الطاقة وتغير المناخ
أ.د. جمال سعيد
كلية الآداب جامعة الفيوم
د. محمد عبدالمنعم
معهد المستقبل العالي للهندسة بالفيوم
مكتبة جزيزة الورد - القاهرة
الطبعة الأولى
2019م
المقدمة
يهدف الكتاب إلى توضيح مفهوم الطاقة وعرض مصادرها وارتباط تغير المناخ باستخدام هذه المصادر وشرح أهمية استخدام مصادر الطاقة الآمنة للبيئة والتي لا تعطي نواتج تؤثر بالسلب على البيئة والمناخ ومن ثم على حياة البشر.
فالحفاظ على البيئة وتقليل تغير المناخ بما يناسب استمرار الحياة على الأرض هو سبب للأهمية القصوى لاستخدام المصادر المتجددة للطاقة كالشمس والرياح والمياه والمصادر الحيوية والحرارة الأرضية الجوفية بدلا من المصادر غير المتجددة أو غير الآمنة للبيئة مثل الفحم و البترول و الغاز الطبيعي أو الطاقة النووية وهي مصادر قد ينضب معظمها في المستقبل القريب. واستخدام زيت البترول للحصول على المركبات الكيميائية والدوائية الهامة للبشرية أفضل من تضييع قيمته الثمينة في حرقه لإنتاج الطاقة أو في تشغيل وسائل النقل والمواصلات.
ومنذ بداية الثورة الصناعية واستخدام الفحم ثم البترول في تشغيل المحركات في المصانع أو محطات الطاقة الكهربية ووسائل النقل والمواصلات حتى الآن زادت من نسبة تلوث الهواء والماء والتربة. وأصبحت الغازات الملوثة للهواء موجودة بكميات كبيرة مثل الغازات الدفيئة والتي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة كغاز ثاني أكسيد الكربون وأدى ذلك إلى ظهور الاحتباس الحراري للأرض مما أدى إلى زيادة درجة الحرارة الكلية للأرض ومن ثم تغير المناخ. وكانت سنة 2018 هي الأعلى في درجة الحرارة الكلية على الإطلاق من السنين السابقة.
وكان لتغير المناخ أثارا خطيرة على الإنسان والكائنات الحية مثل ازدياد الفيضانات نظرا لزيادة درجة الحرارة وانصهار الجليد في القطبين مما أدى لارتفاع مستوى سطح البحر وكذلك حدوث تغيرات حادة في الطقس وتغير أماكن نزول الأمطار فغرقت بعض المناطق وجفت مناطق أخرى وزاد عدد وشدة العواصف والأعاصير كل عام.
ومع هذه الحوادث وتحذيرات العلماء بدأت الدول والحكومات الانتباه للعواقب التي تأتي بتغير المناخ وخطورتها على البشرية والحياة على الأرض إن استمر الحال كما هو عليه بدون اتخاذ حلول لتقليل أسباب هذا التغير. وتم عقد مؤتمر دولي للبيئة في سبعينيات القرن الماضي ذكر فيه تغير المناخ وكان المؤتمر الأول الخاص بتغير المناخ هو قمة الأرض بريو دي جانيرو بالبرازيل سنة 1992 ثم توالت بعد ذلك المؤتمرات الدولية الخاصة بالمناخ والبيئة ومنها مؤتمر باريس للمناخ عام 2015 الذي أثمر عن اتفاق باريس للمناخ و من مبادئ الاتفاق أن للأجيال القادمة الحق في العيش في بيئة سليمة صالحة، ولذلك فحماية أطراف الاتفاقية للبيئة هو أمر منصف لتلك الأجيال ويتعين على البلدان المتقدمة أن تأخذ دور الصدارة في مكافحة التغير المناخي والآثار الضارة المترتبة عليه. وأن تتخذ جميع الأطراف التدابير اللازمة للوقاية من أسباب تغير المناخ أو تقليلها أو تخفيف من حدة آثارها الضارة، ومهما كانت التهديدات والتحديات يجب اتخاذ كل التدابير اللازمة لمعالجة الأمر.
وبدأت دول كثيرة للتحول التدريجي نحو مصادر الطاقة المتجددة مثل الولايات الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي والصين واليابان، حيث أن دول الاتحاد الأوروبي اتخذت الأمر على محمل الجد نظرا لخطورته البالغة على الحياة البشرية. وقد وصلت نسبة استخدام الطاقة المتجددة إلى 32% من إجمالي الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، وكمثال ألمانيا تنتج 40% من طاقتها من المصادر المتجددة. وبعض البلدان في العالم تحصل الأن على معظم حاجتها من الطاقة عن طريق المصادر المتجددة وتشمل أيسلندا ونسبة استخدام المصادر المتجددة بها 100% والنرويج 98% والبرازيل %86 والنمسا 62% ونيوزيلاندا 65% والسويد 54%.
وهنا وجب علينا أن نناشد الدول والحكومات العربية وخاصة مصر بالسير على خطى الدول المتقدمة والتحول للمصادر المتجددة للطاقة خاصة الشمس والرياح لتوفرهما الكبير في المنطقة العربية وخاصة مصر التي تسطع فوقها الشمس تقريبا كل أيام السنة وهي من أعلى المناطق التي تستقبل الإشعاع الشمسي. والتحول إلى الطاقات المتجددة يزيد من نمو الاستثمارات والاقتصاد المصري و يفتح أبواب العمل للأعداد الكبيرة من المصريين والذين هم في أشد الحاجة لتطوير حياتهم المعيشية الصعبة. وكما أن استخدام الطاقة الشمسية بالقرب من الساحل الشمالي وساحل البحر الأحمر يمكن تحلية مياه البحر وايجاد مصدر أخر للمياه حيث أن مصر من الدول التي تقع تحت خط الفقر المائي بدرجة حرجة . واستغلال الطاقة المتجددة في مناطق صحراوية جديدة سيعمل على تكوين مدن جديدة يتجه إليها المصريون وتكون حلا رئيسيا لمشكلة التكدس السكاني في مصر وحتى تتبوأ مصر المكانة اللائقة في مستقبل مشرق ومستحق.
تحميل الكتاب
⇓
⇓
تحميل الكتاب من قناة التيلغرام
⇓
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق