التسميات

الأحد، 28 سبتمبر 2014

الإسكان العشوائي ...

تقديم : د.م/ إبراهيم أبو حميد 
 الإسكان العشوائي :

تعريف الإسكان العشوائي : 

   يقصد بالإسكان العشوائى " بأنة ظاهرة نمو الإسكان الشعبى الحر وذلك من منطلق محايد. نشأ بإرادة linearكاملة للشعب وتنمو طبقاً لأنماط محددة ومتكررة ولا تتغير تقريباً. سواء بالنسبة  لتخطيطها الخطىr أو عروض شوارعها أو أبعاد قطع الأراضى بها وقد استعمل التعبير informal أو الغير رسمى لكونه بدون ترخيص " (1).

   ويمكن تعريف الإسكان العشوائى على أنة " نمو مجتمعات وإنشاء مبانى ومناطق لا تتماشى مع النسيج العمرانى للمجتمعات التي تنمو بداخلها أو حولها ومتعارضة مع الاتجاهات الطبيعية للنمو والامتداد وهى مخالفة للقوانين المنظمة للعمران " (2) وبالنظر إلى هذه التعريفات نجد أن الإسكان العشوائى يقوم بتخطيطه وتشيده الأهالى بأنفسهم على الأراضى الزراعية والصحراوية أو اراضى الدولة وغالباً ما تكون هذه الأراضى على أطراف المدينه وهى غير مخططة وغير خاضعة للتنظيم ولا يسمح بالبناء عليها. 
 أسباب ظهور الإسكان العشوائي :
 أهم الأسباب الرئيسية : 
1- تمركز الخدمات والمصالح الحكومية في المدن الرئيسيه وظهور العديد من الصناعات الحديثة أدى إلى زيادة الهجرة الداخليه للأفراد والنزوح من الريف إلى المدن سعيا وراء الحصول على فرص العمل.  
2- سعى النازحين من الريف إلى المدن للحصول على مسكن ملائم حسب مواردهم الضئيله داخل الكتله السكنيه للمدن. فقد لجؤوا إلى أطراف المدينه حيث الأراضى الزراعيه اوالصحراويه فأقاموا تجمعات عشوائية بتكاليف أقل ولكن بلا أى خدمات وذلك بعد ان عجزت مواردهم عن تدبير تكاليف السكن داخل الكتلة السكنية الرسمية للـمدينــة.  
3- عدم انتباه أجهزة بعض الدول إلى خطورة المشكلة في حينها ولم يتم أتخاذ أى أجراء لمواجهتها في البداية وترك الأسكان العشوائى ينمو وينتشر داخل الكتلة السكنيه القائمة وعلى أطراف المدن .
 العوامل التي ساعدت على نمو وانتشار الإسكان العشوائي :
اهم العوامل الأساسية :
1-عدم أستعداد المدن لأستقبال كل هذة الأعداد الوافدة من الريف.
2-النقص في عدد الوحدات السكنيه وزيادة الطلب عليها نتيجة الهجرة السريعه من الريف إلى المدينه.
3-أصبحت المدن الرئيسيه شديدة الجذب نتيجه تمركز الخدمات وفى المقابل أصبحت المدن الريفيه شديدة الطرد نتيجه ندرة الخدمات والأمكانيات بها.
3-أرتفاع اسعار الأراضى والشقق السكنيه في المناطق الرسمية والتي تتمتع بالمرافق العامه (مياه نقيه –صرف صحى – كهرباء – شوارع مناسبه).
4-ضعف الأستثمارات الحكوميه والقطاع الخاص في مجال الأسكان المنخفض التكاليف .
5-التهاون مع منتهكى القوانين ومغتصبى الأراضى من قبل الجهات الرسميه نتيجه لعدم توافر بدائل أخرى مناسبه. فأصبحت هذة المناطق تفرض أمر واقع وشكلت جماعات ضغط أجبرت الحكومات على مد المرافق اليها.
اليات تصميم وبناء الإسكان العشوائي :
    تتسم عمليات تصميم المبانى في اغلب الأحيان بطريقة أجتهاديه عن طريق مالك قطعة الأرض أو عن طريق صغار المقاولين الذين يسيطرون على أعمال البناء في هذة المناطق. فيقوم المقاول بأعمال التصميم والتنفيذ وتعتبر الوحدة السكنيه المكونة من ثلاثه غرف هى المفضلة وهى التي تمثل ايضآ غالبية هذة الوحدات. إذ ان هذا التصميم يتلائم مع طبيعة الأسرة ويقتصر دور المالك على أعمال الأشراف والتوجيه أوشراء المواد الخام وتأجير العمالة اللازمة للبناء. وفى أغلب الأحيان يعتمد السكان في تمويل عمليات البناء على مواردهم الخاصة فيتم في المرحله الأولى بناء دور يصلح للسكن وينتقل اليه هو والأسرة للمعيشة وعند توافر الأمكانيات يتم الأمتداد الرأسى. وأغلب المبانى في هذة المناطق بأرتفاع دور أو أثنين وبعضها يصل إلى ثلاثة واربعة ادوار ولكن يندر أن نجد مبنى يتجاوز هذا الأرتفاع. ولا تختلف طريقة البناء في هذة المناطق عن مثيلاتها في الكتلة السكنيه الرسمية حيث تستخدم طريقة البناء بالهياكل الخرسانيه أو الحوائط الحاملة ولكن يترك أغلبها بدون بياض خارجى والبعض منها يستخدم مواد رخيصة في التشطيبات ويغلب على هذة المناطق الذوق الريفى. أما بالنسبه للمرافق العامه فأن هذة المناطق تعانى من نقص شديد في المرافق العامة ويعتمد السكان على دق طلمبات لسحب المياة الجوفيه وأستعمالها في حياتهم اليوميه. أما الصرف الصحى فهو يتم عن طريق عمل(الترنشات أو البيارات) للصرف الجوفى في باطن الأرض وعند اللأمتلاء يتم النزح بالطريقة اليدويه أو الأليه. اما الكهرباء فيستعوض عنها بالأجهزة التي تضاء بالكيروسين. ويبدوا على هذة المناطق ان مشكلة القمامه لم تجد لها حل حيث يتم القائها في الشوارع أو في الأراضى التي لم يتم البناء عليها بعد ويساعد هذا الوضع على جعل هذة البيئه غير صحيه ومصدرآ دائمآ للناموس والحشرات الضارة والقوارض والحيوانات الضالة. وتخطيط هذة المناطق تغلب عليه سمات تكاد تكون موحدة من حيث عرض الشوارع الذي يتراوح ما بين 4م للشوارع الجانبيه و6م للشوارع الرئيسيه وأطوالها من(300م – 400 م) وقطع الأراضى تتراوح مساحتها ما بين (40 م – 60 م) وبالنسبة للفراغات والمساحات الخضراء فلا وجود لها وذلك بخلاف التتابع البصرى والفراغى فهذة تعتبر رفاهية لامكان لها في هذة المناطق والاستخدام الأكثر شيوعآ هو الاستخدام السكنى. أما الخدمات الأجتماعية مثل المنشأت (الصحيه – والتعليميه – أقسام الشرطه -...) فلا وجود لها على الأطلاق. ويغلب على هذة المناطق الطابع الريفى ويظهر ذلك في العادات والسلوكيات السائدة بين السكان مثل تربيه الطيور والمواشى داخل المنازل أو على أسطحها وجلوس السيدات للتسامر على أبواب المنازل أو القيام ببعض الأعمال المنزليه مثل الطهو أو الغسيل. ومن خلال أستعراض الملامح العامه للبيئه العمرانيه للأسكان العشوائى نلاحظ أنه يؤثر تأثيرآ سلبيآ على المجتمع وحياة الأسر القاطنه فيه بشكل مباشر. فهو يحتوى على أقل ما يمكن لتوفير مأوى سكنى للفرد والأسرة. وتسجل هذة المناطق معدلات عاليه جدآ في التزاحم سواء داخل الكتلة السكنية أو خارجها حيث ان المساحة الداخلية للوحدة الواحدة تتراوح ما بين 40 م-60 م بما فيها السلالم والمناوروهى التي يصعب تصميمها وتقسيمها من الداخل لكى تتلائم مع أحتياجات الأسرة المكونة من 5 أفراد وذلك يؤثر بالسلب على درجة الخصوصية المحققة للمسكن سواء كان ذلك من الداخل أو الخارج فنجدها في ادنى مستوياتها اذا ما قورنت بدرجة الخصوصية المرغوب فيها. كما تفتقر هذة المبانى إلى التهويه الصحيحه نظرآ لأن المبنى الواحد يحيط به المبانى من ثلاثه جهات مما يجعل مسأله دخول أشعه الشمس والتهويه الطبيعيه امرآ في غايه الصعوبه. كما يؤثر هذا النسيج العمرانى على أخلاقيات الأفراد وأحساسيسهم ونفسياتهم وطبائعهم. وقد أثبت الباحثون ان الفراغات العمرانية وتشكيلاتها وأبعادها وأسلوب توظيفها يؤثر بشكل واضح ومباشر على نشاط وسلوك السكان وكذلك في العلاقات الأجتماعية بينهم .
السلبيات الناتجة عن الإسكان العشوائي :
أهم السلبيات و التحديات : 
1-أضافة نسيج عمرانى مشوهة إلى الكتله العمرانية الأساسيه
 2-النقص الشديد في المرافق العامه وبخاصة الصرف الصحى أدى إلى إضافة كتلة عمرانية ملوثة للبيئة نتيجة الصرف الجوفى عن طريق البيارات أو الترنشات في باطن الأرض
3-عدم وجود كهرباء أدى إلى فرض حياة بدائيه على السكان  استخدامهم للكيروسين في الإضاءة ومواقد الطبخ.-4-التزاحم الشديد للمبانى وعدم ترك فراغات أدى إلى فقدان الخصوصية وزيادة درجة التلوث السمعى والبصرى فساعد ذلك على زيادة الأمراض البدنيه والاجتماعية والنفسية أيضاً بين هذه الفئات من السكان.5- نتج عن التخطيط العشوائى القائم على اجتهادات شخصيه سواء كان ذلك في التخطيط العام أو مساحات قطع الأراضى المخصصه للوحدة السكنية أو التصميم الداخلى للوحدة السكنية مناطق مشوهه عمرانياً ومعمارياً يصعب معها الإصلاح ومحاولة الارتقاء بها .6- اسفرت هذه المناطق عن ضياع أجزاء كبيرة من الأراضى الزراعيه التي تم تحويلها إلى اراضى للبناء مما أثر على الناتج القومى لهذه الدول.
 محاولات الحد من انتشار الإسكان العشوائي :
أن بعض المحاولات الدوليه والحكومية والفردية أيضاً للارتقاء بهذه البيئة السكنية تواجهه صعوبة شديدة جداً نظراً للنسيج العمرانى المعقد وزيادة الكثافة السكانية والبنائية لهذه التجمعات وعلى ذلك فقد اقتصرت محاولات الارتقاء على أمداد هذه المناطق بالمرافق العامه (المياه النقية الصالحة للشرب – الصرف الصحى – الكهرباء) دون أن تمتد إلى النواحى التخطيطية والفراغات العمرانية والنواحى الاجتماعية لهذا المجتمع. وبالرغم من ذلك فقد سجل هذا النمط بعض الايجابيات يمكن الاستفادة منها لتوجيه هذا النمط نحو أساليب عمرانية تتناسب مع النسيج العمرانى للمدن وتتلافى السلبيات التي نتجت عنه ومنها :-
أن الإسكان العشوائى جاء مميزاً من الناحية الإنشائية حيث أعتمد البناء على أسلوب الهيكل الخرسانى أو الحوائط الحامله كمثيلة في الكتلة العمرانية المخططه رسمياً
• الالتزام الجماعى في المناهج البنائيه من حيث التخطيط وأبعاد قطع الأراضى وانتظام الارتفاعات تمشياً مع العرف السائد في المنطقه وهو يعتبر بديلاً أو مكملاً للقوانين والاشتراطات التشريعية الخاصة بالبناء
يسمح النمو التدريجى للمسكن بالمرونة حيث يتوافق المسكن مع احتياجات الأسرة المستقبليه ويراعى الإمكانيات الاقتصادية المستغليين للوحدة السكنية
أعتمد هذا القطاع على الجهود الذاتيه من حيث التمويل والحصول على مواد البناء ولا يلجأون إلى دعم أو معونة من الجهات الرسميه ومن خلال ما تقدم يمكننا استنتاج بعض الحلول العمليه للحد من انتشار ظاهرة الإسكان العشوائى ومنها :-
طرح أراضى مخططه ومخصصه للبناء تتناسب مع احتياجات الأسرة الحاليه والمستقبلية وبأسعار مناسبة ومزودة بالمرافق العامه الأساسيه
• توفير نماذج تصميميه معماريه تراعى العادات والتقاليد الشعبيه لهذه المناطق والالتزام بتنفيذها وذلك للحد من الاجتهادات الشخصيه •أحكام الرقابه على حدود المدن والأراضى التابعة للدولة وتجريم البناء عليها
إصدار قوانين وتشريعات بنائيه حاكمة تتلافى الثغرات الموجودة في القوانين الحاليه كل ذلك من أجل الحفاظ على جمال الهوية العمرانية للنسيج العمرانى للمدن والحفاظ على هيئتها وثقافتها وتاريخها الذي يميزها عن بقية المدن بالإضافة إلى تحقيق توازن للحياة الاجتماعية التي هى نتاج قيم إنسانيه متوارثة وان توضع تشريعات بنائيه تحترم ظروف المجتمع وتاريخه واحتياجاته الحالية والمستقبلية وصيانتها وهى التي تختلف من مكان إلى أخر في جميع مدن العالم .
 المراجع العربية والأجنبية :
  • المراجع العربية : 
  • 1. د/ عبد الباقى إبراهيم " كيف يقوم الساكن باستكمال مسكنه بنفسه " مجله عالم البناء العدد 2- إبريل 1980.
  • 2. م/ سهير زكى حواس " احتياجات السكان ومدى تأثيرها على المشروعات السكنية القائمه " رسالة ماجستير.
  • 3. د/ ليلى أحمد محرم " مؤشرات ومظاهر النمو العشوائى للمجتمعات العمرانية " ندوة حماية البيئة والسكن القانونى 1990
  • 4. د/ ميلاد حنــا " الإسكان والمصيدة – المشكله والحل " دار المستقبل العربى – القاهرة
  • 5. أ/ ممـدوح الـولى " سكان العشش والعشوائيات – دراسة أعدتها نقابه المهندسين – مصر " مطابع روز اليوسف
  • 6. د/ مـحـمد علـى " المرونة في الإسكان – النظريه والتطبيق " رسالة دكتوراه
  • المراجع الأجنبية : 
  • 1. Goodman;William(ed.) Principles and Practice of Urban Planning. Washington 2. Keeble، Lewis Principles and Practice of Twon and Country Planning. London

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا