت العلاقة عكسية. وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباط عكسية بين المعدل الشهري للظواهر الغبارية وعدد أيام بقاء اندماج المرتفعات الجوية حيث تراوحت العلاقة بين القوية والمتوسطة والضعيفة إلا نوع واحد منها وهو امتداد اندماج المرتفعات الأوربي مع شبه المداري حيث كانت العلاقة طردية تراوحت بين القوية والمتوسطة. وبالنسبة للعلاقة مع عدد أيام بقاء أندماج المنخفضات الجوية فتبين أنها تتراوح بين الطردية إذا توافر عاملي الجفاف والرياح والمتمثلة هنا باندماج المنخفضات الحرارية بما تقل أو تتحول إلى عكسية بانعدام هذين العاملين أو كلاهما.



The Mergence Pressure Systems and Their Effect on the Weather and Climate Phenomena
In Iraq



Dissertation Submitted By

Maisara Adnan Abdul Rahman


To the Council of the College of Education/ for Mustansiriya University in a partial Fulfillment of the Requirements for the Degree of Doctor of Philosophy in Geography



Supervised by

Prof .Dr

Fadel Baqier Al- Hassani



1434 H.A - 2013 M.A


Abstract

 

      This research aims to study all extension, mergence center of anticyclones and depressions affecting Iraq's climate, whether those which effects come from outside its borders represented by the extension or those which merge inside it represented by the center, relying on the methodology of analyzing the daily climate maps for thirty years (1971-2000) with two observations (00) and (1200) Greenwich for three pressure levels. The data of monthly average for some climatic elements and phenomena was also taken like temperature, wind, relative humidity, fog, rains and dust storms in order to link them with merged atmospheric pressure systems of anticyclones and depressions using Pearson coefficient.   

      The mergence was found to be the result of a combination of two or three similar systems in terms of the system type, i.e. anticyclone with anticyclone or depression with depression, forming by that an mergence between them. And the reasons behind the occurrence of mergence are due to superficial factors like the system properties and the nature of its motion in addition to the geographic factor.  

      The system type existing in each pressure level 1000, 850 and 500 millibar  was defined so as to know its influence on the climatic elements and phenomena, thus it was found that there were four merged systems for anticyclones and nine merged systems for depressions of variant effect on Iraq's climate at the pressure level 1000 millbar. It was also shown that the single pressure systems had more effect on Iraq's climate than merged systematic. It was also found that the extension of pressure systematic mergence with their two types had more effect on Iraq's climate than their mergence centers during all months. It was shown that the mergence cases at the pressure level 850 millibar were four systems of anticyclones mergence and seven systematic of depressions mergence. Also, the ridges occupied the highest percentage of the total phenomena of the pressure level 500 millibar accompanying the depressions mergence.

      There was a strong adverse relationship found between the temperatures and the states of mergence center of cold anticyclone with warm anticyclone for the more the systems stay, the more the temperature decreases. As in case of the mergence of cold anticyclones with another cold anticyclone, here the relationship with the extension was stronger than their centers; therefore, the states of forming cold waves decreased and the relationship with some depressions mergence was adverse, strong and moderate and some others were positive. The relationship results were divided between the rates of wind speeds and the mergence of depressions into adverse, weak and positive ranging between strong, moderate and weak.    

      On the contrary of the rates of relative humidity where the relationship was adverse, strong and positive ranging between strong and moderate and the same results applied to the quantities of rainfalls.  

      As to the relationship between the monthly rate of fog phenomena and the rate of days number of keeping the anticyclones mergence positive where the relationship ranged between strong, moderate and weak except the extension of European anticyclones mergence with the semi tropical in that the relationship was adverse. The study concluded that there was an adverse correlation between the monthly rate of dust phenomena and the rate of days number of keeping the anticyclones mergence continual where the relationship ranged between strong, moderate and weak except one kind of them which was the extension of European anticyclones mergence with the semi tropical in that the relationship was positive ranging between strong and moderate. For the relationship with the days number of keeping the anticyclones mergence continual, it was shown that they ranged between positive if the factors of drought and wind were available, which was represented here by the mergence of thermal depressions that decrease or transform into adverse with the absence of one of these factors or both of them.   

المقدمـــة:

يُعدّ علم المناخ من العلوم الرائدة في ارتباطاته الوثيقة بحياة الإنسان، ونشاطاته المتباينة. ويمتاز بالحيوية والتجدد. إذ ما تزال الجهود حتى الآن تبذل بصدد تفسير ظواهره وتعليلها وتتطلب الدراسات المناخية التعمق في الظاهرة المدروسة واهتمامها بجوانب التحليل الاحصائي من أجل الوصول إلى فهم جيد لهذه الظاهرة.

إن التطور الكبير الذي تشهده الدراسات المناخية الشمولية التي ساعدت على إعادة تفسير الكثير من الظواهر المناخية المستعصية. فالقول بأن هناك ترابط بين ما يحدث على سطح الأرض وما يظهر في طبقات الجو العليا أحدث ثورة في التفكير المناخي، إذ فتحت هذه الفرضية باباً واسعاً أمكن النظر من خلاله إلى الظواهر المناخية بشكل أفضل من السابق. لذلك كان ارتباط علم المناخ وثيقاً جداً بعلم الأرصاد الجوية وهذا ما دفع الجغرافيين والمناخيين إلى الإحاطة بأسس ذلك العلم، واستخدامهم لأحدث التقنيات في التعليل والتفسير.

ينقسم علم الأرصاد الجوية إلى عدة أفرع أولاً: الأرصاد الجوية الطبيعية، ثانياً: الأرصاد الجوية الديناميكية، وثالثاً، الأرصاد الجوية السينوبتيكية (علم التوقعات الجوية) الذي تعتمده الدراسات الشمولية عن طريق تحليل خرائط الطقس وإعداد التوقعات الجوية.

جاءت هذه الدراسة كمحاولة لمعالجة موضوع في المناخ الشمولي وهي اندماج المنظومات الضغطية وتأثيراتها المناخية على العراق لاسيما أن الدراسات المناخية في العراق لم تتطرق لهذا الموضوع بشكل تفصيلي.

ويتعرض العراق إلى نوعين مختلفين من اندماج المنظومات الضغطية وهي المرتفعات والمنخفضات الجوية التي تُعدّ أحد أهم العوامل لنقل الطاقة بين العروض المختلفة لتحقيق التوازن. ولأجل فهم اشمل وأدق لهذه المندمجات المؤثرة في العراق كان لابد من دراستها بصورة شمولية ابتداءً من السطح مروراً بطبقات الجو العليا لمعرفة آلية نشوئها وتكونها لذلك تم اختيار دورة مناخية كبرى امدها ثلاثين سنة (1971-2000) معتمدين ثمانٍ محطات مناخية موزعة توزيعاً جغرافياً على أنحاء العراق المختلفة وهي (الموصل، كركوك، بغداد، الرطبة، والحي، والديوانية، والناصرية، والبصرة).

وتتضمن الدراسة خمسة فصول. تضم عدداً من المباحث، فالفصل الأول: تناول دراسة الإطار النظري للبحث من حيث تحديد المشكلة وفرضياتها مبررات وأهمية الدراسة وتوضيح المنهجية، والمبحث الثاني أهتم بالدراسات السابقة التي تطرقت إلى اندماج المنظومات الضغوطية والمبحث الثالث ضم مقدمة عن مفهوم المنظومات الضغطية المندمجة وأنواعها.

أما الفصل الثاني، فالمبحث الأول يبين أنواع المرتفعات الجوية المؤثرة في العراق والمبحث الثاني تناول تحليل التكرارات السطحية لاندماج المرتفعات المتشابهة والمختلفة وعدد أيام بقاءها، والمبحث الثالث اهتم بالاتجاه العام لحالات اندماج المرتفعات.

أما الفصل الثالث: ضم المبحث الأول أنواع المنخفضات الجوية المؤثرة في العراق والمبحث الثاني تناول التكرارات السطحية لاندماج المنخفضات المتشابهة والمختلفة وعدد أيام بقاء، والمبحث الثالث اهتم بالاتجاه العام لحالات اندماج المنخفضات.

أما الفصل الرابع: فقد تم تخصيص مبحثه الأول لاندماج المنظومات الضغطية في طبقات الجو العليا للمستوى الضغطي (850) ملليبار للمرتفعات والمنخفضات، والمبحث الثاني تخصص بالمستوى الضغطي (500) ملليبار لاندماج المرتفعات والمنخفضات.

والفصل الخامس: تناول دراسة التحليل الإحصائي للعلاقة بين تأثير حالات تكرار الاندماج وبعض العناصر والظواهر الطقسية والمناخية. فالمبحث الأول تناول تأثير الاندماج على العناصر المناخية المتمثلة بـ(تباين) درجات الحرارة وسرع الرياح وكميات الرطوبة النسبية والأمطار الساقطة. أما المبحث الثاني: فضم تأثير الأندماج على الظواهر المناخية متمثلة بـ(التكاثف) وهو الضباب والعواصف الغبارية. ثم عرض لأهم الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة. 

الفصل الأول

الإطار النظري للدراسة

المبحث الأول: مشكلة الدراسة وطريقتها.

المبحث الثاني: الدراسات السابقة.

المبحث الثالث: مفهوم المنظومات الضغطية المندمجة.

الفصل الأول

الأطار النظري للدراسة

تمهيــد:

يهتم علم الأرصاد الشمولي بدراسة الحركات الجوية وتحليلها بمقاييس كبيرة بغية تحديد سلوكها والتنبؤ بالتطورات المقبلة في الأحوال الجوية. وتُعدّ التنبؤات الجوية من الأهتمامات الرئيسة لهذا العلم الذي تعود بداية ظهوره إلى منتصف القرن التاسع عشر وتعزز موقعه منذ أوائل الخمسينيات من القرن العشرين لازدياد أعداد محطات الرصد الشمولية السينوبتية ولاستخدام تقنيات متقدمة في سير الجو رأسياً وفي تبادل المعلومات وتحليلها وتفسيرها.

إن دراسة عناصر موضوع المناخ الشمولي (Synoptic Climate) تؤدي إلى فهم الأحوال الجوية اليومية عن طريق تحليل خرائط الطقس السطحية والعلوية كخرائط التربوبوز و300 و 500 و 700 و 850 ملليبار وتحليل خطوط التساوي لعناصر المناخ على تلك المستويات، كالضغط الجوي وارتفاعاته ودرجة الحرارة والرطوبة والرياح والجبهات الهوائية والتيارات النفاثة.

المبحث الأول

مشكلة الدراسة وطريقتها

أولاً: مشكلة الدراسة:

تسود منطقة الدراسة خلال فصلي الاعتدالين وفصل الشتاء تكرار منظومات ضغطية مندمجة التي لها دور كبير في التأثير بخصائص هذه الفصول، إذ تتكون خلاله مظاهر طقسية ومناخية مختلفة والتي تمثل المشكلة الرئيسة للبحث وهنالك عدد المشاكل الثانوية التي يمكن طرحها على شكل تساؤلات تتمثل بما يأتي:

1.  ما هو تأثير اندماج المنظومات الضغطية على بعض العناصر والظواهر الطقسية والمناخية في العراق متمثلة بـ(درجة الحرارة والرياح والرطوبة النسبية والضباب والأمطار والعواصف الغبارية)؟

2.     ما هي الأشهر المفضلة لاندماج المرتفعات والمنخفضات الجوية؟

3.     ماهي الفروق المناخية بين المنظومات الضغطية المنفردة والمندمجة؟

4.     هل يحدث الاندماج خارج أم داخل العراق؟

5.     هل تحدث حالات الاندماج بين منظومات ضغطية متشابهة ام مختلفة؟

6.     هل يشترط اندماج المنظومات الضغطية على السطح اندماجها في طبقات الجو العليا؟

7.     إيهما أكثر اندماجا المنظومات الضغطية السطحية أم العليا؟

ثانياً: فرضية الدراسة:

الفرضية عبارة عن تفسير مبدئي للظاهرة المدروسة وبالشكل الآتي:

1-     إن خصائص المنظومات الضغطية المندمجة (مرتفعات ومنخفضات) تؤثر في طقس ومناخ العراق.

2-     تحدث حالات اندماج للمنظومات الضغطية داخل العراق (مركز)، وخارجه (امتداد).

3-  أعلى تكراراً لحالات الاندماج كان خارج العراق (امتداد) وأقل تكراراً كان في داخل العراق (مركز). ويقصد به مركز المرتفعات الجوية الحديثة ومركز المنخفضات الجوية الثانوية.

4-  تحدث حالات الاندماج بين المنظومات الضغطية المتشابهة (منخفض مع منخفض أو مرتفع مع مرتفع) ولا تحدث بين المنظومات الضغطية المختلفة (مرتفع مع منخفض).

5-     أعلى تكراراً لحالات الاندماج كانت على السطح.

6-  الأشهر المفضلة لاندماج المرتفعات الجوية متمثلة بـ(تشرين الثاني، وكانون الأول،
وكانون الثاني، وشباط، وآذار).

7-  الفصول المفضلة لاندماج المنخفضات الجوية متمثلة بـ(فصلي الخريف والربيع بالنسبة لاندماج المنخفضات الحرارية وفصول الخريف والشتاء والربيع بالنسبة لاندماج المنخفضات الحرارية مع الجبهوية (السوادني مع المتوسطي) وفصل الشتاء بالنسبة لاندماج المنخفضات الجبهوية.

ثالثاً: هدف الدراسة:

يهدف البحث إلى محاولة التعرف على التغيرات التي تحدث في الظواهر والعناصر الطقسية والمناخية عند اندماج المنظومات الضغطية. ومعرفة أنواع امتداد ومراكز اندماج المرتفعات والمنخفضات الجوية وعدد أيام بقاء كل نوع منها. وأي المنظومات المندمجة الأكثر تكراراً على منطقة الدراسة. فضلاً عن ذلك قياس قوة وعمق المنظومات الضغطية المندمجة باعتماده خرائط الطقس للمستوى 850 ملليبار. وكذلك معرفة تكرارات الانبعاجات والأخاديد بأعتماده خرائط الطقس للمستوى 500 ملليبار.

والربط بين أثر تكرار كل نوع من المنظومات المندمجة مرتفعات ومنخفضات جوية مع عناصر مناخية وظواهر جوية كدرجة الحرارة، والرياح، والأمطار، والرطوبة، والضباب، والعواصف الغبارية في العراق خلال المدة 1971-2000.

رابعاً: مبررات الدراسة:

إن أغلب الدراسات المناخية السابقة لم تتطرق إلى المنظومات الضغطية المندمجة بجميع أنواعها وركزت الدراسات على اندماج المنخفضين السوداني والمتوسطي فقط. لذلك كان ذلك حافزاً لدراسة أنواع المنظومات الضغطية المندمجة، مرتفع مع مرتفع أو منخفض مع منخفض لطبقات الجو العليا والسطح. وما هو دور هذه المنظومات المندمجة في بعض العناصر والظواهر الطقسية والمناخية في العراق.

خامساً: حدود الدراسة:

حدود الدراسة تتمثل العراق الذي يقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أسيا بين دائرتي عرض (-29) جنوباً و (-22 37) شمالاً وبين خطي طول (-45  38) و (-45  48) شرقاً، وقد تم اعتماد المعلومات المناخية لثماني محطات مناخية مختارة وهي (الموصل وكركوك وبغداد والرطبة والحي والديوانية والناصرية والبصرة)، جدول (1)، وخريطة (1)، وحددت الدراسة زمانياً بالمدة (1971-2000).ولسنة مطرية متمثلة بتسعة أشهر من أيلول لغاية مايس وعلى الرغم من وجود اندماج بين المنظومات الحرارية خلال فصل الصيف الشمالي ألا إن تأثيرها لا يسبب حالات جوية غير مستقرة كما في حالات اندماج المنخفضين الهندي والسوداني إذ يرجع ذلك للارتفاع في درجات الحرارة إذ تفقد كتلة المنخفض السوداني رطوبتها وترتفع درجة حرارتها عن باقي فصول الدراسة وبذلك تتشابه الخصائص بين كتلتي المنخفضين.


جدول (1)

المحطات المناخية المتمثلة لمنطقة الدراسة

المحطة

دائرة العرض

خط الطول

ارتفاع المحطة عن مستوى سطح البحر/م

موصل

-32  36

-15  43

223

كركوك

-47  35

-40  44

331

بغداد

-23  33

-23  44

34

رطبة

-03  33

-28  40

630.8

حي

-17  32

-05  46

20

ديوانية

-98  31

-98  44

15

ناصرية

-08  31

-23  46

3

بصرة

-57  30

-78  47

2.4

المصدر: الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية والرصد الزلزالي، أطلس مناخ العراق، (1961-1990) بغداد- العراق.

خريطة (1)

المحطات المناخية الخاصة بالدراسة



المصدر: الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية والرصد الزلزالي, اطلس مناخ العراق (1990-1961) بغداد العراق.

سادساً: منهجية الدراسة:

تقوم منهجية الدراسة على جانبين هما:

1-  الجانب النظري: يتم بجمع المعلومات النظرية عن موضوع الدراسة من كتب وبحوث ورسائل وأطاريح وجمع المعلومات من شبكة الإنترنيت.

2-  الجانب العملي: ويتمثل بتحليل الخرائط الطقسية الساعية لتحديد المنظومات الضغطية المندمجة والمنفردة لمنطقة الدراسة عن طريق الموقع الإلكتروني للخرائط الطقسية http://www.vortex.plymouth.edu/.

وتم التحليل لثلاثة مستويات ضغطية ثابتة (1000 و 850 و 500) ملليبار، وللرصدتين (00) GMT و (0012) GMT. ثم تحويل تكرارات المنظومات الضغطية إلى جداول وأشكال بيانية وبذلك يكون مجموع الخرائط الطقسية لكل مستوى ضغطي (16396) خريطة ولثلاثة مستويات ضغطية فيكون المجموع الكلي (49188) خريطة.

فضلاً عن استحصال البيانات المناخية الشهرية لعناصر وظواهر مناخية وهي درجات الحرارة وسرع الرياح والرطوبة النسبية وكمية هطول الأمطار الساقطة والضباب والعواصف الترابية.

بعد ذلك تم الانتقال إلى مرحلة التحليل الإحصائي باستخدام معامل الارتباط بيرسون (Correlation Coefficient) لقياس العلاقة بين عدد أيام بقاء كل نوع من أنواع اندماجات المرتفعات والمنخفضات الجوية وبعض العناصر والظواهر المناخية السابقة الذكر وذلك للوصول إلى طبيعة علاقة الارتباط بين هذه المتغيرات عكسية أم طردية.

سابعاً: أهمية الدراسة:

تأتي أهمية الدراسة لأنها تدرس كافة أنواع المنظومات الضغطية المندمجة وآثارها في مناخ العراق، إذ يوجد نوعان من المندمجات متشابهة (باردة مع باردة أو دافئة مع دافئة) والأخرى مختلفة (دافئة مع باردة) وتتسم الدراسات المناخية السابقة بالندرة في دراسة موضوع المنظومات الضغطية المندمجة والمقتصرة فقط على تأثير المنخفضين المندمجين السوداني مع المتوسطي وربط تأثيرهما على كمية الأمطار الساقطة. فتأتي الدراسة بالتركيز على بعض العناصر والظواهر المناخية وايهما أكثر تأثيراً هل عندما يكون الاندماج داخل منطقة الدراسة (مركز)* أو خارج منطقة الدراسة (امتداد)، وكذلك حساب النسبة المئوية لكل مندمج وما يقابله من منفرد خلال الفترة المدروسة ومعرفة مدى عمق المنظومة عن طريق تحليل المستوى الضغطي القياسي (850) ملليبار وما يرافقه من هواء بارد (أخدود) أم دافئ (انبعاج) على المستوى الضغطي القياسي (500) ملليبار.

المبحث الثاني

الدراسات السابقة

تتسم الدراسات السابقة لموضوع المنظومات الضغطية المندمجة بالقلة وباقتصارها على منظومة واحدة وهي اندماج المنخفض المتوسطي مع السوداني ودراسة تأثيرها السطحي أو ربطها مع طبقات الجو العليا، وكانت هذه الدراسات قد تناولت موضوع المندمج كجزء مكمل للدراسة وليس أساساً لها، وسوف يتم تناول بعض من هذه الدراسات.

1-    دراسة حازم توفيق([1]):

تناول في دراسته حالة سينوبتيكية مناخية في يومي 18 و 19 نيسان 1968، كان يسود العراق اضطراب أعصاري جبهوي قطبي من المتوسط ومنخفض عربي وحيث سقطت في هذين اليومين على مدينة بغداد كميات كبيرة من الهطول وبلغ مجموعها في هذين اليومين (105) ملم، أما الحالة السينوبتيكية السائدة في ذلك الوقت في طبقات الجو العليا فكانت تأثير أخدود بارد عالي فوق العراق مستوى (500) ملليبار. وحدثت في مدينة بغداد آنذاك حالة فيضان شديدة.

2-    دراسة عبد الرحمن صادق الشريف([2]):

أهتم بدراسة مناخ المملكة العربية السعودية وتطرق إلى اندماج المنخفض الموسمي الهندي مع السوداني الأفريقي، إذ يتمركز الضغط المنخفض الهندي غرب الهند وباكستان وجنوب إيران وخليج عمان ويسيطر على معظم شبه الجزيرة العربية حتى يصل بالضغط المنخفض الأفريقي (السوداني) بواسطة ممر (col) عبر شبه الجزيرة العربية وسبب هذا الضغط الحرارة الصيفية الشديدة على اليابس.

3-    دراسة سلام عبد الوهاب خليل([3]):

تناولت الدراسة تحليلاً لطبيعة الأنظمة الجوية المؤثرة على منطقة الدراسة وتطبيق بعض المعادلات الاختبارية لاستنباط أساليب للتنبؤ بحركتها. وقسم الأنظمة الجوية المؤثرة على منطقة الدراسة الى نوعين رئيسيين: 1- الأنظمة الجوية المستقلة، 2- الأنظمة الجوية المندمجة. وأن حركة محور الأنظمة الجوية المندمجة لا تكون بالسرعة نفسها في جميع أجزاءه أو نقاطه، ويعود السبب لعاملين رئيسيين الأول عامل جغرافي والثاني عامل ساينوبتيكي.

4-    دراسة كاظم عبد الوهاب الأسدي([4]):

بين في دراسته المندمج معتمداً على تحليل الخرائط السطحية لمدة أحدى عشرة سنة التي تبدأ من موسم 1978/1979 وتنتهي في نهاية موسم 1988/1989، واظهرت النتائج أن الاندماج يحدث بين أحد منخفضات المتوسطية واحد المنخفضات الحرارية خارج العراق وداخله، وينتج عن تكراره ظروف طقسية متقلبة خلال اليوم الواحد. وتغطي المنخفضات المندمجة أغلب مساحة القطر عند عبورها فوقه سواء كانت متكونة خارج العراق أم داخله.

وهناك علاقة طردية بين زيادة تكرار المنخفضات المندمجة ومنخفضات السوادن جنوباً وبين ارتفاع درجات الحرارة وأيضاً تعمل المنظومات المندمجة في زياة تكرار حدوث ظاهرة الغبار والعواصف الترابية.

5-    دراسة شهلاء عدنان محمود الربيعي([5]):

تناولت (شهلاء) بدراستها اندماج المرتفعات الجوية التي يتأثر العراق بها وهي على نوعين ثنائية الاندماج كما في اندماج المرتفعات الأوربي مع شبه المداري وذلك من خلال امتداد المرتفع الأخير حزام منه ليسير باتجاه غرب ووسط أوربا مندمجاً مع المرتفع الأوربي وكذلك اندماج المرتفع شبه المداري مع المرتفع السيبيري. إذ يكونا نطاقاً واسعاً من الضغط العالي يمتد من الشرق إلى الغرب. والنوع الثاني مرتفعات ثلاثية الاندماج وذلك من خلال وصول امتدادات المرتفع الأوربي إلى غرب أسيا وشمال أفريقيا وينحدر نحو بلاد الشام والعراق مندمجاً بذلك مع المرتفعين السيبيري وشبه المداري إذ يصعب تمييزه أو فصله عنهما إلا من خلال قيمة مركز الضغط الجوي.

6-    دراسة خميس دحام مصلح السبهاني([6]):

ضم في دراسته تكرار السنوات الجافة والرطبة في العراق، وتوصل إلى أن العراق يتعرض لعدة أنواع من المنخفضات ومنها المنخفضات المندمجة وظهر أن أنخفاض تكرار المنخفضات الجبهوية يصاحبه قلة في عدد المنخفضات المندمجة المتمثلة (باندماج المنخفض المتوسطي مع المنخفض السوداني). وأن انخفاض عدد المنخفضات الجوية المندمجة تكون أثناء السنوات الجافة، وارتفاع اعدادها خلال السنوات الرطبة.

7-    دراسة بشرى أحمد جواد صالح([7]):

وضحت تأثير المرتفع المندمج في انخفاض درجات الحرارة دون الصفر المئوي في العراق، وتوصلت الدراسة إلى أن اندماج المرتفع السيبيري مع المرتفع شبه المداري المسؤول عن تسجيل فئات درجات الحرارة العالية وهي (0) – (0.9) و(1-) – (1.9-) و (2-)
(2.9-)م
، أما اندماج المرتفع السيبيري مع المرتفع الأوربي فقد كان المسؤول عن تسجيل الفئات المنخفضة (3-)- (3.9-) والفئة (4-) – (4.9-) م.

8-    دراسة فخرية عبد الكريم حسين ومحمد هادي عباس([8]):

اللذان تناولا تحليل المنخفضات الجوية من ناحية المصدر والشدة وتكرار اندماجها على العراق بالاستناد إلى قيم الأمطار اليومية الساقطة في محطات الأنواء الجوية في العراق كافة والبالغة (48) محطة خلال الموسمين المطريين (1999/2000) و (2000/2001). وربطها بتكرار الغبار للمحافظات كافة وللعامين (2001 و2002)، وتوصلت الدراسة إلى أن العامل الرئيس الذي يحدد ظاهرة تكرار الغبار هو عدد تكرارات المنخفضات الجوية المؤثرة على العراق وشدتها وتكرار اندماجها، ووجد أن النظام المندمج هو أكثر شدة وتأثيراً على منطقة الدراسة بتساقط الأمطار وبغزارته. ولوحظ أيضاً أن تكرار حالة الاندماج في شتاء عام 2001 هي أكثر بكثير من حالة الاندماج في شتاء عام 2000، إذ كانت معظم المنخفضات السودانية في حالة اندماج مع المنخفض المتوسطي، وسجلت أيضاً ارتفاع في درجات الحرارة أعلى من معدلاتها العامة بعدة درجات وعليه كانت كمية الأمطار الساقطة في شتاء عام (2000-2001) هي أكبر نسبة من كمية الأمطار الساقطة شتاء عام (1999-2000).

9-    دراسة سالار علي خضر الدزيي([9]):

الذي أشار في دراسته إلى أن قسم كبير من المرتفعات شبه المدارية الحديثة تعرض للقنص من المرتفع السيبيري (الرئيسي) بسبب خفة وزنها، مما يشجع المرتفع السيبيري من الاندساس أسفلها واحاطتها بشكل كامل.

المبحث الثالث

مفهوم المنظومات الضغطية المندمجة

ينشأ هذا النوع من المنظومات نتيجة اتحاد منظومتين أو ثلاث منظومات متشابهة من نفس النوع. أي مرتفع مع مرتفع أو منخفض مع منخفض مكونة بذلك اندماج فيما بينهم ويكون شكل الاندماج نوعين أما أن يكون على شكل مراكز ثانوية متعددة تتكون داخل المراكز الرئيسة أو يكون الاندماج على شكل خطوط أيزوبار تحوي المنظومتين. لاحظ خرطتين (2) و (3).

تمثل الخريطة (2) ليوم 23/1/1982 للرصدة (00) سيطرة اندماج المرتفع السبيري مع الأوربي على العراق بمراكز ثانوية متعددة تتكون داخل المراكز الرئيسة.

والخريطة (3) ليوم 31/12/1978 للرصدة (00) سيطرة اندماج المرتفع السبيري مع شبه المداري على العراق بمنظومتين رئيستين داخل خطوط الأيزوبار.

إن السبب في عدم حدوث الاندماج ما بين منظومة الضغط المنخفض مع منظومة الضغط المرتفع، هو أن لكل منظومة خصائص تختلف عن الأخرى، ففي النصف الشمالي من الكرة الأرضية يكون اتجاه الرياح بالمنخفض عكس عقارب الساعة ويرتبط مع الغيوم والمطر. أما المرتفع فاتجاه رياحه مع عقارب الساعة ويتصف بالاستقرارية وهواء جاف وجو صحو وبهذا سوف يلغي كل منهما الآخر([10]).

إذاً ثمة تدرج ضغطي ما بين نظام الضغط المنخفض ونظام الضغط المرتفع، إذ يعمل الأخير على دفع المنخفض فيتحركان جنباً إلى جنب، ويوجه الضغط العالي الضغط المنخفض، فمثلاً إذا كان نظام الضغط العالي مسيطر فوق منطقة وعاصفة تقترب سيبعد المرتفع العاصفة بعيداً عن المنطقة المسيطر عليها أي يعمل عمل الاعاقة (Blocking). إذ يتحرك مركز المنخفض  الجوي باتجاه المناطق التي يتناقص فيها الضغط والتي ستشهد تكون الغيوم والهطول وبالمقابل يتوقع أن يتحرك مركز المرتفع الجوي بأتجاه المناطق التي يتزايد فيها الضغط الجوي والتي ستشهد صفاء الجو وتحسن الأحوال الجوية([11])

يبين الشكل (1) ارتفاع وانخفاض الضغط الجوي إذ يرتفع الهواء الدافئ ويسبب الضغط المنخفض لتشكل تحتها منطقة (منخفض). ثم الهواء يبرد وينزل ليشكل منطقة الضغط العالي (ضد الاعصار) إذ تمنع تشكل الغيوم وهنا يتحرك الهواء من منطقة الضغط العالي نحو منطقة الضغط المنخفض، وأن تيارات الهواء الدافئ المتصاعد يؤدي إلى تشكيل الغيوم.

خريطة (2)

 سيطرة اندماج المرتفع السيبيري مع المرتفع الأوربي على العراق بتاريخ 1982/1/23 للرصدة (0000) GMT.


المصدر: خرائط مستوى الضغط السطحي المنشورة على الموقع www. Vortexplymoth

خريطة (3)

 سيطرة اندماج المرتفع السيبيري مع المرتفع شبه المداري على العراق بتاريخ 1978/12/31 للرصدة (0000) GMT.


المصدر: خرائط مستوى الضغط السطحي المنشورة على الموقع www. Vortexplymoth

شكل (1)

 الضغط المرتفع والمنخفض الجوي واتجاه الرياح في النصف الشمالي من الكرة الأرضية .

المصدر:

- Brtannica Illustrated science library, weather and climate, Encyclopedia, Inc, USA, 2008.

- أسباب حدوث الاندماج بين المنظومات الضغطية:

يحدث الاندماج بين المنظومات الضغطية بالقرب من السطح وفي طبقات الجو العليا. فالعوامل السطحية المساعدة على حدوث الاندماج هي:

1- خصائص المنظومة: تحدث حالات الاندماج في حالة إحدى المنظومات الضغطية أعمق من المنظومة الأخرى. فالمنخفض الجوي إذا ما كان عميق ناضجاً, بل شديد العمق مثقلاً هواءه بالسحب السميكة ذات الحمولات المائية الكبيرة يكون بطيء الحركة ومن ثم فأن الزمن اللازم لامتلاء المنخفض وتلاشيه أطول([12]). وعليه مدة بقاء أطول مما تسهل عملية حدوث الاندماج مع المنظومة الأخرى. فضلاً عن الخصائص الفيزياوية لكلا المنظومتين، إذ يؤدي التشابه بينهما إلى الاسراع في اندماجهما كما في اندماج المرتفع السيبيري مع المرتفع الأوربي.

2- حركة المنظومة: هناك أربعة أنواع لحركة المنظومات وهي كالآتي:

أ-    يقع العراق خلال الفصل البارد تحت تأثير الرياح الغربية التي تتحرك من الغرب إلى الشرق، فعندما تكون المنظومة الأضعف سابقة للمنظومة الأقوى تزداد حالة تكرار الاندماجات، أما إذا كان العكس فلا يحدث اندماج. شكل (2)، فالمنخفضات تتحرك بداية من الغرب إلى الشرق ثم تنحرف في اتجاه القطب المجاور مما يؤدي إلى حمل الطاقة وقوة الدفع في اتجاه العروض العليا، بينما المرتفعات تتحرك أولاً من الغرب إلى الشرق ثم ما تلبث أن تنحرف نحو العروض المدارية معطية المجال للهواء القطبي البارد للتوغل داخل العروض المدارية والمساهمة في تغذية الرياح التجارية القادمة من جهة الشرق. وهكذا تتداخل دورات الرياح خاصة في العروض المدارية والوسطى لتشكل دورة هوائية متكاملة تشمل جهات العالم المختلفة([13]). كما في المنخفضات الجبهوية المتمثلة بالمتوسطي وشبه القطبي.

شكل (2)

 منخفضان جويان أحدهما عميق والآخر ضعيف في نصف الكرة الشمالي.



المصدر: من عمل الباحثة باعتماد خرائط الطقس اليومية للمستوى الضغطي السطحي.

ب-  وهناك حركة أخرى بين المنظومات الضغطية تسبب حالة اللقاء فيما بينهم. أي حركة متقابلة منظومة تتجه شرقاً وأخرى غرباً كما هو الحال في المرتفع السيبيري مع الأوربي أو السيبيري مع شبه المداري.

ج- حركة مكانية بين المنظومات الضغطية كما في حركة المنخفضات المتوسطية التي تنشأ قرب جزيرة قبرص والمنخفض السوداني، إذ يتحرك الأخير شمالاً ويندمج مع المنخفضات المتوسطية.

د- حركة المنظومات التي تسبب في ظهور حالة الركود (Coll) إذ يحدث ممر ما بين إحدى المنظومتين. سواء المرتفعتين أو المنخفضتين وبذلك يحدث الاندماج.

3- عامل جغرافي: أن طبيعة تضاريس السطح غير متجانسة في الصفات العامة وبذلك تنشأ ظاهرة قوة الاحتكاك ما بين الرياح السطحية وسطح الأرض وتزداد بزيادة خشونة السطح، وعليه تقلل هذه القوة من سرعة الرياح وتزداد فرص حالة تكرار الاندماج ما بين المنظومات الضغطية.

أما ما يخص عوامل قلة حدوث الاندماج في طبقات الجو العليا فتتلخص بما يأتي:

1- في حالة حدوث اندماج على السطح من شروطه يجب أن تكون إحدى المنظومات عميقة وبخلافه لا يحدث اندماج على مستوى (850) ملليبار، بسبب عمق إحدى المنظومتين السطحية المسيطرة على العراق ووصول امتدادتها إلى المستوى (850) ملليبار.

2- يقل تأثير عامل قوة الاحتكاك بالابتعاد عن سطح الأرض حتى يهمل على ارتفاع (1500)م([14])، وبذلك تكون حركة المنظومات سريعة فتقل فرص حالات الاندماج.

3- إن عدد المنظومات الضغطية تكون أقل مما على السطح وبذلك تكون فرص تلاقي المنظومات قليلة.

4-  تتسم المنظومات الضغطية باتساع مساحتها عند حدوث الاندماج السطحي على منطقة الدراسة ولا يحدث بالوقت نفسه في طبقات الجو العليا وأنما يحدث الاندماج في مناطق بعيدة عن منطقة الدراسة.

وتنفصل المنظومات الضغطية المندمجة بسبب امتداد منظومات أخرى.

- أنواع حالات اندماج المنظومات الضغطية المسيطرة على منطقة الدراسة.

هنالك نوعان رئيسيان للمنظومات الضغطية هما المرتفعات والمنخفضات وهي كالآتي:

- اندماج المرتفعات الجوية.

أ- النظام الثنائي:

1- المرتفع السيبيري مع المرتفع الأوربي.

2- المرتفع السيبيري مع المرتفع شبه المداري.

3- المرتفع الأوربي مع المرتفع شبه المداري.

ب- النظام الثلاثي:

1- المرتفع السيبيري مع المرتفع الأوربي مع المرتفع شبه المداري.

- اندماج المنخفضات الجوية.

أ- النظام الثنائي:

1- المنخفض السوداني مع المنخفض الهندي.

2- المنخفض السوداني مع المنخفض المتوسطي.

3- المنخفض السوداني مع المنخفض شبه القطبي.

4- المنخفض الهندي مع المنخفض شبه القطبي.

5- المنخفض الهندي مع المنخفض المتوسطي.

6- المنخفض المتوسطي مع المنخفض شبه القطبي.

ب- النظام الثلاثي:

1- المنخفض السوداني مع المنخفض المتوسطي مع المنخفض شبه القطبي.

2- المنخفض السوداني مع المنخفض الهندي مع المنخفض المتوسطي.

3- المنخفض السوداني مع المنخفض الهندي مع المنخفض شبه القطبي.



* ويقسم الى نوعين الأول المرتفعات الجوية الحديثة وهي عبارة عن كتل هوائية منفصلة عن جسم المرتفع الجوي الرئيس. والثاني المنخفضات الجوية الثانوية وتتميز بأنها منطقة ذات ضغط جوي منخفض محدودة المساحة والعمق تدخل ضمن التوزيعات العامة لمنخفض جوي رئيس.

([1]) حازم توفيق، التوزيع الزمني والفضائي للهطول في القطر العراقي، المجلة الوطنية لبرنامج المائيات.

([2]) عبد الرحمن صادق الشريف، ج1، جغرافية المملكة العربية السعودية، دار المرية للنشر، الرياض، 1982.

([3]) سلام عبد الوهاب خليل، طرق للتنبؤ بحركة بعض المنظومات الطقسية المؤثرة على القطر، رسالة ماجستير (غير منشورة)، مقدمة الى كلية العلوم، الجامعة المستنصرية، قسم الانواء الجوية، 1988.

([4]) كاظم عبد الوهاب الأسدي، تكرار المنخفضات الجوية وأثرها في طقس العراق ومناخه، رسالة ماجستير (غير منشورة)، مقدمة الى كلية الآداب، جامعة البصرة، قسم الجغرافية، 1991.

([5]) شهلاء عدنان محمود الربيعي، تكرار المرتفعات الجوية وأثرها في مناخ العراق، رسالة ماجستير،
(غير منشورة)، مقدمة الى كلية التربية- ابن رشد، جامعة بغداد، قسم الجغرافية، 2001.

([6]) خميس دحام مصلح السبهاني، العوامل المؤثرة في تكرار السنوات الجافة والرطبة في العراق، رسالة ماجستير (غير منشورة)، مقدمة الى كلية الآداب، جامعة بغداد، قسم الجغرافية، 2002.

([7]) بشرى أحمد جواد صالح، دراسة شمولية لحالات انخفاض درجات الحرارة دون الصفر المئوي في العراق، مجلة الأستاذ، كلية التربية، ابن رشد، جامعة بغداد، العدد (9)، 2008.

([8]) فخرية عبد الكريم حسين ومحمد هادي عباس، تأثير المنخفضات الجوية على مناخ العراق، الهيئة العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي، قسم التنبؤ الجوي، بغداد، 2008.

([9]) سالار علي خضر الدزيي، التحليل العملي لمناخ العراق، ط1، دار الفراهيدي للنشر والتوزيع، بغداد، 2010.

([10]) John M. Wallace. Peter V. HOBBS, Atmospheric Science, Second Edition, Library of Publication Data, 2006, P.15.

([11]) علي أحمد غانم، مبادئ التنبؤات الجوية، ط1، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، 2011، ص183

([12]) علي حسن موسى, موسوعة الطقس والمناخ, ط1, نور للطباعة والنشر, دمشق, 2006, ص 223.  

([13]) مهدي أمين التوم، مبادئ الجغرافيا المناخية، ط1، مطبعة جامعة الخرطوم، 1986، ص66.

([14])      Arthur Getis, Judith Getis, Jerome D. Fellmann, Introduction to Geography, Eleventh Edition, U.S.A, 2008, P.94. 

 

تحميل الأطروحة



 👇


👈  mega.nz


 👇


👈    4shared


 👇


👈      top4top



تحميل الأطروحة من قناة التليغرام


 👇


👈   https://t.me/ThesisGeo/2339





 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا