التسميات

الخميس، 28 أبريل 2022

المقومات الجغرافية لإقامة المحميات الطبيعية بمنطقة الجبل الأخضر دراسة في التخطيط البيئي - عائشة عمر محمد إبراھیم بوعوینة - رسالة ماجستير 2011م


المقومات الجغرافية لإقامة المحميات الطبيعية 

بمنطقة الجبل الأخضر

دراسة في التخطيط البيئي

 

قدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات درجة الإجازة العالية "الماجستير" بكلیة الآداب – جامعة بنغازي - قسم الجغرافيا بتاريخ: 14 / 12 / 2011 م

 إعداد الطالبة:

عائشة عمر محمد إبراھیم بوعوینة

  

إشراف الدكتور: 

محمــد عبد الله لامة

أستاذ الجغرافیا الطبیعیة بكلیة الآداب – جامعة بنغازي

كلیة الآداب ـ جامعة بنغازي 

تاریخ المناقشة :

م 2011 / 12 /14

الملخص:

   تتمتع منطقة الجبل الأخضر بغطاء نباتي كثیف، وتنوع في الحیوانات البریة، بالإضافة إلي احتوائھا مواقع أثریة، ومكونات جیولوجیة ، وجیومورفولوجیة ممیزة ، غیر إنھا في الآونة الأخیرة نتیجة للتطور التقني، والنمو السكاني المتزاید، والاستغلال المفرط ، تعرضت إلي تقلص مخیف لمساحات الغطاء النباتي، وتدھور التربة، والمیاه، والمنظومات البیئیة والنباتیة والحیوانیة نتیجة للرعي الجائر، والصید، والتوسع الزراعي، وقلة الوعي البیئي ، حیث كانت جل جھود الدولة مركزة نحو مقاومة التصحر، وتثبیت الكثبان الرملیة، وكانت المحمیات الطبیعیة مستحدثھ ولم یعرف الكثیر عن أھم یتھا والدور البیئي الذي ستؤدیھ الأمر الذي جعلھا لا تقع ضمن أولویات برامج التنمیة وتطویر الموارد الطبیعیة في البلاد. وبإدراك ضرورة المحمیات الطبیعیة والمنتزھات الوطنیة جاءت فكرة إنش اء أول منتزه وطني في لیبیا بمنطقة الجبل الأخضر وھو من تزه وادي الكوف 1977 ث م تلاه مجموعة أخري في المنتزھات والمحمیات تم اختیارھا في مواقع مختلفة ومتباینة جغرافیاً ومناخیاً وطبوغرافیاً غیر أنھا تقع جمیعاً في المنطقة الغربیة من لیبیا ولم تحظ منطقة الجبل الأخضر بإقامة أي نوع من المحمیات باستثناء منتزه الكوف. ومن ھنا اختیرت منطقھ الجبل الأخضر للدراسة من أجل التخطیط ووضع مقترح لإقامة ثلاث مناطق محمیة إضافة إلي منتزه الكوف من أجل توفیر الحمایة لھا ومحاولة تطویر وإعادة تأھیل ھذه المناطق وإدخال الأنواع المھددة والمنقرضة ،حیث تم تقسیم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء تم اختیار مناطق (الباكور- شحات - رأس الھلال) وبعد الدراسة المیدانیة والتحلیل والتوزیع الجغرافي للموارد الطبیعیة في المناطق الثلاث توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج والتوصیات أھمھا أن ھذه المناطق الثلاث تتعرض إلى تدھور كبیر في الغطاء النباتي وتناقصھ، وانقراض العدید من أنواع الحیوانات ا لبریة والتي كانت توجد بكثرة في المنطقة سابقاً ومن ھذا المنطلق أوصت الدراسة بضرورة التخطیط السلیم لإقامة محمیات طبیعیة في منطقة الجبل الأخضر ووضع البرامج التنمویة التي تكفل التنمیة المستدامة للجیل الحاضر والأجیال اللاحقة
.

Abstract 

    The area of the Al Jabal Alakhdar enjoys an intensive vegetative cover and variability of wild animals, in addition to its content of archeological sites, geological formations and distinguished geomorphology; but, lately, due to the technical development, continuous population growth and excessive exploitation, it exposed to horrible shrinking of the areas of the vegetative cover, deterioration of soil, water and environmental, plant and animal system, as a result of over grazing, hunting, agricultural expansion and lack of environmental awareness, where most of the efforts focused towards resisting the desertification and fixing dunes. The nature reserves were newly invented and not much was known about their importance and the environmental role that they would perform. This matter made them lie out of the priority developing programs and development of the natural resources in the state. By conceiving the necessity of the nature reserves and national parks, an idea of establishing the first national park arose at the Green Mountain area in Libya. It is the park of Wadi Al-Kouf, 1977, followed by other group of parks and nature reserves. They were chosen at various geographic, climate and topographic areas. But, all of them situated in the western area, and the region of the Green Mountain did not gain any type of nature reserve, save Wadi Al-Kouf. Based upon the above mentioned, the Al Jabal Alakhdar area was chosen for the purpose of planning setting up a proposal for establishing three protected areas, in addition to Wadi Al-Kouf Park, for the purpose of providing protection and attempting to develop and rehabilitate the area by saving the instinct species, where the area was divided into three parts. Bakour, Shahat and Ras Al-Hilal areas were chosen. After the field study, analysis and geographic distribution of the natural resources in the three areas, the study reached a number of results and recommendations, the most important one , that the three areas expose to sever deterioration in the vegetation cover and reduction and several species of animals that were abundant at the previous area. Consequently, the study recommended on the necessity of the correct planning for establishing nature reserves at the Green Mountain area and set up the developing programs that provide development to the current and next generations

تمهيد

  یعد إنشاء المحمیات الطبیعیة أحد الإجراءات الأساسیة التي تتبع للمحافظة على النظام البیئي لتنمیته واستغلاله لأغراض مختلفة، وتعرف المحمیة الطبیعیة على أنھا: " أي مساحة من الأرض أو المیاه (سواء الساحلیة أو الداخلیة) بما تتضمنهُ من كائنات حیة سواء كانت نباتات أو حیوانات أو أسماك أو ظواھر طبیعیة ذات قیمة ثقافیة أو علمیة أو جمالیة أو سیاحیة " (1) . ویعرف قانون حمایة البیئة في لیبیا المحمیة على أنھا " تلك المساحة من الأراضي العامة التي یتم تحدیدھا واعتبارها محمیة طبیعیة لھدف حمایتھا من الصید الجائر وحمایة الأصول الوراثیة البریة بھا من التدھور والانقراض ومقاومة التصحر وإعادة التوازن البیئي "ویصدر بتحدیدھا قرار من اللجنة الشعبیة العامة بناءً على اقتراح من جھاز حمایة البیئة. وینص قانون حمایة البیئة في لیبیا على ضرورة المحافظة على التنوع الحیوي الطبیعي من الاستغلال الجائر والانقراض، ففي المادتین 56 – 60 من القانون المذكور كما تم الإشارة إلى "ضرورة تحسین التربة وزیادة الحیاة النباتیة والمحافظة على كافة الحیوانات والطیور البریة من الانقراض والصید وقلة الغذاء، وفي سبیل ذلك یجب تخصیص مناطق محمیة یحافظ (2) فیھا على كافة النباتات والحیوانات والطیور والأسماك ". إن فكرة المحمیات الطبیعیة لا تعني بالضرورة أماكن مغلقة وممنوعة على العامة، أنما ھدفھا ھو منع أذى الإنسان للمناظر والمكونات الطبیعیة النادرة مع الحفاظ على التوازن بین الممارسات التقلیدیة والإبقاء على میزة الموقع، حیثُ إن الزراعة والأنشطة السیاحیة والریاضیة مثلاً تعتبر مكملة لفكرة إقامة المحمیات الطبیعیة، طالما أنھا لا تتعارض مع الھدف المرجو من إنشائھا، حیثُ أن أحد الدوافع الرئیسة لإنشاء المحمیات یكمن في محاولة تغییر وتبدیل وتحویر سلوك الإنسان السلبي تجاه الطبیعة، وتغییر نظرته ورؤیته للجمال الطبیعي والاحساس به

 _____

(1) محمد السید أرناؤوط، الإنسان وتلوث البیئة ، الدار المصریة اللبنانیة ، ط2 ،1996م، ص 376

 (2) مؤتمر الشعب العام، قانون رقم (7)،1982، بشأن حمایة البیئة، ص56.60

  والتعایش معهُ في تناغم ووفاق وأن تكون تصرفاتهُ نحو البیئة واستغلاھا بصورة مثلي وعقلانیة بما لا یحدث خللاً في التوازن البیئي الذي یؤثر سلباً في النھایة على بقاء الإنسان نفسه (1) . وفي الوقت الحاضر ومع التزاید السكاني الھائل والذي بات یعد من الأسباب الرئیسیة لتناقص التنوع الحیوي وتدھوره نتیجة الضغط على الموارد الطبیعیة والاستغلال المكثف لھا، تغیرت النظرة إلى حمایة البیئة وأھدافھا من إقامة محمیات معزولة إلى حد ما عن المجتمع إلى نظرة جدیدة أساسھا الحفاظ على الأنواع والأنظمة البیئیة بإتباع أسلوب التخطیط البیئي لإقامة محمیات طبیعیة تسیر جنباً إلى جنب مع تغیر أنماط استخدام الأرض وخطط التنمیة لتصبح جمیعھا أكثر توافقاً مع الحفاظ على التنوع الحیوي، ویؤكد المھتمون بشؤون البیئة على أن تغییر أنماط استخدام الأرض بإقامة وتخصیص مناطق للمحمیات الطبیعیة یضمن بقاء الأنواع البریة (2) والبحریة من ناحیة، وسلامة الأنظمة البیئیة من ناحیة أخرى. ومن ھنا یتضح بأن المفھوم الحدیث للحمایة ھو المحافظة الواعیة والاستخدام الأمثل للموارد الطبیعیة وھو أمر یستدعي بالضرورة وجود حاجة ماسة إلى التخطیط البیئي للموارد الطبیعیة والذي یحكمھُ بالدرجة الأولى الاعتبارات البیئیة والمردودات البیئیة المتوقعة (3) لمشروعات وخطط التنمیة المقترحة بعد عملیة المسح الدقیق لھذه الموارد . إن التخطیط لإنشاء المحمیات الطبیعیة یحتاج إلى تجمیع البیانات الأولیة والأساسیة المطلوبة لتحدید مراكز التنوع الحیوي فیھا، حیث تدعي مجموعات من العلماء لتبادل المعلومات التي لدیھم في ھذا المجال وتحدید المواقع التي یجب حمایتھا، تم ترسل فرق من علماء الأحیاء إلى المواقع الغیر مدروسة من قبل لكي ترصد وتسجل أنواعھا، وتجري تقسیم سریع للتنوع (4) الحیوي، یتضمن عمل قوائم للأنواع الجدیدة. وتختلف المحمیات الطبیعیة من بلد لآخر حیثُ أن كل دولة تتخیر لنفسھا شبكة من المناطق المحمیة طبقاً لمواردھا الطبیعیة وما یستلزم للمحافظة على تلك الموارد بصورة 

________

(1) یسري دعبس، المحمیات الطبیعیة في مصر: رؤیة في الانثروبولوجیا الطبیعیة، البیطاش سنتر للنشر والتوزیع، 1999م، ص 342

(2) عوض عبدالمعبود، المحمیات الطبیعیة في مصر، رسالة دكتوراه غیر منشورة، قسم الجغرافیا، كلیة الآداب جامعة القاھرة، 1996م، ص4

(3) یسرى دعبس، مرجع سبق ذكره ، ص 28

(4) Olver,I. and Beattie.A. (1993) A possible Method for the Yapid assessment of biodiversity. Conservation Biology 7:562-568. 4

مستمرة تضمن دوام استغلال الإنسان لھا وتصنف المحمیات الطبی عیة دولیاً على أساس الھدف من الحمایة على النحو التالي: محمیات الصیانة العلمیة ، الحدائق الدولیة ، محمیا ت النصب التذكاري ، محمیات التحفظ الطبیعي ، محمیات اللاندسكیب البري والجوي ، محمیات الموا رد ، مناطق الحمایة الانثربولوجیة ، المحمیات المتعددة الاستخدامات ، مناطق حمایة المحیط الحیوي، محمیات مواقع المیراث العالمي (1) .

 أولاً: مشكلة الدراسة:

  تعد منطقة الجبل الأخضر من أھم مناطق لیبیا من حیثُ التنوع الحیوي في مواردھا الطبیعیة (النباتیة والحیوانیة)، وتعدد البیئات الطبیعیة بھا ما بین شواطئ وسھول ساحلیة ومناطق ھضابیة وأخـــرى جبلیة، مما أتاح تنوعاً واسعاً في الغطاء النباتي والمصادر الطبیعیة الأخرى والتي تتمتع بطاقة كامنة كبیرة یمكن تنمیتھا بمجھودات قلیلة بالمقارنة مع باقي مناطق لیبیا، مما یؤھلھا لتكون من أنسب المواقع لإقامة المحمیات الطبیعیة. ومع كل ھذه المقومات السالفة الذكر والتي تتمتع بھا منطقة الدراسة فإنھا تفتقر إلى الحمایة والاھتمام المتمثل في إقامة مثل ھذه المحمیات للحفاظ على التنوع البیئي بھا، وتحاول ھذه الدراسة البیئیة التخطیطیة أن تبرز المقومات الجغرافیة التي تؤھل المنطقة لإقامة المحمیات الطبیعیة بھا.

ثانياً: التساؤلات:

1ـ ما ھي المقومات الجغرافیة التي تساعد على إقامة المحمیات الطبیعیة بالمنطقة والمشكلات والمعوقات التي تحول دون ذلك؟

2- ھل للخصائص الاجتماعیة والثقافیة لسكان منطقة الدراسة دور في الحفاظ على التوازن البیئي، وما ھو موقفھم من البیئة وكیفیة استخدامھم للموارد الطبیعیة؟

3- إلى أي مدى یُمكن التخطیط لاستغلال الموارد الطبیعیة بإقامة المحمیات الطبیعیة بما یؤدي إلى الحفاظ على التوازن البیئي؟

_________

 (1) عوض عبدالمعبود ، مرجع سبق ذكره ، ص13. 

ثالثاً: أهمية الدراسة:

   تأتي ھذه الدارسة بمثابة اللبنة الأولى للدراسات العلمیة الأكادیمیة لمناطق المحمیات الطبیعیة في لیبیا، وكأول موضوع یتناول بیئة المحمیات في إطار جغرافي في أھم منطقة من مناطق لیبیا وھي منطقة الجبل الأخضر

    كما تعد المحمیات الطبیعیة مستودعاً ومخزوناً طبیعیاً للحیوانات والنباتات، للحفاظ على تواجدھا من التدھور والانقراض، وھذا ما تفتقر إلیه منطقة الدراسة، كما وتعد عملیة تنمویة شاملة ترتبط بالإنسان وعلاقته بالبیئة وضرورة التفاعل والتأثر بینھما وبإیجابیة من أجل حیاة بیئیة سلیمة

  وتعتبر مناطق المحمیات الطبیعیة ھي الأساس في ضمان استمرار التنوع الحیوي الطبیعي، وحفظ الجینات الوراثیة للحیاة البریة، كما تساھم ھذه المحمیات في صیانة الموارد وتدعم التنمیة وذلك عن طریق ضمان صیانة الكفاءة الإنتاجیة للبیئة الطبیعیة وبالتالي استمرار الإستفادة من المیاه والمنتجات النباتیة والحیوانیة، كما توفر المحمیات فرص للبحث العلمي للفصائل البریة في محیطھا الحیوي،  وتعطي أیضا الفرصة لصناع القرار السیاسي والجمھور للمشاركة في صیانة البیئة والتنمیة الریفیة والاستخدام الأمثل للأراضي الھامشیة.

رابعاً: أهداف الدراسة

    تھـدف ھــذه الدراسـة إلـى تحقیـق الأتـي

 1- إبراز المقومات والعوامل الجغرافیة التي تؤھل منطقة الجبل الأخضر، لتكون من أنسب المواقع لإقامة المحمیات، والكشف عن أنواع الكائنات الحیة النباتیة والحیوانیة، والمكونات الأثریة والجیولوجیة والعمل على صیانتھا

2- توضیح أھم الأسباب والمعوقات التي حالت دون إقامة محمیات طبیعیة بالمنطقة خلال العقود الماضیة

3- السعي إلى المحافظة على المواقع التي من الممكن إقامة المحمیات الطبیعیة بھا بالدعوة إلى تنظیم استغلالھا والمحافظة علیھا، والتوصیة بتخطیط محمیات طبیعیة بالمنطقة

خامساً: منطقة الدراسة:

   تقــع منطقــة الجبل الأخضر كما ھو مبین في الخریطة (1) فلكیاً بین خطي طـول(23ْ 3ً 26َ - 13ْ 7ً 20َشرقاً ودائرتي  عرض (32ْ ً4َ 30َ - 32ْ) شمالاً، و یطل على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط، ویمتد طبیعیآ من رأس التین شرقاً إلى غرب شحات عند رأس عامر بطول یصل إلى (150 كم) ومن البحر المتوسط شمالا إلى ھضبة البطنان جنوباً  بطول (250 كم) وتبلغ المساحة الإجمالیة لمنطقة الدراسة حوالي،( 17040)كم2 (*) تقریباً.

    ولسھولة الدراسة تم تقسیم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء تم اختیار ثلاثة مناطق فیھا وھي الباكور، شحات الأثریة، ومنطقة رأس الھلال

سادساً: الإجراءات المنهجية:

   یقصد بالإجراءات المنھجیة الخطوات التي اتبعھا الباحث لجمع بیانات الدراسة وتصنیفھا وتحلیلھا ، وقد تم جمع بیانات ھذه الدراسة من خلال الآتي:-

1- الدراسات المكتبية (البيانات النظرية):

    وتشمل ھذه المرحلة جمع البیانات النظریة من المصادر والمراجع والإحصاءات والتقاریر والخرائط وغیرھا من البیانات ذات العلاقة بموضوع الدراسة وھي كالآتي:- 

أ- المراجع المصادر:

   في ھذه المرحلة تم حصر المراجع والمصادر التي تخص موضوع ومنطقة الدراسة من كتب ورسائل علمیة ومقالات علمیة منشورة في الدوریات والمجالات والندوات والمؤتمرات وغیرھا من المصادر التي لھا صلة بموضوع الدراسة.

 ب- الإحصاءات والتقارير:

   استعانت الباحثة بعدد من الإحصاءات والتقاریر الصادرة عن جھات رسمیة والتي من أھمھا البیانات المناخیة الصادرة عن مصلحة الأرصاد الجویة طرابلس، وتم الاعتماد على ثلاث محطات (بنینا- شحات- درنة)  وذلك باعتبارھا محطات رصد شامل تعطي صورة عن مناخ المنطقة.

    أما التقاریر فقد تمثلت في دراسة الغطاء النباتي التي قام بھا مركز أكساد في منتزه الكوف الوطني 1984، كذلك تقریر مشروع جنوب الجبل الأخضر (2003)، وتقریر حول تقییم وحمایة المراعي بلیبیا المركز الفني لحمایة البیئة

  كما تم الاستفادة من التقاریر حول وقایة الغابات من أخطار الحرائق من مكتب الدفاع المدني (2002م) صادر عن اللجنة العامة للزراعة والثروة الحیوانیة والبحریة القبة، 2003م

_________

(*) حسبت المساحة بجھاز البلانمیتز

 ج- الخرائط:

   اعتمدت ھذه الدراسة على مجموعة من الخرائط التي تخص منطقة الدراسة والمناطق المقترحة لإقامة لمحمیات ومنتزھات بالمنطقة ومنھا الخرائط الطبوغرافیة لكل من سوسة ورأس الھلال الباكور ذات مقیاس رسم 1 :000 50، والصادرة من مصلحة المساحة التابعة للجیش الأمریكي عام 1952 م، وقد استفادت الباحثة من ھذه الخرائط في تحدید مناطق الدراسة والتعرف على تضاریسھا وظواھرھا الجیومورفولوجیة كالكھوف والأودیة.

2- الدراسة الميدانية:

   نظراً لما تحتاج إلیه الدراسة من إجراءات لجمع المعلومات والبیانات التي لھا علاقة بموضوع المحمیات، كذلك لأخذ القیاسات مباشرة من الحقل لتقییم الوضع الحالي للمنطقة، وحصر أھم المقومات والمعوقات الطبیعیة والبشریة للمنطقة التي تساعد أو تحد من إقامة محمیات طبیعیة بالمنطقة

أ- الاستبيان:

   تم تصمیم استمارة استبیان، وزعت على عینة مكونة من (300) مزارع اختیرت عن طریق إتباع أسلوب العینة العشوائی، وذلك خلال الفترة من (8-10-2008) إلى (10-3-2009) في ثلاث مناطق من الجبل الأخضر وھي (منطقة مرتفعات الباكور، منطقة شحات، ومنطقة رأس الھلال) تم توزیع 100 استمارة في كل منطقة منھا وقد وقع الاختیار على ھذه المناطق وفقاً للآلیة التالیة:-

 - قسمت منطقة الجبل الأخضر إلى ثلاثة أجزاء وتم اختیار نطاق غرب الجبل الأخضر (الباكور) ومنطقة وسط الجبل (شحات) و منطقة شرق الجبل (رأس الھلال). وقد تم اقتراح ھذه المناطق الثلاثة لتكن مناطق محمیة وذلك على أساس منطقة مرتفعات الباكور منتزه وطني، ومنطقة شحات محمیة أثریة نظراً لتوفر الآثار الحضاریة بھا، ومنطقة رأس الھلال محمیة طبیعیة وذلك على أساس توفر و تنوع المقومات الطبیعیة وكثافة غطاءھا النباتي. وبذلك نكون قد اقترحنا محمیات مختلفة في أنواعھا .

 ب- المقابلة الشخصية:

   في ھذه المرحلة تم إجراء العدید من الزیارات للإدارات والأمانات والھیئات ومراكز البحوث والمعامل والجھات المختصة، ومقابلة المسئوولین في ھذه الدوائر للحصول على البیانات والمعلومات والتقاریر والخرائط، ومن ھذه الھیئات الھیئة العامة للبیئة، واللجنة الشعبیة العامة للاستصلاح الزراعي ومركز البحوث الزراعیة، وجھاز الشرطة الزراعیة وأمانة اللجنة الشعبیة العامة للزراعة والثروة الحیوانیة

 جـ - المشاهدات الميدانية:

   وفي ھذه المرحلة تم إجراء القیاسات المیدانیة مثل تحدید المواقع الفلكیة والجغرافیة لمنطقة الدراسة والمناطق المختارة كمحمیات طبیعیة، كذلك تحدید مواقع بعض الكھوف والأودیة واختیار مواقع دراسات الغطاء النباتي والتربة، كما تم النقاط الصور الفوتوغرافیة للغطاء النباتي والمناظر الطبیعیة، كما أمكن ملاحظة مظاھر تدھور البیئة والتلوث وتدھور الغطاء النباتي كالقطع والإزالة والحرق والرعي الجائر

  ومن ناحیة أخرى تم ملاحظة، حركة الحیوانات البریة في المنطقة مع الاستفسار عنھا من سكان المنطقة وتم التعرف على أنواعھا وأھم الأنواع التي تتعرض للصید والتناقص والانقراض، وفي ھذه المرحلة تم حصر المناطق الأثریة بالجبل الأخضر و تحدید مواقعھا، كذلك تم زیارة منتزه الكوف الوطني وتحدید مقوماته الطبیعیة والبشریة وأھم المشكلات التي حالت دون استكماله وتقلص مساحته

د- العمل الحقلي:

  یتمثل العمل الحقلي بدراسة الغطاء النباتي ودراسة التربة في المنطقة وذلك على النحو التالي:- 

 1- دراسة الغطاء النباتي

   تم دراسة الغطاء النباتي الطبیعي في 9 مواقع، وتم اختیارھا حسب تدرج التضاریس (البعد والارتفاع عن مستوى سطح البحر، وتنوع التربة)، وذلك ابتداءً من السھل الساحلي، أي حتى المنحدر الجنوبي لمنطقة الدراسة ، حیث بلغت مساحة كل موقع حوالي ( 2500م2) ما یعادل ربع ھكتار تقریباً، وتم حصر الأنواع النباتیة داخل كل مربع عن طرق دق أوتاد لحصر المربع بالمساحة المطلوبة (50 × 50 م) وفي داخل المنطقة تم عد كل نوع نباتي یتواجد وجمیع العینات للأنواع غیر المعروفة وجلبھا للمعبشة بكلیة العلوم للتعرف علیھا وعلى أسماءھا العلمیة وعائلاتھا ، ومن خلال دراسة ھذه المواقع تم التعرف على مایلي:- 

1- التعرف على عدد الأنواع النباتیة بمنطقة الدراسة، وحصرھا وتحدید أسمائھا المحلیة والعلمیة والتعرف على الأنواع النباتیة المستساغة وغیر المستساغة لتحدید درجة التدھور

2- التعرف على مدى وفرة وكثافة وتكرار الأنواع النباتیة بالمنطقة،وبذلك معرفة الأنواع النباتیة المعرضة للتدھور والانقراض.

2- دراسة التربة:

   تم أخذ أثنتا عشر عینة على عمق (10سم) في كل من منطقتي مرتفعات الباكور ومنطقة رأس الھلال ، وتم تحلیل ھذه العینات بمختبر التحلیل الكیمیائي بالھیئة العامة المیاه، فرع المنطقة الشرقیة – بنغازي ، من حیث خصائصھا الكیمیائیة مثل ، الرقم الھیدروجین (PH) ، والتوصیل الكھربائي (EC)، والأملاح الذائبة (S.D.T)، ونسبة المادة العضویة، ومعدل ادتصاص الصودیوم وكربونات الكالسیوم، والماغنیسوم، والصودیوم والبوتاسیوم، والكربونات والبیكریونات، والكلوریدات والكبریات، وذلك لمعرفة أثر العوامل الطبیعیة في خصائص ترب المنطقة، وأثرھا في نمو وتوزیع وتنوع الغطاء النباتي بھا

هـ - تصنيف البيانات تحليلها:

   وفي ھذه المرحلة تم تصنیف وجدوله البیانات التي أمكن الحصول علیھا وتمثیلھا كارتوغرافیاً بعدة طرق، كما تم إتباع العدید من الأسالیب الإحصائیة والكمیة ومنھا:- 

1 ـ المتوسط الحسابي =     مجموع القیم 

                                             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

                                                 (س) عددھا (ن) 

 2- استخدام مربع كاي (x 2) اختبار الاستقلالیة ویستخدم ھذا النوع من الاختبارات عادة لتحدید استقلالیة ظاھرتین (متغیرین) أو أكثر عن بعضھا البعض

3 ـ جـداول الاقتران: وتعرف على أنھا تلك الجداول التي من خلالھا یتم تنظیم عرض البیا نات التي تكون متداخلة بشكل صفوف وأعمدة بحیث تقترن بعضھا ببعض، وذلك لإظھار (متغیر) أو أكثر في الصف والعمود

4- معامــــل الاقتران: وھو یقوم بقیاس قوة العلاقة بین مستویات المتغیرین أو الظاھرتین المتمثلتین في الصفوف والأعمدة في جداول الاقتران

5- أسلوب تحلیل التوافق (Analysis Correspondence). والذي من خلاله أمكن الحصول على تصنیف لكل الصفوف والأعمدة، أو الصفوف والأعمدة معاً، حیث یمكننا تصنیف المتغیرات حسب ھدف الدراسة وتحلیل سلوك الظاھرة، وفي تحلیل التوافق یعد التباین الكلي مقیاس لمدى انتشار أو توزیع نقاط الصفوف والأعمدة حول المركز

 6- تم استخدم عدة مقاییس لدراسة مدى وفرة وكثافة وتكرار الأنواع النباتیة بمنطقة الدراسة ومن تلك المقاییس (1) ما یلي:-

 أ- الوفرة =   عــدد الأفــراد التابعـــة للنــوع النباتــي ( عدد / ھكتار

                                  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                                    عدد المربعات التي وجد فیھا النوع النباتي

 

 _____________

(1) كمال حسین شلتوت ، علم البیئة النباتیة ، المكتبة الأكادیمیة ، ط1 ، 2002 ،ص 282 ـ 283 .


أ- الكثافة =        عــدد الأفــراد التابعـــة للنــوع النباتــي (عدد / ھكتار)

                                         ------------------------------------------------- 

                                             العدد الإجمالي للمربعات المدروسة

 

جـ ـ التكرار =     عــدد المربعات التي یتواجد فیھا النوع النباتي × 100  

                                   ------------------------------------------------------ 

                                               العدد الإجمالي للمربعات المدروسة

   الدراسات السابقة:

 أولاًالدراسات على المستوى المحلي:

 1- في موضوع الاھتمام المحلي بالمحمیات الطبیعیة تُعد دراسة المركز العربي لدارسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (1984)، أھم الدراسات التي اُتفق على إجراءھا في العقد المبرم بین أمانة الاستصلاح الزراعي وتعمیر الأراضي والمركز العربي. وقد اشتملت الدارسة – التي امتدت لفترة خمس سنوات اعتباراً من تاریخ التعاقد – على ثلاثة مراحل وقد ركزت الدراسة على منطقة حوض وادي الكوف في الجبل الأخضر لیكون محمیة نباتیة حیوانیة تتطور فیھا الغابات والمراعي والمساقط المائیة والبحیرات وتبرز فیھا الآثار التاریخیة والمعالم السیاحیة وتقام فیھا المنشآت ویؤمھا الزوار لأغراض الترفیه والثقافة وقد تمثلت أھم جوانب الدراسات العلمیة والتحریات الحقلیة في دارسة الجوانب الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاحیة والآثار والمُناخ والتربة والغطاء النباتي والأحیاء البریة والمائیة والبرمائیة والطیور والحشرات والزواحف بالإضافة إلى التصامیم الھندسیة للمنشات الحیویة والمرافق العامة والإشراف على التنفیذ

2ـ وفي دارسة أخرى قام بھا لطفي بولس (1984)، تناول فیھا دراسة لأھم الأشجار والشجیرات البریة ف ي لیبیا ولاسیما شائعة الانتشار، وقد ذكر فیھا الأسماء المحلیة والعلمیة لھا مع وصف موجز لكل منھا والبیئة التي تعیش فیھا وقیمتھا الاقتصادیة

3ـ كما قام كلاً من : محمـد الدراوي وصلاح النجـار، بدراسـة حملـت عنوان " الحیاة النباتیة الطبیعیة في لیبیا " تضمنت الدراسة الحیاة الطبیعیة في الجبال الشمالیة في لیبیا من حیث الموقع والمُناخ ونوع الحیاة النباتیة الطبیعیة السائدة.

4 ـ وفي دراسة أخرى أجراھا محمد عبد االله لامه(1999)، جاءت بعنوان " سھل بنغازي : دراسة في الجغرافیة الطبیعیة "، إذ تناول الباحث في دراسته الجغرافیا الطبیعیة لسھل بنغازي فتطرق لموضوع الحیاة النباتیة والحیوانیة في المنطقة وذكر أن أھم الأسباب التي أدت إلى تدھور الغطاء النباتي بالمنطقة وتوصل إلى أن أھم الأسباب ھو تذبذب سقوط الأمطار والرعي الجائر والقطع والإزالة والاحتطاب، ولعل أھم النباتات التي تعرضت للتناقص والتدھور بمنطقة الدراسة ھو نبات (البطوم، والحلاب) وھناك نباتات أصبحت شبه منقرضة كالزعتر والحنظل وعشبة الأرنب والقمیلة والشعیرة، أما النباتات المنقرضة فتتمثل في العرین والسدر (النبق)، أما سبب اندثار الحیوانات والطیور البریة فرجحه إلى تدھور الغطاء النباتي والمغالاة في عملیة الصید

5 ـ أما بالنسبة لتدھور المراعي الطبیعیة في الجبل الأخضر فھناك دراسة قام بھا: بالقاسم الجارد (2002)، ناقش فیھا أسباب تدھور ھذه المراعي وقد أرجع السبب إلى العوامل الطبیعیة كالتضاریس والمُناخ والتربة كما أكد على أثر الإنسان في ھذا المجال فھو في رأیه العامل الأخطر في زیادة حدة التدھور، وذلك م خلال نشاطاته المتمثلة في التوسع الزراعي على حساب المراعي الطبیعیة إلى جانب الحمولة الرعویة وسوء إدارة المراعي كنظام الرعي السائد ونوع الحیوانات الرعویة، كما تبین من خلال الدراسة التي قام بھا الباحث أن العدید من النباتات ذات الأھمیة البیئیة والاقتصادیة في المنطقة قد انقرضت نھائیاً. وفي نھایة بحثه قدم الباحث مجموعة من التوصیات المھمة والتي لھا علاقة بإجراء البحوث الخاصة بتنمیة المراعي والنباتات الطبیعیة والمحافظة علیھا من الانقراض من خلال التعاون بین الھیئات والجامعات من أجل المساھمة في الحد من حدة التدھور

6 ـ وفي كتاب عن الجغرافیة الطبیعیة للجبل الأخضر، للباحث سالم الزوام (1997)، أوضح فیه المقومات الطبیعیة لمنطقة الدراسة والعوامل المؤثرة في مُناخ المنطقة والموارد المائیة المُتاحة تتطرق إلى أنواع النباتات الطبیعیة في المنطقة وقام بتقسیمھا إلى غابات وشجیرات وأعشاب

7ـ فــي دراسة عن أھمیة الأحیاء البریة وقیمتھا البیئیة والاقتصادیة قام (ولید القذافي) (2007) بدراسة تحت عنوان (دراسة اقتصادیة بیئیة للمحافظة علي الأحیاء البریة وإنمائھا: حالة مدروسة عن الغزلان اللیبیة في جنوب الجبل الأخضر)، درس فیھا الغزال كأحد عناصر البیئة والموارد الطبیعیة المتجددة من حیث صفاته وممیزاته ومتطلباته البیولوجیة، وناقش أسباب تناقص أعداده وانقراضه في جنوب الجبل الأخضر خصوصاً، وفي الصحراء اللیبیة بصفة عامة، وقد استنتجت الدراسة بأن الغزال اللیبي موجود ولكن بأعداد قلیلة جداً، وإن معدل تناقصه بمنطقة الدراسة یصل من 61 ـ 91 % خلال السنوات الأخیرة من القرن العشرین، وإن العدو الطبیعي لھذا الحیوان ھو الإنسان في المرتبة الأولي، وفي المرتبة الثانیة الحیوانات الضاریة وآكلات اللحوم إن وجدت. كما توصلت الدراسة إلى العدید من النتائج والمقترحات والتوصیات والتي تساھم في حل ھذه المشكلة، حیث قدم الباحث مقترح إنشاء برنامج إنمائي متكامل لحمایة وإكثار وإعادة استیطان الغزال (محمیة طبیعیة). 

8 ـ قام (یونس محمود عبد الخالق) بدراسة حول الغطاء النباتي لمرتفعات الباكور تحت عنوان (دراسة الغطاء النباتي للنباتات البذریة لمرتفعات الباكور بالجبل الأخضر) وكان الھدف من الدراسة ھو تصنیف الغطاء النباتي في المنطقة، حیث تم تجمیع حوالي (192) نوعاً نباتیاً خلال عام كامل، وتم تصنیفھا وتعریفھا ووصفھا ومعرفة عدد العوائل والأجناس والأنواع وفترات تزھیرھا وتوزیعھا الجغرافي في العالم، كما تم دراسة العوامل المحیطة بھذه النباتات من مناخ وتربة بالإضافة للعوامل البشریة ومدي تأثیرھا علي الغطاء النباتي. ومن أھم نتائج ھذه الدراسة ھي أن المنطقة تعرضت لنشاط بشري (زراعي ورعوي) لفترة طویلة مما أثر علي الغطاء النباتي وسبب في تدھوره، وجاءت أھم توصیات الدراسة بأن أكد الباحث علي ضرورة الحث على إیقاف الاستنزاف المستمر للغطاء النباتي وحمایته وذلك بأن تكون المنطقة محمیة أو حدیقة وطنیة

9ـ وفي دراسة عن التنوع البیولوجي في منطقة الجبل الأخضر ومدي تأثره بتدھور الغطاء النباتي وانعكاساته السلبیة على البیئة وعلى العائد المادي لمربي الحیوانات الرعو یة وعلى الدخل القومي بصفة عامة قام (الساعدي وآخرون) (1996) بدراسة تحت عنوان (تأثیر تدھور الغطاء النباتي الطبیعي في منطقة الجبل الأخضر على التنوع البیولوجي، درسوا فیھا التنوع البیولوجي بالمنطقة بصفة عامة ومدي علاقة التنوع بالاستقرار في الحیاة البریة والنباتیة بالمنطقة وقدموا موجزاً للغطاء النباتي في الجبل الأخضر وتنوعه البیولوجي وبعض مظاھر تدھوره، وأشارت ھذه الورقة إلى المساھمة الجادة من الجھات المعنیة بلیبیا في الحد من التدھور المتسارع في الغطاء النباتي الطبیعي في منطقة الجبل الأخضر والمناطق الجغرافیة الأخرى بلیبیا

10ـ وفي ورقة ألقاھا (الساعدي وآخرون) 1996 في الندوة القومیة حول تطور المراعي وحمایة البیئة في الوطن العربي والتي عقدت في(طرابلس) تحت عنوان (تأثیر العوامل البیئیة على المراعي الطبیعیة) تناولت ھذه الورقة تأثیر العوامل البیئیة الھامة على الغطاء النباتي الطبیعي في الأراضي الرعویة بصفة عامة مع الإشارة إلى دور ھذه العوامل في توزیع الأغطیة النباتیة وكثافتھا وتركیبھا النوعي وإنتاجیتھا بالمراعي الطبیعیة بلیبیا وانعكاسات ذلك علي الإنتاج الحیواني حیث یؤثر على العائد الاقتصادي من ھذا المورد وإسھامه في الأمن الغذائي. كما تضمنت الورقة بعض المقترحات لتنمیة وتطویر وصیانة المراعي الطبیعیة بالجماھیریة والتي تركز بشكل أساسي على الاستمرار في حصر وتقییم الموارد الرعویة وترشید استغلالھا وإجراء الدراسات الخاصة بتنمیة المراعي للحد من التأثیرات السلبیة لبعض العوامل البیئیة على المراعي

  ھنا تجدر الإشارة إلى أن الدراسات عن موضوع المحمیات الطبیعیة قلیلة ، بل تكاد تكون نادرة على المستوى المحلي

 ثانياًالدراسات على مستوى الوطن العربي:

1- من أھم الدراسات التي تناولت موضوع المحمیات الطبیعیة بشكل مفصل، الدارسة التي قام بھا عوض عبد المعبود 1996، حول المحمیات الطبیعیة في مصر حیث قام بتصنیفھا إلى محمیات بریة وتنقسم إلى (محمیات جبلیة – ومحمیات الأودیة الجافة – ومحمیات السھول الساحلیة) وكذلك محمیات مائیة تضم: (محمیة بحیریة وأخرى ساحلیة وثالثة بحریة)، وأخیراً المحمیات الجزریة والتي تضم (محمیات جزریة نھریة ومحمیات جزریة بحریة) وقد جاء ھذا التصنیف في ظل التصنیف العالمي للمحمیات وتحت إطاره كما قام بدراسة طبیعة وخصائص كل محمیة على حدى من حیث المتغیرات المُناخیة والحیاة النباتیة وخصائص السطح

2ـ وفي مجال الاھتمام العالمي بالتنوع البیولوجي فقد قام سمیر غبور عام 1996، بدراسة التنوع البیولوجي والتباین الإحیائي بالوطن العربي، ومن خلال دارسته رأى أنهُ یمكن الحفاظ على التنوع البیولوجي من خلال تدجین وتھجین النباتات والحیوانات واستخدام الھندسة الوراثیة لاستنباط أصناف جدیدة منھا تحمل صفات مرغوباً فیھا لزیادة إنتاجیتھا أو لإنتاج مواد معینة خاصةً في مجال الطب و الأغذیة ھذا وقد عرج الباحث على دور المحمیات الطبیعیة في صون التنوع البیولوجي وذكر معاییر اختیار مواقع المحمیات الطبیعیة وفي نھایة دراسته بیَّن الباحث الجھود العربیة للحفاظ على التنوع الإحیائي على المستوین الوطني والإقلیمي

3ـ أما في مجال الاتفاقیات والمعاھدات والسیاسات التي من شأنھا الحفاظ على التباین البیولوجي في الوطن العربي كتب الخطیب من جامعة دمشق 1996، مقالاً حول ھذا الموضوع إذ بیَّن الباحث أھم ما یتمیز به الوطن العربي من تنوع بیولوجي، كما ذكر أھم الشواھد الدالة على ذلك والجھود العربیة المبذولة للحفاظ على ھذا التمیز والتنوع، وفي سبیل ذلك وضع الباحث جدولاً زمنیاً لأھم الاتفاقات الدولیة للحفاظ على التنوع البیولوجي ودور المشاركة العربیة في مجال الحمایة

4 ـ وفي مقالة أخرى نشرت عام 1996م طرحت موضوع الاھتمام العربي الإسلامي بالتباین البیولوجي أوضح فیھا أن التراث العربي ملئ بالمعارف عن التباین البیولوجي، وإذ كان ھذا التباین بالمفھوم الحدیث یغطي جوانب مختلفة ذات مستویات متباینة تتمثل في التباین على مستوى الجینات والتباین على مستوى النوع والنظام البیئي فإن التراث العربي تعرض لكل ھذه الجوانب، وھذا ما نجده واضحاً في عدة أمثلة سردھا الباحث في مقالته من الشعر العربي والمصنفات التراثیة حیثُ إنھا مفعمة بأسماء الكائنات وأنواعھا وبیئاتھا وكیف إنھم ربطوا بین النباتات والبیئات التي تنمو فیھا

5ـ وفي رؤیة أخرى لموضوع المحمیات الطبیعیة في مصر قام محمد إبراھیم محمد 2000، بدراسة جاءت بعنوان "المحمیات الطبیعیة والتنوع البیولوجي في مصر" وفیھا عرض الباحث أسس اختیار مواقع المحمیات الطبیعیة والعوامل المؤثرة على الحیوانات ودور المحمیات في صیانتھا وحمایتھا، كما ذكر أھم الأخطار التي تھدد التنوع البیولوجي، ھذا وقد أوضح أھم الأھداف الرئیسیة للإستراتیجیة الوطنیة لصون التنوع البیولوجي وتنمیة الموارد الطبیعیة، وفي الختام قام بتصنیف المحمیات التي تم اعلانھا في مصر

6ـ كما قام باعنقود، 2000 بدارسة المواقع المقترحة كمحمیات طبیعیة في الجمھوریة الیمنیة، حیث حدد المعالم الطبیعیة والمواقع ذات الخصائص الفریدة التي تستحق الحمایة في الیمن، كما أوصى في الختام بضرورة أن یسبق اعلان منطقة ما (محمیة طبیعیة) دراسات وافیة وأن یتم ذلك بالتعاون مع جھات الاختصاص المحلیة والإقلیمیة والدولیة وخاصة الیونسكو والاتحاد العالمي لصون التنوع البیولوجي والمركز العربي لدارسات المناطق والأراضي القاحلة (الاكساد). 

7ـ ھذا وقد ربط إبراھیم،2001 بین المناطق المحمیة والتنمیة الریفیة في الدول العربیة وأوضح في دراسته الوضع الراھن للمحمیات الطبیعیة في الدول العربیة، فقد ذكر أن مساحة المناطق المحمیة بالدول العربیة تبلغ نحو 44 ملیون ھكتار، مشكلة نحو 8.3% من إجمالي مساحة الوطن العربي، ویختلف توزیع المحمیات بین المناطق الجغرافیة في الوطن العربي فالجزیرة العربیة تمتلك 4.44% من المساحات المحمیة والمنطقة الوسطى، (مصر والسودان والصومال وجبوتي) تمثل 3.28% ودول المغرب العربي تمتلك 8.26% أما الدول العربیة في شرق المتوسط فتشكل 5.0 % من إجمالي المساحة المحمیة في الوطن العربي، ووضح الباحث أھم المشاكل التي تتعرض لھا المناطق المحمیة العربیة وعلاقتھا بالتنمیة الریفیة والمحلیة، مع التأكید على ضرورة تطویر إدارة المحمیات وتحدیث المجتمعات من خلال التدریب وتشجیع البحوث العلمیة في مجال التنوع الحیوي بالدول العربیة، كما أوصى وأكد الباحث في نھایة دراسته على ضرورة التنسیق بین الدول العربیة من ناحیة، والشبكات العالمیة من ناحیة أخرى بغیة توفیر المال والوقت واجتذاب التمویل اللازم لھا

8ـ كما أصدرت دار البیطاش سنتر للنشر والتوزیع بالإسكندریة، سلسلة من الكتب للمؤلف یسري دعبس 1999 عن التنمیة والبیئة، منھا "المحمیات الطبیعیة والتوازن البیئي" حیثُ قسم الباحث الكتاب إلى أربع فصول شمل الفصل الأول على طبیعة المحمیات وتعریفھا وأنواعھا وأھدافھا إقامتھا والأسس المتبعة في اختیار مواقعھا، تم تناول الباحث في الفصل الثاني تصنیف المحمیات الطبیعیة المعلنة بمصر. أما الفصل الثالث فقد تطرق فیه إلى استراتیجیات حمایة البیئة من أجل تحقیق التوازن البیئي في ضوء الواقع المحلي والعالمي، وأخیراً قام بإبراز دور الجھود الرسمیة وغیر الرسمیة في حمایة البیئة والحیاة الفطریة، وھذا ھو مضمون الفصل الرابع من الكتاب المقدم من المؤلف

9ـ وفي كتاب آخر من نفس السلسلة، تحدث فیه یسري دعبس 1999 عن موضوع "المحمیات الطبیعیة في الوطن العربي" من خلال ثلاثة فصول تناول أولھا مقدمة عن المحمیات الطبیعیة والبیئة والتنمیة، أما الفصل الثاني فقد اختص بموضوع أنواع المحمیات بالوطن العربي وخصائصھا ومكوناتھا في كل من (قطر والبحرین والسعودیة والكویت والإمارات والیمن ومصر والسودان ولیبیا وتونس والجزائر وموریتانیا) . أما الفصل الثالث من الكتاب فقد احتوى على استراتیجیات حمایة الحیاة الفطریة في الوطن العربي إذ تناول الفصل طرح بعض الخصائص والخطط الإستراتجیة والطبوغرافیة والمُناخیة والجیولوجیة في كل دولة من الدول السالفة الذكر، وكذلك مقومات ومعوقات الحفاظ على البیئة

10- أما فیما یختص موضوع البیئة الطبیعیة وتفاعل الإنسان معھا فقد صدر كتاب محمد صبري محسوب 1996، ضم 12 فصلاً، ناقش الفصلین الأول والثاني، مفھوم البیئة بشكل واضح ومبسط والنظم الایكولوجیة في الفھم الجغرافي، أما الفصل الثالث فقد تناول الزلازل والبراكین كأخطار بیئیة، وجاء الفصل الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن لتدریس موضوع البیئات ال فیضیة والجبلیة والساحلیة والباردة والجافة على التوالي، أما الفصل الأخیر وھو المفصل الثاني عشر فھو بشكل أھمیة كبیرة لما له من علاقة بموضوع الدراسة إذ تضمن ھذا الفصل نظرة تاریخیة لموضوع المحمیات تم العوامل البیئیة السلبیة التي تؤثر على الحیاة الطبیعیة والعوامل المرتبطة بالنشاط البشري، وینتھي الفصل بدراسة سبل العنایة والاھتمام بالمحمیات بالسعودیة

11- وفي كتاب أرناؤوط 1996 عن البیئة باعتبارھا الحیز الذي یمارس فیه البشر مختلف نشاطاتھم، تحدث عن أھمیة البیئة والنظام البیئي شمل كتابهُ على ستة فصول، تعرض أولھا لمفھوم البیئة وملوثاتھا، واحتوى الفصل الثاني على ملوثات الھواء والماء، أما الفصل الثالث فتم من خلاله طرح دور الإنسان في إحداث التلوث، أما التلوث الغیر المادي فقد نوقش في الفصل الرابع، وفي ختام الكتاب أوضح المؤلف دور الإنسان في حمایة البیئة ووجد أنه من أھم الطرق والوسائل التي من شأنھا حمایة البیئة وصیانة التنوع البیولوجي ھو إنشاء المحمیات الطبیعیة، حیث عرف الباحث المحمیة وعدد أنواعھا وذكر أھم الإجراءات التي تشجیع صیانة التنوع البیولوجي (الحیوي) واستخدامه على نحو قابل للاستمرار، ثم عدّد أھم المحمیات التي صدر فیھا قرار من رئیس مجلس الوزراء بمصر .

الصعوبات المشكلات التي واجھت الدراسة:

   واجھت الدراسة عدد من الصعوبات حالت دون تحقیق ھدفھا كاملاً تمثلت في الآتي:- 

1- الافتقار إلى الدراسات في ھذا المجال على الصعید الوطني ومنطقة الدراسة على وجھ الخصوص باستثناء بعض المبادرات البحثیة التي حاولت دراسة المنطقة

2ـ قلة المراجع والكتب والرسائل والبحوث المحلیة التي تخص موضوع المحمیات الطبیعیة

3- عدم تعاون بعض جھات الاختصاص في إعطاء البیانات والمعلومات والتقاریر التي تفید الدراسة

4- قلة البیانات المناخیة الحدیثة ونقص بعض العناصر في المحطات التي تم الاعتماد علیھا

5- غیاب المصداقیة لدى بعض المزارعین عند إجابة لاستبیان.

 تبويب البحث:

  تألفت الدراسة من مقدمة وخمس فصول رئیسیة، حیث اشتملت المقدمة على الإطار النظري والمنھجي للدراسة والذي تضمن مشكلة البحث والتساؤلات والأھداف والأھمیة، ومنطقة الدراسة والإجراءات المنھجیة للدراسة والدراسات السابقة والصعوبات والمشكلات التي واجھت الدراسة وتبویب البحث، أما الفصل الأول فقد تضمن أسس ومعاییر إقامة المحمیات الطبیعیة بالجبل الأخضر، أما الفصل الثاني فتطرق إلى المقومات والمعاییر التخطیطیة لإقامة منتزه الباكور الوطني، أما الفصل الثالث فتناول المقومات والمعاییر التخطیطیة لإقامة محمیة شحات الأثریة أما الفصل الرابع فاختص بالمقومات والمعاییر التخطیطیة لإقامة محمیة رأس الھلال الطبیعیة في حین تناول الفصل الخامس معوقات إقامة المحمیات الطبیعیة بالجبل الأخضر، وانتھت الدراسة بوضع خاتمة تضمنت النتائج والتوصیات التي توصلت إلیھا، وفي النھایة المصادر والمراجع والملاحق.

الخاتمة

   توصلت ھذه الدراسة من خلال تحلیل البیانات التي تم جمعھا عن موضوع الدراسة إلى عدد من النتائج والتوصیات. یمكن إجمالھا في الآتي:- 

 أولاً: ملخص النتائج

   ومن أھم النتائج التي توصلت إلیھا الدراسة:- 

1ـ أتضح من خلال مراجعة ودراسة واقع حال المحمیات المقامة في لیبیا عامة والجبل الأخضر خاصة إنھا تعاني العدید من المشاكل وھي تتمثل في عدم فرض الحمایة الصارمة على مكوناتھا وتعرضھا للعدید من التجاوزات والتعدیات وخاصة على الغطاء النباتي، كذلك عدم تنفیذ الدراسات التي تمت على البعض منھا أو التأخیر في التنفیذ شجع العدید من المواطنین على التعامل مع ھذه المواقع وكأنھا مناطق غیر محمیة واستغلالھا لإغراض متعددة، ھذا التباین في تبعیة ھذه المحمیات أوجد تباین في الأولویات من حیث الاھتمام، لذلك أھملت عدة مواقع من ھذه المحمیات و المنتزھات وبدأ خطر التصرف فیھا یحیط بھا، ومن المشاكل التي تعاني منھا ھذه المحمیات ھي القصور الواضح في الكفاءات الفنیة المتخصصة سواء في التخطیط أو التنفیذ أو الإدارة مما عطل معظم المشاریع التنمویة بھا ، كذلك عدم وجود قوانین وتشریعات خاصة بالمحمیات الطبیعیة واعتمادھا فقط على قرارات ظرفیة شجع على عدم احترام مكوناتھا البیئیة

2ـ انبثقت من منطقة الدراسة أولى المحاولات لإقامة المحمیات الطبیعیة في لیبیا حیث كان منتزه الكوف الوطني عام 1977م على مساحة تقدر ب 100000 ھكتار بھدف المحافظة على الغابات والمراعي الطبیعیة والأحیاء البریة والبرمائیة والطیور والزواحف غیر أنه لظروف المنطقة الاجتماعیة وظروف أخرى معینة لم تكتمل الدراسات إلا على مساحة 8000 ھكتار فقط من مجمل المساحة، وحتى ما تم دراسته تم الاعتداء علیه ولازال في انتظار استكمال التنفیذ إلى یومنا ھذا

3ـ تشتمل منطقة الجبل الأخضر على أھم المقاییس والمعاییر الدولیة التي تؤھل المنطقة لإقامة المحمیات بھا، ومن أھم تلك المعاییر كبر مساحة الإقلیم والموقع المناسب والمناخ المعتدل والتنوع الحیوي النباتي والحیواني واحتوائھا على العدید من المواقع الأثریة والتكوینات الجیومور فولوجیة والجیولوجیة والكثیر من الشلالات والعیون المائیة

4ـ من خلال الدراسة المیدانیة تم ملاحظة إن الغطاء النباتي تأثر سلباً وتقلصت مساحته مما ینذر باختفاء الأنواع النادرة وانقراضھا وتناقص الكثیر من الأنواع الموجودة حالیاً وذلك نتیجة لتأثیر المناشط البشر یة المتمثلة في الرعي والتوسع الزراعي والحرائق والاحتطاب، مما أخر في إقامة المحمیات في المنطقة حتى ھذا التاریخ

5ـ تتعرض الحیوانات والطیور البریة إلى التناقص والانقراض نتیجة الإفراط في عملیات الصید وعدم سن القوانین الرادعة لھذا النشاط، من ناحیة وتناقص الغطاء النباتي من ناحیة أخرى. ومن أھم الحیوانات التي لم یتم تسجیل وجودھا ومشاھدتھا في المنطقة من تاریخ بعید جداً غزال الدروكاس والعضل القیصري والرتم الأوربي والفھد الحبشي إما الطیور التي لم یتم مشاھدتھا من تاریخ بعید فھي العقاب الذھبي والعقاب البولیني والصرد الشامي وملكة الأسوار والیمامة الشاحبة

6ـ من أكثر النشاطات أضراراً بالتنوع الحیوي الحیواني والتي تتعرض لھا المنطقة بإفراط ھي الصید ومن أكثر الحیوانات تعرضاً للصید في المنطقة ھي الشیھم (صید اللیل) والأرنب البري الأفاعي، أما الطیور البریة المھددة بالانقراض فھي الحمام الجبلي والحجل، وھذا یستدعي الإسراع في اتخاذ التدابیر اللازمة للمحافظة على ھذه الأنواع من الأخطار المحدقة بھا

7- من خلال الدراسة تبین أن التخطیط البیئي لإقامة محمیات من شأنھا أن یكفل نجاح أھداف الحمایة فتم اقتراح ثلاث مناطق في الجبل الأخضر تتمثل في منطقة الباكور لإقامة منتزه الباكور الوطني، ومنطقة شحات الأثریة لإقامة محمیة أثریة ورأس الھلال محمیة طبیعیة.

 ثانياً: التوصيات

   من أھم التوصیات التي توصلت إلیھا الدراسة ما یلي: ـ 

 

1ـ إعداد البرامج والدراسات اللازمة من أجل التخطیط لإدارة المحمیات الطبیعیة والمنتزھات الوطنیة ووضع الاستراتیجیات والخطط، وإعادة النظر في المحمیات المقامة وتفعیل دورھا وتطویرھا

2ـ فرض الحمایة الصارمة على المواقع المعلنة كمحمیات ومنتزھات، وسن القوانین والتشریعات المناسبة والتي من شأنھا ضمان الحمایة الفعالة للمحمیات

3ـ السماح للزوار بدخول المحمیات لعدة أغراض محددة وبطریقة منظمة، كالزیارة لأغراض البحث العلمي أو جمع الأخشاب المیتة من قبل السكان المحلیین أو جمع العسل أو الثمار أو أي منتجات دون الأضرار بالطبیعة

4 ـ تدریب الكوادر الفنیة المتخصصة في مجال التخطیط والتنفیذ والإدارة، حیث إن التخطیط والتنفیذ الجید والإدارة الكفؤ كفیلة بإقامة شبكة جیدة من المحمیات تعود بفوائد مباشرة وغیر مباشرة على البیئة والمحیط الحیوي

5- إدراج موضوع المحمیات الطبیعیة ضمن مخططات التنمیة وتخصیص مبالغ مالیة للصرف منھا على تنفیذ المشروعات والبرامج الخاصة بھا

6- حجز مساحات واسعة من الغابات وإنشاء المشاتل لإنتاج الأصناف النادرة والمنقرضة وإعادة إدخالھا للمحمیات على شكل حملات تشجیر

7- الحد من المناشط والمؤثرات البشریة التي أدت إلى تدھور الغطاء النباتي مثل الرعي والصید والتوسع الزراعي والتحطیب والتلوث والحرائق

8- إجراء الدراسات المسحیة لحصر الحیوانات والطیور البریة وبشكل دوري وعلى فترات متباعدة، وعمل أماكن مفتوحة داخل المحمیات لإطعام الحیوانات البریة وعمل ممرات خاصة وأبراج مراقبة ومخابئ للحیوانات داخل أرض المحمیة، ووضع القوانین التي تحد من عملیات الصید

9- إیجاد جھة ثابتة وحازمة ومتخصصة للإشراف على المحمیات الطبیعیة والمنتزھات الوطنیة

10- تشجیع الدراسات والبحوث العلمیة من الجامعات والجھات ذات الاختصاص بشأن الحفاظ على التنوع البیولوجي وخصوصاً الأنواع المھددة بالانقراض

11- التبادل الثقافي والعلمي والإستفادة من الخبرات الدولیة والعربیة في مجال إنشاء وإدارة المحمیات، وتنظیم الندوات والمؤتمرات المختصة بموضوع الحفاظ على الحیاة البریة

12- لضمان نجاح المحمیة لابد من تخصیص میزانیات من أجل دعم التوعیة البیئیة إعلامیاً كتوزیع المطویات والملصقات والأشرطة المرئیة مجاناً على السكان المحلیین لمزید إقناعھم بأھمیة المناطق المحمیة لقطاعات المجتمع المختلفة

13- إشراك السكان المحلیین في إدارة المحمیة وعدم استبعادھم، إذ عدم اقتناع الصیادین والغواصین والمزارعین والرعاة ومرتادي البحار والغابات بأھداف المحمیات قد یفشل الجھود التي تبذل لإقامة المحمیة

14- الحفاظ على الآثار الحضاریة القدیمة والمنتشرة في المنطقة وترمیمھا والتنقیب عنھا وإقامة محمیات أثریة للحفاظ على ھذا الإرث الحضاري العظیم

15- الاھتمام بالشواطئ البحریة وإقامة محمیات بحریة ھدفھا الرئیسي ھو حمایة الأحیاء البحریة والاھتمام بجمالیة المكان وحمایتھ من التلوث

16- إقامة محمیات للحفاظ على المظاھر الجیومورفولوجیة الممیزة في المنطقة والمتمثلة في الشلالات والعیون الكارستیة والكھوف.

  














تحميل الرسالة


👇


👈   drive.google


👇


👈        mega.nz


👇


👈     4shared


قراءة وتحميل الرسالة


👇


👈    drive.google

👇


👈   repository-uob-edu-ly 

👇


👈    4shared


تحميل الرسالة من قناة التليغرام


👇


👈  https://t.me/ThesisGeo/3594


👇



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا