المحاضراتالانحراف المعياري
مفردات مادة التحليل المكاني
|
تدرس الجغرافيا التوزيعات و الانماط المكانية الموجودة على سطح الارض ، وفي دراستها هذه تقوم بوصف الانماط و تحليل العمليات التي أوجدتها . وفي بعض الاحيان يميل الجغرافيون الى توقع حدوث الانماط الجغرافية أو ما ستؤول اليه التوزيعات مستقبلآ .
ولم يتم تحديد كامل للعمليات التي تؤثر على الانماط الطبيعية والحضارية الموجودة على سطح الارض . واجمالآ فان طبيعة هذه العمليات Processes اما حتمية مؤكدة بنسبة (100%) ، او احتمالية الحدوث . ونظرا لعدم ضمان السلوك البشري و صناعة القرارات عند الانسان ، لذا ليس هناك عمليات حضارية حتمية ، ولكن بعض العمليات الطبيعية هي كذلك . فعلى سبيل المثال لا الحصر ، فان وقت سطوع الشمس على أية نقطة على سطح الارض يتحدد بخط العرض و اليوم من السنة . بمعرفة هذين العنصرين يتسنى تحديد ساعات ضياء الشمس و غيابها في أي موقع على سطح الكرة الارضية .
الصنف الثاني من العمليات احتمالي معني بجميع الحالات التي لا يمكن تحديدها بثقة كاملة . و معظم الحالات التي يتعامل معها الجغرافيون تقع ضمن هذا الصنف . فعلى الرغم من ان عدد الساعات المشمسة قد عد حتمي الا ان كمية اشعة الشمس التي تصل الى سطح الارض احتمالية لارتباط ذلك بالغيوم و ذرات الغبار العالقة في الجو و انعكاس الطاقة الشمسية عند مرورها في الغلاف الغازي .
تقسم العمليات الاحتمالية الى فئتين ، عندما تكون النتائج محددة بمجموعة من الاحتمالات ، أي ان تكون وسطا بين حالة الثقة الكاملة و انعدامها ، وتعرف Stochastic ، في حالات اخرى حيث لا يمكن توزيع الاحداث وفق نتائج محتملة ، وغير كاملة التأكيد عندها تعرف بالعشوائيةRandom (McGrew & Monroe 1993) .
ان توقع نوعية الاستعمال المستقبلي لقطعة أرض لم تستثمر سابقا يمثل حالة احتمالية مؤكدة ، فاختيار الاستعمال يضم عددا من العوامل المعقدة مثل القيمة المالية للارض ، سهولة الوصول الى التسهيلات و النشاطات و الخدمات الاقليمية ، القيود التي فرضتها الدولة (اتباع نظام الانطقة مثلآ) ، و خصائص الارض و طبيعتها (الانحدار ، التصريف ، نوع التربة ) . بمعرفة هذه العوامل يمكن تخمين احتمالية نوع الاستعمال ، او الاستعمال الممكن قيامه في المستقبل على ضوء هذه المحددات .
وبعض الانماط المكانية غير قابلة للتوقع كليا ، فمواقع اتصال عواصف التورنادو بالارض هي عملية عشوائية جوية صرفة ، لم تعرف عواملها بعد . وفي بعض الاحيان يكون لحجم منطقة الدراسة علاقة بتحديد درجة العشوائية . فعدد عواصف التورنادو احتمالي ، ولكن عند تضييق مساحة منطقة الدراسة فان العملية تكون عشوائية .
اجمالآ ، ان معظم الانماط الجغرافية ناتجة عن عمليات ذات طبيعة مؤكدة ، و بعض الانماط الجغرافية تحدث عن عوامل اما حتمية بالكامل او عشوائية بالكامل . وبالاضافة الى الانماط المكانية ، فان الجغرافيون يدرسون التوزيعات المؤقتة التي يمكن وصفها من خلال العمليات المسببة لها سواء اكانت حتمية ام احتمالية ، وما اخذهم العينات و التحليلات الاحصائية ذات العلاقة الا تطبيق لمباديء نظرية الاحتمالات والاستناد عليها في الاستدلال و الاستنتاج .
ان تحليل الانماط المكانية ، و التوزيعات الجغرافية ، و العمليات المشكلة لها قد دفع الجغرافيين لدراسة نظرية الاحتمالات و استخدامها في تطبيقات جغرافية . فعلى سبيل المثال ، فان كل موقع على سطح الارض يستلم كمية ما من التساقط ، وعند تسجيل الكميات المستلمة في الموقع و لفترة زمنية غير قصيرة يمكن حينها تلخيص نمط التساقط من خلال حساب قيمتي المعدل و الانحراف المعياري . وبما أن التساقط ناتج عن عمليات جوية لذا فان توقعه احتمالي ولكن ليس بثقة عالية . لذا يعمد الجغرافيون الى نصوص مفادها ((50% من تساقط الثلج يكون في شهر كانون ثاني ) أو (تسع من عشرة سنين ) أو (5 انجات مطر تسقط في شهر حزيران على الاقل)) . وهذه صيغة احتمالية الا ان تحديد كمية الثلج المتساقط او المطر لا يمكن توقعه بثقة عالية .
|
التسميات
الصفحات
آخر المواضيع
الخميس، 8 أغسطس 2013
محاضرات في الاحصاء الجغرافي ...
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
آخرالمواضيع
جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني
إتصل بنا
آية من كتاب الله
الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة
الطقس, 12 أيلول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق