كتاب مضيق باب المندب
ملامح التنافس الدولي والإقليمي من منظور جنوبي
مبارك بن حاجب
ماجستير لغويات تطبيقية (تحليل الخطاب الإعلامي)
دراسة بحثية | نوفمبر 2022م
قائمة المحتويات
مقدمة 3
جغرافية مضيق باب المندب الجيوسياسية 5
أهمية مضيق باب المندب الاستراتيجية 7
الحرب الباردة 11
حرب اليمن 14
عالم متعدد الأقطاب 17
الولايات المتحدة 19
روسيا 20 الصين 21
القوى الإقليمية القوى الإقليمية 22
كيف يقرأ الجنوبيون الصراع الدولي والإقليمي على مضيق باب المندب؟ 25
المجلس الانتقالي الجنوبي 26
الباحث الجنوبي 27
المثقف الجنوبي 28
المحلل الاستراتيجي الجنوبي 32
الاستنتاج 34
المراجع 37
خلصت دراسة بحثية إلى أنّ التواجد الدولي والإقليمي في منطقة مضيق باب المندب يتخفى بذرائع غير التي يعلنها وأنّ أهداف هذه الدول المتصارعة الحقيقية تكمن في الهيمنة، وأنّ صراع القوى الإقليمية في المنطقة هو صراع أيديولوجي وسياسي وصراع نفوذ بيني، محذرة من الدور الذي قد تلعبه جماعة الحوثيين اليمنية، في تنفيذ أجندة قوى إقليمية كإيران في البلاد.
وفي ضوء هذا الصراع الذي يتركّز حول أهم منطقة استراتيجية بالنسبة لجنوب اليمن، قالت الدراسة التي أصدرها مركز سوث24 للأخبار والدراسات، الأحد، إنّ الجنوبيين باتوا يدركون "كل تفاصيل التنافس الدولي والإقليمي على المضيق، وأحقيتهم في تأمينه من المخاطر التي تهدده، وإمكانية الاستفادة من هذا الصراع في خدمة قضيتهم الجنوبية الوطنية."
كما حثّت صنّاع السياسة الخارجية في جنوب اليمن، على وجه الخصوص، بأن يمنحوا ورقة مضيق باب المندب حيزا أكبر في الخطاب السياسي الجنوبي الخارجي.
ووفقا للدراسة التي أعدها الباحث، مبارك عامر بن حاجب، يمثّل "مضيق باب المندب أحد أهم المضائق البحرية في العالم نظراً لموقعة الجيوسياسي المهم في منطقة الشرق الأوسط الغنية جداً، ليس فقط بمصادر الطاقة التي تعتبر شريان الحياة بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والعالم، بل بالصراعات الجيوسياسية والمذهبية والعرقية، وتداعيات أطماع ونفوذ قوى عالمية كُبرى وأُخرى إقليمية تبحث عن موطئ قدم أو نفوذ مذهبي أو سياسي أو اقتصادي في هذه المنطقة."
وأكّدت الدراسة بأنّ "المنافسة بين القوى العُظمى في العالم والإقليم تشتد للحصول على موطئ قدم لها في المضيق الاستراتيجي أو مُحيطه."
وقدّمت الدراسة البحثية قراءة شاملة لواقع التنافس الدولي والإقليمي على مضيق باب المندب وأسبابه من وجهة نظر الخبير العربي والخبير المحلي في جنوب اليمن. كما هدفت الدراسة أيضاً وبشكل مستقل إلى تقديم قراءة مفصلة للموقف الجنوبي الرسمي وغير الرسمي من الصراع الدولي والإقليمي على مضيق باب المندب، على اعتبار الأحقية الجيوسياسية التاريخية للسيطرة على المضيق وخليج عدن للجنوبيين.
ولفهم واقع هذا التنافس على مضيق باب المندب وتكوين صورة شاملة عن حالة الاستقطاب في المضيق بين القوى العُظمى في العالم وبعض دول الإقليم، لجأ الباحث إلى استخدام منهجية تحليل الخطاب النقدي لتحليل الخطاب الإعلامي المحلي والعربي والأجنبي حيال ذلك، سواء كانت مقالات صحفية أو دراسات تحليلية أو تقارير إخبارية وتليفزيونية، بالإضافة لبعض المقابلات والمداخلات لصحفيين وكُتّاب وباحثين ومحللين استراتيجيين ومسؤولين حكوميين.
وتكمن أهمية هذه الدراسة البحثية في أنها وظّفت الخطاب الإعلامي العربي وغير العربي في تقديم قراءة مهمة لحالة صراع واستقطاب دولي وإقليمي كبير غير مُعلن بشكل واضح ومتخفي تحت ذرائع اقتصادية أو خدمية أو إنسانية، تتزايد معه المخاوف من أن يقود هذا الصراع إلى حرب عالمية أخرى.
كما تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تسلّط الضوء على القوة الناشئة في جنوب اليمن تحت مضلة المجلس الانتقالي الجنوبي الحليف القوي لدول إقليمية مهمة، والتي تشكّل – هذه القوة - رافدا لجهودها في مواجهة المد الإيراني في المنطقة وبالأخص في شبة الجزيرة العربية.
كما أنّ هذه الورقة تُظهر مدى اجتهاد الجنوبيين في البحث عن دور محوري وفاعل في ملف الممرات البحرية المهمة للعالم كمضيق باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر وبحر العرب، وفهم حالة الصراع الدولي الراهنة على في هذه المنطقة الجيواستراتيجية، وتقديم أنفسهم كحلفاء فاعلين في تأمينها وحمايتها.
استنتاجات
وتوصلت الدراسة، التي بلغت صفحاتها (40 صفحة) إلى عدة استنتاجات، كان من أهمها:
• إنّ التواجد الدولي والإقليمي الكبير في منطقة مضيق باب المندب والقرن الأفريقي يتخفى بحجج غير التي يعلنها، ذلك أنّ هذه الدول تعلل تواجدها برفع شعارات مكافحة القرصنة والتهريب والإرهاب والإمداد اللوجستي، لكنها في الواقع تخفي أهدافها الحقيقية من التواجد والتي تكمن في الهيمنة ومد النفوذ لأغراض سياسية بالدرجة الأولى. كما أن القوى العُظمى وحتى الإقليمية تشرع في فرض نفوذها في هذه المناطق الاستراتيجية من خلال التوقيع على اتفاقيات أمنية واقتصادية مع الدول الفقيرة المطلة على المضيق والقرن الأفريقي امتدادا لقارة أفريقيا.
• إنّ الصراع السياسي والاقتصادي والأمني والأيديولوجي بين القوى الإقليمية في الشرق الأوسط ليس ببعيد عن مضيق باب المندب، فجميع القوى المتنافسة تبحث عن موطئ قدم لها ودور تلعبه في المضيق للضغط على المجتمع الدولي والإقليمي للقبول بسياستها، كما تفعل إيران. إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار بواقع الترابط القوي بين المضائق الثلاثة المهمة في الشرق الأوسط المتمثلة في قناة السويس ومضيق هرمز ومضيق باب المندب، التي يُعد التحكم في أكثر من ممر بحري منها لدولة إقليمية ما هيمنة لا يستهان بها في الشرق الأوسط. وهذا ما تسعى له إيران بعد هيمنتها على مضيق هرمز، فهي تدعم أنصارها الحوثيين لفتح ثغرة لها في مضيق باب المندب لفرض سيطرتها على الإقليم وفرض شروطها في أي تفاوض مع المجتمع الدولي بخصوص طموحها النووي.
• بالمقابل يدرك الجنوبيون بشكل كبير حجم التواجد الدولي والإقليمي في منطقة مضيق باب المندب والذرائع التي تتستر خلفها أطماع الدول العظمى والإقليمية في السيطرة والهيمنة على المنطقة. كما يدرك الجنوبيون أيضاً الأهمية الكبرى للموقع الجيوسياسي الذي يتواجدون فيه والقريب من أهم مصادر الطاقة في العالم، والمتحكم في ممرات مائية مهمة تعتبر شريان الاقتصاد العالمي مثل بحر العرب وخليج عدن ومضيق باب المندب.
• نجح الجنوبيون في اختراق الصراع الإقليمي - الإقليمي في الشرق الأوسط من خلال تحالفهم مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعلاقاتهم الجيدة مع جمهورية مصر العربية حيث تعتبر هذه الدول محور إقليمي منافس للطموح الإيراني والتركي والإسرائيلي. كما نجح الجنوبيون أيضاً في كسب ثقة المجتمع الدولي من خلال الجهود المثمرة التي تبذلها قواتهم المحلية في مكافحة الإرهاب في اليمن بمباركة دولية.
• يثّمن الجنوبيون دور التحالف العربي في حفظ الأمن بمضيق باب المندب وفي السواحل الوطنية، كما يطمح الجنوبيون إلى المزيد من الدعم العسكري من التحالف لتولّي مهمة تأمين الممرات والسواحل البحرية الوطنية من الأخطار التي تحيط بها مثل القرصنة والهجرة الأفريقية والدعم الإيراني لجماعة الحوثيين عبر البحر من خلال إنشاء قوة خفر سواحل جنوبية على أقل تقدير وتطوير قدراتها ذات الصلة.
• يتعاطى الجنوبيون مع التنافس الإقليمي والدولي على مضيق باب المندب بقدر عالٍ من العقلانية والاتزان في الطرح والموضوعية في الدعوة لاستثماره. فقد أكدت الخطابات الجنوبية التي تم تحليلها بضرورة الاستفادة من هذا التنافس الدولي والإقليمي لجني مكاسب تخدم الرغبة الجنوبية في حل "قضية شعب الجنوب" تقود لتحقيق مطالبها بـ "استعادة الدولة" السابقة.
• توصي هذه الدراسة البحثية صنّاع السياسة الجنوبية الخارجية على وجه الخصوص بأن يعطوا ورقة مضيق باب المندب حيزاً أكبر في الخطاب السياسي الجنوبي الخارجي، والتأكيد على استطاعة الجنوبيين تأمين الممرات المرتبطة بهم في مضيق باب المندب وخليج عدن مع الشركاء الإقليميين. كما يوصى باستثمار الرغبة الدولية في فرض الاستقرار في الأراضي الجنوبية لخلق فرص شراكات مع المجتمع الدولي في مجالات أمنية واقتصادية مختلفة.
تحميل الكتاب
⇓
⇓
تصفح وتحميل الكتاب
⇓
تحميل الكتاب من قناة التيلغرام
⇓
تحميل الكتاب من linkedin
⇓
⇓
______________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق