التسميات

الأحد، 9 أبريل 2023

- تقدير حجم الجريان السطحي بحوض وادي تنزوفت وأخطاره السيلية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار من بعد - رجب اقنيبر و مفيــدة بلــق

تقدير حجم الجريان السطحي 

بحوض وادي تنزوفت وأخطاره السيلية

باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار من بعد

 

د. رجب فرج سالم اقنيبر     

  قسم الجغرافيا/ كلية التربية/ جامعة المرقب  

 د. مفيــدة أبوعجيــلة محمــد بلــق

 قسم الجغرافيا/ كلية الآداب-زوارة/ جامعة الزاوية  

أعمال المؤتمر الدولي الثاني: متطلبات التنمية الحقيقية في ليبيا (من أجل تنمية شاملة ومستدامة في ليبيا) 14 - 15 ديسمبر 2021م - جامعة خليج السدرة – بن جواد - المجلد الأول - تحرير: د. مصباح عبد الله أحواس وآخرون - منشورات جامعة خليج السدرة 2021م ـ ص ص. 281 - 308: 

الملخص:

يهدف البحث إلى دراسة حجم الجريان السطحي بحوض وادى تنزوفت، وقد تمّ الاعتماد على المرئيات الفضائية واستخدام نموذج الارتفاعات الرقمية (DEM) المستخرجة من بيانات ASTERData)) بدرجة وضوح (30) متر. استخدام نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد لاستخلاص بعض الخصائص الجيومورفولوجية لحوض التصريف وصولاً إلى دراسة الخصائص الهيدرولوجية، ومنها إلى تحديد حجم الجريان السيلي ليوم (03) شهر يونيو سنة (2019)م كدراسة حالة بالمنطقة، وتوصل البحث إلى أنّ حجم الجريان السطحي بحوض وادي تنزوفت بلغ نحو (464643.78) وأنّ صافي الجريان السطحي بلغ نحو (248900.60) متراً 3. وقد أمكن باستخدام هذه التقنية رصد المواقع الأكثر خطورة والتي تتأثر بالفيضانات والتي تسبب أضراراً لمناطق السكان والعمران، حيث تمّ عمل نموذج (Weighted overlay Model) وتبين أنّ أكثر المناطق الخطرة تقع في الوسط على امتداد وادي تنزوفت والتي لابد أنْ تؤخذ في الاعتبار عند التخطيط العمراني لمنطقة غات.

الكلمات المفتاحية: وادي تنزوفت، الجريان السطحي، غات، نظم المعلومات الجغرافية.

مقـــدمة:

تعدّ منطقة غات من المناطق التي تعرضت إلى حوالي 26 فيضاناً مناخياً بمختلف الأشهر، 62% منها صنفت بأنّها فيضانات معتدلة الشدة والقوة، و(19%) منها عنيفة، و(15%) منها عُدّت متطرفة. أمّا فيضانات يونيو (2019) فهي الأعنف منذ نهاية القرن قبل الماضي، وصنفت بأنّها استثنائية تسببت في أضرار اقتصادية، واجتماعية بليغة، وأدت إلى كوارث بيئية واسعة النطاق، ثم يليه فيضان نوفمبر (1958) وفيضان سبتمبر (1951) وفيضان يناير (1933) وفيضان مايو (1966)([1]). ويتوقف أثر السيول بالدرجة الأولى على كمية الأمطار، والتضاريس، ونوعية التربة، بالإضافة إلى نشاط الإنسان نفسه فقد يكون سبباً في نشوء الفيضانات بدافع أنّه يسعى لتوسيع أنشطته على حساب بيئته المحيطة به بعيداً عن التخطيط السليم في استغلال موارده الاستغلال الأمثل.

مشكلة البحث:

تشكل سيول وادي تنزوفت أحد الأخطار الجيومورفولوجية التي تداهم منطقة غات كانت آخرها سيول يونيو عام (2019م) والتي تسببت في حدوث الفيضانات وأضرار جسيمة بالمناطق الزراعية والعمرانية طالت الممتلكات العامة والخاصة شملت العديد من المنازل، ومستشفى غات الفريد، والطرق الرئيسية، والكهرباء، وشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية، والمحاصيل والماشية تعرضت لأضرار متفاوتة، ومما زاد من خطورة المشكلة هو التوسع العمراني في مجرى الوادي بغات دونما أنْ تخضع المنطقة إلى التخطيط الحضري السليم بالمنطقة، مما تسبب في زيادة حدة تأثير الفيضانات بالمنطقة. وعليه جاء هذا البحث لدراسة الجريان السطحي لحوض وادي تنزوفت وتحديد مناطق الخطورة الناجمة عن ارتفاع منسوب المياه، وذلك من خلال الإجابة على التساؤلات الآتية:

1.  ما هو الوضع الهيدرولوجي وحجم الجريان السطحي لحوض وادي تنزوفت؟

2.  هل يمكن تحديد المناطق الخطرة التي تتعرض للفيضانات في منطقة غات؟

3.  ماهي الحلول التي يتم بموجبها التعامل مع السيول بوادي تنزوفت؟

أسباب اختيار البحث:

رغبة الباحثيْن في دراسة هذا الموضوع وإيماناً منهما بأهمية البحث للمساهمة في خدمة المجتمع، والإسهام في تغطية جزء بسيط من الدراسات الجغرافية في مجال البيئة، إلى جانب تسليط الضوء على ما تواجهه منطقة غات بسبب الفيضانات، وتنبيه الجهات المعنية لمواجهة أخطار الفيضانات في هذه المنطقة.

أهمية البحث:

تتجسد أهمية الدراسة في كونها توجهاً جغرافياً يبحث عن العلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة، وتبحث في إمكانية التوصل إلى مقترحات وتوصيات للجهات المعنية بما يضمن الاستفادة منها في الحد من كوارث السيول وإمكانية التصدي لها مستقبلاً.

أهـداف الدراسـة: يهدف البحث إلى تحقيق ما يأتي:

1.-   دراسة الخصائص الهيدرولوجية والميزان المائي لحوض وادي تنزوفت.

2. -  تحديد مناطق الخطورة المترتبة عن الفيضانات وأثره على المنطقة.

فروض البحث:

يمكن تحديد حجم الجريان السطحي وتحديد المناطق الخطرة التي تتعرض للفيضانات بمنطقة غات باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار من بعد.

أدوات الدراسة:

تمّ الاعتماد على المراجع، والمصادر، والدوريات، والمقالات، والرسائل، والبحوث العلمية، والنشرات الرسمية، والندوات ذات الصلة بموضوع البحث، وقد كان استخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS) وتقنيات الاستشعار عن بعد أهمية كبيرة في رسم ومعالجة العديد من الخرائط والصور الفضائية وإخراجها كما ينبغي بما يضمن الوصول إلى نتائج ومؤشرات دقيقة لها أهميتها في هذه الدراسة، ومن الصور الفضائية التي اعتمدت عليها الدراسة مرئيات القمر الصناعي (ASTER)  ذات قدرة توضيحية (30) متر.

حدود البحث:

يقع حوض وادي تنزوفت في الجنوب الغربي من ليبيا، حيث ينحصر بين خطى طول 9°15'3.082 و10°31'55.281 شرقاً وبين دائرتي عرض 24°12'37.024  و26°16'6.665  شمالاً. هذا وقد تحددت الدراسة هذا العام 2021م على فيضان يونيو 2019م.

خريطة رقم (1) الموقع الجغرافي لمنطقة الدراسة

    المصدر: من عمل الباحثيْن باستخدام  GISوصورة لاندسات 2018 بدقة 30 متر، Open street map

منهجية البحث:

تقوم الدراسة على المنهج التحليلي من خلال التحليل الكارتوجرافي للظاهرات الطبيعية المرتبطة بالسطح، والتركيز على تحليل المرئيات الفضائية وبيانات الأمطار ومن أجل إعطاء الصورة الحقيقية عن الظواهر الطبيعية وغيرها باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد في رسم الخرائط وتتبع كل ما له علاقة بالموضوع سرداً ووصفاً من خلال التمثيل المرئي للمادة وتحليلها وبأسلوب علمي يتفق مع البحوث الجغرافية الحديثة.

الدراســات السابقة: رغم تعدد الدراسات على وادي تنزوفت ومع ذلك لا تزال الحاجة ماسة إلى المزيد من الدراسات التفصيلية عن الجريان السيلي كونه لم يحظ بأي دراسة تتعلق بأخطار السيول على المنطقة ومن هذه الدراسات ما يأتي:

-  دراسة ناصر (2017)([2]) حول جيومورفولوجية منخفض وادي تنزوفت، وقد توصلت إلى أنّ منخفض وادي تنزوفت يحتوي على العديد من الظاهرات الجيومورفولوجية الصحراوية، بعضها ناتج عن البنية الجيولوجية وبعضها ناتج عن النحت، وبعضها الآخر مرتبط بالإرساب الناتج عن عوامل التعرية المائية، وبيّنت الدراسة أنّ هناك بعض الأخطار الجيومورفولوجية التي تهدد الإنسان، والمراكز العمرانية وخاصة الطرق متمثلة في أخطار السيول، وزحف الرمال، وأخطار حركة المواد على المنحدرات.

-  درس السبيعي (2007)([3]) الاعتبارات المناخية في التخطيط العمراني بمدينة غات وقد بيّنت الدراسة تأثير المناخ في اختيار موضع المدينة القديمة على سفح كوكمن الذي يرتفع (30) عن المناطق المجاورة لها وقد أوصت باتباع الطرق السليمة في التخطيط العمراني في المناطق الحارة بشكل عام، وفي مدينة غات بشكل خاص.

-  وفي تقرير أُعد بناءً على ردود من استبان أرسله مكتب (NCWA) التابع للمنظمة (WMO) إلى المركز الوطني الليبي للأرصاد الجوية حول فيضانات مدينة غات([4]) يبين كميات الأمطار اليومية على المنطقة والتي كانت على النحو التالي: في اليوم الثالث من يونيو بلغت كمية الأمطار نحو (37ملم)، وفي اليوم الرابع بلغت نحو (20 ملم) أمّا في اليومين الخامس والسادس فبلغت حوالي (2 ملم) وأنّ كمية الأمطار خلال هذه الفترة وصلت إلى نحو (61 ملم)، وأنّ السيول أثرت على حوالي (85٪) من مدينة غات والأحياء المحيطة بها، وأجبرت حوالي (1720) أسرة على مغادرة منازلها، واستضافت (400) أسرة منها في ملاجئ مؤهلة من قبل السلطات، وقد تمّ الإبلاغ عن أربع حالات وفاة حتى الآن، ووصفت الخسارة المالية بأنّها عالية للغاية.

المبحث الأول

تحديد حجم الجريان السطحي بوادي تنزوفت

لتحديد حجم الجريان السطحي تكون الحاجة أولاً إلى دراسة بعض الخصائص الشكلية لحوض التصريف، والخصائص الهيدرولوجية، والميزان المائي لحوض التصريف باعتبارها متغيرات مهمة في تحديد حجم الجريان السطحي بحوض وادي تنزوفت، ويأتي تفصيل ذلك على النحو الآتي:

أولاً: الخصائص الشكلية لحوض التصريف.

·   حوض التصريف: يقصد بحوض الوادي جميع الأراضي المحيطة بهما والتي تزودهما بالمياه عن طريق الجريان السطحي أو الجوفي، ويفصل بين الأحواض أراض مرتفعة تمثل أعلى نقطة فيها منطقة تقسيم المياه بين الأحواض، والحدود الفاصلة بينها يطلق عليها خط تقسيم المياه الذي يحيط بالحوض ماراً بأعلى النقاط المرتفعة المحيطة به ليمثل الحد الفاصل بين حوض وآخر([5]).

·   المساحة: بلغت مساحة حوض تنزوفت حوالي (12558) كم2 ويمثل كل من المحيط إلى جانب الطول والعرض من العناصر التي تؤثر على الخصائص الشكلية والهيدرولوجية لاسيما فيما يتعلق بكثافة التصريف وسرعة وصول المياه إلى المجرى الرئيس، وهى كما يبدو من بيانات الجدول الآتي:

جدول (1) يوضح المساحة والأبعاد (المحيط – الطول - العرض) لحوض التصريف

المساحة كم2

(*) الطول كم

العرض كم

المحيط كم

12558

197.3

64

838.2

المصدر: من حسابات الباحث اعتماداً علي بيانات القياسات المورفومترية لأحواض التصريف.

(*) تم قياس طول الحوض من نقطة المصب إلى أعلى نقطة على محيط الحوض.

·   طول الحوض: يلعب دوراً كبيراً في عملية الجريان، وذو تأثير في تحديد شكل الحوض والمتحكم في عملية تصريف الحوض لحمولته، فالعلاقة بين طول الحوض وكمية الفاقد علاقة طردية، لكنها عكسية بينه وبين حجم التصريف وقد تمّ قياسه من نقطة المصب إلى أعلى نقطة على محيط الحوض وهى طريقة ( ([6])(Schummوبذلك بلغ طول وادي تنزوفت بمنطقة غات حوالي (197.3) كم، مع الإشارة إلى أنّ طول الحوض سيكون له تأثير على معدلات الانحدار إذ أنّه كلما زاد الطول الحوضي أدى إلى انخفاض معدل الانحدار مما يؤثر على سرعة تصريف المياه.

·  عرض الحوض: يقاس بقسمة طول الحوض على مساحته حيث يبين لنا مدى تناسق شكل الحوض، وقد تمّ قياسه عند أبعد جزء في كل حوض عمودياً على المجرى الرئيس، وبذلك بلغ امتداد عرض حوض وادي تنزوفت حوالي (64)كم.

·  محيط الحوض: (Basins Perimeter) يمثل خط تقسيم المياه للحوض ويفيد في معرفة التضرس النسبي، واستخراج قيمة الوعورة، ونسب التقطع وقد بلغ محيط حوض وادي تنزوفت حوالي (838.2)كم.

يتضح وجود علاقة بين الرتبة وأعداد مجاريها، كما أوضحها هورتون (Horton) فأعداد المجاري يرتفع بتناقص الرتبة، حيث إنّ عدد المجاري النهرية يميل إلى تكوين متوالية هندسية معكوسة. وبناءً عليه فقد بلغ عدد مجارى الرتبة الأولى حوالي (5461) رافداً كما يتضح توزيعها بين سبع رتب كما هي موضحة بالجدول الآتي:

جدول (2) رتب مجاري شبكة التصريف

الرتبة الأولى

الرتبة الثانية

الرتبة الثالثة

الرتبة الرابعة

الرتبة الخامسة

الرتبة السادسة

الرتبة السابعة

المجموع

العدد

أطوال الرتب

العدد

أطوال الرتب

العدد

أطوال الرتب

العدد

أطوال الرتب

العدد

أطوال الرتب

العدد

أطوال الرتب

العدد

أطوال الرتب

العدد

أطوال الرتب

1894

4105

484

1008

130

272

28

65

6

9

2

1

1

1

2545

5461

المصدر: من حسابات الباحثيْن اعتماداً على بيانات البيانات المورفومترية لحوض التصريف.

‌أ. تكرار المجاري: يحسب من خلال قسمة مجموع أعداد الرتب المختلفة داخل الحوض على مساحته([7])، ويعد من المقاييس المهمة التي تعطى صورة جيدة عن شدة تقطع سطح حوض التصريف. ومن محتويات الجدول رقم (3) يتضح أنّ قيمة تكرار المجاري بلغت نحو (0.20) ومعنى ذلك أنّ فرصة حدوث السيول بوادي تنزوفت قليلة.

جدول (3) معدلات تكرار مجارى شبكة التصريف

مجموع أعداد المجاري (كم)

المساحة التجميعية  (كم2)

تكرار المجاري (كم2)

2545

12558

0.20



المصدر: نفس المصدر السابق.

‌ب. أطوال المجاري: كلما زادت أطوال المجاري أدى ذلك إلى زيادة الفاقد من المياه بواسطة التسرب والتبخر، وقد يحدث أنْ ينقطع الجريان خاصة إذا كانت المسافة طويلة، وهو ما يوضحه الجدول الآتي:

جدول رقم (4) أطوال المجاري وادي تنزوفت

مجموع أعداد المجاري (كم)

إجمالي أطوال المجاري (كم)

2545

5461



المصدر: نفس المصدر السابق.

‌ج.   نسبة التعرج: وهو النسبة بين عدد المجاري المائية لرتبة ما وعدد المجاري للرتبة التي تليها، وتحسب من المعادلة الآتية([8]):

                                عدد المجاري في رتبـة ما

          نسبة التعرج = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                            عدد المجاري في الرتبة التي تليها

نسبة التعرج تتناسب عكسياً مع مياه السيول، فكلما انخفضت نسبة التفرع كلما زادت احتمالية حدوث الجريان، والعكس صحيح([9]). ومن مؤشرات الجدول (5) يتضح أنّ معدل التفرع بوادي تنزوفت حوالي (3.8).

جدول رقم (5) معدلات التفرع لشبكة التصريف

الرتبة

تنزوفت

الأولى

3.9

الثانية

3.7

الثالثة

4.6

الرابعة

4.6

الخامسة

2

السادسة

-

السابعة

معدل التعرج

3.8

 








المصدر: نفس المصدر السابق.

‌د. نسبة النسيج الطبوغرافي في الحوض: هي مجموع مجاري كل الرتب بالحوض مقسوماً على طول محيطه، فإذا كان الناتج أقل من (4) مجارى/كم2 يكون عندها التصريف خشناً، ومن (4 -10) مجارى/كم2 يكون التصريف متوسطاً، أمّا إذا كان أكثر من (10) مجارى/كم2 ففي هذه الحالة يكون التصريف ناعماً([10]).

جدول رقم (6) نسبة النسيج الطبوغرافي بحوض التصريف

مجموع عداد المجاري (كم)

طول محيط الحوض (كم)

%

النسيج الطبوغرافي

2545

838

3

خشن

المصدر: نفس المصدر السابق.

ومن بيانات الجدول السابق نجد أنّ حوض التصريف يندرج تحت الفئة الأولى وهي أقل من (4) مجارى/كم2 أي أنّه من الأحواض الخشنة.

ثانياً: الجريان السطحي  بوادي  تنزوفت:

تؤثر الخصائص المورفومترية لشبكات التصريف السالفة الذكر والتي تؤثر على عملية الجريان السطحي والذى يمثل الحصيلة النهائية لكافة العوامل الهيدرولوجية والميتورولوجية بأحواض المنطقة، ومن أهم المتغيرات الهيدرولوجية التي لها عـــلاقة بالجريان السطحي بأحواض

التصريف بالمنطقة ما يأتي:

‌أ.   كثافة التصريف: يقصد بها مجموع أطوال المجاري في منطقة ما على جملة مساحتها، وتزداد الكثافة في الأحواض التي تتميز صخورها غير المنفذة أو الصلصالية، وتقل في الأحواض التي تكون صخورها منفذة أو رملية، وكلما زادت الكثافة زادت فرصة حدوث فيضانات([11]).

جدول (7) كثافة التصريف بوادي تنزوفت

مجموع أطوال مجرى الوادي (كم)

المساحة التجميعية (كم2)

كثافة التصريف (كم2)

5461

12558

0.43








المصدر: نفس المصدر السابق.

بما أنّ الكثافة التصريفية هي نتاج سقوط المطر وبالتالي فهي المؤثرة تأثيراً مباشراً في سرعة انتقال المياه المتجمعة بمجرى الوادي، كما أنّها أيضاً تتوقف على طول المجرى ومساحة الحوض، فكلما زادت أطوال مجارى الأودية ومساحات الأحواض قلت كثافة التصريف. ويتضح من الجدول السابق أنّ الكثافة التصريفية بوادي تنزوفت وصلت إلى نحو (0.4)كم2.

‌ب. زمن التركيز: يقصد به الفترة اللازمة للماء للانتقال من أبعد نقطة تقع على محيط الحوض إلى مخرج الحوض ويتم حسابه من خلال تطبيق المعادلة الآتية([12]):

TC = (0. 00013) ( L1.15 ) ( H 0.38 )

حيث إنّ :  TC = زمن التركيز

L  = طول المجرى الرئيس بالمتر 1228330

   = الفارق الرأسي (الفرق بين أعلى وأدنى نقطة)  15.3

وأنّ (1.15) و (0.38) هي أسس ثابتة تمثل خصائص الحوض من نبات طبيعي، ومفتتات سطحية، وخشونة سطح الحوض.

ومن خلال تطبيق المعادلة السابقة يتضح أنّ المتوسط العام لزمن التركيز بلغ نحو (40.7) ســـــــاعة وهو متوســــــــــط عالي، إذ أنّه كلما زادت قيمة زمن التركيز دلّ ذلك على أنّ

الماء سيستغرق وقتاً طويلاً للوصول إلى مخرج الحوض وعكس ذلك.

جدول (8) زمن التركيز بحوض التصريف

طول المجرى بالمتر

الفارق الرأسي بين أعلى وأدنى نقطة بالمتر

زمن التركيز بالساعة

197268

1306

40.7

المصدر:  المصدر: نفس المصدر السابق.

‌ج.     زمن التباطؤ: هو من المعاملات التي عن طريقها يمكن معرفة الوقت اللازم الذى يحدث فيه أقصى حد للتسرب إلى أنْ تبدأ عملية الجريان السطحي بالحوض([13])، ويمكن حساب زمن التباطؤ من خلال تطبيق الآتي([14]):

TL = K1 ( A0.3 ) / ( Sa/Dd )

حيث إنّ:    TL = وقت التباطؤ.

A                = مساحة حوض التصريف كم2.

Sa               = متوسط انحدار حوض التصريف.

Dd              = كثافة التصريف.

K1         = معامل ثابت = (0.4) للأسطح الصخرية شديدة الانحدار و (0.25) للأسطح الرملية والحصوية.

ومن المعادلة السابقة يتضح أنّ زمن التباطؤ بحوض وادي تنزوفت المنطقة بلغ (0.28) دقيقة كما هو موضح بالجدول الآتي:

جدول (9) زمن التباطؤ بحوض التصريف

مساحة الحوض(كم2)

متوسط انحدار الحوض

كثافة التصريف (كم2)

زمن التباطؤ

12558

6.62

0.43

0.28



المصدر: نفس المصدر السابق

‌د.       زمن تصرف الحوض: يقصد به الفترة الزمنية التي يستغرقها الحوض لصرف كمية مياه الأمطار من المنبع إلى المصب، ومع صعوبة قياس زمن تصريف الحوض إلّا أنّه من الممكن قياسه من خلال تطبيق المعادلة الآتية([15]):

7700 (0.305 H) 0.38  Td = (0.305 L)1.15

حيث إنّ:  TD = زمن تصرف الحوض بالساعة.

L = طول المجرى الرئيس بالمتر.

H = الفرق بين أعلى وأدنى نقطة في الحوض.

ومما سبق يتضح أنّ زمن تصريف وادي تنزوفت حوالي (10.44) ساعة على النحو المبين بالجدول الآتي:

جدول (10) زمن التصرف بوادي تنزوفت

طول المجرى بالمتر

الفارق الرأسي بين أعلى وأدنى نقطة بالمتر

زمن التصرف بالساعة

197268

1306

10.44

المصدر: نفس المصدر السابق

‌ه.     سرعة الجريان: قد يتعذر أحياناً حساب سرعة المياه أثناء فترة الجريان، كما قد يصعب رصدها في مناطق أخرى خلال تتبع حركة المياه في حوض التصريف بواسطة التصوير الجوي أو الفضائي، وبالتالي كانت الاستعانة بالطرق الرياضية في مثل هذه الحالات وفي كثير من المناطق، وتحسب سرعة الجريان بقسمة طول الحوض على زمن التركيز من خلال تطبيق المعادلة الآتية([16]):

L/TCV

حيث إنّ  (L) = طول حوض التصريف (كم).

(TC) = تمثل زمن التركيز (ساعة).

ومن خلالها يتضح أنّ سرعة المياه بحوض وادي تنزوفت بلغت نحو(4.85) م3/ ساعة، ولعل ذلك يكمن في كمية المياه الجارية التي تحددها مساحة هذه الأحواض وتضاريسها المتباينة من حيث شدة انحداراتها بالمنطقة.

جدول (11) يوضح سرعة المياه بحوض التصريف

طول المجرى كم

زمن تركيز الحوض بالساعة

سرعة المياه م3 / الساعة

197.3

40.66

4.85

المصدر:  نفس المصدر السابق

‌و.   معدل التصريف:  من المعادلة التالية يمكن حساب حجم التصريف([17]):

ت = 1.5  س0.9

حيث ت = معدل التصريف م3/ث

       س = مساحة الحوض كم2

جدول (12) معدل التصريف بحوض التصريف

طول المجرى كم

معدل التصريف م3 / الثانية

197.3

7330.23

المصدر: نفس المصدر السابق

‌ز.   حجم التصريف:  يمكن حساب حجم التصريف بأحواض المنطقة وذلك على أساس انتظام المطر على كامل أجزاء الحوض وبشكل ثابت في كل مرة تسقط فيها الأمطار من خلال تطبيق المعادلة الآتية ([18]):

Q = 99 A0.5

حيث إنّ:  Q = معدل التصريف   قدم3/ الثانية.           

   A = مساحة حوض التصريف/ميل(2).

وقد سجل معدل التصريف بحوض وادي تنزوفت أدنى معدل تصريف حيث بلغ حوالي (11094.16) متر3/ الثانية، وعلى النحو المبين بالجدول الآتي:

جدول (13) حجم التصرف بالحوض

طول المجرى كم

حجم التصريف م3 / الثانية

197.3

11094.16

المصدر: نفس المصدر السابق

ثالثاً: الميزانية المائية بحوض التصريف:

يمكن تقدير حجم المياه المتوقع سقوطها من خلال أكبر كمية مطر سقطت في يوم بمحطة الرصد الجوي بالمنطقة والتي وصلت إلى نحو (37) ملم في يوم (03) شهر يونيو سنة (2019)م كدراسة حالة، ويمكن حساب كمية الأمطار المتوقع سقوطها من خلال المعادلة الآتية:

كمية المياه المتوقع سقوطها = أكبر كمية مطر سقطت × مساحة الحوض كم2.

وبتطبيق المعادلة السابقة أمكن التوصل إلى النتائج المبينة بالجدول الآتي:

جدول (14) كمية المياه المتوقع سقوطها بحوض التصريف

المساحة كم2

أكبر كمية مطر يوميه / ملم

كمية المياه المتوقع سقوطها مم3

12557.94

37

464643.77

المصدر: نفس المصدر السابق

من بيانات الجدول السابق يتضح أنّ إجمالي كمية الأمطار المتوقع سقوطها على حوض وادي تنزوفت حوالي (464643.77) متر3 ولعل صغر مساحة هذا الحوض وقلة الأمطار على هذا الحوض السبب في تحديد كمية المياه المتوقع سقوطها عليه.

·  الفواقد:  (Losses)وهي كمية المياه المفقودة عن طريق التبخر والتسرب (Infiltration) وبالتالي تؤثر هذه الفواقد على عملية بدء الجريان السطحي الذي يمثل فائض الأمطار المتساقطة بعد عمليات التبخر والتسرب، كما تؤثر أيضاً على كمية وسرعة المياه واستمراريتها في روافد الأودية حتى وصولها إلى المجرى الرئيس([19]). وعلى ذلك يمكن استعراض هذين العنصرين بشيء من التفصيل على النحو الآتي:

·  التبخر: بالاعتماد على المتوسط اليومي للتبخر بمنطقة الدراسة والمقدر بنحو (17.1) ملم يمكن حساب جملة التبخر من سطح الحوض كما بالجدول الآتي:

جدول (15) التبخر خلال زمن التصريف

المساحة

 كم2

التبخر

 ملم

(*)إجمالي التبخر اليومي

 ملم3

(**)التبخر في الساعة

 متر3

(***) التبخر خلال زمن

 التصريف متر3

12557.94

1.17

214740.77

5153778.46

53813718.5

المصدر: نفس المصدر السابق

(*)  إجمالي التبخر اليومي = متوسط التبخر في محطة الرصد الجوي × مساحة الحوض.

(**) إجمالي التبخر في الساعة = إجمالي التبخر اليومي / 24.

(***)  الفاقد بالتبخر خلال زمن تصريف الحوض= إجمالي التبخر في الساعة × زمن تصريف الحوض.

وكما يتضح من النتائج المبينة بالجدول السابق أنّ إجمالي المياه المتبحرة خلال زمن التصريف من حوض وادي تنزوفت بلغت حوالي (53813718.5) متر3.

·  التسرب خلال زمن التباطؤ: هي كل ما يتسرب من مياه منذ أول قطرة مطر تسقط على سطح الأرض إلى أنْ يبدأ الماء في الظهور على سطح الأرض ومنه يبدأ حدوث الجريان، ويحسب إجمالي حجم المياه المتسربة خلال زمن التباطؤ على الأحواض بتطبيق المعادلة الآتية([20]):

كمية التسرب خلال زمن التباطؤ = مساحة الحوض × زمن التباطؤ للحوض × 0.25

حيث إنّ (0.25) م3/ث = متوسط التسرب لكل أنواع الرواسب السطحية

وبذلك يقدر مجموع ما يمكن أنْ يتسرب من مياه خلال زمن التباطؤ حوالى (874.78)متر3.

جدول (16) قيم التسرب الثابتة  بحوض التصريف

المساحة

 كم2

زمن التصريف

دقيقة

زمن التباطؤ

دقيقة

كمية التسرب

 خلال زمن التباطؤ

(*) قيم التسرب الثابتة

12557.94

10.44

0.28

874.78

127.63

المصدر: نفس المصدر السابق

قيم التسرب الثابتة = (زمن التصريف- زمن التباطؤ) × (مساحة الحوض× 0.001)([21])

يتضح من محتويات الجدول السابق أنّ قيم التسرب الثابتة بحوض وادي تنزوفت بلغت نحو (127.63).

·  جملة الفواقد: هي إجمالي التسرب خلال زمن التباطؤ مع قيم التسرب الثابتة ومجموع التبخر خلال عملية الجريان يساوي جملة الفواقد. وبناءً على ذلك بلغت جملة الفواقد بحوض وادي تنزوفت حوالي (215743.17) متر، وعلى النحو المبين في الجدول الآتي:

جدول رقم (17) جملة الفواقد بحوض التصريف

التسرب خلال زمن التباطؤ

قيم التسرب الثابتة

التبخر خلال الجريان

جملة الفواقد

874.78

127.63

214740.77

215743.17

المصدر: نفس المصدر السابق

·  صافي الجريان: هو جملة ما يتبقى من مياه الأمطار بعد عمليات التسرب و التبخر، ويتم حسابه بتطبيق المعادلة الآتية:

Run – Off =   P - Losses

حيث إنّ: Run – Off   = صافي الجريان.

  = إجمالي التساقط.

Losses    = إجمالي الفواقد

جدول (18) صافي الجريان  بحوض وادي تنزوفت

إجمالي التساقط

إجمالي الفواقد

صافي الجريان (متر3)

464643.77

215743.17

248900.60

المصدر : نفس المصدر السابق

وينبغي الإشارة إلى أنّ قيمة صافي الجريان قد تكون موجبة حينما يكون إجمالي التساقط أكبر من إجمالي الفواقد ويترتب عنه حدوث الجريان السطحي، كما لا تكون قيمته سالبة إلّا إذا كان إجمالي التساقط أقل من إجمالي الفواقد، وبذلك فقد بلغ صافي الجريان بحوض وادي تنزوفت حوالي (248900.60) متر.

جـدول رقـم (18) صافي الجريان السطحي

 لحوض وادي تنزوفت لسيل 30. 6. 2019م

العدد

المتغير

الوحدة

وادي تنزوفت

1

المساحة

كم2

12557.94

2

المحيط

كم

838.23

3

الطول

كم

197.3

4

العرض

كم

64

5

أقصى ارتفاع

متر

1866

6

أدنى نقطة

متر

560

7

أعداد المجاري

بالوحدة

2545

8

أطوال المجاري

كم

5461

9

الفارق الرأسي

متر

1306

10

متوسط الانحدار

درجة / م

6.62

11

كمية الأمطار

ملم

37

12

كمية التبخر

ملم

17.1

13

كثافة التصريف

كم /كم2

0.43

14

معدل التصريف

م3 / ثانية

7330.23

15

زمن التصريف

ساعة

10.44

16

زمن التركيز

ساعة

40.66

17

وقت التباطؤ

دقيقة

0.28

18

حجم السريان

م3 / ثانية

11094.16

19

سرعة الجريان

م3 / ساعة

4.85

20

إجمالي التبخر اليومي

متر3

214740.77

21

إجمالي التبخر في الساعة

متر3

5153778.46

22

جملة الفاقد بالتبخر زمن التصريف

متر3

53813718.5

23

كمية التسرب خلال زمن التباطؤ

متر3

874.78

24

قيمة التسرب الثابت

متر3

127.63

25

جملة الفواقد

متر3

215743.17

26

إجمالي كمية الأمطار الساقطة

مم3

90417.17

صافي الجريان

متر3

248900.60

 

المبحث الثاني

تحديد الأماكن الأكثر خطورة بمنطقة غات

باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد تمّ رصد الأماكن الأكثر خطورة والتي ترتفع فيها منسوب المياه والتي تسبب أضراراً للسكان والعمران، وذلك بعمل نموذج التطابق الموزون (Weighted overlay Model)

في تحديد المناطق الأكثر تأثراً بالفيضانات.

شكل (1الطبقاتlayers) ) المستخدمة في نموذج التطابق الموزون

بناءً على البيانات الموضحة بالشكل السابق تمّ تحديد أهم الخرائط والطبقات المستخلصة منها والتي منها سيتم تحديد أكثر الأماكن المتعرضة للسيول كما هي على النحو الآتي:

1.  اتجاه الجريان بحوض التصريف: يتضح من الخريطة رقم (3) أنّ الاتجاه العام لحركة الجريان السطحي أكثرها نحو الشمال والشمال الشرقي مع اتجاه انحدار السطح بالمنطقة ومعنى ذلك أنّ كل السيول تنتقل إلى في وسط الحوض مع الاتجاه العام، ومن ثم تتجمع شمال المنطقة على هيئة فيضانات حيث استواء السطح، وموقع المنطقة بين سلسلتين حبليتين ساعد على تجميع المياه عبر الأودية التي أهمها على الإطلاق وادي تنزوفت المحدد لخطورة السيول بمنطقة غات، وعلى ذلك تم استخلاص طبقة اتجاه الجريان السطحي بالمنطقة كما في الخريطة (4).

2.  الارتفاع الرقمي: بالنظر إلى خريطة الارتفاعات الرقمية للمنطقة كما في الخريطة (5) يتضح أنّ أعلى نقطة ارتفاع في حوض التصريف حوالي (1900) متر من مستوى سطح البحر كما أنّ أقل نقطة حوالي (540) متر وبالتالي يظهر حوض التصريف في اتجاه عام من الجنوب إلى الشمال. يبدأ ارتفاع للمنطقة من (1-20) متراً، ويزداد في الارتفاع بالاتجاه نحو الجنوب الغربي والشرقي حيث يصل الارتفاع في الجهة الشرقية نحو (1200) متراً. وهذه المناطق تعدّ المنابع الرئيسة لوادي تنزوفت حيث تتجمع المياه عبر روافده لتتدفق بقوة نحو منطقة غات حيث استواء السطح فتسبب الفيضانات كما يتضح من الخريطة المستخلصة لطبقة الارتفاعات رقم (6).


خريطة (5) الارتفاع الرقمي للمنطقة

خريطة (6) طبقة الارتفاعات الرقمية  

المصدر: نفس المصدر السابق

3. درجات الانحدار: تقع المنطقة شبه المستوية ضمن نطاق الانحدار الخفيف، وتمثله المنطقة الممتد على طول الوادي من الجنوب إلى الشمال وكذلك الجهات الشمالية الغربية، بينما تزيد عن ذلك في الأجزاء الغربية إلى أكثر من (20-32°). وأكثر المناطق الشديدة الانحدار تحددت بالمنحدرات الجبلية خاصة بالاتجاه نحو والجنوب الغربي، والأجزاء الشرقية ويعني ذلك أنّ هذه المناطق تساعد على سرعة الجريان السطحي وتجمع المياه بالحوض الأدنى لوادي تنزوفت .

خريطة (7) درجة انحدار السطح

4.  شبكة التصريف: هي المصدر الرئيس للجريان السطحي، ومعها تزداد درجة خطورة الجهات الأقرب للوادي كما بخريطة حوض التصريف رقم (9) وأغلبها تحددت في المناطق الشمالية والوسطى بحوض التصريف، وكما تظهر بطبقتها الآتية بالخريطة رقم (10).

خريطة (9) شبكة التصريف

خريطة (10) طبقة شبكة التصريف

المصدر: نفس المصدر السابق


 5. التربة: من الخريطة (10) يتضح أنّ منطقة الحوض الأدنى لوادي تنزوفت تقل فيها سرعة الجريان السطحي تبعاً لاستواء سطحها، وهي بذلك تعدّ منطقة إرساب، كما تنتشر الأراضي الرملية بمنطقة الحوض الأدنى، وهي نتاج عوامل التعرية، أمّا الأراضي الصخرية والحصوية فتوجد في المنطقة الداخلية ضمن المنحدرات الجبلية في الجنوب الغربي والأجزاء الشرقية من المنطقة، وهي في الغالب تكون تربة ضحلة متأثرة بعوامل التعرية. وعلى ذلك تحددت أنواع التربة بمنطقة البحث كما يتضح من الخريطة رقم (11) وطبقتها الظاهرة بالخريطة رقم (12) حيث رقم (1،2) تمثل منطقة خطرة كونها أخفض المناطق وتربتها تربة الوديان الرسوبية ترشحها بطيء وتحتفظ بالمياه فترة أطول مما يعني أنّها تكون منطقة فيضية خاصة في الجهة الوسطى والشمالية من منطقة الدراسة.

المصدر: من عمل الباحثيْن بالاعتماد على خريطة التربة في أفريقيا (Shapefile) على الرابط الآتي:

https://gis4you.xyz/kleeja-3.1.5/do.php?filename=159276735133361.zip

خريطة (11) خريطة التربة

خريطة (12) طبقة التربة


وعلى ضوء الخرائط السابقة أمكن تحديد أماكن الخطورة باستخدام الطبقات المستخلصة منها، وفقاً لما هو مبين من الجدول الآتي:

جـدول (12)  حساب نموذج  التطابق الموزون  (Weighted overlay Model)

الرقم

الطبقة

Rank

Weight =  (Rank – Layer No.)+1

Weight / Sum * 100

Normalized Weight

1

اتجاه الجريان

1

5

33

2

الارتفاعات

2

4

27

3

الانحدار

3

3

20

4

الأودية

4

2

13

5

التربة

5

1

7

المجموع

15

100

أظهرت النتائج أنّ الأماكن الأكثر عرضة للفيضانات هي المنطقة الواقعة في الوسط والشمال هي أكثر الأماكن عرضة للفيضانات كما هي موضحة على الخريطة (13)، شملت مدينة غات أشد المناطق خطورة من الفيضانات.

المصدر: من عمل الباحثيْن بنتائج نموذج التطابق الموزون          Weighted overlay Model  والبيانات المضافة على الخريطة وقعت بالاعتماد على Open street map  

   خريطة (13) المواقع الأكثر تأثراً بفيضانات وادي تنزوفت بمنطقة غات

تقدر أكثر المناطق تعرضاً للفيضانات بحوالي (584) كم2 أكثرها في الوسط الذي يشكل منخفض غات، ويأتي توزيع مستويات درجة الخطورة حسب المساحة والنسبة على النحو المبين بالجدول الآتي:

جـدول (12)  التوزيع المساحي والنسبي للمناطق الأكثر تأثراً وخطورة من فيضانات غات

مستويات الخطورة

المساحة (كم2)

%

1

584

4.7

2

5640

44.9

3

4720

37.6

4

1380

11.0

5

234

1.9

المجموع

12558

100.0

المصدر: من حسابات الباحثيْن باستخدام GIS

الخـــاتمة:

اعتمدت هذه الدراسة على نظم المعلومات الجغرافية، وتقنيات الاستشعار من بعد وتحليل البيانات بهدف الوصول إلى نتائج عملية مفيدة للمتخصصين والمهتمين بالتخطيط العمراني بمنطقة غات لمواجهة أخطار الفيضانات، من خلال ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات يمكن عرضها في السياق الآتي:

أولاً: النتائـــج:

1.  من خلال المتغيرات المورفومترية والهيدرولوجية لحوض وادي تنزوفت وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد اتضح أنّ صافي الجريان السطحي لسيل يوم 03 يونيو سنة (2019م) بلغ حوالي (248900.60) متر3.

2.  توصلت الدراسة باستخدام نموذج التطابق الموزون إلى تحديد أماكن أخطار السيول ودرجاتها، وقد اتضح أنّ أكثر المناطق التي تتأثر بالسيول هي مدينة غات ومناطق العمران عموماً وجميعها تقع في مجرى الوادي بالمنطقة وبمساحة تقدر بحوالي (584) كم2، وهذه المناطق هي أشد المناطق خطورة، وقد أحدثت خسائر مادية فادحة في الممتلكات والأراضي خلال سنة (2019)م ، فيما اتضح أنّ مناطق متوسطة الخطورة وهي المناطق البعيدة عن مجرى الوادي، أمّا المناطق قليلة الخطورة فهي المناطق الجنوبية المرتفعة بمنابع الوادي وهي منطقة تكوّن الجريان وبداية الجريان السيلي وبالتالي فهي مناطق ضعيفة الخطورة.

3.  توفير قاعدة بيانات جغرافية بطريقة منظمة يسهل التعامل معها على شكل خرائط مختلفة مع إمكانية الرجوع إلى إليها عند الحاجة.

4.  توصلت الدراسة إلى أنّ تقنية نظم المعلومات الجغرافية يمكن أنْ تُعطي المؤشرات الحقيقة حول العلاقات المكانية ودورها في صنع القرار وبطرق علمية دقيقة.

ثانياً: التوصيات:

1.  توظيف نظم المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد في تحديد النقاط الأكثر فاعلية بمجرى الوادي واعتمادها كمواقع مهمة لبناء سدود عليها لحماية مناطق العمران والأراضي الزراعية من الفيضانات، ولحجز المياه السطحية واستغلالها بالمنطقة، وهو ما يتيح الفرصة أمام الباحثين في دراسات لاحقة حول اختيار الموقع الأمثل للسدود على وادي تنزوفت باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.

2.  وقف التوسع في البناء والعمران في هذه المناطق المشار لها في الخريطة (12) وأنْ تخضع عمليات البناء للتخطيط السليم ضمن مخططات سكنية وخدمية بعيداً عن المناطق الحالية تضمن عدم تعرضها للفيضانات في المستقبل.

3.  توجيه اهتمام الجهات المعنية ومكاتب التخطيط البيئي لاتخاذ القرار المناسب على المستوى المحلي والتقيد بالطرق العلمية في مواجهة الكوارث الطبيعية المتمثلة في فيضان وادي تنزوفت بمنطقة غات .

المصادر والمراجع:

أولاً: المراجع العربية:

1.  الدليمي، خلف حسين، علم شكل الأرض التطبيقي، الجيومورفولوجيا التطبيقية، دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، جامعة الأنبار، العراق، الطبعة الأولى، 2012م.

2.  صالح، أحمد سالم، الجريان السيلي في الصحاري، دراسة في جيومورفولوجية الأودية الصحراوية، معهد البحوث والدراسات العربية، جامعة الدول العربية– القاهرة، 1989م.

3.  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ، المراوح الفيضية في الجزء الأدنى من وادي وتير بسيناء، "نشرة دورية محكمة"، قسم الجغرافيا، كلية الآداب جامعة المنيا، مصر، العدد 15، 1989م.

4.  السبيعي، سليمان يحيى سليمان، الاعتبارات المناخية في التخطيط العمراني بمدينة غات، (رسالة ماجستير غير منشورة) قسم الجغرافيا، كلية الآداب، جامعة 7 أكتوبر،2007م.

5.  السلاوي، محمود سعيد، هيدرولوجية المياه السطحية، الدار الجماهيرية للتوزيع والإعلان، مصراتة، الطبعة الأولى، 1989م.

6.  خضر، محمود محمد، الأخطار الجيومورفولوجية الرئيسية في مصر مع التركيز على السيول في بعض مناطق وادي النيل، (رسالة ماجستير غير منشورة) ،كلية الآداب، جامعة عين شمس،1997م.               

7.  زايد عبد الله، أحمد، المخاطر الجيومورفولوجية بمراكز العمران على ساحل البحر الأحمر (رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة القاهرة، مصر، 2006م.

8.  عاشور، محمود محمد ، طرق التحليل المورفومتري لشبكات التصريف المائي، حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، العدد السابع، جامعة قطر، 1986م.

9.  ناصر، شوقي شحدة أحمد، جيومورفولوجية منخفض وادي تنزوفت جنوب غرب ليبيا (باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية)، رسالة دكتوراه (غير منشورة)، قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية، كلية الآداب، جامعة طرابلس، 2017م.

10. نوماجيورى، صباح ، علم المياه وإدارة أحواض الأنهار، مديرية دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، العراق، 1998م.

11.  محسوب، محمد صبري، الأطلس الجيومورفولوجي، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، 2001م.

12. مركز التنمية والتخطيط ، حماية مدينة 15 مايو من أخطار السيول، التقرير الأول، جامعة القاهرة، 1983م.

13. المركز الوطني للأرصاد الجوية، فيضانات مفاجئة في مدينة غات بليبيا (تقرير غير منشور) طرابلس، ليبيا، 2019م.

ثانياً: المراجع الإنجليزية:

1.  Cook, R. u., Brusden, D. Doorn kamp J. C., and Jenes, D.K (1982)., Urban Geomorphology in Dry lands, Oxford Univ. press, London & New York

2.  Schumm, S.A. (1956) Evolution of Drainage Systems and Slope in Badland at Parth AmboyNewYork,Geo.Sci.,Vol67.

3.  Stephen, A., S.,(1999). Hydrology for water Management, A.A. Balkema, Rotterdam, Brookfield.      

ثالثاً: مواقع الإنترنت:

1-   غات المنسية.. الحل من رحم الكارثة، موقع بوابة أفريقيا الإخبارية، صحيفة إلكترونية، 30، يونيو،2019م، على الرابط الآتي:https://www.afrigatenews.net/about 

2-   خريطة التربة في أفريقيا (Shapefile) على الرابط الآتي:

https://gis4you.xyz/kleeja-1.5/do.php?filename=159276735133361.zip



([1]) غات المنسية، الحل من رحم الكارثة، موقع بوابة أفريقيا الإخبارية، صحيفة إلكترونية، 30، يونيو،2019م، على الرابط الآتي:  https://www.afrigatenews.net/about/                                                      

([2]) شوقي شحدة أحمد ناصر،  جيومورفولوجية منخفض وادي تنزوفت  )جنوب غرب ليبيا (باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية (أطروحة دكتوراه غير منشورة) قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية، كلية الآداب، جامعة طرابلس، 2017م.

([3]) سليمان يحيى سليمان السبيعي، الاعتبارات المناخية في التخطيط العمراني بمدينة غات (دراسة في المناخ التطبيقي) (رسالة ماجستير غير منشورة) قسم الجغرافيا، كلية الآداب، جامعة 7 أكتوبر، مصراتة،2007م.

([4]) المركز الوطني للأرصاد الجوية، فيضانات مفاجئة في مدينة غات بليبيا (تقرير غير منشور) طرابلس، ليبيا، 2019م.

([5]) خلف حسين الدليمى، علم شكل الأرض التطبيقي، الجيومورفولوجيا التطبيقية، دار الصفاء للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، جامعة الأنبار، العراق، الطبعة الأولى، 2012م، ص353

([6]) Schumm, S.A. ( 1956) Evolution of Drainage Systems and Slope in Badland at Parth AmboyNewYork,Geo.Sci.,Vol67.

 ([7]) محمد صبري محسوب، الأطلس الجيومورفولوجي، دار الفكر العربي، القاهرة، 2001م، ص134.

([8]) محمود محمد عاشور، طرق التحليل المورفومتري لشبكات التصريف المائي، (حولية كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية)، العدد السابع، جامعة قطر، 1986م، ص464.

([9]) المرجع نفسه، ص462.

([10]) محمد صبري محسوب، الأطلس الجيومورفولوجي، مرجع سابق، ص34.

 ([11]) محمد صبري محسوب، المرجع السابق نفسه، ص130.

([12]) Stephen, A., S.,(1999). Hydrology for water Management, A.A. Balkema, Rotterdam, Brookfield, p. 213.

([13]) أحمد سالم صالح، الجريان السيلي فى الصحاري، دراسة فى جيومورفولوجية الأودية الصحراوية، معهد البحوث والدراسات العربية، جامعة الدول العربية، القاهرة، 1989م، ص 37.

([14]) Cook, R. u., Brusden, D. Doorn kamp J. C., and Jenes, D.K (1982)., Urban Geomorphology in Dry lands, Oxford Univ. press, London & New York. , p. 239.

([15]) محمود سعيد السلاوي، هيدرولوجية المياه السطحية، الدار الجماهيرية للتوزيع والإعلان، مصراتة، الطبعة الأولى، 1989م، ص 102.

([16]) محمود محمد خضر، الأخطار الجيومورفولوجية الرئيسية في مصر مع التركيز على السيول في بعض مناطق وادي النيل، (رسالة ماجستير غير منشورة) ،كلية الآداب، جامعة عين شمس،1997م، ص380.

([17]) مركز التنمية والتخطيط، حماية مدينة 15 مايو من أخطار السيول، التقرير الأول، جامعة القاهرة، 1983، ص77. نقلاً عن: أحمد زايد عبدالله، المخاطر الجيومورفولوجية بمراكز العمران على ساحل البحر الأحمر، (رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة القاهرة، 2006م، ص130.

([18]) Cooke, R. u., et al., Op Cit, p. 239.

([19]) أحمد سالم صالح، المراوح الفيضية في الجزء الأدنى من وادي وتير بسيناء، "نشرة دورية محكمة"، قسم الجغرافيا، كلية الآداب، جامعة المنيا، العدد 15، 1989م، ص19.

([20])صباح نوماجيوري، علم المياه وإدارة أحواض الأنهار، مديرية دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، العراق، 1998م، ص114. نقلا عن: سعيد محمود النجار، ص237 في رسالة أحمد زايد عبد الله، المخاطر الجيومورفولوجية بمراكز العمران على ساحل البحر الأحمر في مصر (رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة القاهرة، 2006م، ص125.

([21]) محمود محمد خضر، مرجع سابق، ص410.

تحميل البحث

👇

drive.google-download


اطلاع وتحميل البحث

👇

drive.google


تحميل البحث من قناة التليغرام

👇

https://t.me/Magazinesgeo/4403


تحميل البحث من linkedin


👇

linkedin

👇

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا