التسميات

الأحد، 9 أكتوبر 2022

دور العمليات الجيومورفولوجية في تشكيل المظهر الأرضي لجزيرة سقطرى - أحمد عبد الله أحمد حمادي - أطروحة دكتوراه 2002م


 دور العمليات الجيومورفولوجية في تشكيل المظهر الأرضي


 لجزيرة سقطرى



أطروحة تقدم بها

 

أحمد عبد الله أحمد حمادي


إلى مجلس كلية التربية (ابن رشد) جامعة بغداد، وهي جزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في الجغرافيا الطبيعية




بإشراف


الأستاذ المساعد الدكتور

فاضل عبد القادر الشيخلي


الأستاذ الدكتور

مهيوب عبد الرحمن الصبري




1423هـ - 2002م



المحتويات

 

الرقــم

الموضــــــــــوع

الصفحة

 

الإهداء

أ

 

شكر وتقدير

ب

 

المستخلص

د

 

المحتويات

ز

 

الجداول

ك

 

الخرائط

م

 

الأشكال

ن

 

الصور الفوتوغرافية

ع

الفصل الأول : الإطار النظري للدراسة

1-16

1-1

المقدمة

2

1-2

مشكلة الدراسة

5

1-3

فرضيات الدراسة

5

1-4

أهداف الدراسة

5

1-5

أسباب إختيار منطقة الدراسة

6

1-6

حدود منطقة الدراسة

6

1-7

طريقة العمل

6

1-8

نبذة تأريخية عن جزيرة سقطرى

10

1-9

الدراسات السابقة

11

1-10

معجم المصطلحات المستخدمة في الدراسة

13

الفصل الثاني : العوامل المؤثرة في سير العمليات الجيومورفولوجية

17-76

2-1

العوامل البنيوية

18

2-1-1

أنواع الصخور وصفاتها

20

2-1-2

التشوهات البنيوية

27

2-2

قدرات المناخ الحركية

29

2-2-1

التغيرات المناخية القديمة

30

2-2-2

سمات عناصر المناخ الحالية

33

2-2-2-1

درجة الحرارة

36

2-2-2-2

الأمطار

38

2-2-2-3

الرطوبة النسبية

40

2-2-2-4

الرياح

42

2-2-3

تطرف المناخ الحالي

51

2-3

الخصائص التضاريسية

53

2-3-1

خصائص الإرتفاع

53

2-3-2

خصائص الإنحدار

59

2-3-2-1

تحليل الخطوط المورفولوجية

59

2-3-2-2

الوحدات الإنحدارية

63

2-3-2-3

تحليل المقاطع المورفولوجية

65

2-3-2-4

المدرج التكراري للمنحدرات

72

الفصل الثالث : سير العمليات الجيومورفولوجية

77-135

3-1

سير العمليات المورفومناخية

78

3-1-1

التجوية

78

3-1-1-1

التجوية الميكانيكية

80

3-1-1-2

التجوية الكيميائية

81

3-1-2

تحرك المواد

82

3-2

تطور المنحدرات

85

3-2-1

التراجع المتوازي للمنحدرات

85

3-2-2

تراجع المنحدرات بالهبوط

86

3-2-3

تراجع المنحدرات بالإحلال

87

3-3

سير العمليات المورفوديناميكية

89

3-3-1

تحليل الخصائص المورفولوجية

89

3-3-2

التحليل المورفومتري للشبكة المائية

97

3-3-2-1

الخصائص الشكلية للأحواض الكاملة

103

3-3-2-2

الخصائص التضاريسية للأحواض

105

3-3-2-3

خصائص الشبكة المائية

119

3-3-2-4

أنماط الصرف المائي

122

3-4

تحليل الخصائص الهيدروجيومورفولوجية

122

3-4-1

تقدير حجم الإيرادات المائية

123

3-4-2

حجم وأنواع التعرية

127

3-5

تحليل الخصائص الهيدروجيولوجية

130

الفصل الرابع : المظهر الأرضي لمنطقة الدراسة ((الأشكال الأرضية))

136-165

4-1

مقدمة

136

4-2

الجيومورفولوجيا كما فسرت من البيان الفضائي

136

4-3

الأشكال الأرضية في منطقة الدراسة

139

4-3-1

الأشكال الأرضية ذات أصل بنيوي

139

4-3-2

الأشكال الأرضية ذات أصل كارستي

141

4-3-3

ألاشكال ألارضية ذات أصل بحري

146

4-3-4

ألاشكال ألارضية ذات أصل مائي

155

4-3-5

ألاشكال ألارضية ذات أصل ريحي

158

4-4

مراحل التطور الجيومورفولوجي لمنطقة الدراسة

162

الفصل الخامس : النشاط البشري في منطقة الدراسة

166-202

5-1

المقدمة

167

5-2

صيد الأسماك

167

5-2-1

التوزيع الجغرافي لأماكن تواجد الأسماك

168

5-2-2

الإنتاج السمكي

169

5-2-3

الشروخ

173

5-3

النشاط الزراعي

177

5-3-1

واقع زراعة النخيل

184

5-3-2

إنتاج العسل

186

5-4

النشاط الرعوي

188

5-4-1

التوزيع الجغرافي للنباتات الطبيعية

189

5-5

النباتات الطبية

194

5-5-1

مستقبل النباتات الطبية في منطقة الدراسة

198

5-6

الأهمية الإقتصادية للصخور الجيرية

201

 

الإستنتاجات

203-206

 

التوصيات

207

 

المصادر

208-216


المستخلص

يهدف هذا البحث إلى دراسة دور العمليات الجيومورفولوجية في تشكيل المظهر الأرضي لجزيرة سقطرى (الواقعة بين دائرتي عرض 18َ 12˚  و 42َ 12˚ شمالاً) و خطي طول (19َ 53˚ و 33َ 54˚ شرقاً) ، وهي إدارياً تتبع محافظة حضرموت ، وتبلغ مساحتها 3594 كم2 .

استخدم الباحث المنهج الاستقرائي التجريبـي  القائم على التحليل في كشف خصائص هذه العمليات ، إذ اعتمد على الدراسة الميدانية والصور الجوية والخرائط الطبوغرافية لتصميم سلسلة من خرائط خاصة الغرض تخدم أهداف البحث .

وتكمن أهمية الموضوع لما تحظى به جزيرة سقطرى من اهتمام الجهات الحكومية المعنية والمختصين من منظمات ومؤسسات دولية .

جيولوجياً جزيرة سقطرى جزءاً من الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة العربية وتحديداً عند خليج كوريا موريا ، انفصلت أثناء تكون البحر العربي وخليج عدن في عصر المايوسين ، أي قبل 42 مليون سنة . وهي تتكون من صخور صلبة مثل الجرانيت والجابرو والشسث وصخور هشة مثل الصخور الجيرية ، ورواسب مثل الطين والرمل والغرين ، كما تنتشر فيها الصدوع والطيات والمفاصل والشقوق الأمر الذي أدى إلى تباين في تسارع العمليات الجيومورفولوجية .

تضاريسياً تنقسم الجزيرة إلى ثلاثة أقاليم ، الإقليم الجبلي وتبلغ مساحته 521.6 كم2 والإقليم الهضبي 2135.7 كم2 ، والإقليم السهلي 936.7 كم2 .

كما تمتاز الجزيرة بوجود شبكة كثيفة من الأودية بلغ عددها 64 وادياً تتفاوت ما بين أودية متوسطة إلى صغيرة ومسيلات مائية ، وقد قسمت إلى 33 حوضاً ، منها 17 حوضاً كاملة و16 حوضاً غير كاملة .

وقد توصلت الدراسة إلى عدداً من النتائج نلخصها في الآتي :-

1) إن بيئة جزيرة سقطرى من البيئات الحساسة للعمليات الجيومورفولوجية ، ويعود ذلك إلى سيادة منكشفات الصخور الهشة وكثرة الشقوق والمفاصل المنتشرة على سطح الصخور الصلبة ومواجهتها لعناصر التطرف المناخي .

2)  تم تمييز ثمان وحدات انحدارية في المنطقة تتراوح ارتفاعاتها بين (صفر إلى أكثر من 40º)

3) أظهر تطور المنحدرات في المنطقة بأنها تعاني من التراجع المتوازي والتراجع بالهبوط والتراجع بالاحلال.

4) أظهر تحليل سير العمليات الجيومورفولوجية في المنطقة في ظل الظروف المناخية الحالية عدداً من الاستنتاجات :-

أ.  عملاً نشطاً للتجوية الكيميائية وبخاصة عمليتي التأكسد والتكرين .

ب. عملاً نشطاً للتجوية الميكانيكية خاصة التغير الحراري والترطيب والتجفيف .

ج. إن عمل المياه الجارية واضح في الوقت الحاضر ولكنه أقل من عمل المياه الجارية في العصور القديمة خاصة في عصر البلايستوسين .

د. إن الرياح تمارس عملاً نشطاً في عملية الحث الريحي .

هـ. إن الأمواج تمارس عملاً نشطاً في عملية الحث البحري .

5) أظهر التحليل المورفومتري للأحواض الكاملة أن معدل الإستدارة فيها تراوح بين (0.77 0.37) كما أن معدل الاستطالة تراوح بين (1 0.46) ، كما أن نسبة التضرس تراوحت بين (18.8 93.3) ، في حين تراوح معدل النسيج بين (0.72 4.9) وادي/كم2 ، وتراوح قيمة المعامل الهبسومتري بين (0.15 0.59) .

6) بلغ حجم التعرية في الإقليم الجبلي 112.4 م3/كم2، وبلغ حجم التعرية في الإقليم الهضبي إلى 22.1 م3/كم2 ، في حين بلغ حجم التعرية في الإقليم السهلي إلى 17.3 م3/كم2 .

7) تبين من الدراسة إن 15.8% من مساحة المنطقة تعاني من التعرية الأخدودية وإن 54.7% تعاني من التعرية المسيلية وإن 29.5% من المساحة تعاني من التعرية الصفائحية .

8) أظهرت الخارطة الجيومورفولوجية التي رسمت من الصور الجوية ووثقت حقلياً وجود خمسة أشكال أرضية، هي أشكال أرضية ذات أصل بنيوي، أشكال أرضية ذات أصل كارستي، وأشكال أرضية ذات أصل بحري، وأشكال أرضية ذات أصل مائي، وأشكال أرضية ذات أصل ريحي .

9) أظهرت الدراسة أن معظم الأشكال الجيومورفولوجية في المنطقة هي أشكال موروثة إذ ترجع إلى التغيرات المناخية القديمة وبخاصة التغيرات التي حدثت في عصر البلايستوسين وإن مناخ الوقت الحاضر لعب دوراً في تطور هذه الأشكال .

وقد تضمنت الدراسة خمسة فصول ، جاء فصلها الأول بعنوان الإطار النظري والذي تضمن مقدمة منهجية جغرافية للجيومورفولوجيا ، ثم تضمن على مشكلة البحث والفرضيات والأهداف ، ثم أعطيت لمحة تاريخية مختصرة حول جزيرة سقطرى ، بعد ذلك تم الإنتقال إلى منهجية ومراحل البحث والدراسات السابقة مصنفاً تلك الدراسات إلى محاور مختلفة منتهياً هذا الفصل بمعجم المصطلحات المستخدمة في البحث .

أما الفصل الثاني فقد عالج العوامل المؤثرة في سير العمليات الجيومورفولوجية في جزيرة سقطرى والذي احتوى على العوامل البنيوية والتي بدورها اشتملت على أنواع الصخور وصفاتها والتشوهات البنيوية والتي اشتملت على الصدوع والطيات والمفاصل والشقوق . كما أحتوى هذا الفصل على قدرات المناخ الحركية والتي اشتملت على دراسة قدرات المناخ القديم وقدرات عناصر المناخ الحالي والتطرف المناخي لعنصري الحرارة والأمطار ، كذلك إحتوى الفصل الثاني على الخصائص التضاريسية والتي اشتملت على خصائص الارتفاع وخصائص الانحدار .

أما الفصل الثالث فقد جاء مبيناً سير العمليات الجيومورفولوجية في جزيرة سقطرى ، مبتدأ بسير العمليات المورفومناخية ، منتقلاً إلى العمليات المورفوديناميكية مستعرضاً فيها تحليل الخصائص المورفولوجية والتحليل المورفومتري للشبكة المائية للأحواض ، كما اشتمل هذا الفصل على تحليل الخصائص الهيدروجيومورفولوجية والتي اشتملت على تقدير حجم الإيراد المائي تبعاً للأحواض، وحساب حجم وأنواع التعرية ، منتهياً الفصل الثالث بتحليل الخصائص الهيدروجيولوجية.

أما الفصل الرابع فقد جاء بعنوان المظهر الأرضي لجزيرة سقطرى والذي احتوى على الوحدات الجيومورفولوجية كما فسرت من البيان الفضائي للقمر الصناعي لاندسات ، واحتوى أيضاً على الأشكال الأرضية كما فسرت من الصور الجوية والتي اشتملت على خمسة أشكال هي :- الأشكال الأرضية ذات أصل بنيوي ، وأشكال أرضية ذات أصل كارستي ، وأشكال أرضية ذات أصل بحري ، وأشكال أرضية ذات أصل مائي ، وأشكال أرضية ذات أصل ريحي ، وقد أنتهى هذا الفصل بمراحل التطور الجيومورفولوجي لجزيرة سقطرى ابتداءاً من العصر ما قبل الكامبرى وحتى الوقت الحاضر .

أما الفصل الخامس فقد جاء بعنوان النشاط البشري في جزيرة سقطرى والذي احتوى على الأنشطة الآتية : صيد الأسماك والنشاط الزراعي والنشاط الرعوي وكذلك أشتمل هذا الفصل على النباتات الطبية في المنطقة منتهياً بالأهمية الإقتصادية للصخور الجيرية .

وقد انتهت الرسالة بجملة من الاستنتاجات والتوصيات والتي أوردت في نهاية الرسالة .

الفصل الأول: الإطار النظري للدراسة

1 - 1   المقدمة

1 - 2   مشكلة الدراسة

1 - 3   فرضيات الدراسة

1 - 4   أهداف الدراسة

1 - 5   أسباب اختيار منطقة الدراسة

1 - 6   حدود منطقة الدراسة

1 - 7   طريقة العمل

1 - 8   نبذة تاريخية عن منطقة الدراسة

1 - 9   الدراسات السابقة

1 - 10 معجم المصطلحات المستخدمة في الدراسة

الإطار النظري للدراسة

1-1 المقدمـــــة :-

   أصبح معروفاً لدى المختصين إن علم الجيومورفولوجيا لم يعد علماً ذا منهجية وصفية يقتصر على الوصف والتصنيف للأشكال الأرضية ، بل حقق قفزات نوعية حديثة في منهجه بسبب التقدم التقني في وسائله المستخدمة من جهة والمعتمدة على دراسة الكمية والتركيز في تصميم خرائط ذات غرض خاص من جهة أخرى . كما إن التطور العلمي الحاصل في مجال المنهج الجغرافي أدى إلى إتجاه هذا العلم نحو المنحى التطبيقي بحيث أصبحت دراساته الحديثة ركيزة أساسية في حصر ومسح الموارد الأرضية وتوظيف نتائجه في اعداد برامج تنموية على كافة الأصعدة المكانية في مجال إستثمار موارده وصيانتها من الأخطار والتغيرات البيئية الحاصلة في أية منطقة .

تأتي عمليات المسح الجيو-بيئي كإحدى الأنماط الحديثة المستخدمة في الجيومورفولوجيا التطبيقية حيث تستخدم للتعرف على المؤهلات تمهيداً لوضع خطط تنموية لأية منطقة ، كما تسعى إلى كشف العلاقات المكانية بين الإنسان وبيئته من خلال إستجابته وتحديه لها ، ودرجة هذه العلاقة هي التي تقود إلى توضيح نوع المعايشة بينه وبين بيئته . لذا فإن مجمل هذه العمليات تعتمد على مبدأ تصنيف الأرض القائم على دراسة الجوهر والحركة والوظيفة التي تعكس صوراً مكانية تعد بمثابة مواضع أرضية ذات قيمة مكانية متباينة بسبب ما تقدمه من معايير أساسية تخص الأمن والأستقرارية والرفاهية ، لأن أي خلل في هذه المعايير يجعل الموضع طارداً للإنسان ونشاطه .

فالحركة إذن هي العمليات التي تعد إحدى المؤثرات للمشكلة في تباين المظهر الأرضي بسبب سيادة نمط العلاقات الرابطة بين مكونات مواضعه التي تقود إلى إظهار صوره التشابه والإختلاف في وحداته الأرضية . وبما إن النظام البيئي لكل من هذه الوحدات تعد بمثابة وحدة طبيعية تتفاعل المواد فيما بينها لإيجاد نوع من الإستقرار والتوازن الديناميكي الذي يعتمد على المدخلات والمخرجات بسبب التغيرات الحاصلة في طاقة العمليات والتي قد تكون ذات تأثيرات سلبية وأخرى إيجابية فتقود إلى تشكيل وحدات أرضية مختلفة ، إلاّ أن حجم هذه الوحدات يعتمد على درجة تسارع هذه العمليات .

   إن تسارع العمليات الجيومورفولوجية تعطي مؤشراً على مدى الأضرار التي تلحقها في هذا التوازن وما ينتج عنها من تدهور في الطاقة الإنتاجية للأرض سواء أكانت زراعية أم غابية أم رعوية ، وما ينجم عنها من مستقرات بشرية في مواضع معزولة غير مؤهلة للتعامل مع الغير ، مما قد يسترعي الإنتباه لدراسة مقومات هذه العمليات وما ينتج عنها من طاقة حركية للتغير نحو حالة التدهور ، إذ ليس من السهل وضع خطط كاملة للأرض ومعرفة إستخداماتها المستقبلية ما لم تعرف ماهية الأرض. كما إن المعرفة الكاملة وإجراء المسح التكاملي يحتاج إلى معرفة علمية كاملة ومعلومات أولية وحقلية، وتدعو الحاجة إلى تعدد الدراسات الخاصة لحصر استخدامات الأرض في محاولة لحصر الموارد الطبيعية تمهيداً لحسن إستغلالها وإسقاطها على خرائط خاصة بها كي تساعد في التخطيط مستقبلاً لإستخدام الإنسان للأرض بصورة أفضل مما يعود بالنفع للجميع .

وانطلاقاً من هذه النظرة فأن الدراسة الحالية ((دور العمليات الجيومورفولوجية في تشكيل المظهر الأرضي لجزيرة سقطرى في الجمهورية اليمنية)) جاءت إستجابة لما ذكر آنفاً .

تعد جزيرة سقطرى أكبر الجزر اليمنية بل أكبر الجزر العربية من حيث المساحة إذ تبلغ مساحتها 3594 كم2(*) ويبلغ طولها من الشرق إلى الغرب 135 كم وأقصى عرض لها 42 كم ، وتتبع الجزيرة مجموعة من الجزر الصغيرة أهمها جزيرة عبد الكوري وسمحة ودرسة وكراعيل فرعون وذي صيال . خارطة (1)

وتعتبر جزيرة عبد الكوري الأهم بعد جزيرة سقطرى من حيث المساحة والكثافة النباتية والسكانية حيث تبعد عن جزيرة سقطرى بحوالي 250 كم من رأس جاردومي وبحوالي 380 كم من رأس فرتك في محافظة المهرة كما تبعد عن الساحل الصومالي بحوالي 82 كم ، ويسكن الجزيرة ما بين 280 إلى 300 نسمة تقريباً معظمهم من الصيادين وهم من أصول حضرمية . أما جزيرة سمحة تأتي في المرتبة الثالثة من حيث المساحة والكثافة النباتية ، تليها في الترتيب جزيرة درسة ، وسكان جزيرة سمحة يتراوح عددهم من 40 إلى 50 نسمة يعتمدون على صيد الأسماك والرعي في مواجهة إحتياجاتهم المعيشية . أما جزيرة درسة فلا يوجد فيها عمران أو حياة نباتية أو حيوانية تذكر(1).

   ومن أهم المدن في جزيرة سقطرى مدينة حديبو وهي مركز الجزيرة أو العاصمة الإدارية كما يطلق عليها ثم قرية قاضب وموري وقلنسية بإتجاه الغرب ، بينما مناطق حمدورة وحالة حتى رأس مومي في الشرق ، أما في الجنوب فمدينة نوجد أهم المدن في سهل نوجد جنوباً ، أما أهم مناطق المرتفعات فهي مغادريهون وحجهر وحومهل . ويبلغ عدد سكانها بحسب تعداد 1994م(2)  الى44880  نسمة(**) يتوزعون على الجزيرة ، حيث يبلغ أكبر تجمع لهم في السواحل وبخاصة السواحل الشمالية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*)    تم حساب المساحة بجهاز البلانميتر الرقمي Degetal planomiter

(1)    أحمد سعيد الرزي وعلى صالح بلعيدي ، المسح الأستطلاعي للمصادر الطبيعية لجزيرة سقطرى ، وزارة الزراعة والموارد المائية ، الهيئة العامة للبحوث والأرشاد الزراعي ، مركز البحوث الزراعية ، الكود ، اليمن ،1992/ص1 .

(2) الأسقاطات السكانية للجمهورية اليمنية للتقسيمات الإدارية والجغرافية للفترة من 1994-2005م ، وزارة التخطيط والتنمية ، الجهاز المركزي للإحصاء ، اليمن ، صنعاء ، ديسمبر ، 1996 ، ص41 .

(**) يعتقد الباحث أن هذا الرقم غير دقيق والسبب إن التعداد السكاني لعام 1994 لم يشمل جميع السكان في الجزيرة وذلك بسبب صعوبة المواصلات وقلة الوعي التعليمي لدى السكان والباحث يعتقد أن العدد أكبر من ذلك .  

وتتميز التجمعات السكانية في الجزيرة بأنها من التجمعات البدائية التقليدية التي لا تزال  تتعامل في مختلف مناحي الحياة اليومية بالطرق التقليدية القديمة ، يختلف عن ذلك سكان المناطق الشمالية الساحلية بحكم اتصالاتهم التجارية والتعليمية مع كل من محافظات عدن وحضرموت والمهرة أو الإتصالات التجارية مع بعض دول الخليج كسلطنة عمان .

ويعود أصل سكان الجزيرة إلى الأصل اليمني من محافظات المهرة وحضرموت أو مناطق مختلفة من محافظتي أبين وشبوة ، بالإضافة إلى سكان المناطق الساحلية وهم من أصل أفريقي أو هجين من الأفريقي-العربي وتعتبر اللغة السقطرية هي اللغة الأساسية لسكان المناطق الجبلية والنائية تليها اللغة العربية والتي تنتشر في المناطق الساحلية(1) .

تضاريسياً ... تتكون جزيرة سقطرى من ثلاثة أقاليم ، الإقليم السهلي ويشمل على سهل نوجد وموري بمساحة تبلغ 936.7 كم2 ، والإقليم الهضبي والذي يشغل مساحة واسعة من الجزيرة تبلغ 2135.7 كم2 والإقليم الجبلي البالغ مساحته 521.6 كم2 . ويتباين الإرتفاع من صفر عند مستوى سطح البحر إلى 1635 متر فوق سطح البحر في جبل دقام الواقع ضمن سلسلة جبال حجهر ، كما تنتشر في الجزيرة مجموعة من الأودية الفصلية الصغيرة إذ بلغ عددها 63 وادياً مشكلة 33 حوضاً مائياً منها (17) حوضاً كاملاً و (16) حوضاً غير كاملة .

مناخياً ... فإن جزيرة سقطرى يسودها المناخ المداري ذو الصيف الطويل الحار والشتاء الدافئ القصير أما الأمطار فهي فصلية (الشتاء) وهي متباينة في كمياتها وتوزيعها الجغرافي تبعاً لعامل الارتفاع ، أما الرطوبة النسبية فهي عالية بسبب تأثير المسطحات المائية ، وتتعرض الجزيرة لنوعين من الرياح ، رياح شمالية شرقية في فصل الشتاء تؤدي إلى سقوط الأمطار خاصة على السواحل والأجزاء الشمالية الشرقية ، ورياح جنوبية غربية في فصل الصيف وهي رياح قوية لا تؤدي إلى سقوط الأمطار بإستثناء السواحل الجنوبية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أحمد سعيد الرزي وعلي صالح بلعيدي ، المسح الاستطلاعي للمصادر الطبيعية لجزيرة سقطرى  ، مصدر سابق ، ص3 .

1 – 2 مشكلــة الدراســة

تتلخص مشكلة الدراسة بالسؤال الرئيس الآتي :-

س : هل للعمليات الجيومورفولوجية السائدة دوراً في تشكيل المظهر الأرضي لجزيرة سقطرى ؟

ومن هذا السؤال تتفرع أسئلة أخرى هي :-

س : هل العمليات الجيومورفولوجية التي تمارس نشاطها في المنطقة في حالة توازن ؟ أم أنها في حالة متسارعة ؟

س : هل لتباين الوحدات الأرضية مكانياً دور في إختلاف أستعمالات الأرض في منطقة الدراسة ؟

1 – 3 فرضيات البحث

1) يرتبط دور العمليات الجيومورفولوجية في تشكيل المظهر الأرضي في منطقة الدراسة بالطبيعة الصخرية والبنائية والمناخية .

2) لتباين الوحدات الأرضية دوراً في إختلاف النشاط البشري للسكان في منطقة الدراسة .

1 – 4 أهــداف الدراســة

تهدف الدراسة إلى ما يأتي :-

1) تصميم خرائط متنوعة الأغراض لمنطقة الدراسة (جيومورفولوجية ، كنتورية ، جيولوجية ، هيدروجيولوجية ، تربة ، غطاء نباتي ، تعرية) وذلك للكشف عما هو موجود من مظاهر أرضية، مستعينين بسلسلة من الخرائط الطبوغرافية والصور الجوية والمرئية الفضائية والدراسة الحقلية .

2) دراسة العلاقات المكانية بين العوامل المشكلة للمظهر الأرضي والوحدات المرتبطة بها .

3) حصر وتقييم المواضع الأرضية من حيث قيمتها المكانية .

4) دراسة وتحليل العمليات الجيومورفولوجية المسؤولة عن نشأة وتطور الوحدات الأرضية .

5) تقدير حجم الإيراد المائي للأحواض وحساب حجم وأنواع التعرية في منطقة الدراسة .

6) حصر النشاط البشري في منطقة الدراسة .

1 – 5  أسباب اختيار منطقة الدراسة :-

1) عدم وجود دراسات أكاديمية سابقة لمنطقة الدراسة .

2) حاجة الجمهورية اليمنية لدراسة جزرها .

3) أهمية موقع منطقة الدراسة وإنعكاس ذلك على الأهمية الإقتصادية لليمن .

4) رغبة الباحث في إجراء دراسة جيومورفولوجية لجزيرة سقطرى كمساهمة منه في تزويد المكتبة اليمنية خاصة والمكتبات العربية بجزيرة سقطرى وذلك لإفتقار المكتبات العربية للدراسات الجيومورفولوجية المتعلقة بالجزر .

 1 – 6  حدود منطقة الدراسة :-

منطقة الدراسة عبارة عن جزيرة تقع في جنوب اليمن ، وهي إدارياً تتبع محافظة حضرموت ، حيث تنحصر بين دائرتي عرض 18َ 12˚ و 42َ 12˚ شمالاً وخطي طول 19َ 53˚ و 33َ 54˚ شرقاُ، يحدها من الشمال والشرق والغرب البحر العربي ومن الجنوب المحيط الهندي خارطة (1) .

 1 – 7 : طريقة العمل :-

إتبعت المراحل الآتية لإنجاز هذه الدراسة :-

1-7-1 مرحلة التحضير وجمع المعلومات :-

بعد تحديد منطقة الدراسة بناءاً على رغبة الباحث في اختيارها و إقرار الموضوع تم جمع المعلومات الأولية عن منطقة الدراسة كالمعلومات الجيولوجية والمناخية والنبات والتربة والاستخدامات البشرية والخرائط . كما تضمنت هذه المرحلة تهيئة الصور الجوية التي حصل عليها الباحث وعددها 107 صورة جوية مقياس رسم 1 : 50000 من الهيئة العامة للمساحة للعام 1978م ، كما تم تهيئة المرئية الفضائية مقياس رسم 1 : 250000 للعام 1995م للقمر الصناعي لاندسات الملون ، كذلك تم تهيئة الخرائط الطبوغرافية والتي بلغ عددها عشر خرائط مقياس رسم 1 : 100000 كما تم جمع المعلومات عن طريق الكتب والمراجع والندوات والتقارير وإن كان الباحث قد لاقى صعوبة في الحصول على المعلومات وذلك بسبب ندرتها من ناحية وعدم دقتها من ناحية أخرى .

1-7-2  تحليل الخرائط الطبوغرافية وتفسير الصور الجوية لإنتاج الخارطة الجيومورفولوجية :

تستلزم هذه المرحلة توضيحاً مفصلاَ لهدف الخارطة وهو تقديم صورة حقيقية لطبيعة الوحدات الأرضية وضبطها في مواقعها وتعيين الحدود الفاصلة بينها مما يسهل دراسة العلاقات المكانية لهذه الوحدات وتحديد التطبيقات العملية . وبما أن رسم الخارطة الجيومورفولوجية  هو أحد الأهداف الأساسية للدراسة ، فقد استخدم الباحث مرئية فضائية ملونة مقياس رسم 1 : 250000 للقمر الصناعي لاندسات 1995م تغطي منطقة الدراسة وقام بإجراء التفسير الأولي لها وحدد الوحدات الجيومورفولوجية الرئيسة فيها وحدد الخواص الطيفية لها ، وتم تفسير الصور الجوية مقياس 1 : 50000 وبأبعاد 23×23سم غطت جميع أجزاء منطقة الدراسة عدا بعض المناطق لم يستطيع الباحث الحصول عليها لأسباب أمنية، إلا أن الباحث استعان بالخرائط الطبوغرافية لتغطية النقص ، ثم قام الباحث بالخطوات الآتية التي تبدأ بدراسة الصور الجوية بوساطة جهاز التجسيم ذي المرايا دراسة سريعة لتكوين فكرة أولية عن طبيعة الأشكال في المنطقة وتهيئة مفتاح أولي للخارطة الجيومورفولوجية، وضمن هذه المرحلة قام الباحث بقطع ورق شفاف بأبعاد الصورة نفسها ولصقها على كل صورة جوية وذلك لتحديد المنطقةالمؤثرة بهدف الحصول على أفضل منطقة خالية من التشويه حيث سيكون التفسير ضمن هذه المنطقة وبعد ذلك انتقل الباحث إلى الخطوة التالية والتي تقوم على تفسير الصور الجوية تفسيراً تفصيلياً مستعيناً بجهاز التجسيم ذي المرايا والمنضدة المضاءة . بعد ذلك تم ربط هذه الصور في شكل موزائيك غير مترابط منتجاً بذلك خارطة الأساس وتم وضع مركز كل صورة على تلك الخارطة ليسهل الرجوع إليها عند رسم الخارطة الجيومورفولوجية . بعد ذلك لصقت ورقة شفافة أخرى على كل صورة جوية لغرض تفسير وتصنيف الوحدات الجيومورفولوجية معتمداً بذلك على العناصر الأساسية للتفسير المتمثلة بالذكانة والنسيج والشكل والحجم والظل والموقع والتداخل . وقد فصلت الوحدات برموز واضحة ، وبعد الإنتهاء من تفسير الصور الجوية كافة أعيد ربطها بشكل موزائيك غير مترابط لإنتاج الخارطة الجيومورفولوجية. ولابد من الإشارة هنا إن الباحث قد استعان بالخرائط الطبوغرافية ذات مقياس 1 : 100000 في تحديد مناسيب الارتفاع ورسم خارطة الإنحدار ، كما استخدمت الخرائط الطبوغرافية في تحديد أسماء بعض المدن والمواقع الجغرافية ، كما استعان الباحث بالخرائط الجيولوجية لليمن ولشبه الجزيرة العربية لرسم الخارطة الجيولوجية لمنطقة الدراسة ، كما تم الاستعانة بالمرئية الفضائية لرسم خارطة الغطاء النباتي ، في حين استخدمت الخرائط الطبوغرافية والخارطة الكنتورية و الصور الجوية لرسم خارطة التصريف المائي وتحديد الأحواض المائية عليها .

1-7-3  مرحلة العمل الحقلي :

يهدف هذا الجزء بشكل أساس إلى التحقق الحقلي من صحة التفسير وملاحظة الترابط بين الوحدات كذلك محاولة تثبيت دقة التفسير . امتدت هذه المرحلة شهرين وخمسة أيام إعتباراً من 23/9/2000 ولغاية 28/11/2000م ، حيث قام الباحث بتسجيل الملاحظات وتوثيق بعض المعلومات وأخذ عينات للتربة وعينات للمياه لغرض تحليلها مختبرياً وأخذ القياسات الحقلية وإجراء بعض المقابلات الشخصية مع بعض المواطنين لغرض التوثيق ، كما قام الباحث بأخذ الصور الفوتوغرافية وثبتت بعض الأسماء المحلية للوديان والجبال والقرى ، كذلك قام الباحث بعمل قياسات لدرجات الإنحدار لعدد من المقاطع الإنحدارية .

1-7-4  المرحلة المكتبية :-

هي المرحلة الأخيرة من مراحل الدراسة والتي تضمنت كتابة الرسالة عن طريق ما توفر من معلومات من خلال المراحل السابقة . وقد واجه الباحث عدد من الصعوبات خلال هذه الدراسة أهمها عدم توفر الدراسات والبيانات والمعلومات حول المنطقة ، وعدم وجود الخرائط اللازمة ، كذلك من الصعوبات صعوبة المواصلات في المنطقة بسبب عدم توفر طرق للمواصلات ووعورة السطح مما كان يضطر الباحث للتنقل مشياً ولمسافات طويلة ، ومن الصعوبات أيضاً عدم توفر الخدمات اللازمة خاصة الصحية وانتشار الأمراض مما أدى إلى أن يدفع الباحث ثمناً وذلك بإصابته بمرض الملاريا الخبيثة ولمدة أسبوعين .

وقد تضمنت الدراسة خمسة فصول ، جاء فصلها الأول بعنوان الإطار النظري للدراسة متضمناً المقدمة ومشكلة الدراسة وأهداف وفرضيات الدراسة والمنهجية المتبعة ونبذة تاريخية عن المنطقة والدراسات السابقة . أما الفصل الثاني فقد عالج العوامل المؤثرة في سير العمليات الجيومورفولوجية في المنطقة والذي احتوى على العوامل البنيوية والتي تضمنت أنواع الصخور في المنطقة ومدى استجابتها للعمليات ، والتشوهات البنيوية من حيث الصدوع والطيات والمفاصل والشقوق ، كذلك أحتوى على قدرات المناخ الحركية والذي تضمن دراسة المناخ القديم وصفات المناخ الحالي والتطرف المناخي ، وأحتوى الفصل الثاني أيضاً على خصائص الارتفاع من حيث الخصائص التضاريسية وخصائص الانحدار . أما الفصل الثالث فقد عالج سير العمليات الجيومورفولوجية في المنطقة والذي احتوى على سير العمليات المورفومناخية وسير العمليات المورفوديناميكية والتي تضمنت العمليات المورفولوجية والمورفومترية كما اشتمل على دراسة حجم الإيراد المائي وأنواع وحجم التعرية والوضع الهيدروجيولوجي في منطقة الدراسة . أما الفصل الرابع فقد اشتمل على الوحدات الجيومورفولوجية في المنطقة والتي قسمت إلى أشكال أرضية بنيوية وكارستية وبحرية ومائية وريحية ، كما أحتوى على مراحل التطور الجيومورفولوجي التي مرت بها منطقة الدراسة . أما الفصل الخامس فقد عالج النشاط البشري في منطقة الدراسة ، والذي أحتوى على صيد الأسماك والنشاط الزراعي والرعي والنباتات الطبية واستخدامات الحجر الجيري ، وانتهت الدراسة بجملة من الاستنتاجات والتوصيات والتي أوردت في نهاية الدراسة .

1-8  نبذة تأريخية عن جزيرة سقطرى :-

اختلفت المراجع والروايات حول إسم جزيرة سقطرى ، فقد ذكرت بعض المراجع إن إسمها مشتق من اللغة السنكسريتية من كلمتين دقيباسوقاطرة أو سوخاثرة . وقد أرتبطت أيضاً بأسطورة فرجيل التي تحكي عن أبي الهول بتوأمي الآلهة جوبيز وزوجته ليديا وهما Castor و Pulluse والذين أطلق عليهما Dioscuri . وأطلق الرومان عليها أسم ديوسقوريطس وديوسقوري وهذا ما يفسر الإسم الروماني للجزيرة Dioscordis Insula . كما ورد إسمها في قائمة البلدان التي فتحها داريوس الأمبراطور الفارسي. أما المصريون كان إتصالهم بالجزيرة عن طريق الفراعنة في عهد الملكة حتشبسوت حيث أرسلت أسطولاً بحرياً إلى بلاد (بنت) للحصول على اللبان والمر . ويعتقد أن سقطرى هي بانش عند قدماء الأمهريين أو بنشية كما وردت في قصيدة فيرجيل الشعرية التي نظمها في الزراعة(1) . وقد ذكر حمزة نعمان في كتابة تاريخ الجزر اليمنية أنه أطلق على هذه الجزيرة في المصادر اليونانية دومسكريدس أو دوسكريدا ، ويعتقد أنه تحريف للأسم اليمني القديم سكرد(2) وورد إسمها في المصادر الكلاسيكية عند بليني في كتابة التاريخ الطبيعي بأسم ديوسكريدو(3) .

وفي كتاب الطواف حول البحر الإرتيري ورد إسمها ديوسكريدس(4) . وللإغريق صلة بذلك حيث ذكرها هيروت في القرن الخامس قبل الميلاد ، وتعرضت الجزيرة إلى غزو الأسكندر بن فليوس (الإسكندر الأكبر) وإنه أرسل بعض الإغريق إلى الجزيرة بناءً على نصيحة أرسطوطاليس(5) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سعيد عبد الله باعنقود ، تسمية جزيرة سقطرى في المراجع العربية والأجنبية ، الندوة الدولية العلمية الأولى حول جزيرة سقطرى الحاضر والمستقبل ، جامعة عدن ، دار الجامعة للطباعة والنشر ، الجزء الأول ،1999، ص12 .

(2) حمزة لقمان ، تاريخ الجزر اليمنية ، مطبعة يوسف وفيليب الجمل ، بيروت ، 1972، ص79 .

(3) Pling, Naheral History, trans H. Rackham,London,1969,P.117.

(4) يوسف محمد عبد الله ، الموسوعة اليمنية ، مؤسسة العفيفي الثقافية ، الجزء الثاني ، 1992 .

(5) سعيد عبد الله باعنقود ، تسمية جزيرة سقطرى في المراجع العربية والأجنبية ، مصدر سابق ، ص12.

وتعرضت الجزيرة في القرن السادس عشر إلى الغزو الأوربي فغزاها فاسكو دي غاما عام 1502م، ثم قامت حملة برتغالية أخرى عام 1506م ، وأحتلها الأنجليز عام 1608م وسميت Tamrida في الخرائط الأوربية القديمة(1) . وسميت الجزيرة بأوصاف ومسميات عديدة فسميت بجزيرة اللبان في عهد الملك أيل عز ملك المملكة الحضرمية القديمة ، وسماها الهنود بجزيرة السعادة وسماها الإغريق بجزيرة البركات والسرور وسماها المصريون بجزيرة بانج(2) . وتشير معظم المراجع العربية إلى أن التسمية تتكون أساساً من كلمتين (سوق قطرة) أو (سوق قاطر) أو (سوق القاطر) وجاءت هذه التسمية لأن الجزيرة كانت سوقاً لمنتجات تجمع على شكل قطر اللبان والصبر ودم الأخوين ، وهناك من يقول أن كلمة سقطرى آتية من كلمتين سوق طرة ، وطرة لغوياً تعني المكان البعيد لذلك فهي سوق بعيدة(3) . كما ذكرها شيخ الربوة الدمشقي بأسم جزيرة التنين(4) .

1 - 9  الدراسات السابقة :-

من خلال مسح الأدب السابق لم يجد الباحث أية دراسة جيومورفولوجية لمنطقة الدراسة من جهة، وإن معظم الدراسات الأخرى سواء كانت جيولوجية أو تربة أو مناخية عبارة عن أبحاث تفتقر الدقة في معظم أجزائها من جهة أخرى ، بإستثناء الغطاء النباتي الذي دُرس بشكل وافٍ من قبل العديد من الباحثين والمؤسسات . لذا فأن منطقة الدراسة فقيرة بالدراسات وإن كانت معدومة في بعض الجوانب منها . ولهذا سوف يستعرض الباحث هذه الدراسات موضحاً جوانب القوة والضعف فيها وذلك وفقاً للمحاور الآتية :-

1-9-1  الدراسات الجيولوجية :-

1) دراسة محمد سالم بن غوث(5) :-

تركزت هذه الدراسة في تحديد العمر الجيولوجي لترسبات العصر الثلاثي القديم في جزيرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)    محمد عبد المنعم الحميري ، الروض المعطار في خبر الأقطار ، مؤسسة ناصر للثقافة ، عدن ، الطبعة الثانية ، 1980 ، ص328 .

(2)    سعيد عبد الله باعنقود ، تسمية جزيرة سقطرى في المراجع العربية والأجنبية ، مصدر سابق ، ص12.

(3) فائزة حسين باصديق ، سقطرى وثرواتها الكامنة ، الندوة الدولية العلمية الأولى حول جزيرة سقطرى الحاضر والمستقبل ، جامعة عدن ، دار الجامعة للطباعة والنشر، الجزء الثالث  ، 1999 ، ص17 .

(4) شمس الدين أبي عبد الله محمد إبن أبي طالب ، نخبة الدهر في عجائب البر والبحر ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1988 ، ص112 .

(5) محمد سالم بن غوث ، نظرة جديدة في تحديد العمر الجيولوجي لترسبات العصر الثلاثي في جزيرة سقطرى ، الندوة الدولية العلمية الأولى حول جزيرة سقطرى الحاضر والمستقبل ، جامعة عدن ، دار الجامعة للطباعة والنشر ، الجزء الأول ، 1999 ، ص 109-119 .

سقطرى ومضاهاتها بالمناطق المجاورة في الجزيرة العربية . وهي عبارة عن بحث تقييمي بدرجة أساسية للنتائج المترتبة على ما وجد من أحافير في تكوين أم الرضومة بعد تصنيفها مختبرياً والتي أُرجع فيها هذا التكوين إلى عصر الأيوسين .  

2) دراسة بيضون وبيشان Beydoun and Bichan(1) :-

درس فيها تكوينات أم الرضومة في جزيرة سقطرى ، وقد نسب هذا التكوين إلى عمر يصل إلى الباليوسين . وقد استند في هذا التحديد إلى عاملين أولهما المقارنة الهيبوستراتغرافية للترسبات المضاهية للمناطق المحيطة ، والآخر تصنيف أحافير وجدت في ترسبات أم الرضومة في شبه الجزيرة العربية درست من قبل (Smout 1954) .

3) دراسة محمد أحمد الحداد(2) (1989-1993) :-

قام بدراسة أربعة مقاطع جيولوجية لبترولوجيا العصر الطباشيري في العصر الثلاثي جنوب جبال حجهر وفي مناطق طيات شعاب وقلنسية ، وأوضح أن رسوبيات العصر الطباشيري تتكون من صخور جيرية بصورة رئيسة ومن مكونات رملية سليكاتية بصورة ثانوية .

1 - 9 - 2  دراســات التربــة :-

1) دراسة شركة دار الهندسة 1972(3) :-

اشتملت الدراسة مساحة 230كم2 في سهل نوجد وذلك بهدف تصنيف الأراضي والتوصية بإمكانية استصلاح الأراضي الزراعية ، ومن عيوب هذه الدراسة أنها اعتمدت على الوصف ولم تعتمد على نتائج التحليل المختبري لعينات التربة .

2) دراسة بوبون 1957م ولخصها بازرعة 1991(4) :-

حيث قسم التربة في جزيرة سقطرى إلى ثلاثة أنواع على أساس تضاريسي وهي تربة المناطق السهلية ، وتربة المناطق الهضبية ، وتربة المناطق الجبلية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)    Beydoun, Z., and Bichan, H., The Geology of Socotra Island and Gulf of Aden, Q. Jour. Geol. Soc, London, V.125, 1970, PP.413-446.

(2) محمد أحمد الحداد ، بترولوجيا صخور العصر الطباشيري في العصر الثلاثي في جزيرة سقطرى وأهميتها في التطور الإجتماعي والحفاظ على البيئة ، هيئة المسح الجيولوجي والإستكشافات النفطية ، عدن ، اليمن ، 1994 .

(3) Wilson Iskander , Reconnaissanse study of development potentials of Socotra Island, Aden, Yemen, 1981, PP.7-12 .

(4) محسن عبد الرحمن بازرعة و نادية قاسم محمد ، تقرير عن الزيارة العلمية لجزيرة سقطرى للفترة من 24 يناير إلى 14 فبراير ، مركز أبحاث الكود ، أبين ، اليمن ، 1991 .

3) تقرير اليونسكو ومجلس حماية البيئة(1) :-

حيث صنفت التربة إلى ثلاثة أنواع وعلى أساس تضاريسي أيضاً وقد اعتمدت على الوصف في ضوء مسح ميداني ، مع العلم أن جميع الدراسات لم تعتمد على أخذ العينات للتربة وتحليلها مختبرياً.

يضاف إلى الدراسات السابقة مجموعة من الأبحاث قُدمت للندوة الدولية العلمية الأولى حول جزيرة سقطرى التي نضمتها جامعة عدن للفترة من 24-28 مارس 1996م  ونشرتها عام 1999(2). وهي عبارة عن أبحاث وتقارير تركزت حول الجوانب البشرية والإقتصادية والنباتية في جزيرة سقطرى .

1 10 : معجم المصطلحات المستخدمة في الدراسة(*) :-

-جيورموفولوجيا :- هو فرع من فروع الجغرافيا الطبيعية يهتم بدراسة مظاهر سطح الأرض من حيث نشأتها ومراحل تطورها والعوامل المؤثرة ، وما ينشأ عنها من آثار على الظواهر .

-هيدرولوجيا :- يقصد بذلك دراسة المياه خاصة مناطق وجودها على سطح الأرض سواء في الأنهار أو البحيرات أو الآبار والينابيع أو على شكل ثلج أو جليد ، وتشمل هذه الدراسة توزيع المياه واستغلالها والتحكم في خزنها .

-مورفولوجيا :- علم الهيئة أو الشكل وكذلك البنية وتطورها التي تؤثر على الهيئة أو الشكل .

-مورفومتري :- علم أو فن أو عملية قياس أشكال الأرض أو الشكل الخارجي لأي جسم بدقة .

-بيدمنت :- من مظاهر الأقاليم الجافة وشبه الجافة ، وهي عبارة عن سهل خفيف الانحدار أو رصيف صخري تحاتي متسع نسبياً عند حضيض إنحدار جبلي فجائي .

-السفي :- نقل أو حمل أو إزالة ذرات الرمال والتراب بفعل الرياح وخصوصاً إذا كانت هذه الذرات جافة دقيقة مفككة عارية من الغطاء النباتي .

-مروحة غرينية :- مخروط أرضي تراكمت فيه الرواسب التي حملها مجرى مائي سريع عند دخوله منطقة سهلية أو مستوية ، وسميت كذلك تبعاً لشكلها المروحي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) Environment Protection Councit, Technical Secretarial Sana’a-Yemen : Man and Biosphere Reserve, Socotra Island Rep of Yemen Biosphere Reserve Nomination From, In Socotra Island Man and Biosphere Reserve, Out line of Development program Report 14, 1994.

(2) الندوة الدولية العلمية الأولى حول جزيرة سقطرى الحاضر والمستقبل للفترة من 24-28 مارس 1996م ، جامعة عدن ، دار الجامعة للطباعة والنشر ، الأجزاء الأول والثاني والثالث ، 1999م .

(*) يوسف توني ، معجم المصطلحات الجغرافية ، ملتزم للطباعة والنشر ، دار الفكر العربي ، بيروت ، 1977م، ص179،553،505 ،275، 459، 74، 76، 406، 264 ،421، 282، 186، 149، 108، 401، 177، 211، 311، 496، 536، 391 .

-المدرج النهري :- الأرض الجافة أو الأرصفة التي يتناظر منسوبها على جانبي النهر ولا تغمرها مياه الفيضان ، وتعزى عادةً إلى الحث الرأسي للنهر فيتعمق مجراه ليصبح السهل الفيضي مرتفعاً عن مستوى النهر حتى في وقت الفيضان .

-المصطبة :- سطح مستوِ أفقي أوشريط صغير نسبياً من الأرض ينحدر من إحدى جانبيه عادةً انحداراً شديداً ويحف بنهر أو بحيرة أو بحر .

-برخان :- كتيب رملي مفرد ذو شكل هلالي يتجه طرفاه مع اتجاه الريح .

-كتلة هوائية :- حجم هائل من الهواء يمتد لمسافات شاسعة لها خواص أفقية متجانسة تقريباً وإذا اختلفت هذه الخواص كان تغيرها تدريجياً ، بينما يكون التغير فجائياً عند الحد الفاصل بين كتلتين هوائيتين مختلفتين .

-سبخة :- بحيرة مؤقتة أو مستنقع قلوي غني بالأملاح ، وتوجد عادةً في الأقاليم الجافة .

-كويستا :- اصطلاح أسباني للدلالة على الهضاب أو التلال التي تمتاز إحدى جوانبها بإنحدار خفيف أو بسيط والجانب الآخر بإنحدار شديد ، وهي تتكون على أرض مائلة أو منحدرة انحداراً خفيفاً .

-السهل الفيضي :- سهل يتكون على جانبي النهر بفعل الرواسب التي جلبها النهر ، فعندما يرتفع مستوى النهر ويفيض على الجانبين، تنتشر المياه على السهل الفيضي وترسب هنالك طبقة من الطمي والغرين في كل فيضان ، ومن ثم يرتفع السهل الفيضي تدريجياً .

-حفر الثدرية :- تجويف حفرته الرياح في مناطق التربة الخفيفة أو الرملية ، ولكن يطلق الاصطلاح بصفة خاصة على الحفر التي تتكون في مناطق الرمال المتحركة أو الكثبان الرملية الساحلية الخالية من الغطاء النباتي .

-الجرف :- اصطلاح يستخدم للدلالة على أي جانب منتظم شديد الانحدار .

-ترافرثين :- رواسب جيرية من كربونات الكالسيوم تكونت من الينابيع الحارة .

-كارست :- منطقة أحجار جيرية يكون معظم التصريف فيها بوساطة مجاري جوفية ، أما السطح فهو جاف وقاحل.

-حث :- تآكل سطح الأرض بوساطة عوامل طبيعية أهمها المياه ((حث مائي)) أو الجليد ((حث جليدي)) أو الرياح ((حث هوائي)) وهذه العوامل ليست بالضرورة عوامل هدم فهي أيضاً عوامل بناء بما ترسبه أو تنقله من فتات الصخور .

-خط الساحل :- هو الحد الفاصل بين الشاطئ والحافة الساحلية ، ويتذبذب هذا الخط تبعاً لحالة البحر مداً كان أو جزراً .

-التصريف الشجري :- إحدى نظم التصريف المتشبعة الفروع وكأنها أشجار ، تحدث بفعل الأنهار العشوائية ، حيث تعمل كل منها على تكوين أوديتها ، كما أنها تستقبل روافد أخرى .

-التقشر :- أحد مظاهر عمليات التفكك الميكانيكي ، وفيها تتقشر الطبقة السطحية الرقيقة من الصخور الصلبة المتجانسة .

-الانزلاق :- نوع من الانهيارات المحسوسة وهو يطلق على حركة تدحرج كتلة كبيرة من المواد الصخرية الجافة نسبياً إلى أسفل الجبل أو الجرف ، وتحدث عادةً بفعل مياه المطر على المنحدرات الشديدة أو بفعل الزلازل أو بفعل نحر مياه البحر على الشواطئ والسواحل .

-التيار النفاث :- تيار هوائي ضخم يجري أفقياً وبسرعة هائلة بالقرب من طبقة التروبوبوز يبلغ طوله بضعة آلاف من الكيلومترات وعرضه بضعة مئات من الكيلومترات ، ولا يتجاوز عمقه بضعة كيلومترات قليلة ، ويميل محور هذا التيار في إتجاه أشد الرياح سرعةً ، ويصاحبه هبوب رياح شديدة لا تقل سرعتها عن 30 متراً في الثانية.

-نبكة :- جمعها نباك وهي رواسب رملية وأكوام تراكمت بفعل وجود حاجز أو عائق يعترض مسار الرياح المحملة بالرمال ، أي هي تلك الأكوام التي تتكون بطريقة مباشرة خلف عائق ما.

-الجريان السطحي :- هو تلك الكمية من الأمطار أو التساقط الذي يصل في النهاية بالمجاري النهرية ، وتتألف من المياه التي جرت على السطح لا المياه التي تسربت إلى باطن الأرض ، مع بعض المياه التي تسربت في الأصل إلى الأرض ثم التقت بالمياه السطحية عند المجاري النهرية .

-نيم الرمال :- وفقاً لما جاء في المعجم الوسيط ، النيم هو الدّرج الذي في الرمال إذا جرت عليه الريح" وهو العلامات التموجية المتوازية تقريباً التي تبدو على سطوح الرمال بفعل الرياح ، أو أي علامات من هذا القبيل تحدث بفعل التيارات النهرية على القاع أو الأمواج البحرية على الشواطئ .

-الهوابط :- هي رواسب معدنية أو جيرية تتكون داخل الكهوف مدلاة من السقف تتكون بفعل مياه الأمطار التي تتخلل مسام الطبقات الجيرية أو الطباشيرية من السطح فتذيب كربونات الكالسيوم بما تحمله من ثاني أكسيد الكاربون من الجو ، ثم تترسب أو تترشح بعد ذلك خلال شقوق السقف وتتدلى قطرات الماء فتتبخر جزئياً وتخلف ورائها بعض كربونات الكالسيوم ، وهكذا يتعاقب تسرب قطرات الماء فتنمو هذه الإرسابات إلى أسفل على شكل عمود نازل .

-الصواعد :- هي رواسب من كربونات الكالسيوم تتكون داخل الكهوف من أسفل إلى أعلى وتبدو على شكل أعمدة تنمو فوق أرض الكهف بفعل الماء المتساقط أو المتسرب من السقف ، إذ يتبخر بعض هذا الماء مخلفاً رواسب صلبة من كربونات الكالسيوم بنفس الطريقة التي تكونت بها الهوابط ولكن من أسفل إلى أعلى ، وتكون الصواعد عادة أغلظ وأقصر من الهوابط ، ويحدث أحياناً أن تتقابل الصواعد مع الهوابط فتتكون أعمدة كاملة من أرض الكهف إلى سقفه. 

الاستنتاجات والتوصيات

الاستنتاجات

  برزت من خلال دراسة دور العمليات الجيومورفولوجية في تشكيل المظهر  الأرضي لجزيرة سقطرى في الجمهورية اليمنية جملة استنتاجات علمية أوجزها بمايلي:

1.   إن بيئة منطقة الدراسة من البيئات الحساسة للعمليات الجيومورفولوجية ويعود ذلك إلى سيادة منكشفات الصخور الهشة وكثرة الشقوق والمفاصل  المنتشرة على اسطح الصخرو الصلبة ومواجهتها لعناصر التطرف المناخي ،حيث نجم عن ذلك تاثير واضح في التباين المكاني وفي تسارع العمليات الجيومورفولوجية ضمن الأقاليم الثلاثة الجبلي والهضبي والسهلي.

2.   تم تمييز ثمان وحدات انحدارية في منطقة الدراسة تتراوح ارتفاعاتها بين (صفر إلى أكثر من 40 5 ) حيث شكلت الفئات من (صفر إلى 10 5 ) أراضي السهول ومناطق البيدمنت والدلتاوات، وشكلت الفئات من (10 5 إلى 20 5 ) الأراضي الهضبية واسطح المصاطب الصخرية والمنحدرات خفيفة التحدب ، أما الفئات من (20 5 إلى 30 5 ) فانها تمثل المنحدرات المتوسطة التحدب، وشكلت الفئات من (30 5 إلى 40 5 ) المنحدرات المتاثرة بالانزلاقات الأرضية ومنحدر ات الحث القاعدي ،في حين شكلت الفئات أكثر من (40 5 ) الجروف الصخرية والمنحدرات الصناعية الناتجة عن القطع في الطبقات الصخرية على جوانب الطرق وبالذات في سلسلة جبال حجهر .

3.   اظهر تطور المنحدرات في منطقة الدراسة بأنها تعاني من التراجع المتوازي والتراجع بالهبوط والتراجع بالاحلال.

4.   أظهر تحليل سير العمليات الجيومورفولوجية في منطقة الدراسة في ظل الظروف المناخية الحالية عدداً من الاستنتاجات :

أ.   عملاً نشطاً للتجوية الكيميائية وخصوصا عملية التاكسد والتكرين في الإقليم الجبلي وانخفاض نشاطها في الإقليمين الهضبي والسهلي.

ب. عملاً نشطاً للتجوية الميكانيكية خصوصاً التغير الحراري والترطيب والتجفيف والتبلور وتركز نشاطها في الإقليمين الهضبي والسهلي.

جـ.ان عمل المياه الجارية واضح في الوقت الحاضر ولكنه أقل من عمل المياه الجارية في العصور القديمة خصوصا عصر البلايستوسين.

د.   إن الرياح تمارس عملاً نشطاً في عملية الحث الريحي ويظهر أثرها واضحاً في تشكيل الكثبان الرملية في سهل نوجد جنوب منطقة الدراسة.

هـ. إن الأمواج تمارس دوراً نشطاً في عملية الحث البحري ،ويكون أثرها أكثر وضوحاً في السواحل الشمالية من منطقة الدراسة.

و.   إن عملية الانزلاقات الأرضية بمختلف أنواعها تمارس دوراً في الوقت الحاضر خصوصاً في النطاق الجبلي.

5.   لقد أظهر التحليل المورفومتري للأحواض الـ(17) الكاملة مجموعة من الاستنتاجات هي :

1.  تراوح معدل الاستدارة للأحواض مابين (0.77-0.37). 

2.  تراوح معدل الاستطالة للاحواض مابين (1-0.46). 

3.  تراوحت نسبة تماسك الأحواض مابين(1.19-1.80).

4.  تراوحت نسبة التضرس للأحواض مابين (18.8-93.34)متر/كم. 

5.  تراوح معدل النسيج للأحواض مابين (0.72-4.9)وادي/كم.

6.  تراوحت قيمة الوعورة للأحواض مابين (0.38-1.29).

7.  تراوح المعامل الهيسومتري لعشرة أحواض مابين (0.15-0.59).

8.  تراوحت نسبة التشعب للأحواض مابين (3-4.7). 

9.  تراوحت الكثافة التصريفية للاحواض مابين (0.82-1.07)كم/كم2.

10. تراوح معدل التكرار النهري للأحواض مابين (0.46-0.97) وادي/كم2.

6.   تعكس قيم معامل شكل الأحواض دوراً في عدم إعطاء فرصة لتغذية التكوينات المائية الجوفية. كما يدلل انخفاض معاملات الانعطاف في الأحواض على إعطاء نظام جريان سطحي سريع مؤدياً هو الآخر إلى ضعف التغذية المائية الجوفية.

7.   لقد أظهرت الدراسة أن حجم الإيراد المائي يتباين من حوض لآخر تبعاً لعاملين هما منابع الحوض ومساحته . فقد بلغ أكبر إيراد مائي في منطقة الدراسة في الحوض رقم(23) إذ بلغ معدل التصريف المائي للفترة من 79-1999 إلى 1.412م3 /ثا،وبلغ مجموع الإيراد المائي للفترة نفسها إلى 24.096مليون م3 ، وفي سنة رطبة (1994) بلغ 34.503 مليون .م3، وفي سنة جافة (1987م) بلغ إلى 13.477مليون . م3 في حين بلغ أقل إيراد مائي في الحوض رقم(33)، إذ بلغ معدل التصريف خلال الفترة من 79-199م إلى 0.008م3 /ثا ،وبلغ مجموع الإيراد المائي للفترة نفسها إلى 0.423مليون . م3 ،وفي سنة رطبة (1994م) بلغ 0.703مليون . م3 ،وفي سنة جافة (1987م)بلغ مجموع الإيراد المائي 0.163 مليون . م3 .

8.   أظهرت الدراسة أن حجم التعرية تتباين تبعاً للأقاليم الثلاثة (الجبلي- الهضبي-السهلي) فقد بلغ معدل  حجم التعرية في الإقليم الجبلي البالغ مساحته 521.6كم2 إلى 112.4 م3 /كم2 وفي سنة رطبة (1994م)بلغ 84.9م3 /كم2 ،وفي سنة جافة (1987)بلغ 42.7م3 /كم2 كذلك بلغ معدل حجم التعرية في الإقليم الهضبي البالغ مساحته 2135.7كم2 إلى 22.1م3 /كم2 وفي سنة رطبة بلغ معدل حجم التعرية إلى 111.5م3 /كم2، وفي سنة جافة بلغ 0.2م3 /كم2. في حين بلغ معدل حجم التعرية في الإقليم السهلي البالغ مساحته 936.7كم2 الى 17.3م3/كم2،وفي سنة رطبة بلغ 82.3م3 /كم2  وفي سنة جافة بلغ معدل حجم التعرية إلى 0.1م3 /كم2 .

9.   تبين من الدراسة الحالية للتعرية المائية أن لها دور كبير في تشكيل شبكة كثيفة من الأخاديد العميقة، ولاتزال التعرية المسيلية في تطور مستمر لتتحول إلى تعرية أخدودية ،وقد تم الاستدلال على ذلك من خلال التحليل المورفومتري ونتائج معادلة دوجلاس وتصميم خارطة التعرية.

  إذ تبين أن (15.8%) من مساحة منطقة الدراسة تعاني من التعرية الأخدودية و(54.7%) تعاني من التعرية المسيلية و(29.5%) تعاني من التعرية الصفائحية .وتعكس هذه الحقيقة صغر المساحة الصالحة للزراعة ومن ثم صغر المستقرات البشرية وتبعثرها مما يدل على مدى تأثرها بالمخاطر البيئية السائدة في المنطقة خصوصا الأراضي الرديئة وسلاسل الحواف والأراضي المعرضة للانزلاقات والانهيارات الأرضية.

10. أظهرت الخارطة الجيورموفولوجية التفصيلية مقياس رسم 1 :125000 والتي رسمها الباحث من الصور الجوية والتي وثقت حقلياً وجود خمسة أشكال أرضية ويحتوي كل شكل على وحدات أرضية تتباين في خصائصها ومظاهرها الجيورموفولوجية إذ تمكن الباحث من إعطاء الوصف العام لها والعوامل التي أدت إلى تكوينها وهي :

أشكال أرضية ذات أصل بنيوي وأشكال أرضية ذات أصل كارستي ،أشكال أرضية ذات أصل بحري،أشكال أرضية ذات أصل مائي،أشكال أرضية ذات أصل ريحي.

11. أظهرت الدراسة إن معظم الأشكال الجيومورفولوجية هي أشكال موروثة، إذ ترجع إلى التغيرات المناخية القديمة خصوصاً التغيرات التي حدثت في عصر البلايستوسين وإن مناخ الوقت الحاضر لعب دوراً في تطور هذه الأشكال.

12. أظهرت الدراسة ان مياه منطقة الدراسة تحتوي على أكبر احتياطي للأسماك على مستوى الجمهورية اليمنية إذ بلغت 56800 ألف طن وكذلك تمتلك مخزون كبير من الشروخ بلغ 1900 ألف طن.

التوصيــــــات 

1. إنشاء محطات رصد مناخية على مستوى الإقليمين الجبلي والهضبي.

2. إنشاء محطات رصد مائية على الأودية الرئيسة لمتابعة تصاريف الأودية.

3. إنشاء شبكة من السدود والقنوات للإستفادة من مياه الأمطار خصوصاً في الأودية الرئيسة.

4. نظراً لأيوع حركة المنحدرات في منطقة الدراسة كالانزلاقات والتساقط الصخري وتعرض الطرق إلى المخاطر والانطمار باستمرار، لذا يتعين تثبيت المنحدرات بالتحريج أو تدريج الانحدار أو إنشاء الأسيجة الكونكريتية أو حفر الخنادق عند أقدامها .

5. توجيه الاستغلال الاقتصادي للمنطقة للقيام بدراسات حول الجدوى الاقتصادية لزراعة المحاصيل المدارية كالشاي والأرز والتوابل.

6. إجراء دراسات جيورمورفولوجية تطبيقية لبقية الجزر اليمنية.


تحميل الأطروحة

👇

👈   mega.nz/file


تحميل الأطروحة من قناة التليغرام

👇

👈  https://t.me/ThesisGeo/5634


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا